logo
لعبة الأمم وتطبيقات القوة… الاستعمار الجديد في القرن الحادي والعشرين

لعبة الأمم وتطبيقات القوة… الاستعمار الجديد في القرن الحادي والعشرين

موقع كتابات٠٦-٠٧-٢٠٢٥
تطرح تطورات الشرق الأوسط خاصة والعالم عامة تساؤلات عما يمكن ان يكون في استشراف المستقبل، من حيث نموذج القوة وتطبيقاته في العلاقات داخل الدول وفيما بينها وفق اعتبارات متغيرة لثوابت الجغرافية السياسية، اذا حاولت مقارنة ذلك ما بين فلسفة 'هيغل' في حتمية الامتثال التاريخي ودورته الزمنية وبين شكوك 'ديكارت' وإرادة القوة والانسان الأعلى في عهود الحداثة الأولى، انتهت الى حقبة الاستعمار الكولونيالي، فهل تطرق أبواب الشرق الأوسط الجديد نموذجه الاستعماري مجددا ؟؟
لم تتغير تطبيقات القوة على مر العصور، اذ تنبع من الفوائد التي تجنى أموالا في الغزوات او الفتوحات ومن ريع الضرائب على الأرض والتجارة، حتى صح قول هارون الرشيد للغمامة 'أمطري أينما شئت فخراجك عائد لي'!!
اليوم.. يكرر الرئيس الأمريكي ترامب والرئيس الصيني شي جين بيغ، وأيضا دول الاتحاد الأوروبي، فضلا عن روسيا الاتحادية والهند ودول النمور الاسيوية، يضاف لها دول في أمريكا اللاتينية والقارة الافريقية، ان يقولون كل بطريقته لتلك الغمامة التي تمر فوق أراضيهم، وتلك التي يرغبون النفوذ اليها.. ما قاله هارون الرشيد بشتى العناوين ومختلف التبريرات. لكن، يقول ذلك كل منهم ، وفق قدراته الذاتية في مقاييس القوة المتجددة التي تجمع في بوتقة المال لشركات متعددة الجنسيات، يترجم العرس الأسطوري لجيف بيزوس، رئيس شركة الامازون هذا النموذج، فهناك شركات كبرى اعتمدت نموذج 'متعدد الجنسيات' الذي ظهر ما بعد الازمة النفطية 1973 ، لتكون لها القدرة على المواجهة في القفز من مركب موجات الركود الاقتصادي، وهناك اكثر من مدرسة اقتصادية في جامعات مرموقة تتعامل مع الأفكار التي تتعدل وفق متغيرات السوق والمنافسة لعل ابرزها مدارس لندن وفرانكفورت وسان فرانسيسكو، التي تتعامل مع هذا الطيف المتوسع من الشركات متعددة الجنسيات لتحاكي منظومة القوة المالية وتأثيراتها على الدول بما فيها الولايات المتحدة الامريكية.
وفق هذا المنظور منحت الولايات المتحدة الملاذ الآمن لأصول الشركات متعددة الجنسيات، تراكم وجودها في الصناعة المصرفية الامريكية جعل 'الدولار' عملة دولية تدير اكثر المعاملات النقدية عبر جهات العالم الأربع ، وبذات معايير' المصالح' التي تحركت فيها السفن لنقل الجيوش الاوربية بحثا عن المستعمرات ومنها الأرض الجديدة التي تحولت الى الولايات المتحدة ، تتنقل الاساطيل الامريكية في قواعدها عبر جهات العام لحماية مصالح هذه الشركات، التي يتعامل معها الكثير من متعصبي الايدولوجيات الثورية، فلم ينجح مصدق في تأمم نفط ايران، وكان تأميم نفط العراق اعلانا للحرب عليه، كما لم ينجح كاسترو في الحد من نفوذ شركات زراعة قصب السكر، وانتهت الثورة الصينية الى نظام اقتصادي مزدوج، ما بين الاستثمار المفتوح لذات الشركات التي كان الشعب الصيني يقاتل ضد الدول 'الامبريالية' التي تمثلها، كذلك فعلت فيتنام، وأيضا النمور الاسيوية، بعد ان توصلوا الى ذات قناعة هارون الرشيد، ان تلك الغمامة التي تمر فوق سيادة أراضيهم لابد و…ان يعود لهم خراجها !!
في نهاية القرن العشرين، كلفت مجموعة من مراكز الأبحاث الامريكية بتصميم مشروع 'القرن الأمريكي الجديد' ولعلي أتذكر تلك الندوات التي كانت تعقد في قناة CNN لمناقشة المصالح التي يمكن ان تجنيها الشركات متعددة الجنسيات من تلك الأفكار التي انطلقت من ذات المدراس الفكرية الاقتصادية باعتبار الاقتصاد المحرك الحيوي لعجلة الاستراتيجيات السياسية والعسكرية، فهناك ثلاثة كارتلات الأولى مصرفية والثانية صناعية تشارك فيها الصناعات العسكرية والثقيلة وصناعة الادوية، والثالثة صناعات الاتمتة التي تطورت الى الذكاء الاصطناعي، وكانت برامج البحث والتطوير الامريكية، مثل أبحاث وكالة ناسا للفضاء التي انتجت ما يعرف اليوم بنظام الانترنيت، او مؤسسة العلوم الوطنية (National Science Foundation) التي تدعم الأبحاث الأساسية والتعليم في جميع المجالات. لذلك اثارت تلك العقود التي وقعها الرئيس ترامب مع السعودية والامارات وقطر للمشاركة في هذه البرامج حفيظة اليمين الأمريكي المتشدد، فيما تعد هذه البرامج حصرية لولاية الملكية الفكرية الامريكية، وهناك منازعات كبرى بين واشنطن وبكين في هذا المجال، فقد أعلن الرئيس ترامب قبل زيارته لهذه الدول تخصيص 500 مليار دولار في برامج البحث والتطوير المستقبلية، لإنتاج معارف متجددة لها السبق في مضاهاة ما يمكن ان تصل اليه الدول المنافسة بما فيها الدول الحليفة في الاتحاد الأوربي على سبيل المثال. وقد سبق لولي العهد السعودي محمد بن سلمان ان صرح في أحد احتفالات إطلاق مشروعه 'نيويم 2030' ان التطور الاقتصادي والصناعي وتقنيات الذكاء الاصطناعي، ستحول السعودية والشرق الأوسط الى اوروبا جديدة وقارن بين نموذجي الموبايل القديم والأكثر تطورا وسط تصفيق كبار المدراء التنفيذين لذات الشركات متعددة الجنسيات!!
لست متعلقا بنموذج المؤامرة وتحليلاتها، بل هي وقائع منشورة في المشروع الأمريكي للقرن الحادي والعشرين، افصح عنها الرئيس ترامب في رئاسته الأولى بعنوان مشروع 'القرن' وفق طرفي معادلة، الأول تصفية القضية الفلسطينية واطلاق مشاريع تنموية ضخمة في المنطقة احد روافعها الاتفاقات الابراهيمية، وكان من المتوقع ان تمضي السعودية لتوقيع ذات الاتفاقية او على اقل تقدير المضي بالمفاوضات مع إسرائيل لولا معركة السابع من تشرين الثاني في غزة ، وما صاحبها من تداعيات امتدت الى تصفيه حزب الله وتغيير نظام بشار الأسد والحرب الإسرائيلية على ايران، وما زالت تداعيات الدومينو تمضي بإدارة الرئيس ترامب، فيما لم تظهر أي قراءة واقعية لكل ذلك غير ما نشره الأمير تركي الفيصل على صفحات مجلة ' THE NATHION' الامريكية مقارنا بين حتمية القوة النووية الإسرائيلية وازدواجية قرار الرئيس ترامب في المشاركة بهذا العدوان، لكن فات الأمير السعودي ان في ذلك اثمانا لابد وان تدفع ، ومنها ما سبق وان دفعته بلاده في المتغير الثقافي من دولة توصف سنويا في تقارير حقوق الانسان الامريكية بالدولة ' الراديكالية المتشددة' التي أضحت اليوم دولة رفاهية، جعلت هيئة الأمر بالمعروف تنأى جانبا، فيما مازالت تلك التقارير تتهم ايران بتلك التهم، وربما لم تفهم ايران مغزى احاديث ترامب عن رفضه استهداف المرشد الأعلى خامنئي خلال الحرب الإسرائيلية الاخيرة، فقط لأنه قدم له هذا العرض على 'طبق القنابل العميقة' التي قصفت المواقع النووية الإيرانية، لينتهج ذات تطبيقات النموذج السعودي وصولا الى قبول المشاركة وان كان في الأقسام الخلفية لقطار الشرق الأوسط الجديد ، الذي بات على ترامب اعلان انطلاقه بموافقة ايران او رفضها، مما يجعلها تدفع اثمانا باهظة، بعد ان دفعت الامة العربية في سنوات الكفاح العربي عامة والفلسطيني خاصة ولم تحصل غير تلك الوعود ب'مشروع الدولتين' فقط لا غير.
وفق كلما تقدم، تبدو أفكار 'هيغل' عن دورة التاريخ تستشرف عودة ' الاستعمار' في تسريبات الصحافة الإسرائيلية عن إعلانات كبرى لتوسيع الاتفاقات الابراهيمية، لتشمل ماليزيا وإندونيسيا وربما حتى الباكستان بعد توقيع السعودية، فهل ننتظر سفن الغزاة ام انها بين جدران سيادة دولنا بعناوين الذكاء الاصطناعي، وان بقي الشك غالبا كما عند 'ديكارت'.. لكن الإفصاح عنه، فقط على طاولات الأبواب الدوارة في لعبة الأمم للقرن الحادي والعشرين!!
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الذهب مستقر بانتظار تحديثات التجارة الأمريكية وقرار الفائدة
الذهب مستقر بانتظار تحديثات التجارة الأمريكية وقرار الفائدة

شفق نيوز

timeمنذ 7 ساعات

  • شفق نيوز

الذهب مستقر بانتظار تحديثات التجارة الأمريكية وقرار الفائدة

شفق نيوز- متابعات لم تشهد أسعار الذهب تغيراً يُذكر يوم الاثنين، مع ترقّب المستثمرين للتطورات في محادثات التجارة الأمريكية، وانتظارهم لمحفزات محتملة لتحريك السوق، من بينها اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المقرر الأسبوع المقبل. واستقر سعر الذهب في المعاملات الفورية عند 3,352.19 دولاراً للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 02:50 بتوقيت غرينتش، كما استقرت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة عند 3,358.70 دولاراً. ويتابع المستثمرون تطورات المفاوضات التجارية قبيل الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الأول من أغسطس/آب، في وقت أعرب فيه وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي. والأسبوع الماضي، قال محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر، إنه لا يزال يعتقد أن على البنك المركزي الأميركي خفض أسعار الفائدة في اجتماعه للسياسة النقدية المرتقب. وفي المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% إلى 38.22 دولاراً للأوقية، بينما زاد البلاتين 0.3% إلى 1425.11 دولاراً، وارتفع البلاديوم 0.2% إلى 1243.47 دولاراً.

النفط يستقر مع ترقب تأثير العقوبات الجديدة على روسيا
النفط يستقر مع ترقب تأثير العقوبات الجديدة على روسيا

شفق نيوز

timeمنذ 7 ساعات

  • شفق نيوز

النفط يستقر مع ترقب تأثير العقوبات الجديدة على روسيا

شفق نيوز- متابعات استقرت أسعار النفط دون تغير يُذكر يوم الاثنين، مع تقييم المتعاملين لتأثير العقوبات الأوروبية الجديدة على إمدادات النفط الروسية، وسط قلق من أن الرسوم الجمركية ربما تضعف الطلب على الوقود، في وقت يزيد فيه منتجو الشرق الأوسط من الإنتاج. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت سنتاً واحداً إلى 69.27 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 01:53 بتوقيت غرينتش، بعد أن تراجعت بنسبة 0.35% عند الإغلاق يوم الجمعة. وبلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 67.44 دولاراً للبرميل، بارتفاع قدره 10 سنتات، بعد انخفاضه 0.30% في الجلسة السابقة. وكان الاتحاد الأوروبي قد وافق يوم الجمعة الماضي، على الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات ضد روسيا بسبب الصراع في أوكرانيا، وشملت هذه الحزمة شركة "نايارا إنرجي" الهندية، وهي مصدر للمنتجات النفطية المكررة من الخام الروسي. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الجمعة، إن روسيا اكتسبت حصانة معينة ضد العقوبات الغربية. وتأتي هذه العقوبات بعد تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي بفرض عقوبات على مشتري الصادرات الروسية، ما لم توافق موسكو على اتفاق سلام خلال 50 يوماً. ومن جانب آخر، من المقرر أن تُجري إيران، وهي دولة أخرى منتجة للنفط خاضعة للعقوبات، محادثات نووية في إسطنبول مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا يوم الجمعة، وفقاً لما صرح به متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية يوم الاثنين. ويأتي ذلك بعد تحذيرات من الدول الأوروبية الثلاث بأن عدم استئناف المفاوضات سيؤدي إلى إعادة فرض عقوبات دولية على طهران. ومن المرتقب أيضاً أن تدخل الرسوم الجمركية الأميركية على واردات الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ في الأول من أغسطس/آب، رغم تأكيد وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك يوم أمس الأحد أنه واثق من قدرة بلاده على تأمين اتفاق تجاري مع الكتلة الأوروبية.

بضوء أخضر أمريكي: بروكسيل تعتمد حزمة عقوبات جديدة على روسيا!سعيد محمد
بضوء أخضر أمريكي: بروكسيل تعتمد حزمة عقوبات جديدة على روسيا!سعيد محمد

ساحة التحرير

timeمنذ يوم واحد

  • ساحة التحرير

بضوء أخضر أمريكي: بروكسيل تعتمد حزمة عقوبات جديدة على روسيا!سعيد محمد

بضوء أخضر أمريكي: بروكسيل تعتمد حزمة عقوبات جديدة على روسيا! أصدر الاتحاد الأوروبي حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا، مستهدفاً قطاعات الطاقة والمصارف .والصناعات العسكريّة سعيد محمد* شهدت بروكسيل أمس، حيث مقر الاتحاد الأوروبي، اختراقاً دبلوماسياً كبيراً مكنها من اعتماد حزمة ثامنة عشرة من العقوبات الأوروبية على روسيا وذلك بعدما وافق رئيس وزراء سلوفاكيا، روبرت فيكو، على رفع الفيتو الذي كان يعيق إقرارها. واستخدم فيكو فيتو بلاده فيما يتعلق بحزمة العقوبات لتحقيق مكاسب في مفاوضات منفصلة تتعلق بالخطة الأوروبية للتخلي التدريجي عن الغاز الروسي. وبعد ست محاولات ناجحة لعرقلة إقرار العقوبات، أعلن فيكو أنه حصل على ضمانات مكتوبة من المفوضية الأوروبية للتخفيف من أي ارتفاعات محتملة في الأسعار أو نقص في الإمدادات. ورغم هذا الاتفاق، أبلغ فيكو مواطنيه أن 'المرحلة الثانية من معركتنا مع المفوضية الأوروبية بشأن الغاز الروسي ستبدأ بعد ذلك مباشرة'، مما يشير إلى استمرار التوترات في القارة حول قضايا الطاقة. ووصفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الحزمة الجديدة بأنها موجهة إلى 'قلب آلة الحرب الروسية'، مشددة على أن الضغط سيستمر 'حتى ينهي بوتين هذه الحرب'، فيما أكدت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، كايا كالاس، إنها 'واحدة من أقوى حزم العقوبات ضد روسيا حتى الآن'. وتستهدف الإجراءات الرئيسية في هذه الحزمة صناعة النفط والغاز الروسيّة وتتضمن خفضاً لسقف أسعار النفط الروسيّ من 60 دولاراً إلى 47.6 دولاراً للبرميل مع ميكانيكية لتخفيض هذا السقف تلقائياً ليبقى أقل بنسبة 15% من متوسط سعر السوق، وكذلك حظر استيراد المنتجات النفطية المكررة المصنوعة من النفط الخام الروسي والمباعة في الاتحاد الأوروبي تحت اسم مختلف وذلك لإغلاق ثغرة قائمة كانت تستخدمها دول مثل الهند وتركيا، ومنع أي تعاملات جديدة تتعلق بأنظمة خط أنابيب الغاز نحو أوروبا 'نورد ستريم'، وحظر أكثر من 100 سفينة جديدة من أسطول ناقلات النفط القديمة التي تستخدمها موسكو للالتفاف على سقف الأسعار من الوصول إلى موانئ الاتحاد الأوروبي والتعامل مع خدماته، ليرتفع إجمالي السفن المدرجة في القائمة السوداء إلى أكثر من 400 سفينة. وتشمل الحزمة أيضاً حظراً أوسع على تصدير السلع ذات الاستخدام المزدوج والتكنولوجيا المتقدمة التي يمكن أن تستخدم في الصناعات العسكريّة، ووقف التعامل مع 22 بنك روسي والصندوق الروسي للاستثمار وشركاته التابعة. وللمرة الأولى، تم استهداف 11 شركة خارج روسيا متهمة بتمكين التهرب من العقوبات، بما في ذلك أربع شركات في البر الرئيسي للصين وثلاث في هونغ كونغ، وأكبر مصفاة لتكرير النفط الروسي في الهند. وقد حظيت الحزمة الجديدة بترحيب واسع من قبل أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين، وشكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بروكسيل على هذا 'القرار الهام الذي أتى في الوقت المناسب'، مؤكداً على أن بلاده ستواصل العمل لضمان أن سقف الأسعار يخفض بالفعل من عائدات روسيا. كما رحبت رئيسة الوزراء الأوكرانية الجديدة، يوليا سفيريدينكو، بالعقوبات، لكنها أصرت على 'هناك المزيد الذي يتعين القيام به'. على أن مراقبين قالوا إن الأسابيع القليلة الماضية حملت إشارات متقاطعة على أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بات يشعر بإحباط متزايد إزاء (تعنت) نظيره الروسي في المحادثات بشأن تسوية الصراع في أوكرانيا، وأن الأوروبيين اعتبروا ذلك بمثابة ضوء أخضر من واشنطن لتعزيز الحصار الاقتصادي على موسكو، ولذا قدموا تنازلات (مؤلمة) لفيكو كي يمكن تمرير الحزمة الأحدث من العقوبات. في المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن روسيا قد بنت 'حصانة كافية' ضد العقوبات الغربية وتكيفت للعيش معها، واصفاً الحزمة الجديدة بأنها 'غير قانونية' شكلاً ومضموناً. وبعيداً عن العقوبات المباشرة، ارتفعت حدّة النقاشات داخل الاتحاد الأوروبي حول مصير الأصول الروسية المجمدة، والتي تقدر بنحو 260 مليار يورو، غالبيتها مودع لدى مؤسسة 'يوروكلير' البلجيكية لتسوية الأوراق المالية. ويدرس الاتحاد الأوروبي خططاً لاستخدام هذه الأصول لتمويل النظام الأوكراني، لكن هذه الخطط تواجه تحذيرات جدية من 'يوروكلير' نفسها إذ أن أي خطوة خاطئة قد تعرض استقرار النظام المالي الأوروبي برمته للخطر، وتثير تداعيات قانونية واقتصادية دولية. وقالت فاليري أوربان، الرئيسة التنفيذية لـ 'يوروكلير'، أن خطط إعادة استثمار الأموال الناتجة عن الأصول الروسية المجمدة لتحقيق أرباح أعلى قد يرقى إلى 'المصادرة'. وأوضحت أن زيادة العائدات تعني زيادة المخاطر، متسائلة عن الجهة التي ستتحمل هذه المخاطر. ففي العام الماضي، دفعت 'يوروكلير' 4 مليارات يورو لأوكرانيا، و1.8 مليار يورو هذا العام، من الأرباح الناتجة عن إعادة استثمار هذه الأصول، لكن هذه الأرباح تتناقص مع خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة. لذلك، تريد بروكسيل نقل هذه الأموال إلى فئات أصول أكثر خطورة قد تولد عوائد أعلى، ولكنها تحمل أيضاً خطر خسائر أكبر، وهو ما حذرت منه أوربان بقولها 'إن المخاطر ستزداد بشكل كبير إذا اضطررنا لتجاوز المستوى الذي نعتمده حالياً'. ويبدو أن إحدى الأفكار المطروحة هي إنشاء 'كيان ذي غرض خاص' يتم تحويل أصول البنك المركزي الروسي إليه ويكون قادراً على توجيه الأموال الناتجة عن تلك الأصول إلى استثمارات مضاربة على أمل تحقيق المزيد من الإيرادات من خلال تحمل المزيد من المخاطر. لكن أوربان اعتبرت أن مثل هذا المخطط سيخلق 'الكثير من المخاطر لـ 'يوروكلير' وللأسواق الأوروبية والعالمية'، وأضافت: 'من الناحية القانونية، فإن إنشاء كيان ذي غرض خاص سيعني مصادرة الأموال من 'يوروكلير' دون تحريرها من مسؤولية الرد للبنك المركزي الروسي، ما سيؤدي إلى وضع لا يمكننا تحمله'. علاوة على ذلك، تواجه 'يوروكلير' أكثر من 100 دعوى قضائية تتعلق بالأصول الروسية المجمدة، بما في ذلك تلك التي تخص أفراداً وكيانات أخرى خاضعة للعقوبات، كما قامت روسيا بمصادرة 33 مليار يورو من الأصول التابعة لعملاء 'يوروكلير' كانت مجمدة لدى نظيرتها الروسية وذلك رداً على تجميد أصول البنك المركزي الروسي. وحذرت أوربان من أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يتوقع 'المزيد من الانتقام الروسي بجميع أشكاله'. – لندن ‎2025-‎07-‎20

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store