
«إياتا»: شركات الطيران قد تُحجم عن تسلم الطائرات بسبب الرسوم
وأوضح: «لن يكون الأمر مجرد مشكلة كبيرة تتعلق بشركتيْ بوينغ وإيرباص، بل سيؤثر على جميع نواحي صناعة الطيران، وسيكون له تأثير أيضاً على معظم شركات الطيران، إن لم يكن جميعها».
كان والش يتحدث في لقاء إعلامي بسنغافورة.
وحذّر فرنسيسكو جوميز نيتو، الرئيس التنفيذي لشركة إمبراير لصناعة الطائرات، الثلاثاء، من أن الرسوم الجمركية بنسبة 50 في المائة، التي يخطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب لفرضها على الصادرات البرازيلية، ابتداءً من أغسطس (آب) المقبل، قد تضر إيرادات الشركة مثلما حدث بسبب جائحة «كوفيد-19»، مشيراً إلى المخاطر التي يتعرض لها شركاء الولايات المتحدة.
وقال جوميز نيتو، للصحافيين، إن الرسوم الجمركية قد تُعدّ بمثابة حظر تجاري على الطائرات الإقليمية التي تُورّدها «إمبراير» إلى شركات الطيران الأميركية، وقد تؤدي إلى إلغاء الطلبيات وتأجيل التسليم، وعواقب وخيمة على مورِّدي الشركة بالولايات المتحدة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 3 ساعات
- الشرق الأوسط
«بنوك الوقت»
تُوفّي الأسبوع الماضي الاقتصادي البريطاني ديفيد بويل، وهو أحد أبرز المفكرين الاقتصاديين غير التقليديين في عصرنا الحالي، وأحد أهم من دعا إلى تضمين البُعد الإنساني في الاقتصاد. في العديد من كتبه مثل «طغيان الأرقام» و«نقود مضحكة»، انتقد بويل آليات السوق، وحثّ على مشروع فكري متكامل يستند إلى رؤية بديلة للاقتصاد، تضع الإنسان في قلب العملية الاقتصادية بدلاً من الأرباح المتراكمة المجردة، وأعاد صياغة بعض الأسئلة الجوهرية حول معنى «القيمة»، ومن يستحقها، وكيف تقاس، مشككاً في قدرة المال وحده على التعبير عن الثروة الحقيقية للمجتمعات. وأعاد الراحل تقديم فكرة «بنوك الوقت» كتجسيد ملموس لاقتصاد بديل يقوم على التعاون والاعتراف المتبادل، لا على البيع والشراء. فما هو مفهوم «بنوك الوقت»؟ ومتى ظهر؟ وما مدى إمكانية تطبيقه ونجاحه؟ يُعرّف «بنك الوقت» على أنه نظام تبادل مجتمعي مبني على مبدأ بسيط، وهو أن ساعة من العمل تساوي ساعة من أي عمل آخر بصرف النظر عن نوع الخدمة أو مركز مقدّمها. فعلى سبيل المثال، الطبيب الذي يقدم استشارة لمدة ساعة، يكسب بها ساعة من الفني لإصلاح سيارته. والمسن الذي يحتاج إلى مرافق، يُخدم من شاب قد يطلب لاحقاً دروساً في اللغة... ولا وجود في هذا النظام للنقود ولا للعقود الرسمية، بل هو سجل مجتمعي يُراكم فيه الأفراد أرصدتهم الزمنية ويستثمرونها في تلبية احتياجاتهم، وما يُحتسب في هذا النظام هو الزمن المبذول، وما يُبنى هو الثقة والانتماء، وما يُنتج هو شبكة علاقات متبادلة تعيد صياغة معنى الاقتصاد خارج محيط الأسواق. نشأت هذه الفكرة على يد الحقوقي الأميركي إدغار كان في ثمانينيات القرن الماضي، كردة فعل على ما وُصف بـ«إقصاء الناس من القيمة» في النظام الاقتصادي الحديث. وقد لاحظ كان أن هناك الملايين من الناس، لا سيما المسنين والعاطلين عن العمل، يملكون وقتاً وخبرة، ولكن النظام لا يعترف بأي من ذلك ما لم يكن قابلاً للتسعير النقدي، في حين ليس كل ما يقدم في الحياة قابلاً لذلك، وارتأى في ذلك وجه قصور للنظام الاقتصادي الحالي. وفيما تبدو فكرة «بنوك الوقت» مثالية لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع، طُبقت الفكرة في مدن عديدة. ففي اليابان، يُستخدم نظام «فوراي كيبو» منذ عقود لرعاية المسنّين؛ إذ يقدم الشباب خدمات محددة ويكسبون بموجبها أرصدة زمنية يمكن تحويلها لاحقاً إلى أقاربهم. وترتبط «بنوك الوقت» بالأزمات عند تطبيقها، وهو ما يدعم فكرة أنه عند الأزمات يعود الناس للثوابت ويلجأون لبعضهم. فحين انهارت أسواق العمل في 2008 في إسبانيا، أصبحت «بنوك الوقت» أداة فعالة لمساعدة الناس. وفي أزمة 2001 في الأرجنتين، انتشرت شبكات تبادل غير نقدية ساعدت في إبقاء الاقتصاد المحلي على قيد الحياة. وبعد زلزال اليابان عام 2011، أثبتت المجتمعات التي تمتلك «بنوك وقت» قدرةً أكبر على إعادة تنظيم الرعاية والدعم الذاتي. وفي حين لم تكن بديلة عن الدولة آنذاك، فإنها أثبتت أنها شبكة أمان أخلاقية وفرت الدعم حين تعطلت الشبكات الرسمية. وبالطبع لم تسلم «بنوك الوقت» من النقد؛ فهي في وجهة نظر البعض نموذج مثالي لا يمكن تعميمه في اقتصاد معقد قائم على تخصصات دقيقة، وهي تعارض مبدأ الكفاءة الاقتصادية من حيث عدم تمييزها بين الأعمال المتخصصة والبسيطة؛ فالساعة التي يقضيها الطبيب مع المريض، قضى مقابلها سنوات طويلة من الدراسة المتخصصة، ولا يمكن أن توازي ساعة عمل للميكانيكي الذي حصل على شهادته الفنية في سنتين، بل حتى في معنى الخدمة؛ فساعة في إنقاذ حياة لا تساوي ساعة في غرس شجرة. إن أول ما يتبادر للذهن عند الحديث عن الاقتصاد هو الأرقام والأرباح والرسوم البيانية، ولكن الاقتصاد البديل بمفهوم «بنوك الوقت» يقدم نظرة مختلفة؛ فهو يفضّل القيم الاجتماعية والإنسانية على مبادئ الكفاءة الاقتصادية، وفي حين تنظر الأولى إلى العدالة والشمول والانتماء، تنظر الثانية في الاستخدام الأمثل للموارد لتحقيق أقصى منفعة مالية ممكنة. وفيما تبدو فكرة «بنوك الوقت» غير قابلة للتنفيذ على نطاق مجتمعي واسع، فإنها تطرح وجهة نظر تبيّن القصور في النظام الاقتصادي الحديث الذي لا ينظر في الجانب المجتمعي لبعض أضعف الفئات في المجتمع، ويتجاهلهم في منظومته المعقدة التي حوّلت كل المؤشرات نحو الربح والخسارة.


الرياض
منذ 4 ساعات
- الرياض
استقرار أسعار شحن ناقلات الكيميائيات مع تلاشي المخاوف الجيوسياسية
استقرت أسعار شحن ناقلات الكيميائيات الأمريكية، على الرغم من استمرار مواجهة ضغوط هبوطية على العديد من الممرات التجارية. وهناك ضغط هبوطي على الأسعار على طول الممر التجاري بين الولايات المتحدة وآسيا، حيث لا يزال المستأجرون في حالة انتظار وترقب وسط أمال تلاشي المخاوف الجيوسياسية. إلى جانب شحنات العقود، لا يُلاحظ نشاط يُذكر في السوق ولا تزال التعريفات الجمركية وعدم اليقين المُحيط يُضعفان سوق الشحن الفوري، مما يُضغط على الأسعار. تُعدّ شحنات الميثانول الفورية المُعتادة من خوسيه إلى الصين هي الشحنات الوحيدة المُبلغ عنها، مما يُبقي احتياجات الميثانول من المنطقة نشطة في آسيا. في الوقت الحالي، يبدو أن الشحنات الأكبر حجمًا قد استقرت عند حدود 60 دولارًا للطن. وبالمثل، استقرت أسعار الشحن من الولايات المتحدة إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجميع مسارات التجارة الأخرى. ويبدو أن الارتفاع السابق في النشاط الناتج عن الأعمال العدائية الأخيرة بين إسرائيل وإيران قد هدأ، بينما استقرت حركة الشحن إلى أوروبا. ونتيجة لذلك، ظل هذا المسار هادئًا، مما ضغط على أسعار الشحن نحو الانخفاض. ولم يُسجل سوى عدد قليل من الشحنات الثابتة، بينما انضم عدد قليل من الناقلات الخارجية إلى الرصيف، وهي تعمل على ملء الفراغ، مما أدى إلى زيادة المنافسة على الناقلات المُنتظمة. تُعدّ مواد ام تي بي إي والميثانول والصودا الكاوية الأكثر شيوعًا في السوق. ومن الولايات المتحدة الأمريكية إلى البرازيل، لا يزال هذا المسار التجاري هادئًا على نحو غير معتاد، ويبدو أن الأسعار قد انخفضت. على الرغم من أن توافر المساحات الفورية يبدو محدودًا بعض الشيء، إلا أن هناك وفرة من المساحات المتاحة للفترة من منتصف يوليو إلى أغسطس. ولم يشهد مسار الولايات المتحدة الأمريكية إلى الهند أي زيادة في الاستفسارات خلال الأسبوع الماضي، حيث لم يتم تأكيد أي مواعيد. ولم يُسجل سوى استفسار جديد واحد لشحنة تتراوح بين 8000 و9000 طن من باسكاجولا/مومباي لتواريخ أغسطس. وإلى جانب المناطق الأخرى، يُنظر إلى أسعار الشحن على نطاق واسع على أنها أكثر انخفاضًا. في سوق الحاويات، انخفضت أسعار شحن الحاويات من شرق آسيا والصين إلى الولايات المتحدة مجددًا هذا الأسبوع، مع انخفاض الطلب بعد فترة وجيزة من التحميل المسبق خلال فترة توقف الرسوم الجمركية. ومع انخفاضات الأسبوع الماضي، انخفضت أسعار الشحن من شنغهاي إلى لوس أنجلوس بأكثر من 50% خلال الشهر الماضي، وانخفضت أسعار الشحن من شنغهاي إلى نيويورك بأكثر من 33% خلال الفترة نفسها، بحسب شركة دروري الاستشارية لسلاسل التوريد. وانخفضت أسعار الشحن من الصين إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة بشكل أسرع من أسعار الشحن على الطرق التجارية الأخرى، وذلك بفضل الزيادة الكبيرة في سعة الشحن بعد أن أوقفت إدارة ترمب فرض رسوم جمركية باهظة للغاية على البضائع القادمة من الصين. ولكن من المرجح أن ينخفض متوسط أسعار الشحن الفوري من آسيا إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة بشكل أسرع من أسعار الشحن إلى الساحل الغربي، وقد يصل إلى حدود 1000 دولار أمريكي/ وحدة مكافئة لـ40 قدمًا بحلول نهاية يوليو، مع توقف شركات النقل عن إضافة سعة إلى طريق التجارة عبر المحيط الهادئ. يستمر متوسط الأسعار العالمية في الانخفاض، حيث ينخفض بنسبة 5% على أساس أسبوعي وتتوقع شركة دروري استمرار انخفاض أسعار الشحن الفوري الأسبوع المقبل أيضًا بسبب فائض الطاقة الاستيعابية وضعف الطلب. كما شهدت أسعار الشحن من منصة فريتوس، منصة الشحن الإلكتروني، انخفاضات ملحوظة على كلا الساحلين الأمريكيين. تبلغ أسعار الشحن إلى الساحل الغربي حوالي 3000 دولار أمريكي للوحدة المكافئة لـ40 قدمًا، بينما تبلغ أسعار الشحن إلى الساحل الشرقي حوالي 5000 دولار أمريكي. وقال جودا ليفين، رئيس قسم الأبحاث في فريتوس، بأنه لا يزال هناك الكثير من عدم اليقين في مجال الشحن البحري، خاصة بعد أن مدد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الموعد النهائي لتطبيق الرسوم الجمركية إلى 1 أغسطس. وقال ليفين: "هذا التمديد لمدة ثلاثة أسابيع للرسوم الجمركية المتبادلة قد يعني أن المستوردين من الدول المتأثرة سيستأنفون أنشطة الشحن التي ربما يستعدون لإيقافها مؤقتًا في حال تطبيق زيادات الرسوم هذا الأسبوع". "لكن هذا التمديد القصير بثلاثة أسابيع فقط حتى أغسطس لا يسمح فعليًا بنقل البضائع من آسيا في الوقت المحدد". وأوضح ليفين بأن شركات النقل ألغت زيادات الأسعار العامة لشهر يوليو، وعلقت أو خفّضت في الغالب رسوم موسم الذروة الإضافية التي تستهدف أيضًا أحجام الشحن في يوليو. وأضاف أن بعض شركات النقل بدأت بالفعل في إزالة السعة من الممر التجاري في محاولة لوقف تدهور الأسعار. تُعدّ سفن الحاويات وتكاليف حاويات الشحن ذات صلة بصناعة الكيماويات، فبينما تكون معظم المواد الكيميائية سوائل وتُشحن في ناقلات، تُشحن سفن الحاويات البوليمرات، مثل البولي إيثيلين والبولي بروبيلين، في كريات. كما يُشحن ثاني أكسيد التيتانيوم في حاويات. كما تنقل سفن الحاويات المواد الكيميائية السائلة في خزانات متساوية. في أسواق ناقلات النفط، استمرت أسعار شحن ناقلات النفط الخام العملاقة الملوثة في التباين خلال شهر يونيو. وشهدت أسعار ناقلات النفط الخام العملاقة تقلبات خلال الشهر بسبب التطورات الجيوسياسية، على الرغم من أن ارتفاع الأسعار في منتصف الشهر قابله انخفاض قرب نهاية الشهر، مما أدى إلى ثبات متوسط أسعار ناقلات النفط الخام العملاقة بشكل عام. وعلى خط الشرق الأوسط - الشرق الأوسط، لم تتغير أسعار شحن ناقلات النفط الخام العملاقة الفورية، على أساس شهري. وانخفضت أسعار ناقلات النفط الخام (سويزماكس) في المتوسط خلال شهر يونيو، على الرغم من التقلبات الجيوسياسية، حيث ظل النشاط راكدًا. وانخفضت أسعار ناقلات النفط الخام الفورية على خط ساحل الخليج الأمريكي - أوروبا بنسبة 3% على أساس شهري. وشهدت أسعار ناقلات النفط الخام الأفراماكس مكاسب طفيفة، مدعومة بتحسن الأنشطة شرق السويس بنهاية الشهر. وفي سوق ناقلات النفط الخام النظيفة، تباينت الأسعار الفورية أيضًا. وارتفعت أسعار ناقلات النفط الخام العملاقة (سويزماكس) شرق السويس بنسبة 11% على أساس شهري، مدفوعةً بالمخاوف الجيوسياسية في منتصف الشهر، ثم انتعاش الأنشطة بنهاية الشهر. أثر تباطؤ الأنشطة على أسعار النفط الخام غرب السويس، التي انخفضت بنسبة 8% على أساس شهري. في تجارة النفط الخام والمنتجات المكررة، في يونيو، شهدت تداولات النفط في الولايات المتحدة تذبذباً في الصادرات والواردات بحجم يقارب 10 ملايين برميل يومياً. واستقرت واردات الولايات المتحدة من النفط الخام بشكل عام على أساس شهري، بمتوسط 6.1 ملايين برميل يوميًا. وانخفضت صادرات الولايات المتحدة من النفط الخام الصخري للشهر الثالث على التوالي لتصل إلى متوسط 3.6 ملايين برميل يوميًا. وانخفضت واردات المنتجات إلى الولايات المتحدة بنسبة 4% على أساس شهري، لتصل إلى متوسط 1.7 مليون برميل يوميًا، بينما ارتفعت صادرات المنتجات الأمريكية بنحو 2% على أساس شهري، لتصل إلى متوسط أقل بقليل من 7 ملايين برميل يوميًا. وتشير التقديرات الأولية إلى أن واردات أوروبا من النفط الخام قد ارتفعت على أساس شهري في مايو، قبل حلول موسم الصيف. وارتفعت واردات المنتجات إلى أوروبا من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بنسبة 11% على أساس شهري، بقيادة زيت الوقود، بينما ارتفعت صادرات المنتجات بنسبة 11%، مع تحقيق مكاسب في جميع المنتجات الرئيسة باستثناء غاز البترول المسال. انخفضت واردات اليابان من النفط الخام، على أساس شهري، في مايو، لكنها ظلت أعلى بكثير من مستوى العام الماضي عند 2.4 مليون برميل يوميًا. وتعافت واردات اليابان من المنتجات بشكل طفيف بعد الانخفاض الحاد في الشهر السابق، وسط انتعاش في تدفقات غاز البترول المسال. وانخفضت صادرات المنتجات، مدفوعة بتدفقات الغازولين والبنزين. وفي الصين، انخفضت واردات النفط الخام بشكل أكبر إلى متوسط 11.0 مليون برميل يوميًا في مايو، مع انسجام التدفقات مع متوسط السنوات الخمس. وظلت واردات المنتجات مستقرة بشكل عام، لكنها لا تزال أعلى بكثير من متوسط السنوات الخمس، بينما انخفضت صادرات الصين من المنتجات موسميًا. وظلت واردات الهند من النفط الخام في مايو فوق 5 ملايين برميل يوميًا للشهر الخامس على التوالي، على الرغم من انخفاضها بنسبة 2% على أساس شهري. وتعافت واردات المنتجات على أساس شهري، بمتوسط 1.2 مليون برميل يوميًا، ويعود هذا الارتفاع بشكل أساسي إلى زيت الوقود. ارتفعت صادرات المنتجات بنحو 34% على أساس شهري، لتصل إلى متوسط 1.4 مليون برميل يوميًا، مع انتعاش صادرات الديزل والبنزين.


عكاظ
منذ 6 ساعات
- عكاظ
لي كوان يو... لا يزال ملهماً !
لا تزال قصة الزعيم السنغافوري المؤسس لاستقلال دولته وصانع مجدها رئيس وزرائها الراحل لي كوان يو تثير الدهشة والإعجاب وتدرس كنموذج مثالي للقيادة الفذة والإدارة الفعّالة. وهو الذي مات عام ٢٠١٥ إلا أن أثره لا يزال باقياً وتستمر سنغافورة في إدارة شؤونها بنفس المنهجية التي أرساها. ويعتبر «لي كوان» مؤسس النهضة الاقتصادية الحديثة لسنغافورة، بعد أن حوّل البلاد من مركز تجاري مستعمر إلى واحدة من أكثر الدول ازدهارًا في قارة آسيا، خلال 31 عامًا قضاها في منصب رئيس الوزراء. وتولى «لي كوان» رئاسة وزراء سنغافورة في الفترة من 1959 حتى 1990، حيث نجح في العبور ببلاده من أزمات في العلاقة مع إندونيسيا، وماليزيا، واستغلال موقع سنغافورة لتحويلها إلى أكبر ميناء للحاويات في العالم، كما أسّس واحدة من أكثر شركات الاستثمار الحكومية نجاحًا «تيماسيك القابضة». وساعدت مبادئ «لي»، التي تضمنت التركيز على وجود حكومة فعّالة وواضحة، وسياسات اقتصادية ملائمة للأعمال التجارية، على جذب استثمارات ضخمة، وشركات عالمية كبرى إلى سنغافورة، لتتحول البلاد من دولة من العالم الثالث إلى واحدة من أكثر بلدان العالم دخلًا. آمن لي كوان يو بفكرة المصلحة العامة، وكان هذا الأمر نصب عينيه دومًا في كل السياسات والتشريعات التي أقرها. سعى إلى الاستثمار الجدي والعميق في تعليم شعبه، وأن يتقن طلبة المدارس ٤ لغات كحد أدنى، طور البنية التحتية بشكل أثار الدهشة والإعجاب حتى باتت شوارع سنغافورة ومطارها وميناؤها ووسائل النقل العام فيها مضربًا للأمثال. ولكن عينه كانت على المنظومة القضائية، حيث كان يقضي بأقصى العقوبات بحق أي منتسب لها تتم إدانته بالفساد، وزادت ثقة العالم في قضاء سنغافورة حتى أصبح تقييمه الثاني عالميًا من ناحية النزاهة والفعالية والاستقلالية والتأثير، مما كان له أكبر الأثر في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر بمبالغ هائلة. وقد قدّم لي كوان يو تجربته الثرية والفريدة في كتاب رائع اختار له عنوانًا عبقريًا وهو «من العالم الثالث إلى العالم الأول»، وفيه يشرح بشكل مفصل أهم التحديات والإنجازات التي حصلت معه في مسيرته المهنية والشخصية الملهمة. في أحد آخر مؤلفاته قدم وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر كتابًا لافتًا بعنوان «القيادة» يذكر فيه نماذج مختلفة من قادة العالم الذين تركوا عنده أثرًا استثنائيًا، وكان لي كوان يو إحدى الشخصيات الست فقط التي استشهد بها كيسنجر. ألهمت قصة نجاح لي كوان يو الكثيرين من ساسة دول العالم النامي في بلادهم وجعلتهم يحلمون ويخططون ويسعون؛ لأن سنغافورة أثبتت وبالدليل العملي أن الحلم لا يزال ممكنًا ولا يوجد ما يمنع تحقيقه. أخبار ذات صلة