
التحديث الاقتصادي يخضع للتحديث
السنوات الثلاث التي مرت من عمر الرؤية الاقتصادية شهدت جهدا مثابرا لتطبيقها من قبل حكومة الخصاونة، واصلته حكومة حسان بنفس الدرجة من الاهتمام.
الاقتصاد هو ابن السياسة في الأردن، وعلى مر العقود الماضية من عمر الدولة، خضعت خطط التنمية وبرامج التحفيز الاقتصادي، لتقلبات السياسة وظروف الإقليم الذي كان وما يزال يعاني من موجات عنيفة هزت كيانات دوله، وضربت اقتصادياته بمقتل.
ونحسب أن عملية المراجعة والتقييم التي بدأت لبرامج الرؤية، ليست مجرد عملية فنية وتقنية فقط، بل عملية عميقة لمقاربة السياسات الاقتصادية، وفق الفلسفة التي قامت عليها أساسا، رؤية التحديث، بوصفها عملية ديناميكية، تراعي المتغيرات والمستجدات في عالم الاقتصاد والسياسة من حولنا، واختبار قدراتنا على الاستجابة لتحديات المرحلة المقبلة، بكل ما فيها من تطورات مفاجئة، واضطرابات متوقعة، في عالم اللايقين الذي يسود حاليا.
بداية ينبغي على المشاركين في الورشة الوطنية، تقديم تقرير مفصل عن النتائج التي تحققت خلال السنوات الثلاث الماضية، والأثر المباشر الذي تركته المبادرات على الاقتصاد الوطني، وتحديد مكامن الضعف والتقصير في التطبيق، إضافة إلى البرامج التي ثبت صعوبة تنفيذها، إما لعدم واقعيتها، أو لظروف خارج إرادتنا الوطنية، حالت دون السير فيها.
ومن بعد تبدأ اللجان، كما هو مقرر، في مراجعة خطط السنوات المقبلة، من حيث أهميتها في تحقيق أهداف الرؤية، وأثرها المتوقع على الاقتصاد الوطني.
قياس الأثر، وتطوير برامج المرحلة المقبلة، ينبغي أن يرتبطا بالأهداف الأساسية التي وضعت من أجلها الرؤية، ونعني بذلك معدلات النمو الاقتصادي المستهدفة، وفرص العمل، وزيادة الصادرات، ودعم المشاريع الإنتاجية، وتطوير الصناعات المنافسة، وتقليل كلف الإنتاج.
يمكن اعتبار السنوات الثلاث الأولى، مرحلة تأسيسية لخطط وبرامج الرؤية، مع أن هناك إنجازات على أكثر من مسار. لكن في السنوات المقبلة، لن تتمكن الحكومة من إقناع المواطنين بجدوى التحديث الاقتصادي إذا لم ترتبط بإنجازات ملموسة في حياتهم، سواء في قطاع الخدمات، أو بحلول جوهرية لمشكلة البطالة، وغلاء المعيشة، وتآكل المداخيل، وارتفاع كلف التعليم الجامعي وملف الطاقة.
لقد اتخذت حكومة حسان خطوات فعلية لتحسين ظروف حياة المواطنين خاصة في مجال الخدمات الصحية 'التأمين ضد أمراض السرطان، وبناية مستشفيات جديدة' إلى جانب حشد الدعم المالي لبناء مدارس حديثة، وقرارات اقتصادية ساهمت في تحفيز سوق العقارات، والمركبات، وتجويد الخدمات الإلكترونية وتوسيعها، وتسريع خطط الإصلاح الإداري. وهي على وشك إطلاق حزمة من المشاريع في قطاعات النقل والمياه والطاقة.
وثمة مؤشرات أولية على أن هناك فرصة مواتية لاحتواء معدلات البطالة ينبغي البناء عليها في السنتين المقبلتين.
لكن ضمان التحسن المستدام يتطلب التوافق على خطط المستقبل، وبرامج التحديث الاقتصادي، والالتزام التام بتنفيذها.
نعلم أن الأحداث من حولنا يمكن أن تحد من قدرتنا على الإنجاز،غير أن وضوح الرؤية، وتوفر الإرادة، يضمنان لنا الاستمرار والتقدم، حتى عندما تحاصرنا الأزمات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 35 دقائق
- رؤيا نيوز
'النقل النيابية' تبحث تحديات التكسي الأصفر وتنظيم التطبيقات الذكية
ناقشت لجنة الخدمات العامة والنقل النيابية، برئاسة النائب الدكتور أيمن البدادوة، خلال اجتماع عقدته اليوم الثلاثاء، آخر التطورات المتعلقة بقطاع التكسي الأصفر وتطبيقات النقل الذكية، المرخصة منها وغير المرخصة. وحضر الاجتماع وزيرة النقل المهندسة وسام التهتموني، ومدير هيئة تنظيم النقل البري المهندس رياض الخرابشة، ومفوض هيئة تنظيم قطاع الاتصالات أيمن الدرايسة، ومدير إدارة السير العميد فراس الرشيد. وأكد البدادوة أهمية دعم قطاع النقل، باعتباره من القطاعات الحيوية والاستراتيجية، مشيرا إلى وجود فجوة سعرية واضحة بين التطبيقات المرخصة وغير المرخصة، فضلًا عن مشكلة العرض والطلب التي يعاني منها القطاع بشكل عام. وأشار إلى ضرورة تغليظ العقوبات على التطبيقات غير المرخصة ضمن ضوابط واضحة، مع التأكيد على أهمية منع الاحتكار، مؤكدا أن التكسي الأصفر يُعد ركنا أساسيا في منظومة النقل، ويجب دعمه في جميع محافظات المملكة. وشدد على أن تعزيز الرقابة وتحديث التشريعات يقعان ضمن أولويات اللجنة في المرحلة المقبلة، مؤكدا استمرار اللجنة في متابعة هذا الملف، لتحقيق بيئة نقل ذكية، منظمة وآمنة، تخدم المواطن وتدعم الاقتصاد الوطني. من جانبهم، أكد النواب، عبد الرؤوف الربيحات، وتيسير أبو عرابي، وحسين كريشان، وزهير الخشمان، وسليمان السعود، وبكر الحيصة، وطارق بني هاني، وجهاد المدانات، ومحمد المحاميد، وإبراهيم الحميدي، ضرورة تنظيم قطاع النقل العام في ظل التحديات المتزايدة، وإيجاد حلول عملية ومستدامة لتحديات القطاع. من جهتها، أوضحت التهتموني أن الوزارة تعمل على تنظيم عمل التطبيقات غير المرخصة، من خلال تحديث القوانين والتعليمات، مع فتح المجال أمام الشركات لتصويب أوضاعها، بما يحقق توازنًا بين تشجيع الاستثمار وحماية حقوق الركاب. وبيّنت أن التطبيقات الذكية غير المرخصة تُشكّل تحديًا لهيئة تنظيم النقل البري، نظرًا لغياب المعلومات المتعلقة بالسائقين، وعدم إمكانية تتبّع المركبات المخالفة، ما يُسبب تهديدًا مجتمعيًا وأمنيًا. وشددت التهتموني على أهمية الحفاظ على التكسي الأصفر كوسيلة نقل رسمية، وضمان استمراريته ضمن منظومة النقل العام، بما يحقق العدالة بين المشغلين ويخدم الصالح العام. بدوره، أكد الخرابشة أن التطبيقات غير المرخصة تؤثر سلبًا على منظومة النقل برمتها، مشددًا على أن النقل البري في الأردن يُمثل العمود الفقري للخدمات بين المحافظات، وأن الهيئة مستمرة في تنظيم القطاع بنهج متوازن يدعم التشغيل الذاتي والمشغل الفردي. من جهته، أوضح الدرايسة أن الهيئة تعمل على حجب أي تطبيق ذكي مخالف، مؤكدًا أن عملية الحجب عبر الشبكة العنكبوتية معقدة وتواجه تحديات تقنية، إلا أن الجهود مستمرة لمعالجتها. وأكد مدير إدارة السير، العميد فراس الرشيد، أن الالتزام بالقوانين والأنظمة هو الأساس في مواجهة التحديات التي تفرضها التطبيقات الإلكترونية الحديثة.


رؤيا نيوز
منذ 35 دقائق
- رؤيا نيوز
رئيس هيئة الأركان المشتركة يحضر ندوة 'تحليل البيئة الاستراتيجية وإدارة المخاطر' -صور
حضر رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي اليوم الثلاثاء، في كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية ندوة بعنوان 'تحليل البيئة الاستراتيجية وإدارة المخاطر'. وأكد اللواء الركن الحنيطي خلال الندوة بحضور عدد من كبار ضباط القوات المسلحة الأردنية ضرورة الاستفادة من الخبرات والكفاءات والفرص التي توفرها الكلية للدارسين، وبما ينعكس إيجاباً على مستوى التخطيط الاستراتيجي في ظل المتغيرات والتحديات التي تواجه الأمن الوطني الأردني. واشتملت الندوة على عدة محاور أبرزها توحيد جهود الدولة وتكاملها على المستوى الوطني خلال مواجهة الأزمات المختلفة، إضافة الى الإعداد المسبق لخطط الطوارئ وآلية تعزيز الشراكة الاستراتيجية إقليمياً ودولياً. وتهدف الندوة إلى تحليل المجريات والاحداث وأهم الدروس المستفادة، في ظل الأوضاع والتطورات التي تشهدها البيئة الاستراتيجية بقصد تطوير المفاهيم العملياتية وأساليب الحروب الحديثة والتقنيات الناشئة بشكل يسهم في تعزيز جاهزية القوات المسلحة الأردنية من خلال استخدام القدرات والامكانيات المتوفرة بما ينسجم مع مستجدات البيئة الاستراتيجية. وفي نهاية الندوة أشاد رئيس هيئة الأركان المشتركة بمستوى الحوار وتبادل الأفكار والآراء في الكلية ومنهجيتها الواقعية في طرح الموضوعات على مختلف المستويات الوطنية والإقليمية والدولية. يشار إلى أن كلية الدفاع الوطني تهتم بإعداد عناصر قيادية من قطاعات الدولة المختلفة، من خلال دراسة وتحليل العناصر الأساسية المؤثرة في الأمن الوطني، وتأهيل نخبة من ضباط القوات المسلحة الأردنية والدول الشقيقة والصديقة، لإشغال مناصب مهمة وبارزة في أوقات السلم والحرب، وتثقيف القيادات المختلفة في مجال الأمن الوطني واستراتيجية الدولة، وإجراء الدراسات الاستراتيجية في القضايا المرتبطة بالأمن الوطني في الظروف الراهنة.


الغد
منذ ساعة واحدة
- الغد
الصفدي: الأردن جاهز لإرسال مئات الشاحنات لغزة حال رفع إسرائيل القيود
اضافة اعلان بروكسل- يشارك نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الآن، في الاجتماع الوزاري الخامس لدول الاتحاد الأوروبي مع دول الجوار الجنوبي، الذي تستضيفه المفوضية الأوروبية في بروكسل، بمشاركة وزراء خارجية وممثّلي دول الاتحاد الأوروبي ودول الجوار الجنوبي.ويجري الصفدي على هامش الاجتماع الوزاري مباحثات ثنائية مع نظرائه وزراء الخارجية العرب والأجانب المشاركين في الاجتماع، ركّزت على تعزيز التعاون الثنائي، والتنسيق المشترك إزاء التطورات في المنطقة.وقال الصفدي في تصريحات صحافية قُبَيل الاجتماع إن هذا الاجتماع مهم في هدفه، ومهم في توقيته، ويهدف للحديث حول ميثاق جديد للشراكة الأوروبية مع دول الجوار الجنوبي، وقال: "هذه الشراكة من وجهة نظرنا يجب أن تقوم ليس فقط على المصالح المشتركة، ولكن أيضًا على القيم المشتركة، على القانون الدولي، على القيم الإنسانية المشتركة".وأكّد الصفدي أن وقف العدوان الإسرائيلي على غزة هو أولوية، وما يجري في غزة كارثة حقيقية من حرمان لأهل غزة من حقهم في الماء، في الغذاء، في الدواء، وقال" تقارير منظمات أممية بالأمس أشارت إلى كارثية الوضع الإنساني في غزة، وبالتالي نحضر لنؤكّد أهمية وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، والسماح لإدخال المساعدات وبشكل فوري إلى غزة".وجدّد الصفدي التأكيد على جاهزية المملكة إرسال مئات الشاحنات يوميًّا للقطاع في حال رفع إسرائيل القيود على دخول المساعدات.إلى ذلك، قال الصفدي "الجوار الأوروبي المتوسطي الذي نريد هو جوار يعمّه الأمن والسلام، وهذا لن يتحقق إلّا إذا حلّت القضية الفلسطينية على أساس تلبية حق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني، ولحقه في الحياة الكريمة على أساس حل الدولتين الذي تدعمه أوروبا، والذي يشكل السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة".وأشار الصفدي إلى أن الرسائل التي ستقدمها الدول العربية المشاركة في الاجتماع وأولويتها هي وقف العدوان، والتزام القانون الدولي، وفرض القانون الدولي على الجميع، "وأن لا دولة فوق القانون، وأننا إذا أردنا لإقليمنا أن يكون فعلًا نموذجًا في الأمن والاستقرار والسلام في التنمية يجب أن يكون إقليمنا أيضًا نموذجًا في تطبيق القانون الدولي وفي احترام القيم الإنسانية المشتركة وفي إخضاع كل من يخرق هذه القوانين، ويخرق هذه القيم إلى محاسبة وفق القوانين الدولية".