logo
فواكه استوائية تزين واجهات أسواق سوريا: زمن الخوف من الأناناس انتهى

فواكه استوائية تزين واجهات أسواق سوريا: زمن الخوف من الأناناس انتهى

القدس العربي منذ يوم واحد

في سوق الشعلان في دمشق في 26 مايو2025. ا ف ب
دمشق: فوق رفوف خشبية صغيرة في سوق الشعلان وسط دمشق، تصطف حبّات المانغا والكيوي والأناناس بألوانها الزاهية، في مشهد لم يعتده السوريون إبان الحكم السابق، الذي صنّفها ضمن السلع الكمالية، وعرقل استيرادها، وعاقب بائعيها.
أمام واجهة محله، حيث يعرض مختلف أنواع الفواكه والخضار، يقول مروان أبو هايلة (46 عاماً): 'لم نعد نخبئ الأناناس، نضعه اليوم على الواجهة بشكل علني… زمن الخوف من الأناناس انتهى'.
اعتُبرت الفواكه الاستوائية رمزًا للرفاهية، حيث صنّفتها السلطات ضمن الكماليات، وعرقلت استيرادها إطار سياسة خفض فاتورة الاستيراد والحفاظ على العملة الصعبة
ويتابع، مبتسمًا: 'الأناناس والكيوي والمانغا كانت كلها فواكه مفقودة وسعرها مرتفع للغاية'، مضيفًا: 'كنا نحضرها عن طريق التهريب'.
طيلة عقود، اعتُبرت الفواكه الاستوائية رمزًا للرفاهية في سوريا، حيث صنّفتها السلطات- وفق تجار- ضمن الكماليات. وعرقلت استيرادها من الخارج في إطار سياسة خفض فاتورة الاستيراد والحفاظ على العملة الصعبة،
فضلًا عن دعم الإنتاج المحلي. وكانت تعاقب من يعرضها للبيع بالغرامات المالية، وأحيانًا بالسجن، ما جعل وجودها يقتصر على موائد الأثرياء.
واعتاد التجار إيجاد طرق بديلة لجلب تلك الفواكه، التي كانت أشبه بعملة نادرة.
يروي أبو هايلة: 'كنا نحضرها عبر طرق التهريب من خلال السائقين، على غرار البنزين والمازوت'، الذي اعتاد السوريون تهريبه من لبنان المجاور في ظل أزمة اقتصادية خانقة وعقوبات حالت دون الاستيراد.
ويضيف: 'كانوا أحيانًا يخبئونها داخل محرك السيارة، وبكميات قليلة'.
وبعدما كان سعر كيلوغرام الأناناس يلامس عتبة 300 ألف ليرة (نحو 23 دولارًا)، العام الماضي، انخفض حاليًا إلى حوالى أربعين ألفًا (نحو أربعة دولارات).
ويقول البائع بينما يعاين زبائنه حبّات الفواكه الناضجة تحت أشعة الشمس الحارقة: 'البضاعة نفسها والجودة نفسها، لكن السعر اختلف كثيرًا'، مضيفًا: 'بات الأناناس مثل البطاطا والبصل'، وهما من الخضروات الشعبية في سوريا.
عبر شاشة التلفزيون
ويربط الباعة، وحتى الزبائن، بين توافر الفواكه والتغيرات السياسية التي طرأت على البلاد منذ وصول السلطة الجديدة، إثر الإطاحة بالحكم السابق في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، مع تدفّق سلع ومنتجات لطالما كانت محظورة أو نادرة.
فالدولار، الذي كان مجرد تداوله، أو حتى التلفّظ باسمه، ممنوعًا ويُعاقب عليه القانون، بات اليوم متداولًا على نطاق واسع. وتجوب سيارات حديثة الطراز الشوارع، كما أصبح الوقود- الذي عانى السكان من شحّه لسنوات- متوافرًا.
ويقول البائع أحمد الحارث (45 عامًا) إن الفواكه التي كانت 'أصنافًا نادرة وسعرها مرتفعًا للغاية، انهارت أسعارها بعد سقوط النظام'.
وباتت حبّات الأفوكادو والأناناس والكيوي والموز الصومالي اليوم في متناول السوريين إلى حد كبير، بحسب قوله، بعدما كان سعر الحبة الواحدة يعادل راتب موظف.
بعدما كان سعر كيلوغرام الأناناس يلامس عتبة 300 ألف ليرة (نحو 23 دولارًا)، انخفض حاليًا إلى حوالى أربعين ألفًا (نحو أربعة دولارات)
وكانت دوريات الجمارك والأجهزة الأمنية تداهم المحال، ما دفع الباعة إلى التعامل مع هذه الفواكه كسلع تُباع في الخفاء وعلى نطاق محدود، خوفًا من الملاحقة.
وتقول طالبة الطب نور عبد الجبار (24 عامًا): 'كنت أرى الفواكه الاستوائية على شاشة التلفزيون أكثر مما أراها في السوق'.
وتضيف ساخرة: 'الأناناس من حقّ الجميع، حتى لو أن بعضهم لا يعرف كيفية تقشيره'.
لكن في بلد أنهكته الحرب منذ العام 2011، واستنزفت اقتصاده، وجعلت تسعين في المئة من سكانه تحت خط الفقر، لا تزال أصناف الفاكهة تلك تُعدّ كماليات بالنسبة لسوريين يكافحون من أجل تأمين قوتهم اليومي، في ظل تراجع قدرتهم الشرائية، وعدم تمكّن السلطات من دفع عجلة التعافي الاقتصادي بعد.
وتُقرّ ربة المنزل إلهام أمين (50 عامًا)، بينما كانت تشتري الخضار لإعداد وجبة الغداء، بأن 'واجهات المحال باتت ملوّنة أكثر وتغري الزبائن بالشراء'.
لكنها رغم ذلك، لا تزال غير قادرة على شراء الفواكه عمومًا، وتجنّب أطفالها المرور أمام تلك الواجهات لئلا 'تُثير شهيتهم'.
وتقول: 'الأوضاع المعيشية صعبة، ويُعدّ الأناناس من الكماليات ورفاهية لعائلة مثل عائلتنا'.
(أ ف ب)

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سوق النفط تتلقى صدمة جديدة.. كازاخستان ترفض زيادة الإنتاج وتصعد الخلاف داخل أوبك+
سوق النفط تتلقى صدمة جديدة.. كازاخستان ترفض زيادة الإنتاج وتصعد الخلاف داخل أوبك+

العربي الجديد

timeمنذ 6 ساعات

  • العربي الجديد

سوق النفط تتلقى صدمة جديدة.. كازاخستان ترفض زيادة الإنتاج وتصعد الخلاف داخل أوبك+

قبل اجتماع حاسم لتحالف أوبك+ مقرر عقده السبت المقبل، أعلنت كازاخستان، اليوم الخميس، أنها لا تنوي خفض إنتاجها من النفط في الوقت الحالي، وتأمل زيادة الإنتاج إلى ما يتجاوز المستويات المخطط لها في وقت لاحق من هذا العام، ما يعمق الخلاف مع نظرائها في تحالف أوبك+، ويضع التحالف النفطي الأكبر في العالم أمام اختبار حقيقي لوحدة صفه وقدرته على فرض الانضباط الإنتاجي. وقال وزير الطاقة الكازاخي يرلان أكنجنوف، اليوم الخميس، في تصريحات من أستانة، إن أكثر من 70% من إنتاج النفط في البلاد يقع تحت سيطرة ثلاثة شركات دولية، مثل شيفرون وإيني، وأن "الجمهورية لا تمتلك الصلاحية القانونية لإجبار الحقول التي تديرها تلك الشركات على خفض الإنتاج ، كما لا يمكنها عمليا تقليص الإنتاج من الحقول القديمة التي تديرها شركة كازموناي غاز الوطنية". وجاءت هذه التصريحات في وقت حساس، قبل يومين فقط من اجتماع تحالف أوبك+ لمناقشة مستويات الإنتاج لشهر يوليو/تموز المقبل، ما يهدد بإثارة التوتر مع قادة التحالف، خاصة السعودية. طاقة التحديثات الحية تراجع أسعار النفط بفعل انقسامات أوبك+ وتصاعد الحرب التجارية وقادت السعودية ، العضو الأكثر نفوذا في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، التحالف الذي يضم شركاء من خارج المنظمة إلى إقرار زيادتين كبيرتين في الإنتاج منذ أوائل إبريل/نيسان. وقال بعض المندوبين إن هذه الزيادات تهدف إلى معاقبة دول مثل كازاخستان على انتهاكها حصص الإنتاج المتفق عليها. وناقش التحالف إمكانية إقرار زيادة ثالثة بمقدار 411 ألف برميل يوميًا في يوليو/تموز، من المقرر البت فيها خلال اجتماع عبر الفيديو يوم السبت، وفقًا لما أفاد به مسؤولون. في الوقت نفسه، يجرى تداول عقود النفط الآجلة قرب 65 دولارًا للبرميل في لندن، وهو مستوى أقل من السعر الذي تحتاجه العديد من دول التحالف لتغطية ميزانياتها. وبلغ إنتاج كازاخستان في إبريل/ نيسان نحو 1.823 مليون برميل يوميا، متجاوزا الحصة المتفق عليها بنحو 400 ألف برميل، بحسب بيانات سكرتارية أوبك. ومن المتوقع أن تبقى صادرات البلاد قريبة من مستوياتها القياسية في يونيو/ حزيران، وفقا لوكالة بلومبيرغ الأميركية. وفي حين عقدت الحكومة الكازاخية الشهر الماضي اجتماعات مع شركات النفط الدولية لمناقشة تحسين الامتثال، صرحت شركتا شيفرون وإيني بأنهما لم تتلقيا أي طلب رسمي لخفض الإنتاج. وتخطط كازاخستان لإنتاج 96 مليون طن من النفط هذا العام، لكن الوزير أكنجنوف قال إنه يأمل تجاوز هذا الرقم، مضيفًا: "دعونا ننتظر حتى سبتمبر لتأكيد ذلك". وقالت مديرة الأبحاث بمؤسسة "Energy Aspects" في مقابلة مع قناة بلومبيرغ: "كازاخستان لا تزال عضوًا في أوبك+، وبالتالي لديها التزامات قائمة، وأعتقد أن المحادثات بين الدول لا تزال مستمرة". وأضافت: "في نهاية المطاف، لا بد من التوصل إلى حل لهذه المشكلة المتعلقة بالامتثال"، وربما يأتي ذلك في صورة أعمال صيانة ميدانية في الأشهر المقبلة. الأرشيف منتجو أوبك الخليجيون لن يواصلوا تخفيضاتهم الطوعية بعد يونيو السعودية تقود تحركا مضادا في المقابل، تقود السعودية تحركا مضادا داخل أوبك+ منذ إبريل/نيسان الماضي، عبر ثلاث موجات متتالية من زيادة الإنتاج، كل منها بنحو 411 ألف برميل يوميا، ويُتوقع أن تُقر الزيادة الثالثة رسميا في اجتماع السبت المقبل. ورغم تراجع أسعار خام برنت إلى نحو 65 دولارا للبرميل، وهو أقل من مستوى التوازن المالي لمعظم الدول المنتجة، فإن هذه الزيادات تعكس تحولا في الاستراتيجية السعودية، إذ لم تعد الأولوية لرفع الأسعار، بل لاستعادة السيطرة على السوق ومعاقبة غير الملتزمين. ويستعد تحالف أوبك+، يوم السبت، لإعلان موجة جديدة من الإمدادات إلى سوق عالمية لا تبدو متعطشة للمزيد من البراميل. لكن في الواقع، قد لا يتحقق ما يصل إلى ثلث الزيادة المعلنة فعليا، والكمية التي ستصل في النهاية إلى السوق العالمية قد تكون أقل من ذلك أيضا. ويُتوقع أن تُضيف أوبك+ نحو 1.37 مليون برميل يوميا من الإنتاج بحلول يوليو/تموز مقارنة بمستويات مارس/آآذار. لكن بسبب تعهدات بالتعويض ومشاكل إنتاجية في دول مثل كازاخستان والعراق، قد يقتصر الارتفاع الحقيقي على نحو 972 ألف برميل يوميا فقط، وفقا لحسابات "بلومبيرغ". ولن تصل كل البراميل الإضافية إلى السوق العالمية، إذ سيُستهلك جزء منها داخل الشرق الأوسط بسبب ارتفاع الطلب الصيفي على الكهرباء وتحلية المياه. والعام الماضي، ارتفع الاستخدام المحلي للنفط في السعودية بأكثر من 460 ألف برميل يوميا بين مارس ويوليو، وفق أرقام مبادرة البيانات المشتركة. وإذا تكرر هذا الارتفاع، فإن أكثر من 80% من الزيادة السعودية وحدها ستستهلك داخليا، وهو ما سيقلل كثيرا من تأثير المعروض الإضافي عالميا. وقالت بلومبيرغ إن هناك فرضية تتصاعد في أوساط تحالف أوبك+، تشير إلى أن السعودية ربما تحاول استعادة حصتها السوقية المفقودة لصالح منتجي النفط الصخري الأميركي وغيرهم من المنافسين، بعد سنوات من سياسة الخفض. وهذا السيناريو يمثل انفصالا حادا عن استراتيجية إدارة السوق التي اعتمدتها الرياض على مدى العقد الماضي، وقد ينذر كذلك ببداية أفول تحالف أوبك+ نفسه. وإذا صحت هذه الفرضية، فإن السعودية تبدو مستعدة لتحمل أسعار منخفضة عند مستوى 65 دولارا أو أقل لفترة طويلة، وهي مستويات تقل كثيرا عن السعر اللازم لتحقيق التوازن في موازنة المملكة.

حصاد 600 يوم من حرب غزة على الاقتصاد الإسرائيلي: ديون وعجز وتضخم
حصاد 600 يوم من حرب غزة على الاقتصاد الإسرائيلي: ديون وعجز وتضخم

العربي الجديد

timeمنذ 20 ساعات

  • العربي الجديد

حصاد 600 يوم من حرب غزة على الاقتصاد الإسرائيلي: ديون وعجز وتضخم

أدت الحرب على غزة إلى تعميق عجز الاقتصاد الإسرائيلي بنحو 106.2 مليارات شيكل (30 مليار دولار) بحلول نهاية عام 2024. ومنذ بداية العام الحالي، لم يتم نشر نفقات الحرب بشكل منفصل. وبلغت تكلفة الحرب، بما في ذلك المساعدات الأميركية، 141.6 مليار شيكل (40 مليار دولار) بحلول نهاية عام 2024، بحسب بيانات المحاسب العام لوزارة الخزانة. وهذه تكلفة إجمالية تشمل التكاليف العسكرية، والنفقات المدنية، والمدفوعات من صندوق التعويض عن الأضرار. ويرجع الفرق بين الصافي والإجمالي في المقام الأول إلى المساعدات الأميركية، ولكنه يشمل أيضاً المشاركة من وزارات أخرى، والدخل من بلدان أخرى، والدخل الإضافي من وزارة الحرب . وبلغت النفقات الصافية (باستثناء المساعدات الأميركية) 121.3 مليار شيكل (34 مليار دولار). وبحسب وزارة المالية الإسرائيلية، ساهمت الحرب في زيادة العجز بنحو 1.4% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023، وبنسبة 4.8% أخرى من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024، بحيث ساهمت الحرب في العجز بنحو 106.2 مليار شيكل بحلول نهاية عام 2024. كما ألحقت الحرب الضرر بإيرادات الضرائب، وهو أمر يصعب تقديره ونسبته إلى الحرب نفسها، ولكن من المقدر أنه في عام 2024 وحده بلغ الضرر الذي لحق بهذه المعلمة 1.1% من الناتج المحلي الإجمالي. (الدولار 3.53 شواكل) من الصعب للغاية، وفق موقع "كالكاليست" تقدير نمو الدين الحكومي وتكلفته بسبب الحرب، حيث إنه خلال عام 2023، ولكن بشكل رئيسي خلال عام 2024، ارتفع الإنفاق الحكومي باستثناء نفقات الحرب (الإنفاق المدني) بشكل كبير، ليصل إلى 6.1%، في حين كانت الخطة الأصلية بدون الحرب 4.9%. وبحسب التقرير ذاته، فإن الحكومة دفعت فوائد على الدين ما يعادل نحو 2.1% من الناتج المحلي الإجمالي. خسائر الطيران إن أزمة الطيران التي شهدتها إسرائيل الشهر الماضي في أعقاب الصاروخ الحوثي الذي سقط بالقرب من المحطة 3 وأدى إلى أزمة طيران محلية، هي تتويج لـ 600 يوم من إلغاء عدد لا يحصى من الرحلات الجوية في إسرائيل. ومنذ 7 أكتوبر 2023، تقوم شركات الطيران الأجنبية بإلغاء رحلاتها في إسرائيل بشكل منتظم، وهذا له عواقب اقتصادية، وفق "كالكاليست". ويضطر الركاب إلى التخلي عن التذاكر منخفضة التكلفة بعد أن تجنبت شركات مثل Wizz Air وRyanair السفر إلى إسرائيل لفترة طويلة من الزمن، ويعلق المسافرون في الخارج ويدفعون أسعارًا باهظة مقابل الرحلات الجوية للعودة إلى إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، بين صيف عام 2023 وصيف عام 2025 كانت هناك زيادة كبيرة. اقتصاد دولي التحديثات الحية إسرائيل تتخوف من الحظر التجاري الأوروبي... هذه هي الخسائر المتوقعة في حين لا تزال العديد من شركات الطيران تناقش ما إذا كانت ستعود إلى الطيران في إسرائيل، والتي يعتبر الكثير منها الأرخص في السوق، فإن تلك التي استأنفت عملياتها بالفعل بدأت ببيع التذاكر للصيف - والأسعار أعلى مما كانت. على سبيل المثال، ستكلف تذكرة ذهاب وعودة من إسرائيل إلى لارنكا في أوائل يوليو 267 دولارًا على طيران إيجيان، مقارنة بـ 230 دولارًا في صيف عام 2023 و210 دولارات فقط في صيف عام 2024. أصبحت تذاكر الطيران على الخطوط الجوية الإسرائيلية أكثر تكلفة. ستبلغ تكلفة الرحلة إلى لارنكا على متن شركة طيران العال في يوليو 326 دولارًا، مقارنة بـ 176 دولارًا في صيف عام 2023. وفي أركيا، يبلغ السعر 341 دولارًا، مقارنة بـ 246 دولارًا في عام 2023. وفي إسرائيل، يبلغ السعر 307 دولارات، مقارنة بـ 259 دولارًا في عام 2023. وشهدت أسعار الرحلات الجوية إلى الولايات المتحدة ارتفاعاً كبيراً أيضاً. قبل الحرب، كان من الممكن شراء تذكرة إلى نيويورك على متن شركة طيران العال بمبلغ 900 دولار، ولكن الآن أصبح السعر يراوح بين 1000 و2000 دولار. وبحسب المكتب المركزي للإحصاء، فإن الإسرائيليين ينفقون أموالاً أكثر على الرحلات الجوية. بين الربع الأول من عام 2023 والربع الأول من عام 2025، ارتفعت تكاليف رحلات الطيران للإسرائيليين بنسبة 6.3%. ارتفاع الأسعار وبعد 600 يوم من الحرب، تتعامل الأسر الإسرائيلية مع انخفاض الدخل الصافي، واستمرار الخدمة الاحتياطية التي تؤثر أيضًا على الأزواج، وزيادة مقلقة في المتأخرات في سداد القروض والرهن العقاري. إذ بحسب "كالكاليست" الأسر تشعر جيداً باستمرار الحرب، وفي المكان الأكثر وضوحاً وإيلاماً: جيوبهم. ويؤدي التضخم المستمر وزيادات الضرائب المباشرة وغير المباشرة إلى تآكل الدخل المتاح للعديد من الأسر، مما يؤدي إلى تفاقم الضغوط الاقتصادية التي بدأت في عام 2022 مع ارتفاع أسعار الفائدة، واشتدت مع اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول. ولتمويل تكاليف الحرب، رفعت الحكومة العبء الضريبي، مع محاولة عدم تسميته بزيادة الضرائب. ارتفعت مساهمات التأمين الوطني إلى نحو 600 شيكل سنوياً للموظفين، ونحو 900 شيكل سنوياً لأرباب العمل. وفي الوقت نفسه، تم تجميد تحديث شرائح الضرائب لعامي 2024 و2025، مما يسبّب تآكل الأجور، كما تم تجميد قيمة نقاط الائتمان الضريبي - وهي واحدة من أهم الفوائد الضريبية للعاملين. وهذا يعني تآكل أكثر من 2000 شيكل من المزايا الضريبية بحلول عام 2025 للأسرة التي يحصل والداها على أجر متوسط. وبالإضافة إلى التأثير على الدخل الحالي كل شهر، فسوف تشعر الأسر بتأثير إضافي في الصيف، عندما يتم دفع معظم أيام التعافي التي يستحقها كل موظف في البلاد بموجب القانون. اقتصاد دولي التحديثات الحية إيباي تغلق عملياتها في إسرائيل وتسرح الموظفين وتبلغ قيمة يوم التعافي للموظف في القطاع الخاص 418 شيكلاً، وفي القطاع العام 471 شيكلاً. وبموجب اتفاق بين وزارة المالية والهستدروت، تم تقليص يوم تعافٍ واحد لكل موظف في العام 2025، بالإضافة إلى التخفيض الذي تم في العام 2024 بيوم واحد. وبحسب تحليل أجراه موقع "كالكاليست" ، فإن الزوجين من الوالدين اللذين يتقاضى كل منهما راتباً شهرياً متوسطاً (حوالي 12900 شيكل إجمالي شهرياً) سوف يخسران حوالي 7000 شيكل صافي من دخل الأسرة هذا العام ــ وهو المبلغ الذي يعكس جيداً العبء الخفي على العاملين بالأجر والأسر، حتى من دون زيادة مباشرة في الضرائب. ولا يقتصر الأمر على هذا العام فحسب: ففي معظم الأقسام، سيكون التأثير أيضًا في عام 2026، وجزئيًّا في عام 2027. ويتجلى الضرر الذي يلحق بدخل الأسرة أيضًا في صعوبة الاستمرار في سداد القروض التي حصلت عليها. وارتفع حجم القروض العقارية المتأخرة عن السداد لأكثر من 90 يوماً بعد اندلاع الحرب من 2.7 مليار شيكل (0.49% من محفظة القروض العقارية) إلى 3.2 مليارات شيكل (0.59% من المحفظة). قطاع التكنولوجيا في الاقتصاد الإسرائيلي واصلت الشركات الناشئة جمع رأس المال: حيث بلغ إجمالي التمويل الذي تم جمعه 12 مليار دولار، وفقًا لـ Startup Nation Central. وهذا يمثل زيادة بنسبة 31% مقارنة بعام 2023، الذي كان عام التعافي حتى 7 أكتوبر. وكان هناك أيضًا نمو في عمليات الخروج. وصلت مبيعات الشركات الناشئة إلى 10 مليارات دولار، وهو رقم أعلى من ذروة الفقاعة في عام 2021. وكان هذا حتى قبل الخروج التاريخي لشركة Waze ، التي بيعت إلى Google مقابل 32 مليار دولار في بداية العام. وتأثير 600 يوم من الحرب يمكن قياسه بكل ما لم يحدث، وفق "كالكاليست". يبدأ الأمر بالأشياء الصغيرة، مثل رجال الأعمال الذين لم يتمكنوا من الوصول بسبب إلغاء رحلاتهم بسبب الهجوم الإيراني أو الصاروخ الحوثي. ويمكن إضافة إلى ذلك بيانات هيئة الابتكار، والتي تشير إلى أن 8300 متخصص في مجال التكنولوجيا الفائقة غادروا إسرائيل منذ بداية الحرب وحتى يوليو/تموز 2024. وهذا يمثل ارتفاعًا تاريخيًّا بنسبة 2.1% من إجمالي العاملين في مجال التكنولوجيا الفائقة. اقتصاد دولي التحديثات الحية أيرلندا توافق رسمياً على حظر استيراد منتجات المستوطنات الإسرائيلية تعلن الكيانات الاستثمارية رسميًّا بدء عملها في بلد معين، ولكن عندما تتوقف عن العمل، يحدث ذلك بهدوء. وستحاول الكيانات الأميركية، التي تعد المستثمرين الرئيسيين في إسرائيل، إخفاء هذا الأمر بكل قوتها، ولكن في عدد لا بأس به من لجان الاستثمار تم التلميح خلال الأيام الستمائة الماضية إلى أنه لن تتم معاقبة أحد على الامتناع عن الاستثمار في منطقة حرب. إلى أي مدى تضررت التكنولوجيا الإسرائيلية، خاصة صورتها وسمعتها في العالم، لا يمكن معرفة ذلك إلا بعد انتهاء الحرب، وفق "كالكاليست". وإذا ارتفعت تدفقات الاستثمارات وسمعت اللغة الإنجليزية من جديد في قاعات المؤتمرات في تل أبيب، فسيكون من الممكن إطلاق صفارة الإنذار المهدئة. إذا ركب رواد الأعمال الناشئون الطائرة إلى نيويورك مباشرة بعد تأسيس شركاتهم، كما هو الحال اليوم، واستمروا في إدارتها من هناك، فسوف تكون إشارة إلى أن الضرر كان عميقاً وطويل الأمد، وفق الموقع ذاته.

فواكه استوائية تزين واجهات أسواق سوريا: زمن الخوف من الأناناس انتهى
فواكه استوائية تزين واجهات أسواق سوريا: زمن الخوف من الأناناس انتهى

القدس العربي

timeمنذ يوم واحد

  • القدس العربي

فواكه استوائية تزين واجهات أسواق سوريا: زمن الخوف من الأناناس انتهى

في سوق الشعلان في دمشق في 26 مايو2025. ا ف ب دمشق: فوق رفوف خشبية صغيرة في سوق الشعلان وسط دمشق، تصطف حبّات المانغا والكيوي والأناناس بألوانها الزاهية، في مشهد لم يعتده السوريون إبان الحكم السابق، الذي صنّفها ضمن السلع الكمالية، وعرقل استيرادها، وعاقب بائعيها. أمام واجهة محله، حيث يعرض مختلف أنواع الفواكه والخضار، يقول مروان أبو هايلة (46 عاماً): 'لم نعد نخبئ الأناناس، نضعه اليوم على الواجهة بشكل علني… زمن الخوف من الأناناس انتهى'. اعتُبرت الفواكه الاستوائية رمزًا للرفاهية، حيث صنّفتها السلطات ضمن الكماليات، وعرقلت استيرادها إطار سياسة خفض فاتورة الاستيراد والحفاظ على العملة الصعبة ويتابع، مبتسمًا: 'الأناناس والكيوي والمانغا كانت كلها فواكه مفقودة وسعرها مرتفع للغاية'، مضيفًا: 'كنا نحضرها عن طريق التهريب'. طيلة عقود، اعتُبرت الفواكه الاستوائية رمزًا للرفاهية في سوريا، حيث صنّفتها السلطات- وفق تجار- ضمن الكماليات. وعرقلت استيرادها من الخارج في إطار سياسة خفض فاتورة الاستيراد والحفاظ على العملة الصعبة، فضلًا عن دعم الإنتاج المحلي. وكانت تعاقب من يعرضها للبيع بالغرامات المالية، وأحيانًا بالسجن، ما جعل وجودها يقتصر على موائد الأثرياء. واعتاد التجار إيجاد طرق بديلة لجلب تلك الفواكه، التي كانت أشبه بعملة نادرة. يروي أبو هايلة: 'كنا نحضرها عبر طرق التهريب من خلال السائقين، على غرار البنزين والمازوت'، الذي اعتاد السوريون تهريبه من لبنان المجاور في ظل أزمة اقتصادية خانقة وعقوبات حالت دون الاستيراد. ويضيف: 'كانوا أحيانًا يخبئونها داخل محرك السيارة، وبكميات قليلة'. وبعدما كان سعر كيلوغرام الأناناس يلامس عتبة 300 ألف ليرة (نحو 23 دولارًا)، العام الماضي، انخفض حاليًا إلى حوالى أربعين ألفًا (نحو أربعة دولارات). ويقول البائع بينما يعاين زبائنه حبّات الفواكه الناضجة تحت أشعة الشمس الحارقة: 'البضاعة نفسها والجودة نفسها، لكن السعر اختلف كثيرًا'، مضيفًا: 'بات الأناناس مثل البطاطا والبصل'، وهما من الخضروات الشعبية في سوريا. عبر شاشة التلفزيون ويربط الباعة، وحتى الزبائن، بين توافر الفواكه والتغيرات السياسية التي طرأت على البلاد منذ وصول السلطة الجديدة، إثر الإطاحة بالحكم السابق في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، مع تدفّق سلع ومنتجات لطالما كانت محظورة أو نادرة. فالدولار، الذي كان مجرد تداوله، أو حتى التلفّظ باسمه، ممنوعًا ويُعاقب عليه القانون، بات اليوم متداولًا على نطاق واسع. وتجوب سيارات حديثة الطراز الشوارع، كما أصبح الوقود- الذي عانى السكان من شحّه لسنوات- متوافرًا. ويقول البائع أحمد الحارث (45 عامًا) إن الفواكه التي كانت 'أصنافًا نادرة وسعرها مرتفعًا للغاية، انهارت أسعارها بعد سقوط النظام'. وباتت حبّات الأفوكادو والأناناس والكيوي والموز الصومالي اليوم في متناول السوريين إلى حد كبير، بحسب قوله، بعدما كان سعر الحبة الواحدة يعادل راتب موظف. بعدما كان سعر كيلوغرام الأناناس يلامس عتبة 300 ألف ليرة (نحو 23 دولارًا)، انخفض حاليًا إلى حوالى أربعين ألفًا (نحو أربعة دولارات) وكانت دوريات الجمارك والأجهزة الأمنية تداهم المحال، ما دفع الباعة إلى التعامل مع هذه الفواكه كسلع تُباع في الخفاء وعلى نطاق محدود، خوفًا من الملاحقة. وتقول طالبة الطب نور عبد الجبار (24 عامًا): 'كنت أرى الفواكه الاستوائية على شاشة التلفزيون أكثر مما أراها في السوق'. وتضيف ساخرة: 'الأناناس من حقّ الجميع، حتى لو أن بعضهم لا يعرف كيفية تقشيره'. لكن في بلد أنهكته الحرب منذ العام 2011، واستنزفت اقتصاده، وجعلت تسعين في المئة من سكانه تحت خط الفقر، لا تزال أصناف الفاكهة تلك تُعدّ كماليات بالنسبة لسوريين يكافحون من أجل تأمين قوتهم اليومي، في ظل تراجع قدرتهم الشرائية، وعدم تمكّن السلطات من دفع عجلة التعافي الاقتصادي بعد. وتُقرّ ربة المنزل إلهام أمين (50 عامًا)، بينما كانت تشتري الخضار لإعداد وجبة الغداء، بأن 'واجهات المحال باتت ملوّنة أكثر وتغري الزبائن بالشراء'. لكنها رغم ذلك، لا تزال غير قادرة على شراء الفواكه عمومًا، وتجنّب أطفالها المرور أمام تلك الواجهات لئلا 'تُثير شهيتهم'. وتقول: 'الأوضاع المعيشية صعبة، ويُعدّ الأناناس من الكماليات ورفاهية لعائلة مثل عائلتنا'. (أ ف ب)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store