
أوكرانيا وحيدة على جبهة المواجهة.. أوروبا تدعم روسيا في حربها ضد كييف عبر مليارات النفط.. وقرارات الولايات المتحدة تزيد الأوجاع
في أعماق الشتاء الطويل، حين يطغى البرد على الذاكرة، وتصبح الحقيقة مزيجا من الصقيع والخوف، تقف أوكرانيا وحيدة على جبهة مواجهة لا تنتهي، خنادقها متجمدة، مدنها محطمة، واقتصادها على شفير الانهيار، في حين ترتفع حرارة المفاوضات في بروكسل وواشنطن، ليس لإرسال مزيد من السلاح أو الدعم، بل لمناقشة أسعار الغاز، أما روسيا، فتمضي في حربها مدفوعة بعوائد نفطية تضخ من خزائن الأوروبيين أنفسهم.
لقد دخل الغزو الروسي لأوكرانيا عامه الرابع، ومع مرور الوقت، تتكشف صورة قاسية، أوروبا، التي رفعت شعارات الدعم، وفرضت عقوبات على الكرملين، لا تزال حتى اليوم تشتري كميات ضخمة من الغاز والنفط الروسيين.
في الواقع، تظهر بيانات مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف (CREA) أن روسيا حققت أكثر من 883 مليار يورو من صادرات الوقود الأحفوري منذ فبراير 2022، منها 209 مليارات يورو من الاتحاد الأوروبي وحده.
هذا الرقم يتجاوز بثلاثة أضعاف قيمة المساعدات التي قدمها الغرب لأوكرانيا في نفس الفترة، ما يطرح سؤالا صارخا، هل دعمت أوروبا موسكو أكثر من كييف دون أن تقصد؟
دعم مزدوج بوجهين
الولايات المتحدة وبريطانيا فرضتا حظرا صريحا على واردات النفط والغاز الروسية، لكن الاتحاد الأوروبي اتخذ موقفا أكثر ليونة، اكتفى بحظر الشحنات البحرية من النفط الروسي، وأبقى على خطوط الأنابيب مفتوحة، حتى بعد قطع أوكرانيا لخطوط العبور في يناير 2025، استمرت بعض الدول مثل المجر وسلوفاكيا في استقبال الغاز الروسي عبر تركيا، التي بدورها أصبحت بوابة خلفية لصادرات موسكو.
في يناير وفبراير من هذا العام فقط، ارتفعت واردات أوروبا من الغاز الروسي عبر تركيا بنسبة 26.7% مقارنةً بالعام الماضي، ولا تزال نصف صادرات الغاز الطبيعي المسال الروسي توجه إلى الاتحاد الأوروبي في تجاهل واضح للعقوبات.
ثغرات قانونية ومصافي غسيل النفط
ليس الغاز فقط، بل حتى النفط الروسي يجد طريقه إلى أوروبا، عبر ما يعرف بـ"ثغرة التكرير"، ترسل روسيا نفطها إلى مصافٍ في تركيا والهند، حيث يخلط مع أنواع أخرى ثم يُباع كمنتج "غير روسي" إلى أوروبا. وفقا لتقارير CREA، استخدم ما قيمته 6.1 مليار يورو من الخام الروسي في هذه العمليات، ما يوضح كيف أصبحت القوانين وسيلة للالتفاف على العقوبات بدلًا من فرضها.
رغم تصاعد الاحتجاجات من نشطاء ومنظمات مثل "غلوبال ويتنس"، لم تُدرج واردات الغاز الطبيعي المسال ضمن العقوبات الأوروبية الأخيرة، التي صدرت في حزمة "العقوبات رقم 17". وكل ما فعله الاتحاد هو تقديم "خريطة طريق" للتخلي عن الغاز الروسي بحلول عام 2027.
واقع أخلاقي هش
تقول ماي روزنر، من "غلوبال ويتنس": نحن في موقف عبثي... نمول المعتدي ونمول ضحيته في نفس الوقت. هذا التناقض الأخلاقي يعكس عمق أزمة الغرب، الذي يرفع شعار دعم الديمقراطية بينما يُغذّي خزائن موسكو.
الناشطون ليسوا وحدهم من يدق ناقوس الخطر، فلاديمير ميلوف، نائب وزير الطاقة الروسي السابق، يرى أن الغرب يملك القدرة على وقف تدفق أموال النفط إلى بوتين، لكن الإرادة مفقودة.
ويضيف: "كل المطلوب هو تنفيذ العقوبات الموجودة فعليًا بصرامة، خصوصًا سقف أسعار النفط، لكنه حتى الآن غير فعّال".
ترامب والناتو... نهاية اللعبة؟
الحديث عن تخلّي الغرب عن أوكرانيا لا يقتصر على الاقتصاد فقط، بل يمتد إلى السياسة، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بأن أوكرانيا "لن تنضم أبدًا للناتو"، واقتراحاته بوقف توسع الحلف نحو روسيا، أثارت قلقا في كييف وأعطت إشارات مقلقة لموسكو.
ترامب يروّج لفكرة "السلام عبر خفض أسعار النفط"، وهو اقتراح يراه الخبراء مجرد وهم، نظرًا لهيكل السوق العالمي، روسيا، التي تملك تكلفة إنتاج منخفضة، ستتضرر بدرجة أقل بكثير من المنتجين الآخرين، بل وربما تستفيد من اضطراب السوق.
عزلة أوكرانيا... وعزيمة روسيا
في الوقت الذي تعاني فيه أوكرانيا من نقص الدعم الغربي، تتزايد صادرات الغاز الروسية، وتتحول العقوبات إلى رماد بيروقراطي لا يغيّر شيئًا على أرض الواقع. روسيا، رغم الخسائر، لا تزال تموّل حربها بقوة.
بهذا المشهد، تظهر أوروبا وكأنها تعيش ازدواجية غريبة، تدين الغزو، تدعم الضحية، لكنها تشتري من المعتدي، وفي هذا التناقض، تدفع أوكرانيا الثمن وحدها بالدم والدمار.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بلدنا اليوم
منذ 26 دقائق
- بلدنا اليوم
سخيف.. بايدن يُعلق على تحقيقات ترامب بشأن قواه العقلية
أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفتح تحقيق حول الحالة العقلية للرئيس الأمريكي السابق جو بايدن في إشارات من ترامب إلى التشكيك في قدرات بايدن العقلية، فهذا الأمر يفتقر إلى أي إسناد قانوني من ترامب بصفتهُ الرئيس الحالي للولايات المُتحدة الأمريكية، حسبما ذكرت وكالة رويترز. علق الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن على تصريحات ترامب الغريبة بشأن فتح تحقيقات حول صحتهُ العقلية وقال أنها تصريحات سخيفة، فتلك التصريحات هي من ضمن موجة الهجمات المُتتالية من ترامب على بايدن مُنذُ توليه الحكم الأمريكي، فمن البيت الأبيض لا يزال يُصدر تصريحات مُعادية للرئيس السابق جو بايدن، فالهجمات الكلامية المُستمرة منهُ لبايدن مستهدفًا من خلالها عمر بايدن وزلاتهُ اللفظية العرضية كمؤشرات مزعومة على تدهور قدراتهُ العقلية. فعلق عدد من السياسيين الأمريكيين على تصريح ترامب الخاص بفتح تحقيقات حول قدرة بايدن العقلية، أن تلك التحرُكات الغريبة منهُ تفتح الباب أمام نقاشات واسعة حول اتجاهات ترامب في الوقت الحالي بسبب تصريحاتُ الغير مفهوم أغراضها وتوجُهاتها. لم يتأخر الرد من الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن الذي وصف مزاعم ترامب بأنها سخيفة مؤكدًا على أنهُ لا يكترث بمثل هذة الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة، فهذا الرد السريع والحاسم يعكس الإستراتيجية التي يتخذها بايدن تجاه الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة دونالد ترامب، حيثُ يُعتبر رد سريع على هجمات ترامب المُستمرة تجاهه، التي غالبا ما تعتمد على السُخرية أو التجاهُل بدلا من الإنجرار غلى نقاشات قد تُعطي مصداقية للمزاعم. وأشار مُحللون سياسيون إلى أن تصريح بايدن السريع على هجمات ترامب بكلمة واحدة "سخيف" تدُل على أنهُ يُحاول تبديد الشكوك وطمأنه الأشخاص من حولهُ والشعب الأمريكي على حالتهُ الصحية والعقلية، وتوضيح أنهُ ليس متأثرًا بهذه الهجمات الشخصية وأنهُ يُركز على حياتهُ الشخصية بعد تركهُ منصب رئيس الولايات المُتحدة الأمريكية، وعلى إدارة شؤون حياتهُ الحالية ولا يهتم بأي هجوم من ترامب. الجدير بالذكر أن قضية الصحة العقلية واللياقة الذهنية للشخصيات العامة خاصة الرؤساء السابقين تُعتبر موضوع حساس في أي ديمقراطية، بينما يسعى الرئيس الحالي دونالد ترامب لاستغلال الجانب لتشوية صورة الرئيس السابق للولايات المُتحدة الأمريكية بايدن، حيث يُراقب الرأي العام الأمريكي هذا الجدل عن كثب.

مصرس
منذ 27 دقائق
- مصرس
"لوموند": إيلون ماسك يعود لعمله بعد الفشل النسبى لإدارته وزارة كفاءة الحكومة
ناولت صحيفة"لوموند" الفرنسية قرار إيلون ماسك مغادرة منصبه كمستشار للرئيس الأمريكي على رأس وزارة كفاءة الحكومة (DOGE) قبل الموعد النهائي في 28 مايو، والذي لم يكن ليتمكن بعده من البقاء في فريق دونالد ترامب دون الوفاء بالتزامات الشفافية والرقابة من قبل الكونجرس . وأدى الانقطاع الهائل الذي عطل شبكة التواصل الاجتماعي "إكس" يوم السبت الماضي إلى رحيل إيلون ماسك النهائي عن فرق دونالد ترامب ووزارة كفاءة الحكومة (DOGE)، التي كان يقودها منذ تولي ترامب الجمهوري منصبه في 20 يناير. ونشر إيلون ماسك على صفحته على فيسبوك "أعود للعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، والنوم في غرف الاجتماعات والمصانع. أحتاج إلى التركيز على شركة "إكس أيه آي" وتسلا (بالإضافة إلى إطلاق مركبة ستارشيب الأسبوع المقبل) بينما ننشر تقنيات حيوية".ويأتي هذا القرار قبيل الموعد النهائي المحدد في 28 مايو، أي بعد 130 يومًا من تعيينه، وهي أقصى مدة يمكنه العمل فيها داخل الحكومة دون الوفاء بالتزامات الشفافية والرقابة البرلمانية. كما يأتي في وقتٍ تشهد فيه مبيعات شركة تسلا، المتأثرة بضعف مكانة رئيسها التنفيذي السياسية، تراجعًا ملحوظًا. لدرجة أن مجلس إدارة الشركة، وفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال" بدأ البحث عن بديل له. ونفت الشركة هذا الادعاء نفيًا قاطعًا، لكن ماسك سعى إلى طمأنته، موضحًا في مقابلة عبر الفيديو في منتدى قطر الاقتصادي بالدوحة في 20 مايو أنه "لا شك" في أنه سيظل على رأس الشركة بعد خمس سنوات.وتأتي هذه العودة إلى العمل التجاري مصحوبة بانسحاب جزئي من السياسة للرجل الذي استثمر ما يقرب من 300 مليون دولار (263 مليون يورو) في الحملة الانتخابية لعام 2024. قال ماسك لبلومبرج في 20 مايو "سأفعل أقل بكثير في المستقبل. أعتقد أنني فعلت ما يكفي".وأضافت الصحيفة أنه يبدو أن ماسك يريد السير على خطى الأخوين كوخ، الصناعيين من كانساس الذين دعموا وأسقطوا مرشحين جمهوريين في الغرب الأوسط في بداية القرن ، لكن بعد انتخاب دونالد ترامب، مُني ماسك بهزيمة ساحقة، إذ فشل في دعم انتخاب القاضي المحافظ براد شيميل، لعضوية المحكمة العليا في ويسكونسن في نهاية مارس، على الرغم من استثماره 21 مليون دولار. شهد إيلون ماسك، بتصريحاته اللاذعة وتهديداته ضد الرعاية الاجتماعية لبرنامج ميديكيد وهوسه بمحاربة الأفكار التقدمية، تراجعًا حادًا في شعبيته وأصبح عبئًا انتخابيًا. وهو الآن يتحمل عواقب ذلك.إن فترة توليه رئاسة وزارة كفاءة الحكومة، التي كان من المفترض أن تحقق وفورات بقيمة تريليون دولار في الميزانية الأمريكية، تُعتبر فشلًا ذريعًا، كما أوضح جيسون فورمان، الخبير الاقتصادي في جامعة هارفارد. وبحسب قوله، فقد "أحدث رجل الأعمال فوضى اقتصادية جزئية دون أي تأثير على الاقتصاد الكلي. إنها بلا شك كارثة على المساعدات [للمساعدات الإنمائية الأمريكية، بما في ذلك إنهاء عمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية]، لكن حجم الإنفاق الإجمالي لم يتغير تقريبًا " .وكان هذا الفشل متوقعًا لمن حافظوا على هدوئهم، مثل هنري براندز، المؤرخ في جامعة تكساس في أوستن، الذي أعرب، في أكتوبر 2024، عن شكوكه في قدرة إيلون ماسك على إصلاح الحكومة الأمريكية وخفض الدين الفيدرالي في مقال له في صحيفة "لوموند". وصرح المؤرخ قائلًا "إنها ليست مشكلة تقنية، بل مشكلة سياسية. هناك أنواع مختلفة من جماعات المصالح متورطة في هذا الأمر، ولن يتخلوا عنه".وكما لخص ديفيد ناسو، أستاذ التاريخ الفخري في جامعة مدينة نيويورك في نيويورك، في تعليق له في 11 مايو، في صحيفة "نيويورك تايمز" "اعتقد إيلون ماسك أنه يستطيع تغيير مجرى التاريخ. لكنه بدلًا من ذلك، حطمه". ينضم مصيره إلى قائمة رواد الأعمال الذين خاضوا غمار السياسة وفشلوا، مثل هنري فورد (1863-1947)، صديق الرئيس وودرو ويلسون (1856-1924) بعد الحرب العالمية الأولى، أو مؤخرًا ريكس تيلرسون، الرئيس السابق لشركة إكسون موبيل ووزير الخارجية الأسبق في بداية ولاية دونالد ترامب الأولى .ووفقًا للبيانات المنشورة على موقعه الإلكتروني، لم يتمكن إيلون ماسك سوى من توفير 170 مليار دولار، أي أقل من عُشر العجز العام الأمريكي. وفي الواقع، من المتوقع أن تؤدي إجراءاته إلى زيادة العجز، حيث من المتوقع أن تؤدي عمليات تسريح العمال في إدارة الضرائب إلى انخفاض في تحصيل الضرائب.ورأت الصحيفة أن رئيس شركة تسلا واجه أربعة خصوم: الأول هو دونالد ترامب، وهو شعبوي، وبالتأكيد ليس ليبراليا كما يرى إيلون ماسك. منعه الرئيس فعليًا من خفض الإنفاق الفيدرالي في ثلاثة مجالات رئيسية: الضمان الاجتماعي، والرعاية الطبية، والدفاع. ولم يُسمح له إلا بمطاردة ما أسماه ب "الاحتيال"، ووصف نظام التقاعد بأنه "أكبر مخطط بونزي [نوع من المخططات المالية الاحتيالية] على مر العصور، أو انتقاد برنامج لوكهيد مارتن للطائرات المقاتلة الأمريكية؛ لكن التخفيضات الكبيرة لم تُنفذ .خصم إيلون ماسك الثاني: أعضاء إدارة دونالد ترامب، وأبرزهم وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي يهاجمه إيلون ماسك علنًا؛ ووزير النقل شون دافي، الذي طلب منه خفض ميزانيات مراقبي الحركة الجوية في ظل تزايد حوادث تحطم الطائرات؛ والأهم من ذلك كله، وزير الخزانة سكوت بيسنت.أجبرت مشادة كلامية لا تُنسى خلال اجتماع لمجلس الوزراء في 6 مارس دونالد ترامب على كبح جماح مستشاره. ولاحظ فورمان "لقد انتقلت حقيقة السلطة إلى أعضاء مجلس الوزراء". كان التحول واضحًا عندما تنصل دونالد ترامب من ماسك في منتصف أبريل: فقد أُقيل المرشح الأوفر حظًا الذي رشّحه لرئاسة مصلحة الضرائب الأمريكية على الفور، وحل محله نائب سكوت بيسنت.العقبة الثالثة: الكونجرس نفسه، الذي يتحكم في الميزانية. أقر مجلس النواب في 22 مايو مشروع القانون "الضخم والجميل" الذي سعى إليه دونالد ترامب. يجب أن يمر هذا القانون بمرحلة مجلس الشيوخ، لكنّ الاتجاه يتجه نحو عجز يقارب 6% من إجمالي الناتج المحلي. ويقدر مكتب الميزانية في الكونجرس أن القانون سيضيف 2.4 تريليون دولار إلى الدين على مدى عشر سنوات. ويؤكد هذا التطور ضمنيًا أن إيلون ماسك محق في إدانته لما يعتبره ديون غير مستدامة، لكنه فشل في إيجاد حل المشكلة.وأخيرًا، شكل القضاة، الذين أوقفوا سلسلة من مبادرات إيلون ماسك، عقبة رابعة أمام طموحات الملياردير. فقد كان يفتقر إلى دعم السلطة القانونية لتنفيذ التخفيضات وتسريح العمال التي قررها. وأثارت القضية حالة من الشكوك داخل الإدارة، مما شكل ضغطًا على العملاء الفيدراليين ومحاوريهم.في هذا السياق، سيستكشف إيلون ماسك آفاقه الثلاثة الجديدة. وصرح لشبكة "سي أن بي سي" في 20 مايو "سيكون لدينا على الأرجح مئات الآلاف، إن لم يكن أكثر من مليون، من سيارات تسلا ذاتية القيادة في الولايات المتحدة". ويأمل ماسك في إطلاقها بحلول نهاية عام 2026، ويريد بدء الاختبارات في أوستن، ثم في لوس أنجلوس، كاليفورنيا. وفي الوقت نفسه، سيعود إلى المريخ والبنتاجون. وكان من المقرر أن تجري شركته، سبيس إكس، التي تديرها جوين شوتويل، يوم الثلاثاء 27 مايو، بعد محاولتين فاشلتين، محاولة إطلاق صاروخ ستارشيب جديد بطول 122 مترًا لتسريع برنامج القمر والمريخ.لكن سبيس إكس تندمج بشكل متزايد في المجمع الصناعي العسكري: وكما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في 26 مايو، يمكن استخدام هذه الصواريخ لنقل المعدات إلى ساحة معركة على الجانب الآخر من الكوكب في غضون ساعة. أخيرًا، يرسخ إيلون ماسك مكانته في سباق الذكاء الاصطناعي. سمح له عمله في واشنطن بدمج شركته "إكس" مع شركته "إكس أيه آي" xAI، مسددًا بذلك الديون المتراكمة خلال استحواذه على تويتر مقابل 44 مليار دولار عام 2024.واختتمت صحيفة "لوموند" بالقول عاد رائد الأعمال، الذي استخدم أسماءً مستعارة على شبكته - أخرها جوركلون روست، وهو اسم عملة مشفرة، إلى لقب إيلون ماسك، متظاهرًا بمحاولة العودة إلى العمل، وكأن شيئًا لم يكن.

مصرس
منذ 27 دقائق
- مصرس
ايلون ماسك يحذر من "إفلاس أمريكا" ويدعو لإسقاط قانون ترامب "الكبير الجميل"
دعا ايلون ماسك الملياردير الأمريكي الذي استقال من منصبه في حكومة دونالد ترامب منذ أيام، الأمريكيين الى التحرك والتواصل مع ممثليهم في مجلسي النواب والشيوخ في الكونجرس لإسقاط مشروع قانون الضرائب والانفاق الذي يدعمه الرئيس الأمريكي ويطلق عليه المشروع "الكبير والجميل". في منشور على موقع اكس، كتب ايلون ماسك: "تحدثوا مع نوابكم .. تحدثوا مع سيناتور كل منطقة.. افلاس أمريكا أمر غير مقبول .. اقتلوا مشروع القانون"وجاء المنشور الجديد، بعد يوم من وصف ماسك لمشروع القانون بأنه "عمل مقزز ومليء بالإسراف"، في وقت يواجه فيه الجمهوريون المحافظون ضغوطاً متزايدة من الرئيس ترامب للتصويت لصالح الحزمة المالية الضخمة في مجلس الشيوخ.يمثل انتقاد ماسك العلني تحدياً مباشر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت حرج، إذ يضغط الرئيس الأمريكي شخصياً لإقناع المعارضين داخل الكونجرس بدعم مشروع القانون، ويأتي التفاعل بعد أيام قليلة من مغادرة ماسك منصبه في وزارة الكفاءة الحكومية.وردا على منشور ايلون ماسك، اكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، عبر سلسلة منشورات على إكس، دعمه القوي لمشروع القانون، مشدداً على أنه إحدى الأولويات الرئيسية لإدارة ترامب، وأوضح أن مشروع القانون جزءاً أساسياً من ما اطبق عليه "الأجندة الاقتصادية الجريئة" التي يقودها ترامب، والتي تهدف لتحقيق نمو اقتصادي طويل الأمدوأشار إلى أن الشعب الامريكي يستحق معرفة كيف سيفيدهم هذا القانون بشكل مباشر، وقدم تفاصيل محددة حول الفوائد المتوقعة لعدة فئات في المجتمع الأمريكي وكتب: " مشروع القانون سيحقق أجوراً أقوى، وإنتاجية أعلى، ونمواً حقيقياً في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3% .. هذا القانون سيعزز الإيرادات من خلال التوسع الاقتصادي وليس من خلال رفع معدلات الضرائب".ووفقاً لتقدير صدر الأربعاء عن مكتب الميزانية في الكونجرس (CBO)، وهو هيئة غير حزبية، فإن نسخة مشروع القانون التي أقرها مجلس النواب ستزيد من عجز الميزانية الامريكية بمقدار 2.4 تريليون دولار خلال العقد المقبل.