logo
غزة تواجه مصيرا كارثيا بعد انهيار مفاوضات وقف الحرب

غزة تواجه مصيرا كارثيا بعد انهيار مفاوضات وقف الحرب

الوطنمنذ 6 أيام
تتسارع الأحداث المأساوية في قطاع غزة الذي وصل إلى أزمة إنسانية فظيعة، وسط تعنت إسرائيل وإصرارها على المضي قدما في الحرب ومنع دخول المساعدات بل وقصف مراكز المساعدات لمؤسسة غزة التي أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية وبمساعدة إسرائيل! التي قتلت 25 مواطنًا فلسطينيًا وأصابت آخرون، منذ فجر يوم السبت، في غارات متواصلة على قطاع غزة، وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن من بين القتلى 13 من منتظري المساعدات.
الاعتراف بدولة فلسطين
في حين بدأت أصوات العالم تتعالى بضرورة إيقاف الحرب والاعتراف بحقوق الفلسطينيين على أراضيهم، فبعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه حزم أمره على الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمر، طالب أكثر من 220 نائباً في البرلمان البريطاني، ينتمي عشرات منهم إلى حزب العمال الحاكم، الجمعة الحكومة بالاعتراف رسمياً بدولة فلسطين.
وجاءت الدعوة في رسالة وقعها نواب من تسعة أحزاب سياسية بعد أقل من 24 ساعة من إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستعترف رسميا بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر.
وستكون فرنسا أول دولة من مجموعة السبع، وأقوى دولة أوروبية حتى الآن، تتخذ هذه الخطوة، وهو ما أثار إدانة من إسرائيل والولايات المتحدة.
القتل مستمر
وتفصيلا، أشارت وكالة «وفا» إلى مقتل «3 مواطنين وإصابة آخرين بجروح بينهم حالات خطيرة في قصف طائرات الاحتلال الحربية حي تل الهوا جنوب مدينة غزة».
وأكدت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) مقتل 3 مواطنين في 3 استهدافات إسرائيلية في خان يونس، مضيفة أن 6 مواطنين قضوا في قصف إسرائيلي استهدف وسط وجنوبي مدينة غزة.
ترمب: لا تهدئة مع حماس
بعد توقف المسار التفاوضي في غزة وتبدد الآمال في تسوية قريبة منح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ضوءًا أخضر لإسرائيل لـ«القضاء على حماس»، معتبرًا أن الحركة لم تعد شريكًا في أي حل تفاوضي، بل «عقبة ينبغي تجاوزها»، وفي مقابل هذا التصعيد، تبدو تل أبيب بصدد إعادة صياغة أهداف الحرب.
كارثة الجوع
أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أن حوالي ثلث سكان قطاع غزة لا يأكلون لأيام، محذرا من أن سوء التغذية في تزايد حادّ، وأفاد البرنامج في بيان أن «الأزمة الغذائية في غزة بلغت مستويات من اليأس غير مسبوقة، ولا يأكل شخص من أصل كل 3 لأيام، كما تفاقم سوء التغذية، وأكثر من 90 ألف امرأة وطفل في حاجة عاجلة إلى العلاج»، نقلا عن «فرانس برس».
وأضاف أنه من المتوقع أن يواجه 470 ألف فلسطيني «مجاعة كارثية» في القطاع المحاصر خلال الأشهر القادمة.
استياء أوروبي من الكارثة
ومن جانبها، دعت باريس ولندن وبرلين في بيان مشترك، الجمعة، إلى «إنهاء الكارثة الإنسانية التي نشهدها في غزة فورا».
وطالبت الدول الأوروبية الثلاث، في بيان، «الحكومة الإسرائيلية برفع القيود المفروضة على تسليم المساعدات فورا والسماح بشكل عاجل للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بالقيام بعملها لمكافحة المجاعة»، و«احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي»، نقلا عن «فرانس برس».
حماس تتهم أمريكا
في المقابل، اتهمت حركة حماس الإدارة الأمريكية، على لسان عضو مكتبها السياسي باسم نعيم، بالتورط المباشر في تعقيد المسار التفاوضي، معتبرة أن تصريحات المبعوث ويتكوف «خارجة عن السياق المهني والدبلوماسي»، و«تخدم بالكامل الأجندة الإسرائيلية».
3 خيارات
أفاد تقرير إسرائيلي، بأن الجيش الإسرائيلي سيقدم لحكومة بنيامين نتنياهو المصغرة، الكابينيت، 3 خيارات لمواصلة الحرب في قطاع غزة، وقالت القناة «i24NEWS» الإسرائيلية، إنه في أعقاب تقارير عن انهيار محادثات غزة، سيقدم الجيش هذه الخيارات الثلاثة:
- صفقة النهاية، تشمل وقفا كاملا للقتال، في حال التوصل إلى اتفاق.
- تطويق مدينة غزة والمعسكرات المركزية، وممارسة الضغط من الخارج، والاستنزاف الجوي، وممارسة النفوذ للضغط على حماس.
- احتلال القطاع - خطوة واسعة النطاق تشمل دخول غزة والمعسكرات المركزية. معناها: خطر حقيقي على حياة الرهائن، وهذا معضلة أخلاقية صعبة لمجلس الوزراء الإسرائيلي.
ASF
- الوضع في غزة أصبح كارثيا وينذر بمزيد من السوء بعد تعثر المفاوضات.
- مقتل 25 مواطنا فلسطينيا في غارات متواصلة ومن بين القتلى 13 من منتظري المساعدات.
- فلسطيني لا يأكل من أصل كل 3 لأيام، وأكثر من 90 ألف امرأة وطفل في حاجة عاجلة إلى العلاج.
- من المتوقع أن يواجه 470 ألف فلسطيني «مجاعة كارثية» في القطاع المحاصر خلال الأشهر القادمة.
- دعت باريس ولندن وبرلين في بيان مشترك، إلى إنهاء الكارثة الإنسانية التي نشهدها في غزة فورا
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رئيس الأركان الإسرائيلي: سنعرف خلال أيام إمكانية التوصل لاتفاق في غزة
رئيس الأركان الإسرائيلي: سنعرف خلال أيام إمكانية التوصل لاتفاق في غزة

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

رئيس الأركان الإسرائيلي: سنعرف خلال أيام إمكانية التوصل لاتفاق في غزة

نقل بيان للجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، عن رئيس الأركان إيال زامير قوله إنه سيعرف، خلال أيام، إن كان التوصل إلى اتفاق بشأن غزة ما زال ممكناً، وإلا فإن القتال سيستمر. وأضاف رئيس الأركان، خلال جولة ميدانية: «أعتقد أننا سنعرف، خلال الأيام المقبلة، إن كنا سنتوصل إلى اتفاق جزئي لإطلاق سراح الرهائن». وتابع، وفقاً لبيان الجيش: «إذا لم يجرِ ذلك فسيستمر القتال بلا هوادة». واستطرد: «بفضل تطهير التضاريس المسيطرة في قطاع غزة، أنشأنا منطقة أمنية تتيح فرصاً عملياتية، بما في ذلك الدفاع القوي عن مجتمعاتنا، والقدرة على الحفاظ على جهد هجومي مستمر». وأكد زامير: «سنقلل من إجهاد قواتنا، ونتجنب الوقوع في فِخاخ (حماس)». ورأى أن «حملة الادعاءات الكاذبة الحالية حول التجويع المتعمَّد هي محاولة متعمدة، مؤقتة وخادعة لاتهام جيش الدفاع الإسرائيلي، الجيش الأخلاقي، بارتكاب جرائم حرب. المسؤول الوحيد عن القتل والمعاناة لسكان قطاع غزة هو (حماس). جنود وضباط جيش الدفاع الإسرائيلي يتصرفون بنزاهة وأخلاقية، وفقاً لقِيم الجيش والقانون الدولي».

كيف يتجاوز الوسطاء «جمود» مفاوضات الهدنة في غزة؟
كيف يتجاوز الوسطاء «جمود» مفاوضات الهدنة في غزة؟

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

كيف يتجاوز الوسطاء «جمود» مفاوضات الهدنة في غزة؟

تراوح مفاوضات الهدنة في قطاع غزة مكانها، منذ انسحاب أميركي - إسرائيلي للتشاور، وسط تراجع تلك المحادثات بقائمة أولوية مبعوث الرئيس دونالد ترمب، ستيف ويتكوف، خلال زيارته الحالية لغزة لبحث الأزمة الإنسانية، غداة مقابلته رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو. وفي ظل ذلك الجمود، اشترطت «حماس» الانخراط في المفاوضات حال انتهت الأزمة الإنسانية، فيما يرى خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن التعثر الحالي لن ينهي إلا بمقترح وسط جديد، في ظل تمسك كل طرف بشروطه، مع مرونة من إسرائيل في عدم التمسك بالبقاء في مناطق واسعة بغزة، وإلا ستهدد أي محادثات جديدة، ولن تصل إلى نتائج، في ظل عدم اهتمام أميركي حالياً بعودة المفاوضات بشكل يقود لاتفاق قريب. وزار ويتكوف، وسفير واشنطن لدى إسرائيل، مايك هاكابي، مؤسسة غزة الإنسانية التي تدعمها الولايات المتحدة في قطاع غزة، الجمعة، بحسب ما كتب هاكابي على منصة «إكس»، وذلك غداة لقاء المبعوث الأميركي مع نتنياهو عقب يوم من إرسال إسرائيل ردّاً على أحدث التعديلات التي أدخلتها «حماس» على مقترحٍ ينصّ على تطبيق هدنة 60 يوماً وإطلاق سراح رهائن مقابل سُجناء فلسطينيين. وقال مسؤول إسرائيلي كبير، بعد الاجتماع بين ويتكوف ونتنياهو، إن إسرائيل والولايات المتحدة تتفهمان ضرورة الانتقال من خطة لإطلاق سراح بعض الرهائن إلى خطة لإطلاق سراح جميع الرهائن ونزع سلاح «حماس» وجعل قطاع غزة منطقة منزوعة السلاح، وفق ما نقلته «رويترز». ولم يذكر المسؤول تفصيلاً طبيعة هذه الخطة، لكن ينظر إليها على أنها تحول من السعي إلى هدنة محدودة إلى اتفاق أشمل، لكنه أشار إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة ستعملان على زيادة المساعدات الإنسانية مع استمرار القتال في غزة. وأعلن البيت الأبيض أن ويتكوف زار غزة، الجمعة، لتفقد عملية تسليم المساعدات الغذائية، بينما يعمل على وضع خطة نهائية لتسريع عمليات تسليم الإمدادات إلى القطاع. ومنذ إعلان واشنطن ومكتب نتنياهو الانسحاب من مفاوضات الدوحة بهدف «التشاور»، في 24 يوليو (تموز) الماضي، توالت الأحاديث الأميركية والإسرائيلية، على مدار 6 أيام، عن خطط «بديلة» يتعلق أحدثها باحتلال أراضٍ جديدة في غزة حالَ فشلت المفاوضات، بخلاف التلويح باغتيالات لقادة «حماس» أو مُلاحقاتهم بالعقوبات المالية. امرأة فلسطينية تحمل كيس مساعدات على رأسها جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب) رئيس «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، وزير الخارجية الأسبق، السفير محمد العرابي، أكد أن زيارة ويتكوف تشي بأن موضوع المساعدات سيكون أولوية لدى واشنطن الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن هذا التوجه الأميركي بزيادة المساعدات يتماشى مع توجه إسرائيلي بعدم الانسحاب من المناطق الواسعة التي يوجد بها في غزة، وهذا يزيد من جمود المفاوضات. ويرى المحلل السياسي الفلسطيني المختص بشؤون «حماس»، إبراهيم المدهون، أن «زيارة ويتكوف تحمل مؤشرات خطيرة؛ إذ يُنظر إليها كتحول في دور الولايات المتحدة من إدارة غير مباشرة للحرب، عبر هندسة الجوع، إلى إدارة مباشرة لها، وجاءت هذه الزيارة بعد فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه من الحرب، ما دفع واشنطن إلى التدخل بشكل مباشر». وبرأي المدهون، فإن «ما يجري هو لعبة ألفاظ، لا أكثر، ولا يبدو أن هناك اتفاقاً حقيقياً في الأفق، لكن هناك تغيراً في أسلوب التفكير، وربما استعداد لمناورات عسكرية وسط مخاوف حقيقية من أن يُقدِم الاحتلال على عملية عسكرية مفاجئة بهدف تحرير بعض الأسرى بالقوة». غير أن المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، يرى أن التصريحات التي تتوالى مع زيارة ويتكوف تقول إنه يمكن الذهاب لكسر الجمود بهدنة مدتها أكبر أو بدء حديث عن اتفاق شامل مقابل إطلاق سراح كل الرهائن، وليس البعض، مستدركاً: «لكن طرح نزع سلاح (حماس) على طاولة تلك المحادثات سيعرقلها مجدداً». بالمقابل، اشترطت «حماس» إنهاء الأزمة الإنسانية للانخراط مجدداً في المحادثات. وقالت، في بيان، الخميس: «تؤكد الحركة جاهزيتها للانخراط الفوري في المفاوضات مجدّداً حال وصول المساعدات إلى مستحقّيها وإنهاء الأزمة الإنسانية والمجاعة في غزة». وأكدت الحركة أن «استمرار المفاوضات في ظلّ التجويع يفقدها مضمونها وجدواها، خصوصاً بعدما انسحب الاحتلال الصهيوني المجرم من المفاوضات الأسبوع الماضي دون مبرّر، في الوقت الذي كنّا فيه على وشك التوصّل إلى اتفاق». فتاة فلسطينية تحتضن جثمان والدتها المغطاة بالدماء بمخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب) ووصف القيادي بحركة «حماس»، عزّت الرشق، في تصريحات صحافية، زيارة ويتكوف إلى غزة بأنها «عرض دعائي لاحتواء الغضب المتزايد من الشراكة الأميركية - الإسرائيلية في تجويع شعبنا في القطاع»، وذلك عقب حديث الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، أن أسرع سبيل لإنهاء الأزمة الإنسانية في قطاع غزة هو استسلام حركة «حماس» وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. وكان الوفد المفاوض لـ«حماس» قد غادر الدوحة، الثلاثاء، متوجهاً إلى تركيا بهدف بحث «آخِر التطورات»، وفق ما أفاد مسؤول في الحركة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» آنذاك. ولا يتوقع العرابي أن تجد المفاوضات انفراجة قريبة، في ظل تمسك كل طرف بشروط يضعها على طاولة المفاوضات، مؤكداً أن المرونة هي الطريق الأقصر للوصول لاتفاق. ويتوقع الرقب أن يتجه الوسطاء لمناقشة وجود قوات دولية بغزة كحلّ وسط من أجل التغلب على صعوبات التوصل لاتفاق، وبما يؤمن اتفاقاً شاملاً قريباً حال اتجه الوسطاء لذلك الخيار المحتمل. ويرى المدهون أن «الطريقة المثلى لكسر جمود المفاوضات من قِبل الوسطاء هي صياغة مقترح وسط، يجمع بين الرؤية الإسرائيلية والأميركية من جهة، والمطالب الفلسطينية من جهة أخرى، ثم طرحه بشكل علني ورسمي، مع إلزام الأطراف به، وخاصة الاحتلال الإسرائيلي و(حماس)». ويعتقد أن «الفجوة بين الطرفين ليست كبيرة، ويمكن الوصول إلى حالة وسط، إذا توفرت إرادة حقيقية. وحركة (حماس) تأخذ كل الاحتمالات بعين الاعتبار، وتضع السيناريو الأسوأ دائماً في حساباتها، وهي معنيّة بوقف الحرب، ومستعدة لإبرام صفقة شاملة، تشمل تحرير جميع الأسرى، مقابل وقف الحرب، وانسحاب الاحتلال، وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية»، مستدركاً: «لكن في الوقت الراهن، من الصعب التكهّن بما إذا كنا نتجه نحو اتفاق، أم أننا أمام مرحلة من الضغط المتبادل».

بعد عام على اغتيال هنية: هل تفتقد «حماس» قيادة قادرة على اتخاذ القرارات؟
بعد عام على اغتيال هنية: هل تفتقد «حماس» قيادة قادرة على اتخاذ القرارات؟

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

بعد عام على اغتيال هنية: هل تفتقد «حماس» قيادة قادرة على اتخاذ القرارات؟

عام مضى على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، في 31 يوليو (تموز) 2024 في قلب العاصمة الإيرانية طهران؛ ما فرض على الحركة البحث عن خليفة له في ظروف حرجة مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة والحركة، وهي نجحت بعد 3 أشهر في قتل خلفه في المنصب، يحيى السنوار، الذي كان قائداً للحركة في قطاع غزة، وذلك بعد أن واجه قوة إسرائيلية في أحد المنازل بمدينة رفح جنوب القطاع. كان هنية يعدّ الوجه الدبلوماسي والسياسي المحنك في «حماس»، فتدرج بعضويته وقيادته، من مجرد ناشط في ذراعها الطلابية (الكتلة الإسلامية) ليكون مؤهلاً سياسياً لاحقاً للعب أدوار مختلفة، بينها إدارة مكتب مؤسس الحركة، الشيخ أحمد ياسين، بعد الإفراج عنه عام 1997، واضطلاعه بدور سياسي أكبر منذ بداية ظهوره في هذا المجال، حينما حاول مع مجموعة من قيادات الحركة السابقين تأسيس حزب سياسي كان سينافس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية تحت مسمى «حزب الخلاص» قبل أن تواجه هذه الخطوة معارضةً داخلية لها؛ ليمضي هنية قدماً في خطواته الدبلوماسية ويصبح وجهاً مشرقاً للحركة، التي خاضت الانتخابات التشريعية عام 2006 ضمن قائمة حملت اسم «الإصلاح والتغيير»، واكتسحت حينها حركة «فتح» وحققت القوة الأكبر داخل المجلس، ليشكل هنية أول حكومة فلسطينية رسمية يقودها شخص من خارج حركة «فتح» ومنظمة التحرير. وبعد أن واجه الكثير من التحديات الداخلية والخارجية خلال فترة رئاسته للحكومة الفلسطينية العاشرة، وبعد سنوات من الانقسام والحصار الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة، بدأ هنية يترك العمل الحكومي لشخصيات مقربة منه، ويتدرج أكثر نحو قيادة المكتب السياسي لـ«حماس»، بتوليه قيادته في غزة، لينجح لاحقاً في التفوق على شخصيات تاريخية في الحركة، مثل خالد مشعل وموسى أبو مرزوق وغيرهما، وأصبح قائداً عاماً للحركة؛ الأمر الذي فرض عليه مغادرة القطاع خشية اغتياله. إسماعيل هنية ويحيى السنوار خلال اجتماع لقادة فصائل فلسطينية في غزة عام 2017 (أ.ف.ب) لم يكن لدى هنية علم بتفاصيل هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وإنما كان على علم بنية «كتائب القسام» تنفيذ هجوم استباقي لحرب إسرائيلية متوقعة، من دون أن يكون لديه تفاصيل تتعلق بوقته وكامل الخطة التي وضعت للتنفيذ، ولم يكن سوى بعض الأشخاص هم من على علم بتفاصيلها، وتحديداً يحيى السنوار، وشقيقه محمد، وقائد «كتائب القسام» محمد الضيف، وبعض المقربين منهم. وكان هنية في ذلك اليوم يستعد للسفر من تركيا إلى العراق في أول زيارة له لبغداد، إلا أنه خلال الفترة الصعبة التي مر بها القطاع، لم يتخل هنية عن مسؤولياته في محاولة طرق كل الأبواب من أجل محاولة التوصل إلى اتفاق يوقف الحرب من خلال صفقات جزئية أو صفقة شاملة، وكان له ذلك في مناسبة واحدة، كانت عبارة عن هدنة استمرت 7 أيام فقط تم خلالها تبادل أسرى من الجانبين وإدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع، ثم استؤنفت الحرب. فلسطينيون يحتفلون على ظهر دبابة إسرائيلية على الجدار العازل قرب خان يونس يوم 7 أكتوبر 2023 (أ.ب) وفي خضم محاولة الوصول إلى اتفاق جديد خلال عام 2024، ومع تمسك «حماس» بمطالبها، فضَّلت إسرائيل اغتيال هنية في قلب طهران، التي ذهب إليها في زيارة لبحث دعم «المقاومة»، وخياراتها والعلاقات الثنائية، في وقت كان ينتظر في تلك الفترة رد إسرائيل على مقترح جديد قُدم من الوسطاء، وجهزت حركته ردها عليه بعد مشاورات مستفيضة قادها هنية بنفسه داخل الحركة. ومع اغتيال هنية، وما سبقه من اغتيالات طالت نائبه صالح العاروري في بيروت بشهر يناير (كانون الثاني) 2024، ومن ثم مقتل يحيى السنوار في اشتباكات مفاجئة برفح، واغتيال قيادات من المكتب السياسي والمجلس العسكري في «كتائب القسام»، بينهم محمد الضيف، ومروان عيسى، وغيرهم، لجأت «حماس» لخيار المجلس القيادي لاتخاذ القرارات داخل الحركة مع إبقاء قضية انتخاب رئيس جديد للمكتب السياسي، وكذلك تعويض الشخصيات الأخرى، إلى ما بعد الحرب أو في حال التوصل لهدنة طويلة. ومنذ انتهاء الهدنة الثانية في قطاع غزة، التي دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير 2025، وانتهت في الثامن عشر من مارس (آذار) من العام نفسه، بضربات جوية مفاجئة طالت قيادات من «حماس» و«القسام»، تواجه الحركة ظروفاً هي الأصعب على مستوى القيادة واتخاذ القرارات، وهذا ما تشير إليه عملية إطالة أمد المفاوضات في بعض الأحيان لحين إجراء مشاورات داخلية أوسع، كما أنها بدأت تلجأ إلى استشارة الفصائل الفلسطينية الأخرى، مثل «الجهاد الإسلامي» و«الجبهة الشعبية» وفصائل أخرى مقربة منها، فيما يعرض عليها من مقترحات؛ في محاولةً منها لأن يكون أي قرار ضمن إجماع فصائلي؛ بهدف منع إلقاء اللوم عليها اتجاه أي مشكلة تواجه أي اتفاق لاحقاً، كما تقول مصادر من إحدى الفصائل التي تشارك في تلك اللقاءات، لـ«الشرق الأوسط». من اليمين روحي مشتهى وصالح العاروري وإسماعيل هنية وخالد مشعل وخليل الحية (أرشيفية - إعلام تابع لحماس) وحسب تلك المصادر، فإنه في ظل وجود هنية والسنوار سابقاً وقيادات أخرى بارزة، كان القرار يُتخذ من «حماس» تلقائياً ويتم إطلاع الفصائل عليه لمجرد الاطلاع، أو وضع بعض الملاحظات. وكان في بعض المرات يتم تجاهل أي ملاحظات تقدم لهم، لكن المجلس القيادي الحالي يفضل مشاركة الفصائل لأسباب عدة، منها داخلية تتعلق فيما يبدو بعدم قدرته على اتخاذ قرارات مصيرية في ظل الفراغ القيادي في بعض جوانب الحركة من جانب، ولأسباب أخرى، منها تقديم أي اتفاق على أنه ذو إجماع فلسطيني. وتنفي مصادر قيادية من «حماس» لـ «الشرق الأوسط»، أن يكون هناك أي فراغ قيادي داخل المكتب السياسي أو في أي من مؤسسات الحركة، مؤكدةً أن التواصل مع الفصائل مستمر منذ بداية الحرب، وما يجري حالياً من تشاور في الكثير من القضايا هدفه فعلياً أن يكون هناك موقف فلسطيني جامع. وتقر المصادر بأن هنية كان يملك كاريزما لا يمتلكها أي من قيادات الحركة، وكان شخصية دبلوماسية وسياسية محنكة، ويفضل الخيار السياسي على أي خيار آخر؛ ولذلك كان قراره يحترَم داخل المكتب السياسي والهيئات التنظيمية الأخرى داخل «حماس»، وكذلك من خلال ما كان يعرضه على الفصائل التي يتمتع بعلاقة رائعة معها، وفق وصفها. مقاتلون يشاركون في تشييع 15 مقاتلاً من «حماس» بخان يونس (أرشيفية - د.ب.أ) وتقول المصادر: «بكل تأكيد، الاغتيالات تركت فراغاً من حيث الحضور والكاريزما وأهمية اتخاذ القرار، لكن هذا لا يقلل من شأن القيادة الموجودة حالياً، والتي تعمل بلا كلل أو ملل من أجل محاولة الوصول إلى اتفاق يحفظ الحقوق الفلسطينية؛ وهو ما سعى إليه هنية والسنوار في آخر الفترات التي سبقت اغتيالهما». في حين تقول مصادر أخرى خاصةً من «حماس» في قطاع غزة، إن قيادة الحركة تفتقد لهنية كثيراً، وكان الرجل الأكثر تأثيراً في عالم السياسة داخل الحركة وخارجها، وكان له الفضل الكبير في أن تصل الحركة لنقلة نوعية سياسياً على مستوى العالم، من خلال تفاهمه الكبير مع بعض قيادات الحركة بالخارج ممن يمتلكون الحس الدبلوماسي، مثل موسى أبو مرزوق وغيره. وترى المصادر أن الاغتيالات كثيراً ما تؤثر في الفصائل الفلسطينية، لكن هذا لا يعني أنها تنتهي أو تغير من مواقفها، لكن كاريزما كل شخصية يتم اغتيالها، يكون له تأثير في الكثير من الجوانب. ولكن رغم ذلك، فإن قيادة الحركة وهيكليتها التنظيمية تعملان بشكل اعتيادي، وجميع القرارات بشأن مقترحات الهدنة أو غيرها يتم درسها داخل كل أطر الحركة، مع استفاضة في الوقت رغم أهميته، حتى يكون القرار محل إجماع قوي داخل «حماس».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store