
صراعات ميانمار تحجب أفق الاقتصاد
هذه الدولة، الواقعة في جنوب شرق آسيا، لا تُقاس قيمتها بحجمها، بل بموقعها الفاصل بين ثلاثة عمالقة، الصين، الهند، وتايلاند. موقع تحوّل من جغرافيا خاملة إلى عقدة لوجستية في معادلات التجارة والطاقة. ميناء كياوكبيو المشروع الصيني العملاق على بحر أندمان، ليس مجرد مرفأ، إنه شريان بديل يحرر الصين من اختناق مضيق ملقا، ويحوّل ميانمار إلى بوابة استراتيجية نحو جنوب وغرب آسيا.
وعلى رغم العواصف السياسية، تشير تقديرات البنك الدولي إلى نمو متوقع بـ 2.8 % في العام 2025. رقم يبدو هزيلا على الورق، لكنه يخفي خلفه ثروات كامنة: صادرات الغاز الطبيعي بقيمة (3.5 مليار دولار) سنويًا، واحتياطي عالمي هائل من الحجر الكريم (اليشم) بقيمة 31 مليار دولار حسب منظمة 'غلوبال ويتنيس'، فضلًا عن الذهب، والنيكل، والقصدير، والزراعة التي ما تزال العمود الفقري لـ 60 % من السكان.
لكن ميانمار لا تعاني فقط نقص الاستقرار، إنها تعاني نقص الكهرباء أيضًا. تقرير البنك الآسيوي للتنمية للعام 2024 يحذر من فجوة طاقة تتطلب إضافة 4 جيجاوات بحلول 2030. هنا، تُفتح أمام رؤوس الأموال الخليجية أبواب استثمارية ضخمة في الطاقة المتجددة، من الشمس والرياح إلى الهيدروجين الأخضر، في سوق تكاد تخلو من المنافسة الغربية.
الفراغ الذي خلّفه انسحاب الشركات الأمريكية والأوروبية لم يبقَ طويلًا؛ الصين وتايلاند وسنغافورة والهند سارعت لملئه. ومع ذلك، ما تزال هناك فجوات حادة في البنية التحتية، والخدمات اللوجستية، والصناعات الغذائية، لاسيما في قطاع الأغذية الحلال، الذي يخدم الأسواق المحلية والإقليمية من بنغلاديش إلى ماليزيا.
كلما انسحب الغرب مدفوعًا بأخلاقياته السياسية، اتسعت المساحة أمام من يفكر بعقلية السوق لا بشعارات العقوبات. رأس المال الخليجي، في سعيه نحو تنويع ذكي، أمام فرصة نادرة لدخول سوق ترتبط بشبكات التجارة الصينية والهندية، وتتموضع خارج خطوط النار الجيوسياسية التقليدية.
ميانمار ليست هامشًا مهملًا في دفتر آسيا، بل مرآة تعكس معادلة صلبة، فحين تحجب الصراعات أفق السياسة، يظل الاقتصاد يبحث عن ممرات ضوء خلف الجدران المتصدعة. وما يراه البعض مقامرة محفوفة بالمخاطر، قد يكون في الحقيقة استراتيجية استباقية لمن يفهم أن الاقتصاد مثل الماء لا يعترف بالحواجز، بل يبحث عن أي ثغرة لينساب منها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ ساعة واحدة
- البلاد البحرينية
السفير المغربي يشيد بإنجازات المغرب والبحرين في الذكرى الـ 26 لاعتلاء الملك محمد السادس العرش
أشاد سفير المملكة المغربية لدى مملكة البحرين مصطفى بنخيي، بما حققته المملكة المغربية من إنجازات استراتيجية في 26 عامًا من اعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين. وقال بنخيي في تصريح لـ 'البلاد': 'نحن اليوم نحتفل بالذكرى السادسة والعشرين لاعتلاء جلالة الملك العرش، وهي مناسبة نستحضر فيها ما تحقق من تطور كبير في مختلف المجالات؛ بفضل رؤية استراتيجية نُزّلت على أرض الواقع عبر أوراش تنموية ضخمة، شملت تطوير الاقتصاد، وبناء الدولة الاجتماعية، وتعزيز السيادة الوطنية في قطاعات صناعية حيوية'. وأضاف أن 'ما تحقق كثير، لكن القادم أعظم، بفضل الإرادة السياسية الراسخة وحرص جلالة الملك على متابعة تنفيذ المشاريع وآثارها المباشرة على المواطن المغربي، الذي يبقى في صلب اهتمام جلالته'. وأشاد السفير بمسيرة التنمية في مملكة البحرين، مؤكدًا أنها تسير على الوتيرة ذاتها من الإنجاز؛ بفضل القيادة الحكيمة لملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ومتابعة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة. ولفت إلى مكانة البحرين الإقليمية والدولية البارزة، مستشهدًا بعضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن، والزيارة الرسمية الناجحة لسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى الولايات المتحدة. وأكد بنخيي عمق ومتانة العلاقات الأخوية بين البلدين، وما تحظى به من رعاية من قيادتي المملكتين، مشيدًا بالنمو المتواصل في العلاقات السياسية والاقتصادية، التي بلغت قيمة تبادلها التجاري في 2024 نحو 500 مليون دولار. كما أشار إلى توسع استثمارات الشركات البحرينية في السوق المغربية، وجهود تعزيز التدفقات السياحية بين البلدين. واختتم السفير بالإشارة إلى المشروع الاستراتيجي 'ميناء الداخلة الأطلسي'، المتوقع تشغيله في 2029، مؤكدًا أنه سيمثل بوابة اقتصادية جديدة للمغرب في الساحل الأطلسي، ويعزز ربطه البحري بإفريقيا وأوروبا والأميركتين. تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الإلكترونية الربحية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الإشارة للمصدر.


البلاد البحرينية
منذ 11 ساعات
- البلاد البحرينية
إعلان مرتقب من البيت الأبيض بخصوص احتياطي استراتيجي من العملات المشفرة
سيُصدر البيت الأبيض أول تقرير رئيسي له حول سياسة العملات المشفرة اليوم. ومن المتوقع أن يُلقي التقرير مزيداً من الضوء على الموقف التنظيمي لإدارة دونالد ترامب تجاه الأصول المشفرة. أكد المدير التنفيذي لشؤون العملات المشفرة في إدارة ترامب، بو هاينز، في وقت سابق أن التقرير، الذي صدر بعد مراجعة استمرت 180 يوماً للأمر التنفيذي رقم 14178، سيُصدر في 30 يوليو. وأضاف: "أميركا الآن رائدة في مجال سياسة الأصول الرقمية". من المتوقع أن يُوصي التقرير بإرشادات لإصلاح سياسات العملات المستقرة المرتبطة بالدولار الأميركي، والوصول إلى الخدمات المصرفية، والأمن القومي فيما يتعلق بالأصول الافتراضية. كما يُمكننا توقع إرشادات حول الوضوح التنظيمي المحايد تكنولوجياً ضمن حدود قضائية مُحددة جيداً. تأتي هذه الوثيقة بعد أيام فقط من التقدم الاستثنائي المُحرز في مشاريع قوانين رئيسية للعملات المشفرة، مثل قانون "GENIUS"، وقانون "CLARITY"، وقانون مكافحة العملات الرقمية للبنوك المركزية، وفقاً لما ذكره موقع "The Street". سيكشف التقرير المرتقب أيضاً عن احتياطيات الحكومة الأميركية من العملات المشفرة، بما في ذلك حالة احتياطي بيتكوين الاستراتيجي ومخزون الأصول الرقمية. يتكون هذا المخزون من أصول مشفرة صودرت من خلال إجراءات إنفاذ قانونية اتخذتها وكالات فيدرالية، مثل مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووزارة العدل (DoJ)، وغيرها. ووفقاً لموقع BitcoinTreasuries، تمتلك الحكومة الأميركية 198,012 بيتكوين بقيمة 23.2 مليار دولار أميركي. ومع ذلك، من المهم التمييز بين عملات بيتكوين المصادرة والمحتجزة. فبينما تمتلك الحكومة الأميركية رسمياً الأصول المصادرة، من المرجح أن تذهب الأصول المحتجزة إلى تعويض ضحايا الاختراق والاحتيال، وما إلى ذلك، أو إلى خزينة الحكومة. بلغ سعر بيتكوين، الذي سجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند 123,091.61 دولاراً أميركياً في 14 يوليو، نحو 118 ألف دولاراً، بينما بلغ إجمالي القيمة السوقية للعملات المشفرة 3.85 تريليون دولار أميركي وقت كتابة هذا التقرير.


البلاد البحرينية
منذ 15 ساعات
- البلاد البحرينية
الدولار يقترب من ذروته.. وزلزال كامتشاتكا يدفع الين للارتفاع
شهدت الأسواق العالمية حالة من الاستقرار الحذر اليوم الأربعاء، مع بقاء الدولار الأمريكي قرب أعلى مستوياته في شهر، قبيل قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. بينما يتجه اليورو لتسجيل أول خسارة شهرية منذ بداية عام 2025، وسط قلق المستثمرين من تداعيات الاتفاقات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. ويتحفظ الأسواق عن اتخاذ رهانات كبيرة قبيل اجتماعات مهمة للبنوك المركزية في الولايات المتحدة وكندا واليابان، بالإضافة إلى صدور بيانات اقتصادية مؤثرة خلال الأيام المقبلة. زلزال كامتشاتكا يعزز الين الياباني ارتفع الين الياباني بنسبة 0.4% ليصل إلى 147.85 مقابل الدولار، بعد زلزال قوي وقع قبالة سواحل شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية، تبعته تحذيرات من تسونامي شملت أجزاء من اليابان، مما عزز الطلب على الأصول الآمنة مثل الين. أشار كريستوفر وونغ، المحلل في بنك OCBC، إلى أن صعود الين نابع من تأثير الأخبار الزلزالية، في ظل ضعف السيولة في الأسواق، قائلاً: "كابوس زلزال توهوكو 2011 لا يزال حاضراً في أذهان المستثمرين". اتفاقات تجارية غير حاسمة وتراجع ثقة المستثمرين في جانب آخر، توصلت واشنطن وبكين إلى تفاهم مبدئي على تمديد هدنة الرسوم الجمركية البالغة 90 يومًا، عقب محادثات وصفت بـ"البنّاءة" في ستوكهولم، دون الإعلان عن اختراق حقيقي. ويبقى قرار التمديد النهائي بيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة مع اقتراب انتهاء المهلة في 12 أغسطس. كما تواصلت تداعيات الاتفاق الأخير بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والذي أثار انقسامًا في الأوساط الأوروبية بسبب طبيعته غير المتكافئة لصالح واشنطن. وترى الأسواق أن هذه الاتفاقيات "رمزية وتكتيكية" أكثر منها حلول استراتيجية، في ظل غموض البنود وضعف آليات التنفيذ. تراجع اليورو وارتفاع مؤشر الدولار سجل اليورو ارتفاعًا طفيفًا إلى 1.1555 دولار بعد أن هبط مطلع الأسبوع لأدنى مستوياته في شهر عند 1.1518 دولار. رغم مكاسب بلغت 11.7% منذ بداية العام، إلا أن العملة الأوروبية تتجه نحو أول تراجع شهري في 2025. في المقابل، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس أداء العملة أمام ست عملات رئيسية، إلى 98.823 نقطة، متجهًا لتحقيق أول مكاسب شهرية هذا العام، مدعومًا بتوقعات تثبيت الفائدة من جانب الفيدرالي الأمريكي. الجنيه الإسترليني استقر عند 1.3355 دولار، فيما حافظ الدولار الأسترالي على مستوى 0.6514 دولار، رغم بيانات تضخم ضعيفة عززت من احتمالات خفض الفائدة في أغسطس. أنظار الأسواق تتجه للفيدرالي وبنك اليابان يُرجّح أن يُبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير للمرة الخامسة منذ ديسمبر، وسط ترقب لتصريحات رئيسه جيروم باول بشأن مستقبل السياسة النقدية، خاصة في ظل ضغوط متكررة من الرئيس ترامب لخفض الفائدة. وتثار توقعات باحتمال صدور اعتراضات من بعض الأعضاء مثل كريستوفر والر وميشيل بومان - وكلاهما عيّنه ترامب - مما قد يؤثر على صورة استقلالية البنك المركزي الأمريكي. في اليابان، من المرتقب أن يحافظ بنك اليابان أيضًا على موقفه الحالي، مع ترقب تعليقات المحافظ كازو أويدا بشأن التأثير المحتمل للاتفاق التجاري الأخير مع الولايات المتحدة على السياسة النقدية مستقبلًا. العملات الرقمية تسجل مكاسب طفيفة في سوق العملات المشفرة، ارتفع سعر البيتكوين بنسبة 0.5% ليصل إلى 118,042.85 دولار، بينما صعد الإيثر بنسبة 1.2% مسجلاً 3,808.81 دولار، وسط تحركات محدودة في ظل ترقب عالمي. تم نشر هذا المقال على موقع