logo
فرصة أخيرة لإنقاذ سورية

فرصة أخيرة لإنقاذ سورية

العربي الجديد٠٩-٠٥-٢٠٢٥

بعد خمسة أشهر على سقوط نظام الأسد، ما زال الوضع الأمني في سورية يتّسم بالهشاشة، فتتنقل الأزمات الأمنية التي تأخذ طابعاً طائفياً من منطقة إلى أخرى، فيما تتزايد احتمالات المواجهة بين الإدارة السورية الجديدة وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) بعد مؤتمر القامشلي أخيراً، الذي طالب بمركزية إدارية واسعة (فهمها كثيرون دعوة إلى الفدرالية). في الوقت نفسه، تتصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، ويزداد تدخّلها في شؤون سورية الداخلية بداعي حماية الأقليات، في غياب تقدّم حقيقي في جبهة العلاقة مع واشنطن، التي تضع إدارة دمشق الجديدة في فترة اختبار قبل أن تحسم موقفها منها. ما زال الوضع الاقتصادي والمعيشي (هو الآخر) صعباً، بسبب عجز دول عديدة عن مدّ يد المساعدة بسبب العقوبات الأميركية، وإحجام رجال أعمال سوريين (وغيرهم) عن ضخّ استثمارات في عروق الاقتصاد المُنهَك، إمّا نتيجة عدم القدرة على تحويل الأموال إلى سورية، أو بانتظار اتّضاح مصير العقوبات الأميركية بعد انتهاء فترة الإعفاء التي قرّرتها إدارة بايدن المنصرفة، مطلع يوليو/ تمّوز المقبل. بالطبع، لم يكن أحد يتوقّع أن تكون طريق الإدارة السورية الجديدة معبّدةً بالورود بعد الدمار والخراب الذي ألحقه نظام الأسد بالبلاد ونسيجها الاجتماعي، لكنّ الأكيد أيضاً أن نهجها لم يكن مساعداً، وبسببه خسرنا (بعد خمسة أشهر ثمينة) الزخم المحلّي والعربي والدولي الذي صاحب سقوط النظام البائد، كما أخذت تتلاشى الرغبة التي تشكّلت لدى جزء معتبر من الدول بشأن مساعدة سورية في النهوض، وتجنّب الفوضى، متشجّعةً بالخطاب الوطني المتوازن، الذي تبنّاه أحمد الشرع (وإدارته) لحظةَ سقوط النظام.
في الشهرَين الأخيرَين، أخذت الصدامات الطائفية (بغضّ النظر عن أسبابها) تؤذي صورة الإدارة الجديدة، التي راحت تبدو للعالم غير قادرة (أو غير راغبة) في ضبطها والحدّ منها. لقد باتت أحداث العنف الطائفي المتنقل تثير مخاوفَ الدول المجاورة من احتمال انتقالها إليها، أمّا الدول الأبعد فقد صارت تخشى من بدء فصلٍ جديدٍ في الصراع السوري، يدفع بموجات لجوء جديدة في حال (لا سمح الله!) دخلت البلاد في مواجهاتٍ طائفيةٍ واسعة، مدعومة من أطراف خارجية، فيما باتت هذه التطوّرات تمدّ خصوم الإدارة في دمشق بالذخيرة اللازمة للتشكيك في صدق نياتها وخطابها الرائج أنها تغيّرت، وتسعى إلى بناء دولة المواطنة والقانون.
يتفاقم الشعور بالمرارة لدى فئاتٍ واسعة من السوريين، بمن فيهم "سنّة" المدن الكبرى، بسبب التهميش والإقصاء
فوق ذلك، انكشفت قابلية الإدارة الجديدة للابتزاز الإسرائيلي والأميركي، بحيث بدا وكأنّها مفتوحةً للاستدراج بهذا الاتجاه من دون حدود، ففي مقابل الاستجابة لمطالبها الثلاثة المتمثّلة في: رفع تصنيف هيئة تحرير الشام تنظيماً إرهابياً من جانب الأمم المتحدة والولايات المتحدة؛ ورفع العقوبات الأميركية عن سورية؛ وانتزاع اعتراف دولي (أميركي تحديداً). تتفنّن إدارة ترامب في تقديم مطالبها التي تثبت حسن السلوك، فيما صارت إسرائيل هي من يقرّر شروط التطبيع مع دمشق، بدل العكس، وتسعى إلى استغلال عجز الأخيرة عن احتواء التوتّرات الطائفية لتجريدها من قدراتها العسكرية، والعمل على تفتيتها، بذريعة "حماية الأقلّيات" السورية، التي تتوجّس من توجّهات الإدارة الجديدة.
داخلياً، يتفاقم الشعور بالمرارة لدى فئاتٍ واسعة من السوريين، بمن فيهم "سنّة" المدن الكبرى، بسبب التهميش والإقصاء، مع استمرار الإدارة الجديدة في نهج الاستئثار والاستفراد، وسباقها مع الزمن للإمساك بمفاصل الدولة عبر تعييناتٍ شرطها الوحيد الولاء والانتماء إلى "الجماعة". تثير التوجّهات السياسية للإدارة الجديدة أيضاً مخاوفَ جزءٍ لا يستهان به من السوريين من مختلف الطوائف، خاصّة بعد إنشاء ما سمّي بـ"أمانة الشؤون السياسية" في وزارة الخارجية، التي باتت تقوم مقام الحزب الحاكم (استولت الأمانة المذكورة على مقارّ حزب البعث وصادرت جميع ممتلكاته لصالحها). يحصل هذا فيما يحظر على الآخرين تشكيل الأحزاب السياسية بموجب المادة "1/14" من نصّ الإعلان الدستوري الصادر في 13 مارس/ آذار الماضي. تدفع هذه التوجّهات المترافقة مع انعدام الشفافية وأجواء الشحن والتخوين والترهيب، التي تسود وسائط التواصل الاجتماعي، ضدّ أيّ صوت معارض أو ناصح، كثيرين ممّن تحمّسوا للنظام الجديد في أوّل الأمر إلى الانفضاض عنه. بتنا في كلّ يوم نرى أن قاعدة النظام الجديد تصبح أضيق، وعدد أصدقائه يصبح أقلّ. ولولا أن وضع البلد لا يحتمل، ولولا حرص كثيرين على وحدة سورية، وتمتّعهم بدرجة عالية من المسؤولية تجاه التحدّيات التاريخية التي تواجهها، سواء من أعداء الخارج، خاصّة إسرائيل، أو الخوف من انزلاق البلاد إلى الفوضى، لشهدنا بدايةَ تشكّل جبهة معارضة سياسية واسعة للنظام الجديد.
لولا حرص كثيرين على وحدة سورية، وتمتّعهم بدرجة عالية من المسؤولية، لشهدنا تشكّل جبهة معارضة سياسية واسعة للنظام الجديد
لا أحد يريد ذلك، على أمل أن يغيّر النظام الجديد نهجه وسياساته، فتُقدّم مصلحة الوطن على المطامح الشخصية، ونوازع حبّ السلطة والتعامل مع الدولة بمنطق غنيمة الحرب. وهذا لن يتم من دون بناء توافق وطني واسع على الحكم يتبلور من خلال حوار وطني حقيقي، ينتج منه حكومة وحدة وطنية، تشارك فيها القوى السياسية والاجتماعية المؤثّرة كافّة، مهمتها التعامل مع العالم ورفع العقوبات، ومواجهة اعتداءات إسرائيل وتدخّلاتها، بصفتها ممثّلةً للسوريين كلّهم، وقيادة المرحلة الانتقالية الصعبة نحو برّ الأمان، مع حفظ حقّ هيئة تحرير الشام في تبوّؤ مكانة متقدّمة فيها. من دون هذا لن نخطو خطوةً واحدةً نحو الأمام، بل سنبقى ندور في الحلقة المفرغة نفسها من العنف الأهلي، واستمرار الفقر، والبلطجة الإسرائيلية التي تتغذّى من انقساماتنا الطائفية، ونضيّع بذلك فرصةً ذهبيةً للإنقاذ والنهوض. هذا موقف لا مكان فيه للسلبية أو التسويف، خوفاً من تهويلات وسائل التواصل الاجتماعي، ولا مكان فيه للانتظار حتى تتضح الصورة، أو استبانة أين ترجح الكفّة، ففي هذا سلوك انتهازي غير مسؤول، وتخاذل لا يليق عن نصرة وطن مهدّد بالضياع. وكلّما أسرعنا في بناء الإجماع الوطني المنشود في شكل الدولة ونظامها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وطريق إدارتها، كلّما زادت فرصنا في النجاح.
امتازت سورية عبر التاريخ بنقطتي قوّة أساسيَّتَين، موقعها الجغرافي الاستثنائي في مركز العالم القديم، وطاقاتها البشرية التي أنتجت للعالم أغنى الحضارات. الجغرافيا معطىً ثابتٌ لا يتغيّر، وقد قرّرت مصير سورية آلاف السنين، وكذلك شأن الرأسمال البشري السوري بتجدّده الدائم، ومستوى الوعي ونضج التفكير الذي يتمتّع به. هذا يدفع إلى القول إن الجيل الراهن من النُخب والقادة السوريين ليسوا أقلّ شأناً من آبائهم، صنّاع الاستقلال السوري الأول، وهم بالمثل قادرون على اغتنام الفرصة والتصدّي لمهمة إنقاذ البلد، الفارق اليوم أننا أمام مسؤولية تاريخية وأخلاقية أكبر من تلك التي واجهت الأوائل.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إدارة ترامب تحجب مجدداً تمويلاً عن هارفارد بسبب دعم فلسطين
إدارة ترامب تحجب مجدداً تمويلاً عن هارفارد بسبب دعم فلسطين

العربي الجديد

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربي الجديد

إدارة ترامب تحجب مجدداً تمويلاً عن هارفارد بسبب دعم فلسطين

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حجباً جديداً قدره نحو 60 مليون دولار من التمويل الفيدرالي لجامعة هارفارد بسبب ما اعتبرته تقاعساً منها عن اتخاذ إجراءات كافية ضد التظاهرات الطلابية المؤيدة لفلسطين. وفي منشور على منصة إكس، اليوم الثلاثاء، أفادت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية بأنها ستحجب تمويلاً فيدرالياً كان مخصصاً لجامعة هارفارد بقيمة نحو 60 مليون دولار "لحماية الحقوق المدنية في التعليم العالي". وزعمت الوزارة أنّ هارفارد التي برزت بين الجامعات التي شهدت تظاهرات داعمة لفلسطين، "فشلت في التعامل مع المواقف المعادية للسامية والتمييز القائم على أساس العرق". HHS is taking decisive action to uphold civil rights in higher education. Due to Harvard University's continued failure to address anti-Semitic harassment and race discrimination, HHS is terminating multiple multi-year grant awards—totaling approximately $60 million over their… — (@HHSGov) May 20, 2025 وتستخدم الإدارة الأميركية التخفيضات المالية والتحقيقات في الجامعات للضغط على إداراتها لمنع التظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين. إذ سبق لإدارة ترامب أن هددت بتجميد التمويل الفيدرالي لعدد من الجامعات، بينها هارفارد، مستندةً في ذلك إلى احتجاجات طلابية متضامنة مع فلسطين داخل الحرم الجامعي. وأعلنت وزارة التعليم الأميركية، مطلع مايو/ أيار الجاري، أنها لن تمنح جامعة هارفارد أي تمويل فيدرالي جديد إلى حين تلبية الأخيرة مطالب البيت الأبيض، في إشارة إلى عدم منعها التظاهرات الداعمة لفلسطين. وفي وقت سابق، أعلن البيت الأبيض فتح تحقيق للتأكد من أن المنح التي تتجاوز قيمتها 8.7 مليارات دولار والتي تتلقاها جامعة هارفارد من مؤسسات مختلفة، تُستخدم بما يتوافق مع قوانين الحقوق المدنية. طلاب وشباب التحديثات الحية جامعة هارفارد تقاضي إدارة ترامب بسبب تجميد التمويل وفي مواجهة هذا التهديد الفيدرالي، أعلنت جامعة هارفارد رفضها لمطالب ترامب المتعلقة بـ"إجراء إصلاحات" داخل الجامعة. كذلك رفع عدد من أساتذة الجامعة دعاوى قضائية ضد قرار إدارة ترامب التحقيق في التمويل الفيدرالي المخصص للجامعة. وفي إبريل/ نيسان 2024، اندلعت احتجاجات داعمة لفلسطين بدأت في جامعة كولومبيا الأميركية وتمددت إلى أكثر من 50 جامعة في البلاد، واحتجزت الشرطة أكثر من 3 آلاف و100 شخص، معظمهم من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس. (الأناضول)

إعلام إسرائيلي: ترامب قد يطلب من نتنياهو تحديد موعد لإنهاء حرب غزة
إعلام إسرائيلي: ترامب قد يطلب من نتنياهو تحديد موعد لإنهاء حرب غزة

العربي الجديد

timeمنذ 5 ساعات

  • العربي الجديد

إعلام إسرائيلي: ترامب قد يطلب من نتنياهو تحديد موعد لإنهاء حرب غزة

أفادت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، اليوم الثلاثاء، بأن صبر الرئيس الأميركي الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 دونالد ترامب تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدأ ينفد وأنه قد يطالبه بتحديد موعد لإنهاء الحرب على غزة نص اتفاق وقف إطلاق النار في غزة 15 يناير 2025 في 15 يناير/ كانون الثاني 2025، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نص اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة قطرية مصرية أميركية. ، وسط تقارير رصدت أخيراً توتراً في العلاقات بين إدارة ترامب وحكومة الاحتلال دون أن يعني ذلك توقف دعم واشنطن لتل أبيب. واعتبرت الصحيفة العبرية أن ترامب لم ينتقد إسرائيل علناً بعد، لكن كل المؤشرات تدل على أن البيت الأبيض على وشك تغيير نبرته، ونقلت عن مصادر، لم تسمها، قولها إن مقرّبين من ترامب يتحدثون عن تحديد موعد لإنهاء الحرب على غزة، وحتى عن دعوة "استفزازية" إلى البيت الأبيض لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينت، الذي تمنحه استطلاعات الرأي حظوظاً كبيرة في حال ترشحه للانتخابات الاسرائيلية المقبلة. وبحسب مصادر، وصفتها الصحيفة بأنها تعمل على خط تل أبيب واشنطن، سيطلب ترامب من إسرائيل في مرحلة معينة تحديد موعد لإنهاء الحرب، وأنه غير مستعد لاستمرارها إلى الأبد. كذلك أوضح مسؤول أن التفكير في دعوة نفتالي بينت هو للتعبير عن مدى إحباط الإدارة الأميركية من نتنياهو. ونقلت يسرائيل هيوم عن مسؤول أميركي كبير، لم تسمه، قوله إن "هذه الإدارة (الأميركية) داعمة (لإسرائيل)، ولكن لا يدور الحديث عن الأشخاص أنفسهم الذين كانوا في الولاية الأولى (لترامب)"، مضيفاً أنّ "على إسرائيل أن تدرك ذلك". وأضافت الصحيفة أنه في الوقت الذي يقوم فيه ترامب بإعادة تشكيل الشرق الأوسط، فإن إسرائيل لا تزال غير قادرة على هزيمة حماس، فيما يبدو أن صبر الرئيس الأميركي بدأ ينفد، وهو الذي أراد منذ البداية أن تكون إسرائيل جزءاً من الشرق الأوسط الجديد، ولكن عندما تأخّرت، تقدّم من دونها. ولفتت إلى أن تصريحات المسؤولين في إدارة ترامب بخصوص إدخال المساعدات إلى غزة باتت شبيهة بتلك التي كانت في فترة جو بايدن، حين أُجبرت إسرائيل على إدخال المساعدات إلى غزة "حتى وهم يعلمون أن جزءاً منها سيصل إلى حركة حماس". تقارير عربية التحديثات الحية لم تشملها زيارة ترامب.. إسرائيل مستاءة لكنها تلتزم الصمت الحكومة كذبت وعزلت إسرائيل من جهته، قال الصحافي والمعلّق نداف إيال، في صحيفة يديعوت أحرونوت، إن حكومة نتنياهو "فشلت وتواصل الفشل في تأمين قنوات الإمداد والحفاظ على الحلفاء، والأهم الحفاظ على الخط الدقيق الذي يجعل الحرب مشروعة في نظر المجتمع والعالم، وهي أمور تتطلبها الحرب". وأشار إلى أن جميع استطلاعات الرأي أظهرت عدم ثقة الجمهور بالحكومة الإسرائيلية وأنه "لا يعتقد أن اعتبارات رئيس الوزراء موضوعية، بل يراها تتعلق بالحفاظ على الائتلاف الحكومي. وتشعر عائلات المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين في غزة)، التي تعد أكثر الفئات معاناة في المجتمع الإسرائيلي حالياً، بأن الحكومة تزدريها". وأضاف الكاتب أنه فور إطلاق سراح المحتجز عيدان ألكسندر "أعلنت حماس أن جزءاً من اتفاق الإفراج عنه يتضمن إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة. ونفت الحكومة الإسرائيلية ذلك، وكذبت. وقبل يومين، اتضح أن رئيس الحكومة (نتنياهو) اضطر إلى تنفيذ الاتفاق الذي توصّل إليه البيت الأبيض، من أجل إعادة مواطن أميركي، وهو أيضاً جندي إسرائيلي، إلى وطنه". وفي ما يتعلق بالشرعية الدولية، اعتبر الكاتب أنه "يمكن الاستغناء عن التحليل المطول. إسرائيل بقيت وحدها في العالم، مع دعم محدود ومتزعزع من الولايات المتحدة، ثم جاءت رسالة من كندا وفرنسا وبريطانيا. وهذه دول حليفة لإسرائيل رغم سيل الشتائم من الائتلاف الحالي. وكانت الرسالة قاسية، بعد المجاملة اللفظية عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها والمطالبة بإعادة المختطفين". ويرى أن الحكومة الحالية تقود إسرائيل نحو مأزق. "الحكومة المتعطشة للدم أبعدت ترامب وأغضبت العالم المتحضر" من جانبه، كتب يوسي فيرتير في صحيفة هآرتس العبرية اليوم، أن الحكومة الإسرائيلية أبعدت إدارة ترامب وأثارت غضب العالم المتحضر. وأضاف أن "الطريقة التي تعاملت بها الحكومة مع قضية إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مثال على الدجل الذي يلتقي بالغباء: صفر استراتيجية يؤدي إلى أقصى ضرر، وتنتهي بتراجع مذهل وعرض من مقاطع الفيديو والخطابات الطفولية من قبل صانعي (اللا) سياسة لدينا". وأردف الكاتب بأنه "تم اتخاذ قرار وقف المساعدات الإنسانية إلى غزة في الكابينت الإسرائيلي، 2 مارس /آذار، كان المنطق وراءه أن الإدارة الأميركية الجديدة ستكون غير مبالية بالعواقب المروّعة. لكن اتضح أن الرئيس ترامب إنساني، (وفقاً لستيف ويتكوف) ومصدوم مما يراه عبر شاشة التلفزيون ولا يتوقف عن الحديث عن المعاناة وعن الأشخاص الذين يموتون جوعاً. ووزير الخارجية ماركو روبيو، اليميني المتطرّف، اتصل بنتنياهو ثلاث مرات خلال 24 ساعة بشأن المساعدات. أما أعضاء مجلس الشيوخ الودودون، فهم يمينيون ومؤيدون، لكن اتضح أنهم ليسوا متعطشين للدماء مثل ممثلي اليمين المتطرف المسياني في الحكومة (الإسرائيلية)". ولفت الكاتب أيضاً إلى أن نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، "الذي كان في طريقه إلى إسرائيل، جائزة ترضية عن تخطي ترامب لزيارتها الأسبوع الماضي" ألغى زيارته، وذلك "على الأرجح بسبب تجدد الحرب وغياب صفقة لإطلاق سراح المختطفين". رصد التحديثات الحية واشنطن بوست: أميركا أبلغت إسرائيل بأنها ستتخلى عنها إذا لم تنه الحرب بوهلر ينفي تقرير واشنطن بوست وفي السياق، نفى المبعوث الخاص لشؤون الأسرى، آدم بوهلر، لقناة فوكس نيوز الأميركية ما أوردته واشنطن بوست في تقرير عن تهديدات ترامب بالتخلي عن إسرائيل معتبراً أنها "أخبار كاذبة، ونقلت القناة في موقعها الإلكتروني عن بوهلر قوله: "يبدو لي هذا الخبر كاذباً. أعتقد أن الرئيس حافظ على دعمه القوي لإسرائيل"، وأضاف: "قد يقول: 'اسمعوا، دعونا نحاول إنهاء الحرب'، وقد يكون كلامه قوياً، لكنني أعتقد أن دعم الرئيس الأميركي، وتحديداً الرئيس ترامب، لإسرائيل لا يتزعزع". وقال بوهلر في المؤتمر السنوي لصحيفة جيروزالم بوست في نيويورك، الثلاثاء، إن التوصل لاتفاق لإعادة المحتجزين الإسرائيليين "أقرب من أي وقت مضى"، وأكد أن التركيز الرئيسي للحكومة الأميركية لا يزال منصباً على تأمين إطلاق سراح المحتجزين الـ58 الذين لا يزالون لدى حماس، وأضاف: "أعتقد أن هناك جدلاً مستمراً. وقد أوضح الرئيس بجلاء أنه يريد التوصل إلى حل"، وأضاف: "أعلم أنه وستيف (ويتكوف) يبذلان جهوداً حثيثة حالياً لمحاولة تحقيق ذلك. تركيزنا الأساسي ينصب على الرهائن، ثم على أمن إسرائيل". أما فيما يتعلق بالإطار الزمني لصفقة تبادل الأسرى، أعرب بوهلر عن تفاؤل حذر قائلاً: "أعتقد أن التوصل إلى اتفاق يقترب أكثر فأكثر"، كما أشاد بالعمليات البرية الإسرائيلية الأخيرة في زيادة الضغط على حماس، قائلاً: "أعتقد أننا أقرب من أي وقت مضى. ويعود جزء من ذلك إلى تحركات إسرائيل والجيش الإسرائيلي على الأرض". First on @FoxNews : Special envoy Adam Boehler tells me the Washington Post report claiming Trump threatened to abandon Israel is 'fake news.' 'The President may be saying, 'Hey, listen, let's try to end the war,' he might speak strongly… But his support is ironclad." — Efrat Lachter (@EfratLachter) May 20, 2025

"والاه": ترامب طلب من نتنياهو إنهاء حرب غزة
"والاه": ترامب طلب من نتنياهو إنهاء حرب غزة

العربي الجديد

timeمنذ 5 ساعات

  • العربي الجديد

"والاه": ترامب طلب من نتنياهو إنهاء حرب غزة

نقل موقع "والاه" العبري عن مسؤولين اثنين في البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، قولهما إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يشعر بإحباط متزايد من استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وأضاف المسؤلان أن الرئيس الأميركي عبر عن "فزعه" من معاناة الأطفال الفلسطينيين في القطاع. وبحسب المسؤولَين، فقد بعث ترامب برسائل مباشرة إلى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، طالبه فيها بـ"العمل على إنهاء" الحرب. وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن ترامب "يريد إنهاء الحرب، وعودة الرهائن، واستئناف دخول المساعدات، وبدء إعادة إعمار غزة"، مضيفاً أن الجمود في المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس، والوضع الميداني المتدهور، دفعا نائب الرئيس جي دي فانس إلى إلغاء زيارة كانت مقررة إلى تل أبيب هذا الأسبوع. من جهته، أوضح المسؤول الثاني أن "هناك الكثير من الإحباط من استمرار هذه الأزمة لفترة طويلة". وأضاف أن قرار ترامب بالتصرف بشكل أحادي لإطلاق سراح عيدان ألكسندر بدلًا من انتظار اتفاق بين إسرائيل وحماس نابع من هذا الإحباط. وبحسب المصادر ذاتها، فإن ترامب "يرى أن زيارته للشرق الأوسط لقيت نجاحاً باهراً، لكنه يرى الحرب في غزة أزمة تعيق خططه للمنطقة". وقال المسؤول الأول: "يرى الرئيس فرصة حقيقية للسلام والازدهار في الشرق الأوسط، لكن الحرب في غزة هي آخر بؤرة اشتعال، ويريد لها أن تنتهي". وأشار مسؤول آخر إلى أن "الحرب في غزة أصبحت تشتت ترامب عن مشاريع أخرى يريد المضي قدماً فيها، لكنه لا يستطيع ذلك في ظل استمرار الصراع". أخبار التحديثات الحية بريطانيا تستدعي سفيرة إسرائيل وتعلّق مفاوضات التجارة بسبب حرب غزة وكانت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية قد أفادت، في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، بأن صبر ترامب تجاه نتنياهو بدأ ينفد وأنه قد يطالبه بتحديد موعد لإنهاء الحرب على غزة نص اتفاق وقف إطلاق النار في غزة 15 يناير 2025 في 15 يناير/ كانون الثاني 2025، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نص اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة قطرية مصرية أميركية. . واعتبرت الصحيفة العبرية أن ترامب لم ينتقد إسرائيل علناً بعد، لكن كل المؤشرات تدل على أن البيت الأبيض على وشك تغيير نبرته، ونقلت عن مصادر، لم تسمها، قولها إن مقرّبين من ترامب يتحدثون عن تحديد موعد لإنهاء الحرب على غزة. كذلك، أفادت الصحيفة بأن الإدارة الأميركية تفكر كذلك بدعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينت إلى البيت الأبيض، الذي تمنحه استطلاعات الرأي حظوظاً كبيرة في حال ترشحه للانتخابات الاسرائيلية المقبلة وبحسب مصادر، وصفتها الصحيفة بأنها تعمل على خط تل أبيب واشنطن، سيطلب ترامب من إسرائيل في مرحلة معينة تحديد موعد لإنهاء الحرب، وأنه غير مستعد لاستمرارها إلى الأبد. كذلك أوضح مسؤول أن التفكير في دعوة نفتالي بينت هو للتعبير عن مدى إحباط الإدارة الأميركية من نتنياهو. ونقلت يسرائيل هيوم عن مسؤول أميركي كبير، لم تسمه، قوله إن "هذه الإدارة (الأميركية) داعمة (لإسرائيل)، ولكن لا يدور الحديث عن الأشخاص أنفسهم الذين كانوا في الولاية الأولى (لترامب)"، مضيفاً أنّ "على إسرائيل أن تدرك ذلك".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store