
نيويورك تايمز: قائمة سوداء للكتب في كشمير لإسكات الانتقادات للهند
ورد ذلك في تقرير بصحيفة نيويورك تايمز كتبه شوكت ناندا من سريناغار -كشمير، وبرناف باسكار من نيويورك.
ويحكي أحد الكتب قصة نساء كشمير اللواتي يواصلن منذ عقود البحث عن أحبائهن المختفين. ويتناول آخر كيف شكّلت الأحداث التاريخية والسياسية والمحلية واحدا من أطول النزاعات في جنوب آسيا. أما الثالث فيروي حكاية الديمقراطية وهي تتعرض للتهديد في كشمير، بقلم صحفي شهد انهيارها عن قرب.
هذه الكتب، إلى جانب 22 كتابا آخر، حظرتها السلطات في الجزء الخاضع للإدارة الهندية من كشمير.
حظر التداول والحيازة
عند إعلان القائمة الأسبوع الماضي، وصفت الحكومة المعيَّنة اتحاديا في الإقليم هذه الأعمال بأنها "أدب انفصالي" يتخفى في صورة "تعليق تاريخي أو سياسي" لكنه يروّج لـ"ثقافة المظلومية والضحية وتمجيد الإرهاب".
وبموجب القرار، يُحظر تداول هذه الكتب أو حيازتها أو الوصول إليها في وادي كشمير، تحت طائلة السجن لسنوات.
ومع ذلك، ليس من الواضح مدى قدرة السلطات على تنفيذ القرار، نظرا لإمكانية الحصول على العديد من هذه الكتب عبر الإنترنت أو شرائها خارج كشمير.
وقال التقرير إن مؤلفي الكتب المحظورة ومحللين يرون أن الحظر يمثل أحدث خطوة في مساعي الهند المستمرة لتكميم حرية التعبير في إقليم عانى عقودا من الصراع والتمرد، ويجسد تشديد القمع منذ سحبت الحكومة الهندية الحكم الذاتي من كشمير عام 2019.
وقالت آثر ضياء، وهي كاتبة كشميرية ألّفت أو شاركت في تأليف كتابين من الكتب المحظورة: "الكتابان يتحدان الرواية الرسمية للدولة.. ويطرحان أسئلة حول أمور مهمة يصدّقها العالم حين يُقال إن الهند ديمقراطية".
ليس من الواضح مدى قدرة السلطات على تنفيذ القرار، نظرا لإمكانية الحصول على العديد من هذه الكتب عبر الإنترنت أو شرائها خارج كشمير
توقيت رمزي
جاء الحظر في توقيت رمزي، إذ أُعلن في الذكرى السادسة ل لتعديل الدستوري الذي ألغى الوضع الخاص الممنوح لجامو وكشمير، الإقليم ذي الأغلبية المسلمة. ومنذ ذلك الحين، اضطر الشعراء إلى التحفظ في قصائدهم، وسُجن صحفيون، وأُغلقت صحف، ومُسحت أرشيفات.
إعلان
وفي فبراير/شباط الماضي، نفذت الشرطة مداهمات منسقة على مكتبات في سريناغار وأجزاء أخرى من كشمير، وصادرت نحو 668 كتابا.
وزادت حملة القمع بعد هجوم إرهابي دموي في أبريل/نيسان، حيث اعتقلت قوات الأمن الآلاف ودمّرت منازل متهمين بالارتباط بمسلحين، في إجراءات شبيهة بالعقاب الجماعي الذي استخدمته السلطات سابقا.
لم يحدث من قبل
وقال نور أحمد بابا، أستاذ العلوم السياسية المتقاعد من جامعة كشمير: "حتى في أصعب السنوات، حين بلغت العمليات المسلحة ذروتها، لم تحظر الحكومات الكتب".
وأضاف أنه منذ إلغاء الحكم الذاتي "تم تقييد كثير من الحريات هنا بطرق لا يبدو أنها مدروسة بعناية".
مساء الخميس، انتشر عناصر الشرطة في المتاجر لتفتيش الرفوف وإزالة الكتب المحظورة، وفق بيان رسمي.
وقال فيردوس أحمد، بائع كتب في "وكالة خان للأنباء والمكتبات": "لم يكن لدينا أي من هذه الكتب، ثم أخذوا بعض الكتب الأخرى التي اعتبروها مثيرة للاعتراض".
حملة لمحو التاريخ
وتصف أنورادها بهسين، رئيسة تحرير صحيفة "كشمير تايمز" ومؤلفة كتاب "دولة مفككة: القصة الخفية لكشمير بعد المادة 370" -وهو من بين الكتب المحظورة- القرار بأنه جزء من حملة متعمدة لمحو التاريخ والروايات البديلة. وأضافت: "هذا ينسجم تماما مع أسلوب الحكم الذي تنتهجه الحكومة، وخاصة في كشمير".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 10 ساعات
- الجزيرة
الهند تتهم باكستان بالتلويح بالحرب و"بعدم المسؤولية"
اتهمت الهند جارتها باكستان اليوم الاثنين "بالتلويح بالحرب" و"عدم المسؤولية" بعد ورود تقارير إعلامية عن تعليقات أدلى بها قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير بشأن التهديدات النووية في جنوب آسيا لدى زيارته للولايات المتحدة. ونقلت وسائل إعلام هندية عن مصادر أن منير قال "نحن دولة نووية، إذا شعرنا أننا سنسقط فسنأخذ نصف العالم معنا". ولم يرد الجيش ووزارة الخارجية الباكستانية بعد على طلب للتعليق على تصريحات منير. ولم يشمل مقتطف من خطابه، نشره مسؤولون أمنيون باكستانيون، تعليقات "الدولة النووية". وأفادت التقارير بأن منير أدلى بهذه التعليقات خلال حفل عشاء رسمي أقامه رجل أعمال من أصل باكستاني في فلوريدا يوم السبت الماضي، حيث تحدث أمام حشد يتألف من أكثر من 100 شخص ولم يتسن التحقق من صحة التعليقات على نحو مستقل. والهند وباكستان مسلحتان نوويا، وخاضتا أعنف معاركهما منذ عقود في مايو/أيار الماضي، والتي اندلعت بسبب هجوم على سياح في الشطر الخاضع لسيطرة الهند من كشمير ، والذي قتل فيه 26 مدنيا. وقال راندهير جايسوال، المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية: "التهديدات النووية هي تجارة باكستان، يمكن للمجتمع الدولي أن يتوصل إلى استنتاجاته الخاصة بشأن عدم المسؤولية التي تنطوي عليها مثل هذه التعليقات". كما عبر عن أسفه أن هذه التعليقات صدرت لدى وجوده في دولة ثالثة صديقة. وكان منير في زيارة إلى الولايات المتحدة لحضور حفل تقاعد الجنرال مايكل كوريلا، القائد الخامس عشر للقيادة المركزية الأميركية. وأجرى منير محادثات مع رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال جون دانيال كين تناولت المسائل "ذات الاهتمام المهني المتبادل"،حسب وكالة بلومبيرغ للأنباء. وجاءت زيارة منير خلال أقل من شهرين بعدما استضافه الرئيس الأميركي دونالد ترامب على مأدبة غداء خاصة في البيت الأبيض. إعلان وشهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان تحسنا بعد التوترات على مدار العقود الأخيرة. وأشاد رئيس الوزراء شهباز شريف بترامب لتوسطه في وقف إطلاق النار مع الهند بعد صراع وجيز في مايو/أيار، بينما رفض رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الاعتراف بدور الرئيس الأميركي.


الجزيرة
منذ 12 ساعات
- الجزيرة
"هجوم على ذاكرة شعب".. حظر الكتب في كشمير يثير مخاوف جديدة من الرقابة
سريناغار، كشمير الخاضعة للإدارة الهندية- تم حظر كتاب حفصة كنجوال عن كشمير للتو، لكن مفارقة اللحظة هي أكثر ما يدهشها. وهذا الأسبوع، حظرت السلطات في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية 25 كتابا ألّفها باحثون وكتاب وصحفيون مشهورون. وتشمل الكتب المحظورة كتاب كنجوال "استعمار كشمير.. بناء الدولة تحت الاحتلال الهندي" (Colonizing Kashmir: State-Building under Indian Occupation). لكن حتى بينما أعقب الحظر مداهمات للشرطة على العديد من المكتبات في أكبر مدن المنطقة "سريناغار" -والتي صادروا خلالها كتبا من القائمة السوداء- ينظّم المسؤولون الهنود مهرجانا للكتاب في المدينة على ضفاف بحيرة دال. وقالت كنجوال للجزيرة "لا شيء مفاجئ في هذا الحظر الذي يأتي في لحظة وصل فيها مستوى الرقابة والمراقبة في كشمير منذ عام 2019 إلى مستويات سخيفة"، في إشارة إلى حملة القمع الهندية في المنطقة منذ إلغاء الوضع شبه المستقل لكشمير قبل 6 سنوات. "بالطبع، الأمر أكثر سخافة أن هذا الحظر يأتي في وقت يروج فيه الجيش الهندي في الوقت نفسه لقراءة الكتب والأدب من خلال مهرجان تشينار للكتاب الذي ترعاه الدولة". ومع ذلك، حتى مع تاريخ كشمير الطويل في مواجهة الرقابة يمثل حظر الكتب بالنسبة للعديد من النقاد محاولة شاملة بشكل خاص من قبل نيودلهي لفرض السيطرة على الأوساط الأكاديمية في المنطقة المتنازع عليها. تضليل الشباب تلقي الكتب الـ25 التي حظرتها الحكومة نظرة مفصلة على الأحداث المحيطة بتقسيم الهند والأسباب التي جعلت كشمير نزاعا إقليميا مستعصيا منذ البداية. وتشمل كتابات مثل "آزادي" (Azadi) للكاتبة الحائزة على جائزة بوكر أرونداتي روي، و"انتهاكات حقوق الإنسان في كشمير" (Human Rights Violations in Kashmir) لبيوتر بالتشيروفيتش وأغنيشكا كوشيفسكا، و"كفاح الكشميريين من أجل الحرية" (Kashmiris' Fight for Freedom) لمحمد يوسف سراف، و"سياسة كشمير والاستفتاء" (Kashmir Politics and Plebiscite) لعبد الغفار جبار، و"هل تتذكرون كونان بوشبورا؟" (?Do You Remember Kunan Poshpora) لإثار باتول. هذه كتب تتحدث مباشرة عن انتهاكات الحقوق والمذابح في كشمير والوعود التي نكثتها الدولة الهندية. ثم هناك كتب مثل كتاب كنجوال، منها كتاب الصحفية أنورادها بهاسين "دولة مفككة.. القصة غير المروية لكشمير بعد المادة 370" (A Dismantled State: The Untold Story of Kashmir After Article 370)، وكتاب الباحث القانوني أ. ج. نوراني "نزاع كشمير 1947-2012" (The Kashmir Dispute 1947-2012)، والتي تحلل المسيرة السياسية للمنطقة على مدى عقود. وقد ألقت الحكومة باللوم على هذه الكتب بزعم أنها "تضلل الشباب" في كشمير وتحرضهم على "المشاركة في العنف والإرهاب"، وجاء في أمر الحكومة "هذه المؤلفات ستؤثر بعمق على نفسية الشباب من خلال الترويج لثقافة المظلومية، والضحية، وبطولة الإرهابيين". ويعود النزاع في كشمير إلى عام 1947 عندما قسمت بريطانيا المغادرة شبه القارة الهندية إلى دولتي الهند وباكستان، وسعى ملك إقليم كشمير الهندوسي ذي الأغلبية المسلمة إلى الاستقلال عن كلتيهما، ولكن بعد دخول مقاتلين مدعومين من باكستان جزءا من المنطقة وافق على الانضمام إلى الهند بشرط أن تتمتع كشمير بوضع خاص داخل الاتحاد الجديد مع بعض الحكم الذاتي المكفول بموجب الدستور الهندي. لكن الشعب الكشميري لم يُسأل قط عما يريده، ورفضت الهند مرارا المطالب بإجراء استفتاء برعاية الأمم المتحدة. وظل السخط ضد الحكم الهندي يغلي بين الحين والآخر، وانفجر في انتفاضة مسلحة ضد الهند في عام 1989 ردا على مزاعم بتزوير الانتخابات. ويلقي كتاب كنجوال "استعمار كشمير" الضوء على الطرق المعقدة التي عززت بها الحكومة الهندية تحت قيادة أول رئيس وزراء لها جواهر لال نهرو سيطرتها على كشمير. ومن بين قرارات نهرو التي تعرضت لانتقادات الإقالة غير الرسمية لزعيم المنطقة الشيخ عبد الله الذي دعا إلى حكم ذاتي لكشمير، وقرار الاستعاضة عنه بنائبه بخشي غلام محمد الذي تميزت سنواته العشر في المنصب بتعزيز حكم نيودلهي لكشمير الخاضعة للإدارة الهندية. فاز كتاب كنجوال هذا العام بجائزة برنارد كون للكتاب التي "تكرم الأبحاث المتميزة والمبتكرة لأول كتاب باللغة الإنجليزية لمؤلف واحد عن جنوب آسيا". وقالت كنجوال إن الحظر يعطي إحساسا بمدى "انعدام الأمن" لدى الحكومة. تكثيف القمع السياسي للهند تاريخ طويل في الرقابة والسيطرة على المعلومات في كشمير، وفي عام 2010 بعد اندلاع احتجاجات كبرى عقب مقتل الطالب طفيل ماتو البالغ من العمر 17 عاما على أيدي قوات الأمن حظرت الحكومة الإقليمية خدمات الرسائل القصيرة ولم تعدها إلا بعد 3 سنوات. وفي ذروة انتفاضة مدنية أخرى في عام 2016 منعت الحكومة صحيفة "كشمير ريدر" -وهي نشرة مستقلة في سريناغار- من الصدور، مشيرة إلى "ميلها المزعوم إلى التحريض على العنف". وبصرف النظر عن حظر الصحف ووسائل الاتصال احتجزت السلطات الهندية بشكل روتيني صحفيين بموجب قوانين الاعتقال الوقائي الصارمة في كشمير، وقد زاد هذا النمط منذ عام 2019. إعلان وقالت المحررة المخضرمة أنورادها بهاسين -التي كان كتابها عن إلغاء الهند للوضع الخاص لكشمير في عام 2019 من بين الكتب المحظورة- "أولا جاؤوا من أجل الصحفيين، وعندما أدركوا أنهم نجحوا في إسكاتهم وجهوا انتباههم إلى الأوساط الأكاديمية". ووصفت بهاسين الاتهامات بأن كتابها يروج للعنف بأنها غريبة "لا يمجد كتابي الإرهاب في أي مكان، لكنه ينتقد الدولة، هناك تمييز بين الاثنين تريد السلطات في كشمير طمسه، وهذا اتجاه خطير للغاية". وقالت بهاسين للجزيرة إن مثل هذا الحظر ستكون له آثار بعيدة المدى على الأعمال المستقبلية التي يتم إنتاجها عن كشمير. وأضافت "سيفكر الناشرون مرتين قبل طباعة أي شيء نقدي عن كشمير، عندما ذهب كتابي للطباعة راجعه الفريق القانوني 3 مرات". "شعور باليأس" أثار حظر الكتب انتقادات من مختلف الأوساط في كشمير، حيث وصفه الطلاب والباحثون بأنه محاولة لفرض فقدان ذاكرة جماعي. وقال صابر رشيد -وهو باحث مستقل يبلغ من العمر 27 عاما من كشمير- إنه شعر بخيبة أمل كبيرة، مضيفا "إذا أخرجنا هذه الكتب من المرجعية الأدبية لكشمير فلن يتبقى لنا شيء". يعمل رشيد على كتاب عن تاريخ كشمير الحديث يتعلق بالفترة المحيطة بتقسيم الهند، وقال "إذا لم تعد هذه الأعمال متاحة لي فمن الطبيعي أن يكون بحثي غير متوازن". والخميس الماضي، أظهرت مقاطع فيديو رجال شرطة يرتدون الزي الرسمي يدخلون مكتبات في سريناغار ويسألون أصحابها عما إذا كانوا يملكون أيا من الكتب المدرجة في القائمة المحظورة. وقال بائع كتب واحد على الأقل في سريناغار للجزيرة إنه كانت لديه نسخة واحدة من كتاب بهاسين "دولة مفككة"، والتي باعها قبل المداهمات مباشرة. وقال وهو يهز كتفيه "باستثناء تلك النسخة لم تكن لدي أي من هذه الكتب". أعمال أكثر شهرة على القائمة السوداء يشعر المؤرخ سمانترا بوس بالذهول من إشارة السلطات الهندية إلى أن كتابه "كشمير على مفترق الطرق" (Kashmir at the Crossroads) قد أذكى العنف في المنطقة. لقد عمل على نزاع كشمير منذ عام 1993، وقال إنه ركز على ابتكار مسارات لإيجاد سلام دائم للمنطقة، كما يشعر بوس بالدهشة من الإرث العائلي الذي يمثله هذا الحظر. وفي عام 1935 حظرت السلطات الاستعمارية في الهند البريطانية كتاب "النضال الهندي، 1920-1934" (The Indian Struggle, 1920-1934)، وهو خلاصة للتحليل السياسي ألفه سوبهاس تشاندرا بوس عمه الأكبر وزعيم نضال الحرية في الهند. وقال "بعد 90 عاما مُنحت شرفا فريدا بالسير على خطى المناضل الأسطوري من أجل الحرية". ومع تكثيف الشرطة مداهماتها على المكتبات في سريناغار ومصادرة الأعمال القيمة والأكثر نقدا يسود شعور بالإحباط في المجتمع الأدبي في كشمير. وقال رشيد "هذا هجوم على ذاكرة الشعب، كانت هذه الكتب بمثابة حراس، كان من المفترض أن تذكرنا بتاريخنا، ولكن الآن اكتمل محو الذاكرة في كشمير تقريبا".


الجزيرة
منذ 15 ساعات
- الجزيرة
نيويورك تايمز: قائمة سوداء للكتب في كشمير لإسكات الانتقادات للهند
الحكومة المعيَّنة اتحاديا في إقليم كشمير المتنازع عليه تحظر 25 كتابا، في خطوة يراها كثيرون جزءا من نمط متواصل من القمع. ورد ذلك في تقرير بصحيفة نيويورك تايمز كتبه شوكت ناندا من سريناغار -كشمير، وبرناف باسكار من نيويورك. ويحكي أحد الكتب قصة نساء كشمير اللواتي يواصلن منذ عقود البحث عن أحبائهن المختفين. ويتناول آخر كيف شكّلت الأحداث التاريخية والسياسية والمحلية واحدا من أطول النزاعات في جنوب آسيا. أما الثالث فيروي حكاية الديمقراطية وهي تتعرض للتهديد في كشمير، بقلم صحفي شهد انهيارها عن قرب. هذه الكتب، إلى جانب 22 كتابا آخر، حظرتها السلطات في الجزء الخاضع للإدارة الهندية من كشمير. حظر التداول والحيازة عند إعلان القائمة الأسبوع الماضي، وصفت الحكومة المعيَّنة اتحاديا في الإقليم هذه الأعمال بأنها "أدب انفصالي" يتخفى في صورة "تعليق تاريخي أو سياسي" لكنه يروّج لـ"ثقافة المظلومية والضحية وتمجيد الإرهاب". وبموجب القرار، يُحظر تداول هذه الكتب أو حيازتها أو الوصول إليها في وادي كشمير، تحت طائلة السجن لسنوات. ومع ذلك، ليس من الواضح مدى قدرة السلطات على تنفيذ القرار، نظرا لإمكانية الحصول على العديد من هذه الكتب عبر الإنترنت أو شرائها خارج كشمير. وقال التقرير إن مؤلفي الكتب المحظورة ومحللين يرون أن الحظر يمثل أحدث خطوة في مساعي الهند المستمرة لتكميم حرية التعبير في إقليم عانى عقودا من الصراع والتمرد، ويجسد تشديد القمع منذ سحبت الحكومة الهندية الحكم الذاتي من كشمير عام 2019. وقالت آثر ضياء، وهي كاتبة كشميرية ألّفت أو شاركت في تأليف كتابين من الكتب المحظورة: "الكتابان يتحدان الرواية الرسمية للدولة.. ويطرحان أسئلة حول أمور مهمة يصدّقها العالم حين يُقال إن الهند ديمقراطية". ليس من الواضح مدى قدرة السلطات على تنفيذ القرار، نظرا لإمكانية الحصول على العديد من هذه الكتب عبر الإنترنت أو شرائها خارج كشمير توقيت رمزي جاء الحظر في توقيت رمزي، إذ أُعلن في الذكرى السادسة ل لتعديل الدستوري الذي ألغى الوضع الخاص الممنوح لجامو وكشمير، الإقليم ذي الأغلبية المسلمة. ومنذ ذلك الحين، اضطر الشعراء إلى التحفظ في قصائدهم، وسُجن صحفيون، وأُغلقت صحف، ومُسحت أرشيفات. إعلان وفي فبراير/شباط الماضي، نفذت الشرطة مداهمات منسقة على مكتبات في سريناغار وأجزاء أخرى من كشمير، وصادرت نحو 668 كتابا. وزادت حملة القمع بعد هجوم إرهابي دموي في أبريل/نيسان، حيث اعتقلت قوات الأمن الآلاف ودمّرت منازل متهمين بالارتباط بمسلحين، في إجراءات شبيهة بالعقاب الجماعي الذي استخدمته السلطات سابقا. لم يحدث من قبل وقال نور أحمد بابا، أستاذ العلوم السياسية المتقاعد من جامعة كشمير: "حتى في أصعب السنوات، حين بلغت العمليات المسلحة ذروتها، لم تحظر الحكومات الكتب". وأضاف أنه منذ إلغاء الحكم الذاتي "تم تقييد كثير من الحريات هنا بطرق لا يبدو أنها مدروسة بعناية". مساء الخميس، انتشر عناصر الشرطة في المتاجر لتفتيش الرفوف وإزالة الكتب المحظورة، وفق بيان رسمي. وقال فيردوس أحمد، بائع كتب في "وكالة خان للأنباء والمكتبات": "لم يكن لدينا أي من هذه الكتب، ثم أخذوا بعض الكتب الأخرى التي اعتبروها مثيرة للاعتراض". حملة لمحو التاريخ وتصف أنورادها بهسين، رئيسة تحرير صحيفة "كشمير تايمز" ومؤلفة كتاب "دولة مفككة: القصة الخفية لكشمير بعد المادة 370" -وهو من بين الكتب المحظورة- القرار بأنه جزء من حملة متعمدة لمحو التاريخ والروايات البديلة. وأضافت: "هذا ينسجم تماما مع أسلوب الحكم الذي تنتهجه الحكومة، وخاصة في كشمير".