
كيف يوظف ترامب نهج "اللايقين" لخدمة المصالح الأميركية؟
يبرز الرئيس ترامب -الذي أعاد تعريف مفهوم التفاوض السياسي والاقتصادي- عبر إتقان لعبة اللايقين، ذلك أن تقلب التصريحات وتغيير المواقف، والتلويح بالعقوبات أو فرض الرسوم دون مقدمات، كلها أدوات أصبحت جزءاً لا يتجزأ من استراتيجيته.
وقد عبر عن ذلك تقرير سابق لصحيفة "الغارديان"، ذكر أن "الشركات في مختلف أنحاء العالم تحاول التكيف مع المعدل السريع للقرارات الرئاسية المتهورة: حيث يمكن الإعلان عن السياسات وتعديلها وتأجيلها بنفس السرعة التي يستطيع بها زعيم العالم الحر نشر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي!".
هذا الاستخدام الممنهج لحالة "عدم اليقين" لم يكن عبثياً أو عشوائياً، إنما تحوّل في كثير من الأحيان إلى سلاح تفاوضي يخدم مصالح واشنطن على المدى القصير. فمن خلال خلق بيئة مضطربة، يصبح خصوم الولايات المتحدة أكثر استعداداً للتراجع أو القبول بشروط غير متوازنة خشية من الأسوأ.
تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، رصد "كيف يستغل ترامب حالة عدم اليقين كسلاح؟"، مشيراً إلى أن:
الرئيس الأميركي زعزع استقرار أميركا الشمالية بتهديداته بالرسوم الجمركية والضم، وفاجأ أوروبا بتهديداته بالتخلي عنها.. لقد أثار بالفعل قلق خصومه.
الأمر لم يكن كله خدعة، ففي " يوم التحرير"، انزلقت رسومه الجمركية من مخبئها إلى ساحة المعركة. ومع ذلك، تشير منشورات وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن هذه الرسوم الجمركية تُمثل جانباً آخر من عدم اليقين، ومقدمة أخرى للمفاوضات.
يبدو أن حملته تُزعزع استقرار أميركا بقدر ما يُزعزعه خصومه المُختارون. وهذا قد يُؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل الأميركية المُتسلسلة: زيادة في تجنب المخاطرة، وهبوط حاد في السوق، وركود اقتصادي.
علاوة على ذلك، قد يكون إصراره على تطبيق حالة عدم اليقين مُزعجاً لدرجة أن مُستهدفيه، كما أظهرت كندا مؤخرًا، يُفضلون المعركة نفسها على البقاء في حالة تأهب.
قد يُدرك ترامب قوة عدم اليقين، لكنه بحاجة إلى تحسين هدفه وتوقيته.
في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، يشير استراتيجي الأسواق المالية في First Financial Markets، جاد حريري، إلى أن:
سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب تُعد أداة فعّالة في تحريك الأسواق المالية العالمية.
ترامب يتبع نهجاً تصعيدياً في تصريحاته، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لخلق حالة من عدم اليقين تؤثر مباشرة على الأسواق ، ثم يعود للتفاوض بعد تحقيق أهدافه.
هذه الاستراتيجية تمنح واشنطن قدرة على التأثير في الاقتصاد العالمي ، مما يعزز من مكانتها كقوة اقتصادية قادرة على فرض شروطها وتحريك الأسواق حسب مصالحها.
هذا النهج ليس حكراً على ترامب، بل يمكن أن يظهر في حالات توتر أو أحداث اقتصادية كبرى تؤثر على الأسواق العالمية.
واشنطن تستفيد من هذه السياسات عندما تُدار بشكل صحيح، حيث تُمكنها من فرض وجودها على الساحة العالمية، مما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الأميركي من خلال جذب الاستثمارات وتعزيز النمو.
يرى حريري أن الاستفادة من هذه السياسات تتطلب إدارة دقيقة ومتوازنة؛ ذلك أن الإفراط في استخدامها قد يؤدي إلى توترات اقتصادية، بينما يمكن أن تُستخدم كأداة لتعزيز النفوذ الاقتصادي الأميركي على الساحة الدولية.
وفي الآونة الأخيرة، حاول وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إعطاء وزن فكري لسياسة التعرفات الجمركية الجديدة التي تنتهجها إدارة ترامب من خلال الاستعانة بنظرية الألعاب.
في نظرية الألعاب، يُطلق على ذلك اسم "عدم اليقين الاستراتيجي"، هذا ما قاله لشبكة "إيه بي سي نيوز"، موضحاً موقف البيت الأبيض المتذبذب تجاه الصين وأوروبا.
وأضاف: "لن تخبر الطرف الآخر في المفاوضات بما ستؤول إليه الأمور".
لكن تقريراً لمنصة "إيمرجنغ ستراتيجي"، يشير إلى أن "هذا التصريح كاشف، ليس لأنه يعكس فهماً متطوراً للنظرية الاستراتيجية - وهو ليس كذلك - بل لأنه يُظهر اعتقاد الإدارة بأن نهجها الارتجالي الذي يُعزز الضغط يُمكن تبريره باعتباره تقلباً عقلانياً.
ويبدو أن هذا النمط من الارتجال المقصود لا يقتصر على البُعد النظري أو على تكتيكات التفاوض مع الصين أو خصوم واشنطن بشكل مباشر، بل يمتد ليشكل سمةً عامة في تعامل إدارة ترامب مع شركائها التقليديين، بما في ذلك الحلفاء الأوروبيين. فالمقاربة القائمة على فرض التعرفات والضغط الاقتصادي، دون خطة واضحة المعالم، تولّد حالة من الارتباك لدى العواصم الغربية، وتُربك مسارات التعاون القائمة منذ عقود.
ضمن هذا السياق، تتسارع التحذيرات من تفكك المنظومة الاقتصادية الغربية، وتراجع الثقة السياسية بين ضفتي الأطلسي. فقد رصد المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية مؤشرات مقلقة على تحوّل جذري في العلاقات الأميركية الأوروبية مع بداية ولاية ترامب الثانية.
ويشير تقرير للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إلى أنه:
بعد بضعة أشهر فقط من ولاية ترامب الثانية، دخلت العلاقات عبر الأطلسي مرحلةً جديدةً في مسارٍ مجهول. فقد عادت التعرفات الجمركية للظهور، ويتزايد عدم اليقين، وتتآكل الثقة السياسية.
بينما لا يزال التوصل إلى حلٍّ تفاوضيٍّ من شأنه أن يُخفِّض بعض التعرفات المقترحة في البداية ممكناً، فمن الواضح أن العلاقات الاقتصادية عبر الأطلسي تمرُّ بمرحلةٍ جديدة.
إن ديناميكيات التنافس، وانعدام الثقة المؤسسية، وتباين السياسات تجعل العودة إلى روح التعاون التي سادت في عهد بايدن أمرًا غير واردٍ في عهد ترامب.
سلاح تفاوضي
بدوره، يوضح خبير أسواق المال، محمد سعيد، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" أن:
السياسات الاقتصادية للرئيس الأميركي دونالد ترامب تعتمد بشكل واضح على توظيف حالة عدم اليقين كأداة ضغط وسلاح تفاوضي في يد الإدارة الأميركية.
"ترامب لا يكتفي باستخدام الرسوم الجمركية أو التهديد بفرضها على الشركاء التجاريين مثل الصين والمكسيك وكندا، بل يتعمد ترك الأسواق في حالة ترقب دائم، وهو ما يخلق أجواء من القلق بين المستثمرين والشركات".
"كل يوم يظهر خبر جديد أو تصريح متقلب يخص التعرفات الجمركية أو العقوبات أو حتى توجهات السياسة النقدية، ما يُبقي السوق في حالة توتر دائمة ويصعّب على أي طرف آخر التخطيط أو الرد بشكل مدروس".
ويستطرد: حالة عدم اليقين هذه تخدم واشنطن على أكثر من صعيد؛ أولها أنها تمنحها مساحة أكبر في التفاوض، حيث يصبح الطرف الآخر أكثر استعداداً لتقديم تنازلات خوفاً من المفاجآت، وقد يقبل بشروط لم يكن ليقبلها في ظروف أكثر استقراراً. وثانياً، تؤدي إلى تفضيل رؤوس الأموال العالمية للملاذات الآمنة مثل الدولار والسندات الأميركية، ما يدعم قوة العملة الأميركية حتى في ظل تباطؤ اقتصادي.
لكن سعيد يحذّر من أن لهذا السلاح حدوداً واضحة، فعندما تتجاوز حالة عدم اليقين مستوى معيناً تبدأ في الإضرار بالاقتصاد الأميركي نفسه. وأردف: "نرى ذلك في تراجع مؤشرات وول ستريت، وارتفاع مؤشر الخوف VIX، وضعف الدولار أحياناً، بالإضافة إلى موجات تسريح العمالة التي تضغط على سوق العمل الأميركي".
ويضيف:
السياسات المتقلبة تؤدي إلى تردد الشركات الأميركية في الاستثمار أو التوظيف، مما ينعكس سلباً على النمو الاقتصادي وفرص العمل.
كما تدفع هذه الحالة البنوك المركزية العالمية إلى اتباع سياسات أكثر تحفظاً، ما قد يضع ضغوطاً على الفيدرالي الأميركي لتخفيف الفائدة أو تقليص وتيرة تشديد السياسة النقدية، وهو ما قد لا يصب دائماً في مصلحة واشنطن على المدى الطويل.
ويختتم سعيد تصريحاته قائلاً: "إذا استمرت هذه السياسات دون وضوح أو استقرار، فإن احتمالات الدخول في ركود اقتصادي تتزايد، ما قد يؤدي إلى ارتداد التأثير السلبي على الإدارة الأميركية نفسها، ويزيد من الضغوط السياسية الداخلية، خاصة مع تراجع شعبية الرئيس وسط الناخبين المتأثرين بالأزمة في حياتهم اليومية".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
المحادثات النووية بين أمريكا وإيران تدخل مرحلة حاسمة
من المقرر أن تدخل المفاوضات بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل مرحلة حاسمة اليوم الجمعة، باجتماع في العاصمة الإيطالية. ومن المتوقع أن يصل المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى روما للمشاركة في الجولة الخامسة من المحادثات. وتتوسط سلطة عمان بين الدولتين. وتطالب الولايات المتحدة أن توقف الحكومة الإيرانية بشكل كامل تخصيب اليورانيوم والذي تنظر إليه واشنطن بوصفه إجراء ضروريا لمنع تطوير الأسلحة النووية بشكل دائم. وترفض طهران هذا الطلب، لكنها أظهرت استعدادها لفرض قيود على البرنامج النووي مرة أخرى والسماح بفرض ضوابط أكثر صرامة. كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرح الأسبوع الماضي أن بلاده قدمت اقتراحا إلى إيران، مع استمرار المفاوضات بين الجانبين بشأن البرنامج النووي الإيراني. غير أن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أكد أن طهران لم تتلقَّ أي مقترح مكتوب من أمريكا، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. يشار إلى أن الولايات المتحدة وإيران اجريتا أربع جولات من المفاوضات غير المباشرة بشأن برنامج طهران النووي.


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
تفاصيل أولى جلسات محاكمة مطلق النار في واشنطن.. وهذه العقوبة المحتملة
وجهت السلطات الأمريكية الخميس تهمة القتل إلى مطلق النار على اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية أمام متحف يهودي في واشنطن، في الوقت الذي أثار فيه الهجوم توترات دولية على خلفية معاداة السامية. وقال ممثلو الادعاء وفق وثيقة للمحكمة: إن الياس رودريغيز (31 عاماً) صرخ «فلسطين حرة» بينما كان رجال الشرطة يلقون القبض عليه ويقتادونه إثر إطلاق النار في وقت متأخر الأربعاء أمام المتحف اليهودي في العاصمة الأمريكية. وقال رودريغيز لرجال الشرطة خلال اعتقاله «فعلتها من أجل فلسطين، فعلتها من أجل غزة». وقالت وزيرة العدل الأمريكية بام بوندي خلال زيارتها موقع الهجوم «وفق ما نعرفه، فقد تصرف بشكل منفرد». المثول أمام المحكمة ومَثَل الرجل الذي يتحدر من شيكاغو أمام المحكمة لأول مرة الخميس بعد توجيه تهمتي القتل من الدرجة الأولى وقتل مسؤولين أجانب إليه. وفي حال إدانته، قد يُحكم عليه بالإعدام. وقالت جانين بيرو، المدعية العامة الأمريكية المؤقتة لمنطقة كولومبيا، للصحافيين، إن السلطات تحقق في إطلاق النار «كعمل إرهابي وجريمة كراهية». وأعربت بيرو عن اعتقادها أنه مع تقدم التحقيقات «ستكون هناك المزيد من التهم التي ستضاف»، مشيرة إلى أنه تم تحديد جلسة استماع أولية في 18 يونيو/ حزيران. فحص محققو مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف.بي.آي) والشرطة بدقة الخميس كتابات وانتماءات سياسية للمشتبه به وكتب نائب مدير مكتب التحقيقات الاتحادي دان بونجينو، على مواقع التواصل الاجتماعي أن المحققين «على علم بكتابات يُزعم أن المشتبه فيه كتبها»، وأنه يأمل في الحصول قريباً على مستجدات بشأن صحتها. وبدا أن تصريحات بونجينو تشير إلى وثيقة حملت اسم رودريجيز نشرت على حساب مجهول على إكس مساء الأربعاء قبيل واقعة إطلاق النار. ونشرت الوثيقة بعنوان «التصعيد من أجل غزة، نقل الحرب إلى أرض الوطن»، ونددت بقتل إسرائيل لعشرات الآلاف من الفلسطينيين منذ هجمات حركة حماس في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، كما ناقشت أخلاقيات العمل «المسلح». وجاء في الوثيقة «الفظائع التي ارتكبها الإسرائيليون ضد فلسطين تستعصي على الوصف والقياس». ووصف مدير مكتب التحقيقات الاتحادي كاش باتيل، الواقعة بأنها «عمل إرهابي»، بينما صرحت وزيرة العدل الأمريكية بام بوندي للصحفيين أن السلطات تعتقد أن المشتبه فيه تصرف بمفرده. وتواجه إسرائيل إدانة دولية متواصلة بسبب تصعيد هجومها العسكري في قطاع غزة، في حين حذرت منظمات معنية بحقوق اليهود من زيادة في الحوادث المعادية للسامية على مستوى العالم. وفحص المحققون الانتماءات السياسية الظاهرة للمشتبه فيه، الذي عمل في منظمة غير ربحية للرعاية الصحية، ويعتقد أنه كان على صلة في السابق بجماعات يسارية متطرفة. وقالت باميلا سميث قائدة شرطة واشنطن العاصمة: إن رجلا أطلق الرصاص من مسدس على مجموعة تضم أربعة أشخاص فأصاب موظفي السفارة الاثنين. وكان المشتبه فيه شوهد يتجول خارج المتحف قبل إطلاق النار. وتابعت سميث أنه «بمجرد تقييد يديه، حدد المشتبه فيه المكان الذي تخلص فيه من السلاح وتم استخراج السلاح، وأشار ضمنا إلى أنه ارتكب الجريمة». وأردفت أنه لم يكن هناك أي تواصل سابق بين المشتبه فيه والشرطة. دخول شقة المشتبه فيه وشوهد مسؤولون من مكتب التحقيقات الاتحادي في شقة المشتبه فيه بشيكاجو الخميس، وأغلقت قوات الأمن الشارع الذي تقع به الشقة. وقالت كاتي كاليشر (29 عاماً)، وهي أحد الشهود، إنها كانت من بين من تحدثوا مع رجل دخل المتحف وكان يبدو عليه الذعر الشديد بعد سماع دوي إطلاق نار في الخارج، عندما أخرج فجأة وشاحاً (الكوفية). وأضافت كاليشر، وهي مصممة مجوهرات «قال: «فعلتها. فعلتها من أجل غزة، الحرية لفلسطين». وفي حين كان يهتف دخلت الشرطة واعتقلته». ذكر حزب الاشتراكية والحرية، وهي جماعة يسارية متطرفة في شيكاجو، في منشور على إكس أن رودريجيز انتمى في السابق للجماعة. وأوضحت أن رودريجيز كان على صلة قصيرة بأحد فروع الجماعة وانتهت في 2017، وأنهم لا يعلمون بأي اتصال به منذ أكثر من سبع سنوات. وقالت الجماعة «لا علاقة لنا بهذا الحادث ولا ندعمه». وأكدت الجمعية الأمريكية لمعلومات تقويم العظام، وهي منظمة غير ربحية للرعاية الصحية، في بيان عبرت فيه عن تعاطفها مع القتيلين، أن رودريجيز عمل لديها. وقالت في البيان «شعرنا بالصدمة والحزن لمعرفة أن أحد موظفي الجمعية ألقي القبض عليه كمشتبه فيه في هذه الجريمة المروعة». وأوضحت صفحة سيرة ذاتية جرى حذفها من موقع منظمة (هيستوري ميكرز) أن رودريجيز عمل أيضاً باحثاً في التاريخ الشفوي في المنظمة غير الربحية المعنية بحفظ قصص الأمريكيين من أصل إفريقي. وذكرت الصفحة المحذوفة الآن أن رودريجيز ولد ونشأ في شيكاجو، وتخرج في جامعة إلينوي بشيكاجو بشهادة في الإنجليزية. وأضافت الصفحة أنه عمل سابقاً كاتب محتوى لشركات تكنولوجيا تجارية وغير تجارية.


سكاي نيوز عربية
منذ ساعة واحدة
- سكاي نيوز عربية
ميزانية ترامب تجتاز اختباراً مفصلياً أمام مجلس النواب
وأكد ترامب عبر منصته "تروث سوشال" أن "القانون الكبير والجميل أُقرّ في مجلس النواب. هذا بلا شك أهم نص تشريعي سيتم التوقيع عليه في تاريخ بلدنا". وبات ينبغي الآن طرح النصّ على مجلس الشيوخ حيث سبق للأعضاء الجمهوريين أن أعلنوا عن نيّتهم إجراء تعديلات كبيرة عليه. ومن المتوقع أن تتواصل السجالات البرلمانية بشأن مشروع القانون هذا الذي يكتسي أهمية خاصة للرئيس الأميركي. وأضاف ترامب "لقد حان الوقت الآن لأصدقائنا في مجلس الشيوخ لأن ينصرفوا إلى العمل ويرسلوا هذا القانون إلى مكتبي في أقرب وقت ممكن". وكان رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون يدفع لاعتماد هذا القانون في أقرب مهلة، في ظل سعيه لتقديم نصر تشريعي للرئيس. واعتمد مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون مشروع القانون صباح الخميس مع 215 صوتا مؤيدا و214 معارضا، اثنان منها لجمهوريين. وقبل بدء التصويت، قال رئيس مجلس النواب الذي واجه معارضة شديدة لهذه المبادرة في معسكره إن "هذا القانون الكبير والجميل هو أهمّ تشريع يعتمده حزب في تاريخه". وبالنسبة إلى دونالد ترامب، يقضي الرهان الرئيسي بتمديد التخفيضات الضريبية الكبيرة التي أقرّت في ولايته الرئاسية الأولى والتي تنتهي صلاحيتها في نهاية العام. وبحسب عدد من الخبراء المستقلين، من شأن هذه التخفيضات أن تزيد عجز الدولة الفدرالية من ألفي مليار إلى أربعة آلاف مليار في العقد المقبل. وينصّ مشروع القانون أيضا على إلغاء الضرائب المفروضة على الإكراميات، وهو ما تعهّد به ترامب خلال حملته الانتخابية في بلد يعوّل الكثير من العمّال على هذه العطيّات كمصدر دخل أساسي. وبغية تعويض ازدياد العجز بجزء منه، ينوي الجمهوريون الاقتطاع من بعض النفقات العامة ، مثل التأمين الصحي"ميدك إيد" (Medicaid) الذي يعتمد عليه أكثر من 70 مليون أميركي من ذوي الدخل المحدود. وبحسب تحليل أجراه مكتب الميزانية في الكونغرس CBO، فإن التخفيضات المخطط لها حاليا لهذا البرنامج العام تهدد بحرمان أكثر من 7,6 ملايين شخص من التأمين الصحي بحلول عام 2034. ومن المتوقع أيضا أن يتأثر بشدة من هذه الاقتطاعات برنامج المساعدات الغذائية العامة الأكبر، "سناب" Snap. ويتوقع مكتب الميزانية في الكونغرس أن يؤدي مشروع القانون إلى زيادة الدخل لدى أغنى 10 بالمئة من الأسر، في حين ستشهد أفقر 10 بالمئة من الأسر انخفاضا في مداخيلها. ويدعو مشروع القانون أيضا إلى إلغاء العديد من الحوافز الضريبية للطاقة المتجددة، والتي تم اعتمادها في عهد جو بايدن. عارض الديموقراطيون النص جملة وتفصيلا. وقال زعيم الديموقراطيين في مجلس النواب حكيم جفريز بعد التصويت إن " عملية الاحتيال الضريبي للحزب الجمهوري تعمل على حرمان ملايين الأشخاص من الرعاية الصحية والمساعدات الغذائية من أجل منح التخفيضات الضريبية للأثرياء". ويخشى بعض أعضاء الكونغرس الجمهوريين المعتدلين أيضا من أن تشكل التخفيضات المفرطة في البرامج العامة المحببة لدى الناخبين خطرا انتخابيا كبيرا، قبل عام ونصف العام من انتخابات التجديد النصفي للكونغرس. لكنّ النواب المحافظين للغاية المؤيدين لخفض الدين العام، هم الذين بدوا منزعجين من الأرقام الضخمة التي تضمنها "القانون الكبير والجميل" وهددوا بالتصويت ضده. ولم يكن هؤلاء وحدهم الذين أثار مشروع الميزانية قلقهم. فقد وصل العائد لفترة عشر سنوات على سندات الخزانة الأميركية الأربعاء إلى أعلى مستوى له منذ فبراير، وسط مخاوف المستثمرين من نمو العجز الفدرالي بشكل كبير. وبعد الحصول على بعض التنازلات، قرر النواب المترددون في نهاية المطاف دعم النص. وكان دونالد ترامب بذل جهودا شخصية لإقناعهم، إذ ذهب إلى مبنى الكابيتول للّقاء بهم واستقبل بعضهم الأربعاء في البيت الأبيض. ويبدو أن الرئيس ترامب ورئيس مجلس النواب مايك جونسون قد نجحا أخيرا في تحقيق رهانهما، قبل اختبار مجلس الشيوخ. ومن المفترض أن يعود النص إلى مجلس النواب بصيغة جديدة تماما.