
الأسواق تهتز بعد ضربات أميركية لمنشآت إيران النووية
قال مستثمرون إن الهجوم الأميركي على المواقع النووية الإيرانية قد يرفع أسعار النفط إلى قمم جديدة، ويدفع المستثمرين إلى التهافت على أصول الملاذ الآمن، بينما يقيمون تداعيات أحدث تصعيد في الصراع على الاقتصاد العالمي.
وأشارت ردود الفعل في بورصات الشرق الأوسط، أمس الأحد، إلى أن المستثمرين لم يكونوا يتوقعون الأسوأ، حتى مع تكثيف إيران لهجماتها الصاروخية على إسرائيل ردًّا على القصف الأميركي المفاجئ، وتورطها الشديد في الصراع.
ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الهجوم بأنه «نجاح عسكري مذهل»، في كلمة بثها التلفزيون، وقال إن «المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية لتخصيب اليورانيوم انمحت تمامًا»، محذرًا من قصف الجيش الأميركي لأهداف أخرى في إيران إذا لم ترضخ للسلام.
وقالت إيران إنها تحتفظ بجميع الخيارات للدفاع عن نفسها، وحذّرت من «عواقب وخيمة».
وتوقع المستثمرون أن يحفّز التدخل الأميركي عمليات بيع في الأسهم، وربما إقبالًا على الدولار وأصول الملاذ الآمن الأخرى عند استئناف التداول، لكنهم أشاروا أيضًا إلى أن مسار الصراع لا يزال يكتنفه كثير من الغموض.
وقال مارك سبيندل، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة «بوتوماك ريفر كابيتال»: «أعتقد أن الأسواق ستشعر بالقلق في البداية، وأن النفط سيبدأ التداول على ارتفاع».
وأضاف سبيندل: «ليس لدينا أي تقييم للأضرار، وسيستغرق ذلك بعض الوقت. وعلى الرغم من أنه قال إن الأمر 'انتهى'، فإننا مرتبطون به. ما الذي سيحدث بعد ذلك؟».
ويرى سبيندل أن «حالة عدم اليقين ستخيم على الأسواق، إذ سيتأثر الأميركيون في كل مكان الآن. سيزيد ذلك من الضبابية والتقلبات، لا سيما في قطاع النفط».
ومن بين المؤشرات على كيفية تفاعل الأسواق في تداولات الأسبوع الجديد، سعر الإيثر، ثاني أكبر عملة مشفّرة، والذي بات مقياسًا جديدًا لمعنويات المستثمرين الأفراد بعد «بتكوين»، التي باتت تشتريها المؤسسات بشكل أساسي.
وانخفض سعر الإيثر بنسبة 5٪ أمس الأحد، لتصل خسائره إلى 13٪ منذ بدء الضربات الإسرائيلية على إيران في 13 يونيو/حزيران.
ومع ذلك، بدت معظم أسواق الأسهم الخليجية غير متأثرة بالهجمات التي وقعت في وقت مبكر من صباح أمس، إذ ارتفعت المؤشرات الرئيسية في قطر والسعودية والكويت ارتفاعًا طفيفًا، بينما بلغ المؤشر الرئيسي في تل أبيب أعلى مستوياته على الإطلاق.
أسعار النفط والتضخم
سيتمحور القلق الرئيسي للأسواق حول التأثير المحتمل لتطورات الشرق الأوسط على أسعار النفط، وبالتالي على التضخم. وقد يضعف ارتفاع التضخم ثقة المستهلكين، ويقلل من فرصة خفض أسعار الفائدة في الأجل القريب.
وقال سول كافونيتش، كبير محللي الطاقة لدى «إم.إس.تي ماركي» في سيدني، إن السيناريو الأكثر ترجيحًا هو أن ترد إيران باستهداف المصالح الأميركية في الشرق الأوسط، بما في ذلك البنية التحتية النفطية الخليجية في دول مثل العراق، أو التضييق على السفن العابرة لمضيق هرمز.
ويقع مضيق هرمز بين عُمان وإيران، وهو طريق التصدير الرئيسي لمنتجي النفط مثل السعودية والإمارات والعراق والكويت.
وقال كافونيتش: «يعتمد الكثير على كيفية رد إيران في الساعات والأيام المقبلة، لكن هذا قد يضعنا على مسار 100 دولار للبرميل إذا ردّت إيران كما هدّدت سابقًا».
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بما يصل إلى 18٪ منذ 10 يونيو/حزيران، لتبلغ أعلى مستوى لها في خمسة أشهر تقريبًا عند 79.04 دولارًا يوم الخميس، إلا أن مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» لم يشهد تغيرًا يُذكر بعد انخفاضه في بداية الهجمات الإسرائيلية على إيران.
وفي تعليقاته بعد إعلان التدخل الأميركي، رجّح جيمي كوكس، الشريك الإداري في مجموعة «هاريس المالية»، أيضًا صعود أسعار النفط بسبب الأنباء، لكنه توقع استقرار الأسعار خلال أيام قليلة، لأن الهجمات قد تدفع إيران إلى إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل والولايات المتحدة.
وقال كوكس: «مع هذا الاستعراض للقوة والإبادة الكاملة لقدراتها النووية، فقدوا كل نفوذهم، ومن المحتمل أن يستسلموا ويوافقوا على اتفاق للسلام».
ويحذّر اقتصاديون من أن ارتفاعًا كبيرًا في أسعار النفط قد يضر بالاقتصاد العالمي، الذي يعاني بالفعل من ضغوط بسبب رسوم ترمب الجمركية.
ومع ذلك، يشير التاريخ إلى أن أي تراجع في الأسهم قد يكون عابرًا؛ ففي أحداث سابقة أشعلت توترات بالشرق الأوسط، مثل غزو العراق عام 2003، وهجمات 2019 على منشآت النفط السعودية، تراجعت الأسهم أولًا، ثم تعافت وارتفعت في الأشهر التالية.
وأظهرت بيانات «ويدبوش سيكوريتيز» و«كاب آي.كيو برو» أن مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» تراجع بمتوسط 0.3٪ خلال ثلاثة أسابيع بعد اندلاع الصراعات، لكنه ارتفع بمتوسط 2.3٪ بعد شهرين منها.
محنة الدولار
يمكن أن يكون للتصعيد آثار متباينة على الدولار، الذي تراجع هذا العام وسط مخاوف من تراجع التفوق الأميركي.
وقال محللون إن تورط الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب الإيرانية الإسرائيلية قد يعزز الدولار بدايةً، نتيجة الطلب على الملاذ الآمن.
وقال ستيف سوسنيك، كبير محللي السوق في «آي.بي.كيه.آر» في ولاية كونيتيكت: «هل نشهد توجهًا نحو الملاذ الآمن؟ هذا سيعني انخفاض عوائد السندات وارتفاع الدولار».
وأضاف: «من الصعب تصور عدم تأثر الأسهم سلبًا، والسؤال هو: إلى أي مدى؟ سيعتمد الأمر على رد الفعل الإيراني، وما إذا كانت أسعار النفط سترتفع».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 15 دقائق
- رؤيا نيوز
الملك: الأردن لن يسمح لأحد باستغلال التطورات الإقليمية للتشكيك بمواقفه الثابتة
أكد جلالة الملك عبدالله الثاني، أن الأردن لن يسمح لأحد باستغلال التطورات الإقليمية الراهنة للتشكيك بمواقفه الثابتة تجاه قضايا الأمة. جاء ذلك لدى ترؤس جلالته اجتماعا مع رؤساء السلطات وقادة الأجهزة الأمنية في قصر الحسينية.


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
'إدارة الأزمات' ينفي ما تم تدواله حول انعقاد اجتماع طارئ في المركز
نفى مدير وحدة الاستجابة الإعلامية في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، الدكتور أحمد النعيمات، ما تم تداوله حول انعقاد اجتماع طارئ اليوم في المركز لبحث 'إجراءات مهمة' كما أشيع. وأكد الدكتور النعيمات أن الاجتماعات في المركز تجري بشكل يومي ومنتظم لتقييم الأوضاع والمخاطر التي تمر بها المنطقة، مشدداً على عدم وجود أي اجتماع طارئ استثنائي خارج إطار هذه اللقاءات الدورية. تأتي هذه التصريحات لتوضيح حقيقة الوضع وتفنيد الشائعات التي انتشرت مؤخرًا عبر بعض المنصات، والتي أثارت تساؤلات حول طبيعة وأهمية هذه الاجتماعات.


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
الأردن يتابع بقلق كبير تداعيات استهداف المنشآت النووية الإيرانية
حذّر الأردن من التداعيات الكارثية للتصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة. وأكّدت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين في بيان ضرورة تكاتف كل الجهود لإنهاء التصعيد فوريًّا، وحماية المنطقة والأمن والسلم الدوليين من الانزلاق نحو المزيد من الحروب والصراع. وقالت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين إن الأردن يتابع بقلق كبير تداعيات استهداف المنشآت النووية الإيرانية، ويدعو إلى وقف الحرب والعودة للمفاوضات للتوصل لحل سياسي للملف النووي الإيراني. وأكّد الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة إدانة التصعيد المتواصل في المنطقة، وضرورة احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وسيادة الدول. وشدّد السفير القضاة على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف التدهور الخطير الذي يهدد أمن المنطقة واستقرارها، وتفعيل مسارات سياسية فاعلة ومؤثرة لحل كل الأزمات في المنطقة وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وبما يحترم حقوق الشعوب ويضمن احترام سيادة الدول.