
قتلٌ بلا رصاص.. إليك خارطة أبرز الأمراض المعدية التي تفتك بشعب غزة
وحذرت وزارة الصحة في غزة، الثلاثاء 1 يوليو/تموز 2025، من انتشار حالات الإصابة بمرض التهاب السحايا.
وقال الدكتور راغب ورش أغا، رئيس قسم الأطفال بمستشفى النصر الرنتيسي للأطفال بغزة، إن المستشفى سجّل مئات الإصابات بمرض التهاب السحايا، محذراً من تصاعد انتشار المرض في ظل الانهيار المستمر للقطاع الصحي والظروف المعيشية الكارثية التي يعيشها السكان.
وأضاف د. أغا: "نحن نشهد زيادة يومية في عدد الإصابات بمرض السحايا، وسط نقص حاد في المياه النظيفة ومستلزمات النظافة الشخصية، ما يفاقم من فرص انتشار الأمراض والأوبئة، خاصة في مراكز الإيواء التي تعاني من الاكتظاظ وانعدام شروط الصحة العامة."
من جانبها، حذرت حركة حماس مما وصفتها بالكارثة والمخاطر الجديدة التي تهدد أطفال قطاع غزة مع انتشار مرض التهاب السحايا في ظل انهيار المنظومة الصحية.
وأضافت حماس في بيان أن الحصار والاستهداف المركز من قبل الاحتلال أدى لانهيار المنظومة الصحية.
ولا تقتصر قائمة الأمراض المعدية التي أصابت السكان بأعداد كبيرة في القطاع الفلسطيني المحاصر على التهاب السحايا، بل شمل ذلك أيضاً على سبيل المثال لا الحصر التهاب الكبد الوبائي والجدري والكوليرا والجرب.
ما هي الأمراض المعدية؟
الأمراض المعدية هي حالات صحية تنتج عن الإصابة بالبكتيريا، أو الفيروسات، أو الفطريات، أو الطفيليات، ويمكن أن تنتقل من شخص إلى آخر أو من الحيوانات إلى البشر.
ما هي عوامل انتشار الأمراض المعدية في قطاع غزة؟
وفقاً لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، هناك عدد من العوامل التي ساهمت في انتشار وتفشي الأمراض المعدية والأوبئة في قطاع غزة، ومن أبرز هذه العوامل:
الازدحام الشديد في مناطق النزوح، الذي يرفع من احتمالية انتقال العدوى بين الأفراد.
انهيار شبكات الصرف الصحي.
تلوث مياه الشرب وما صاحب ذلك من انتشار الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا.
سوء التغذية الذي يُضعِف جهاز المناعة، فيجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
غياب الرعاية الصحية الكافية الناتج عن تدمير معظم المستشفيات والمؤسسات الصحية.
ما هي أبرز الأمراض المعدية المنتشرة في قطاع غزة؟
1- التهاب السحايا
وهو عبارة عن التهاب الأغشية (السحايا) المُحيطة بالدماغ والحبل الشوكي، ويحفّز التورّم الناتج عن التهاب السحايا غالباً مؤشرات المرض وأعراضه، مثل الصداع وتيبّس الرقبة والحُمّى.
وقد تنتج حالات الالتهاب عن عدوى فيروسية وبكتيرية، أو طفيلية وفطرية أيضاً.
ووفقاً لموقع Mayo Clinic ، تتحسّن بعض حالات السحايا من دون علاج في غضون عدة أسابيع، ولكن يُمكن لحالاتٍ أخرى أن تكون مهدّدة للحياة، وتتطلب علاجاً فورياً بالمضادات الحيوية.
الأطفال دون سنّ الخامسة معرّضون للإصابة بالتهاب السحايا الفيروسي، في حين أن الالتهاب الجرثومي شائع لدى من تقلّ أعمارهم عن عشرين عاماً. ومن شأن المناطق المعيشية المزدحمة أن تتسبّب غالباً في الإصابة بالالتهاب.
ويمكن أن تصاب النساء الحوامل بالعدوى الناجمة عن بكتيريا الليستيريا، التي قد تُسبّب التهاب السحايا.
وتتضمن الأعراض المحتملة لدى أي شخص، تجاوز عمره السنتين: حُمّى شديدة مفاجئة، تيبّس في الرقبة، حساسية تجاه الضوء، النعاس وصعوبة الاستيقاظ، والطفح الجلدي.
وقالت وزارة الصحة في غزة في يونيو/حزيران 2025 إنها سجلت 337 إصابة بالتهاب السحايا، منها 259 حالة فيروسية منذ بداية العام الجاري.
2- القمل
والقمل هو طفيليات صغيرة تعيش على فروة الرأس والجسم وتتغذى على الدم. ويُمكن أن ينتقل بالتلامس المباشر أو بمشاركة الأغراض الشخصية.
وتختلف تأثيرات القمل على الصحة بحسب النوع: قمل الرأس يُسبب حكة والتهابات جلدية دون نقل أمراض؛ أما قمل الجسم فيمكن أن ينقل أمراضاً مثل التيفوس وحمى الخنادق وحمى عضة الجرذ عبر براز القمل الذي يدخل الجلد من خلال الخدوش.
وفي الظروف الصحية السيئة، يمكن لقمل الجسم أن يُسبب فقر الدم ويزيد من خطر العدوى البكتيرية الثانوية.
ويعزز الاكتظاظ الشديد، وضعف النظافة الشخصية والعامة، ونقص مواد التنظيف من انتشار القمل في مخيمات النزوح، وهذا يزيد مخاطر تفشي الأمراض المعدية.
وللوقاية منه يُنصح بتجنب التلامس المباشر، وعدم مشاركة الأغراض الشخصية، وبالحفاظ على نظافة الجسم والشعر.
3- الجرب
الجرب هو مرض جلدي معدٍ تسببه حشرة القارمة الجربية، ويتميز بحكة شديدة، خاصة في الليل، وطفح جلدي أحمر وحبوب صغيرة.
وينتقل الجرب عبر الاتصال الجسدي المباشر، وقد ينتقل أيضاً بتبادل الملابس أو المناشف.
وقد تؤدي الحكة المستمرة التي يسببها إلى التهابات جلدية ثانوية مثل القوباء، وهي عدوى بكتيرية خطيرة في البيئات غير النظيفة.
وللوقاية منه يُنصح بالنظافة الشخصية، وتجنب ملامسة المصابين وأغراضهم، وغسل الملابس والفراش بانتظام.
ويشكل الجرب تحدياً صحياً كبيراً في غزة. ووفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية، سُجِّلت حوالي 9000 حالة من الجرب والقمل خلال الشهر الأول من الحرب.
وفي 12 يناير/كانون الثاني 2024، سُجِّلت 26 ألف حالة جرب و3600 حالة تقمل بين النازحين.
ووثَّق مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أكثر من 103 آلاف حالة جرب وقمل، بالإضافة إلى أكثر من 65 ألف حالة من الطفح الجلدي في مخيمات النزوح حتى نهاية تموز/ يوليو 2024.
4- الجدري المائي
والجدري المائي هو عدوى فيروسية سريعة التفشي يسببها فيروس الحماق النطاقي.
ويتميز المرض بطفح جلدي حاكٍّ يتكون من بقع حمراء وحويصلات مملوءة بالسوائل، مصحوباً بالحمى، والصداع، والإرهاق.
وينتقل الجدري المائي عادةً عبر الرذاذ التنفسي من السعال أو العطس، ومن ملامسة البثور المصابة أيضاً. ويسبب مضاعفات مثل التهاب الرئة أو العدوى البكتيرية الثانوية.
ويُعتبر التطعيم أفضل وسيلة للوقاية من الجدري.
واعتبرت منظمة الصحة العالمية أن الظروف الحالية في غزة تخلق بيئة مثالية لانتشار الجدري المائي، حيث يعزز الاكتظاظُ في مخيمات النزوح انتقال المرض، وتُسرِّع انتشارَ العدوى قلةُ اللقاحات، ونقصُ وسائل النظافة، وتدهورُ الرعاية الصحية.
ووفقاً لتقرير مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، تشير الأرقام الأخيرة إلى تسجيل نحو 11 ألف حالة من الجدري المائي حتى نهاية يوليو/تموز 2024.
وعَزَت منظمة الصحة العالمية انتشار المرض إلى الأضرار التي لحقت بعمليات وصول اللقاحات والأدوية، وتضرر شبكات الصرف الصحي، ونقص مواد التنظيف.
5- التهاب الكبد الوبائي (أ)
التهاب الكبد الوبائي (أ) هو عدوى فيروسية تصيب الكبد وتنتقل عبر تناول الطعام أو الماء الملوث. ويتميز بأعراض مثل اليرقان (اصفرار الجلد وبياض العينين)، والحمى، وفقدان الشهية، والغثيان.
وتستمر الأعراض عادةً من 10 إلى 20 يوماً. ويُعتبر اللقاح المضاد للمرض وسيلة فعالة للوقاية، خصوصاً للأطفال والأفراد المعرضين للخطر.
ومع أن معظم المصابين يتعافون ويكتسبون مناعة دائمة، فإن المضاعفات النادرة قد تكون خطيرة وقد تؤدي إلى الوفاة، بحسب منظمة الصحة العالمية.
ووفقاً للتقارير الدولية والمحلية، يُعد التهاب الكبد الوبائي (أ) من أكثر الأمراض المعدية تفشِّياً بين النازحين في غزة، فقد أفادت بيانات الأمم المتحدة بتسجيل 40 ألف حالة منذ بداية الحرب مقارنةً بـ 85 حالة فقط قبل الحرب بعام.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بتسجيل 107 ألف حالة من متلازمة اليرقان الحاد بين النازحين في قطاع غزة بحلول يوليو/تموز 2024.
6- الكوليرا
مرض الكوليرا ، وباء عالمي يعود تاريخه إلى قرون، يتسبب في أعراض حادة مثل الإسهال الشديد والقيء، مما قد يؤدي بسرعة إلى الجفاف الشديد والصدمة، وفي الحالات الأكثر خطورة، الوفاة.
والعامل المسبب لهذه الحالة هو بكتيريا ضمة الكوليرا التي تنتشر بشكل أساسي عبر مياه الشرب الملوثة.
ويرتبط انتقال الكوليرا ارتباطاً وثيقاً بعدم كفاية الوصول إلى المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي.
وتشمل المناطق المعرضة للخطر عادةً الأحياء الفقيرة في ضواحي المدن، ومخيمات المشردين داخلياً أو اللاجئين، حيث لا تتم تلبية الحد الأدنى من متطلبات المياه النظيفة والصرف الصحي.
ووفقاً لما ذكره موقع Mayo Clinic، فإنَّ أعراض أغلب حالات الكوليرا تكون عبارة عن إسهال بسيط أو معتدل يصعب تفرقه عن الإسهال الناتج عن أية مشكلة صحية أخرى.
ونقلت تقارير عن أطباء مختصين عملوا في غزة "أن ظروف الازدحام، ونقص المياه، والحرارة، وسوء الصرف الصحي هي عوامل محفزة لانتشار الكوليرا".
7- أمراض الإسهال المُعدية
تنتج أمراض الإسهال المعدية عن عدوى فيروسية، أو بكتيرية، أو طفيلية ناتجة عن تناول طعام أو شراب ملوث.
وتشمل الأسباب الشائعة للإسهال فيروسات مثل الروتا والنوروفيروس، وبكتيريا مثل الإشريكية القولونية والسالمونيلا، وطفيليات مثل الجيارديا.
ويُعتبر الجفاف أخطر مضاعفاتها، إذ يفقد الجسم كميات كبيرة من السوائل والكهارل، وهذا يشكِّل تهديداً للحياة، خصوصًا عند الأطفال وكبار السن.
ويمكن الوقاية من الإسهال من خلال تحسين الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي. أمَّا العلاج، فيتضمن تعويض السوائل المفقودة بشرب الماء أو المحاليل المعوضة.
وتفاقمت حالات الإسهال كثيراً في غزة بسبب تدهور الظروف الصحية. وسجلت وزارة الصحة في القطاع 59 ألف حالة إسهال مدمى منذ بداية الحرب حتى منتصف العام الجاري.
8- شلل الأطفال
وشلل الأطفال هو مرض فيروسي شديد العدوى ينتقل من تناول طعام أو شراب ملوث، ويؤثر عادةً في الأطفال دون سن الخامسة.
وتبدأ أعراضه بالحُمى والصداع، وقد تتطور إلى شلل رخو حاد، وهذا قد يؤدي إلى إعاقة دائمة أو الوفاة.
ولا يوجد علاج محدد، لكن يمكن الوقاية بواسطة اللقاحات. ويتسبب المرض في شلل عضال في حالةٍ من كل 200 حالة، ويموت 5-10% من المصابين بسبب توقف عضلات التنفس.
وقبل اندلاع الحرب في غزة، نجح القطاع في الحفاظ على وضعه منطقةً خاليةً من شلل الأطفال لأكثر من 25 عاماً، بحسب منظمة الصحة العالمية.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذرت منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من استمرار خطر انتقال مرض شلل الأطفال في غزة بسبب الأوضاع الناتجة عن الحرب.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة في 29 يوليو/تموز 2024، أن القطاع أصبح منطقة وباء لشلل الأطفال بسبب تدهور الحالة الصحية، فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في 16 أغسطس/آب 2024، تسجيل أول إصابة مؤكدة بفيروس شلل الأطفال في قطاع غزة لطفل عمره 10 شهور، وذلك لأول مرة منذ 25 عاماً.
9- الالتهابات الصدرية المعدية
تشير عدوى الجهاز التنفسي إلى أي مرض مُعدٍ يؤثر في الأجزاء العليا أو السفلى منه. وقد تكون هذه العدوى ناتجة عن فيروسات أو بكتيريا أو فطريات.
تصيب التهابات الجهاز التنفسي العلوي الممرات الهوائية فوق الحبال الصوتية، مثل الأنف والجيوب الأنفية والبلعوم والحنجرة، وتظهر أعراضها عادةً في السعال، والتهاب الحلق، وسيلان الأنف، والصداع، والحمى.
ومن أبرز هذه الالتهابات الزكام، والتهاب اللوزتين، والتهاب الجيوب الأنفية. في المقابل، تستهدف التهابات الجهاز التنفسي السفلي الممرات الهوائية السفلية مثل القصبة الهوائية، والشعب الهوائية، والقُصيبات الهوائية، والرئتين.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن الظروف الراهنة في غزة تزيد من عوامل الخطر المعروفة، وهذا يخلق بيئة مواتية لانتشار الأمراض التنفسية المعدية.
ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، تم تسجيل 245 ألف إصابة بأمراض الجهاز التنفسي منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

أخبار السياحة
منذ 7 أيام
- أخبار السياحة
دراسة صادمة.. 74 ألف مولود سنويا يحملون عدوى خفية
كشف باحثون من جامعة بريستول عن أرقام صادمة بشأن عدد الأطفال الذين يولدون حاملين لفيروس التهاب الكبد الوبائي C حول العالم، وذلك في دراسة تعد الأولى من نوعها.وتشير التقديرات إلى أن نحو 74 ألف مولود جديد سنويا يحملون هذا الفيروس الخطير، مع بقاء 23 ألف طفل منهم مصابين به حتى بلوغهم سن الخامسة. وجاءت هذه النتائج بعد تحليل دقيق شمل جميع دول العالم، وهو ما يمثل تقدما كبيرا في فهم انتشار المرض، بعد أن كانت البيانات السابقة تقتصر على ثلاث دول فقط هي باكستان ومصر والولايات المتحدة. وتكشف الخريطة الوبائية أن العبء الأكبر من هذه الإصابات يتركز في خمس دول رئيسية، تتصدرها باكستان ونيجيريا، وهذه الدول الخمس مجتمعة تساهم بنحو نصف حالات العدوى التي تنتقل من الأم إلى الطفل. وخلف هذه الأرقام قصة إنسانية مؤلمة، فمعظم هؤلاء الأطفال لن يحصلوا على التشخيص أو العلاج المناسب. والسبب يعود إلى عدة عوامل معقدة، أولها أن الفيروس قد يكمن في الجسم لسنوات دون أعراض واضحة، قبل أن يظهر فجأة على شكل تليف كبدي أو سرطان كبد مميت. ثانيا، تتركز الإصابات بشكل كبير بين الفئات المهمشة والفقيرة التي لا تحصل على رعاية صحية كافية. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن هناك نحو 50 مليون شخص يعيشون مع الفيروس المنقول عبر الدم (HCV) على مستوى العالم، وأن نحو 240 ألف شخص توفوا بسبب أمراض الكبد المرتبطة بالتهاب الكبد الوبائي سي في عام 2022. لكن الأمل ما يزال موجودا، فمنذ عام 2014، أصبحت العلاجات الفعالة متاحة في العديد من الدول. وهذه العلاجات التي تأتي على شكل أقراص لمدة ثلاثة أشهر فقط، تستطيع القضاء على الفيروس بنسبة نجاح تزيد عن 90%. لكن المشكلة تكمن في أن معظم المصابين لا يعرفون أنهم يحملون الفيروس أصلا، حيث تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن 64% من الحالات غير مشخصة. ويبدأ الحل من نقطة أساسية: زيادة الفحوصات أثناء الحمل. فإلى جانب كون الحمل فترة حرجة لاحتمال انتقال العدوى من الأم إلى الجنين، فإنه يشكّل فرصة ذهبية للكشف عن الإصابات وعلاجها، لا سيما أن كثيرا من النساء لا يجرين أي فحوصات طبية إلا خلال هذه المرحلة. ومع ذلك، فإن الواقع يُظهر أن فحص فيروس التهاب الكبد C للحوامل لا يزال غائبا عن الممارسة الطبية في معظم الدول، حتى في تلك التي تنص إرشاداتها الرسمية على ضرورة إجرائه. أما بالنسبة للأطفال المصابين، فتتمثل المعضلة في أن معظم الإرشادات الطبية لا توصي ببدء العلاج قبل سن الثالثة. كما أن علاج الأمهات الحوامل المصابات لا يزال محلّ دراسة، بسبب مخاوف تتعلق بسلامة الأدوية على الأجنة، رغم أن النتائج الأولية للتجارب السريرية تبدو مبشّرة. وتؤكد هذه الدراسة أننا أمام تحدٍّ صحي كبير يتطلب تحركا عاجلا. فمع توافر علاجات فعالة، لم يعد هناك ما يبرر استمرار معاناة عشرات الآلاف من الأطفال من مرض يمكن الشفاء منه. الحلول موجودة، لكنها تتطلب إرادة سياسية حقيقية واستثمارات في أنظمة الفحص والرعاية الصحية، خاصة في الدول الأكثر فقرا، حيث تتركز النسبة الكبرى من الحالات. المصدر: ميديكال إكسبريس


بوست عربي
٢٧-٠٧-٢٠٢٥
- بوست عربي
حين صارت الصورة أقوى من الإنكار.. هكذا بدأ الإعلام الغربي يلتفت 'أخيراً' إلى مجاعة غزة
منذ شهور تعاملت معظم وسائل الإعلام الغربية مع المأساة والمجاعة في غزة بصمت بارد، متجاهلة جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل، في تناقض صارخ مع خطابها المُعلن حول حماية الحقوق والحريات والدفاع عن المستضعفين. لكن شيئاً ما بدأ يتغير في الفترة الأخيرة، فبدأت مؤسسات صحفية كبرى، بما فيها تلك المحسوبة على التيار المحافظ، في مراجعة خطابها حيال ما يجري في القطاع، على وقع مشاهد الجوع والانهيار الإنساني الواسع الذي لم يعد بالإمكان إنكاره أو تأطيره ضمن سرديات أمنية وسياسية إسرائيلية. وقد ساهمت الانتقادات العلنية من الأمم المتحدة وعشرات المنظمات الإنسانية، إلى جانب تصريحات صريحة من حكومات غربية، في زعزعة جدار الصمت الإعلامي. ففي بيان مشترك صدر يوم الاثنين الماضي، وجّه الاتحاد الأوروبي و28 دولة غربية، من بينها بريطانيا وفرنسا، دعوة صريحة لإسرائيل بوقف الحرب فوراً، مستنكرين ما وصفوه بـ "التدفق غير المنتظم للمساعدات". واعتبر البيان أن مقتل أكثر من 800 مدني خلال محاولتهم الوصول إلى الغذاء أمرٌ مروّع لا يمكن تبريره. هذا التحول – وإن أتى متأخراً – يعكس على ما يبدو حدود القدرة على إخفاء الحقيقة، حين تبلغ المأساة ذروتها أمام عدسات الكاميرا وشهادات المنظمات الأممية. مجاعة في غزة.. دون إدانة لإسرائيل نشرت صحيفة The Telegraph البريطانية، ذات التوجه اليميني، تقريراً بعنوان: " جسدها يضعف يوماً بعد يوم.. أطفال في غزة يتضورون جوعاً حتى الموت". يعرض التقرير لقطات من داخل أحد المستشفيات القليلة المتبقية في قطاع غزة، توثّق حالات لأطفال يعانون من سوء تغذية حاد يهدد حياتهم، مشيراً إلى أن بعضهم "يتضور جوعاً حتى الموت". يركّز التقرير بصرياً وعاطفياً على الأجساد الصغيرة التي تنهكها المجاعة يوماً بعد يوم، ويتضمن شهادات لأطباء فلسطينيين يواجهون نقصاً حاداً في الموارد الطبية والغذائية. وتورد الصحيفة أن وزارة الصحة في غزة — التي تشير إليها باستمرار بأنها "تديرها حماس" — أعلنت وفاة 33 شخصاً، بينهم 12 طفلاً، بسبب الجوع خلال 48 ساعة فقط، في وقت بات فيه الحصار والنقص الحاد في الإمدادات يهددان آلاف الأرواح. لكن التقرير لا يذكر إسرائيل كطرف رئيس في هذه المجاعة، بل يترك القارئ أمام مشهد إنساني معزول، وكأن المجاعة نشأت من فراغ، لا من حرب إبادة تشنها إسرائيل منذ أكثر من 21 شهراً. Israel continues to starve the people of Gaza. — TIMES OF GAZA (@Timesofgaza) July 25, 2025 ورغم البعد الإنساني البارز في المادة المصوّرة، يغيب عن تقرير The Telegraph أي ذكر مباشر لمسؤولية إسرائيل عن تدهور الوضع الغذائي في القطاع. تُذكر "إسرائيل" بشكل عابر فقط، دون الإشارة إلى أنها تقصف القطاع بشكل يومي منذ شهور، أو أنها فرضت حصاراً خانقاً على تدفق الغذاء والدواء والوقود، أو أنها دمّرت البنية التحتية والمنشآت الطبية. كما أن التقرير يتجاهل تماماً ما أكدته مصادر أممية وحقوقية عديدة بشأن استخدام إسرائيل لسياسة التجويع كسلاح في الحرب، ويتغاضى عن حقيقة أن أكثر من 18 ألف طفل فلسطيني قد قُتلوا منذ بدء العدوان، وفق إحصاءات وزارة الصحة — التي تصر معظم الصحف الغربية، وليس التلغراف فقط، على الإشارة إليها بأنها "تديرها حماس". أما عن صحيفة "وول ستريت جورنال"، وهي صحيفة اقتصادية أميركية ذات توجه محافظ يميني، فقد تناولت المجاعة في غزة في مقال رأي بعنوان " أزمة المساعدات في غزة تخدم حماس فقط"، مقال رأي باسم هيئة التحرير، من زاوية سياسية ضيقة، حيث تطرح أن تفاقم النقص في الغذاء، لا سيما في شمال القطاع، يمنح حماس فرصة لتعزيز موقفها عبر رفض اتفاق وقف إطلاق النار وإلقاء اللوم على إسرائيل. Opinion | Gaza's Aid Crisis Helps Only Hamas – The Wall Street Journal — The Conservative Catholic Journal (@thepathistruth) July 26, 2025 ترى الصحيفة أن حماس توظف الأزمة لكسب تعاطف محلي ودولي دون أن تتحمل مسؤولية إنسانية فعلية، كما تحث الأمم المتحدة وإسرائيل على تجاوز الاتهامات المتبادلة والعمل معاً على "وضع الطعام على الطاولات". ومن ثم، فإن المقال يُقدّم المجاعة بوصفها نتيجة لصراع سياسي غير محسوم، لا كجريمة ممنهجة من إسرائيل. حين صارت الصورة أقوى من الإنكار أما في فرنسا، فصحيفة لوفيغارو، المعروفة بارتباطها التقليدي بخطاب يميني متشدد ومواقف داعمة لإسرائيل، خصّصت في عددها الصادر يوم 23 يوليو/تموز مساحة لافتة لتناول أزمة الجوع المتفاقمة في قطاع غزة، من خلال تقرير مصوّر نُشر على منصتها الرقمية بعنوان: " خطر المجاعة في غزة هو نتيجة الحصار الإسرائيلي، كما تؤكد فرنسا". ورغم الخلفية التحريرية للصحيفة، فقد نقل التقرير تصريحات مباشرة للمتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، أقرّ فيها بأن المجاعة المتوقعة في القطاع ليست عرضاً عابراً، بل نتيجة مباشرة للحصار الإسرائيلي المستمر. كما أشار التقرير إلى تنامي الانتقادات الأوروبية والدولية. بينما خصّصت صحيفة ليبراسيون ، ذات التوجه اليساري، صفحتها الافتتاحية يوم 24 يوليو/تموز وعدداً من صفحاتها الداخلية لتسليط الضوء على تفاقم المجاعة في غزة، وارتفاع أعداد الوفيات بسبب الجوع. تضمن التقرير مقابلات مع فلسطينيين يعيشون تحت وطأة الحصار. وعلى صورة صادمة لطفل من مخيم الشاطئ بدت عظامه بارزة بفعل سوء التغذية، حملت الصفحة الرئيسية العنوان: "المجاعة في غزة". Primeira página do jornal francês Libération — Comunidade Cultura e Arte (@comculturaearte) July 24, 2025 وأضافت الصحيفة: "أكثر من مئة منظمة غير حكومية تحذر من مجاعة جماعية تضرب القطاع، حيث تتزايد أعداد الوفيات نتيجة سوء التغذية، في ظل غياب المساعدات الغذائية التي تمنع إسرائيل دخولها." وخصّصت لوموند الفرنسية ، وهي صحيفة تحاول أن تضع نفسها في الوسط بين التيارات السياسية، صفحتها الأولى لتغطية مجاعة غزة، واختارت صورة مؤثرة لامرأة فلسطينية تحتضن جسد طفلها الهزيل من شدة الجوع، تحت عنوان لافت: "قطاع غزة: ويلات المجاعة". أشارت الصحيفة إلى أن نحو مئة شخص لقوا حتفهم جوعاً منذ أن فرض الجيش الإسرائيلي حصاراً على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. واستعرضت شهادات مؤلمة من سكان غزة، تحدّثوا عن ظروف يومية تُطبق على الحياة: الجوع، غياب الرعاية، وانهيار كل مقومات البقاء. ولفتت لوموند إلى أن "الحكومة الإسرائيلية تتبنى، بشكل متزايد وعلني، استراتيجية تهدف إلى تفريغ غزة من سكانها". Le titre du @lemondefr devrait être plutôt : Bande de Gaza, les ravages du Génocide — Salim DJELLAB (@SalimDjellab) July 24, 2025 تجدر الإشارة إلى أن بعضاً من الصحف الغربية تبدي قدراً معقولاً من الاهتمام بما يتعرض له سكان غزة من إبادة وتجويع ممنهجين، وتسعى إلى إبراز المأساة الإنسانية، بينها صحيفة ذي غارديان البريطانية، ذات التوجه التقدمي، التي خصصت مدونة حية لتغطية الإبادة في غزة، تنشر فيها آخر المستجدات من القطاع. أما صحيفة إل باييس الإسبانية ، ذات التوجه الوسطي الليبرالي، واسعة الانتشار، فقد اختارت صورة تظهر فلسطينيين يصطفون في طوابير طويلة بانتظار الحصول على الطعام في غزة، ورافقتها بعنوان مباشر: "المجاعة في غزة تطلق موجة غضب عالمي"، في إشارة إلى تصاعد الاستياء الدولي من الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع. 🗞️ #Portada | La UE se dispone a ceder ante Trump y asumir aranceles del 15%; La hambruna en Gaza desata una ola de indignación global; Una diputada del PP deja todos sus cargos por falsear el currículum, en EL PAÍS este jueves 24 de julio 🔗 — EL PAÍS (@el_pais) July 24, 2025 في المقابل، غابت أخبار المجاعة في غزة عن الصفحات الأولى للصحف الأميركية البارزة مثل واشنطن بوست و نيويورك تايمز ، والتي فضّلت التركيز على ملفات محلية داخلية، متجاهلة تصدير واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية الجارية في العالم اليوم بفعل إسرائيل.في المقابل، غابت أخبار المجاعة في غزة عن الصفحات الأولى للصحف الأميركية البارزة مثل واشنطن بوست و نيويورك تايمز ، والتي فضّلت التركيز على ملفات محلية داخلية، متجاهلة تصدير واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية الجارية في العالم اليوم بفعل إسرائيل.

أخبار السياحة
٢١-٠٧-٢٠٢٥
- أخبار السياحة
تحذيرات للمصطافين على شواطئ تركيا من بكتيريا خطيرة!
دعا الأطباء المصطافين على الشواطئ التركية إلى توخي الحذر من خطر الإصابة ببكتيريا 'فيبريو' (Vibrio) الخطيرة، التي قد تؤدي في بعض الحالات إلى الإصابة بالكوليرا. أفادت صحيفة 'ملييت' (Milliyet) التركية، يوم الاثنين 21 يوليو، نقلا عن تصريحات أخصائي المسالك البولية في مستشفى 'فلورانس نايتينغيل' بإسطنبول، الدكتور أوغور أفيرين، بتحذير الأطباء للمصطافين من خطر بكتيريا 'فيبريو' (Vibrio) المنتشرة في مياه البحر. وذكرت الصحيفة أن الحمض النووي لبكتيريا مثل 'فيبريو باراهيموليتيكس' (Vibrio parahaemolyticus) و'فيبريو فولنيفيكس' (Vibrio vulnificus) قد تم اكتشافه مؤخرا على سواحل بحر مرمرة، وبحر إيجة، والبحر المتوسط. وأشار الدكتور أوغور أفيرين إلى أن على الأشخاص الذين يتعرضون لمياه البحر في فصل الصيف توخي الحذر، موضحا: 'تتكاثر بكتيريا فيبريو في المياه المالحة والدافئة، وخاصة بكتيريا 'فيبريو كوليري' (Vibrio cholerae). وقد تدخل الجسم عبر الجهاز الهضمي عند ابتلاع مياه بحر ملوثة، مسببة الكوليرا، التي تؤدي إلى إسهال شديد وفقدان كبير للسوائل. ورغم أن حالات الكوليرا نادرة في تركيا، إلا أن الخطر لا يزال قائما.' وأشار أفيرين إلى أن أنواعا مثل 'فيبريو فولنيفيكس' (Vibrio vulnificus) قد تسبب عند ملامستها للجلد التهابات خطيرة، منها التهابات الأنسجة التي تعرف أحيانا بـ'البكتيريا آكلة اللحم'. أما 'فيبريو باراهيموليتيكس' (Vibrio parahaemolyticus)، التي يمكن أن تنتقل عبر المحاريات مثل المحار النيء، فقد تؤدي إلى أعراض مثل آلام البطن، والتقيؤ، والإسهال، والحمى. وعند الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، قد تتفاقم هذه الالتهابات لتنتشر في الدم وتسبب تسمما خطيرا. وبخصوص زيادة خطر التهابات المسالك البولية في أشهر الصيف، لفت الطبيب إلى أن البقاء لفترات طويلة في ملابس السباحة المبللة بعد الخروج من البحر، خاصة لدى النساء، يعزز من احتمالية الإصابة بهذه الالتهابات. من جانبه، قال الدكتور حسين يلدرز من قسم صحة وأمراض الأطفال: 'لا ننصح بدخول البحر قبل بلوغ الطفل عمر 4 أشهر، ودخول المسبح قبل عمر 6 أشهر، لأن التحكم في الرأس والرقبة قد يكون ضعيفا في هذه المرحلة العمرية.' المصدر: نوفوستي