logo
الموسيقيون المستقلون ضحايا للاحتيال بواسطة الذكاء الاصطناعي

الموسيقيون المستقلون ضحايا للاحتيال بواسطة الذكاء الاصطناعي

العربي الجديدمنذ 2 أيام

تشهد منصات البث التدفقي للموسيقى مثل
سبوتيفاي وآبل ميوزك
فورة في الأغاني المنتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي من محتالين يهدفون للحصول على عائدات الاستماع، ما يترك آثاراً سلبيةً على العاملين في المجال الموسيقي، وخاصةً الفنانين المستقلين، بحسب صحيفة ذا غارديان البريطانية.
يصنع المحتالون بسهولة كبيرة أغاني بتكلفة شبه معدومة وبسرعة كبيرة، ومن ثمّ يحملونها على
المنصات الموسيقية
، وبعدها يعتمدون على الذكاء الاصطناعي أو حتى على مستخدمين للاستماع إلى الأغاني المزيفة بلا نهاية، بهدف توليد الإيرادات. فيما يقوم محتالون آخرون بوضع أغانيهم المزيفة على صفحات فنانين حقيقيين بهدف سرقة العائدات أيضاً.
وتشير تقديرات منصة ديزر في إبريل/ نيسان الماضي إلى تحميل أكثر من 20 ألف أغنية أنتجت بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي على منصتها يومياً، ما يعادل 18% من مجمل الأغاني الجديدة، وهو ضعف العدد الذي سجل في يناير/ كانون الثاني الماضي.
احتيال بمئات ملايين الدولارات
تغرّم "سبوتيفاي" المخالفين وتقول إنها تخصص "موارد هندسية وبحثية كبيرة للكشف عن النشاط غير الطبيعي للبث التدفقي والتخفيف من حدته وإزالته". أما "آبل ميوزيك" فتدعي أن "أقل من 1% من جميع عمليات البث يتم التلاعب بها" على خدمتها. لكن، في صناعة تبلغ قيمتها 20.4 مليار دولار عالمياً، من المحتمل أن مئات الملايين من الدولارات تختلس سنوياً من المحتالين، بحسب "ذا غارديان"، التي تلفت إلى أن جزءاً من المشكلة يكمن في سهولة الانضمام لمنصات البث التدفقي الموسيقية كصانع محتوى، إن كنت موسيقياً حقيقياً أو محتالاً.
تكنولوجيا
التحديثات الحية
إيلون ماسك يعود إلى إمبراطوريته التكنولوجية
هذه المشكلة دفعت كبرى الشركات لإعلان الحرب على المحتالين، معتمدةً على أنظمة الذكاء الاصطناعي، وهو ما عرّض الفنانين الحقيقيين في أحيان كثيرة لعقوبات مماثلة لتلك التي تواجه المزيفين. يشير الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة توزيع الموسيقى فوغا، دارين أوين، إلى أن الاحتيال عبر منصات البث التدفقي الموسيقية "بدأ ينتشر في جميع أنحاء الصناعة" في عام 2021، وصار التعامل معه يشكل 50% من أعباء عمله.
تستخدم "فوغا" الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، لتقييم أنماط البث بـ"درجة خطورة" ولفصل "أنماط الاستماع غير البشرية" عن غيرها لرصد الاحتيال. بحسب أوين، تشكل الهند وفيتنام وتايلاند إضافةً إلى عددٍ من بلدان أوروبا الشرقية بؤراً تنشط فيها ما تسمى بـ"مزارع النقرات" (Click Farm)، التي تستخدم عمالاً بأجور منخفضة لمراكمة أعداد الاستماع، كما يلفت إلى أن عصابات إجرامية منظمة متورطة في هذه العمليات الاحتيالية.
الموسيقيون ضحايا الذكاء الاصطناعي
لكن ملاحقة عمليات الاحتيال هذه تنعكس سلباً على الموسيقيين، الذين يجدون أنفسهم اليوم في دائرة الاتهام بالتلاعب كلّما ارتفعت بشكل غير متوقع أعداد الاستماع إلى مقطوعاتهم عبر منصات البث التدفقي الموسيقية.
على سبيل المثال، حذفت بعض أغاني فرقة الروك الأيرلندية الشمالية "فاينال ثيرتين" عن منصة موسيقية بسبب ازدياد المستمعين لها بعشرات الآلاف خلال وقت قصير. استنتج القائمون على المنصة أن هناك تلاعباً حتمياً، فيما تعتقد الفرقة أن السبب في ازدياد أعداد الاستماع يعود إلى بث أغانيها عبر إحدى المحطات المعروفة. يقول عازف الطبول، دوبس، لـ"ذا غارديان": "من الصعب حقاً على أي فنان إثبات عدم تلاعبه بالبث، لكن من الأصعب على سبوتيفاي إثبات ذلك. لكنهم يحذفون الأغاني وينتهي الأمر".
من جهته، يقول الموسيقي المستقل، آدم جيه مورغان، إن أحد مقاطعه الموسيقية حقّق أكثر من 10 آلاف استماع خلال أسبوع واحد على منصة روت نوت، ربما بسبب استخدامه في فيدو انتشر بشكل واسع على "تيك توك"، مما دفع القائمين على المنصة إلى حجبه، بحجة أنه مثير للريبة. يلفت مورغان إلى أن "روت نوت" لم تقدم له أي دليل على التلاعب، مشيراً إلى أنه "قضى عطلة نهاية الأسبوع محاولاً فهم ما حدث دون نتيجة".
مستقبل الفنانين على المنصات
تشير "ديزر" إلى أنها كانت أول خدمة بث تدفقي موسيقية تطبق أنظمة الكشف عن الاحتيال. بحسب مدير قسم العائدات والتقارير في الشركة، تيبو روكو، فإن المنصة "تراقب الكثير من المؤشرات التي تساعد خوارزمياتها في تحديد ما إذا كان المستخدم محتالاً أم لا". يضيف: "عندما نطلب إزالة أي محتوى، نتحقق يدوياً مما يحدث، ونكون على ثقة تامة بأن هناك تلاعباً كبيراً".
تكنولوجيا
التحديثات الحية
"بيلدر إيه آي"... شركة تستخدم موظفين هنوداً على أنهم ذكاء اصطناعي
لكن الوضع مختلف تماماً لدى أنظمة المراقبة الآلية في الشركات الأخرى، إذ غالباً ما تفترض وجود تلاعب وتزيل الأغاني دون سابق إنذار، كما أن طرق استئناف هذه القرارات مرهقة للغاية، ما يدفع الفنانين المستقلين الذين يواجهون مشاكل متنوعة إلى الاستسلام.
بالنسبة للموسيقي دارين همينغز قد يؤدي استمرار ملاحقة الفنانين المستقلين على منصات البث التدفقي الموسيقية الرئيسية، إلى تخليهم عنها، خاصةً أنها لا تحقق لهم سوى أرباح ضئيلة، مرجحاً انتقالهم إلى منصات موسيقية مختلفة مثل "باندكامب".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

انحدار الإبداع في السينما الحديثة: بين التكرار وفقدان العمق
انحدار الإبداع في السينما الحديثة: بين التكرار وفقدان العمق

القدس العربي

timeمنذ 2 أيام

  • القدس العربي

انحدار الإبداع في السينما الحديثة: بين التكرار وفقدان العمق

انحدار الإبداع في الأعمال السينمائية لا يلاحظ المرء النسبة الكبيرة من الأفلام الجديدة التي هي في الحقيقة إعادة لأفلام سابقة، فلدينا مثلا سلسلة أفلام «روكي» التي تكونت من تسعة أجزاء، مع العلم أن فيلم «روكي» Rocky الأول الذي عرض عام 1976 كان في الأصل مقتبسا من فيلم شهير للممثل بول نيومان بعنوان «أحدهم في الأعلى يحبني» Somebody Up There Likes Me وعرض عام 1956. وهناك سلسلة أفلام «مهمة مستحيلة» Mission Impossible التي تكونت من ثمانية أجزاء كان آخرها فيلم يعرض هذا العام. ولكن الأمر أحيانا أقل وضوحا من ذلك، فبعد نجاح سلسلة أفلام «صائدي الأشباح» Ghost Busters قررت شركات السينما تغيير بعض التفاصيل البسيطة لإنتاج السلسلة مرة أخرى، ولكن تحت إسم آخر. وكانت النتيجة سلسلة أفلام «رجال في ملابس سوداء» Men In Black ثم عرضت أجزاء جديدة لسلسلة الأفلام الأصلية في الوقت نفسه. وهناك طرق أخرى للإعادة مثل اقتباس فكرة أفلام شهيرة سابقة وعرضها بأسماء جديدة، والاقتباس من مجلات الأطفال، ولذلك ظهرت أفلام الأبطال الخارقين بأجزائها العديدة، وأسمائها المختلفة، على الرغم من التشابه الهائل في قصصها. ومن طرق الاقتباس كذلك تلك التي بدأت مع صناعة السينما منذ نشوئها، وهي إعادة تشكيل فكرة فيلم شهير وقديم في إطار الحياة الحالية مثل فيلم «اثنا عشر رجلا غاضبا» Twelve Angry Men الذي اقتبست فكرته في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية. ما أن ينجح الفيلم حتى تبدأ الأجزاء المتلاحقة، التي لا تعرض أي جديد، بل إن المشاهدين يعرفون مقدما ماذا سيشاهدون. ويدل هذا الاتجاه بوضوح على انعدام الإبداع لدى المسؤولين عن صناعة السينما، أو أن هناك ما يمنعهم عن الاستعانة بما هو جديد في الإبداع. ولكن ما هي الأسباب التي جعلت صناعة السينما في هذا الموقف السيئ، لاسيما أن عدد المشاهدين في تناقص في مختلف أنحاء العالم. ومهما كانت جنسية الفيلم، حيث يشعر المشاهدون بالاستياء والملل في هذه الأفلام المكررة، والأجزاء المتتالية، سواء أكان الفيلم فكاهيا، أم خياليا، أم رومانسيا، أم أي نوع آخر. يفسر أغلب النقاد السبب، وهو خوف شركات الإنتاج السينمائي من المخاطرة التي قد تؤدي إلى فشل الفيلم، فمعدل تكلفة صناعة الفيلم ذي الممثلين المشهورين حوالي خمسة وستين مليون دولار، وإذا أضفنا تكاليف التوزيع والدعاية فترتفع التكلفة إلى مئة مليون دولار. ولذلك تمثل الأجزاء المتتالية لفيلم شهير نجاحا مضمونا، حتى إذا كان ذلك يعني حصر التركيز على قطاعات معينة من المشاهدين، حيث إن معرفة المشاهدين بالموضوع تجعل الفيلم جذابا لهواة هذا النوع فحسب، ومع ذلك فإن النجاح الكبير للفيلم غير مضمون، ففيلم «بياض الثلج» Snow White الذي عرض هذا العام لم ينل نجاحا كبيرا، على الرغم من أن كلفته تجاوزت 250 مليون دولار، والنجاح الهائل للفيلم الأصلي الذي عرض عام 1937. وكذلك تكرار إنتاج فيلم «الاستيلاء على قطار بيلهام واحد اثنين ثلاثة» Taking On Pelham One Two Three الذي عرض بنجاح كبير عام 1974، حيث لم يكن النجاح حليف النسخ الجديدة، على الرغم من ظهور ممثلين شهيرين فيها، ولكن السبب في هذه الحالة ربما كان معروفا، فكلا الفيلمين من العلامات الفارقة في السينما الأمريكية، كما أنهما مثلا مرحلتين تاريخيتين من التاريخ الاجتماعي، ما أضاف سببا آخر للجمهور لمشاهدتهما، حيث يرى المشاهد فترة من تاريخ العالم بكل ظروفه. وبالتالي، فإن إضافة بعض الأفكار الحديثة للفيلم تفقده نكهته وتجعله غريبا عن الواقع. ولهذا السبب، فإن إعادة إنتاج فيلم «ذهب مع الريح» Gone With The Wind الذي عرض عام 1939 مستحيلة من الناحية العملية، حيث يمثل الفيلم السينما العالمية في أفضل فترة لها على الإطلاق كما أن أداء فيفيان لي، لدور «سكارلت» قد ترسخ في ذهن المشاهد ومن المستحيل لأي ممثلة أخرى أن تحل محلها، وهناك أسباب أخرى لانعدام الإبداع في السينما الحديثة. انعدام المنافسة قد يظن المرء أن ما يمنع تدهور مستوى الإبداع في الأعمال السينمائية، المنافسة الشديدة بين شركات الأفلام السينمائية العديدة. ولكن الحقيقة للأسف محزنة، فإذا أخذنا الولايات المتحدة الأمريكية كمثال، لأنها الدولة الأكثر شهرة وتأثيرا في صناعة السينما، فسنجد أن عدد الشركات أقل بكثير مما يظنه المشاهدون، فمثلا قد تبدو شركات «بكسار» و»دريموركس» و»تَشستون» و»مارفل» و»لوكاسفيلم» كشركات متنافسة، ولكنها في الحقيقة شركة واحدة من الناحية العملية، حيث تمتلكها جميعا شركة «وولت ديزني»، ولذلك فإن أكثر من ثمانين في المئة من أرباح الأفلام في الولايات المتحدة تذهب إلى خمس شركات فقط. التأثير السياسي تتعرض شركات السينما في مختلف أنحاء العالم إلى تأثير الحكومات المحلية والأجنبية بأشكال مختلفة، فقد تقرر حكومة ما حذف مشاهد من فيلم ما. وقد تعترض حكومة ما، على طريقة عرض الفيلم لمؤسساتها، أو شخصيات كبيرة فيها، أو الظواهر الاجتماعية والاقتصادية فيها. وتزداد قوة تلك الحكومة في حالة اشتراكها بطريقة ما في عملية التمويل، أو الإخراج وحتى التأليف. وللحكومات أحيانا قنوات مخفية، أو غير مباشرة للتأثير على قصص الأفلام. دور الذكاء الاصطناعي في التأليف الغريب في الأمر أن التطور السريع في تقنية الذكاء الاصطناعي ساهم في الحد من الإبداع في صناعة السينما لعدة أسباب. وأولها استخدامه في كتابة قصة الفيلم، فالذكاء الاصطناعي لا يبتكر، بل يعتمد في تحليله على تجارب سينمائية سابقة، ما يجعل اقتراحاته مشابهة لأعمال سابقة وبالتالي عديمة الإبداع ومملة، وتفتقر إلى العمق والفكرة الجديدة والمفاجأة، التي يتميز بها إنتاج المؤلف البشري. ويضاف إلى ذلك أن الذكاء الاصطناعي يعيد جوانب التحيز الذي كان موجودا في الأعمال السينمائية السابقة. وقد جرت دراسة بسيطة على 293 مراهقا حيث طلب من كل منهم كتابة قصة وسمح لثلثيهم باستعمال الذكاء الاصطناعي. وكانت النتيجة أن الطلاب الذين استعانوا بالذكاء الاصطناعي أنهوا كتابة قصصهم أسرع، ولكن الآخرين الذين لم يستعملونه نجحوا في كتابة القصص الأجمل والأكثر تأثيرا وعمقا، أي القصص الأكثر إبداعا. دور الذكاء الاصطناعي في الإخراج ما يزيد الطين بلة أن استعمال الذكاء الاصطناعي في الإخراج جعل عملية الإخراج أبسط، لاسيما أفلام الخيال العلمي، إن صحت هذه التسمية، والخيالية. وقد يسهل هذا عمل الممثلين والمخرجين، ولكنه يشجع شركات صناعة الأفلام السينمائية على إنتاج أفلام تمتاز بسطحيتها التي تصل إلى درجة العقلية الطفولية في الكثير من الأحيان، حتى إن بعض المشاهد تبدو وكأنها من لعبة فيديو، إذ لا يستطيع التعبير عن المشاعر الإنسانية بشكل كاف ومسايرة آخر التغييرات في الثقافة والمجتمع. ويضاف إلى ذلك تشابه هذه الأفلام الواضح، أي افتقادها التنوع. ومن الجدير بالذكر أن هذه الأفلام تتمتع بميزة كثرتها في الإنتاج وتصاحبها أفضل دعاية، ما يسبب تشبعا في سوق الأفلام في العالم وجذب الجمهور من الأفلام التي تتميز بالإبداع والعمق الثقافي والاجتماعي. تأثير قلة الإبداع في السينما على الجمهور هذا الانحدار الواضح في الإبداع والعمق في صناعة السينما يؤثر على الجمهور بشكل سلبي، حيث يمثل تأثيرا لا إراديا على عقل المشاهد ويجعله أقل إبداعا بدوره، بالإضافة إلى تأثير هذا على نظرته إلى ما حوله والعالم بشكل عام وحتى تصرفاته. ويمثل هذا خطرا على مستوى ثقافة المجتمع بشكل عام. باحث ومؤرخ من العراق

'شبح القسام'.. كيف يقود عز الدين الحداد حماس في أحلك ظروف غزة
'شبح القسام'.. كيف يقود عز الدين الحداد حماس في أحلك ظروف غزة

القدس العربي

timeمنذ 2 أيام

  • القدس العربي

'شبح القسام'.. كيف يقود عز الدين الحداد حماس في أحلك ظروف غزة

غزة- 'القدس العربي': تتجه الأنظار في هذا الوقت إلى عز الدين الحداد، المسؤول الكبير في 'كتائب القسام' الجناح العسكري لحركة 'حماس، باعتباره القائد الأول للجناح العسكري، وأبرز قادة الحركة في قطاع غزة، بعد إعلان إسرائيل عن اغتيال غالبية قادة الجناح العسكري خلال الحرب، وآخرهم محمد السنوار، شقيق قائد الحركة السابق يحيى السنوار. ويقود الحداد الذي لقب بـ'شبح القسام' الجناح العسكري، في واحدة من أصعب الظروف التي مرت على حركة حماس، خاصة بعد اغتيال غالبية أعضاء القيادتين السياسية والعسكرية للحركة المتواجدين في قطاع غزة، خلال الحرب، وأبرزهم يحيى السنوار ومحمد الضيف ومروان عيسى وأخيرا إعلان إسرائيل اغتيال محمد السنوار، الذي تردد أنه كان قائد الجناح العسكري بعد اغتيال الضيف، إلى جانب مسؤولين كبار نعتهم حماس في بيان رسمي خلال الحرب، كانوا ضمن المجلس العسكري الأعلى للقسام منهم قادة ألوية القسام في مدن غزة، ومسؤولي الاستخبارات وآخرين من قادة الكتائب الفرعية ومسؤولين عن وحدات الصواريخ وغيرها من قوات حماس. هيكل قيادي جديد والمعروف أن الجناح العسكري لحركة حماس يقاد من خلال مجلس عسكري أعلى، يترأسه قيادي بمسمى 'القائد العام'، ويكون له نائبا يتولى في ذات الوقت مسؤولية قيادة القسام في قطاع غزة، حيث أوكلت المهمة طوال السنوات الماضية للضيف، وقد عين نائبا له أحمد الجعبري حتى اغتياله في العام 2012، ليتولى مروان عيسى المسؤولية حتى اغتياله في مارس من العام الماضي، ويتكون من أعضاء آخرين، هم المسؤولين عن القسام في محافظات القطاع الخمس، إلى جانب مسؤول جهاز الاستخبارات والمدفعية والتصنيع والنخبة والتدريب وغيرها من التشكيلات العسكرية، وقد أعلنت حركة حماس عن اغتيال غالبية قادتها العسكريين خلال الحرب. وبسبب حجم الاغتيالات الكبير الذي طال الصف الأول والثاني والثالث وحتى الرابع في قيادة القسام، وبسبب ظروف الحرب الميدانية، لم يعد يعرف شكل الهيكل القيادي في الحركة، غير أن مجمل المعلومات تشير بعد استشهاد غالبية قادة الصف الأول، أن مهمة قيادة القسام أوكلت إلى عز الدين الحداد المكني بـ'أبو صهيب'، وهو واحد ممن انتموا مبكرا للقسام، والذي سبق وأن نجا من عدة محاولات اغتيال، لقدرته على التخفي، ليطلق عليه لقب 'شبح القسام'. ووفق ما يتوفر من معلومات فإن مهمة قيادة القسام أوكلت له بعد اغتيال محمد الضيف ومن قبله نائبه مروان عيسى، إلى جانب محمد السنوار، الذي أكدت إسرائيل خبر اغتياله في ضربة جوية استهدفت شرق مدينة خان يونس، ليصبح هذا الرجل هو المطلوب رقم واحد لإسرائيل التي رصدت مكافئة قدرها 750 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات عنه. والحداد كان خلال فترة الحرب يتولى مهمة قيادة القسام في لواء غزة، وهو واحد من أكبر ألوية الحركة في القطاع وأهمها، وشاركت المجموعات التي تخضع لسلطته في الهجوم الكبير الذي نفذته كتائب القسام في السابع من أكتوبر 2023 بقوة على المستوطنات الإسرائيلية الواقعة في غلاف غزة، وقد كان من أبرز مخططي الهجوم كان اسمه حتى فترة قبل الحرب يتردد كأحد أبرز قادة حماس المؤثرين في القطاع. هل ينجح الرجل في وضع خطط عسكرية تتماشى مع ظروف الميدان وهذا الرجل الذي انضم لحركة حماس في العام 1987، عايش في فترة شبابه الأولى أحداث انتفاضة الحجارة، لينتمي بعدها للجناح العسكري، ويتدرج في المناصب من عنصر إلى قائد فصيل إلى قائد كتيبة إلى أن أصبح قائد لواء غزة، ولتقع تحت سلطته لاحقا بعد الاغتيالات الكبيرة قيادة الجناح العسكري، ويتردد أن هذا الرجل كان من المسؤولين عن جهاز الاستخبارات في القسام، وحاليا هو من يدير ملف الأسرى الإسرائيليين في غزة، ويرفض الخطة الأمريكية الخاصة بعقد صفقة تهدئة مؤقتة. الخروج العلني والحداد نجا سابقا من عدة محاولات اغتيال، حيث قصفت إسرائيل منزله أكثر من مرة خلال هذه الحرب المستمرة ومن قبلها في حروب سابقة على غزة، كما استهدف عدة أماكن كان يتوقع أن يكون فيها، وفي مطلع العام الجاري أعلن عن استشهاد نجله صهيب في استهداف لحي التفاح شرق مدينة غزة. وكان الحداد هو المسؤول العسكري في حماس الذي خرج قبل الحرب المستمرة وهجوم حماس على مستوطنات غلاف غزة، كاشفا عن وجهه ويرتدي بزته العسكرية، مهددا إسرائيل بأنها سترى في 'المعركة القادمة'، ما يصدمها من أسلحة القسام، وقد هدد بالدخول إلى مناطق مستوطنات غلاف غزة، وليؤكد في تلك المقابلة التي بثتها قناة 'الجزيرة'، أن عمليات اغتيال قادة حماس وجناحها المسلح لم تؤثر على سير عمل التنظيم، وليتحقق ذلك في هجوم السابع من أكتوبر، الذي أبلغ فيه الحداد قادة القسام الميدانيين الذين يعملون تحت أمرته حسب تقارير استخبارية بالموعد قبل ساعات قليلة من التنفيذ، وطالبهم بأن يعملوا على أسر أكبر عدد ممكن من الإسرائيليين، كما ظهر وهو يخفي وجهه في تحقيق بثته 'الجزيرة'، خلال التهدئة الأخيرة في غزة، كشف فيه عن تمكن القسام من الاستيلاء على معلومات أمنية من وحدة الاستخبارات الإسرائيلية قبل الحرب، مكنت جناحه العسكري من شن هجوم السابع من أكتوبر. خطط عسكرية جديدة ومع وصول الحداد إلى قيادة القسام في هذا الوقت، ولجوء حركة حماس وجناحها العسكري إلى العمل السري الكامل والتخفي، وبدون المقرات والمواقع الأمنية والعسكرية التي كانت متواجدة في غزة قبل السابع من أكتوبر، لا يعرف بعد الشكل والطريقة الذي تشرف فيهل قيادة القسام على خلاياها وكتائبها الميدانية المسلحة، ولا طريقة التواصل بين القيادات الكبيرة، والتي على الأغلب تدار بطريقة سرية وبدائية جدا، في ظل التطور التكنولوجي الإسرائيلي الذي تمكن سابقا في تعقب قيادات حماس واغتيالها، وأن هناك خطة عمل ميدانية جرى إقرارها خلال فترة التهدئة السابقة التي بدأت في شهر يناير وانتهت في 2 مارس الماضي. وكان لافتا أنه خلال الأيام الماضية، وبالرغم من الضربات الكبيرة التي وجهتها إسرائيل لكتائب القسام، ومنها اغتيال محمد السنوار، وكذلك الإعلان عن اغتيالات طالت قادة ومسؤولين عن المجموعات والفروع، واستشهاد عدد كبير من الإفراد في ساحة المعركة، أن الجناح المسلح لحماس أعاد تنظيم صفوفه من جديد، وعاود للعمل العسكري بوتيرة متصاعدة، دللت عليها العمليات الأخيرة التي أوقعت قتلى ومصابين كثر في صفوف جيش الاحتلال. وبعد فترة لم تشهد أي هجوم مسلح قوي من المقاومة يستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلية المتوغلة في مناطق عدة في قطاع غزة، امتدت منذ استئناف إسرائيل للحرب يوم 18 مارس الماضي، حتى الأسبوع الماضي، عاد الجناح العسكري لتبني تنفيذ هجمات عسكرية استهدفت قوات إسرائيلية في شمال وجنوب القطاع، وداخل مناطق التوغل البري، ما يعني أن القسام نظم صفوفه في كافة مناطق القطاع، حيث أسفرت الهجمات الأخيرة عن إيقاع قتلى ومصابين في صفوف الاحتلال. غير أن البلاغات العسكرية التي وزعها الجناح العسكري لحماس، تتبنى فيها تلك الهجمات وغيرها من هجمات طالت القوات المتوغلة، كشفت بأن شكل الاتصال ما بين الخلايا المسلحة التي تعمل في الميدان وقادة العمل العسكري، لا تتم بطريقة سريعة، وأن الاتصال بينهما يحتاج إلى أيام، وقد ظهر ذلك في البلاغات التي كانت تتبنى هجمات مسلحة وقعت قبل يومين أو ثلاثة، وهي الفترة التي تمكن فيها النشطاء إيصال المعلومات إلى قيادتهم، بعد العودة من 'خطوط القتال'، ما يعني أن مناطق القتال تكون خالية من أي نوع من التواصل، وأن الإبلاغ لربما يتم بالشكل الوجاهي أو البدائي جدا، وهو ما يدفع باتجاه وضع القائد الجديد للجناح المسلح عز الدين الحداد خطة جديدة للعمل الميداني. وسيكون على الحداد سواء جرى التوصل إلى تهدئة قريبة أو في حال استمرت الحرب والتصعيد، أن يعيد هيكلة الجناح العسكري للحركة في هذه الظروف التي لم تشهدها حماس من قبل، وكذلك المشاركة في اتخاذ القرارات على المستوى السياسي، إذ يعتبر قائد الجناح العسكري عضوا في القيادة السياسية العليا لحماس.

"تيك توك" يحظر وسم #SkinnyTok لترويجه اضطرابات الأكل
"تيك توك" يحظر وسم #SkinnyTok لترويجه اضطرابات الأكل

العربي الجديد

timeمنذ 2 أيام

  • العربي الجديد

"تيك توك" يحظر وسم #SkinnyTok لترويجه اضطرابات الأكل

لم يعد تطبيق المقاطع القصيرة تيك توك يعرض نتائج البحث عن وسم #SkinnyTok. وهذا الحظر هو أحدث خطوة في نهج "تيك توك" التدريجي تجاه المحتوى الذي قد يشجع على اضطرابات الأكل. وهي خطوة قد تلقى ترحيب المعارضين، لكن قسماً آخر من الخبراء يعتبرها خطوة غير كافية، بالنظر إلى تعامل صنّاع المحتوى والمستخدمين عادة مع القيود. حملة أوروبية ضد #SkinnyTok كانت مقاطع فيديو تحمل هذا الوسم تُروّج اضطرابات الأكل وغيرها من السلوكات الغذائية غير الصحية أو المحفوفة بالمخاطر. وتُتّهم خوارزميات التطبيق عموماً بترويج مقاطع حول اضطرابات الأكل للمراهقين المعرضين للخطر. وأنشأ باحثون في مركز مكافحة الكراهية الرقمية غير الربحي، في 2022، حسابات "تيك توك" لشخصيات مراهقة خيالية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا، ثم قاموا بـ"الإعجاب" بمقاطع مصورة حول اضطرابات الأكل، لمعرفة كيفية استجابة خوارزمية المنصة. في غضون دقائق، بدأت المنصة التي تلقى رواجاً واسعاً بين المراهقين توصي بمقاطع حول فقدان الوزن، بما في ذلك تلك التي تعرض صوراً لنماذج أجسام مثالية وأنواعها. وكانت وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون الرقمية، كلارا شاباز، من بين السياسيين الذين قادوا حملة تصدٍّ ضد هذا الوسم تحديداً، بجانب جهات تنظيمية فرنسية وأوروبية، منذ إبريل/ نيسان. ونقلت صحيفة ذا غارديان عن شاباز حينها أن "مقاطع الفيديو هذه التي تُروّج النحافة المفرطة مُقززة وغير مقبولة على الإطلاق. الأدوات الرقمية رائعة من حيث التقدم والحرية، لكن إساءة استخدامها قد تُدمّر حياة الناس، ولا يُمكن لشبكات التواصل الاجتماعي التهرب من مسؤوليتها". سوشيال ميديا التحديثات الحية توقّفي عن الأكل... قوافل من أجساد المراهقات على تيك توك خبراء يقللون من أهمية خطوة "تيك توك" لكن بينما اعتبر المرحّبون حظر نتائج البحث عن التي يُحتمل أن تكون ضارة خطوة إيجابية، رأى آخرون أنه لا يضع حقاً عقبات أمام الراغبين في البحث عن فيديوهات مماثلة. وصرّحت الأستاذة بجامعة كورنيل، بروك إيرين دافي، لصحيفة نيويورك تايمز، بأن "المستخدمين أذكياء. إنهم يعرفون كيفية استخدام هذه المنصات، وكيفية التهرب من أنظمة إدارة المحتوى الخاصة بها". خطوات "تيك توك" ضد اضطرابات الأكل هذا الحظر أحدث خطوة في نهج "تيك توك" التدريجي تجاه المحتوى الذي قد يشجّع على اضطرابات الأكل. في عام 2020، فرضت الشركة قيوداً على الإعلانات التي قد "تروّج صورة سلبية أو ضارة للجسم"، مثل مكملات إنقاص الوزن. وفي 2021 بدأت "تيك توك" شراكة مع جمعية اضطرابات الأكل الأميركية لتقديم المزيد من الموارد للمستخدمين الذين يعانون هذه المشكلة. وفي وقت لاحق من ذلك العام، طرحت الشركة أيضاً نهجاً جديداً لصفحة "من أجلك" يحد من تأثير مشاهدة الكثير من المقاطع المتكررة حول موضوع سلبي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store