بعد استقالتها من منصبها في الأمم المتحدة.. غادة والي تكشف أسباب القرار
أعلنت الدكتورة غادة والي، المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) والمديرة العامة لمكتب الأمم المتحدة في فيينا (UNOV)، استقالتها من منصبيها يوم السبت 31 مايو، موضحة أن القرار جاء لأسباب شخصية وعائلية، بعد خمس سنوات من العمل في المنظمة الأممية.
وفي مداخلة هاتفية مع برنامج "كلمة أخيرة" عبر قناة ON، أوضحت والي أن استقالتها جاءت بعد انتهاء الخطة الاستراتيجية التي وضعتها عند توليها المنصب في عام 2020، والتي امتدت لخمس سنوات، قائلة: "نفذنا الاستراتيجية بنجاح، ووسعنا نطاق التعاون ليشمل نحو 20 دولة جديدة. وعندما بدأت، كان حجم التمويل المخصص للمشروعات 260 مليون دولار، والآن اقترب من 500 مليون دولار".غادة والي: أردت التفرغ لعائلتي ورعاية والدي.. وقرار الاستقالة لم يكن سهلًاوأضافت والي: "رزقت بكل أحفادي أثناء عملي في الخارج، إلى جانب رغبتي في رعاية والدي في هذا السن". وأوضحت أن القرار لم يكن سهلًا، مؤكدة: "أحب عملي جدًا، فهو يمس حياة الناس، وكنت فخورة بتمثيل مصر والعرب والأفارقة في هذا المنصب، لكن هناك لحظة في حياة الإنسان يحتاج فيها لإعادة تقييم أولوياته، حتى لا يسرقه الوقت".والي: السكرتير العام تفهم قراري.. وأخطرت 150 دولة بأسباب الاستقالةواختتمت حديثها قائلة: "السكرتير العام ساندني وتفهم موقفي، وقررنا الإعلان عن ذلك لبدء إجراءات اختيار الشخصية التي ستتولى المنصب من بعدي، أرسلت رسالة لزملائي في المكتب ول150 دولة أخطرتهم فيها بقرار الاستقالة وشرحت الأسباب. قلت إن لكل إنسان أهمية في ترتيب أولوياته".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الأهرام
منذ 41 دقائق
- بوابة الأهرام
المتحدث الرئاسي: الاجتماع رفيع المستوى يهدف لتوفير الزخم السياسي للمؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية
وسام عبد العليم شارك السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، عبر تقنية الفيديو كونفرانس في الاجتماع رفيع المستوى في إطار الاستعداد للمؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية، المقرر عقده في إسبانيا نهاية شهر يونيو ٢٠٢٥. موضوعات مقترحة وصرح السفير محمد الشناوي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الاجتماع رفيع المستوى يهدف إلى توفير الزخم السياسي للمؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية، والذي يعد حدثاً دولياً مهماً، يهدف إلى حشد التمويل وتشجيع الاستثمار في المشروعات التي تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز التعاون الدولي في مجال تمويل التنمية، إلى جانب سد الفجوة التنموية المتنامية. وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن السيد الرئيس ألقى كلمة خلال الاجتماع، استعرض خلالها محاور الرؤية المصرية لتعزيز الجهود الدولية لتمويل التنمية، وفيما يلي نص كلمة السيد الرئيس: بسم الله الرحمن الرحيم أصحاب الفخامة والمعالى.. رؤساء الدول والحكومات، معالى السيد/ أنطونيو جوتيريش.. سكرتير عام الأمم المتحدة، بداية، أتوجه بالشكر إلى السيد "أنطونيو جوتيريش"، سكرتير عام الأمم المتحدة، على الدعوة الكريمة، للمشاركة فى هذا الاجتماع المهم.. فى إطار حشد الدعم السياسى، وبناء الزخم اللازم، لإنجاح المؤتمر الدولى الرابع لتمويل التنمية، المقرر عقده فى الفترة من ٣٠ يونيو إلى ٣ يوليو ٢٠٢٥. كما أتوجه بالشكر إلى صديقى دولة رئيس وزراء إسبانيا، السيد "بيدرو سانشيز"، على استضافة بلاده هذا المؤتمر الدولى المهم.. وأثمن قيادته الحكيمة، وجهود حكومته الحثيثة، فى الإعداد المتميز للمؤتمر، بالتعاون مع سكرتارية الأمم المتحدة. السيدات والسادة، يأتى عقد المؤتمر الدولى الرابع لتمويل التنمية، فى ظرف دولى دقيق، تتزايد فيه التحديات الدولية.. لاسيما مع تصاعد التوترات الجيوسياسية والأمنية، وتزايد التدابير الأحادية والحمائية، وتراجع الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتزايد الفجوة التمويلية ذات الصلة بها، وتنامـى تـداعيات تغيـر المنـاخ.. فضلا عن التغيرات الكبيرة، التى تشهدها خريطة التجارة الدولية، بما يزيد من اضطراب الاقتصاد العالمى، ويؤثر بدوره على اقتصادات كافة دول العالم، خاصة الدول النامية، ويقوض جهودها فى دفع عجلة النمو، وتحقيق التنمية المنشودة. لقد توافق المجتمع الدولى فى عام ٢٠١٥، على أهداف التنمية المستدامة، باعتبارها إطارا شاملا للنهوض بشعوبنا، وتوفير حياة ومستقبل أفضل لهم.. إلا أن اتساع الفجوة التنموية والتمويلية بشكل خطير، خلال السنوات الماضية، قد يجعل من تحقيق هذه الأهداف بحلول ۲۰۳۰، أمرا بعيد المنال، ما لم يتم اتخاذ خطوات فعالة لاحتوائه. وبناء عليه، فإننا نتطلع لأن ينتج عن المؤتمر الدولى الرابع لتمويل التنمية، مخرجات طموحة وملموسة، تعكس إرادتنا الجماعية، فى التحرك العاجل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وفى هذا الإطار، تتطلع مصر إلى إحراز تقدم فى الموضوعات التالية خلال المؤتمر: أولا- صياغة خارطة طريق، لتعزيز نفاذ الدول النامية للتمويل الميسر منخفض التكلفة.. وهو ما يتطلب معالجة الاختلالات الهيكلية القائمة، فى النظام المالى العالمى، وتعزيز التعاون الدولى مع شركاء التنمية. وفى هذا السياق، فإننا نتطلع إلى التوافق على خطوات فعالة، لمواصلة إصلاح الهيكل المالى العالمى والمؤسسات المالية الدولية، وتعزيز آليات التمويل القائمة، واستحداث آليات جديدة مبتكرة، على غرار مبادلة الديون، ووضع أطر تمويلية متكاملة لتحفيز استثمارات القطاع الخاص.. فضلا عن تعزيز الترابط، بين تنفيذ "خطة عمل أديس أبابا" لتمويل التنمية، وبين تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ثانيا- أهمية رفع الطموح، اتصالا بكيفية إصلاح هيكل الديون العالمى، ووضع خطوات عملية وملموسة، لاحتواء إشكالية تنامى الديون السيادية للدول النامية.. من خلال استحداث آليات، لإدارة الديون بشكل مستدام، فى الدول منخفضة الدخل والدول متوسطة الدخل، التى يعيش بها حوالى ثلثى فقراء العالم. وتشدد مصر، على أن عدم التوصل إلى مخرجات ملموسة فى هذا الشأن، قد يؤدى إلى اندلاع أزمة ديون عالمية جديدة، تعصف باقتصادات دولنا، وتفاقم الفجوة التنموية القائمة بالفعل. ثالثا- أهمية توفير الدعم الفنى اللازم، وبناء القدرات المؤسسية والبشرية لدول النامية.. بما فى ذلك نقل التكنولوجيا، وتعزيز استخدامات الأدوات التكنولوجية والرقمية الحديثة، على غرار الذكاء الاصطناعى.. لدعم جهود تلك الدول فى تحقيق التنمية المستدامة، واستغلال مواردها الوطنية على النحو الأمثل. أصحاب الفخامة والمعالى، إن نجاح المؤتمر الدولى الرابع لتمويل التنمية، يتوقف على مستوى الطموح المتحقق فى الوثيقة الختامية للمؤتمر، وما ستحمله من إجراءات جادة ومدروسة.. تتطلب توافر الإرادة السياسية، والتحلى بمبادئ التضامن والعمل الدولى متعدد الأطراف، للتوافق حول الموضوعات العالقة بشكل موضوعى ومنصف.. بما يسهم فى إعطاء دفعة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتلبية تطلعات شعوبنا فى العيش الكريم والرخاء، ومستقبل أكثر ازدهارا. أشكركم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
أوكرانيا تعيد كتابة قواعد الحرب.. ومصر سبقت أوروبا
في صباح يوم الأحد، السابع من ديسمبر 1941، أعادت البحرية الإمبراطورية اليابانية صياغة قواعد الحرب.. لم يتخيل أحد تقريبًا أن اليابانيين قادرون على التسلل عبر محيط كامل لمهاجمة (حصن منيع)، كما وصفه الاستراتيجيون الأمريكيون، هاواي.. ومع ذلك، كان هذا ما فعلوه.. تمكنت الطائرات اليابانية، التي انطلقت من ست حاملات طائرات، من تدمير أو إتلاف ثلاثمائة وثمانية وعشرين طائرة أمريكية وتسعة عشر سفينة تابعة للبحرية الأمريكية، بما في ذلك ثماني بوارج حربية.. وقد أشار هجوم بيرل هاربور إلى صعود حاملات الطائرات كقوة مهيمنة في الحرب البحرية. مجددًا، أعاد الأوكرانيون صياغة قواعد الحرب يوم الأحد الماضي.. ولا بد أن القيادة الروسية العليا قد صُدمت كما صُدم الأمريكيون عام ١٩٤١، عندما نفذ الأوكرانيون هجومًا مفاجئًا على خمس قواعد جوية روسية بعيدة عن خط المواجهة، اثنتان منها تبعدان آلاف الأميال في أقصى شمال روسيا وسيبيريا.. تمكّن جهاز الاستخبارات الأوكراني، المعروف باسم SBU، من تهريب أعداد كبيرة من الطائرات المسيرة إلى عمق روسيا في كبائن خشبية نُقلت بشاحنات، ثم أطلقوها بالتحكم عن بُعد. زعم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي أن عملية (شبكة العنكبوت)، كما يُطلق عليها الأوكرانيون، دمّرت أو عطّلت ثلث القاذفات التي تستخدمها روسيا لإطلاق صواريخ كروز بعيدة المدى على أوكرانيا. ومن بين الطائرات الروسية التي أُصيبت، بحسب التقارير، قاذفات من طراز Tu-95 وTu-22 وطائرات إنذار مبكر وتحكم جوي من طرازA-50، تُشبه طائرات أواكس الأمريكية.. إلا أنه لا يوجد تأكيد مستقل حتى الآن للأضرار التي نجمت عن الهجوم الأوكراني، وإن رجحت بعض التقفارير تدمير ما بين إحدى عشر وإثنتي عشر طائرة. لا عجب أن سارع المدونون العسكريون الروس إلى مقارنة هجوم يوم الأحد، بهجوم بيرل هاربور قبل أربعة وثمانين عامًا.. هذا التشبيه يراه البعض غير مناسب، إذ بينما كان هجوم بيرل هاربور إيذانًا ببدء حرب جديدة، كان الهجوم على روسيا، مجرد محاولة أخرى من الأوكرانيين للدفاع عن أنفسهم، ضد حرب العدوان غير المبررة التي شنها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين عام 2022.. لكن التشبيه قد يكون منطقيًا، لأن كلا الهجومين قد يشير إلى تقادم أنظمة أسلحة كانت مهيمنة في السابق: البوارج الحربية عام 1941، والطائرات المأهولة اليوم.. ربما كانت أسراب الطائرات الأوكرانية بدون طيار، التي ربما كلفت عشرات الآلاف من الدولارات لبنائها، ستُلحق أضرارًا بقيمة ملياري دولار بأكثر الطائرات الروسية تطورًا. في هذه العملية، كشف الأوكرانيون عن ثغرة أمنية، من شأنها أن تُقلق كل جنرال في العالم.. إذا كان بإمكان الأوكرانيين تهريب طائرات بدون طيار إلى هذا الحد من القواعد الجوية الرئيسية في دولة نووية كروسيا، فما الذي يمنع الصينيين من فعل الشيء نفسه مع القواعد الجوية الأمريكية؟.. أو الباكستانيين مع القواعد الجوية الهندية؟.. أو الكوريين الشماليين مع القواعد الجوية الكورية الجنوبية؟.. ستُضطر الجيوش، التي ظنت أنها أمّنت قواعدها الجوية بأسوار كهربائية ونقاط حراسة، إلى مواجهة التهديد الجوي الذي تُشكّله الطائرات المسيّرة الرخيصة والمنتشرة في كل مكان، والتي يُمكن تعديلها بسهولة للاستخدام العسكري.. وهذا يستلزم استثمارًا ضخمًا في أنظمة مضادة للطائرات المسيّرة.. ويبدو أن الأموال المُنفقة على أنظمة الأسلحة التقليدية المأهولة تُبدّد هدرًا بشكل مُتزايد، تمامًا كما كان الحال مع سلاح الفرسان في ثلاثينيات القرن الماضي. لن تكون عملية (شبكة العنكبوت) ضربةً حاسمةً للجيش الروسي، تمامًا كما لم يكن هجوم بيرل هاربور ضربةً حاسمةً للجيش الأمريكي.. ولكن كما أشار هجوم بيرل هاربور إلى أن اليابان ستكون عدوًا أشد وطأةً مما توقعه معظم الغربيين، يُظهر هجوم الأحد، مرةً أخرى، أن الأوكرانيين يُثبتون أنهم مقاتلون أكثر مرونةً وقدرةً على التكيف، مما توقعه أي شخص قبل بدء الغزو الروسي الشامل قبل أكثر من ثلاث سنوات.. نعم، لا تزال خطوط المواجهة متوقفة، ويعوِّض الأوكرانيون نقص القوى العاملة لديهم بتطوير صناعة طائرات بدون طيار رائدة عالميًا.. يقول الأوكرانيون إنهم أنتجوا 2.2 مليون طائرة بدون طيار العام الماضي، ويهدفون إلى بناء 4.5 مليون طائرة هذا العام.. بالطبع، يصنع الروس طائراتهم المسيرة بأنفسهم، بمساعدة إيرانية.. لكنهم كانوا دائمًا متأخرين بخطوة أو اثنتين عن الأوكرانيين، في سباق الطائرات بدون طيار، كما أظهرت عملية يوم الأحد مرة أخرى. كانت عملية (شبكة العنكبوت) مناورة ذكية وجريئة، للتعويض عن نقص ذخيرة أنظمة الدفاع الجوي (باتريوت) في أوكرانيا، ويبدو أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، غير مستعد لإرسال أي بدائل.. تحاول الدول الأوروبية تقديم المساعدة، لكن صواريخ (باتريوت) شحيحة.. وبدلًا من محاولة إسقاط الصواريخ الروسية أثناء تحليقها، اكتشف الأوكرانيون كيفية تعطيل الطائرات التي تطلق الصواريخ أثناء وجودها على المدرج. خلال الخلاف العنيف بين ترامب وزيلينسكي في المكتب البيضاوي في فبراير الماضي، قال الرئيس الأمريكي لنظيره الأوكراني، (أوراق اللعبة ليست في أيديكم).. حسنًا، لقد لعب زيلينسكي بورقته الرابحة: البراعة الأوكرانية.. وربما يكون الأوكرانيون قد أثيتوا، بهذا الهجوم، أنهم أكثر جسارة ومهارة من أعدائهم، خصوصًا إذا تذكرنا هجوم الأوكرانيين على مقاطعة كورسك، قبل أن تستردها موسكو فيما بعد، حتى مع تفوق أداء القوات المسلحة الروسية منذ الأيام الأولى للحرب. على الرغم من أن هجوم الأحد يُشير إلى عزم أوكرانيا، إلا أنه قد يُقوّض الاستقرار النووي، لأن القاذفات نفسها التي تُطلق صواريخ كروز التقليدية ضد أوكرانيا، مُصمّمة أيضًا لإطلاق أسلحة نووية.. هذا يُذكّرنا بخطر وجود إدارة أمريكية فوضوية كهذه في مثل هذه اللحظة الحرجة.. في وقت كهذا، سيكون من الأفضل، لو كان لدى الرئيس الأمريكي مجلس أمن قومي مُجهّز بالكامل بقيادة مستشار مُحنّك ومُجرّب، بدلًا من مجلس أمن قومي يُديره وزير خارجية يعمل بجزء من وقته، مع مهام أخرى كثيرة، وقد طُرد منه مؤخرًا العديد من أكثر موظفيه خبرة. يندد ترامب بشدة بالهجمات الجوية الروسية على المدنيين الأوكرانيين، لكنه لا يفعل شيئًا حيالها.. لقد تولى الأوكرانيون زمام الأمور بأنفسهم.. ورغم أن ضربة الطائرات المسيرة رفعت الرهانات الاستراتيجية، وأثارت بلا شك رد فعل روسي انتقامي، إلا أنها تُعدّ بالضبط أسلوب الضغط العالي اللازم لإقناع بوتين بالتفاوض بجدية، في الوقت الذي يستعد فيه الجانبان للجلوس مجددًا في تركيا.. من خلال أفعالهم، يُشير الأوكرانيون إلى رفضهم الهزيمة، وأن لديهم الموارد اللازمة لمواصلة القتال. ●●● وكما قلنا بالأمس، أن رد الفعل الروسي على الهجمات الأوكرانية على مطاراته الخمس، قد لا تقف داخل حدود أوكرانيا، بل ربما امتدت إلى القواعد الأمريكية وقواعد الناتو في دول أوروبا.. لذلك، تعهد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، في اليوم التالي للهجوم، بجعل بلاده (جاهزة للحرب)، معلنًا عن خطط لبناء ما يصل إلى إثنتا عشر غواصة هجومية جديدة، واستثمار مليارات الجنيهات في الأسلحة، لتعزيز قوتها في عالم وقع بين روسيا المعادية والولايات المتحدة المتراجعة. وتعد عملية إعادة التسلح الطموحة جزءًا من مراجعة الدفاع الاستراتيجي التي أجرتها الحكومة البريطانية، والتي حددت المشهد الجديد المهدد، ودعت إلى زيادة إنتاج الطائرات بدون طيار وتخزين المزيد من الذخائر والمعدات.. قال ستارمر في حوض لبناء السفن في جلاسكو: (إن التهديد الذي نواجهه الآن أشد خطورةً وإلحاحًا وأقل قابليةً للتنبؤ، من أي وقت مضى منذ الحرب الباردة).. وأشار إلى (الحرب في أوروبا، والمخاطر النووية الجديدة، والهجمات الإليكترونية اليومية، والعدوان الروسي المتزايد في المياه والأجواء البريطانية.. وكما لو كان يريد التأكيد على رسالته، قدم ستارمر خططه بعد ساعات، من واحدة من أشد عمليات القصف الجوي كثافة في الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات في أوكرانيا.. وقد أُنشئت المراجعة الاستراتيجية، بقيادة جورج روبرتسون، الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، العام الماضي، بعد فوز ستارمر في الانتخابات العامة.. لكن مهمتها اكتسبت أهميةً مُتجددة، وسط تزايد الأدلة على تراجع التزام الرئيس ترامب بالأمن الأوروبي، وموقفه المُتردد، والمُتملق أحيانًا، تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. من بين توصياتها: شراء ما يصل إلى سبعة آلاف صاروخ بعيد المدى بريطاني الصنع، وإنشاء قيادة سيبرانية جديدة، إلى جانب استثمار مليار جنيه إسترليني، في القدرات الرقمية.. ستُستثمر الأموال في حماية البنية التحتية البريطانية الحيوية تحت الماء، بالإضافة إلى الطائرات المسيرة، التي أثبتت فعاليتها العالية في الحرب في أوكرانيا.. سيتم تخصيص أكثر من مليار ونصف المليار جنيه إسترليني من التمويل الإضافي، لإصلاح وتجديد المساكن للجيش، للمساعدة في التجنيد والاحتفاظ بالجيش البريطاني، حيث انخفضت الأعداد إلى أدنى مستوى منذ العصر النابليوني.. يقول قال مالكولم تشالمرز، نائب المدير العام للمعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو منظمة بحثية في لندن، (هذه هي المراجعة الدفاعية الأكثر طموحًا لجيل كامل.. كان لا بد من ذلك).. وأضاف أن بريطانيا (تواجه في الوقت نفسه تحديين أساسيين، أحدهما جيوسياسي والآخر تكنولوجي).. كما اقترحت المراجعة شراء طائرات مقاتلة، قادرة على إطلاق أسلحة نووية تكتيكية، وهو ما يُنذر بتراجع اعتماد بريطانيا على المظلة النووية الأمريكية. وأكدت الحكومة البريطانية على فوائد الاستثمار في إعادة التسلح للاقتصاد المحلي، لكن السؤال الذي يلوح في الأفق بشأن الاستراتيجية الجديدة، هو: ما هو حجم الإنفاق الذي تستطيع بريطانيا تحمله في ظل هذه الظروف المالية الصعبة؟. وعد ستارمر بزيادة إنفاق بريطانيا إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي، وتغطية تكاليفه بتحويل موارد من المساعدات الخارجية.. وفي حديثه لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، قال إن بريطانيا بحاجة إلى (المضي قدمًا من هناك).، لكنه أضاف أنه لا يستطيع تحديد موعد دقيق لارتفاع هذا الرقم إلى 3%، حتى يتأكد تمامًا من مصدر الأموال.. وفي بيان، قالت الحكومة، إن أسطولها من الغواصات النووية المسلحة تقليديًا سيشهد توسعًا كبيرًا، حيث سيتم بناء ما يصل إلى إثنتا عشر غواصة جديدة، كجزء من تحالف أمني مع الولايات المتحدة وأستراليا، يُعرف باسم (أوكوس)، والمصمم لمواجهة النفوذ الصيني المتنامي.. وقد تزايدت التساؤلات حول هذا الاتفاق، مع تراجع التزام ترامب بالتحالفات العسكرية واسعة النطاق.. قال تشالمرز، إن التزام بريطانيا ببناء المزيد من الغواصات، (ليس ضمانةً ضد الانسحاب الأمريكي الكامل.. ولكنه قد يوفر بعض الضمانات ضد سيناريو، لا تعود فيه الولايات المتحدة مستعدةً لتصدير غواصات كاملة إلى أستراليا).. ما يحدث في بريطانيا اليوم، مؤشر على أن حكومة المملكة المتحدة، لم تعد تثق تمامًا بالأمريكيين، في انخراطهم في الأمن الأوروبي)!!. ●●● ■■ وبعد.. يُذكرنا الكلام السابق، بالهجوم الشديد على الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي حرص على تحديث قواتنا المسلحة وتطويرها، بمدها بالأسلحة من مصادر متعددة، بغية تنويع مصادرها، حماية لحدودنا وأمننا القومي ومياهنا الإقتصادية.. وأذكر أن الرئيس السيسي، رد على الانتقادات التي وجهها البعض، بشأن إبرام الدولة المصرية العديد من صفقات الأسلحة خلال السنوات العشر الماضية.. وقال في كلمته بالندوة التثقيفية الأربعين للقوات المسلحة، بمناسبة الذكرى الحادية والخمسين لنصر أكتوبر، (الكلام كان بيتقال، هل مطلوب إن إحنا نجيب أسلحة للقوات المسلحة خلال العشر سنوات اللي فاتت؟!.. أنا مش هجاوب على السؤال ده خالص). وأوضح الرئيس، أنه (مش عشان الحرب اللي موجودة دلوقتي ـ يقصد حرب غزة ـ لكن لازم تعرفوا، إن الحفاظ على قوة الدولة الشاملة بكل معانيها، القوة العسكرية والقوة الاقتصادية والقوة الثقافية وقوة الوعي، أمر مهم جدًا جدًا، فأنا مش هجاوب على السؤال ده، وأقول شوفتوا بقى! لا لا.. حتى لو مكنش حصل اللي حصل دلوقتى، لا بد القوات المسلحة والشرطة تبقى في أعلى جاهزية وقدرة لحماية البلد، وده أمر لازم تكونوا مش مقتنعين بيه بس، إحنا محتاجين تتكلموا مع الناس فيه دائمًا).. لقد سبقنا ما يفكر فيه الآن زعماء أوروبا، الذين يخذلهم الوقت. ولنا أن نقول، أنه لا سبيل للحفاظ على هذا الوطن، إلا بالاستعداد الدائم للحفاظ على مكتسبات هذا الشعب، وهو ما فطنت إليه القوات المسلحة، فعظمت من قدراتها ونظم تسليحها وتدريبها، بما يتواكب مع أحدث النظم العسكرية في العالم، لأن التغيرات الإقليمية والدولية في المنطقة، صاحبها تغير في التحديات على كافة الاتجاهات الاستراتيجية، واتساقًا مع تلك التحديات، اتخذت القيادة العامة للقوات المسلحة، بدعم كامل من القيادة السياسية، استراتيجية شاملة للتطوير، للحفاظ على مقدرات ومكتسبات الشعب المصري، والحفاظ على الأمن القومي المصري. حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.


الأسبوع
منذ ساعة واحدة
- الأسبوع
توقعات بوصول التضخم في مصر إلى 14.9% خلال مايو الماضي
معدل التضخم في مصر محمود فهمي توقع استطلاع للرأي أجرته «رويترز» على 12 محللا أن يسجل معدل التضخم في مصر نسبة 14.9% على أساس سنوي في مايو الماضي. وقال سري فيرينشي كاديالا من بنك أبوظبي التجاري في استطلاع رويترز: «نتوقع أن يسجل معدل التضخم الأساسي لأسعار المستهلك في مصر نسبة 15.5% في مايو من 13.9% في أبريل 2025، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى القاعدة غير المواتية، وبعض التأثيرات المتبقية من زيادات أسعار الطاقة التي تم اتخاذها في منتصف أبريل». وتوقع سري فيرينشي كاديالا أن توفر أسعار الفائدة الحقيقية المرتفعة المساحة الكافية أمام البنك المركزي المصري لخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه في 25 يوليو المقبل. انخفض معدل التضخم السنوي في مصر من أعلى مستوى قياسي بلغ 38% في سبتمبر 2023، بمساعدة حزمة الدعم المالي بقيمة 8 مليارات دولار التي تم توقيعها مع صندوق النقد الدولي في مارس 2024. ودفع انخفاض التضخم البنك المركزي المصري إلى تخفيض أسعار الفائدة على الإقراض لليلة واحدة بمقدار 225 نقطة أساس إلى 26.0% في اجتماعه في 17 أبريل الماضي، وبمقدار 100 نقطة أساس أخرى في 22 مايو 2025. وقال الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إنه سيصدر أرقام التضخم غداً الأربعاء، أي قبل ستة أيام من المعتاد، بسبب إجازة عيد الأضحى المبارك والتي تبدأ من يوم الخميس المقبل.