logo
الاستدامة البيئية في الكويت.. ركيزة استراتيجية تنموية وشراكات فاعلة إقليميا ودوليا

الاستدامة البيئية في الكويت.. ركيزة استراتيجية تنموية وشراكات فاعلة إقليميا ودوليا

أخبارنامنذ 6 أيام
أخبارنا :
الكويت - زهراء الكاظمي- تتخذ دولة الكويت وعبر رؤيتها المستقبلية من ملف حماية البيئة "أولوية قصوى" تتخطى حدود الاستجابة للتحديات والضرورات لتصبح ركيزة استراتيجية تنموية نحو غد أفضل تنمويا وبيئيا تتعاظم أبعادها عبر نسج شراكات إقليمية ودولية فاعلة.
وفي خضم ديناميكية الحكومة الكويتية على مختلف الصعد والملفات تبزغ حماية البيئة واستدامتها كأولوية على أجندة عملها؛ إيمانا منها بأن البيئة هي أساس التنمية المستدامة.
وفيما رسمت دولة الكويت مجموعة من السياسات الهادفة لحماية البيئة، كثفت الحكومة الكويتية خلال العامين الأخيرين جهودها في تبني استراتيجيات تحقق الاستدامة البيئية بتوجيهات أمير الكويت سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
وإدراكا لأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية والحد من التلوث، يتولى مجلس الوزراء الكويتي دورا محوريا في دفع الرؤى الاستشرافية ذات الصلة بالاستدامة البيئية من خلال متابعته الحثيثة لخريطة الطريق الوطنية طويلة الأمد لتنمية منخفضة الكربون التي حلت كأولوية على أجندة اجتماعاته خلال الفترة الماضية.
وفي هذا الإطار، قدم وزير النفط طارق الرومي وعدد من قياديي الهيئة العامة للبيئة الشهر الماضي عرضا مرئيا بشأن خريطة طريق وطنية تهدف إلى تعزيز مرونة البلاد في مواجهة آثار تغير المناخ، وتشمل سبل تحقيق نمو اقتصادي مستدام باستخدام حلول تقنية وابتكارية متكاملة في مجال اقتصاد الكربون الدائري، إلى جانب المبادرات الداعمة للابتكار البيئي والاستثمار الأخضر في القطاعات المختلفة.
كما رفعت دولة الكويت مستوى التنسيق مع جمهورية الصين الشعبية للمضي قدما في تفعيل مذكرات التفاهم ذات الصلة بمجالات المنظومة الخضراء منخفضة الكربون لإعادة تدوير النفايات ومنظومة الطاقة الكهربائية وتطوير الطاقة المتجددة والبنية التحتية البيئية لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي.
وتشكل الاتفاقيات الثلاث رافعة أساسية لترجمة خطط البلاد الطموحة إلى خطوات عملية نحو مستقبل أكثر استدامة انسجاما مع ركيزة (بيئة معيشية مستدامة) التي تضمنتها رؤية (كويت جديدة 2035)، والتي تمثل أولوية أساسية لضمان استمرارية بيئة الكويت واستدامتها من أجل الأجيال.
وبموازاة ذلك، تؤكد استراتيجية الكويت خفيضة الكربون 2050 التي أطلقتها الهيئة العامة للبيئة في تشرين الثاني عام 2023 بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة والقطاعات المعنية بالدولة التزام البلاد باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ حيث تعد الكويت الدولة الخليجية الثانية التي تقدم هذه الاستراتيجية.
وتسعى الكويت للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2060، في وقت تولي فيه اهتماما خاصا بتنويع مصادر الطاقة في البلاد من خلال تعزيز استخدام الطاقات المتجددة واستبدال الوقود الأحفوري بالغاز المسال والاستفادة من النفايات لتحقيق طاقة مستدامة.
كما يمثل تقرير حالة البيئة الأول لدولة الكويت الذي أطلقته الهيئة العامة للبيئة العام الماضي علامة فارقة ونقطة انطلاق لدراسة الأوضاع البيئية بشكل متكامل، بالإضافة إلى كونه تجسيدا للتعاون المثمر بين الجهات الحكومية المختلفة في خطط الارتقاء بحالة البيئة في الكويت.
ويركز التقرير الذي أعد بالتعاون مع الأمم المتحدة على سبع قضايا رئيسة، هي تغير المناخ وإدارة النفايات والموارد الأرضية وموارد المياه والغلاف الجوي والتنوع الإحيائي والبيئة الساحلية والبحرية، فيما يستعرض التقرير الإطار المؤسسي والتشريعي للإدارة البيئية.
وأسفرت جهود الهيئة عن إطلاق أربعة مشاريع استراتيجية تعنى بحماية البيئة وتعزيز التنمية المستدامة في الكويت، تشمل الاستراتيجية البيئية الوطنية لدولة الكويت وتطوير نظام مراقبة وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للإدارة المتكاملة للنفايات وتطوير الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التصحر وتطوير الخطة الوطنية لإدارة البيانات البيئية.
وتدعم المشاريع الأربعة الجهود الكويتية في تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، ورفع كفاءة الأداء الاستراتيجي في مجال حماية البيئة وتطوير مؤشرات أداء وطنية في إدارة النفايات والحفاظ على الموارد، بالإضافة إلى تعزيز قاعدة البيانات البيئية وتطبيق أفضل الممارسات العالمية في التصدي للتصحر وتطوير نظام متكامل يضمن تبادل البيانات بين الجهات الحكومية بشكل منتظم وموثوق.
ويعنى برنامج إيجاد مناطق معيشية متناغمة بيئيا الذي احتضنته الخطة التنموية للدولة بترشيد استخدام الموارد الطبيعية والتناغم مع البيئة بشكل يسمح باستدامة هذه الموارد وخفض نسب التلوث بما يسهم في رفع جودة حياة المواطنين.
ويشمل البرنامج جملة سياسات لتحقيق هذه الأهداف على رأسها بناء مدن صديقة للبيئة وفق مبادئ المباني الخضراء والبنية التحتية الخضراء والتكنولوجيا الذكية وهي سياسة تنفذها حاليا الجهات المعنية بذلك.
وبغية تطوير التنمية الحضرية المستدامة يدعم المخطط الهيكلي الرابع لدولة الكويت 2040 فكرة المباني الخضراء لما تحدثه من تحولات إيجابية في تعزيز الحياة الصحية الأفضل للسكان.
وعلى المستوى التشريعي يتضمن قانون حماية البيئة مجموعة من السياسات والتدابير الهادفة إلى حماية الموارد الطبيعية والنظم البيئية عبر إجراءات تكفل منع التلوث أو التخفيف من حدته لتحسين جودة المعيشة وضمان التنوع الحيوي.
ويشتمل القانون أيضا على مواد تدعو إلى تحديد وعزل مصادر التلوث الثابتة ومنع التصرفات الضارة والمدمرة للبيئة وتشجيع أنماط السلوك البيئي، بالإضافة إلى مجموعة من المخالفات والعقوبات على كل من يحاول الإضرار بالبيئة وتلويث مصادرها.
إلى ذلك، أكدت دولة الكويت خلال مؤتمر الكويت للطاقة المستدامة الذي أقيم أخيرا أن البلاد تضع ضمن أولوياتها الاستراتيجية تحقيق مزيج متوازن من الطاقة يهدف إلى الوصول بنسبة الطاقة المتجددة إلى 50 في المئة من إجمالي الطاقة الكهربائية بحلول عام 2050.
وشدد وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة الدكتور صبيح المخيزيم في كلمته الافتتاحية بالمؤتمر على اعتماد خطط مدروسة ومشاريع طموحة تواكب التزامات البلاد الدولية وتنسجم مع تطلعاتها نحو مستقبل مستدام ومزدهر.
وتتوزع المشاريع الكويتية في مجال الطاقة المتجددة على ثلاثة مسارات؛ الأول مشاريع بعيدة المدى مثل مشروع الشقايا، والثاني مشاريع قصيرة المدى وتشمل مشروع العبدلية، بالإضافة إلى المشاريع الصغيرة التي ستنفذ من خلال مدونة حفظ الطاقة التي تلزم جميع المنشآت بإنتاج 10 في المئة طاقة متجددة من إجمالي احتياجاتها من الكهرباء.
ويجرى تنفيذ مشروع الشقايا لإنتاج الطاقة المتجددة من خلال هيئة الشراكة بين القطاع العام والخاص بحيث يشتمل على مرحلتين أولاهما لإنتاج 1100 ميغاواط والثانية لإنتاج 500 ميغاواط.
وترجمت الكويت إيمانها بأهمية التنمية الحضرية المستدامة الصديقة للبيئة وتنمية المساحات الخضراء من خلال تنفيذ مشاريع عدة بهذا الاتجاه والتخطيط لتنفيذ مشاريع واعدة لزيادة المسطحات الخضراء وتعزيز الغطاء النباتي وإقامة المحميات الطبيعية ودعم السياحة البيئية.
وتمضي الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية الكويتية قدما في خططها الرامية إلى تنمية الغطاء الأخضر في البلاد وغرس أنواع جديدة من النباتات بموجب مسؤولياتها عن رعاية وتوسعة وتطوير التخضير والزراعة التجميلية.
وتمتد حملات التشجير التي تطلقها (الهيئة) إلى الحدود الشمالية والجنوبية لزراعة الأشجار الملائمة للبيئة الكويتية، بالإضافة إلى زيادة الرقعة الخضراء في الساحات العامة والطرقات بالتنسيق مع وزارات الدولة.
واعتمدت (الهيئة) خططا لإقامة الحواجز النباتية والصناعية وإعادة توزيع مناطق التحريج والمناطق الزراعية للسيطرة على تحركات الكثبان الرملية والتصحر وخفض نسب التلوث عبر زراعة نباتات تتحمل شح المياه وتمتاز بخضارها طوال السنة مثل شجرة القاف والسدر وكف مريم والصفصاف والأثل.
أما الحدائق العامة في الكويت، فتشكل إحدى ركائز البيئة الخضراء، إذ تتوزع حسب مساحتها بين حدائق صغيرة لا تتعدى أربعة آلاف متر مربع وأخرى أكبر مساحة في الضواحي، بالإضافة إلى المتنزهات التي قد تصل في الحجم إلى ما يقارب مساحة منطقة سكنية كاملة.
وتؤكد دولة الكويت بشكل دائم التزامها الثابت بالقرارات والمبادرات الدولية والإقليمية والخليجية المرتبطة بالبيئة، بالإضافة إلى إيلاء التعاون مع الأمم المتحدة ومنظماتها المعنية أهمية بالغة في تنفيذ مبادراتها البيئية المتنوعة.
وحصدت دولة الكويت في أكثر من مناسبة شهادات دولية من قبل برنامج الأمم المتحدة للبيئة بشأن ما تحققه من نتائج ملموسة في الملف البيئي، بالإضافة إلى التعاون الفعال والاستراتيجي مع المنظمات المعنية في هذا المجال.
وفي هذا الإطار، قال ممثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمدير الإقليمي لمكتب غرب آسيا سامي ديماسي إن التعاون مع دولة الكويت يعبر عن الالتزام بتطوير استراتيجيات وخطط عمل تواكب الاحتياجات الفورية وتلبي الطموحات المستقبلية، مشيرا إلى ما أحرزته من تقدم في تعزيز العمل البيئي وتحقيق التنمية المستدامة.
بدورها أشادت ممثل الأمين العام للأمم المتحدة المنسق المقيم لدى البلاد غادة الطاهر بدور دولة الكويت النشط في مجال الاستدامة البيئية ومشاركتها في عدد من مبادرات مكافحة القضايا البيئية الملحة مثل التصحر وندرة المياه وفقدان التنوع البيولوجي.
يذكر أن دولة الكويت قد صادقت على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في عام 1995 وبروتوكول كيوتو في عام 2005، كما تشارك دائما بفعالية في القمم المناخية العالمية بشأن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ وبروتوكول كيوتو واتفاقية باريس.
كما أعلنت دولة الكويت خلال مشاركتها في مؤتمر قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر بنسختها الثانية التي عقدت بمدينة شرم الشيخ تشرين الثاني 2022 التزامها الكامل بنتائج تلك المبادرة باعتبارها نقطة تحول مهمة لمنطقة الشرق الأوسط في العمل المناخي وأساسا للتعاون الإقليمي في مكافحة آثار تغير المناخ.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

البرازيل: السيارات الكهربائية ترفع الوظائف والدخل بنسبة 85%
البرازيل: السيارات الكهربائية ترفع الوظائف والدخل بنسبة 85%

أخبارنا

timeمنذ 4 أيام

  • أخبارنا

البرازيل: السيارات الكهربائية ترفع الوظائف والدخل بنسبة 85%

أخبارنا : كشفت دراسة أجراها المجلس الدولي للنقل النظيف (ICCT Brazil)، بدعم من برنامج الأمم المتحدة للبيئة، أن الإنتاج المحلي للسيارات الكهربائية في البرازيل قد يضاعف عدد الوظائف الجديدة بحلول عام 2050. وأُجريت الدراسة بالتعاون مع باحثين من جامعتي يونيكامب وساو باولو، وأظهرت أن الاستثمار في تصنيع البطاريات وتدريب القوى العاملة على تكنولوجيا التنقل الكهربائي يمكن أن يدعم انتقالًا عادلًا للطاقة ويسرّع تطوير سلسلة قيمة صناعية جديدة. وتركز الزيادة في فرص العمل بشكل رئيسي على قطاع الخدمات، بما يشمل الخدمات التقنية، الهندسة، اللوجستيات، والتجارة، تليها القطاعات الصناعية مثل إنتاج السيارات، الآلات، والمعدات الكهربائية. وتعزى هذه الزيادة إلى ارتفاع الطلب الكلي وتوسع صناعات تصنيع البطاريات والمكونات الكهربائية. في المقابل، تتوقع الدراسة انخفاض الوظائف في قطاعات الوقود الأحفوري، الزراعة، وقطع غيار السيارات التقليدية. وأشارت الدراسة إلى أن الدخل الناتج (القيمة المضافة) في سيناريو التحول إلى السيارات الكهربائية يزيد بنسبة 85% مقارنة بالنموذج الحالي، مع توزيع أكثر عدالة للأجور، حيث يذهب 53% من القيمة المضافة إلى الرواتب مقارنة بـ45% حاليًا. وقال المدير التنفيذي لـ ICCT Brazil مارسيل مارتن: «مبيعات السيارات الكهربائية تشهد نموًا في البرازيل، لكن يجب مراعاة التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية لهذا التحول لضمان استدامته». وفيما يتعلق بالتجارة الخارجية، حذرت الدراسة من أن غياب سياسات نشطة لتعزيز تصدير السيارات الكهربائية قد يقلل من إمكانات خلق الوظائف بنسبة 14%. ومع ذلك، يظل سيناريو التحول إلى السيارات الكهربائية يحقق زيادة صافية في الوظائف بنسبة 88% مقارنة بالوضع الراهن. وأوصت الدراسة بتطبيق حوافز ضريبية، برامج ائتمان تصديري، واتفاقيات تجارية استراتيجية مع دول أمريكا اللاتينية لتعزيز الصادرات. وتُعد هذه الدراسة خطوة مهمة نحو تعزيز التنمية المستدامة في البرازيل، حيث يمكن للسيارات الكهربائية أن تدعم النمو الاقتصادي، تحسين توزيع الدخل، وخلق فرص عمل جديدة، مع تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مما يعزز مكانة البرازيل في الاقتصاد الأخضر العالمي.

لولا دا سيلفا يستبعد الاتصال بترامب لحل الخلافات بين البرازيل والولايات المتحدة
لولا دا سيلفا يستبعد الاتصال بترامب لحل الخلافات بين البرازيل والولايات المتحدة

جو 24

timeمنذ 5 أيام

  • جو 24

لولا دا سيلفا يستبعد الاتصال بترامب لحل الخلافات بين البرازيل والولايات المتحدة

جو 24 : استبعد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الاتصال بنظيره الأمريكي دونالد ترامب لبحث الخلافات الاقتصادية أو حثه على مراجعة الرسوم الجمركية التي فرضها على السلع البرازيلية. وقال الرئيس البرازيلي خلال كلمة ألقاها وبُثّت عبر القناة الرسمية للحكومة على "يوتيوب": "لن أتصل بترامب، لأنه لا يريد التحدث". ومع ذلك، لم يستبعد الرئيس البرازيلي إجراء اتصال هاتفي مع ترامب لاحقا لدعوته إلى المشاركة في الدورة الثلاثين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (COP-30)، والمقررة نهاية العام الجاري في مدينة بيليم البرازيلية. وقال في هذا الصدد: "سأتصرف بلباقة وأدعوه بنفسي". وكان ترامب قد صرّح في وقت سابق بأن لولا دا سيلفا قد يتواصل معه بهدف حل الخلافات الاقتصادية. وسبق أن فرض البيت الأبيض رسوما بنسبة 50% على مجموعة من السلع البرازيلية. وقد وعد الرئيس البرازيلي بالرد بالمثل على إجراءات الولايات المتحدة، لكنه أعرب لاحقا عن أمله في أن يتمكن وفد البلاد برئاسة نائب الرئيس غيرالدو ألكمين من إعادة النظر في الرسوم عبر التفاوض. المصدر: تاس إقرأ المزيد تابعو الأردن 24 على

التعديل لن يغيّر شيئاً .. والحل بيد الرئيس وتالياً ما ننصح به
التعديل لن يغيّر شيئاً .. والحل بيد الرئيس وتالياً ما ننصح به

عمون

timeمنذ 5 أيام

  • عمون

التعديل لن يغيّر شيئاً .. والحل بيد الرئيس وتالياً ما ننصح به

الملخص التنفيذي لورقة: "الأردن 2025–2035: من إدارة الأزمات إلى قيادة التحوّل" التي نقترحها ولدينا تفاصيلها إن طلبها أحد. غالبا يعتبر التعديل الوزاري في الأردن نوع من التنفيس، ومواجهة قوى النفوذ المختلفة لإطالة عمر الحكومات، بينما لا تقدم أو تؤخر الوجوه الجديدة شيء، بل تنسف الخطط السابقة للوزارة ومديرياتها لتبدأ طواريء ومغالطات الوزير الجديد ومواجهاته مع طاقم وزارته، ثم يصطدم بملفات معقدة مع موازنة شحيحة جدا، وما زلنا لا نملك إستراتيجيات، ونتهرب من خطط العمل. نثق كثيرا بدولة د. جعفر حسان، ونعلم بأن كتاب التكليف الملكي السامي هو المرجعية، ولكننا في إقليم شديد وسريع التغير والتأثر والتفاعل، مما يتطلب إستراتيجية إستجابة حكومية ذكية ومرنة نوعا ما. إضافة إلى إستمرار تعقيدات الأوضاع على الصعيد الاقليمي والعالمي من حروب وأزمات سياسية تتفاقم وتغير مناخي عنيف، وأثر ذلك علينا في المملكة سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا، فالداخل الأردني يحتاج الكثير والمزيد من الحلول والجهود للتغلب على ملفات وتحديات خطيرة. يدخل الأردن العقد القادم وسط شبكة أزمات مترابطة: مديونية متفاقمة، شح مائي حاد يتعزز مع التغير المناخي، بطالة وفقر مزمنان، قطاعات إنتاجية راكدة، وبنية تحتية تتطلب صيانة وتوسعة في آنٍ واحد. في هذا السياق، لا تكفي "الإصلاحات القطاعية المنفصلة"، بل نحن بحاجة إلى رؤية تكاملية قابلة للتنفيذ، تموّل نفسها جزئياً، وتُدار بمساءلة حقيقية. أولاً: التشخيص (10 عُقَد مركزية) مديونية مرتفعة تستهلك حصة كبيرة من الموازنة وتعطل الاستثمار الاجتماعي والإنتاجي. شح مائي حاد مدفوع بتغير المناخ، يهدد الزراعة والريف. بطالة وهيكل اقتصادي غير مولد لفرص العمل. تحديات مناخية وجيوسياسية تعمق هشاشة الأمن الغذائي والمائي. فجوة تمويل بنية تحتية بمليارات الدنانير. رسوم وضرائب متعددة تربك بيئة الأعمال وتُحبط المجتمع. ثانياً: الرؤية – من "رد الفعل" إلى "التحول الممنهج" استراتيجية وطنية للسنوات (2025–2035) تقوم على 12 ركيزة مترابطة، أبرزها: 1. عقد مالي جديد: ضبط العجز، توجيه الدين نحو مشاريع إنتاجية/خضراء، إصلاح ضريبي عادل. 2. أمن مائي حقيقي: تحلية مستدامة، إعادة استخدام المياه، إدارة صارمة للمياه الجوفية. 3. طاقة منخفضة الكربون: كفاءة، تخزين، نقل كهربائي، وهيدروجين أخضر للتصدير. 4. اقتصاد منتِج تصديري عالي القيمة: سلاسل قيمة جديدة، مشتريات حكومية محفزة للابتكار. 5. سياحة متكيفة مناخياً ومنتجات جديدة توزع الإنفاق جغرافياً. 6. مدن مرنة وتنمية إقليمية متوازنة مع إحياء الريف والبوادي. 7. بنية تحتية ذكية بتمويل مبتكر وصيانة ممنهجة. 8. سوق عمل نشط وحماية اجتماعية ذكية ترتبط بالعدالة والكفاءة. 9. إصلاح التعليم العالي والمهارات نحو اقتصاد حقيقي. 10. تحول رقمي كامل للدولة والاقتصاد. 11. إدارة مرنة للمخاطر الجيوسياسية. 12. حوكمة تنفيذية صارمة ومؤشرات قياس علنية. ثالثاً: الجدول الزمني (2025–2035) 2025–2027: التأسيس (قاعدة مالية، صندوق للماء والمناخ، إطلاق وحدة التنفيذ، كفاءة الطاقة والمياه). 2028–2031: التحول الهيكلي (تشغيل مشاريع التحلية، التوسع الصناعي، السياحة الجديدة، عقود المدن). 2032–2035: ترسيخ الاستدامة (تراجع الدين، تنويع الصادرات، مدن أكثر مرونة، منظومة تعليم موصولة بالاقتصاد). رابعاً: التمويل – من أين؟ وكيف؟ 1. إعادة ترتيب الأولويات في الموازنة. 2. أدوات تمويل خضراء/زرقاء (سندات، صكوك، منح مرتبطة بالأداء). 3. شراكات واضحة بين القطاعين العام والخاص. 4. إعادة تدوير الأصول العامة لتمويل أصول منتجة. 5. مقايضات الدين بالمناخ والماء. 6. صندوق سيادي/تنموي للمشاركة مع القطاع الخاص. خامساً: مؤشرات نجاح قابلة للقياس (KPIs) مديونية/ناتج: مسار هابط حتى 2035. كفاءة الطاقة والفاقد المائي: انخفاض ملموس. نمو فرص العمل والصادرات عالية القيمة. تحسن مؤشرات السياحة والاستثمار المنتج. تراجع الانبعاثات والضغط على المدن. شمول أكبر للفئات الهشة بعدالة ضريبية. سادساً: توصيات الـ100 يوم الأولى 1. إقرار القاعدة المالية والإصلاح الضريبي. 2. إنشاء صندوق الماء والمناخ. 3. إطلاق وحدة التنفيذ ولوحة مؤشرات وطنية. 4. توقيع عقود تجريبية مع 3 بلديات. 5. بدء برنامج كفاءة الطاقة والمياه في القطاع العام. 6. بدء إصلاح الجامعات والـTVET. 7. تحديث تشريعات PPP والملكية الفكرية. 8. إطلاق خطة البنية التحتية ذات الأولوية. 9. إطلاق مسار إحياء الريف. 10. تشكيل مجلس أعلى للاستدامة المالية والمناخية. ما نحتاجه ليس مشاريع عملاقة معزولة، بل منظومة تحوّل وطنية تربط المال بالماء، بالطاقة، بالإنتاج، بالعدالة، وبالمناخ. هذه الوثيقة تقدم خريطة طريق قابلة للتنفيذ، بتمويل ذكي، وأدوات قياس واضحة، تنقل الأردن من دائرة الأزمات إلى أفق التحول البنيوي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store