الكدمة وشبهة المخدرات.. وداع ماسك يُحرج ترامب ويُنعش الديمقراطيين
أثارت الكدمة التي ظهرت في العين اليسرى للمستشار الرئاسي، الملياردير الأمريكي الأشهر إيلون ماسك، التساؤلات في واشنطن.
الرئيس ترامب شخصيًا تفاجأ، وهو يسمع أحد الصحفيين المراسلين من البيت الأبيض، يوجه السؤال لماسك ويسأله عن قصة تلك الكدمة التي ظهرت في عين ماسك.
للوهلة الأولى ظهر ترامب متفاجئًا من الموقف، قائلًا إنه لم ينتبه لذلك لكن مستشاره المقرب أوضح أن الكدمة تعود إلى ضربة على العين تلقاها من يد ابنه إكس في موقف مداعبة من الابن لوالده.
لم يكن هذا هو الموقف الوحيد اللافت في حفل وداع الملياردير في المكتب البيضاوي؛ لأن تلك اللحظات كانت مليئة بمشاهد أثارت الكثير من الأسئلة لاحقًا في العاصمة واشنطن، ورافقت الرئيس ترامب في تنقلاته طيلة إجازة نهاية الأسبوع.
ماسك وفي مشهد آخر وفي المناسبة نفسها ظهرت عليه حركات غير معتادة، ومنها التحديق الطويل والإيماءات بالرأس، ما أعاد إلى الأذهان تلك التساؤلات التي كانت قد رافقته في وقت سابق، خاصة بعد أن كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن تناول ماسك للمخدرات، وهو الأمر الذي ينعكس على بعض الحركات التي تخرج عن سيطرته كما حدث هذه المرة في البيت الأبيض.
قصة استهلاك ماسك للمخدرات قديمة ولم تكن المرة الأولى التي يطرحها الإعلام الأمريكي، لكن ماسك في المرة السابقة قدم توضيحين مختلفين في هذه الرواية، الأولى قال من خلاله إن الصحيفة التي أثارت هذه القصة لا تقول الحقيقة فيما تكتبه عنه، وفي الثانية قال إنه يتعاطى وبوصفة طبية من طبيب مواد تساعده على التعاطي مع الضغوطات اليومية القاتلة التي يواجهها في إدارة أعماله ومشاريعه الخاصة.
وفي نهاية الأسبوع، وجد الرئيس ترامب نفسه في مواجهة أسئلة الصحفيين مرة أخرى في أعقاب ذلك الحفل الوداعي لحليفه المقرب ماسك من قبل مراسلي البيت الأبيض وهم يسألون الرئيس ترامب إن كان على علم بتعاطي صديقه المقرب ووزيره المغادر للحكومة، المخدرات.
ترامب نفى أن يكون على علم بتعاطي ماسك، وفضل أن يتحدث عن تقديره للعمل الكبير الذي قدمه في الفترة الماضية بصفته مستشارًا للرئيس، ووزيرًا لتطوير الأداء الحكومي.
وقال ماسك، عن تلك الحركات، في مناسبة سابقة إنها تعود إلى إصابته بنوع معين من حالات التوحد، وهو ما يظهر عليه أحيانًا في فرط الحركة والحركات العفوية في المناسبات العامة، نافيًا بذلك أن تكون للقصة أي علاقات بتعاطي المخدرات.
في مشهد آخر كان لافتًا، والمتمثل في تقديم الرئيس ترامب مفتاح البيت الأبيض الرمزي هدية لصديقه، قائلًا إن هذه هدية ثمينة وخاصة جدًا، وهو بصفته رئيسًا للبلاد لا يعطيها إلا للأشخاص المميزين والذين يقومون بأشياء خاصة، ومن الطبيعي أن يكون ماسك واحدًا من هؤلاء.
مستقبل وزارة الكفاءة المجهول
كان هذا واحدًا من الأسئلة التي صاحبت خروج ماسك من البيت الأبيض باعتبار مشروع وزارة الكفاءة الحكومية ارتبط به وبرؤيته لإصلاح حكومي شامل، يبدأ من مراجعة الإنفاق الحكومي وتخفيضه إلى الحدود الدنيا الممكنة، والعمل على تفعيل طرق أداء الحكومة الفيدرالية، وهذا المشروع تحديدًا سبق لماسك أن تعهد أنه سيسمح للحكومة الفيدرالية استعادة تريليوني دولار من الإنفاق الحكومي في العام الأول من عمر إدارة الرئيس ترامب.
مضت 4 أشهر حتى الآن من عمر هذه الإدارة ووزارة ماسك لم تنجح سوى في جمع 250 مليار دولار، وهو الأمر الذي يجعل الرقم المعلن عنه بعيدًا عن أن يتحقق بالنظر للفترة المتبقية من العام الحالي مع مواجهة ماسك ووزارته نزاعات قانونية وقضائية مع عديد من الوكالات والمؤسسات الفيدرالية لموظفيها في مختلف جهات البلاد، وفي مختلف مستويات المحاكم والقضاء.
سؤال واشنطن في نهاية الأسبوع يتعلق بمصير هذه الوزارة بعد رحيل مؤسس فكرتها، ومدى قدرة موظفيها على مواجهة الضغوط الهائلة القانونية والتشريعية، خاصة على مستوى الكونغرس؛ حيث يقف النواب والشيوخ الديمقراطيون بقوة في وجه سياسات ماسك.
ويقول الرئيس ترامب عن مستقبل الوزارة إنها ستكون أكثر قوة في المستقبل، وإن عملها سيستمر بناء على تلك القواعد التي وضعها ماسك قبيل مغادرته البيت الأبيض.
خلافات أم تضارب مصالح؟
منذ وقت غير قصير لم تظهر على السطح خلافات بين ترامب وماسك، وكان كلاهما يحرص على إظهار المتانة في العلاقة بينهما والحرص الكبير على الظهور بصورة الحليفين المقربين، لكن مشروع القانون الضريبي الذي قدمه ترامب لمصادقة الكونغرس، وحاز حتى الآن على موافقة النواب في الغرفة الأولى، حتى لو كان ذلك بفارق ضئيل لا يتعدى الصوت الواحد، أخرج الخلافات بين الرجلين إلى العلن وإلى ساحات النقاش الإعلامي والسياسي في العاصمة واشنطن.
يقول ماسك إن المشروع الذي يقترحه الرئيس ترامب لا يحقق غاية تقليص الإنفاق الحكومي، بل سيضاعف إنفاق الحكومة الفيدرالية، كما أنه سيؤدي إلى رفع سقف الدين العام.
هذه الرؤية تختلف مع تلك التي جاءت بماسك إلى البيت الأبيض لأجل الحد من الإنفاق الحكومي.
ماسك خرج ليتحدث عن وجهة نظره هذه علنًا في توقيت حساس بالنسبة للرئيس ترامب الذي كان يسعى لحظتها لتأمين موافقة النواب الجمهوريين لخطته الضريبية قبل أن يبدأ معركة الغرفة الثانية في مجلس الشيوخ.
خروج ماسك بهذا التصريح دفع كثيرين في واشنطن إلى التساؤل عن طبيعة التحالف بين الرجلين ومدى قدرتهما على الاستمرار معًا، إلى أن بادر ماسك إلى إعلان خروجه من إدارة ترامب لاحقًا، وإعلان شخصي منه حتى قبل أن يعلن البيت الأبيض عن ذلك.
خسارة ترامب وانتصار الديمقراطيين
منذ اليوم الأول لوجوده في البيت الأبيض كان مطلب الديمقراطيين العلني هو رفض تدخل ماسك في العمل الحكومي، كما أن معارضة سياساته المالية وعمله في وزارة الكفاءة الحكومية كان ولا يزال في قلب السياسات المعارضة من قبل المشرعين الديمقراطيين.
هؤلاء أثاروا عدة جوانب، ورأوا أنها غير قانونية في دور ماسك الحكومي، ومنها اطلاعه على الأسرار الدفاعية والعسكرية للبلاد من خلال مشاركته في اجتماعات سرية في وزارة الدفاع، وكذلك قراراته المتعلقة بتقليص أعداد الموظفين الفيدراليين في الوزارات والوكالات الفيدرالية وإلغاء بعضها بالكامل، إضافة إلى دفع الإدارة إلى تبني سياسات لا تخدم المصالح الأمريكية، ومنها الدعوة إلى انضمام كندا إلى الولايات المتحدة، ودعم تيارات اليمين المتطرف في أوروبا، والتدخل في النزاعات العرقية في جنوب إفريقيا.
لقد رأى الديمقراطيون وباستمرار في وجود ماسك في البيت الأبيض ضررًا على أداء واشنطن وعلى المصالح الأمريكية في الخارج، خاصة في العلاقة مع حلفائها التقليديين فيما وراء الأطلسي.
لم يكتف الديمقراطيون بهذه المواقف، بل ذهبوا إلى إثارة مسألة تضارب المصالح في عمل ماسك، فهو من جانب مستشار مقرب من الرئيس، وفي الجانب الآخر، هو صاحب شركات ترتبط بعقود ومصالح ومشاريع مع الحكومة الفيدرالية، وبعضها في وزارات سيادية كوزارة الدفاع، وبعضها في صورة مصالح أخرى مع دول معادية كما هو الحال مع روسيا والصين.
هذا الخوف دفع ببعض المشرعين الديمقراطيين إلى توجيه اتهامات علنية لماسك عن طبيعة دوره في توجيه السفارات الأمريكية للضغط على حكومة إفريقية ودفعها للتعاقد مع شركات ماسك.
هذه التحفظات مجتمعة جعلت من الديمقراطيين ينظرون إلى مغادرة ماسك البيت الأبيض تظهر في صورة انتصار لهم وخسارة للرئيس ترامب الذي راهن كثيرًا على متانة التحالف بينه وبين الملياردير الأكبر في البلاد في الوقت الحاضر، وبأنه عبقري يقدم الكثير من الحلول الأساسية لطريقة عمل الحكومة الفيدرالية والمساعدة على تحديث أدائها.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 8 ساعات
- النهار
جاسيندا أرديرن: قادة العالم بحاجة إلى مزيد من اللطف
من السهل أن ننسى أن جاسيندا أرديرن هي رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة. وهي تقف في طابور في مقهى في كامبريدج، ماساتشوستس، مرتدية بدلة من تصميم المصممة النيوزيلندية جولييت هوجان، مع حذاء رياضي وأقراط ذهبية، تبتسم ابتسامة ساحرة وتطلب أن ينادوها "جاسيندا فقط". عندما تطلب كابتشينو، يتساءل الكاشير لماذا تبدو مألوفة جدا. هل هي، بالصدفة، تلك الشخصية التي تظهر على التلفزيون؟ 'توني كوليت؟' يسألون، في إشارة إلى ممثلة أسترالية. أرديرن، التي لا ترافقها حراسة أمنية، تتجاهل الخطأ في التعرف عليها ولا تصحح الأمر. يقع المقهى على بعد 10 دقائق سيرًا على الأقدام من جامعة هارفارد، حيث تحمل أرديرن، التي استقالت من منصب رئيسة الوزراء في عام 2023، الآن ثلاث زمالات. في أعقاب استقالتها الطوعية، تزوجت من شريكها منذ فترة طويلة، كلارك جايفورد، وانتقلت مع عائلتها موقتا إلى ماساتشوستس. في اليوم السابق لمقابلتنا، اجتمع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس لحضور حفل التخرج، وظلت آثار الحفل في كل مكان: خيام، وأكوام من الكراسي القابلة للطي موضوعة في الساحات، وطلاب يتجولون حاملين صناديق من الورق المقوى. اختتم الحفل عاما دراسيا شهد تورط المؤسسة في مواجهة قانونية مع إدارة ترامب حول مزاعم بمعاداة السامية، مما عرّض التمويل الفيدرالي وتأشيرات الطلاب الدوليين المسجلين في الجامعة للخطر. في هذه الأجواء المتوترة، تنشر أرديرن، التي كانت تُعرف خلال فترة توليها السلطة باسم "مناهضة ترامب"، مذكراتها بعنوان A Different Kind of Power (نوع مختلف من القوة) . يقدم الكتاب، الذي صدر يوم الثلاثاء، حجة مفادها أن القيادة بالتعاطف واللطف قد تكون الحل لمجموعة من الأزمات العالمية — وهي حجة كانت أيضا موضوع إحدى زمالاتها في كلية هارفارد كينيدي. ما إذا كان مثل هذا الكتاب سيلاقي صدى في هذه اللحظة الحرجة هو سؤال مفتوح. الكتاب والجولة العالمية هما جزء مما يبدو أنه عودة إلى الحياة العامة، والتي تشمل أيضا فيلما وثائقيا عنها بعنوان "رئيسة الوزراء" سيصدر في وقت لاحق من هذا الشهر. في الكتاب، تدخل السيدة أرديرن، البالغة من العمر 44 عاما، في التفاصيل الدقيقة لما كان عليه الأمر أن تقود بلدا خلال أزمات متعددة، بما في ذلك هجوم إرهابي بث مباشر في كرايستشيرش، وثوران بركاني كبير، وجائحة كوفيد-19. كما تكتب عن تجربة الحكم كامرأة (ليست الأولى في بلدها ولكنها لا تزال نادرة على الساحة العالمية) وكأم (كانت ثاني زعيمة عالمية تنجب طفلاً أثناء توليها منصبها)، وتطلع القراء على العديد من الحسابات الذهنية التي كان عليها إجراؤها بشأن مقدار ما ستشاركه من حياتها الشخصية مع الجمهور. والآن، تشاركنا بعض التفاصيل الخفية التي كانت تخفيها. مثل تلك الليلة في عام 2017 عندما جلست في حمام صديقتها تعد الدقائق لتعرف نتيجة اختبار الحمل وسط مفاوضات حول ما إذا كانت ستصبح رئيسة للوزراء أم لا. والمرة التي أحضرت فيها مولودها الجديد إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، مما يعني إرضاعه في لحظات محرجة بين الاجتماعات وتغيير حفاضاته على الأرض. بعد بضع سنوات من تلك الزيارة، أنشأت الأمم المتحدة مساحة مخصصة للرضاعة للأمهات الجدد. إن هذه اللحظات غير الساحرة من فترة توليها المنصب — والتي تذكرها في جميع أنحاء الكتاب — هي التي تضفي مصداقية على أطروحتها: القيادة بالتعاطف واللطف هي خيار يمكن لأي شخص اتخاذه.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 10 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
سلامة داخل سجنه: ثلاث مذكرات توقيف وتدهور سريع بصحته
تفتكُ الآلام بجسد حاكم مصرف لبنان السابق رياض توفيق سلامة (75 عامًا)، الذي لم يتوقف عن تدخين السيجار منذ اللحظة الأولى لدخوله السجن، ما ساهم بتدهور سريع لحالته الصحية، فاستعان بعنصرين من الأمن لمساعدته للوصول إلى غرفة قاضية التحقيق في بيروت رولا صفير لحضور جلسة استجوابه لتصدر بعدها مذكرة توقيف وجاهية بحقه، الأمر الذي يوحي بأن خروجه من السجن لم يعد بالأمر السهل. حضر سلامة جلسة استجوابه التي حددتها القاضية صفير، بسبب دعوى قضائية قدمت ضده من قبل المودع طلال أبو غزالة، وذلك على خلفية "مناورات احتيالية واستغلال السلطة التي ألحقت ضررًا بأموال المودعين في المصارف اللبنانية"، فاحتجزت وديعة أبو غزالة داخل المصرف وهي تزيد عن 47 مليون دولار كان قد حولها من الأردن إلى لبنان. وبعد انتهاء الجلسة أصدرت مذكرة توقيف وجاهية بحقه، ليرتفع عدد المذكرات الصادرة بحق سلامة إلى ثلاثة. تدهور سريع تشير مصادر قضائية لـ"المدن" إلى أن حالة سلامة متدهورة بشكل لافت. ففي المرة الأخيرة التي أتى فيها إلى قصر عدل بيروت لحضور جلسة استجوابه أمام القاضية صفير في الطابق الثاني، استعان بعنصرين من الأمن ليساعدوه على التحرك وصعود الأدراج، وكانت ملامح التعب واضحة عليه، وخسر الكثير من وزنه. وأضاف المصدر إلى أن سلامة لم يتوقف عن تدخين السيجار منذ دخوله إلى السجن، ما أدى إلى إضعاف عمل الرئة بشكل كبير، كما أنه أجرى عملية خلال الأشهر الماضية بسبب مشاكل في القلب، هذا عدا عن ضغط الدم الذي يتلاعب بشكل يوميّ. ولم ينف المصدر تأثير الحالة النفسية التي وصل إليها سلامة داخل السجن وانعكاسها الواضح على ضعف بنيته الجسدية. فهو لم يتقبل بعد أن يُسجن هذه المدة الطويلة وأن تُفتح ملفاته القضائية بعد أن كان حاكمًا لمصرف لبنان المركزي لأكثر من ثلاثة عقود. وكانت القاضية صفير قد حددت جلسة أولى في هذا الملف لسلامة لكنه تغيب عن الجلسة، وحسب معلومات "المدن" "كان متواجدًا في مستشفى بحنس وقدم تقريرًا طبيًا أبرز فيه حالته الصحية"، فحددت القاضية جلسة أخرى وحضرها سلامة واستجوب وأصدرت مذكرة التوقيف بحقه. وتشير مصادر "المدن" إلى مخاوف جدية من حالته الصحية التي تتدهور بشكل سريع، خصوصًا بعد احتجازه داخل مديرية قوى الأمن الداخلي، وهذا نتيجة مشاكله الصحية القديمة التي تضاعفت بعد احتجازه، وبلوغه منتصف العقد السابع، إضافة إلى تدخين السيجار بشكل كبير في اليوم الواحد. لذلك في كل مرة كان يطلب نقله إلى المشفى، كانت الجهات المعنية توافق على الفور خوفًا من أن تؤدي العوارض التي يشعر بها إلى مضاعفات خطيرة. توقف التحقيقات في الثالث من أيلول العام 2024، أوقف القضاء اللبناني سلامة بقضية اختلاس من حسابات مصرفية داخل المصرف المركزي بحوالى 44 مليون دولار. لكن ملفاته "الدسمة" والكبرى لم تتحرك بعد والتحقيقات متوقفة. هذه الملفات هي من أكبر الجرائم المالية في لبنان التي تقدر باختلاس وسرقة أكثر من 330 مليون دولار، والمقصود هنا هو ملف "فوري" وملف "أوبتيموم". علمًا أن هذه الملفات بالتحديد من شأنها أن تطيح برؤوس سياسية كبيرة في حال قرر سلامة الافصاح عن الصندوق الأسود الذي يملكه. لذلك، تطرح تساؤلات كثيرة اليوم هل يكتفي القضاء اللبناني بملاحقة سلامة بملف واحد فقط؟ وما مصير باقي الملفات؟ وهل ما يحصل هو حماية للطبقة السياسية؟ في كل الأحوال، يمكن القول أن إخلاء سبيل سلامة بات صعبًا خلال الفترة الراهنة، خصوصًا مع ارتفاع عدد مذكرات التوقيف الوجاهية بحقه، الأمر الذي يتطلب منه معالجة ثلاثة ملفات بأكملها ليتمكن بعدها من الخروج من خلف القضبان. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

المدن
منذ 12 ساعات
- المدن
سلامة داخل سجنه: ثلاث مذكرات توقيف وتدهور سريع بصحته
تفتكُ الآلام بجسد حاكم مصرف لبنان السابق رياض توفيق سلامة (75 عامًا)، الذي لم يتوقف عن تدخين السيجار منذ اللحظة الأولى لدخوله السجن، ما ساهم بتدهور سريع لحالته الصحية، فاستعان بعنصرين من الأمن لمساعدته للوصول إلى غرفة قاضية التحقيق في بيروت رولا صفير لحضور جلسة استجوابه لتصدر بعدها مذكرة توقيف وجاهية بحقه، الأمر الذي يوحي بأن خروجه من السجن لم يعد بالأمر السهل. حضر سلامة جلسة استجوابه التي حددتها القاضية صفير، بسبب دعوى قضائية قدمت ضده من قبل المودع طلال أبو غزالة، وذلك على خلفية "مناورات احتيالية واستغلال السلطة التي ألحقت ضررًا بأموال المودعين في المصارف اللبنانية"، فاحتجزت وديعة أبو غزالة داخل المصرف وهي تزيد عن 47 مليون دولار كان قد حولها من الأردن إلى لبنان. وبعد انتهاء الجلسة أصدرت مذكرة توقيف وجاهية بحقه، ليرتفع عدد المذكرات الصادرة بحق سلامة إلى ثلاثة. تدهور سريع تشير مصادر قضائية لـ"المدن" إلى أن حالة سلامة متدهورة بشكل لافت. ففي المرة الأخيرة التي أتى فيها إلى قصر عدل بيروت لحضور جلسة استجوابه أمام القاضية صفير في الطابق الثاني، استعان بعنصرين من الأمن ليساعدوه على التحرك وصعود الأدراج، وكانت ملامح التعب واضحة عليه، وخسر الكثير من وزنه. وأضاف المصدر إلى أن سلامة لم يتوقف عن تدخين السيجار منذ دخوله إلى السجن، ما أدى إلى إضعاف عمل الرئة بشكل كبير، كما أنه أجرى عملية خلال الأشهر الماضية بسبب مشاكل في القلب، هذا عدا عن ضغط الدم الذي يتلاعب بشكل يوميّ. ولم ينف المصدر تأثير الحالة النفسية التي وصل إليها سلامة داخل السجن وانعكاسها الواضح على ضعف بنيته الجسدية. فهو لم يتقبل بعد أن يُسجن هذه المدة الطويلة وأن تُفتح ملفاته القضائية بعد أن كان حاكمًا لمصرف لبنان المركزي لأكثر من ثلاثة عقود. وكانت القاضية صفير قد حددت جلسة أولى في هذا الملف لسلامة لكنه تغيب عن الجلسة، وحسب معلومات "المدن" "كان متواجدًا في مستشفى بحنس وقدم تقريرًا طبيًا أبرز فيه حالته الصحية"، فحددت القاضية جلسة أخرى وحضرها سلامة واستجوب وأصدرت مذكرة التوقيف بحقه. وتشير مصادر "المدن" إلى مخاوف جدية من حالته الصحية التي تتدهور بشكل سريع، خصوصًا بعد احتجازه داخل مديرية قوى الأمن الداخلي، وهذا نتيجة مشاكله الصحية القديمة التي تضاعفت بعد احتجازه، وبلوغه منتصف العقد السابع، إضافة إلى تدخين السيجار بشكل كبير في اليوم الواحد. لذلك في كل مرة كان يطلب نقله إلى المشفى، كانت الجهات المعنية توافق على الفور خوفًا من أن تؤدي العوارض التي يشعر بها إلى مضاعفات خطيرة. توقف التحقيقات في الثالث من أيلول العام 2024، أوقف القضاء اللبناني سلامة بقضية اختلاس من حسابات مصرفية داخل المصرف المركزي بحوالى 44 مليون دولار. لكن ملفاته "الدسمة" والكبرى لم تتحرك بعد والتحقيقات متوقفة. هذه الملفات هي من أكبر الجرائم المالية في لبنان التي تقدر باختلاس وسرقة أكثر من 330 مليون دولار، والمقصود هنا هو ملف "فوري" وملف "أوبتيموم". علمًا أن هذه الملفات بالتحديد من شأنها أن تطيح برؤوس سياسية كبيرة في حال قرر سلامة الافصاح عن الصندوق الأسود الذي يملكه. لذلك، تطرح تساؤلات كثيرة اليوم هل يكتفي القضاء اللبناني بملاحقة سلامة بملف واحد فقط؟ وما مصير باقي الملفات؟ وهل ما يحصل هو حماية للطبقة السياسية؟ في كل الأحوال، يمكن القول أن إخلاء سبيل سلامة بات صعبًا خلال الفترة الراهنة، خصوصًا مع ارتفاع عدد مذكرات التوقيف الوجاهية بحقه، الأمر الذي يتطلب منه معالجة ثلاثة ملفات بأكملها ليتمكن بعدها من الخروج من خلف القضبان.