logo
ألمانيا تدرس فرض ضريبة بنسبة 10% على عمالقة الإنترنت

ألمانيا تدرس فرض ضريبة بنسبة 10% على عمالقة الإنترنت

أرقاممنذ يوم واحد

تدرس ألمانيا حالياً خطة لفرض ضريبة رقمية جديدة بنسبة 10% على عائدات شركات الإنترنت الكبرى مثل ألفابت (غوغل) وميتا (فيسبوك وإنستغرام)، وذلك في خطوة تهدف إلى تحقيق «عدالة ضريبية» وتقليل التهرب الضريبي الذي تمارسه هذه الشركات، حسبما أعلن مسؤول رفيع في وزارة الشؤون الرقمية، يوم الجمعة.
وقال فيليب أمتور، المسؤول في الوزارة، لصحيفة «دي فيلت» الألمانية: «الشركات الرقمية الكبرى تنخرط بذكاء في التهرب الضريبي، في حين تُعامل الشركات الألمانية بصرامة وتُفرض عليها الضرائب بشكل صارم».
وأشار إلى أن الحكومة تعتزم فرض ضريبة على عائدات الإعلانات التي تحققها هذه المنصات، خاصة تلك التابعة لشركة ميتا مثل فيسبوك وإنستغرام، مؤكداً على ضرورة «إرساء نظام أكثر عدالة للحد من التهرب الضريبي».
من جانبه، صرح مفوض الإعلام والثقافة الألماني، فولفرام فايمر، بأن الحكومة تعمل على صياغة مقترح تشريعي لهذه الضريبة الرقمية، لكنه أكد أن برلين ستبدأ بمحادثات مع شركات التكنولوجيا الكبرى، بينها غوغل، لبحث سبل التعاون وطرح البدائل، ومنها الالتزامات الطوعية.
وقال فايمر، الذي يشغل منصب المحرر السابق لصحيفة «دي فيلت» ووسائل إعلام ألمانية أخرى، في مقابلة مع مجلة «شتيرن»: «المنصات الرقمية الأميركية الكبرى مثل ألفابت وميتا على رأس أولوياتي، لقد دعوت إدارة غوغل وممثلين بارزين من القطاع إلى اجتماعات في المستشارية لبحث الخيارات المتاحة».
وأضاف أن المقترح التشريعي المرتقب قد يستند إلى نموذج النمسا الذي فرضت فيه ضريبة بنسبة 5% على عائدات شركات التكنولوجيا الرقمية، بينما تشير الحكومة الألمانية إلى أن معدل 10% سيكون «معتدلاً ومشروعاً».
وأوضح فايمر أن «نشوء هياكل أشبه بالاحتكار في السوق الرقمية لا يقيد المنافسة فقط، بل يهدد تنوع وسائل الإعلام، وهذا يمثل خطراً على المشهد الإعلامي».
وأشار إلى أن شركات التكنولوجيا الضخمة التي تدير أعمالاً بمليارات الدولارات في ألمانيا تحقق هوامش ربح مرتفعة، مستفيدة بشكل كبير من الإنتاج الثقافي والإعلامي والبنية التحتية المحلية، لكنها في الوقت نفسه تدفع ضرائب قليلة جداً، ولا تستثمر بما يكفي في المجتمع.
وأكد فايمر أن «الأمر يجب أن يتغير الآن، خاصة أن ألمانيا أصبحت تعتمد بشكل مقلق على البنية التحتية التكنولوجية الأميركية».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أسهم أوروبا تهيمن على المكاسب العالمية في ظل تأثيرات رسوم ترمب
أسهم أوروبا تهيمن على المكاسب العالمية في ظل تأثيرات رسوم ترمب

الشرق للأعمال

timeمنذ 22 دقائق

  • الشرق للأعمال

أسهم أوروبا تهيمن على المكاسب العالمية في ظل تأثيرات رسوم ترمب

برزت أسهم أوروبا ضمن قائمة الرابحين عالمياً مع تحسن التوقعات الاقتصادية للمنطقة في الوقت الذي تعاني فيه الأسواق المالية الأميركية جراء الحرب التجارية التي يشنها الرئيس دونالد ترمب. بعد خمسة أشهر من بداية العام، تضم أوروبا ثمانية من أفضل 10 أسواق أسهم أداءً في العالم، وفقًا لبيانات جمعتها بلومبرغ. وتضم هذه القائمة مؤشر "داكس" الألماني الذي حقق ارتفاعاً بأكثر من 30% بالدولار، بالإضافة إلى أسواق أخرى أقل مركزية مثل سلوفينيا وبولندا واليونان والمجر. يتفوق مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي على مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" (S&P 500) بفارق قياسي بلغ 18 نقطة مئوية بالدولار، مدعوماً بخطط الإنفاق المالي التاريخي لألمانيا وقوة اليورو. يقول المشاركون في السوق إن هناك المزيد من العوامل الإيجابية في المستقبل، إذ تجعل الأرباح القوية للشركات والتقييمات الجذابة المنطقة رهاناً أكثر أماناً في ظل سيطرة المخاوف بشأن التجارة وديون الميزانية على الاقتصاد الأميركي. "عادت أوروبا إلى الواجهة"، بحسب فريدريك كاريير، رئيسة استراتيجية الاستثمار في الجزر البريطانية وآسيا لدى "آر بي سي ويلث مانجمنت" (RBC Wealth Management). وأضافت: "نتلقى المزيد من الأسئلة حول أوروبا خلال الشهرين الماضيين مقارنةً بما تلقيناه خلال السنوات العشر الماضية". إذا استمر الأداء المتفوق، فسيُمثل تحولاً من سنوات الركود في الأسواق الأوروبية. وقد يغذى هذا الارتفاع نفسه: فمع ارتفاع أسعار الأسهم في القارة، من المرجح أن تجذب أصولاً جديدة من جميع أنحاء العالم، وفقاً للمستثمرين المراهنين على ارتفاع سوق الأسهم. قال محللو مجموعة "يو بي إس" في مذكرة حديثة إن تحول المستثمرين عن الأصول الأميركية سيُوجه 1.2 تريليون يورو (1.4 تريليون دولار) إلى سوق الأسهم الأوروبية خلال السنوات الخمس المقبلة. مكاسب هذا العام تلقت دفعة في وقت مبكر من مقترح برلين -المعروفة بتقشفها المالي- بإنفاق مئات المليارات من اليورو على البنية التحتية والدفاع. ويتوقع اقتصاديون في "سيتي غروب" أن يعزز هذا الإصلاح النمو بأنحاء منطقة اليورو اعتباراً من النصف الثاني من 2026. الأنظار على الركود في أميركا على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، عاد المستثمرون مجدداً لمراقبة احتمالات الركود، وسط مخاوف من التضخم وعجز الميزانية الأميركية. تضررت المعنويات تجاه سندات الخزانة الأميركية في مايو بعدما جردت "موديز" الولايات المتحدة من تصنيفها الائتماني الممتاز، بينما قفزت عوائد السندات أيضاً بسبب مقترحات ترمب لخفض الضرائب. وفي ضربة لأجندة ترمب التجارية، أصدرت محكمة أميركية حكماً نادراً بوقف كثير من الرسوم الجمركية التي هدد الرئيس بفرضها أو فرضها بالفعل على شركاء تجاريين رئيسيين. كما يثير إجراء ضريبي مقترح يثير القلق في "وول ستريت" إذ من شأنه أن يرفع معدلات الضرائب على الأفراد والشركات من دول ذات سياسات ضريبية "تمييزية"، مما قد يؤدي لعزوف المستثمرين الأجانب. "S&P 500" متأخر رغم التعافي رغم تعافي مؤشر "إس آند بي 500" خلال مايو، فلا يزال متأخراً عن الأسواق الأخرى هذا العام. وارتفع المؤشر حوالي 0.5% فحسب منذ بداية العام مقارنةً مع قفزة بنسبة 12% لمؤشر "إم إس سي آي" العالمي (MSCI All-Country World Index) الذي يشمل جميع الدول عدا الولايات المتحدة. كما يحتل المرتبة 73 بين 92 مؤشراً تتابعها "بلومبرغ". اعتبرت بياتا مانثي، رئيسة استراتيجية الأسهم الأوروبية والعالمية في "سيتي غروب"، أن منطقة اليورو في "وضع جيد نسبياً" إذ لدى البنك المركزي الأوروبي مجال لمزيد من الخفض في أسعار الفائدة، في ظل عدم المبالغة بتقييمات الأسهم. "بالطبع إذا حدث ركود في الولايات المتحدة، فلن يمر ذلك دون خسائر لأي سوق، لكن عدم وجود حماسة مفرطة في أوروبا يجعلها أكثر قدرة على الصمود أمام موجة بيع أكبر" بحسب مانثي، التي أضافت: "تجنب المستثمرون المنطقة لفترة طويلة لدرجة أن التدفقات الداخلة لا تزال ضئيلة مقارنة مع تلك التي خرجت في السنوات القليلة الماضية". الأسواق غير الرئيسية الرابحة تهيمن مجموعة من الأسواق الأوروبية الأصغر حجماً على قوائم الأسواق المتصدرة هذا العام. يُعد مؤشر "إس بي آي توب" (SBI TOP) للأسهم القيادية في سلوفينيا ثاني أفضل مؤشر أداءً على مستوى العالم، حيث ارتفع بنسبة 42% بالدولار، ليأتي بعد مؤشر غانا القياسي. وارتفع مؤشر "دبليو آي جي 20" (WIG20) البولندي بنسبة 40%، بينما ارتفعت المؤشرات المعيارية في اليونان والمجر بأكثر من 34% بكلا البلدين. أوصى الاستراتيجيون في بنك "سوسيتيه جنرال" بالاستثمار في الأسواق غير الرئيسية بأوروبا هذا العام، مشيرين إلى ارتفاع علاوة المخاطرة، بالإضافة إلى الاستقرار السياسي النسبي. ويواصل الفريق توقع أداء متفوق، حيث يتوقعون أن تمنح عوائد السندات السيادية حمايةً أكبر من عوائد بعض الدول ذات الإنفاق الكبير مثل فرنسا وألمانيا. كانت الأسهم الدفاعية من بين أكبر الرابحين هذا العام، حيث كانت سبعة من أفضل عشرة أسهم أداءً في مؤشر "ستوكس 600" مرتبطة بهذا القطاع. وقد ارتفعت جميعها بنسبة 90% على الأقل، وتصدرت شركات التصنيع المرتبطة بالدفاع الألمانية "رينك غروب إيه جي" و"راينميتال إيه جي" و"هينسولدت إيه جي" القائمة. كما سجلت أسهم البنوك والتأمين تفوقاً في أدائها خلال 2025. تسائل فلوريان إيلبو، رئيس قسم أبحاث الاقتصاد الكلي في "لومبارد أوديير إنفستمنت مانجرز" (Lombard Odier Investment Managers) : "ما الذي لا يُعجبك في الأسهم الأوروبية؟" وأضاف: "في الولايات المتحدة، تُعاقب على أخذ المخاطرة، لكن في أوروبا تُكافأ على ذلك. يبدو أن التضخم تحت السيطرة، وأخيراً هناك بعض الوضوح. أما في الولايات المتحدة، فلا يزال المرء يتساءل عما سيحدث غداً، وما التغريدات التي سيقرأها". تفاؤل بشأن الأرباح شهدت أرباح الشركات تحسناً ملحوظاً، حيث ارتفعت أرباح الشركات المدرجة في مؤشر "إم إس سي آسي أوروبا" في الربع الأول بنسبة 5.3% مقارنةً بتوقعات بانخفاض بنسبة 1.5%، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ إنتليجنس". وبينما قلص العديد من المسؤولين التنفيذيين من توقعاتهم نظراً لاستمرار حالة عدم اليقين التجاري، خفض عدد أقل من المحللين تقديرات الأرباح في الأسابيع الماضية، مشيرين إلى أن أسوأ تخفيضات التوقعات قد تكون قد انتهت. من المؤكد أن آفاق التجارة العالمية لا تزال تُشكّل خطراً رئيسياً. وقد منحت محكمة استئناف فيدرالية ترمب مهلة مؤقتة لحكم يهدد بإلغاء الجزء الأكبر من أجندته المتعلقة بالرسوم الجمركية. في حين صرّح الرئيس بأنه سيرفع الرسوم على الصلب والألومنيوم من 25% إلى 50%. تُعدّ العديد من الصناعات الأوروبية، بما في ذلك شركات التعدين وصناعة السيارات والسلع الفاخرة، منكشفة بشدة على الأسواق العالمية من حيث إيراداتها. وقد خفّض المحللون هذا العام تقديرات أرباح مؤشر "ستوكس 600" للاثني عشر شهراً المقبلة بنحو 1.4%، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ". لا يزال بعض خبراء السوق يراهنون على أن الأسهم الأوروبية ستتفوق على نظيراتها الأميركية، حيث يتوقع فريق "جيه بي مورغان" تحقيق أفضل تفوق في أدائها على الإطلاق. في المتوسط، أظهر استطلاع أجرته "بلومبرغ" وشمل 20 استراتيجياً توقعوا أن يرتفع مؤشر "ستوكس 600" بنسبة 1% إضافية عن مستوياته الحالية. وقال فرانسوا ريميو، الخبير الاستراتيجي في "لا فرانسيز أسيت ما نجمنت" (La Francaise Asset Management): "لأول مرة منذ فترة طويلة، أعتقد أن هناك فرصة لتفوق الأسهم الأوروبية على السوق الأميركية". وأضاف: "لكي يستمر هذا التفوق، يجب أن تُظهر الأرباح نمواً حقيقياً في العام المقبل".

«الغرب» يبحث عن صيغة جديدة تجنّبه التحوّل إلى مجرّد مفهوم جغرافي
«الغرب» يبحث عن صيغة جديدة تجنّبه التحوّل إلى مجرّد مفهوم جغرافي

الشرق الأوسط

timeمنذ 22 دقائق

  • الشرق الأوسط

«الغرب» يبحث عن صيغة جديدة تجنّبه التحوّل إلى مجرّد مفهوم جغرافي

ينطبع في أذهان غالبية البشر أن الحرية والرفاهية والتقدّم (إلخ...) «كنوز» موجودة بشكل أساسي في «العالم الغربي»، المعروف بأنه يشمل دول أوروبا الغربية وأميركا الشمالية وأستراليا، وثمة من يرى أن هذا المفهوم الجيوسياسي - اقتصادي - اجتماعي صار يشمل دول أوروبا الشرقية وأميركا اللاتينية. ما هو منطبع في الأذهان أيضاً أن الغرب تغلّب سياسياً وثقافياً واقتصادياً على المعسكر الشرقي الذي سقط بسقوط الاتحاد السوفياتي في بداية العقد الأخير من القرن الماضي، الأمر الذي بشّر بفتح صفحة جديدة في التاريخ العالمي مكتوبة بحروف السلام والوئام والازدهار. وتفاءل كُثر بانتشار القيم الغربية البرّاقة وغلبة منظومة الأسواق الحرة وتضييق الفجوة بين الأغنياء والفقراء ومحو الأمية والقضاء على الأمراض... وسوى ذلك من أحلام وردية. كانت فرحة يستحيل أن تدوم، فالعالم يسلك منذ فجر التاريخ مساراً دائرياً يتضمن محطات منيرة، وكذلك أزمات وحروباً وخيبات. بدأ الجو السلبي يتمظهر مع علامات على اهتزاز الأحادية القطبية (التي لم تحسن التعامل مع موقعها المتسيّد) في ظل صعود الصين وروسيا والخشية من حرب باردة جديدة. وهذا كان أمراً متوقعاً في عالم معقّد تفوق فترات اضطرابه فترات الهدوء بشوط كبير. لكن ما لم يكن متوقعاً هو ما يحصل الآن بوتيرة سريعة... دونالد ترمب وفولوديمير زيلينسكي يوم المشادة الشهيرة في البيت الأبيض... 28 فبراير 2025 (أرشيفية) عرفت ولاية دونالد ترمب الأولى توترات بين العمودين الأساسيين للغرب، الولايات المتحدة وأوروبا. ومع خسارة ترمب ودخول جو بايدن إلى البيت الأبيض، تنفس الأوروبيون الصعداء، خصوصاً أن الرئيس الديمقراطي أعلن بالفم الملآن أن «أميركا عادت». لكنْ بعد أربع سنوات من هذا الإعلان ها هم الأوروبيون يشاهدون الآن مذهولين تخلّي أميركا عن التعاون المعهود عبر ضفّتي الأطلسي، إلى درجة أن الزعماء الأوروبيين بدأوا يبحثون عن موقف وهوية بما يعكس اقتناعاً بأن الغرب الذي عرفه العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 في طريقه إلى الزوال، وبأن ثمة نظاماً جديداً يرتسم في الأفق ولا بد لهم من إيجاد مكان فيه. استطراداً، لا شك في أن الغرب صار منقسماً على أسس آيديولوجية بعد تراجع أهمية القيَم المشتركة والمصالح الاستراتيجية الواحدة. ويمكن تلخيص أسباب التباين الذي يتحول بسرعة إلى انقسام حادّ على النحو الآتي: * خسر دونالد ترمب أمام جو بايدن في انتخابات 2020 وما لبث أن ثأر من خصمه وفاز عليه بعد أربع سنوات ليعود إلى الواجهة شعار «أميركا أولاً» الذي يعني التركيز على الشأن الداخلي والمحيط المباشر (كندا والمكسيك، ولا ننسى قناة بنما...). وهذا يعني حكماً خفض الاهتمام بأوروبا «القارة العجوز» واستتباعاً بحلف شمال الأطلسي (ناتو) حامي القارة بدرع عسكرية معظم مكوّناتها أميركية. من هنا نفهم حماسة ترمب لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية وإصراره على الظفر بتعويض مادي (عبر اتفاق المعادن) عمّا قدمته بلاده لأوكرانيا طوال أكثر من ثلاث سنوات. ولعل العودة إلى كلام نائب الرئيس جي دي فانس في مؤتمر ميونيخ للأمن وما تعرض له الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض تكفي لفهم مقاربة الإدارة الأميركية لـ«مشكلات الآخرين». * شعار «أميركا أولاً» تحوّل إلى آلية عمل اعتمدت مواقف حمائية وفرضت رسوماً جمركية على عدة دول وبالتالي على عدة منتجات أوروبية بهدف حماية الصناعات الأميركية، ولمّا ردّ الأوروبيون بالمثل تولّد توتر في العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، يضاف إلى التوتّر الناجم عن المقاربتين المتناقضتين لمسألة المناخ بين أوروبا التي كانت سبّاقة في اعتماد سياسات بيئية طموحة والولايات المتحدة التي لا يعترف رئيسها بالتغيّر المناخي. * القومية والشعبوية ظاهرة تتصاعد في كل من الولايات المتحدة وأوروبا. لكن الفرق أنها في صلب فلسفة إدارة ترمب، بينما لم تنجح في الوصول إلى السلطة في غالبية الدول الأوروبية وبقيت في المعارضة. لذا تشعر القوى السياسية التقليدية في أوروبا، سواء كانت يمينية محافظة أو يسارية معتدلة، بالريبة من السياسة الأميركية وأي صعود محتمل لليمين المتطرف في هذه الدولة أو تلك. هذه العوامل مجتمعة أقامت جداراً من عدم التوافق يصعب تجاوزه، وهو ما يدفع القادة الأوروبيين إلى البحث عن استقلال استراتيجي وسبل لتعزيز مكانة أوروبا في النظام العالمي الجديد. والمؤكد أن التحالف عبر الأطلسي دخل مرحلة عصيبة للغاية، أسوأ مما كانت عليه خلال ولاية ترمب الأولى، خصوصاً أن الرئيس الأميركي لا يخفي شعوره السلبي تجاه الاتحاد الأوروبي، ويقول إن الاتحاد و«الناتو» مكّنا الدول الأوروبية من استغلال الولايات المتحدة طويلاً. وهو بذلك ينسجم مع القوى السياسية المتطرفة في أوروبا التي تطمح بشكل أو بآخر إلى التخلص من الاتحاد الأوروبي و«حكم بروكسل»، ومن هؤلاء رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، ونظيراه السلوفاكي روبرت فيكو والإيطالية جورجيا ميلوني، علماً أن الأخيرة ليّنت موقفها منذ توليها منصبها عام 2022. المستشار الألماني فريدريش ميرتس (أ.ف.ب) عموماً، لا يزال اليمين المتطرف يتقدّم في أوروبا، وإن بوَتائر مختلفة وبوجود عقبات بعضها سياسي، وبعضها الآخر قانوني (تكبيل القضاء الفرنسي ليدَي مارين لوبن مثلاً). ولم يتردد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الكلام عن بروز «رجعية عالمية»، يحاول التصدي لها هو والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وحليف من خارج الاتحاد الأوروبي هو رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر. ميرتس قدّم من جهته نموذجاً للتحرك العملي في اتجاه إعادة بلورة، بل ابتكار، الشخصية الأوروبية المستقلة، فقد قرر نشر قوة دائمة قوامها 5 آلاف جندي في ليتوانيا، في مؤشر يدلّ على حقبة جيوسياسية جديدة. وهو بذلك، ردّ على مطالبة واشنطن لأوروبا بتولي المسؤولية الرئيسية عن أمنها. ولئن كان عديد هذه القوة غير كافٍ لصد هجوم روسي شامل، فإنه حتماً كافٍ لإثارة رد فعل واسع النطاق في أوروبا وغرس شعور بالحذر في روسيا، مع أن ليتوانيا لا تتشارك حدوداً معها بل مع لاتفيا وبولندا وبيلاروسيا، الحليف الأقرب لموسكو. والأهم أن القرار الألماني قد يكون الخطوة الأولى في سلسلة خطوات أوروبية تريح ترمب وتطمئنه إلى أن الولايات المتحدة ستتخلص من بعض «العبء الأطلسي» الذي تحمله منذ ثمانية عقود. منطقياً، لا بد لفرنسا أن تضطلع بدور ريادي في تحقيق النقلة الاستراتيجية، فهي الأقدر عسكرياً في أوروبا الغربية. وقد أبدى ماكرون أخيراً افتخاره بتذكير الفرنسيين بأن الجيش الفرنسي هو الوحيد بين الجيوش الأوروبية الغربية المكتفي ذاتياً، أي إنه لا يحتاج إلى معدّات وقطع غيار وذخائر تأتي من الضفة الأخرى للمحيط الأطلسي. لطريقة إنهاء الحرب في أوكرانيا دور كبير في رسم ملامح الوجه الجديد لـ«الغرب» (أ.ف.ب) في خضمّ كل ما يجري في المسرح الجيوسياسي والجيواقتصادي، يمكن أن ينبثق نظام عالمي جديد بتعاون أوثق بين ضفتي الأطلسي، اللتين تتمتعان بسجل حافل من العمل معاً وتستطيعان القيام بدور قيادي في كل المجالات. ومن المرجح أن يتشكل مستقبل الغرب من خلال مزيج من التحديات والفرص التي يفرضها عالم متعدد الأقطاب يشهد صعود قوى غير غربية (تكتل «بريكس»، منظمة شنغهاي للتعاون...)، مما قد يؤدي إلى تزايد التنافس والحاجة إلى تعاون فعّال في مواجهة قضايا عالمية مثل تغير المناخ. وفي الوقت نفسه، على الغرب مواجهة تحديات داخلية مثل تراجع الديمقراطية وصعود الشعبوية والقومية. سوف يحدد الغرب مستقبله من خلال قدرته على التكيف مع المشهد العالمي الذي يشهد تحوّلات جذرية تبتعد به عن «الخريطة» التي نشأت بعد الحرب العالمية الثانية ثم بعد سقوط الاتحاد السوفياتي. ومن الحيوي في هذا السياق البدء بطيّ صفحة الحرب الروسية - الأوكرانية عبر حل واقعيّ لا يغفل الواقع الميداني ولا يُعطي في الوقت نفسه روسيا أسباباً تفتح شهيتها على التوسع ومدّ النفوذ. فهذه الحرب التي وحّدت الغرب منذ بدايتها أدت عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض إلى جعلها عنصر خلاف استراتيجي بين أميركا وأوروبا. والطريقة التي ستُنهى بها هي التي ستحدّد بقاء «الغرب» مفهوماً ثقافياً يحتضن الليبرالية الديمقراطية أو تحوله إلى مجرد كيان جغرافي يشمل الولايات المتحدة وكندا ودول أوروبا الغربية.

لويس إنريكي يبكي بعد التتويج بأبطال أوروبا.. والسبب ليس الفوز!
لويس إنريكي يبكي بعد التتويج بأبطال أوروبا.. والسبب ليس الفوز!

الرجل

timeمنذ 37 دقائق

  • الرجل

لويس إنريكي يبكي بعد التتويج بأبطال أوروبا.. والسبب ليس الفوز!

تُوّج نادي باريس سان جيرمان بلقب دوري أبطال أوروبا 2025 بعد فوزه الكاسح على إنتر ميلان الإيطالي بخمسة أهداف دون رد، في المباراة النهائية التي أُقيمت مساء السبت على ملعب "أليانز أرينا" في مدينة ميونيخ الألمانية. ويُعد هذا اللقب هو الأول في تاريخ النادي الفرنسي على صعيد المسابقة القارية الأهم. وسجّل كل من أشرف حكيمي وديزيريه دووي في الشوط الأول، قبل أن يضيف الفريق ثلاثة أهداف أخرى عن طريق دووي مجددًا، وخفيتشا كفاراتسخيليا، وسيني مايولو في الشوط الثاني، ليُصبح باريس أول فريق يتوّج بنهائي دوري الأبطال بفارق خمسة أهداف أو أكثر. اقرأ أيضًا: باريس سان جيرمان يستقر على تشكيلته لمواجهة إنتر في نهائي الأبطال إنريكي يكرّم ذكرى ابنته الراحلة زانا عقب التتويج، وجّه المدير الفني الإسباني لويس إنريكي رسالة مؤثرة إلى جماهير الفريق، شكرهم فيها على لفتتهم الخاصة بتكريم ابنته الراحلة تشانا، التي توفيت عام 2019 عن عمر تسع سنوات بعد معاناة مع مرض السرطان. وارتدى إنريكي قميصًا يحمل اسم تشانا خلال احتفالات الفريق، بينما رفعت الجماهير لوحة كبيرة لصورة شهيرة لابنته وهي تزرع علم برشلونة على أرضية الملعب في نهائي 2015. وعلّق المدرب قائلًا: "كان مشهدًا عاطفيًا وجميلًا. الجمهور فكّر بي وبعائلتي، وأنا ممتن لهم. لكنني لا أحتاج إلى الفوز بدوري الأبطال كي أتذكّر ابنتي. هي حاضرة معنا دائمًا، نشعر بها حتى في لحظات الخسارة. هذه طريقتنا كعائلة في تجاوز الألم: نُخرج الإيجابي من كل ما هو سلبي". "أكملنا خزانة البطولات" في ختام حديثه خلال المؤتمر الصحفي بعد اللقاء، قال إنريكي إن الفوز بدوري الأبطال كان الهدف الأول منذ انضمامه إلى باريس سان جيرمان، وأضاف: "عندما جئت إلى هنا، كنت لا أتقن الفرنسية، لكنني قلت إن هدفي هو ملء خزانة النادي. واليوم، اكتملت. هذه البطولة كانت الغائبة، والآن أضفناها. نحن طموحون وسنواصل السعي لكتابة التاريخ". وأكد المدرب أن الجماهير لعبت دورًا محوريًا في هذا الإنجاز: "مشجعونا كانوا اللاعب رقم 12. الفريق يعكسهم، وأنا سعيد جدًا، لا أعرف ماذا يمكنني أن أقول أكثر من ذلك".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store