logo
علي وقع المحادثات في اسطنبول.. هل ستتمكن اوروبا من كسر جمود النووي الايراني؟

علي وقع المحادثات في اسطنبول.. هل ستتمكن اوروبا من كسر جمود النووي الايراني؟

بيروت نيوزمنذ 6 أيام
كتب موقع 'سكاي نيوز عربية': في توقيت بالغ الحساسية وبعد أسابيع فقط من الحرب الدامية التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، التقت طهران مجددًا بالترويكا الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا) في إسطنبول في محاولة لإحياء المفاوضات النووية المتعثّرة.
الاجتماع، الذي عُدّ الأول منذ التصعيد العسكري الأخير، جاء وسط ضغوط غربية متجددة لإعادة إيران إلى طاولة التفاوض بجدية، وفي وقت لا تزال فيه طهران تُلوّح بمواقفها المبدئية حيال العقوبات وآلية الزناد، وتواجه اتهامات بعدم الشفافية بشأن برنامجها النووي.
فهل تمثل هذه الجولة بداية مسار دبلوماسي جديد يمكن أن يكسر الجمود؟ أم أن إيران، كما يرى الأوروبيون، تناور لكسب الوقت وتفادي العقوبات دون تقديم تنازلات جوهرية؟
الرؤية الإيرانية: العودة للدبلوماسية دون إملاءات
خلال حديثه إلى برنامج 'التاسعة' على سكاي نيوز عربية، اعتبر أحمد مهدي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة قم، أن هذه الجولة تمثل 'منطلقًا جديدًا' لا بد أن يُبنى على منطق الدبلوماسية الصريحة، وليس على التهديدات والضغوط العسكرية.
وأكد أن طهران 'تريد التوصل إلى اتفاق'، لأن العقوبات أثّرت بعمق في اقتصاد البلاد، معتبرًا أن الإصرار الأوروبي على استخدام آلية الزناد يمثل امتدادًا للرؤية الأميركية وليس تعبيرًا عن حياد أوروبي.
وقال مهدي إن الأوروبيين 'ينبغي أن يتخلوا عن سياسة الإملاءات الأميركية' وأن يتخذوا موقفًا مستقلًا، منتقدًا بشدة المواقف التي تلمّح إلى إعطاء مهلة زمنية محددة لإيران وإلا فالعقوبات ستعود، معتبراً ذلك ابتزازًا دبلوماسيًا لا يخدم أي مسار تفاوضي.
كما أكد أن إيران ملتزمة بما أسماه 'الخط الاستراتيجي' في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، مستندًا إلى أكثر من 14 تقريرًا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد أن إيران 'لم تنحرف' عن التزاماتها، وأن الادعاءات الغربية بشأن سوء النوايا 'لا تستند إلى أي دليل حقيقي'.
سياق ما بعد الحرب: أوراق جديدة ومناخ متغير
يرى مهدي أن مرحلة ما بعد الحرب غيّرت المشهد تمامًا، مشيرًا إلى أن الهجمات الأميركية والإسرائيلية الأخيرة دمّرت جزءًا كبيرًا من المنشآت النووية الإيرانية.
واعتبر أن الأسئلة الغربية حول مصير اليورانيوم المخصب أو أجهزة الطرد المركزي 'تجاهلت عمداً التقارير والتفتيشات الدولية التي سبقت الحرب'، متهمًا واشنطن بأنها تسعى الآن للتفاوض على برنامج 'قُصف ودُمّر بالفعل'.
ورأى أن على الترويكا الأوروبية أن تلتزم بوعودها السابقة، متذكراً تعهدات قادة أوروبيين مثل ماكرون وميركل وبوريس جونسون بإنشاء قنوات بديلة لتبادل مالي مع إيران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق، وهي وعود لم تُنفذ، مما زاد من أزمة الثقة بين طهران والغرب.
الاتهامات الأوروبية: مناورة إيرانية وغياب الشفافية
في المقابل، جاءت المقاربة الأوروبية شديدة التحفظ والحذر، حيث اعتبر رامي خليفة العلي، أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة باريس، أن الأوروبيين لا يلمسون إرادة حقيقية من إيران للوصول إلى اتفاق، رغم حرصهم على البقاء في موقع 'الوسيط النزيه' بين طهران وواشنطن.
وأشار العلي إلى عدة عوامل تثير الشكوك الأوروبية، أبرزها:
1. غياب الشفافية: إذ لا تزال إيران ترفض التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
2. المخزون النووي المقلق: حيث بلغت كمية اليورانيوم المخصب نحو 400 كغم، وبعضها بنسبة 60%، وهو ما يقترب من النسبة المطلوبة لصناعة قنبلة نووية.
3. أجهزة الطرد المركزي المتقدمة: إيران طورت نماذج حتى الجيل الثامن، مما يشير إلى تسارع تقني يثير الريبة.
4. الخطاب المزدوج: حيث تقول طهران شيئًا في المفاوضات، وتمارس سياسة مغايرة في الداخل والإقليم.
كما اتهم العلي طهران باستخدام أسلوب الابتزاز السياسي عبر التهديد بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي في حال أعيد فرض العقوبات، ورفضها النقاش حول ملفات حساسة كبرنامجها الصاروخي أو دعم الميليشيات المسلحة، والتي تُصنف في أوروبا كمنظمات إرهابية.
مفاوضات مهددة بالفشل: من الميدان إلى الطاولة.. والعكس وارد
من جهة أخرى، أوضح العلي أن الأوروبيين يشعرون بقلق بالغ من احتمال عودة المواجهة العسكرية سواء من الجانب الإسرائيلي أو الأميركي، وهو ما تحاول المفاوضات الحالية تفاديه. إلا أن غياب المؤشرات الإيجابية من الطرف الإيراني قد يؤدي إلى نتيجة معاكسة، لا سيما أن بعض الأطراف داخل الغرب ترى أن طهران تشتري الوقت بهدف تعزيز مكاسبها التقنية على الأرض.
وأشار إلى أن الأوروبيين يدركون أن القرار النهائي إيرانيًا هو سياسي، فامتلاك الإمكانيات التقنية لوحده لا يعني بالضرورة السعي لامتلاك سلاح نووي، لكن غياب جهة رقابية مستقلة وشفافة يمنع تأكيد حسن النوايا الإيرانية.
وبحسب العلي، فإن الجانب الأوروبي لا يرفض بالمطلق رفع العقوبات، بل يرى أن ذلك يجب أن يتم ضمن 'سلة متكاملة' تشمل البرنامج النووي، الصواريخ الباليستية، ودور إيران في المنطقة. ودون ذلك، فإن أي اتفاق جزئي يبقى هشًا، وعرضة للانهيار في أول مواجهة ميدانية أو سياسية.
مستقبل المفاوضات.. خيارات محدودة ومسارات متضادة
في ضوء المواقف المتضاربة، فإن مستقبل هذه المفاوضات يبدو مهددًا على مستويين:
أوروبيًا، فإن فشل المحادثات يعني العودة إلى مجلس الأمن وتفعيل آلية الزناد، ما يعني إعادة فرض العقوبات تلقائيًا، الأمر الذي يزيد من عزلة إيران ويُصعّب فرص التهدئة.
أميركيًا وإسرائيليًا، فإن تعثّر الحوار قد يُفسر بأنه دليل على وجود 'نية خفية' لدى إيران، ما يفتح الباب مجددًا أمام الخيارات العسكرية، خاصة أن الحرب الأخيرة أظهرت تصاعدًا غير مسبوق في مستوى الاشتباك المباشر بين إسرائيل وإيران.
تفاوض تحت الظلال الكثيفة
رغم النبرة الدبلوماسية الظاهرة على تصريحات طهران والترويكا الأوروبية، فإن الواقع على الأرض لا يعكس ثقة متبادلة. إيران تتمسك بمواقفها، وتتهم الأوروبيين بالتبعية لواشنطن، فيما ترى أوروبا أن طهران تحاول المناورة وكسب الوقت في ظل غياب الشفافية. أما الضامن الوحيد، فهو غياب البديل الآمن عن التفاوض، مما قد يدفع الجانبين مجددًا إلى البحث عن تسوية، وإن جاءت متأخرة.
ويبقى السؤال الأهم مطروحًا: هل تنجح جولة إسطنبول في فتح نافذة جديدة قبل أن يُغلق باب الدبلوماسية تمامًا؟
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

في زيارة الأولى من نوعها منذ الحرب... وفد من الطاقة الذرية في إيران!
في زيارة الأولى من نوعها منذ الحرب... وفد من الطاقة الذرية في إيران!

ليبانون ديبايت

timeمنذ 14 ساعات

  • ليبانون ديبايت

في زيارة الأولى من نوعها منذ الحرب... وفد من الطاقة الذرية في إيران!

كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن وفداً من الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيزور إيران الأسبوع المقبل، وهي أول زيارة من نوعها منذ الحرب بين إسرائيل وإيران، مضيفة أن هناك أمل أن تفتح المحادثات الباب لمباحثات رفيعة المستوى بين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي وكبار المسؤولين الإيرانيين. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية، أن خبراء تقنيين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيبدأون محادثات مع الإيرانيين من أجل استعادة الرقابة على المواقع النووية، ويهدف المفتشون إلى تفقد المواقع النووية التي دُمرت خلال حرب الـ12 يوماً، ومع ذلك، أوضحت طهران أنه في الوقت الحالي، لن تسمح للمفتشين بزيارة هذه المواقع. وتُظهر صور الأقمار الصناعية الأخيرة، أن إيران تُجري أعمالاً في بعض المواقع النووية التي تضررت، ومع ذلك، تُقدر مصادر مختلفة أن إعادة الإعمار ليست دراماتيكية ولا تتضمن إزالة اليورانيوم المخصب من المنشآت التي تعرضت للقصف. ووفقاً للصحيفة، بعد أيام قليلة من انتهاء الحرب، غادر مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذين كانوا في إيران البلاد بسبب مخاوف على حياتهم، وفي يوم الجمعة الماضي، التقى نواب وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، وهي الدول الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني، مع كبار المسؤولين في طهران في محاولة لاستئناف المحادثات للتوصل إلى اتفاق جديد. وأوضح دبلوماسيون غربيون للصحيفة، أن المسؤولين الأوروبيين غادروا الاجتماع وهم يشعرون بالإحباط، وقالوا: "يُصر الإيرانيون على مواصلة تخصيب اليورانيوم في أي اتفاق جديد، وهناك مجال ضئيل للتقدم طالما ظل هذا المطلب قائماً". وبعد الاجتماع، صرح نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي بأنه "انتقد الموقف الأوروبي بشأن حرب الـ12 يوماً وناقش آلية 'سناب باك' لإعادة فرض العقوبات". وأضاف: "تم الاتفاق على استمرار المشاورات في هذا الشأن". من جهتها، أوضحت الدول الأوروبية أنه "إذا لم يتوصل الإيرانيون إلى اتفاقات جديدة بشأن البرنامج النووي بحلول أكتوبر، فسيُفعلون آلية 'سناب باك'، التي ستفرض عقوبات كبيرة على إيران عبر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة". و"أُنشئت هذه الآلية كجزء من الاتفاق النووي، وستنتهي صلاحية استخدامها في منتصف تشرين الأول". في غضون ذلك، أخبر دبلوماسيون غربيون الصحيفة أن الإدارة الأمريكية ترفض محاولة إقناع إيران بالعودة إلى طاولة المفاوضات، وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، صرح قائلاً: "إذا كان الإيرانيون يرغبون في إجراء محادثات، فهم يعرفون أين يجدوننا". ولفتت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أكد مجدداً موقف إيران بأنها ستستأنف المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة إذا اقتضت مصالحها الوطنية ذلك، لكنه ذكر أنه لا توجد حالياً خطط لعقد جولة سادسة من المفاوضات النووية مع واشنطن.

عودة بشار الأسد... حقيقة لقاء مرتقب وما سمعه الشيباني في موسكو!
عودة بشار الأسد... حقيقة لقاء مرتقب وما سمعه الشيباني في موسكو!

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 19 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

عودة بشار الأسد... حقيقة لقاء مرتقب وما سمعه الشيباني في موسكو!

منذ فراره إلى موسكو في كانون الأول 2024 إثر انهيار سيطرة نظامه، غاب الرئيس السوري السابق بشار الأسد عن الشاشات السورية والعالمية، تاركاً خلفه مشهداً سياسياً متبدلاً، ومع مرور أكثر من ستة أشهر على خروجه من دمشق، بدأت وسائل إعلام ومنصات تروّج لأنباء عن تسجيل مقابلة تلفزيونية للأسد يتحدث فيها عن آخر أيامه في الحكم وسيناريو السقوط. المعلومات الأولية رجّحت أن تكون المقابلة لصالح قناة "روسيا اليوم"، لكن مصادر داخل المحطة نفت ذلك نفياً قاطعاً لـ"ليبانون ديبايت"، مؤكدة عدم وجود أي تحضيرات لحلقة مماثلة، بينما نقلت مصادر روسية لـ"ليبانون ديبايت" أن فكرة اللقاء الإعلامي ليست مستبعدة، وقد تُنفَّذ عبر شاشة "سكاي نيوز"، مشيرة إلى أن الحديث عن الظهور الإعلامي للأسد يدور في الكواليس الاعلامية الروسية. وتربط المصادر الروسية توقيت هذه التسريبات بزيارة وزير الخارجية السوري في الحكومة الجديدة، أسعد الشيباني، إلى موسكو، في أول زيارة رفيعة منذ سقوط النظام السابق، حيث التقى نظيره الروسي سيرغي لافروف وعدداً من المسؤولين الروس. وأكدت المصادر أن اللقاء كان "إيجابياً"، وأن روسيا منفتحة على التعاون مع الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، دون توتر أو قطيعة مع السلطة الجديدة في دمشق، الأمر الذي يفتح الباب أمام تساؤلات كبرى حول مصير الأسد في موسكو، كما يطرح إشارات استفهام حول المرحلة المقبلة في سوريا، أمنياً وسياسياً، بعد أيام على التوترات في السويداء. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

عودة بشار الأسد... حقيقة لقاء مرتقب وما سمعه الشيباني في موسكو!
عودة بشار الأسد... حقيقة لقاء مرتقب وما سمعه الشيباني في موسكو!

ليبانون ديبايت

timeمنذ 19 ساعات

  • ليبانون ديبايت

عودة بشار الأسد... حقيقة لقاء مرتقب وما سمعه الشيباني في موسكو!

المعلومات الأولية رجّحت أن تكون المقابلة لصالح قناة "روسيا اليوم"، لكن مصادر داخل المحطة نفت ذلك نفياً قاطعاً لـ"ليبانون ديبايت"، مؤكدة عدم وجود أي تحضيرات لحلقة مماثلة، بينما نقلت مصادر روسية لـ"ليبانون ديبايت" أن فكرة اللقاء الإعلامي ليست مستبعدة، وقد تُنفَّذ عبر شاشة "سكاي نيوز"، مشيرة إلى أن الحديث عن الظهور الإعلامي للأسد يدور في الكواليس الاعلامية الروسية. وتربط المصادر الروسية توقيت هذه التسريبات بزيارة وزير الخارجية السوري في الحكومة الجديدة، أسعد الشيباني، إلى موسكو، في أول زيارة رفيعة منذ سقوط النظام السابق، حيث التقى نظيره الروسي سيرغي لافروف وعدداً من المسؤولين الروس. وأكدت المصادر أن اللقاء كان "إيجابياً"، وأن روسيا منفتحة على التعاون مع الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، دون توتر أو قطيعة مع السلطة الجديدة في دمشق، الأمر الذي يفتح الباب أمام تساؤلات كبرى حول مصير الأسد في موسكو، كما يطرح إشارات استفهام حول المرحلة المقبلة في سوريا، أمنياً وسياسياً، بعد أيام على التوترات في السويداء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store