
نَحن والشعوب في مواجهة السياسة بالنار ، الغرب على خطى أعادة عسكرة العالم ، بقلم : د. مروان طوباسي
بالمجمل ، فأن زيارة نتتياهو الى واشنطن أكدت أن وجود ترامب في الحكم للمرة الثانية أعاد تمكين نتنياهو من تنفيذ رؤيته دون قيود ، وهو ما يُنذر بمزيد من الحروب الأستكمالية ، وتصفية سياسية متسارعة لحقوق شعبنا الفلسطيني ، وسط عجز دولي وعربي شبه تام ، وفي ظل مفاوضات لوقف اطلاق النار ، على أهميته القصوى الانسانية لوقف آلة القتل ، الا انه مسار يهدد باستمرار الحرب وبفرض رؤية الأستحواذ الإسرائيلي على غزة بعد تدميرها وجعلها مكانا غير صالح للحياة .
فبينما لا تزال غزة تحترق تحت القصف والأبادة الجماعية ، وتستمر محاولات تصفية القضية الوطنية التحررية الفلسطينية ، تتجه الأنظار غرباً حيث تتشكل ملامح مرحلة أكثر خطورة علىينا وعلى النظام العالمي بأسره . فسياسات الهيمنة الغربية ، التي تمارس أقصى درجات العنف والإرهاب في منطقتنا ، تعود اليوم بثوب أكثر عنفا في أوروبا نفسها من خلال قرارات تعيد عسكرتها وتذكر بها كان زمن صعود النازية فيها .
المجزرة المفتوحة في غزة ، وما رافقها من دعم البعض الأوروبي والشراكة الأمريكية غير المشروطة للأحتلال الإسرائيلي الأحلالي ، ليست معزولة عن مشروعهم الأوسع الذي يعيد إنتاج منطق القوة والغطرسة بوصفه الأداة الوحيدة لإدارة العالم . من هنا ، لا يمكن فصل عسكرة الأتحاد الأوروبي ، وعودة دونالد ترامب إلى الواجهة ، عن استمرار مشاريع التوسع والحرب في منطقتنا ، ولا عن محاولات فرض 'شرق أوسط جديد' بالقوة .
أوروبا على مفترق طرق ، عسكرة شاملة أم أمن مشترك ؟
يثير برنامج 'إعادة تسليح أوروبا' الذي أطلقه الأتحاد الأوروبي مؤخراً جدلاً متصاعداً ، مع تواجهاته لضخ أكثر من ٨٠٠ مليار يورو في الصناعات العسكرية . إنه نهج سياسي واقتصادي مدمر يُهدد بتحويل الموارد من قطاعات أساسية كالصحة والتعليم إلى جيوب المجمعات الصناعية العسكرية .
هذا التوجه يعكس تصاعداً خطيرا في النزعة العسكرية ، وتغول التيارات اليمينية المتطرفة والشعبوية ، وسط تغييب متعمد للرأي العام والقوى الشعبية . في واقع الأمر ، ما نشهده اليوم هو مشروع عدواني تُديره نخب سياسية واقتصادية أوروبية وامريكية مأزومة ، تحاول جاهدة الحفاظ على مكانتها في عالم يتغير لصالح التعددية القطبية ، وهو ما بعيد الى الذاكرة فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية .
ان تدفيع المواطنين الأوروبيين ثمن العقوبات ضد روسيا ، عبر ارتفاع أسعار الطاقة والأستعاضة عن الغاز الروسي بالغاز الأميركي الأغلى ، كشف عمق التبعية الأوروبية للولايات المتحدة ، ليس فقط اقتصاديا ، بل سياسيا وثقافيا أيضا ، رغم الحديث عن خلافات بينهم بين الفينة والآخرى ، في وقت يواصل 'حلف الناتو' الذي يجمعهما من جهته تنفيذ خطته القديمة بمحاولة محاصرة روسيا وتقويض دورها في ظل انعدام رؤية وافتقار الى توازن سياسي عقلاني .
وفي وقت تُوجه من جهة اخرى الاتهامات للاتحاد الأوروبي بالتواطؤ في انتهاك القانون الدولي بسبب صفقة غاز وقّعها مع إسرائيل ومصر قبل عامين ، التي تعتمد على أنبوب 'خط غاز شرق المتوسط' يمر بمحاذاة ساحل غزة دون موافقتنا نحن الفلسطينيين ، ما يُعد اعتداءً على السيادة الفلسطينية وفق القوانين الدولية . التقرير الذي نشرته جريدة الغارديان اعتبر أن هذا التعاون يُساهم فعليا في تمويل العدوان على غزة . فبالرغم من المجازر المستمرة ، يواصل الاتحاد الأوروبي دعمه لإسرائيل بمجالات متعددة بلا مساءلة من خلال النفاق السياسي .
تأجيل المؤتمر الدولي لدعم مبدأ حل الدولتين .
ومن جهة اخرى ، فأن تأجيل المؤتمر الدولي لدعم مبدأ حل الدولتين الذي افرغه الغرب من المضمون وأستخدموه لأستدامة الأحتلال والتسويف في تجسيد اقامة الدولة الفلسطينية ، والذي كان يفترض أن يُعقد في حزيران الماضي برعاية فرنسية–سعودية ، كان أول مؤشر فعلي على تراجع باريس كأهم عاصمة بالإتحاد الأوروبي عن 'وَعد ماكرون' الإعتراف بدولة فلسطين ، أو على الأقل على غياب الإرادة السياسية الحاسمة للمضي قدما في مواجهة الضغوط الأمريكية والإسرائيلية الأمر الذي اكدته بعض التقارير الصحفية الدولية الصادرة أمس .
ترامب من جديد ، عسكرة العالم وإذلال الشعوب .
في هذا السياق المتوتر ، يعود دونالد ترامب منذ بدء دورته الرئاسية الثانية ليرسم معالم مرحلة أكثر قسوة من الأولى بعد ان صاغ فكرة 'صفقة القرن' وبتخبط سياسي واداري لم نشهد له مثيلاً في تاريخ رؤساء الولايات المتحدة ، أعلن خلالها عن عزمه إعادة تزويد أوكرانيا بالأسلحة الاسبوع الماضي ، في انسجام تام مع مشروع التسليح الأوروبي ، وكأن الطرفين يجهزان لموجة جديدة من النزاعات العالمية وخلق بؤر توتر جديدة .
لم يكتفي ترامب العقائدي وصاحب فكر الصفقات التجارية بهذا وبالحديث عن 'الدرع الإبراهيمي' في منطقتنا ، بل ووجه تهديدات صريحة إلى الصين ، وهاجم موسكو ، وأرسل إشارات واضحة بأن عودته إلى الحكم تعني سياسات أكثر تطرفا وعدوانية ، لا تجاه الخصوم فقط ، بل حتى تجاه الحلفاء .
لقاؤه الأخير مع زعماء أفارقة في البيت الأبيض كشف حجم الغطرسة والازدراء الذي يكنه ترامب للشعوب غير الأوروبية ، في مشهد يعيدنا لعقليات الاستعمار القديم ، حيث يُراد للعالم أن يُدار بالعصا والنار ، لا بالشراكة .
ترامب وازدراء القانون الدولي ، سياسة فوقية لا تعترف بالعالم .
ضمن عودته الثانية الصاخبة الذي اشغل العالم بها ، لم يكتف دونالد ترامب بتهديد الخصوم وأحتقار الحلفاء وجمع أموالهم بمئات المليارات ، بل واصل نهجه في ازدراء المنظمات الدولية ، مُعيدا إلى الواجهة ممارساته العدوانية السابقة ضد المحكمة الجنائية الدولية ، حين فرض عقوبات على قضاتها بسبب تحقيقاتهم في جرائم حرب ارتكبتها إسرائيل وأميركا .
كما لوّح بالعقوبات مجددا بحق دول مختلفة حتى من حلفاء الولايات المتحدة التقليديين ، وضد منظمة الأمم المتحدة ومؤسسات أممية اخرى ، كما وبحق 'فرنسيسكا البانيزي' ، وهدد دول أميركا اللاتينية التي لا تسير في فلكه ، كما وحظر على الرئيس الكوبي تاشيرة دخول للولايات المتحدة ، متجاهلاً مبدا السيادة والقانون الدولي ، في وقت يسعى هو لجائزة نوبل للسلام بترشيح من نتنياهو كمجرم حرب ، كما سعى 'هتلر' هزلياً لهذه الجائزة عام ١٩٣٨ ، بما يؤكد ان التاريخ بعيد نفسه ، مرة على شكل مهزلة والأخرى على شكل مأسآة . في هذا الإطار ، جاء الرد الشجاع من عدد من القادة الأفارقة ومن الرئيس البرازيلي التقدمي اليساري 'لولا دي سيلفا' ، الذي انتقد علنا سياسات ترامب ، ورفض الخضوع للأبتزاز السياسي الأميركي ، مؤكدا أن 'زمن التبعية قد انتهى ، والعالم الجديد لا يُبنى بالتهديدات بل بالعدالة والمساواة والتوازن '.
السياسات نفسها والأدوات تتغير .
ما يحدث اليوم من عسكرة للأتحاد الأوروبي ، وتصعيد أميركي ، هو في جوهره استمرار للمشروع ذاته الذي دعم نظام الانقلاب في أوكرانيا ضد الديمقراطية منذ عام ٢٠١٤ والعدوان الإسرائيلي على غزة ، وموّل العدوان على إيران وساهم به ، وقبل ذلك في يوغوسلافيا والصومال وافغانستان وغيرها ، كما وحروب التقسيم والتفتيت والفوضى في العالم العربي وتدمير مؤسسات الدولة الوطنية القومية فيه .
السياسات واحدة ، وإن اختلفت الجغرافيا .
ما يُراد تطبيقه بحرب الوكالة من خلال أوكرانيا ضد روسيا يُستنسخ برؤية الهيمنة والتوسع الإستعماري الاستئصالي في فلسطين . وما يُخطط له في تايوان يُجرب في سوريا بعد ان قاموا بتنصيب 'التكفيري الأمريكي – التركي – الخليجي أحمد الشرع الجولاني' وما سيتبعه في لبنان اثر تهديدات المبعوث الأمريكي أمس ، فالقوة هي المبدأ ، والعدالة غائبة دائما .
لا مخرج إلا بإرادة الشعوب .
هذا العالم الذي يُراد لنا أن نعيش فيه تحت سطوة الغطرسة لا مستقبل له . عسكرة أوروبا لن تمنحها أمناً ، وتهديدات ترامب لن تُخضع الصين ولا تُسكت الفلسطينيين ولا تُرهب روسيا ولن تُعيد عصر عبودية العرق الأسود أو نجاح الأنقلابات العسكرية الديكتاتورية الفاشية في القارة اللاتينية كالسابق .
بين فوقية العِرق الأبيض وروح الرأسمالية الفاشية .
لا يمكن فصل هذه السياسات المتجددة من عسكرة أوروبا إلى غطرسة ترامب ، ذات الابعاد الحضارية والجيوسياسية والإقتصادية عن الجذور الفكرية العقاىدية والثقافية التي تستند إليها ، وهي في جوهرها امتداد لثقافة التفوق العرقي الأبيض العنصرية التي نشأت في ظل المنظومة الأنجلو – ساكسونية ، ووجدت في الإستعمار القديم مشروعها الأول ، وفي الرأسمالية المتوحشة مشروعها الحديث .
إن منطق السيطرة الذي يحكم خطاب ترامب ومعه نتنياهو كحارس خط الدفاع الأول عن حضارة الغرب الإستعماري من مخاطر الشرق عليها ، ومثله العديد من الساسة الأوروبيين ، يستند إلى رؤية عنصرية تُقسم العالم إلى 'شعوب متحضرة' تستحق الهيمنة و'شعوب متأخرة' تستحق الإخضاع ، أو يُعاد تشكيلها وفق هندسة إستعمارية ناعمة أو خشنة .
في المقابل ، فإن الرأسمالية النيوليبرالية التي يتبناها الغرب لم تعد مجرد نظام اقتصادي قائم على السوق ، بل أصبحت نموذجا فاشياً في جوهره ، يُقدس جشع الربح والمال على حساب الإنسان ، والشركات الكبرى الاحتكارية والمتعددة الجنسيات على حساب الحكومات ، ويبرر الحروب بوصفها فرصاً للأستثمار ، ويفرض الصمت على الشعوب من خلال القمع الإعلامي و'حروب الرسوم الجمركية' التي سترتد على الأمريكيين انفسهم وتزيد من تفاقم ازماتهم الاقتصادية والأجتماعية ونزاعات الأنفصال لعدد من الولايات . اضافة الى فرض الرقابة حتى على الافراد والعقوبات ومحاولة السيطرة التكنولوجية بالذكاء الأصطناعي الذي يُسخر اليوم لأعمال السيطرة والقمع والحروب والإبادة .
هذا التزاوج بين العنصرية الثقافية والاستغلال الاقتصادي العسكري هو ما يُنتج اليوم خطاب الغرب ضد فلسطين ، وفي أوكرانيا ، وفي أميركا اللاتينية ، وفي أفريقيا . وهو ما يجعل من مقاومتنا لهذه السياسات مع شعوب تلك القارات ، ليست فقط مقاومة سياسية ، بل معركة تحرر إنساني شامل من نظام عالمي فاسد في قيمه ، متعجرف في منطقه ، وخطِر في أدواته .
نحن والآفاق المطلوبة
لكننا نحن الفلسطينيون كجزء من شعوب العالم التي تتحرك يوميا لمناصرتنا ، ومكَون من معذبوا الأرض ، مطالبون اليوم بأن نعيد بناء ذاتنا الوطنية وتحالفاتنا الدولية ، وأن نُدرك أن لا خلاص إلا بالوحدة والارادة السياسية والتحرر من منطق الإستعمار والتبعية .
فكما تقاوم القدس التي يتجدد يوميا الإعتراف بها أمريكيا كعاصمة موحدة لإسرائيل ، ضد التهويد والتفريغ ، وغزة ضد الحصار والإبادة والقصف ومشروع 'غيتو رفح' كمقدمة للتهجير ، والضفة الغربية ضد إرهاب المستوطنين وتهجير المخيمات ، وكما ترفض شعوب أفريقيا الإذلال وتقف شعوب أمريكيا اللاتينية منتصبة ، وكما يصمد الشرق رغم الجراح ، فإن الأمل لا يزال ممكناً شرط أن نمتلك الوعي الجمعي بضرورة إنهاء الانقسام السياسي الأجتماعي وتنفيذ 'مبدأ الشعب هو مصدر السلطات ' وبضرورة حماية شعبنا من إرهاب المستوطنين بالحد الأدنى ، وبتشكيل حكومة وحدة سياسية أجتماعية تحظى يتوافق وطني شامل لمواجهة مخططات ما يسمى 'باللجنة الإدارية' في غزة وخلق مجموعات عميلة 'كظاهرة ابو شباب' ، والإرادة والجرأة على مواجهة مخططات الإنتقال الى أشكال جديدة من العدوان الإستعماري ضد شعبنا في كل فلسطين من اجل وقف عدوان الإبادة وتمكين شعبنا من حق تقرير المصير والأستقلال الوطني
في وطنه الذي لا نملك سواه .
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


معا الاخبارية
منذ ساعة واحدة
- معا الاخبارية
سيناتور أميركي: إسرائيل ستفعل في غزة ما فعلناه في طوكيو
واشنطن -معا- قال السيناتور الجمهوري الأميركي ليندسي غراهام، الأحد، إنه لا توجد وسيلة آمنة لإسرائيل للتفاوض مع حماس لإنهاء الحرب، مبرزا أن إسرائيل ستفعل في القطاع مثلما فعلت الولايات المتحدة في طوكيو وبرلين بنهاية الحرب العالمية الثانية. وأشار غراهام، في مقابلة ضمن برنامج "ميت ذا برس" على شبكة "إن بي سي نيوز"، يوم الأحد، إلى أنه يعتقد أن إسرائيلخلصت إلى "أنها لا تستطيع تحقيق هدف إنهاء الحرب مع حماس بطريقة تضمن أمن إسرائيل". وأضاف: "أعتقد أن ترامب (الرئيس الأميركي دونالد ترامب) توصل إلى هذه الخلاصة أيضا، وأنا بالتأكيد توصلت إليها، لا توجد وسيلة لإنهاء هذه الحرب بالتفاوض مع حماس". وأوضح: "سيفعلون في غزة ما فعلناه في طوكيو وبرلين، سيأخذون المكان بالقوة ويبدؤون من جديد، مقدمين مستقبلا أفضل للفلسطينيين، على أمل أن يتولى العرب السيطرة على الضفة الغربية وغزة". وعندما سئل غراهام عما إذا كانت السيطرة على غزة تعني أن الرهائن لن يعودوا أحياء، قال: "آمل ألا يكون الأمر كذلك". وتابع: "أعتقد أن هناك من داخل حماس من قد يقبل المرور الآمن إذا أطلقوا سراح الرهائن. لو كنت مكان إسرائيل، سأقدم هذا العرض لمقاتلي حماس: يمكنكم المغادرة بأمان. نحن نريد رهائننا".


معا الاخبارية
منذ 8 ساعات
- معا الاخبارية
أهم التدخلات التنموية والإصلاحية التي نفذتها الحكومة الأسبوع الماضي
رام الله- معا- أصدر مركز الاتصال الحكومي تقريره الأسبوعي الذي يُظهِر أهم التدخلات التنموية والإصلاحية التي نفذتها الحكومة الفلسطينية، خلال فترة الأسبوع الماضي (20/07/2025 – 26/07/2025). وفي مقابلة مع "CNN"، أكد رئيس الوزراء د. محمد مصطفى أن أطفال غزة يموتون جوعًا وسط مَنعٍ مُتعمد لوصول الغذاء، رغم تَكَدُّس المُساعدات على المَعابر المُغلَقَة من قِبل إسرائيل. وشدَّدَ أن الأولوية القصوى هي فتح المَعابر وإدخال المُساعدات ووَقف فَوري لإطلاق النار، مؤكدًا أن المجاعة في غزة باتت واضحة ولا يُمكن إنكارها. ورَفض استمرار الحرب، مشيرًا أن الشعب الفلسطيني يَستَحق الكرامة والحياة الطبيعية. كما حذّر من التهجير والتجويع والضم باعتبارها كوارث مُحقَّقَة، داعيًا المجتمع الدولي لمحاسبة إسرائيل على جرائمها. وأنهت وزارة الحكم المحلي أعمال تعبيد طُرقٍ داخلية في الزاوية وعنزة وزبدة الجديدة وعجة وأم دار، بكلفة بلغت 5.4 ملايين شيقل، إلى جانب تعبيد طُرقٍ بطول 600 متر في رابود وأبو العرقان بمحافظة الخليل بقيمة 100 ألف دولار، وتنفيذ مشاريع تأهيل وتعبيد طرق في بيتا والسموع وترقوميا ورام الله، وتَعبيدِ طُرقٍ دَاخليةٍ في جنين بتمويل من اللجنة الوزارية للأعمال الطارئة. وأنجزَت الوَزارة مشروعًا للطاقة الشمسية في بلدة الزبابدة بقدرة 240KWP، بقيمة 680 ألف شيقل، وأنشأت مركز خدمات للجمهور في عطارة بقيمة 44 ألف يورو، إضافة إلى تأهيل شبكة المياه في عصيرة الشمالية بكلفة 236 ألف يورو. وفي إطار دعم قُدرات البلديات، تم توريد مَركَبة خدمات مزودة برافعة كهربائية لصالح بلدية قباطية بقيمة 124 ألف يورو. كما سَلَّمت الوزارة 484 حقيبة إسعاف أولي للهيئات المحلية، وأنهت التسويات المالية لـ5 هيئات محلية جديدة، ليرتفع العدد الكلي للهيئات التي أُنجزت تسويتها إلى 96 هيئة. وفي السياق التنظيمي، أصدر مجلس التنظيم الأعلى 246 قرارًا خلال النصف الأول من عام 2025. ووقَّعَ وزير الزراعة مع منظمة "FAO" مشاريع استثمارية زراعية بقيمة 1.8 مليون دولار ضمن تمويل إجمالي 11 مليون دولار بدعم من دول أوروبية، شاملة 20 اتفاقية من أصل 320. كما وقَّعَ الوزير اتفاقية تمويل مشروع "صمود المزارع" لدعم 250 مزارعًا في القدس بأشتال زراعية وصهاريج ومستلزمات بيطرية، وبحضور سفير المغرب. كما وقَّعَ الوزير اتفاقياتٍ لتوسيع أراضي جامعة فلسطين التقنية–خضوري فرع العروب، وإنشاء مشتلٍ زِراعيٍ جديدٍ في غزة بتمويل الصندوق الإنساني للأراضي الفلسطينية، وشقَّت طريقًا زراعيةً في أكتابا-طولكرم لخدمة 50 أسرة زراعية. كما ساهمت الوزارة في تشغيل 30 مهندسًا وفنيًا في غزة بدعم من الصندوق الفلسطيني ومنظمة العمل الدولية "ILO"، كما بحث الوزير مع وُفود فتح جنين ومجلس حزما قضايا زراعية. وأطلَقَت الوزارة مع الفاو مشروع إعادة تأهيل الأسواق المركزية في نابلس وطولكرم لتعزيز الأمن الغذائي. ووزعت الوزارة زوايا حديد وأسيجة لـ19 مزارعًا في طوباس وطولكرم، و300 شتلة لوز في عقابا/ طوباس بالشراكة مع المركز الفلسطيني للتنمية الريفية. كما أُعيد تشكيل الإدارة التنفيذية لبرنامج المُساعدات الزراعية المُمَوّل من الاتحاد الأوروبي، وتم اعتماد تراخيص مزرعتي أمهات دجاج، 10 مفرخات، ومزرعة دواجن في الضفة. ونَفَّذَت وزارة التنمية الاجتماعية بالتعاون مع الشركاء خلال أسبوع واحد تدخلات موسعة في 11 مديرية للمحافظات، إذ وَصَلَت التدخلات النقدية والإنسانية حوالي 655 ألف شيقل مُقدَّمَة إلى 3,614 أُسرة عبر شراكات مَحلية مُستهدِفَة الفئات الهشة. كما قَدَّمَت 314 خدمة تأمين صحي، و75 دعمًا للأشخاص ذوي الإعاقة، و84 متابعة اجتماعية للنساء، و100 خدمة للمسنين، و70 حالة جديدة للأطفال في الحماية الاجتماعية. دَعَمَت الوزارة أكثر من 300 يتيمًا، ورشَّحَت 220 مستفيدًا لمشاريع تمكين اقتصادي، وتابعت 20 مشروعًا فعّالًا. وقَّعَت وزارة التربية والتعليم العالي اتفاقية لإنشاء مدرسةٍ جديدة في عتيل، وتسلَّمَت عددًا من المدارس تمهيدًا لافتتاحها مع بداية العام الدراسي. واستكملت الوزارة تصحيح اختبارات الثانوية العامة في عدِّة مراكز، فيما عَقَدَت امتحان "توجيهي 2005/ الدورة الثالثة" في غزة لـ1500 طالب/ة. كما أطلقت برنامج تهيئة 150 مدير/ة للعام الدراسي 2025/2026، واستعدَّت لإطلاق 640 مدرسةً ومخيمًا صيفيًا ضمن برنامج "STEM"، إلى جانب مواصلة العمل في 12 روضة مع الأطفال النازحين بمحافظات شمالي الضفة. تُواصل الهيئة العامة للشؤون المدنية جهودها لتأمين الاحتياجات الإنسانية في المحافظات. ففي الخليل استعادت جرافة بلدية بيت أمر، وأَتاحَت استئناف العَمل بالمدرسة الإبراهيمية، وسهَّلَت الدخول للحرم الإبراهيمي ودخول المزارعين لأراضيهم بمحيط إحدى المستوطنات. أما في قلقيلية، نَسَّقَت أعمال تأهيل طُرق في عزون والنبي إلياس، وأَدخَلَت مُستلزمات زراعية وغذائية خَلف الجدار، ومَكّنَت الفنيّين من صيانة آبار المياه. وفي نابلس، استعادت سيارة بلدية بيتا. وفي رام الله والبيرة، أمَّنَت الإفراج عن شُبّان منتدى شارك، وسهَّلَت إصلاح خطوط المياه وآبار عين سامية. أما في طولكرم أَهلَت منطقة قاعة أجيال، وسهَّلَت دُخول المُزارعين عبر بوابة عتيل، وأصلَحَت عطلاً كهربائيًا. وفي جنين، نسَّقَت أَعمالَ إصلاحٍ لمستشفى جنين رغم القيود، وفي طوباس، سهَّلَت مُرور وَفد رَسمي إلى الأغوار لمتابعة الاعتداءات الاستيطانية. تُواصل وزارة الخارجية والمغتربين جهودها الدبلوماسية المكثَّفَة، فخلال زيارة الوزيرة إلى بلجيكا، التقت بمسؤولين أوروبيين ووزراء خارجية، ونقلت رسائل واضحة تطالب بوقف فوري للعدوان على غزة، وإدخال المُساعدات دون شروط، والإفراج عن أموال المقاصة، وفرض عقوبات على المستوطنين، وحشد الدعم لمؤتمر السلام الدولي، إلى جانب الدعوة للاعتراف بدولة فلسطين. كما اجتمعت مع مجلس السفراء العرب لتنسيق الجهود. وفي نيكاراغوا، شاركت في إحياء ذكرى الثورة الساندينية، داعيةً لتعزيز التعاون الثنائي. سياسيًا، عمَّمَت الخارجية مُذكَّرات دبلوماسية حول التهجير والضم في الضفة، وسَعَت لحشد التأييد لمشروع قرار في اتحاد البريد العالمي. كما أصدَرَت وزارة الخارجية بيانات أدانت فيها العدوان الإسرائيلي والمجازر بحق المدنيين، مُطالبة المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته. إعلاميًا، خاطبت الوزيرة الرأي العام الدولي عبر قنوات أوروبية ولاتينية لتسليط الضوء على جرائم الاحتلال، والمطالبة بفرص عقوبات عليه. نَفَّذَت وزارة شؤون المرأة سلسلة أنشطة هَدَفَت للضغط والمناصرة، منها جلسة إحاطة رفيعة لمجموعة المساواة بين الجنسين بمشاركة وكالات أممية ودول مانحة، استعرضت خلالها آثار عدوان الاحتلال على النساء. كما عقدت اجتماعًا تنسيقيًا مع بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة ومُمَثلات عن المجتمع المدني للتحضير لحدث أممي ومناقشة أولويات النساء تحت الاحتلال. وفي مجال التمكين الاقتصادي، أطلقت الوزارة مبادرات دعم لـ15 مؤسسة نسوية بشمال الضفة، لتعزيز ارتباط النساء بالإنتاج المحلي. كما أطلقت شراكة مع منظمة إنقاذ الطفل لتطوير بيئة رقمية آمنة تدعم وعي الفتيات والفتيان بقضايا المساواة والعدالة. نَظَّمَت وزارة الثقافة بالتعاون مع هيئة مكافحة الفساد ورشة حول النزاهة والشفافية بالفنون بمنظور النوع الاجتماعي، والتقى الوزير برئيس سلطة الطاقة لتعزيز ثقافة ترشيد الاستهلاك. وكرَّمَت الوزارة المؤرخين الفلسطينيين لدورهم في حِفظ الذاكرة الوطنية، ونَفَّذَت أنشطة ثقافية للأطفال ضمن المُخيمات الصيفية، منها مخيم "شروق" في بيت لحم، ورشة رسم في طولكرم، دورة لصناعة القش في قلقيلية لتمكين النساء، أنشطة دعم نفسي في جنين والخليل. كما أقيمت فعالية حول الأدب المقاوم في أريحا، وورشة فنية تفاعلية لأطفال أم لصفة شرق يطا دعمًا للثقافة المجتمعية في المناطق المهمشة. افتتحت وزيرة العمل مركزين للتدريب المهني في دورا وعقربا، وتم تخريج عددٍ من الدورات في عدة مجالات شملت 56 طالبة. كما تم توقيع 4 مذكرات تفاهم لتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص وتوسيع فُرص تشغيل الشباب. ونَفذَّت وزارة العمل تدريبات لـ20 جمعية تعاونية بالتعاون مع هيئة العمل التعاوني والمدرسة الوطنية للإدارة، بهدف رفع كفاءة العمل التعاوني. كما عَقَدَت الوزارة الامتحان الوزاري المُوَحد في نابلس لمهنتي التجميل والكهرباء، ونَظَّمت لقاءً تفاعليًا لمتدربي برنامج "تميز المهني". كما بَحثَت مع جمعية المرأة الريفية سُبل تمكين النساء في المناطق المُهمَّشَة، واستقبلت العُمال في الخليل لتوعيتهم بحقوقهم، وأشرَفَت على اجتماع الهيئة العامة لنقابة أصحاب الشاحنات والمعدات الثقيلة. أكد وزير العدل، بحضور رئيس الوزراء، أهمية التعاون مع نقابة المحامين لإقرار قانون المساعدة القانونية قبل نهاية العام، والذي يضمن تمكين المواطنين غير القادرين ماليًا من الوصول للعدالة عبر صندوق حكومي يُغطي أتعاب المحاماة. وشارك الوزير باجتماع الهيئة العامة لغرفة التحكيم الفلسطينية الدولية لتعزيز منظومة العدالة البديلة، وتطوير أدواتها وخاصة التحكيم المؤسسي. كما بحث مع مدير برنامج "سواسية" سبل تطوير العدالة الرقمية، وتعزيز الوسائل البديلة لحل النزاعات، وتمكين الفئات المهمشة من الوصول للعدالة. نَظَّمَت وزارة الصناعة ورشة عمل بعنوان "إحلال الواردات للسلع كثيفة الاستيراد"، حيث أكّدَ الوزير أهمية تعزيز الإنتاج المحلي، مشيرًا لإمكانية إحلال واردات بقيمة 715 مليون دولار، وخفض العجز التجاري بنسبة 3.6%، وتوفير أكثر من 3100 فرصة عمل. كما بحث الوزير مع الممثلية الألمانية آفاق التعاون الصناعي، مؤكدًا العمل على تحديث التشريعات وتحسين الخدمات الصناعية والتحول الرقمي. وفي أبرز تدخلاتها، أصدرت الوزارة 4 رخص لإقامة منشآت جديدة، و4 رخص تشغيل لأول مرة، بقيمة رأسمال 1,002,850 دينار أردني، وفُرص عمل بلغت 51 فرصة، كما جَدَّدَت 15 رخصة صناعية، وجدَّدَت 3 رخص مقالع، إلى جانب تنفيذ 25 جولة تفتيش، وإصدار 3 شهادات اعتماد مختبرات. أعلن وزير السياحة والآثار، نجاح ترميم مقام العابد الأثري المُهدَّد بالتهويد، خلال زيارة لمدينتي يطا ودورا شملت تَفقُّد البلدات القديمة وموقعي النبي يحيى والنبي نوح، وبحث إنشاء مَتحف أثري. كما ناقش مع السفير المالطي سبل تعزيز التعاون في السياحة والتراث الثقافي، والتحضير لعودة النشاط السياحي. وأطلَقَت الوزارة عملًا تطوعيًا في موقع عين فليفلة الأثري ببِيرزيت، مع استمرار جهودها في ترسيم المواقع الأثرية. صادقت وزارة النقل والمواصلات على اتفاق مع تركيا للاعتراف المتبادل برخص القيادة. كما وَسَّعَت خدمات الدفع الإلكتروني (ESADSD) لتشمل تجديد الرخص ورسوم الفحص النظري، ورخَّصَت الوزارة تراكتورات في أريحا والأغوار بعد فحصها الفني، وبدأت دراسة لقياس رضا المواطنين عن خدماتها. كما دَرَسَت 15 مخططًا لتعديل طُرق، واستحدَثَت 4 مواقع، وصَادَقَت على 3 منها، وعدَّلَت ترسيم 28 طريقًا وَفقَ الصور الجوية، وأدرَجَت منشأة جديدة لمهن المواصلات ضمن قاعدة البيانات الجغرافية. عَقَد وزير الاقتصاد الوطني سلسلة لقاءات مع الفعاليات الاقتصادية في قلقيلية لبحث قضايا كالإيداع النقدي وختم البيان الجمركي وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، كما ناقَش مع القنصل البريطاني مَلفاتٍ أبرزها ضرورة الضغط لفتح معابر قطاع غزة، والإفراج عن أموال المقاصة وفائض الشيقل. وأكَّدَ الوزير، خلال زيارات لشركات دوائية برفقة وزير الصحة، أهمية الصناعات الوطنية، كما شدَّدَ خلال وَرشة عمل مُشتركة أن دعم المنتجات الوطنية هو مسار استراتيجي للنمو الاقتصادي. كما نَفَّذَت الوزارة 73 جولة تفتيشية شملت 524 منشأة، ضُبِطَت خلالها 108 أطنان سلع مُخالفة وأَحالت مُخالفين للنيابة، كَما سَجَّلَت 82 شركة و39 تاجرًا، وقدَّمَت مئات الخدمات في مجالات الشركات والاستيراد والتجارة والملكية الفكرية والعلامات التجارية. أنَجزَت وَزارة الأشغال العامة مَشروع إعادة تأهيل طريق بديا–مسحة–الزاوية في محافظة سلفيت، بطول 5 كم وعرض نحو 11 مترًا. يُعد الطريق شريانًا حيويًا يربط غرب سلفيت بشمالي غرب رام الله والبيرة، وتَستَخدمه يوميًا آلاف المركبات ومئات الشاحنات نظرًا لمروره بمنطقة ذات طابعٍ صناعي. كما باشَرَت الوزارة بتَعبيد مَقاطِع من طريق جبارة– الكفريات في طولكرم ضمن مَشروع صيانةٍ يَهدفُ لتخفيف مُعاناة المُواطنين وتَسهيل تَنقُّلهم، في ظل استمرار إغلاق الاحتلال لمداخل المدينة. واصلت وزارة شؤون القدس جهودها لدعم صمود المقدسيين وتعزيز التنمية في المحافظة، حيث عَقَدَت اجتماعًا مُوَسعًا لإعداد خطة استراتيجية تشغيلية تُراعي خصوصية الواقع المقدسي. وشَارَكَت في اجتماعٍ لمتابَعة أوضاع التجمعات البدوية وبحث آليات دعمها. كما ناقشت مع مؤسسة "نحن العالم" مشاريع التعليم والبنية التحتية، والتَقَت اللجنة الشعبية لمخيم شعفاط لبحث احتياجاته. وشارَك الوزير في اجتماع اللجنة الوطنية للتراث، لبحث خطة حماية وتوثيق التراث الفلسطيني. كما استقبل وكيل الوزارة وفد الدفاع المدني لتعزيز التنسيق والجاهزية لحالات الطوارئ. يواصل وزير الداخلية جولاته التفقدية، حيث زار محافظات نابلس وجنين وطوباس، والتقى المحافظين ومُدراء الأجهزة الأمنية لبحث الأوضاع العامة، وسُبل تعزيز الأمن وخدمة المواطنين. كما أعلَنَت الوزارة أن طاقم الإدارة العامة للجوازات يَعمَل خارج أوقات الدوام لتسريع إصدارها، حيث أُنجز خلال الأيام الأخيرة أكثر من 5,000 جواز بيومتري و1,548 جوازًا عاديًا، استجابة للاحتياجات العاجلة. سَلَّمَت سُلطة الأراضي قطعةَ أرض من أملاك الدولة في بيت لحم لجهاز الشرطة لإنشاء مركز إصلاح وتأهيل. كما ضَبَطَت طواقم أملاك الدولة اعتداءً على أراضي الدولة في طلوزة شمال شرق نابلس، حيث أَزالَته واتَخَذَت الإجراءات القانونية بحق المعتدي. شَارَكَت سُلطة جودة البيئة في اجتماع دولي لحماية طبقة الأوزون، مُطالبةً بدعم مُتَعَدِد الأطراف وتصنيف فلسطين كطرفٍ مُستحقٍ للدعم ضمن بروتوكول مونتريال. كما ناقشت رئيسة سلطة جودة البيئة مع المجلس الأعلى للإبداع والتميز سُبل دعم الابتكار في مواجهة التحديات البيئية عبر مشاريع ريادية. ميدانيًا، تَم تنفيذ 45 جولة تفتيش على منشآت صناعية، وتابعت 7 شكاوى بيئية، ومنحت موافقة لِمحطة بث خلوي، ورَفَضَت مشروعين لعدم التزامهما بالمعايير. كما تم اعتماد الشروط المرجعية لمشروع معالجة مياه الصرف شمال غرب رام الله تمهيدًا لدراسة تقييم الأثر البيئي. عَقَدَت سلطة الطاقة سلسلة اجتماعات مع وزارات الثقافة والزراعة والدفاع المدني، إضافة إلى الشركة الفلسطينية لنقل الكهرباء، بهدف تعزيز التعاون في مجالات ترشيد الطاقة والتحول نحو مَصادر مستدامة. تم الاتفاق على تركيب نِظام طاقة شمسية في مقر وزارة الثقافة كنموذج يُحتَذى في باقي المؤسسات. كما نُوقشَت آليات التعاون مع الدفاع المدني لتركيب أنظمة شمسية آمنة في المقرات الأمنية، وتكثيف التنسيق والتدريب الفني. وجَرَى بَحث إدماج الطاقة الشمسية في الآبار والمنشآت الزراعية، وتشكيل لجنة مشتركة لذلك. وتمَّت مُناقشة التسويات المالية وتَطوير شبكة الكهرباء الوطنية وتحديث بنيتها لتلبية الاحتياجات المستقبلية بكفاءة واستقلال. أعلنت وزارتا الاتصالات والاقتصاد الرقمي والصحة عن نقل أنظمةِ وخوادمِ وزارة الصحة إلى مركز البيانات الوطني، بما يشمل أنظمة التأمين والتحويلات والصور الطبية، وتوحيد الملف الطبي للمريض. ويهدف التحديث لتعزيز كفاءة الخدمات الصحية ورفع جاهزية البنية الرقمية، ضمن مشروع التحول الرقمي بدعم من البنك الدولي.


جريدة الايام
منذ يوم واحد
- جريدة الايام
الحديث عن «تجويع غزة» يعزّز قوة «حماس»
بقلم: مناحيم كوهين تحظى "حملة التجويع" في غزة، يوماً بعد يوم، بالتطبيع في الخطاب الإسرائيلي، ويقع كثيرون في فخ بوصلة أخلاقية مشوهة وخطِرة تخدم أعداءنا. لماذا توجد ضائقة في القطاع؟ الجواب بسيط، ويجب تذكير مَن نسيَه: لأن الأسرى محتجزون لدى "مخربي" "حماس" وعائلات غزية، فوق الأرض وتحتها. كلّ تقرير بشأن معاناة سكان غزة، وكلّ نداء للرحمة تجاههم، وكلّ نشرٍ لوثائق مفبركة، وكلّ تعاطُف مع صورة يولّدها الذكاء الاصطناعي، وكلّ تعبير عن شفقة على المتعاونين مع مرتكبي "المجزرة" الرهيبة، يقوّي العدو ويعرّض حياة إخوتنا الأسرى للخطر. الأخلاق اليهودية واضحة: أطلقوا سراح الأسرى، وعودوا إلى أيام الوفرة. الكرة في ملعبكم: أوقفوا معاناة الإسرائيليين الذين اختطفتموهم من أسرّتهم في عيد "فرحة التوراة". تخيلوا لصاً اقتحم منزلكم، وأخذ أطفالكم رهائن، وهو الآن يشكو من الجوع في المطبخ الذي سرقه. هل ستسارعون إلى إطعامه؟ "من يَرحم القساة سيُنزل القسوة بالرحماء في النهاية". هل يخطر في بالكم نقاش بشأن الحالة الغذائية للنازيين في أواخر الحرب العالمية الثانية؟ حالياً، لا يمثل النقاش بشأن "التجويع" في غزة ظلماً فقط، بل يشكل خطراً حقيقياً على الأسرى. إن حركة "حماس"، التي تستخدم سكانها "دروعاً بشرية"، تستغل الأسرى "بوحشية"، وتستخدم الشكاوى من المعاناة لصرف انتباه الإعلام. علينا أن نصرخ في وجه العالم بأسره: مَن يعاني جرّاء سوء التغذية، ومَن يتلقى فتات الأرز كوجبة، ومَن يوزع عليه نصف رغيف على حصص صغيرة للبقاء، ومَن يشرب مياهاً عكِرة، ولا يوجد لديه مركز أميركي منظّم لتوزيع طعام مُشبِع ومُغذٍّ، هم أسرانا الجائعون والمنهكون، الذين يذبلون في الأنفاق. إن كلَّ حديث عن ضائقة غزة يمنح زخماً لحركة "حماس"، التي تحتجز الأسرى كورقة مساومة. تحتّم علينا الأخلاق اليهودية أن نركز أولاً على إنقاذ إخوتنا، وفقط عندما يعود آخر أسير إلى حضن عائلته، يمكننا أن ننتقل إلى نقاشات أُخرى. ولمن يحتاج إلى تذكير: "حماس" هي التي بدأت الحرب، وهي القادرة على إنهائها بخطوة بسيطة واحدة، وهي إطلاق سراح الأسرى، لكنها تماري الجميع، وتماطل، وتطيل الأيام من دون تقديم أيّ أجوبة حاسمة. وعندما ترى هذا التعاطف الأخلاقي المتصاعد حول العالم، بمشاركة متعاونين من بيننا، فلماذا تستعجل؟ فكلما مرّ الوقت وازداد زخم "حملة التجويع" تدرك "حماس" أن الضغوط ستوجَّه نحو إسرائيل فقط، لتتراجع وتتنازل عن كلّ خطوطها الحمراء. إن الأسرى في قلوبنا جميعاً، وواجبنا الأخلاقي إعادتهم إلى ديارهم، بدلاً من الوقوع في فخ دعاية العدو، علينا أن نتوحد حول الهدف ونتوقف عن ترديد البروباغاندا التي تنشرها "حماس". عندما يعود أسرانا بأمان إلى بيوتهم، سيتمكن أيضاً سكان غزة من العودة إلى حياتهم الطبيعية. حتى ذلك الحين، فإن الأخلاق اليهودية هي الأعدل والأنبل: دماء الأسرى أولى.