logo
المتحف المصري بتورينو كنز النيل في قلب إيطاليا

المتحف المصري بتورينو كنز النيل في قلب إيطاليا

سائحمنذ يوم واحد

يُعرف الكثيرون أن مصر هي مهد الحضارة الفرعونية وموطن كنوزها الأثرية العظيمة، لكن ما قد لا يُدركه الجميع هو أن واحداً من أهم وأكبر المتاحف المتخصصة في الحضارة المصرية القديمة خارج مصر يقع في قلب إيطاليا، وتحديداً في مدينة تورينو. يُعد المتحف المصري بتورينو (Museo Egizio di Torino) صرحاً ثقافياً فريداً، ليس فقط لجودة وكمية مقتنياته، بل لأنه يُقدم نافذة شاملة على حياة، فن، وديانة المصريين القدماء، ليُصبح بذلك كنز النيل في قلب إيطاليا. إنه ليس مجرد مكان لعرض الآثار، بل هو مركز بحثي عالمي يُسهم بشكل كبير في فهمنا لإحدى أقدم وأعظم الحضارات البشرية.
تاريخ عريق ومقتنيات لا تُقدر بثمن
تُشكل قصة تأسيس المتحف المصري بتورينو جزءاً لا يتجزأ من سحره. فقد بدأت نواة مجموعته في أوائل القرن التاسع عشر، عندما اشترت مملكة سردينيا (التي كانت تورينو عاصمتها آنذاك) مجموعة كبيرة من الآثار المصرية. مع مرور الوقت، وتحديداً في عام 1824، أسس الملك كارلو فيليتشي هذا المتحف الفريد، ليُصبح من أوائل المتاحف في العالم المخصصة كلياً للحضارة المصرية. توسعت المجموعة بشكل كبير على مدار العقود اللاحقة، بفضل أعمال التنقيب الأثرية التي قام بها علماء آثار إيطاليون في مصر، بالإضافة إلى عمليات الشراء والتبرعات.
يضم المتحف اليوم أكثر من 30,000 قطعة أثرية تُغطي جميع الفترات الزمنية للحضارة المصرية القديمة، من عصور ما قبل الأسرات وحتى العصر الروماني. من أبرز هذه المقتنيات: مومياوات محفوظة بشكل مذهل، توابيت مزخرفة، برديات تُقدم نصوصاً دينية وتاريخية (بما في ذلك بردية تورينو الملكية التي تُعد مصدراً مهماً للمعلومات عن الفراعنة)، تماثيل ضخمة للفراعنة والآلهة، ومجموعة مذهلة من الأدوات اليومية التي تُظهر تفاصيل الحياة في مصر القديمة. تُعرض هذه القطع بطريقة تُسرد قصة الحضارة المصرية بتسلسل زمني وموضوعي، مما يُسهل على الزوار فهم التطورات التاريخية والفنية.
رحلة عبر الزمن: من القرى الفرعونية إلى المقابر الملكية
يُصمم المتحف المصري بتورينو لتقديم تجربة غامرة للزوار، تُشعرهم وكأنهم يقومون برحلة عبر الزمن إلى مصر القديمة. من خلال التجديدات الكبيرة التي خضع لها المتحف في السنوات الأخيرة، أصبحت قاعاته تُقدم عرضاً حديثاً وتفاعلياً للآثار. تُعرض القطع الأثرية في بيئات تُحاكي اكتشافها الأصلي، مع إضاءة مدروسة وشاشات عرض توضيحية تُثري التجربة. يُمكن للزوار استكشاف قاعة "قرية دير المدينة" التي تُقدم لمحة عن حياة العمال والفنانين الذين بنوا مقابر الفراعنة، بما في ذلك الأدوات التي استخدموها والوثائق التي تُسجل حياتهم اليومية.
كما يُقدم المتحف جزءاً مخصصاً للمقابر الملكية، حيث تُعرض محتويات قبور حقيقية، مما يُمكن الزوار من فهم الطقوس الجنائزية المصرية القديمة ومعتقداتهم حول الحياة الأخرى. تُعد قاعة "معرض التماثيل" من أبرز الأقسام، حيث يُمكن رؤية تماثيل ضخمة للفراعنة والآلهة تُبرز مهارة النحاتين المصريين القدماء. هذه التجربة تُناسب جميع الأعمار، وتُقدم رؤية شاملة وعميقة لإحدى أكثر الحضارات سحراً في تاريخ البشرية.
مركز بحثي عالمي وأهمية ثقافية
إلى جانب دوره كمتحف، يُعد المتحف المصري بتورينو مركزاً بحثياً عالمياً مهماً في علم المصريات. يضم المتحف مكتبة متخصصة تُعد من الأغنى في العالم في مجال الدراسات المصرية، ويُجري باحثوه دراسات مستمرة على المقتنيات، ويُشاركون في مشاريع تنقيب في مصر. هذا الدور البحثي يُساهم في الكشف عن مزيد من الأسرار حول الحضارة المصرية، ويُعزز من مكانة المتحف كمؤسسة علمية رائدة.
كما يُلعب المتحف دوراً ثقافياً كبيراً في تعزيز الوعي بالحضارة المصرية القديمة على المستوى الدولي. يُنظم المتحف بانتظام معارض مؤقتة، ورش عمل، وفعاليات تعليمية تُجذب الزوار من جميع أنحاء العالم. إن وجود مثل هذا الكنز الثقافي في قلب أوروبا يُعزز من الروابط التاريخية والثقافية بين إيطاليا ومصر، ويُبرز كيف تُصبح المتاحف جسوراً للتفاهم بين الحضارات والشعوب، مُحافظةً على إرث الماضي للأجيال القادمة.
في الختام، يُعد المتحف المصري بتورينو تحفة فنية ومعرفية تُعيد تعريف العلاقة بين الحضارة القديمة والعالم الحديث. إنه ليس مجرد مستودع للآثار، بل هو نافذة حية على روح مصر القديمة، تُقدم للزوار فرصة فريدة للغوص في عمق تاريخها، فنها، وديانتها. زيارة هذا المتحف هي دعوة لاستكشاف كنوز النيل في قلب أوروبا، وتجربة ثقافية تُثري الروح وتُعزز من تقديرنا للإبداع البشري عبر العصور.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المتحف المصري بتورينو كنز النيل في قلب إيطاليا
المتحف المصري بتورينو كنز النيل في قلب إيطاليا

سائح

timeمنذ يوم واحد

  • سائح

المتحف المصري بتورينو كنز النيل في قلب إيطاليا

يُعرف الكثيرون أن مصر هي مهد الحضارة الفرعونية وموطن كنوزها الأثرية العظيمة، لكن ما قد لا يُدركه الجميع هو أن واحداً من أهم وأكبر المتاحف المتخصصة في الحضارة المصرية القديمة خارج مصر يقع في قلب إيطاليا، وتحديداً في مدينة تورينو. يُعد المتحف المصري بتورينو (Museo Egizio di Torino) صرحاً ثقافياً فريداً، ليس فقط لجودة وكمية مقتنياته، بل لأنه يُقدم نافذة شاملة على حياة، فن، وديانة المصريين القدماء، ليُصبح بذلك كنز النيل في قلب إيطاليا. إنه ليس مجرد مكان لعرض الآثار، بل هو مركز بحثي عالمي يُسهم بشكل كبير في فهمنا لإحدى أقدم وأعظم الحضارات البشرية. تاريخ عريق ومقتنيات لا تُقدر بثمن تُشكل قصة تأسيس المتحف المصري بتورينو جزءاً لا يتجزأ من سحره. فقد بدأت نواة مجموعته في أوائل القرن التاسع عشر، عندما اشترت مملكة سردينيا (التي كانت تورينو عاصمتها آنذاك) مجموعة كبيرة من الآثار المصرية. مع مرور الوقت، وتحديداً في عام 1824، أسس الملك كارلو فيليتشي هذا المتحف الفريد، ليُصبح من أوائل المتاحف في العالم المخصصة كلياً للحضارة المصرية. توسعت المجموعة بشكل كبير على مدار العقود اللاحقة، بفضل أعمال التنقيب الأثرية التي قام بها علماء آثار إيطاليون في مصر، بالإضافة إلى عمليات الشراء والتبرعات. يضم المتحف اليوم أكثر من 30,000 قطعة أثرية تُغطي جميع الفترات الزمنية للحضارة المصرية القديمة، من عصور ما قبل الأسرات وحتى العصر الروماني. من أبرز هذه المقتنيات: مومياوات محفوظة بشكل مذهل، توابيت مزخرفة، برديات تُقدم نصوصاً دينية وتاريخية (بما في ذلك بردية تورينو الملكية التي تُعد مصدراً مهماً للمعلومات عن الفراعنة)، تماثيل ضخمة للفراعنة والآلهة، ومجموعة مذهلة من الأدوات اليومية التي تُظهر تفاصيل الحياة في مصر القديمة. تُعرض هذه القطع بطريقة تُسرد قصة الحضارة المصرية بتسلسل زمني وموضوعي، مما يُسهل على الزوار فهم التطورات التاريخية والفنية. رحلة عبر الزمن: من القرى الفرعونية إلى المقابر الملكية يُصمم المتحف المصري بتورينو لتقديم تجربة غامرة للزوار، تُشعرهم وكأنهم يقومون برحلة عبر الزمن إلى مصر القديمة. من خلال التجديدات الكبيرة التي خضع لها المتحف في السنوات الأخيرة، أصبحت قاعاته تُقدم عرضاً حديثاً وتفاعلياً للآثار. تُعرض القطع الأثرية في بيئات تُحاكي اكتشافها الأصلي، مع إضاءة مدروسة وشاشات عرض توضيحية تُثري التجربة. يُمكن للزوار استكشاف قاعة "قرية دير المدينة" التي تُقدم لمحة عن حياة العمال والفنانين الذين بنوا مقابر الفراعنة، بما في ذلك الأدوات التي استخدموها والوثائق التي تُسجل حياتهم اليومية. كما يُقدم المتحف جزءاً مخصصاً للمقابر الملكية، حيث تُعرض محتويات قبور حقيقية، مما يُمكن الزوار من فهم الطقوس الجنائزية المصرية القديمة ومعتقداتهم حول الحياة الأخرى. تُعد قاعة "معرض التماثيل" من أبرز الأقسام، حيث يُمكن رؤية تماثيل ضخمة للفراعنة والآلهة تُبرز مهارة النحاتين المصريين القدماء. هذه التجربة تُناسب جميع الأعمار، وتُقدم رؤية شاملة وعميقة لإحدى أكثر الحضارات سحراً في تاريخ البشرية. مركز بحثي عالمي وأهمية ثقافية إلى جانب دوره كمتحف، يُعد المتحف المصري بتورينو مركزاً بحثياً عالمياً مهماً في علم المصريات. يضم المتحف مكتبة متخصصة تُعد من الأغنى في العالم في مجال الدراسات المصرية، ويُجري باحثوه دراسات مستمرة على المقتنيات، ويُشاركون في مشاريع تنقيب في مصر. هذا الدور البحثي يُساهم في الكشف عن مزيد من الأسرار حول الحضارة المصرية، ويُعزز من مكانة المتحف كمؤسسة علمية رائدة. كما يُلعب المتحف دوراً ثقافياً كبيراً في تعزيز الوعي بالحضارة المصرية القديمة على المستوى الدولي. يُنظم المتحف بانتظام معارض مؤقتة، ورش عمل، وفعاليات تعليمية تُجذب الزوار من جميع أنحاء العالم. إن وجود مثل هذا الكنز الثقافي في قلب أوروبا يُعزز من الروابط التاريخية والثقافية بين إيطاليا ومصر، ويُبرز كيف تُصبح المتاحف جسوراً للتفاهم بين الحضارات والشعوب، مُحافظةً على إرث الماضي للأجيال القادمة. في الختام، يُعد المتحف المصري بتورينو تحفة فنية ومعرفية تُعيد تعريف العلاقة بين الحضارة القديمة والعالم الحديث. إنه ليس مجرد مستودع للآثار، بل هو نافذة حية على روح مصر القديمة، تُقدم للزوار فرصة فريدة للغوص في عمق تاريخها، فنها، وديانتها. زيارة هذا المتحف هي دعوة لاستكشاف كنوز النيل في قلب أوروبا، وتجربة ثقافية تُثري الروح وتُعزز من تقديرنا للإبداع البشري عبر العصور.

استهلاك كبير للطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي.. هل نواجه أزمة بيئية حقيقية؟
استهلاك كبير للطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي.. هل نواجه أزمة بيئية حقيقية؟

رائج

time٢٣-٠٦-٢٠٢٥

  • رائج

استهلاك كبير للطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي.. هل نواجه أزمة بيئية حقيقية؟

نشر أليكس دي فريس-غاو، طالب الدكتوراه في معهد الدراسات البيئية بجامعة أمستردام، مقال رأي في مجلة Joule تناول فيه حجم استهلاك الكهرباء الناتج عن تشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي، لا سيما عند الاستجابة لاستفسارات المستخدمين. واستعرض دي فريس-غاو في ورقته البحثية كيفية حساب استهلاك الطاقة لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي على المستوى العالمي، سواء في الماضي أو الحاضر، كما قدّم تقديرات مستقبلية محتملة. وأشار الباحث إلى أن مطوّري نماذج اللغة الكبيرة (LLM) مثل ChatGPT اعترفوا خلال السنوات الأخيرة بالحاجة إلى طاقة حاسوبية هائلة لتشغيل أنظمتهم، وهو ما دفع بعضهم إلى توليد الكهرباء بأنفسهم لتلبية هذه المتطلبات المتزايدة. لكنه أوضح، أن الشركات أصبحت أقل شفافية خلال العام الماضي بشأن حجم الطاقة التي تستهلكها، وهو ما حفّزه على إجراء دراسة تقديرية شاملة.، وفقا إلى موقع Tech Xplore. التأثير على استهلاك الطاقة في مراكز البيانات تُعتبر مراكز البيانات بالفعل مستهلكًا كبيرًا للكهرباء نظرًا للطلب المتزايد على موارد الحوسبة في العصر الرقمي الحالي. وتُفاقم إضافة أحمال عمل الذكاء الاصطناعي هذه المشكلة، حيث تتطلب أنظمة الذكاء الاصطناعي طاقة أكبر للعمل بكفاءة. ووفقًا لدراسات حديثة، يمكن أن تستهلك أحمال عمل الذكاء الاصطناعي طاقة تصل إلى خمسة أضعاف طاقة أحمال العمل التقليدية في مراكز البيانات. الذكاء الاصطناعي يستهلك كهرباء بحجم دولة أستند الباحث أليكس دي فريس-غاو في دراسته إلى تحليل الرقائق التي تصنعها شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات، المزود الرئيسي لشركات مثل إنفيديا. كما اعتمد على تقارير أرباح وتحليلات خبراء بارزين، بالإضافة إلى بيانات حول الأجهزة التي تم شراؤها واستخدامها في بناء مراكز البيانات . واستكمل تقديراته من خلال مراجعة المعلومات المتاحة علنًا حول استهلاك الكهرباء للأجهزة المستخدمة في تشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي. وقدّر دي فريس-غاو أن مزودي خدمات الذكاء الاصطناعي سيستهلكون نحو 82 تيراواط/ساعة من الكهرباء خلال عام 2024، وهو ما يعادل تقريبًا استهلاك دولة بحجم سويسرا. وأجرى دي فريس-غاو حسابات إضافية لتقدير تأثير استمرار النمو السريع، مع افتراض تضاعف الطلب على الذكاء الاصطناعي خلال الأشهر المتبقية من العام. وبناءً على هذه التقديرات، قد تستهلك تطبيقات الذكاء الاصطناعي نصف إجمالي الكهرباء المستخدمة في مراكز البيانات حول العالم. يجب على مشغلي مراكز البيانات وشركات التكنولوجيا وصانعي السياسات العمل معًا لوضع حلول مستدامة توازن بين الطلب المتزايد على الذكاء الاصطناعي وضرورة الحد من استهلاك الطاقة وتأثيره البيئي. من خلال الاستثمار في تقنيات توفير الطاقة، وتحسين إدارة أعباء العمل، واعتماد مصادر الطاقة المتجددة، يمكن ضمان استمرار تطور الذكاء الاصطناعي دون المساس باستدامة البنية التحتية للبيانات. رغم الفوائد الكبيرة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي في رفع مستوى الكفاءة، إلا أن ارتفاع استهلاكه للطاقة يثير مخاوف بيئية متزايدة. ومع ذلك، يمكن تحقيق توازن بين التطور التكنولوجي والاستدامة من خلال تبني تقنيات أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة، وتحسين إدارة أعباء العمل، والاعتماد بشكل أكبر على مصادر الطاقة المتجددة، وفقًا لما ذكره موقع Life Technology. مراجعة: ح.ز

أول دراجة نارية طائرة بدون أجنحة أو مراوح تحلق في السماء
أول دراجة نارية طائرة بدون أجنحة أو مراوح تحلق في السماء

رائج

time٢١-٠٦-٢٠٢٥

  • رائج

أول دراجة نارية طائرة بدون أجنحة أو مراوح تحلق في السماء

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها مصنع عن طموحاته لابتكار مركبة ذات عجلتين قادرة على الطيران، أو حتى يكشف علنا عن نموذج أولي لها. لكن ما يميز دراجة "إيربايك" الطائرة ويمنحها ميزة تنافسية واضحة هو تصميمها المستقبلي الجريء وغياب أي أجنحة ظاهرة. هذه الدراجة النارية المبتكرة لا تكتفي بالسير على الطرقات، بل تستطيع التحليق في الجو بفضل محركها النفاث، وقد وصلت بالفعل إلى سرعة مذهلة تبلغ 200 كيلومتر في الساعة. وبفضل وزنها الخفيف الذي لا يتجاوز 39 كيلوغراما، تتميز "إيربايك" بكونها خفية ورشيقة بشكل يفوق بكثير الاختراعات المماثلة أو حتى الدراجات النارية التقليدية. لذلك، يمكن أن تكون هذه الدراجة النارية رمز للتقدم التكنولوجي ودليل ملموس على أن ما كان يعتقد أنه مجرد خيال يمكن أن يصبح حقيقة ملموسة. التحليق بلا أجنحة لكل عشاق الخيال العلمي، ومحبي ألعاب الفيديو، لابد أن فكرة قيادة دراجة نارية طائرة، كتلك التي نشاهدها في أفلام "حرب النجوم" أو ألعاب "سايبربانك"، قد راودتكم يوما ما. والآن، يبدو أن شركة "فولونوت" (Volonaut) قد جسدت هذا الحلم في واقع ملموس من خلال ابتكارها لمركبة تتيح التنقل في الأجواء بسرعة وسلاسة تامة. يعود الفضل في قدرتها العالية على المناورة إلى بنائها المتطور باستخدام مواد من ألياف الكربون وعناصر تم إنتاجها بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. كما أن نظام الدفع النفاث الحصري ونظام التثبيت الفريد في "إيربايك" يلغيان الحاجة إلى مكونات الطيران التقليدية مثل المراوح، الأجنحة، أو الدوارات الخارجية، مما يمنحها مظهرا انسيابيا ومستقبليا. العقل المدبر وراء "إيربايك " إن العقل المدبر وراء هذا الابتكار الهندسي البارع، وهو الدراجة النارية الطائرة بدون أجنحة، هو المخترع البولندي توماس باتان. لا يعد باتان مبتدئا في عالم الميكانيكا والطيران، فهو مبكر محترف للطائرات بدون طيار ومخترع سابق لـ "جيتسون ون إي في تي أو إل" (Jetson ONE eVTOL)، وهي مركبة كهربائية قادرة على الإقلاع والهبوط عموديا. من خلال اختراعه الجديد هذا، يجدد المخترع الشاب التزامه بتحقيق طموحاته الكبيرة: جعل تجربة الطيران في متناول الجميع. وأي وسيلة أفضل لتحقيق هذا الحلم من دراجة نارية؟ فالدراجات النارية بطبيعتها توفر مزايا عملية في مجال التنقل الحضري. لكن "إيربايك" الجديدة تتخطى هذه المزايا، مانحة مستخدمها القدرة على التغلب على ازدحامات المرور التقليدية والتحليق بحرية في المجال الجوي. " إيربايك" للجميع عند رؤية هذه المركبة المدهشة، قد يتبادر إلى الذهن سؤال حول ما إذا كانت "إيربايك" قد صممت للمستخدم العادي أم أنها مخصصة للمحترفين فقط. تكمن الإجابة على هذا التساؤل في رؤية المصمم نفسه، والتي تركز على جعل تجربة الطيران متاحة للجميع من خلال توفير أجهزة شخصية تتميز بالأمان والمتعة في الاستخدام. ولتحقيق هذا الهدف، اعتمد المخترع على نظام كمبيوتر متكامل يوفر مساعدة إلكترونية متطورة وتثبيتا آليا، مما يضمن سهولة التحكم والقيادة. الهدف الأسمى من تصميم "إيربايك" هو تمكين أي شخص من التنقل بهذه الدراجة النارية الطائرة دون عناء ودون التعرض للمخاطر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store