logo
علماء ومتخصصون يرسمون خارطة طريق "الفتوى الرشيدة"

علماء ومتخصصون يرسمون خارطة طريق "الفتوى الرشيدة"

اليوم السابعمنذ 3 أيام
واصلت الجلسة العلمية الرابعة من المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء ، الذي تنظمه دار الإفتاء المصرية، والأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، برعاية من الرئيس عبد الفتاح السيسي -رئيس الجمهورية- أعمالها وسط حضور دولي واسع من كبار علماء الشريعة والمتخصصين في الشأن الديني والتقني من مختلف دول العالم، وذلك تحت عنوان: " الذكاء الاصطناعي وتطوير العمل المؤسسي الافتائي".
وخلال كلمته، كشف الدكتور أحمد سعد علي البرعي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، بأن "الأنظمة الخبيرة" تمثِّل أُفقًا واعدًا لتطوير المجالِ الإفتائي الرسميِّ ومواكبة مؤسساته للتحولات العالمية المتسارعة، إذا ما صُمِّمَت واستُخْدِمَت في إطارٍ من الضبط الشرعي والرقابة العلمية.
ودعا البرعي، عبر ورقة بحثية بعنوان: "تحولات الإفتاء الرسمي في عصر الذكاء الاصطناعي: آفاق توظيف الأنظمة الخبيرة في المجال الإفتائي بين الإمكانات التقنية والضوابط الشرعية"، إلى ضرورة استفادة الإفتاءِ الرسمي من مزايا هذه الأنظمةِ والتي يأتي في مقدمتها "السرعة والدقة" في معالجة الاستفسارات الشرعية مع تقليل نسبة الخطأ البشري، و"توحيد الفتوى" للقضاء على فوضى الفتاوى الإلكترونية.
وأوصى البحث بأهمية الاستثمار في هندسة المعرفة الفقهية والتمثيل الدلالي للفقه الإسلامي، وتحويل النصوص الفقهية الضخمة إلى هياكل معرفية منظمة قابلة للمعالجة بواسطة النظم الخبيرة، وكذلك اعتماد النموذج الهجين في النظم الخبيرة تعمل كمساعد ذكي للمفتي البشري.
من جانبه، شدد الدكتور أحمد البدوي سالم، أستاذ العقيدة والفلسفة المساعد في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقليوبية - جامعة الأزهر، على أن الذكاء الاصطناعي يفرض عددًا من المخاطر والتحديات، ويثير جملةً من المشكلات الأخلاقية التي تتجاوز التخصص الدقيق للفلسفة وتبحر في الدراسات البينية والدراسات المتعددة التخصصات، موضحًا أن دراسة هذه المشكلات والتحديات تتطلب جهدًا مشتركًا بين علماء الحاسوب، والفلاسفة، والقانونيين، وعلماء الاجتماع، والقيادات الدينية.
وسلَّط الدكتور سالم، في بحثه: "مقترح لاتفاقية دُور وهيئات الإفتاء في العالم لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي ومواجهة الاستخدامات الضارة لتقنية المعلومات"، الضوء على المشكلات الأخلاقية والتحديات المحتملة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، والمُتمثلة في: التحيز، وفقدان الاستقلالية، والخداع، والتزييف العميق، والتمييز، والاستبعاد، وعدم الكفاءة، وعدم المساواة، والأسلحة القتالية ذاتية التشغيل، والاستخدام الضار، وانتهاكات الخصوصية أو فقدانها الأمان والحماية، وفقدان الشفافية، والعواقب غير المقصودة.
وفي النهاية، أوصى البحث بضرورة التنسيق بين دُور وهيئات الإفتاء في العالم وبين السلطات (التشريعية والتنفيذية والقضائية) التي تتبعها، ووضع السياسات والتشريعات القانونية لحماية البلاد من مخاطر تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتحقيق التكاملية بين مؤسسات الدولة للحدِّ من الاستخدام الضار لتقنية المعلومات، وكذلك عقد بروتوكولات تعاون بين دور وهيئات الإفتاء وبين قطاع الأعمال المعني بالتطبيقات الذكية والكليات والمعاهد التعليمية والعلمية المُهتمة بعلوم الحاسب الحديثة والذكاء الاصطناعي.
بدورها، تقول الدكتورة نشوى أنور رضوان، مدرس الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر في كفر الشيخ: إن دور المؤسسات الإفتائية في تعزيز الوعي الرقمي المنهجي لدى المفتين ليس مجرد إضافة، بل هو ضرورة حتمية لضمان استمرارية رسالة الإفتاء ومرجعيتها، وفاعليتها في قيادة الأمة نحو الفهم الصحيح لدينها في ظل المستجدات المتسارعة، مؤكدةً أن الفتوى الرشيدة في عصر الذكاء الاصطناعي هي ثمرة تكامل بين الأصالة الشرعية والفهم العميق لواقع التقنية والعمل الجماعي المنظم.
وأوصت الدكتورة نشوى رضوان، في بحثها المعنون بـ "أثر المؤسسات الإفتائية في تعزيز الوعي الرقمي المنهجي لدى المفتين: دار الإفتاء المصرية ومجمع الفقه الإسلامي الدولي أنموذجًا"، بأهمية دمج الوعي الرقمي ضمن المرجعية والمنهجية الفقهية للمؤسسات، وبناء جسور التواصل الفعَّال بين الفقهاء وخبراء التقنية، وتطوير برامج تدريب متخصصة للمفتين تشمل الفهم العميق للنوازل الرقمية والتعامل مع الخلاف الفقهي، وكذلك تشجيع التعاون وتبادل الخبرات بين المؤسسات الإفتائية المختلفة على الصعيدين الإقليمي والدولي في مجال الإفتاء الرقمي، والاستفادة من تجارب بعضها البعض في بناء الوعي الرقمي.
من جانبه، يرى الدكتور هشام ربيع إبراهيم، أمين الفتوى ومدير إدارة الفروع الفقهية بدار الإفتاء المصرية، أن التطور الرقمي له بعض الآثار غير الإيجابية في مجال الفتوى والتعامل مع النص الشرعي، حيث تظهر تحديات كبيرة في قدرة الأدوات الجديدة على استيعاب السياق والتفاصيل الدقيقة التي تتطلبها الأسئلة الفقهية، وهي مهارات يمتلكها العلماء خاصة، ضاربًا المثل ببعض مسائل الأحوال الشخصية يحتَّم فيها التواصل مباشرة مع السائل لفهم طبيعة السؤال مع جميع الأطراف المعنية فهمًا معمَّقًا للظروف والملابسات؛ وأنه في مثل هذه الحالات قد يَصدر عن أدوات التطور الرقمي استنتاجات غير دقيقة حول وقوع الطلاق.
وأوصى الدكتور هشام ربيع، بضرورة تحسين وتطوير تصنيف الأسئلة والأرشفة الذكية في دار الإفتاء المصرية، مع العمل بتقنيات "Chatbot" في الرد على الأسئلة المتكررة، ويُزامِن ذلك تطوير "نظام مُفْتٍ مباشر" بالوسائط المتعددة (صوت/ فيديو) يعمل عبر مواعيد منتظمة، ويكون فيها إضافة ملفات تعريفية لكل أمين فتوى تتيح للمستخدم الاطلاع على مؤهلاته ومجال تخصصه، واستخدام تحليل البيانات لفهم اهتمامات الجمهور الديني.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد «فيديو المتحف».. أستاذ ملكية فكرية: صور ومصنفات المصريين تُستغل على مواقع التواصل بلا إذن
بعد «فيديو المتحف».. أستاذ ملكية فكرية: صور ومصنفات المصريين تُستغل على مواقع التواصل بلا إذن

اليوم السابع

timeمنذ ساعة واحدة

  • اليوم السابع

بعد «فيديو المتحف».. أستاذ ملكية فكرية: صور ومصنفات المصريين تُستغل على مواقع التواصل بلا إذن

قال الدكتور حسام لطفي، أستاذ الملكية الفكرية، إن استخدام الإنترنت في مصر ارتبط خلال السنوات الأخيرة بانتشار ثقافة استباحة حقوق الغير، موضحًا أن هناك مواقع متخصصة في نسخ الكتب والمصنفات الأدبية والفنية وإتاحتها مجانًا، بينما تحقق أرباحًا من الإعلانات، مؤكدًا أن الأمر امتد ليشمل الإنتاج التليفزيوني والإذاعي المصري الممتد لأكثر من قرن، والذي جرى إتاحته عبر هذه المواقع دون مراعاة حقوق الملكية الفكرية. وأضاف، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلاميين محمود السعيد وآية عبدالرحمن، ببرنامج «ستوديو إكسترا»، المذاع على قناة «إكسترا نيوز»، أن المشكلة تتفاقم مع الصور الشخصية التي يضعها المستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتمكن البعض من سرقتها واستغلالها في تقارير أو أخبار قد تُسيء لأصحابها، كاستخدام صورة شخص في قضية معينة دون علمه. وأشار لطفي إلى أن العالم يتجه حاليًا نحو جعل معلومات الأفراد متاحة على نطاق واسع، لافتًا إلى أن ما ينشره المستخدم على هذه المنصات يصبح خاضعًا لملكية الموقع، مثل فيسبوك، الذي يعتبر المحتوى المنشور على صفحاته ملكًا له، مما يعرض الأفراد لخطر فقدان السيطرة على صورهم وبياناتهم الشخصية.

رئيس حزب البيئة العالمي: منطقة شرق المتوسط تواجه أوضاعا مناخية خطيرة في 2025
رئيس حزب البيئة العالمي: منطقة شرق المتوسط تواجه أوضاعا مناخية خطيرة في 2025

فيتو

timeمنذ 4 ساعات

  • فيتو

رئيس حزب البيئة العالمي: منطقة شرق المتوسط تواجه أوضاعا مناخية خطيرة في 2025

حذر الدكتور دوميط كامل، رئيس حزب البيئة العالمي والخبير في قضايا تغير المناخ، من أن منطقة شرق المتوسط مقبلة على أوضاع مناخية بالغة الخطورة خلال العام الجاري، مشيرًا إلى أن تداعيات الفيضانات والحرائق طالت دولًا عدة من إسبانيا مرورًا بفرنسا واليونان وصولًا إلى سوريا ومصر وشمال إفريقيا. 2025.. عام مرشح لظواهر مناخية قاسية وقال كامل، في مداخلة من بيروت عبر قناة القاهرة الإخبارية، إن عام 2025 مرشح لأن يكون من أصعب الأعوام على صعيد الظواهر المناخية القاسية، لافتًا إلى أن التقديرات البيئية تتوقع اندلاع حرائق واسعة النطاق خلال شهري سبتمبر وأكتوبر المقبلين. غياب الأمطار وجفاف مساحات شاسعة وأوضح الخبير البيئي أن السبب الرئيس وراء ارتفاع مخاطر الحرائق يعود إلى غياب المتساقطات لفترات طويلة، ما تسبب في جفاف كبير لمساحات واسعة، إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة، وهي عوامل تخلق بيئة مثالية لاشتعال النيران. الرياح الجافة تضاعف الخطر وأكد كامل أن الخطر يزداد مع بدء الرياح الجافة في سبتمبر، والتي تساهم في انتشار الحرائق بسرعة هائلة وتجعل السيطرة عليها شبه مستحيلة، خاصة في المناطق الوعرة مثل بعض الغابات السورية التي تشهد بالفعل حرائق خطيرة في الوقت الراهن. دعوة إلى خطط وقائية عاجلة واختتم رئيس حزب البيئة العالمي حديثه بالتأكيد على أن الاستعداد المبكر، ووضع خطط وقائية واستباقية هو السبيل الوحيد لتقليل الخسائر البشرية والبيئية المتوقعة في مواجهة هذه التحديات والتغيرات المناخية. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

حزب البيئة العالمي: شرق المتوسط مقبل على حرائق خطيرة بسبب التغير المناخى
حزب البيئة العالمي: شرق المتوسط مقبل على حرائق خطيرة بسبب التغير المناخى

اليوم السابع

timeمنذ 4 ساعات

  • اليوم السابع

حزب البيئة العالمي: شرق المتوسط مقبل على حرائق خطيرة بسبب التغير المناخى

قال الدكتور دوميط كامل، رئيس حزب البيئة العالمي والخبير في قضايا تغير المناخ، إن منطقة شرق المتوسط ستشهد هذا العام أوضاعًا مناخية خطيرة للغاية، لافتًا إلى أن تداعيات الفيضانات والحرائق امتدت من إسبانيا مرورًا بفرنسا واليونان وصولًا إلى سوريا ومصر وشمال إفريقيا. وأوضح في مداخلة من بيروت عبر القاهرة الإخبارية، أن عام 2025 مرشح ليكون من أكثر الأعوام صعوبة من ناحية الظواهر المناخية القاسية. وأضاف كامل أن التقديرات البيئية تشير إلى احتمالية اندلاع حرائق واسعة خلال شهري سبتمبر وأكتوبر المقبلين، محذرًا من أن السبب الرئيسي يعود إلى غياب المتساقطات لفترات طويلة، ما أدى إلى جفاف كبير في مساحات شاسعة وارتفاع في درجات الحرارة. وأكد أن هذه العوامل مجتمعة تخلق بيئة خصبة لاندلاع الحرائق على نطاق واسع، وهو ما يتطلب خطط مواجهة عاجلة واستباقية من قبل دول المنطقة. وأكد رئيس حزب البيئة العالمي أن الخطر الأكبر يتمثل في تزامن الجفاف مع الرياح الجافة التي تبدأ عادة في سبتمبر، الأمر الذي يزيد من احتمالية انتشار الحرائق بسرعة كبيرة ويجعل السيطرة عليها شبه مستحيلة، خاصة في المناطق الوعرة مثل بعض الغابات السورية التي تشهد حرائق خطيرة بالفعل في الوقت الحالي. وختم محذرًا من أن الاستعداد المبكر ووضع خطط وقائية هو السبيل الوحيد لتقليل الخسائر البشرية والبيئية المتوقعة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store