logo
جنوب أفريقيا وروسيا تردان على تهديدات ترامب بشأن الرسوم الجمركية

جنوب أفريقيا وروسيا تردان على تهديدات ترامب بشأن الرسوم الجمركية

الجزيرة٠٧-٠٧-٢٠٢٥
أكدت كل من جنوب أفريقيا وروسيا أنهما ليستا مناهضتين للولايات المتحدة، وأن مجموعة دول البريكس التي تنتميان لها لم تهدف أبدا إلى تقويض دول أخرى.
يأتي ذلك ردا على تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على الدول التي تتبنى سياسات مجموعة بريكس.
وقال متحدث باسم وزارة التجارة في جنوب أفريقيا إن بلاده ليست مناهضة للولايات المتحدة، وإنها لا تزال لديها رغبة في التفاوض لإبرام اتفاق تجارة معها.
وتحاول جنوب أفريقيا التفاوض على اتفاق تجاري مع إدارة ترامب منذ مايو/أيار الماضي عندما استضاف ترامب الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا لإجراء محادثات في البيت الأبيض.
وقال المتحدث باسم وزارة التجارة كامل علي لرويترز "ما زلنا ننتظر اتصالات رسمية من الولايات المتحدة بشأن اتفاقنا التجاري، لكن محادثاتنا لا تزال بناءة ومثمرة"، مضيفا "كما قلنا سابقا، لسنا مناهضين للولايات المتحدة".
الموقف الروسي
وفي السياق نفسه، قال الكرملين اليوم الاثنين إن مجموعة دول البريكس لم تهدف أبدا إلى تقويض دول أخرى، وذلك ردا على تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية 10% على من يتبنى سياسات المجموعة "المناهضة لأميركا".
وجاءت تصريحات ترامب تزامنا مع عقد قمة لزعماء مجموعة البريكس في البرازيل أمس الأحد، ولدى سؤاله عن تصريحات ترامب قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن موسكو اطلعت عليها.
وقال بيسكوف "اطلعنا على تصريحات الرئيس ترامب، ولكن من الضروري أن نشير هنا إلى أن ما يميز مجموعة مثل البريكس هو أنها تضم مجموعة من الدول التي تشترك في المقاربات والرؤى بشأن كيفية التعاون على أساس مصالحها الخاصة"، مضيفا "هذا التعاون لم ولن يكون موجها أبدا ضد دولة ثالثة".
الصين تعارض
وفي وقت سابق اليوم، أعربت الصين مجددا عن معارضتها استخدام الرسوم الجمركية أداة لفرض السياسات على الآخرين، وذلك بعد تهديد ترامب.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ -في مؤتمر صحفي دوري- إن استغلال الرسوم الجمركية لا يخدم أحدا.
وفي تهديده أمس حذر ترامب على منصة تروث سوشيال من أن الدول التي تنحاز إلى "السياسات المعادية للولايات المتحدة" لدول مجموعة بريكس ستفرض عليها رسوم جمركية إضافية بنسبة 10%.
وأضاف "لن تكون هناك أي استثناءات لهذه السياسة، شكرا لكم على اهتمامكم بهذا الأمر".
وانتقد قادة دول مجموعة بريكس في قمتهم التي انطلقت أمس الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على شركاء بلاده التجاريين.
وجمعت بريكس في قمتها الأولى عام 2009 قادة البرازيل وروسيا والهند والصين ، وضمت لاحقا جنوب أفريقيا، كما ضمت العام الماضي إلى عضويتها كلا من مصر وإثيوبيا وإندونيسيا وإيران والإمارات.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب أكد أنه بات قريبا.. لماذا لم يتم التوصل لوقف إطلاق نار في غزة؟
ترامب أكد أنه بات قريبا.. لماذا لم يتم التوصل لوقف إطلاق نار في غزة؟

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

ترامب أكد أنه بات قريبا.. لماذا لم يتم التوصل لوقف إطلاق نار في غزة؟

بينما تواصل قوات الاحتلال قتل الفلسطينيين في مصايد المساعدات، لا يزال الغموض مسيطرا على مفاوضات وقف إطلاق النار، الذي أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرارا أنه بات قريبا. فبعد أسبوعين من حديث ترامب عن قرب التوصل لاتفاق، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن المفاوضات لا تزال مستمرة دون جمود، وإن هناك أفكارا متجددة على الطاولة. هذا الحديث عن عدم جمود المباحثات لا يعني بالضرورة وجود تقدم فيها، وهو يعزز فرضية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية – يواصل شراء الوقت عبر طرح مزيد من الشروط لعرقلة التوصل لاتفاق. وتعطي تصريحات الأنصاري مؤشرا إيجابيا، لكنها لا تعطي إجابة واضحة بشأن ما وصلت إليه المباحثات، مما يزيد من حالة الغموض التي تكتنفها، كما قال المحلل السياسي أحمد الحيلة لبرنامج "مسار الأحداث". ويواجه الاتفاق المحتمل خلافات بشأن آلية تقديم المساعدات وحجم وطريقة انتشار القوات الإسرائيلية في قطاع غزة خلال الهدنة، وخصوصا في المحاور الحدودية. نقاط يمكن حلها ومن المتوقع أن يتفاهم الطرفان بشأن آلية تقديم المساعدات التي تحاول إسرائيل السيطرة عليها وتحويلها لأداة قتل وتهجير، لكن الخلاف الكبير ربما يتمحور حول وجود قوات الاحتلال بالقطاع. ولا تبدو "المدينة الإنسانية" التي تحدثت تل أبيب عن إقامتها على أنقاض رفح جنوب القطاع قابلة للتحقق، بسبب رفضها حتى من الجيش الإسرائيلي الذي قال إنها تتطلب كثيرا من الوقت والمال. وواجهت الفكرة انتقادات أممية وداخلية، حتى إن الجنرال الإسرائيلي المتقاعد يسرائيل زيف، وصفها بأنها "أكبر معسكر اعتقال في التاريخ"، وقال إنها "جريمة جرب كاملة". لذلك، فإن مشكلة المفاوضات الأساسية هي خرائط انتشار قوات الاحتلال، وليست طريقة تقديم المساعدات، التي يقول المسؤول السابق في الخارجية الأميركية توماس واريك إن إسرائيل لا تقدمها بالشكل المفروض عليها كقوة احتلال ملزمة بإطعام الناس. ففي حين تتمسك المقاومة باتفاق يمهد لانسحاب كامل من القطاع ويضمن عودة الناس لبيوتها والتنقل بحرية، يتمسك نتنياهو بالبقاء في محاور فيلادلفيا وموراغ وصلاح الدين بما يضمن له تحقيق هدفه الإستراتيجي المتمثل في فرض واقع أمني جديد ودائم، برأي الخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى. نتنياهو يحاول شراء الوقت ومن خلال تمسكه بإبقاء السيطرة العسكرية على مدينة كاملة ذات أبعاد إستراتيجية مستقبلية، يحاول نتنياهو شراء الوقت حتى لا يفشل الصفقة من جهة وحتى لا يغضب اليمين المتطرف من جهة أخرى، لأنه يقاتل من أجل الوصول إلى إجازة الكنيست نهاية الشهر الجاري، التي يقول مصطفى إنها ستضمن له بقاء الحكومة حتى لو انسحبت منها أحزاب اليمين. لكن واريك يقول إن ترامب قد يضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات بشأن الخرائط الأمنية، لأنه لن يقبل بالظهور كرئيس ضعيف، وسيتعامل بحسم مع محاولة نتنياهو الواضحة لشراء الوقت، كما فعل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. غير أن كلام واريك، لا ينفي حقيقة أن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية التاريخية عما تقوم به إسرائيل، لأنها توفر لها الدعم السياسي والعسكري لقتل الفلسطينيين وتهجيرهم، رغم حديثها الدائم عن ممارسة الضغوط التي يقول الحيلة إنها تنتهي في كل مرة بتقديم مقترحات تضمن لنتنياهو السيطرة على مساحات تجعله قادرا على تهجير سكان القطاع مستقبلا. وقد أكدت المقررة الأممية المعنية بالحق في الصحة تلالنغ موفوكينغ أن السلوك الذي تمارسه إسرائيل وحلفاؤها في قطاع غزة ، والأراضي الفلسطينية المحتلة عموما، يمثل فصلا عنصريا وسعيًا ممنهجا لمحو الشعب الفلسطيني. وفي مقابلة مع الجزيرة، أمس الثلاثاء، قالت موفوكينغ إن قوات الاحتلال عملت بشكل ممنهج وتحت حماية من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، على تدمير القطاع الصحي في غزة، وتجويع الناس وإرهاقهم بما يمثل إبادة جماعية واضحة. ولم يسبق للعالم أن شاهد هذا التدمير الذي تمارسه إسرائيل ضد مقومات الحياة بغزة، وتحديدا القطاع الصحي، في أي نزاع سابق، مما يعني -وفق المقررة الأممية- أن تل أبيب حصلت على دعم من الولايات المتحدة ودول أخرى بعدم المعاقبة.

ترامب: لا أقف مع أي طرف وزيلينسكي يجب ألا يستهدف موسكو
ترامب: لا أقف مع أي طرف وزيلينسكي يجب ألا يستهدف موسكو

الجزيرة

timeمنذ 6 ساعات

  • الجزيرة

ترامب: لا أقف مع أي طرف وزيلينسكي يجب ألا يستهدف موسكو

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لا يقف مع أي طرفي الحرب بين روسيا وأوكرانيا ، مشددا في الوقت ذاته أن على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ألا يستهدف موسكو. وتأتي تصريحات ترامب بعد أن ذكرت صحيفة فايننشال تايمز، اليوم الثلاثاء، نقلا عن مصادر مطلعة أن ترامب شجع أوكرانيا سرا على تكثيف الهجمات على العمق الروسي، وبحسب الصحيفة فإن ترامب سأل زيلينسكي عما إذا كان بإمكانه قصف موسكو إذا قدمت الولايات المتحدة أسلحة بعيدة المدى. كما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول أوكراني رفيع قوله إن ترامب سأل زيلينسكي ما إذا كانت كييف قادرة على ضرب موسكو وسان بطرسبورغ. ولكن ردا على سؤال لصحفيين في البيت الأبيض عما إذا كان على زيلينسكي استهداف موسكو، قال ترامب "عليه عدم القيام بذلك"، ولدى سؤاله عما إذا كان مستعدا لتزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، أجاب "كلا، لا نتطلع إلى ذلك". وعبّر ترامب عن شعوره بخيبة أمل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، وقال "أشعر بخيبة أمل تجاهه لأننا لم نستطع إيجاد حل للحرب حتى الآن"، لكنه أكد أنه لم ينهِ علاقته به. من جهتها، قللت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت من أهمية تقرير "فايننشال تايمز"، مشيرة في بيان إلى أن الصحيفة "معروفة بأنها تخرج الكلمات عن سياقها في شكل كبير لحصد عدد أكبر من القراءات". وأضافت أن "الرئيس ترامب كان يطرح سؤالا لا أكثر، لا يشجع على مزيد من القتل.. إنه يعمل بلا كلل لإيقاف القتل وإيقاف هذه الحرب". وفي حديث لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، قال ترامب إن إدارته ناقشت إمكانية التوصل إلى اتفاق مع روسيا بشأن وقف الحرب في أوكرانيا 4 مرات منذ توليه الرئاسة في يناير/كانون الثاني الماضي. وعندما سُئل عن كيفية إقناع بوتين بوقف الحرب في أوكرانيا، أجاب ترامب "نحن نعمل على ذلك". إعلان كما كرر ترامب تهديداته بفرض عقوبات جديدة على روسيا، وقال إن الوضع سيكون سيئا للغاية على روسيا إذا لم نتوصل لاتفاق في غضون 50 يوما. وأضاف أنه سيفرض رسوما جمركية وعقوبات أخرى على روسيا في حال عدم التوصل إلى اتفاق خلال تلك المدة. ونفى الرئيس الأميركي أن تكون مهلة 50 يوما تمثل مدة طويلة بشأن الحرب في أوكرانيا، مشيرا إلى أنه قد يجري التوصل لاتفاق قبل ذلك. وكان ترامب الذي تعهّد في الماضي إنهاء حرب أوكرانيا خلال يوم واحد من عودته إلى البيت الأبيض، قد عبّر عن "خيبة أمله" مؤخرا حيال بوتين الذي واصل مهاجمة أوكرانيا، وكأن اتصالاته مع الرئيس الأميركي "لا معنى لها". مواصلة القتال في المقابل، قالت 3 مصادر مطلعة مقربة من الكرملين إن بوتين لا يكترث بتهديدات نظيره الأميركي بتشديد العقوبات على البلاد، ويعتزم مواصلة القتال في أوكرانيا حتى يأخذ الغرب شروطه من أجل السلام على محمل الجد، مشيرة إلى أن مطالباته بالسيادة على الأراضي التي يستولي عليها مع تقدم القوات الروسية قد تتوسع. وذكرت المصادر المطلعة أن بوتين يعتقد أن اقتصاد روسيا وجيشها قويان بما يكفي لتجاوز أي إجراءات غربية إضافية. وأضافت أن بوتين لن يوقف الحرب تحت ضغط من الغرب ويعتقد أن روسيا، التي نجت من أشد العقوبات الغربية، يمكنها تحمل المزيد من المصاعب الاقتصادية ومنها تهديد الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية تستهدف مشتري النفط الروسي. وقال أحد المصادر لوكالة رويترز، شريطة عدم نشر اسمه بسبب حساسية الموقف، "يعتقد بوتين أن لا أحد يتحاور معه بجدية بشأن تفاصيل السلام في أوكرانيا، بما في ذلك الأميركيون، وبالتالي سيستمر حتى يحصل على ما يريد". وأضاف أن بوتين يعتقد أنه لم تجر مناقشات مفصلة عن أسس خطة السلام رغم المكالمات الهاتفية العديدة التي جرت بينه وبين ترامب والزيارات التي قام بها المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف إلى روسيا. وقال إن "بوتين يثمن العلاقة مع ترامب، وأجرى مناقشات جيدة مع ويتكوف، لكن مصلحة روسيا فوق كل اعتبار". وقالت المصادر إن شروط بوتين للسلام تتضمن تعهدا قانونيا ملزما بألا يتوسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) شرقا وأن تبقى أوكرانيا على الحياد وأن تُفرض قيود على قواتها المسلحة وأن تتوفر الحماية للمتحدثين بالروسية الذين يعيشون هناك، فضلا عن القبول بسيادة روسيا على الأراضي الأوكرانية التي ضمتها. وذكرت المصادر أن الرئيس الروسي على استعداد أيضا لمناقشة منح أوكرانيا ضمانا أمنيا بمشاركة قوى كبرى رغم أن كيفية حدوث ذلك لم تتضح بعد.

حياة تحكمها الجريمة.. اتهامات مدوية تهز شرطة جنوب أفريقيا
حياة تحكمها الجريمة.. اتهامات مدوية تهز شرطة جنوب أفريقيا

الجزيرة

timeمنذ 7 ساعات

  • الجزيرة

حياة تحكمها الجريمة.. اتهامات مدوية تهز شرطة جنوب أفريقيا

عندما استمعت باتريشيا بلووس الأسبوع الماضي إلى تصريحات خطيرة أدلى بها مسؤول بارز في الشرطة ضد النخبة السياسية والأمنية في جنوب أفريقيا ، تبادر إلى ذهنها فورًا التحقيق المتعثر في قضية مقتل ابنها قبل 9 سنوات، عندما أطلق عليه الرصاص في وضح النهار من قبل بعض العصابات واللصوص. أنجيلو، المتدرب في مجال تصنيع الغلايات، كان على وشك إتمام عامه الـ28 عندما أُطلق عليه الرصاص في عملية سطو واضحة تمّ تنفيذها في مارس/آذار 2016، أثناء عودته من العمل سيرًا على الأقدام في منطقة لانغلايتي بجوهانسبرغ. حتى يومنا هذا، لم يُحرز التحقيق أي تقدم يُذكر، رغم أن بلووس زودت الشرطة بالأدلة التي زعموا أنهم يفتقدونها، بما فيها شهادات شهود جمعتها بنفسها. وبدا لها سبب هذا الجمود أكثر وضوحًا بعد تصريحات مفوض شرطة إقليم كوازولو ناتال الساحلي، نهلانهلا مخوانازي، الذي قال إنه كشف شبكة إجرامية تضم سياسيين، وضباط شرطة كبارًا، بالإضافة لمسؤولين في مصلحة السجون، وأعضاء في الجهاز القضائي بينهم وكلاء نيابة، ورجال أعمال في منطقته. وفي مؤتمر صحفي عقده يوم 6 يوليو/تموز، أشار المفوّض مخوانازي إلى أن الفساد المنهجي يمتد ليشمل وزير الشرطة نفسه، سينزو متشونو، الذي اتهمه بتفكيك فريق تحقيق خاص في جرائم القتل السياسية لحماية شركائه المشبوهين. مثل ملايين الأشخاص من جنوب أفريقيا، شعرت بلووس بالغضب حيال هذه الاتهامات، لكنها لم تُفاجأ تمامًا، وقالت "فكرت فورًا في معركتنا من أجل العدالة، ولم أجد أي باب مفتوح، ومازال ألم الفقد ينهشني". وأضافت من حي بلاكهيث في كيب فلاتس، إحدى مناطق كيب تاون التي تفتك بها عصابات تهريب المخدرات العنيفة "كنت أعلق آمالًا على متشونو. لكن الآن؟ تسلل إليّ الشك، وبدأت أخشى بشدة على سلامة مخوانازي". لا تمسّوا مخوانازي أثارت تصريحات المفوّض مخوانازي موجة دعم واسعة من شعب أرهقته الجريمة والسياسيون أيضًا، حيث يحظى بأسلوبه الحازم في التصدي للجريمة بإعجاب شبه إجماعي. إعلان شعبيته تعكس أزمة وطنية، لكنها تتجلى بوضوح في إقليم "كوازولو ناتال" المتقلب، المعروف بكونه بؤرة للجريمة، وبتاريخه العنيف سياسيًا، الذي يعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، حين غذى نظام الفصل العنصري الصراع بين مؤيدي حزب المؤتمر الوطني الأفريقي ومنافسه حزب الحرية إنكاثا، في محاولة لإفشال الانتقال الديمقراطي المرتقب. وتُظهر الإحصاءات الوطنية أنه من يناير/كانون الثاني، إلى مارس/آذار الماضي شهدت معدلات الجريمة انخفاضا ملحوظا مقارنةً بنفس الفترة من عام 2024، إذ تراجع عدد جرائم القتل بنسبة 12.4% ليصل إلى 5727 جريمة، بمعدل 64 جريمة قتل يوميًا، وفقًا لمعهد الدراسات الأمنية. ورغم ذلك، لا تزال الجريمة العنيفة تمثل معضلة كبرى، إذ تحتل جنوب أفريقيا المرتبة الخامسة عالميًا في مؤشر الجريمة بعد فنزويلا، وبابوا غينيا الجديدة، وأفغانستان وهايتي. وحسب الإحصائيات المعتمدة، فقد جاءت جنوب أفريقيا في المرتبة 82 عالميًا في مؤشر إدراك الفساد الصادر عن منظمة الشفافية الدولية. وفي هذا السياق، برز مخوانازي كبطل شعبي في أعين كثير من المواطنين الذين سئموا فشل الحكومة في معالجة الأزمات الاجتماعية المتراكمة. حتى التحقيق الذي طال سلوكه في مارس/آذار الماضي لم يُضعف هذا الدعم، فقد أغلقته إدارة التحقيقات المستقلة في الشرطة القضية بعد حملة "لا تمسوا مخوانازي"، والتي تجددت على مواقع التواصل عقب مؤتمره الصحفي الأخير. وفي مؤتمر صحفي عقده مخوانازي قال "أنا جاهز للقتال، وسأموت من أجل هذا الشعار، ولن أتراجع". إرث رامافوزا على المحك على عكس حزم مخوانازي، جاءت استجابة الرئيس سيريل رامافوزا للأزمة باهتة، وهو ما أثار استياءً واسعًا، إذ ظهر في خطاب تلفزيوني مقتضب، وأعلن أن الوزير متشونو أُحيل إلى إجازة خاصة، وأنه سيُشكل لجنة قضائية للتحقيق في مزاعم المفوض. كان الأكاديمي كاجيسو بووي من جامعة ويتواترسراند يأمل في تعليق مهام الوزير أو إقالته، وإصلاح البنية الأمنية المختلة، خاصة بعد اعتقال مسؤول بارز في استخبارات الجريمة وعدة ضباط بتهمة الاحتيال. ويرى بووي أن رامافوزا اختار "السلامة السياسية" حفاظًا على نفسه وحزبه المؤتمر الوطني الأفريقي، الذي اضطر إلى تشكيل حكومة ائتلافية بعد فشله في تحقيق أغلبية برلمانية في الانتخابات العامة العام الماضي، وهو أول فشل للحزب منذ بداية الديمقراطية عام 1994. قبل انتخابات البلديات المقبلة، يعتقد بووي أن رامافوزا يسعى لتجنّب خسارة دعم حليف قوي مثل متشونو، صاحب النفوذ في كوازولو ناتال، والذي ساهم في فوز رامافوزا برئاسة الحزب عام 2017. وقال بووي إن الرئيس الحالي يسعى لتحقيق إنجاز غير مسبوق وهو إكمال ولاية رئاسية ثانية، مضيفا أنه يعطيه نسبة 33%، وهو متوسط تقييم أدائه في كل شيء تقريبا. وانتقد بووي تشكيل لجنة جديدة، معتبرًا أن ذلك يكرر النهج غير المجدي، ففي مايو/أيار شكّل رامافوزا لجنة للتحقيق في ملفات منبثقة عن لجنة سابقة تعود لعام 1996، لكنها لم تحلّ قضايا جرائم الفصل العنصري، حيث لا تزال أكثر من 100 قضية منبثقة عن لجنة الحقيقة والمصالحة عالقة دون محاكمة. أبرز لجنة في عهد رامافوزا كانت لجنة زوندو، التي فُتحت للتحقيق في الفساد المتجذر في عهد الرئيس السابق جاكوب زوما ، والمُسمّى "الاستيلاء على الدولة". ورغم ملايين الدولارات وسنوات من الشهادات المثيرة، فإن نتائج اللجنة لم تُفضِ إلى محاكمات بارزة حتى الآن، الأمر الذي جعل المواطنين يفقدون الأمل في مثل هذا النوع من اللجان. وحذّر البروفيسور طوين أديتيبا من جامعة الزولو من أن رامافوزا سيدفع ثمنًا غاليًا لفشله في اتخاذ قرار حاسم، خصوصًا في ظل سعيه لتحسين صورة البلاد دوليًا والتصدي لتهديدات اقتصادية محتملة من الولايات المتحدة. وقال إنه في الوقت القريب سيغادر منصبه كرئيس للدولة وللحزب، والاحترام الذي يحظى به بين القادة السياسيين في القارة سيتراجع، وسيكون من الصعب عليه أن يؤدي دور رجل الدولة لاحقًا لأن أحدًا لن يحترم رأيه مهما كان مهمًا وصادقًا. وجاءت هذه الأزمة في توقيتٍ غريب، إذ تصادف ذكرى أحداث يوليو/تموز 2021، حين اندلعت أعمال شغب في أكثر إقليميْن اكتظاظًا بالسكان -كوازولو ناتال وجاوتينغ- عقب سجن زوما بتهمة ازدراء المحكمة لرفضه الإدلاء بشهادته أمام لجنة زوندو. وألقى زعيم حزب "الواجهة الحرة بلس"، بيتر غرونوالد، باللوم على فشل أجهزة الاستخبارات في تلك الأحداث، قائلا إن جنوب أفريقيا شبه عارية استخباراتيًا. وفيما تحاول البلاد استيعاب خطاب رامافوزا المنتظر ومعرفة ما سيحدث لاحقًا، تحاول باتريشيا بلووس التعافي من صدمة إطلاق نار آخر في حيّها، أُبلغ عنه في مجموعة واتساب مجتمعية، قائلة إنها تدعو يوميًا من أجل وقف الجريمة لأن الكثير من الآباء يعانون والحياة باتت محكومة بالجريمة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store