
امتحان ورقة بارّاك: الأسبوع الحاسم؟
«أساس ميديا»
وكأنّ أبواب الجحيم فُتحت على لبنان، إذ لم يعد التهديد مقتصراً على الحدود الجنوبية فقط في كلّ المعلومات الواردة عن تصعيد مقبل ومتوقّع بعد عودة رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من واشنطن، بل فُتحت أبواب التهديد أيضاً من الحدود الشرقية الشمالية في تقارير أمنيّة بدأت تتحدّث عن غرف عمليّات لمقاتلين في الشمال اللبناني.
يوم الإثنين نفّذ الأمن العامّ عمليّة في برج البراجنة فكشف خليّة إرهابية. بدأ يدور هذا الكلام في الكواليس السياسية بوجهين: الأوّل يخدم منطق 'الحزب' بـ'تشريع سلاحه' في الداخل للدفاع عن النفس بوجه هذا الخطر، والثاني يناقض منطق 'الحزب'، لا سيما بعدما أتت رسائل دولية بمساعدة لبنان على ضبط حدوده من جنوبه إلى شماله.
رسائل تطمين في وجه تهديدات مقبلة
بعد المساعي التي قامت بها السفيرة الأميركية ليزا جونسون مع القوى السياسية لتحذيرها من ضيق المهل المقبلة على لبنان، تحدّثت معلومات 'أساس' أنّ جونسون ستستضيف اجتماعاً للّجنة الخماسية في السفارة الأميركية في عوكر اليوم الخميس ليتابع سفراء الدول الخمس التطوّرات اللبنانية. وفي المعلومات أنّ العنوانَين الأمنيّ والسياسيّ يسيران على خطّ موازٍ، وستعرض اللجنة الخماسية مجموع الأخطار المقبلة على البلد، على أن تلتقي اللجنة أيضاً الموفد توم بارّاك خلال زيارته لبنان.
في السياق نفسه، المبعوث السعودي الأمير يزيد بن فرحان الذي وصل ليل أمس إلى بيروت سيشارك في اجتماع الخماسية إذا عقدت اليوم وسينتقل بعدها إلى مقرّات الرؤساء الثلاث لإبلاغهم باسم الخماسية بحتمية التجاوب مع ما جاء في ورقة توم بارّاك.
إلى جانب عمل اللجنة المستمرّ واجتماعها هذا الأسبوع، تحدّثت معلومات 'أساس' عن أنّ المجتمع الدوليّ سيساعد لبنان على مستويات ثلاثة: أوّلاً عودة الرعايا العرب والأجانب، ثانياً تدفّق الاستثمارات إليه وإعادة الإعمار، وثالثاً حماية حدود لبنان من إسرائيل ومن أيّ خطر يمكن أن يأتي من الحدود الشرقية الشمالية عبر مجموعات مقاتلة تنتمي إلى تنظيمات متشدّدة.
في هذه المستويات الثلاثة وعود جدّية، تقول مصادر دبلوماسية لـ'أساس'، لكنّها في الوقت نفسه تهديدات حقيقية تهدّد استقرار البلد ومستقبله في حال عدم التزامه تنفيذ الأجندة الدولية المطلوبة منه التي ترتكز على حصر السلاح وتنفيذ الإصلاحات.
خليّة برج البراجنة وتضارب في المعطى الأمنيّ
بعد إعلان تفكيك الأمن العامّ لخليّة إرهابيّة كانت تستعدّ لتنفيذ سلسلة من الهجمات في مناطق من العاصمة بيروت، تضاربت المعطيات عن حقيقة الخبر خشية استعادة خطاب سياسيّ مضى عن السلاح.
في المقابل، تحدّثت مصادر سياسية عن وصول تقارير أمنيّة إلى الكواليس السياسية تفيد بوجود مجموعات مقاتلة من جنسيّات متعدّدة على الحدود اللبنانية السورية، وتحدثّت تقارير عن غرف عمليّات بدأت تتهيّأ في الشمال اللبناني لتنفيذ عمليّات في لبنان، وتحديداً في منطقة البقاع الغربي. تقول هذه التقارير إنّ هناك تخوّفاً كبيراً من سيطرة هذه المجموعات على عدد من المعابر الحدودية غير الشرعية بين لبنان وسوريا.
صدر عن قيادة الجيش بيان نفت فيه صحّة هذه المعطيات، وقالت مصادر أمنيّة لـ'أساس' إنّها تقارير مبالَغ جدّاً فيها، ولم يُرصَد حركة غير اعتيادية، وإنّ مصلحة لبنان وسوريا معاً في ضبط أيّ عمل لهذه المجموعات. وأكّدت المصادر أنّ التنسيق مستمرّ بين السلطات اللبنانية والسوريّة، وحذّرت من جهة أخرى من أن تُستخدم هذه التقارير في الداخل اللبناني لاستعادة خطاب الخروج على الدولة وتشريع 'الأمن الذاتيّ'.
بارّاك والرّسالة الأخيرة
تردّد أوساط سياسية أنّ توم بارّاك عرض في زيارته الأخيرة على المسؤولين اللبنانيّين المساعدة قائلاً: 'ماذا تحتاجون لنساعدكم'. إلّا أنّ معلومات 'أساس' تقول غير ذلك، لأنّ ما قاله بارّاك هو 'ساعدونا لنساعدكم'، وفي هذا الكلام أراد التأكيد أنّ الكرة في الملعب اللبناني، واللعب خارج الملعب لتقطيع الوقت أصبح خطراً جدّاً.
بناءً عليه، هل سقط لبنان بين كمّاشة جنوبه وشماله مع اقتراب الكلام عن تصعيد إسرائيليّ؟ أم كلّ الاجتماعات الطويلة التي تُعقد حاليّاً ستؤدّي إلى طرح جدّي سيقدّمه لبنان قريباً؟ لن ننتظر مطوّلاً لاكتشاف ذلك.
جوزفين ديب

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الجزائرية
منذ 14 ساعات
- الشرق الجزائرية
امتحان ورقة بارّاك: الأسبوع الحاسم؟
بقلم جوزفين ديب «أساس ميديا» وكأنّ أبواب الجحيم فُتحت على لبنان، إذ لم يعد التهديد مقتصراً على الحدود الجنوبية فقط في كلّ المعلومات الواردة عن تصعيد مقبل ومتوقّع بعد عودة رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من واشنطن، بل فُتحت أبواب التهديد أيضاً من الحدود الشرقية الشمالية في تقارير أمنيّة بدأت تتحدّث عن غرف عمليّات لمقاتلين في الشمال اللبناني. يوم الإثنين نفّذ الأمن العامّ عمليّة في برج البراجنة فكشف خليّة إرهابية. بدأ يدور هذا الكلام في الكواليس السياسية بوجهين: الأوّل يخدم منطق 'الحزب' بـ'تشريع سلاحه' في الداخل للدفاع عن النفس بوجه هذا الخطر، والثاني يناقض منطق 'الحزب'، لا سيما بعدما أتت رسائل دولية بمساعدة لبنان على ضبط حدوده من جنوبه إلى شماله. رسائل تطمين في وجه تهديدات مقبلة بعد المساعي التي قامت بها السفيرة الأميركية ليزا جونسون مع القوى السياسية لتحذيرها من ضيق المهل المقبلة على لبنان، تحدّثت معلومات 'أساس' أنّ جونسون ستستضيف اجتماعاً للّجنة الخماسية في السفارة الأميركية في عوكر اليوم الخميس ليتابع سفراء الدول الخمس التطوّرات اللبنانية. وفي المعلومات أنّ العنوانَين الأمنيّ والسياسيّ يسيران على خطّ موازٍ، وستعرض اللجنة الخماسية مجموع الأخطار المقبلة على البلد، على أن تلتقي اللجنة أيضاً الموفد توم بارّاك خلال زيارته لبنان. في السياق نفسه، المبعوث السعودي الأمير يزيد بن فرحان الذي وصل ليل أمس إلى بيروت سيشارك في اجتماع الخماسية إذا عقدت اليوم وسينتقل بعدها إلى مقرّات الرؤساء الثلاث لإبلاغهم باسم الخماسية بحتمية التجاوب مع ما جاء في ورقة توم بارّاك. إلى جانب عمل اللجنة المستمرّ واجتماعها هذا الأسبوع، تحدّثت معلومات 'أساس' عن أنّ المجتمع الدوليّ سيساعد لبنان على مستويات ثلاثة: أوّلاً عودة الرعايا العرب والأجانب، ثانياً تدفّق الاستثمارات إليه وإعادة الإعمار، وثالثاً حماية حدود لبنان من إسرائيل ومن أيّ خطر يمكن أن يأتي من الحدود الشرقية الشمالية عبر مجموعات مقاتلة تنتمي إلى تنظيمات متشدّدة. في هذه المستويات الثلاثة وعود جدّية، تقول مصادر دبلوماسية لـ'أساس'، لكنّها في الوقت نفسه تهديدات حقيقية تهدّد استقرار البلد ومستقبله في حال عدم التزامه تنفيذ الأجندة الدولية المطلوبة منه التي ترتكز على حصر السلاح وتنفيذ الإصلاحات. خليّة برج البراجنة وتضارب في المعطى الأمنيّ بعد إعلان تفكيك الأمن العامّ لخليّة إرهابيّة كانت تستعدّ لتنفيذ سلسلة من الهجمات في مناطق من العاصمة بيروت، تضاربت المعطيات عن حقيقة الخبر خشية استعادة خطاب سياسيّ مضى عن السلاح. في المقابل، تحدّثت مصادر سياسية عن وصول تقارير أمنيّة إلى الكواليس السياسية تفيد بوجود مجموعات مقاتلة من جنسيّات متعدّدة على الحدود اللبنانية السورية، وتحدثّت تقارير عن غرف عمليّات بدأت تتهيّأ في الشمال اللبناني لتنفيذ عمليّات في لبنان، وتحديداً في منطقة البقاع الغربي. تقول هذه التقارير إنّ هناك تخوّفاً كبيراً من سيطرة هذه المجموعات على عدد من المعابر الحدودية غير الشرعية بين لبنان وسوريا. صدر عن قيادة الجيش بيان نفت فيه صحّة هذه المعطيات، وقالت مصادر أمنيّة لـ'أساس' إنّها تقارير مبالَغ جدّاً فيها، ولم يُرصَد حركة غير اعتيادية، وإنّ مصلحة لبنان وسوريا معاً في ضبط أيّ عمل لهذه المجموعات. وأكّدت المصادر أنّ التنسيق مستمرّ بين السلطات اللبنانية والسوريّة، وحذّرت من جهة أخرى من أن تُستخدم هذه التقارير في الداخل اللبناني لاستعادة خطاب الخروج على الدولة وتشريع 'الأمن الذاتيّ'. بارّاك والرّسالة الأخيرة تردّد أوساط سياسية أنّ توم بارّاك عرض في زيارته الأخيرة على المسؤولين اللبنانيّين المساعدة قائلاً: 'ماذا تحتاجون لنساعدكم'. إلّا أنّ معلومات 'أساس' تقول غير ذلك، لأنّ ما قاله بارّاك هو 'ساعدونا لنساعدكم'، وفي هذا الكلام أراد التأكيد أنّ الكرة في الملعب اللبناني، واللعب خارج الملعب لتقطيع الوقت أصبح خطراً جدّاً. بناءً عليه، هل سقط لبنان بين كمّاشة جنوبه وشماله مع اقتراب الكلام عن تصعيد إسرائيليّ؟ أم كلّ الاجتماعات الطويلة التي تُعقد حاليّاً ستؤدّي إلى طرح جدّي سيقدّمه لبنان قريباً؟ لن ننتظر مطوّلاً لاكتشاف ذلك. جوزفين ديب


الديار
منذ 17 ساعات
- الديار
الوقت يضيق على لبنان للردّ على الورقة الأميركيّة... وحزب الله على موقفه بارّاك وبن فرحان في بيروت للمتابعة ووضع آليّة التنفيذ
مع ضيق الوقت امام لبنان الرسمي، لاعداد الرد على ورقة الموفد الاميركي توم بارّاك، الذي سيحضر الى بيروت الاثنين المقبل، تتكثف اللقاءات والاتصالات بين رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة، ومع ممثليهم في اللجنة التي شكلت للبحث بالرد وصياغته، وهي تضم مستشارين للرؤساء جوزاف عون ونبيه بري ونواف سلام. هذه الاجتماعات والاتصالات لم يرشح عنها معلومات حول ما توصلت اليه من مداولات بعد، سوى انها متفقة على حصرية السلاح بيد الدولة، وعلى ان لا يكون تسليم السلاح، لا سيما من حزب الله مجاناً ودون مقابل، وخسارة هذا السلاح دون ان يكون اداة ضغط، ليحقق لبنان شروطه التي تضمنها القرار 1701 واتفاق وقف اطلاق النار، بان ينسحب الاحتلال "الاسرائيلي" من كل ارض لبنانية محتلة، ووقف العدوان "الاسرائيلي" اليومي المستمر منذ 27 تشرين الثاني الماضي، دون ان يصدر رد من حزب الله الملتزم بالاتفاق. وكان اعلن الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ما يجب ان يطالب به لبنان، واكد ان السلاح لن يُسلم دون ان يضمن لبنان حقوقه كاملة، وهذا هو رد حزب الله على الاملاءات الاميركية ـ "الاسرائيلية"، وفق ما قاله الشيخ قاسم، اضافة الى نواب في "كتلة الوفاء للمقاومة" الذين رفضوا مقايضة الاعمار بالسلاح تحت ضغط الخارج، بل هذه مسألة لبنانية داخلية مرتبطة بقرار الحكومة، التي اعلنت انها تسعى الى تأمين المال للاعمار، وقد حصلت على قرض 2500 مليون دولار من البنك الدولي. فالايام القليلة القادمة حاسمة على لبنان، الذي جاء اليه الموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان، وهي الزيارة الثالثة له، وهو منذ تكليفه بالملف اللبناني قدم الى بيروت للمساعدة في حل ازمة الشغور في رئاسة الجمهورية، ونجح في انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية في 9 كانون الثاني الماضي، وهي ازمة امتدت على نحو عامين ونصف العام، فكان التوافق بين الدول الخمس اميركا وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، لكن الدور الاساسي كان لاميركا والسعودية، وهما ساهما في تشكيل الحكومة برئاسة نواف سلام، وحضر الموفد السعودي الامير يزيد، وسهّل العملية الحكومية بعد الرئاسية. لكن زيارته هذه المرة تتزامن مع عودة الموفد الاميركي بارّاك الى لبنان يوم الاثنين المقبل، وكانا التقيا في الرياض قبل اسبوعين، وتباحثا في الملف اللبناني وبالورقة الاميركية، التي تضمنت تسليم السلاح والاصلاحات والعلاقات اللبنانية ـ السورية، وهي تتقارب مع الطرح السعودي. وتقول مصادر مطلعة على موقف الرياض، بان المملكة لن تدعم لبنان اذا لم تشهد افعالاً على الارض لا اقوالاً، وهي تعرف الوضع اللبناني جيداً منذ ما قبل اندلاع الحرب الاهلية فيه واثناءها وبعدها قبل نصف قرن، وكان لها موفدون اليه في مواقع مسؤولة عدة، ووضعت مبادرات، فانتهى الحل باتفاق الطائف الذي اوقف الحرب الاهلية بعد 15 عاماً، وحقق اصلاحات في النظام السياسي. وسيلتقي بن فرحان وبارّاك في لبنان، وقد فوضت واشنطن الرياض بمتابعة الوضع فيه، وان الامير يزيد بن فرحان تقع عليه مهمة انجاز الحل المتعلق بالسلاح والاصلاح والعلاقة اللبنانية ـ السورية. وتكشف المعلومات بان الرياض ليست مطمئنة على وضع لبنان، اذا لم يستجب للمطالب الدولية والاقليمية والعربية، في ان تثبت الدولة وجودها من خلال مؤسساتها. وفي هذا الاطار، فان لبنان لن يحصل فيه اعمار قبل ان يحسم ما هو مطلوب منه، وبالمقابل ستعمل اللجنة الخماسية المكونة من دول اميركا وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، على ان تضغط على "اسرائيل" لتنفيذ بنود اتفاق وقف اطلاق النار، والانسحاب من المناطق والتلال والنقاط المحتلة. وقد اجتمع سفراؤها امس في السفارة الاميركية، بناء لدعوة السفيرة في لبنان ليزا جونسون لتلاقي زيارة بارّاك وبن فرحان وتقديم الحلول المناسبة، لان لبنان يراهن على العمل الديبلوماسي لانهاء الاحتلال ، واستعادة الامن والاستقرار. والدول الممثلة في اللجنة قادرة على ذلك، تقول مصادر ديبلوماسية، وسيلاقي لبنان ذلك بمرونة، ويكون بيده ورقة يمكنه اقناع حزب الله بموضوع سلاحه، اذا تحققت مطالبه بالانسحاب "الاسرائيلي" ووقف الاعتداءات وتحرير الاسرى وعددهم 12 والاعمار. مصادر متابعة للملف اكدت ان حزب الله دون حصوله على ضمانات لن يسهّل البحث بموضوع السلاح المحصور جنوب الليطاني، كما يقول مسؤولوه، في حين ان الاميركي ومعه "الاسرائيلي" يطالبانه بشمال الليطاني ايضاً، الذي توجد فيه صواريخ من انواع عدة ومسيّرات لا سيما في البقاع، الذي يخشى حزب الله تمركز جماعات مسلحة تكفيرية عند الحدود الشرقية والشمالية مع لبنان، وتحريكها ضده. فالحركة الديبلوماسية التي تنشط باتجاه لبنان مع بارّاك وبن فرحان، هل تؤدي الى حل مع رد لبناني رسمي على ورقة الموفد الاميركي، فيكون لبنان كسب الحل بالديبلوماسية لا بالحرب؟


بوابة اللاجئين
منذ 17 ساعات
- بوابة اللاجئين
مسؤولون فلسطينيون: تقريرا "الجديد" عن شاتيلا ضمن حملة تشويه وشيطنة للمخيمات
عبّر مسؤولون فلسطينيون عن رفضهم الشديد لتقارير بثتها قناة "الجديد" اللبنانية، خصّ أحدها مخيم برج البراجنة بالإشارة إلى وجود "مجموعة إرهابية"، بينما أظهر تقرير آخر مخيم شاتيلا بأنه "تحت سيطرة تجار المخدرات"، واضعين ذلك في سياق ما وصفوه بـ"حملة إعلامية ممنهجة تستهدف المخيمات الفلسطينية في لبنان". وفي رد مباشر على هذه التقارير، أجرى موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين لقاءات مع كل من سرحان سرحان، أمين سر اللجان الشعبية الفلسطينية في بيروت، وأبو عماد شاتيلا، مسؤول منطقة بيروت في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، للوقوف على خلفيات هذه الاتهامات والسياقات التي تُطرح فيها. الاتهامات الموجهة للمخيمات ليست سوى غطاء لحملة سياسية أكد سرحان سرحان في حديثه أن الآفة التي يتهم بها مخيم شاتيلا، وهي تجارة وتعاطي المخدرات، تضرب العالم بأسره، ولا تقتصر على المخيمات الفلسطينية فقط. وعبّر عن أسفه من تركيز الإعلام اللبناني بشكل خاص على هذه المخيمات، في توقيت حساس يتقاطع مع مؤامرة أمريكية "إسرائيلية" تستهدف قضية اللاجئين وحق العودة. وقال: "هناك تسليط للضوء على مخيماتنا دون غيرها، رغم أن أماكن عديدة في لبنان تعاني من خلايا نائمة، ونشاطات إرهابية، ومراكز لتجارة المخدرات. من يريد محاربة هذه الآفة، عليه أن يبدأ من المنبع: من أين تأتي هذه المخدرات؟ وأين منشؤها؟". وأضاف أن الاتهامات الموجهة للمخيمات ليست سوى غطاء لحملة سياسية تهدف إلى إنهاء قضية اللاجئين، قائلاً: "القضية ليست قضية مخدرات أو إرهاب فقط، بل قضية سياسية بامتياز لتصفية حق العودة، وتروج لها وسائل إعلام تبث السموم، وتتهم مخيماتنا بأنها بؤر أمنية. لكننا نؤكد أن مخيماتنا هي مخيمات صمود وعودة، وسنستقبل كل وسائل الإعلام ليروا الحقيقة بأنفسهم". كما استنكر الإبراز الإعلامي المتعمد ضد الفلسطينيين عند توقيف أي مشتبه به، وقال: "عندما يتم توقيف شخص، لا يذكر ذلك إلا إذا كانت جنسيته فلسطينية، فيقال فورًا إنه فلسطيني، وهذا ما تمارسه وسائل الإعلام التي تستهدف المخيم". وأشار إلى أن المخيمات الفلسطينية تضم لجانًا أمنية مشتركة من مختلف فصائل منظمة التحرير، تعمل بشكل فعّال على مكافحة آفات الإرهاب والمخدرات، مؤكدًا وجود تنسيق وتعاون مستمر مع الأجهزة الأمنية اللبنانية. ودعا سرحان وسائل الإعلام لأن "تتقي الله في شعبنا الفلسطيني"، مضيفًا: "فنحن لا ينقصنا مزيد من المآسي، يكفينا ما يحدث في غزة، والضفة، والقدس. مخيماتنا ليست بؤرًا أمنية، بل محطات انتظار للعودة". موضوع ذو صلة: اللجان الشعبية الفلسطينية ترد على "الجديد": تقريرا شاتيلا وبرج البراجنة تحريضيان بلا أدلة المخدرات تزرع في مناطق بعيدة عن المخيمات ولا صلاحية أمنية دون غطاء قانوني من جهته، أكد أبو عماد شاتيلا أن المخيمات الفلسطينية ليست بيئة حاضنة للمخدرات، مشيرًا إلى أن زراعة المخدرات تجري في مناطق لبنانية بعيدة جغرافيًا عن المخيمات. وقال: "بيننا وبين أماكن زراعة المخدرات مسافة كبيرة، ومن واجب الدولة اللبنانية حماية أراضيها ونشر الحواجز وملاحقة المخالفين، سواء كانوا تجارًا أو مروّجين أو حتى متعاطين". وانتقد تركيز الإعلام اللبناني على المخيمات دون غيرها، مشيرًا إلى أن بعض المناطق اللبنانية تحتوي على بيئات مشابهة، لكنها لا تحظى بالتغطية نفسها بسبب الطابع السياسي للمخيم الفلسطيني، وقال: "المخيم يعتبر مكانًا سياسيًا مرتبطًا بالحقوق الوطنية الفلسطينية، ولهذا يسلط الضوء عليه إعلاميًا بشكل متعمد". وأكد شاتيلا وجود لجان أمنية فلسطينية قيد التشكيل، وقال: "بالأمس كان هناك حديث حول هذا الموضوع، ولا تزال الاجتماعات قائمة لتشكيل قوة أمنية من كافة الفصائل الفلسطينية". وشدد على أنّ الغالبية الساحقة من أبناء الشعب الفلسطيني، من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، لا علاقة لهم إطلاقًا بالمخدرات، كما شدد على أن المخيمات لا يمكنها العمل خارج إطار الدولة اللبنانية والقانون، مضيفًا: "إذا لم تمنح الدولة موافقتها، وإذا لم يصدر القضاء اللبناني إذنه، فلن نستطيع توقيف أي شخص. وإذا قمنا بذلك، فسنتهم بتشكيل عصابة مسلحة. بأي حق ننفذ عملية توقيف؟ وبأي مذكرة قانونية؟" وختم بدعوة صريحة لوسائل الإعلام، وقال: "نحن مع الدولة، وفريق واحد في مواجهة الفلتان الأمني، لكننا نطالب الإعلام بالتحقق من الوقائع قبل إطلاق الاتهامات، لا أن يوجه السهام إلى المخيمات دون بيّنة". حملة ممنهجة أم زلّة إعلامية؟ في ضوء هذه التصريحات، تتصاعد التساؤلات حول ما إذا كانت هذه التقارير الإعلامية التي تقدم صورة قاتمة عن واقع المخيمات مجرد "زلات مهنية"، أم أنها جزء من حملة سياسية أوسع تهدف إلى تشويه صورة اللاجئ الفلسطيني. وبين ما تعتبره القيادات الفلسطينية "تصفية سياسية مقنّعة"، وبين التحديات الأمنية الحقيقية التي لا تنكر، تبقى الحاجة ماسة إلى مقاربة إعلامية مسؤولة، توازن بين الحقيقة والعدالة، وتبتعد عن شيطنة المخيمات. بوابة اللاجئين الفلسطينيين