logo
"الموت لجيش إسرائيل".. كيف أشعل المغني "فيلان" بريطانيا والعالم؟

"الموت لجيش إسرائيل".. كيف أشعل المغني "فيلان" بريطانيا والعالم؟

إيطاليا تلغراف
روبين أندرسون
كاتبة أميركية، وأستاذة بجامعة فوردهام
في مِهرجان غلاستونبري الشهير للموسيقى الذي يُقام كل عام في سومرست بإنجلترا، صعد إلى المسرح يوم السبت 28 يونيو/ حزيران مغني الراب الذي يُعرف باسم بوبي فيلان، عاري الصدر، وجعل الجمهور يهتف معه: 'فلسطين حرة، حرة'.
ندد بالمملكة المتحدة والولايات المتحدة لتواطئهما في الإبادة الجماعية، وأعرب عن أمله في أن يأتي يوم يتحرر فيه الشعب الفلسطيني من طغيان الحكومة الإسرائيلية.
ثم تغيرت نبرته، وبدأ يردد: 'الموت، الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي'، وردد الجمهور معه. وبعد ذلك، كما نقول بالإنجليزية، انفجر كل شيء، وهيمنت الضجة حول ما جرى في غلاستونبري على دورة الأخبار.
البيان الرسمي الصادر عن مكتب السفارة الإسرائيلية في المملكة المتحدة وصف الهتافات بأنها 'خطاب تحريضي مليء بالكراهية'، واعتبرها 'تطبيعًا للغة المتطرفة وتمجيدًا للعنف'. ومن حكومة يبدو أنها محصنة ضد المفارقة، ادعى البيان أيضًا أن كلمات فيلان تمثل 'دعوة' إلى 'تطهير عرقي'.
قامت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) ببث العرض مباشرة، ثم عبّرت عن ندمها، ووصفت هتافات فيلان بأنها 'غير مقبولة إطلاقًا' وقالت إنه 'لا مكان لها' على موجاتها.
وفتحت شرطة المملكة المتحدة تحقيقًا جنائيًا في تعليقات فيلان، وكذلك في تعليقات فرقة Kneecap الأيرلندية، كما ألغت وزارة الخارجية الأميركية تأشيرة فيلان، مما منعه من تقديم عروض مقررة في الولايات المتحدة لاحقًا هذا العام.
ومع انشغال الإعلام الغربي السائد بهذه القصة، بالكاد تم ذكر الإبادة الجماعية الجارية في غزة، وهي التي أثارت مثل هذه اللغة وردود الفعل، بل تم تجاهلها فعليًا.
قبل المهرجان، كانت صور وسائل التواصل الاجتماعي القادمة من غزة تُظهر أهوالًا لا تُصدق؛ كانت صادمة وكارثية. أطفال بأربطة طبية مكان أطرافهم المبتورة، أمهات وآباء وإخوة يبكون، أو يحملون أوعية فارغة بأجسادهم الهزيلة على أمل الحصول على طعام.
الفلسطينيون الجائعون الذين يسعون للحصول على المساعدة كانوا يُجبرون على عبور ساحات النار وسط زخات من الرصاص خلال مناظر مدمَّرة كانت في السابق غزة.
وكان يتم تنفيذ المراحل الأخيرة من التطهير العرقي عند 'مواقع توزيع المساعدات' التي تسيطر عليها إسرائيل، بمساعدة شركة 'خاصة' أميركية غامضة- أي مليشيا مرتزقة.
شرح الصحفي البريطاني جوناثان كوك ما خططت له إسرائيل في غزة. فقد مكنت الخطة الجيش الإسرائيلي من الإشراف على استخدام المتعهدين الخاصين لتوزيع المساعدات، أو الإيحاء بتوزيعها، من خلال جمع الفلسطينيين في 'مراكز' تقع في أقصى جنوب قطاع غزة، وهي أماكن 'لا يمكنها بأي حال استيعاب الجميع'. كانت هذه المراكز تحتوي فقط على 'عُشر كمية المساعدات المطلوبة'.
ولم تكن هناك أي ضمانات بأن إسرائيل لن تقصف تلك المراكز الإنسانية أو تطلق النار على الغزّيين الجائعين الذين يُجبرون على التوجه إليها. واعتبارًا من 9 مايو/ أيار 2025، كانت 15 وكالة تابعة للأمم المتحدة قد رفضت خطة إسرائيل، ووصفت المساعدات بأنها 'طُعم'.
تم تمويل المخطط الجديد من قبل إسرائيل، عبر متعهدين أميركيين يتظاهرون بأنهم منظمة غير ربحية تُدعى 'مؤسسة غزة الإنسانية' (GHF).
وبعد بدء هذا النموذج 'لتوزيع المساعدات'، أصبح الفلسطينيون أهدافًا سهلة للجيش الإسرائيلي، ووصفتهم منصة Drop Site News بأنهم يُقتلون في 'حقول قتل مفتوحة'.
نشرت صحيفة هآرتس مقالًا اتهم إسرائيل بتحويل مراكز المساعدات التابعة لـ GHF إلى 'مواقع للمذابح'، وأضافت أنها 'تعمل بعكس المبادئ الإنسانية التي تقرها الأمم المتحدة وكل منظمة تحترم حقوق الإنسان'.
ووصفت صحيفة CounterPunch هذه المواقع لاحقًا بأنها 'فرق إعدام، لا مواقع مساعدات'، ووثّق مرصد Euro-Med قيام إسرائيل باستهداف الفلسطينيين عند اقترابهم من هذه المناطق، واعتبر GHF شريكة في 'آلة التجويع'.
كان تناول الإعلام الأميركي السائد أقل حدة بكثير. فقد وصف تقرير مطوّل في صحيفة نيويورك تايمز حول GHF بأنها 'مثيرة للجدل'، وقال في مقدمته إنها 'طُورت من قبل إسرائيليين كطريقة لتقويض حماس'.
ونقل التقرير عن مصدر قوله بسخرية: 'أي طعام يدخل غزة اليوم هو أكثر مما دخلها بالأمس'. أما تغطيات الصحافة الأميركية الأخرى من جنوب غزة فقد قللت من مسؤولية إسرائيل أو أعفت الجيش الإسرائيلي بالكامل.
ففي 2 يونيو/ حزيران، ذكرت وكالة AP أن شهودًا رأوا القوات الإسرائيلية تطلق النار 'نحو' حشود عند موقع للمساعدات، وغطّت المجزرة بقولها إن 'الجيش الإسرائيلي نفى أن تكون قواته أطلقت النار على المدنيين قرب أو داخل الموقع في مدينة رفح جنوبًا'.
وجاء عنوان لاحق في صحيفة التايمز بصيغة المبني للمجهول والتلاعب اللغوي الذي يخفي ما حدث خلال 'مجزرة الطحين' الأولى في مارس/ آذار 2024، حيث كتبت: 'مساعدات قاتلة تصل غزة'، وقالت إن الجيش الإسرائيلي أطلق النار 'بالقرب' من مواقع توزيع الطعام.
بخلاف صحيفة التايمز، لم تلجأ صحيفة هآرتس للتخفيف من الحقيقة، ونشرت تقريرًا بعنوان: 'إنه حقل قتل: جنود الجيش الإسرائيلي أُمروا بإطلاق النار عمدًا على غزّيين غير مسلحين ينتظرون مساعدات إنسانية'.
وأكد أحد الجنود أن طالبي المساعدات 'يُعاملون كقوة معادية'. وأضاف أن الجيش يستخدم 'نيرانًا حية' بكل أنواعها، من 'الرشاشات الثقيلة، وقاذفات القنابل، والهاونات'، دون 'أي حالة من إطلاق النار المضاد. لا يوجد عدو، لا توجد أسلحة'. ومرة أخرى، ثبت أن الادعاء باستهداف حماس لم يكن سوى دعاية لتغطية المرحلة الأكثر دموية من إبادة استمرت عشرين شهرًا.
نصحت منظمة هيومن رايتس ووتش المجتمع الدولي بإرسال 'قافلة دولية' لوقف المجاعة في غزة، وذكّر مركز الحقوق الدستورية بأن GHF قد تكون 'مسؤولة قانونيًا عن المساعدة في جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين'.
ومع ذلك، نادرًا ما يشير الإعلام الغربي إلى أن المجتمع الدولي يجب أن يوقف هذه المذبحة، أو أنه يملك القدرة على كبح إسرائيل إن أراد.
كلمات مغني الراب العاري الصدر كانت ردًا على إبادة جماعية وحشية جارية، تُرتكب بلا محاسبة، وتُسهلها وسائل الإعلام التقليدية، ويتم إسكات من يجرؤ على انتقادها بتهديدات 'معاداة السامية'.
ورغم تجريم وقمع الرأي السياسي، فإن المعارضة مستمرة في التوسع، حتى وصلت إلى الفضاءات الثقافية كعروض الموسيقى.
مع تصاعد وحشية الجيش الإسرائيلي، أصبح القتل دون محاسبة مصدرَ جرأة للمواطنين الإسرائيليين كذلك. وحتى نفهم كلمات بوبي فيلان في سياق آخر، فلننظر أيضًا لما يردده ويغنيه الإسرائيليون وينشرونه على الإنترنت، بمن في ذلك أفراد من الجيش الإسرائيلي يتفاخرون بتدمير القرى الفلسطينية.
ويُظهر منشور آخر أطفالًا إسرائيليين يرددون أغنية عن 'إبادة كل سكان غزة'، وفي فعالية 'يوم القدس' السنوية التي تحتفل بالاحتلال في القدس الشرقية، هتف آلاف الأشخاص: 'الموت للعرب'، ثم ترجموا هذه الهتافات إلى أفعال، فاقتحموا المسجد الأقصى وهاجموا منشأة تابعة للأونروا.
الخيار الآن يبدو بين مزيد من القمع لحرية التعبير، أو وقف إبادة إسرائيل، التي تسهم بوضوح في تعزيز معاداة السامية الحقيقية حول العالم.
هناك بعض المؤشرات على أن بعض السياسيين البريطانيين بدؤُوا يشعرون بالإرهاق من دعم الإبادة الجماعية الإسرائيلية.
في مقابلة على قناة BBC، طُلب من الوزير البريطاني ويس ستريتنغ الرد على ادعاءات السفارة الإسرائيلية بأن مهرجان غلاستونبري سمح بـ'تمجيد العنف'. فردّ قائلًا: 'أقول للسفارة الإسرائيلية: نظّفوا بيتكم أولًا'، ثم أشار إلى أن 'مستوطني إسرائيل الإرهابيين' نفّذوا أعمال عنف مروعة.
وأدان النائب عن حزب شين فين، كريس هازارد، قصف إسرائيل مقهى الباقة في غزة، الذي اعتاد على ارتياده الصحفيون والنشطاء والفنانون، وقال: 'الإعلام الغربي سيواصل تسليط الضوء على Kneecap وبوبي فيلان.
ألا تعني حياة صحفيين فلسطينيين شجعان مثل بيان أبو سلطان شيئًا؟!'، وعلى الرغم من الهجوم المروع على المقهى الذي أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصًا وإصابة العشرات، ظلّت الصفحات الأولى في الإعلام البريطاني مشغولة بإدانة كلمات فيلان، بدلًا من أفعال الجيش الإسرائيلي.
ومع تصويت البرلمان البريطاني قبل أيام على حظر مجموعة Palestine Action، واصفًا إياها كذبًا بأنها 'منظمة إرهابية'، قالت النائبة المستقلة عن كوفنتري ساوث، زهراء سلطانة، إن هذا القرار يمثل 'تجاوزًا خطيرًا غير مسبوق من الدولة'.
وأتطلع إلى اليوم الذي تتوقف فيه حكومتا الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عن دعم الإبادة الجماعية، وتدينان الفظائع التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي، بدلًا من قمع وتجريم الخطاب والتضامن والمعارضة.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لجريدة إيطاليا تلغراف
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"الموت لجيش إسرائيل".. كيف أشعل المغني "فيلان" بريطانيا والعالم؟
"الموت لجيش إسرائيل".. كيف أشعل المغني "فيلان" بريطانيا والعالم؟

إيطاليا تلغراف

timeمنذ 5 أيام

  • إيطاليا تلغراف

"الموت لجيش إسرائيل".. كيف أشعل المغني "فيلان" بريطانيا والعالم؟

إيطاليا تلغراف روبين أندرسون كاتبة أميركية، وأستاذة بجامعة فوردهام في مِهرجان غلاستونبري الشهير للموسيقى الذي يُقام كل عام في سومرست بإنجلترا، صعد إلى المسرح يوم السبت 28 يونيو/ حزيران مغني الراب الذي يُعرف باسم بوبي فيلان، عاري الصدر، وجعل الجمهور يهتف معه: 'فلسطين حرة، حرة'. ندد بالمملكة المتحدة والولايات المتحدة لتواطئهما في الإبادة الجماعية، وأعرب عن أمله في أن يأتي يوم يتحرر فيه الشعب الفلسطيني من طغيان الحكومة الإسرائيلية. ثم تغيرت نبرته، وبدأ يردد: 'الموت، الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي'، وردد الجمهور معه. وبعد ذلك، كما نقول بالإنجليزية، انفجر كل شيء، وهيمنت الضجة حول ما جرى في غلاستونبري على دورة الأخبار. البيان الرسمي الصادر عن مكتب السفارة الإسرائيلية في المملكة المتحدة وصف الهتافات بأنها 'خطاب تحريضي مليء بالكراهية'، واعتبرها 'تطبيعًا للغة المتطرفة وتمجيدًا للعنف'. ومن حكومة يبدو أنها محصنة ضد المفارقة، ادعى البيان أيضًا أن كلمات فيلان تمثل 'دعوة' إلى 'تطهير عرقي'. قامت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) ببث العرض مباشرة، ثم عبّرت عن ندمها، ووصفت هتافات فيلان بأنها 'غير مقبولة إطلاقًا' وقالت إنه 'لا مكان لها' على موجاتها. وفتحت شرطة المملكة المتحدة تحقيقًا جنائيًا في تعليقات فيلان، وكذلك في تعليقات فرقة Kneecap الأيرلندية، كما ألغت وزارة الخارجية الأميركية تأشيرة فيلان، مما منعه من تقديم عروض مقررة في الولايات المتحدة لاحقًا هذا العام. ومع انشغال الإعلام الغربي السائد بهذه القصة، بالكاد تم ذكر الإبادة الجماعية الجارية في غزة، وهي التي أثارت مثل هذه اللغة وردود الفعل، بل تم تجاهلها فعليًا. قبل المهرجان، كانت صور وسائل التواصل الاجتماعي القادمة من غزة تُظهر أهوالًا لا تُصدق؛ كانت صادمة وكارثية. أطفال بأربطة طبية مكان أطرافهم المبتورة، أمهات وآباء وإخوة يبكون، أو يحملون أوعية فارغة بأجسادهم الهزيلة على أمل الحصول على طعام. الفلسطينيون الجائعون الذين يسعون للحصول على المساعدة كانوا يُجبرون على عبور ساحات النار وسط زخات من الرصاص خلال مناظر مدمَّرة كانت في السابق غزة. وكان يتم تنفيذ المراحل الأخيرة من التطهير العرقي عند 'مواقع توزيع المساعدات' التي تسيطر عليها إسرائيل، بمساعدة شركة 'خاصة' أميركية غامضة- أي مليشيا مرتزقة. شرح الصحفي البريطاني جوناثان كوك ما خططت له إسرائيل في غزة. فقد مكنت الخطة الجيش الإسرائيلي من الإشراف على استخدام المتعهدين الخاصين لتوزيع المساعدات، أو الإيحاء بتوزيعها، من خلال جمع الفلسطينيين في 'مراكز' تقع في أقصى جنوب قطاع غزة، وهي أماكن 'لا يمكنها بأي حال استيعاب الجميع'. كانت هذه المراكز تحتوي فقط على 'عُشر كمية المساعدات المطلوبة'. ولم تكن هناك أي ضمانات بأن إسرائيل لن تقصف تلك المراكز الإنسانية أو تطلق النار على الغزّيين الجائعين الذين يُجبرون على التوجه إليها. واعتبارًا من 9 مايو/ أيار 2025، كانت 15 وكالة تابعة للأمم المتحدة قد رفضت خطة إسرائيل، ووصفت المساعدات بأنها 'طُعم'. تم تمويل المخطط الجديد من قبل إسرائيل، عبر متعهدين أميركيين يتظاهرون بأنهم منظمة غير ربحية تُدعى 'مؤسسة غزة الإنسانية' (GHF). وبعد بدء هذا النموذج 'لتوزيع المساعدات'، أصبح الفلسطينيون أهدافًا سهلة للجيش الإسرائيلي، ووصفتهم منصة Drop Site News بأنهم يُقتلون في 'حقول قتل مفتوحة'. نشرت صحيفة هآرتس مقالًا اتهم إسرائيل بتحويل مراكز المساعدات التابعة لـ GHF إلى 'مواقع للمذابح'، وأضافت أنها 'تعمل بعكس المبادئ الإنسانية التي تقرها الأمم المتحدة وكل منظمة تحترم حقوق الإنسان'. ووصفت صحيفة CounterPunch هذه المواقع لاحقًا بأنها 'فرق إعدام، لا مواقع مساعدات'، ووثّق مرصد Euro-Med قيام إسرائيل باستهداف الفلسطينيين عند اقترابهم من هذه المناطق، واعتبر GHF شريكة في 'آلة التجويع'. كان تناول الإعلام الأميركي السائد أقل حدة بكثير. فقد وصف تقرير مطوّل في صحيفة نيويورك تايمز حول GHF بأنها 'مثيرة للجدل'، وقال في مقدمته إنها 'طُورت من قبل إسرائيليين كطريقة لتقويض حماس'. ونقل التقرير عن مصدر قوله بسخرية: 'أي طعام يدخل غزة اليوم هو أكثر مما دخلها بالأمس'. أما تغطيات الصحافة الأميركية الأخرى من جنوب غزة فقد قللت من مسؤولية إسرائيل أو أعفت الجيش الإسرائيلي بالكامل. ففي 2 يونيو/ حزيران، ذكرت وكالة AP أن شهودًا رأوا القوات الإسرائيلية تطلق النار 'نحو' حشود عند موقع للمساعدات، وغطّت المجزرة بقولها إن 'الجيش الإسرائيلي نفى أن تكون قواته أطلقت النار على المدنيين قرب أو داخل الموقع في مدينة رفح جنوبًا'. وجاء عنوان لاحق في صحيفة التايمز بصيغة المبني للمجهول والتلاعب اللغوي الذي يخفي ما حدث خلال 'مجزرة الطحين' الأولى في مارس/ آذار 2024، حيث كتبت: 'مساعدات قاتلة تصل غزة'، وقالت إن الجيش الإسرائيلي أطلق النار 'بالقرب' من مواقع توزيع الطعام. بخلاف صحيفة التايمز، لم تلجأ صحيفة هآرتس للتخفيف من الحقيقة، ونشرت تقريرًا بعنوان: 'إنه حقل قتل: جنود الجيش الإسرائيلي أُمروا بإطلاق النار عمدًا على غزّيين غير مسلحين ينتظرون مساعدات إنسانية'. وأكد أحد الجنود أن طالبي المساعدات 'يُعاملون كقوة معادية'. وأضاف أن الجيش يستخدم 'نيرانًا حية' بكل أنواعها، من 'الرشاشات الثقيلة، وقاذفات القنابل، والهاونات'، دون 'أي حالة من إطلاق النار المضاد. لا يوجد عدو، لا توجد أسلحة'. ومرة أخرى، ثبت أن الادعاء باستهداف حماس لم يكن سوى دعاية لتغطية المرحلة الأكثر دموية من إبادة استمرت عشرين شهرًا. نصحت منظمة هيومن رايتس ووتش المجتمع الدولي بإرسال 'قافلة دولية' لوقف المجاعة في غزة، وذكّر مركز الحقوق الدستورية بأن GHF قد تكون 'مسؤولة قانونيًا عن المساعدة في جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين'. ومع ذلك، نادرًا ما يشير الإعلام الغربي إلى أن المجتمع الدولي يجب أن يوقف هذه المذبحة، أو أنه يملك القدرة على كبح إسرائيل إن أراد. كلمات مغني الراب العاري الصدر كانت ردًا على إبادة جماعية وحشية جارية، تُرتكب بلا محاسبة، وتُسهلها وسائل الإعلام التقليدية، ويتم إسكات من يجرؤ على انتقادها بتهديدات 'معاداة السامية'. ورغم تجريم وقمع الرأي السياسي، فإن المعارضة مستمرة في التوسع، حتى وصلت إلى الفضاءات الثقافية كعروض الموسيقى. مع تصاعد وحشية الجيش الإسرائيلي، أصبح القتل دون محاسبة مصدرَ جرأة للمواطنين الإسرائيليين كذلك. وحتى نفهم كلمات بوبي فيلان في سياق آخر، فلننظر أيضًا لما يردده ويغنيه الإسرائيليون وينشرونه على الإنترنت، بمن في ذلك أفراد من الجيش الإسرائيلي يتفاخرون بتدمير القرى الفلسطينية. ويُظهر منشور آخر أطفالًا إسرائيليين يرددون أغنية عن 'إبادة كل سكان غزة'، وفي فعالية 'يوم القدس' السنوية التي تحتفل بالاحتلال في القدس الشرقية، هتف آلاف الأشخاص: 'الموت للعرب'، ثم ترجموا هذه الهتافات إلى أفعال، فاقتحموا المسجد الأقصى وهاجموا منشأة تابعة للأونروا. الخيار الآن يبدو بين مزيد من القمع لحرية التعبير، أو وقف إبادة إسرائيل، التي تسهم بوضوح في تعزيز معاداة السامية الحقيقية حول العالم. هناك بعض المؤشرات على أن بعض السياسيين البريطانيين بدؤُوا يشعرون بالإرهاق من دعم الإبادة الجماعية الإسرائيلية. في مقابلة على قناة BBC، طُلب من الوزير البريطاني ويس ستريتنغ الرد على ادعاءات السفارة الإسرائيلية بأن مهرجان غلاستونبري سمح بـ'تمجيد العنف'. فردّ قائلًا: 'أقول للسفارة الإسرائيلية: نظّفوا بيتكم أولًا'، ثم أشار إلى أن 'مستوطني إسرائيل الإرهابيين' نفّذوا أعمال عنف مروعة. وأدان النائب عن حزب شين فين، كريس هازارد، قصف إسرائيل مقهى الباقة في غزة، الذي اعتاد على ارتياده الصحفيون والنشطاء والفنانون، وقال: 'الإعلام الغربي سيواصل تسليط الضوء على Kneecap وبوبي فيلان. ألا تعني حياة صحفيين فلسطينيين شجعان مثل بيان أبو سلطان شيئًا؟!'، وعلى الرغم من الهجوم المروع على المقهى الذي أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصًا وإصابة العشرات، ظلّت الصفحات الأولى في الإعلام البريطاني مشغولة بإدانة كلمات فيلان، بدلًا من أفعال الجيش الإسرائيلي. ومع تصويت البرلمان البريطاني قبل أيام على حظر مجموعة Palestine Action، واصفًا إياها كذبًا بأنها 'منظمة إرهابية'، قالت النائبة المستقلة عن كوفنتري ساوث، زهراء سلطانة، إن هذا القرار يمثل 'تجاوزًا خطيرًا غير مسبوق من الدولة'. وأتطلع إلى اليوم الذي تتوقف فيه حكومتا الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عن دعم الإبادة الجماعية، وتدينان الفظائع التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي، بدلًا من قمع وتجريم الخطاب والتضامن والمعارضة. الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لجريدة إيطاليا تلغراف

مقاضاة المغني 'ديدين كلاش' بسبب أغنيته 'سبايدر'
مقاضاة المغني 'ديدين كلاش' بسبب أغنيته 'سبايدر'

النهار

time٢٤-٠٦-٢٠٢٥

  • النهار

مقاضاة المغني 'ديدين كلاش' بسبب أغنيته 'سبايدر'

تابعت محكمة الشراقة اليوم الثلاثاء مغني الراب المدعو 'ي.خير الدين' المعروف باسم 'ديدين كلاش'. بتهمة إهانة هيئة نظامية بأغنيته المعنونة بـ'سبايدر' والتي اتهم فيها بإهانة جهاز الشرطة. و بالتحديد فرقة البحث و التحري ' BRI' في كلمات أغنيته. وجاء تحريك الدعوى العمومية في حق 'ديدين كلاش' عقب شكوى تقدمت بها المديرية العامة للأمن الوطني. تفيد بأن المغني توجه بعبارات خادشة بأغنيته 'سبايدر' أهان فيها جهاز 'البياري' وجهاز الأمن الوطني بصفة عامة. ووجهت بناءا على ذلك تهمة إهانة هيئة نظامية لمغني الراب. هذا الأخير الذي مثل اليوم أمام قسم الجنح بمحكمة الشراقة. حيث أنكر بشدة التهمة الموجهة له و أكد أنه من بين أكثر الفنانين دفاعا عن الجزائر. وأن أغنيته سبايدر كانت ردا على تهجمات تلقتها الجزائر من مغنين مغاربة من بينهم مغنية أمريكية من أصول مغربية كثيرة العداء للجزائر في أغانيها وهي تدعى 'ستيف بياري'. وأنه ذكرها بالاسم في أغنيته للرد عليها دفاعا عن الجزائر. وأكد أنه تم تأويل كلمات أغنيته ونسبها لجهاز الشرطة وأن الحقيقة غير ذاك تماما. وردّد المتهم بتصريحاته 'أنا ضد كل واحد معادي للجزائر وعن أجهزتها الأمنية والعسكرية'. دفاع المتهم نوّه خلال مرافعته أنه استغرب متابعة موكله بتهمة إهانة هيئة نظامية بمجرد الاشتباه في كلمات دون استيفاء المعنى الحقيقي. وأشار إلى أن موكله ومن كثرة ردوده على التهجمات المغربية بات ممنوعا من الدخول للأراضي المغربية رغم أنه كان يحقق مداخيل كبيرة من إحياء حفلاته هناك، وهو كان ضريبة على فنانين مغاربة اعتدوا على الجزائر. وارد الدفاع أن موكله حاليا ممنوع من مغادرة التراب الوطني بسبب ملف الحال وطالب من المحكمة النظر من جديد في هذا الأمر بالمنع. وطالب بافادة موكله بالبراءة لانعدام الركن المعنوي في قضية الحال. وعليه و أمام ما تقدم التمس ممثل الحق العام تغريم المتهم بـ 500 ألف دج. في انتظار النطق بالحكم المؤجل لاشعار آخر.

ما وراء "طوارئ ترامب" الزائفة
ما وراء "طوارئ ترامب" الزائفة

إيطاليا تلغراف

time١٦-٠٦-٢٠٢٥

  • إيطاليا تلغراف

ما وراء "طوارئ ترامب" الزائفة

إيطاليا تلغراف روبين أندرسون كاتبة أميركية، وأستاذة بجامعة فوردهام لم يكن هدف الرئيس تهدئة الشوارع في لوس أنجلوس، بل الاستفزاز المتعمّد لتحويل المدينة إلى ساحة معركة. في يوم الجمعة، السادس من يونيو/ حزيران، نفذت وكالة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE)، ووزارة الأمن الداخلي (DHS)، ومكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) سلسلةً من المداهمات عبر مدينة لوس أنجلوس. كان الضباط الفدراليون مسلحين ببنادق على الطراز العسكري، يرتدون ملابس تكتيكية ويتنقلون في قوافل من العربات المصفحة والمركبات القتالية (Bearcats)، مما حول شوارع المدينة إلى ساحة عسكرية أثناء اعتقالهم عشرات المهاجرين العاملين بجد. تم اعتقال أفراد من أمام متجر 'هوم ديبوت'، حيث يصطف العمال يوميًا بحثًا عن عمل. وفي حي صناعة الألبسة وسط المدينة، تم اعتقال أكثر من 40 شخصًا في مستودع 'أمبيانس أباريل' للموضة السريعة، من بينهم خوسيه أورتيز، الذي عمل فيه 18 عامًا حتى أصبح مديرًا للوردية. عندما خرج أفراد المجتمع إلى الشوارع تضامنًا مع أصدقائهم وعائلاتهم وجيرانهم الذين تم اعتقالهم، استخدم العملاء الفدراليون القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود، وسرعان ما تحوّلت الشوارع إلى بؤر اشتباك يتصاعد فيها التوتر. ما بدأ كقصة محلية في لوس أنجلوس سرعان ما تصدر عناوين الأخبار في الولايات المتحدة والعالم. بعد اعتقال ديفيد هويرتا، رئيس اتحاد موظفي الخدمات الدولية (SEIU)، وتعرضه للعنف ووضعه في الأصفاد؛ بسبب تصويره المداهمات، بدأ أعضاء الاتحاد من أنحاء الولاية في التوافد إلى لوس أنجلوس للمشاركة في مظاهرة سلمية كبيرة في 'غراند بارك' وسط المدينة يوم الأحد. انضم اتحاد عمال المزارع إلى الاحتجاجات، داعيًا الناس إلى الانضمام إليها، مع التأكيد على الطابع السلمي للتظاهرة. تُعد لوس أنجلوس ثاني أكبر مدينة في الولايات المتحدة، حيث يشكل ذوو الأصول اللاتينية والهيسبانية حوالي نصف السكان، ويولد 35% من السكان خارج البلاد، ويُقدر عدد المهاجرين غير المسجلين فيها بمليون شخص، أي نحو 10% من السكان. وباعتبارها 'مدينة ملاذ' معلنة، لم تشارك شرطة المدينة في عمليات (ICE)، ورفضت الانخراط في أجندة ترامب السياسية لاستهداف غير المواطنين، وهي ممارسات اعتبرتها منظمة العفو الدولية انتهاكًا لحقوق الإنسان، وتنفيذًا لحملات ترحيل جماعي بلا محاكمة عادلة. في مقطع فيديو نُشر على إنستغرام، يظهر شبان ملثمون يلقون الطوب على سيارات الشرطة. لم يكونوا يشبهون المتظاهرين الآخرين الذين ظهروا بلا أغطية رأس، وسمع أحدهم في المقطع يقول بخوف: 'يا إلهي، إنهم يرمون الشرطة بالطوب!'. من غير الممكن معرفة إن كانوا متظاهرين حقيقيين أم من أنصار ترامب جاؤوا كعملاء محرضين- وهي حيلة قديمة تستخدم غالبًا لتشويه سمعة الاحتجاجات السلمية وتبرير العنف الرسمي ضد المواطنين الذين يمارسون حقهم في التظاهر. ينطبق الأمر ذاته على عمليات النهب التي طالت متجر 'آبل' وغيرها من المحلات. يُشار إلى أن تدمير الممتلكات يُعتبر دائمًا شكلًا من 'العنف' غير المقبول، وغالبًا ما يُستخدم كمبرر لمهاجمة المتظاهرين العزّل. وقد أثير هذا الجدل على وسائل التواصل حين ظهر صف من الضباط يحمون محل دونات، مما أثار السخرية والتهكم على أولويات انتشار القوات. أشارت عمدة المدينة، كارين باس، إلى 'درجة الخوف والرعب' التي يشعر بها سكان لوس أنجلوس، متهمةً مداهمات ترامب بـ'تأجيج التوترات في المدينة' وزرع الفوضى. الكشف عن القصة الحقيقية تدريجيًا، بدأت تظهر القصة الحقيقية لبدء المداهمات. أفاد موقع 'ذا لاتن تايمز' بأن ستيفن ميلر، نائب رئيس موظفي البيت الأبيض، أعرب في اجتماع يوم 20 مايو/ أيار عن غضبه من وكالة (ICE) لعدم تحقيقها 'حصص الترحيل'، وانتقد تركيزها على المهاجرين ذوي السوابق. وقال غاضبًا: 'ما معنى أنكم تلاحقون المجرمين؟ لماذا لا تذهبون إلى هوم ديبوت؟ إلى سفن-إليفن؟'. كما صرّح لقناة فوكس نيوز بأنه يسعى إلى رفع عدد الاعتقالات إلى '3 آلاف يوميًا على الأقل'، مؤكدًا أن الرئيس ترامب 'سيواصل الضغط لرفع هذا الرقم'. ليست المداهمات في لوس أنجلوس إذن من أجل 'الأمن العام'، كما وعد ترامب خلال حملته الانتخابية لعام 2024. فقد قال الكوميدي جون ستيوارت إن وعود ترامب باعتقال 'المجرمين والقتلة وتجار المخدرات' تناقضت مع الواقع حين نفذت المداهمات في موقف سيارات تابع لمتجر 'هوم ديبوت'. وسخر قائلًا: 'من أسوأ الأسوأ إلى هوم ديبوت؟ يا إلهي، هؤلاء الأشخاص كانوا يبحثون عن عمل!'. إنها حملة ذات طابع سلطوي. وقد وصفها حاكم ولاية كاليفورنيا، غافن نيوسوم، بـ'الخطاب التحريضي'، وقالت عمدة المدينة إن المدينة 'تُستخدم كمختبر تجارب' للسلطة الفدرالية. قانونيًا، لا يجوز للرئيس نشر الحرس الوطني، الذي يقع ضمن اختصاص الولايات. ولهذا السبب، رفعت كاليفورنيا دعوى قضائية ضد إدارة ترامب تطالب بإعلان أن هذا الإجراء غير دستوري. ووفق تقارير، كان ترامب يتابع المشاهد على التلفاز، قبل أن يُعلن بحماسة: 'حان وقت استدعاء الجنود'. لقد كانت فعلًا مسرحية إعلامية تهدف إلى إثارة الذعر والفوضى، ومهدت لتحركاته السلطوية. قمع الصحافة خلال المداهمات، تعرضت حرية الصحافة أيضًا للانتهاك. فقد أُطلقت رصاصة مطاطية على المراسلة 'لورين توماسي' من قناة 9، ولم تكن الوحيدة. إذ أُصيب مراسل صحيفة 'LA Daily News' وصحفي مستقل برصاص الفلفل والغاز المسيل للدموع. كما خضع المصور الصحفي البريطاني 'نيك ستيرن' لعملية جراحية طارئة لاستخراج رصاصة بلاستيكية من ساقه. وقد وثق نادي الصحافة في لوس أنجلوس أكثر من 30 حالة اعتداء على الصحفيين منذ بدء الاحتجاجات. وبعد إرسال 700 جندي من مشاة البحرية إلى لوس أنجلوس، وتعزيز عدد أفراد الحرس الوطني، نجح ترامب في عسكرة شوارع المدينة. احتجاج الفن والموسيقى في مساء الاثنين، 9 يونيو/ حزيران، أُقيمت جوائز BET الخاصة بشبكة الترفيه السوداء، وبُثت مباشرة من لوس أنجلوس. وفي كلمتها، نددت المغنية 'دوتشي' الفائزة بجائزة أفضل فنانة هيب هوب، بـ'الهجمات الوحشية' لترامب، قائلة: 'ترامب يستخدم القوات العسكرية لقمع التظاهر، وأود منكم أن تفكروا: ما نوع الحكومة التي تستخدم الجيش كل مرة نمارس فيها حقنا الديمقراطي؟'. ثم ربطت ما يحدث في لوس أنجلوس بما يجري في غزة، قائلة: 'الناس يُنتزعون من عائلاتهم… وبصفتي فنانة، أود أن أغتنم هذه اللحظة للحديث باسم كل المظلومين: السود، واللاتينيين، والمتحولين، وأهالي غزة'. وبحلول مساء الثلاثاء، تصدر عنوان صادم صحيفة 'نيويورك تايمز': 'علماء القانون: ترامب يعلن حالات طوارئ زائفة لجمع السلطة في يده'. وبعد أن اعتبر الاحتجاجات 'تمردًا'، وهو ما بدا مثيرًا للسخرية بالنظر إلى دعمه شخصيًا تمرد 6 يناير/ كانون الثاني، وعفوه عن 1500 من المشاركين فيه، لم تكن أفعاله سوى محاولة للاستيلاء على السلطة. وكما أكد بعض فقهاء القانون: 'إجراءات الرئيس غير مصرح بها بموجب القوانين التي يستند إليها'. 'حالات الطوارئ الزائفة' التي افتعلها ترامب تقوّض الدستور وتدمر الحريات المدنية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store