لماذا تأخر مصرف لبنان في اصدار فئتي ال ٥٠٠ الف والمليون ليرة ؟
في الواقع ارتفع حجم الكتلة النقدية المتداولة في لبنان بشكل كبير خلال الأزمة، فبعدما كان يبلغ نحو 6 تريليونات ليرة قبل تشرين الأول 2019، سجّلت الكتلة النقدية تضخماً حتى بلغت 82 تريليون ليرة في منتصف شهر نيسان الماضي الجزء الأكبر من زيادة الكتلة النقدية (مفهوم الكتلة النقدية لا يقتصر على الفئات النقدية المصدرة من مصرف لبنان) كان عبر طباعة أوراق نقدية من فئة الـ100 ألف ليرة.
وبين تشرين الأوّل 2019 وحزيران 2024 ارتفعت قيمة الأوراق التي أصدرها مصرف لبنان من فئة الـ100 ألف ليرة من نحو 6 تريليونات ليرة إلى 148 تريليون ليرة، فيما كان عدد الأوراق النقدية المُصدرة كان قد ارتفع من 8.8 تريليونات ليرة إلى 157 تريليون ليرة في المدة ذاتها. بمعنى آخر نحو 96% من الأوراق الجديدة المُصدرة في هذه المدة كانت من فئة الـ100 ألف ليرة. وهذا الأمر يُظهر التفات مصرف لبنان إلى حاجة السوق إلى العملات الكبيرة، وهذا ما يُنذر أيضاً بأن السوق بحاجة إلى عملات من فئات أكبر، ومن هنا يأتي القانون الذي أُقر في مجلس النواب.
عادةً تُصدر المصارف المركزية أوراقاً نقدية بفئات أعلى استجابةً لتآكل القدرة الشرائية للوحدات الصغيرة، ما يقلل من أعباء حمل النقود ويسهل المعاملات اليومية. فعلى سبيل المثال، لو أراد المستهلك أن يدفع ما يوازي 100 دولار بالليرة اللبنانية، يحتاج إلى 90 ورقة من فئة الـ100 ألف، وهذا مبلغ قد يضطر المستهلك إلى أن يستخدمه في أي وقت من يومه، ما يعني أنه قد يحتاج إلى حمله معه بشكل مستمر. المشكلة أن 90 ورقة من فئة الـ100 ألف ليرة، لا يمكن حملها بسهولة في الجيب أو في المحفظة، وهو ما يجعل الفكرة غير عملية. هذا العامل كان أحد أسباب الدولرة تحت أمر الواقع التي شهدها الاقتصاد اللبناني في السنوات الأخيرة، إذ أصبح التعامل بالدولار أسهل عملياً من التعامل بالليرة.
في السياق لفت الباحث المقيم في كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال (OSB) في الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) الدكتور محمد فحيلي في حديث للديار إلى أن مكونات السلطة النقدية لم تطرح قط بشكل رسمي إمكان إصدار عملة لبنانية بفئتي ال ٥٠٠ ألف و المليون ليرة بل تم التداول في الإعلام فقط بهذا الموضوع الذي خضع لسياسة الترغيب والترهيب والاجتهادات لجهة التفسيرات والتداعيات الاقتصادية وإذ تحدث فحيلي عن وجهة نظر موضوعية لاتخاذ سياسات نقدية، وصف الوضع في المشهد النقدي بحالة غليان مشيراً إلى عدة أمور يجب تنفيذها قبل إصدار فئتي ال ٥٠٠ ألف والمليون ليرة:
فهناك مشروع قانون إصلاح المصارف الذي بنتظر تطبيقه إقرار قانون الفجوة المالية الذي يعمل عليه مصرف لبنان و كذلك هناك الإستقرار في سعر صرف الدولار و الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص و كيفية اتخاذ الدولة خطوات لزيادة رواتب و اجور موظفي القطاع العام الذي أصبح واجب إضافةً إلى كل هذه الأمور هناك موضوع تصنيف لبنان على اللائحة الرمادية عالمياً من قبل مجموعة العمل المالي وتصنيفه على لائحة الدول عالية المخاطر من قبل دول الاتحاد الأوروبي الذي يؤدي إلى قلق لدى السلطة النقدية لجهة ضرورة التصرف من أجل إخراج لبنان من هاتين اللائحتين من أجل أن يتعافى القطاع المصرفي هذا فضلاً عن تصنيف لبنان بلد متعسر من قبل مؤسسات التصنيف الائتماني العالمية الذي يحمل تداعياته القطاع المصرفي اللبناني.
وفي حين رأى فحيلي أن قانون إصلاح المصارف هو خطوة و جزء من عودة الإنتظام إلى القطاع المصرفي، توقع عندما يتحقق الاستقرار على المشهد النقدي ممكن لمصرف لبنان أن يوضح بشكل رسمي إمكان التوجه نحو إصدار عملات من فئتي ال ٥٠٠ ألف و المليون ليرة .
واستخدم فحيلي تعبير ( نكرة) للأوراق النقدية بالعملة اللبنانية لأن الاقتصاد اللبناني بات مدولراً فتمويل فاتورة الاستهلاك يتم بالعملة الأجنبية وتمويل فاتورة الطبابة والتعليم أيضاً بالعملة الأجنبية ولذلك سواء كام لدينا ورقة ال ١٠٠ ألف أو ال ٥٠٠ ألف او المليون ليرة فليس هناك فرق ما دمنا ندفع الفواتير بالدولار، لافتاً إلى أن الفرق يقتصر على حمل أوراق نقدية أقل في حال إصدار ورقتي ال ٥٠٠ الف والمليون ليرة.
ووفقاً لفحيلي ليس هناك حالياً اي تداعيات لإصدار ورقتي ال ٥٠٠ ألف و المليون ليرة لكن عندما يكون هناك استقرار نقدي وتعاف نقدي سيكون هناك تداعيات لجهة عودة الكرامة لليرة اللبنانية، "رغم أنني ضد التعويل على الأوراق النقدية لأنني أفضل اعتماد وسائل الدفع المتاحة من خلال القطاع المصرفي مثل الشيكات وبطاقات الدفع وبطاقات الائتمان والتحاويل".
وراى فحيلي أننا بعدما تحولنا في لبنان بأكثر من ٦٠ % إلى اقتصاد ظل الذي يعتمد على الأوراق النقدية في التبادل التجاري فأصبح أي توجه من قبل مصرف لبنان يجب أن يصب في اتجاه التقليل و التخفيف والتجفيف من الأوراق النقدية التي قد تُستَعمل في تمويل فواتير الاستهلاك والطبابة والتعليم، ويجب أن يقوم بالمستحيل من أجل أن يعود المواطن اللبناني والتاجر اللبناني لاعتماد وسائل الدفع المتاحة من خلال القطاع المصرفي.
أميمة شمس الدين -الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ ساعة واحدة
- صدى البلد
الحكومة تعلن استثمارات جديدة بـ 4.8 مليار دولار.. ما القصة
قالت الحكومة في تقرير صادر عنها اليوم الخميس، إنها تلقت 973 طلبا من المستثمرين والمؤسسات المالية للحصول علي استثمارات مالية غير مباشرة. أرجع تقرير اصدرته ادارة الدين العام التابعة لوزارة المالية، إلي طلبات تلك الاستثمارات جاءت لتدبير الفجوة التمويلية بالموازنة العامة. وأوضح التقرير أن جملة طلبات الاستثمارات التي قدمتها المؤسسات والبنوك والمستثمرين المحليين والدوليين منذ صباح اليوم قد بلغت 230.14 مليار جنيه بما يعادل 4.8 مليار دولار من أصل 90 مليار جنيه كانت مستهدف طرحها قال التقرير إن تلك الاستثمارات تمت في صورة طروحات من أجلي 182 و 364 يوما، حيث تم التنسيق مع البنك المركزي المصري بصفته مرتبا لأذون الخزانة. وفقا للتقرير فإن وزارة المالية قد اعلنت عن طرح أجل خزانة 364 يوما بقيمة تبلغ 87.4 مليار جنيه من أصل 50 مليار جنيه كانت مستهدفة . تضمنت طلبات الاستثمار في ذلك الأجل نحو 346 طلبا قدمه المستثمرون والمؤسسات المالية، حيث وصل متوسط سعر الفائدة للطرح تبلغ 27.304% وأعلي سعر بنسبة 30.501% وأقل سعر نسبته 25.97%. وعلي سياق متصل وصلت جملة الاستثمارات المقدمة في أجل 182 يوما نحو 142.74 مليار جنيه من أصل 40 مليار جنيه كانت مستهدفة. وبلغ جملة طلبات الاستثمار في أجل 182 يوما نحو 627 طلبا مقدما تضمنت طرحا بمتوسط سعر فائدة نسبته 28.082% وأقل سعر بنسبة 27.239% وأعلي سعر بنسبة 31%.


صدى البلد
منذ ساعة واحدة
- صدى البلد
آخر تحديث لسعر الجنيه الذهب مساء الخميس 14-8-2025
تراجع سعر الجنيه الذهب مع اقتراب انتهاء تعاملات اليوم الخميس 14-8-2025 في محلات الصاغة المصرية. الجنيه الذهب ينخفض اليوم وتراجع سعر الجنيه الذهب مقدار 550 جنيه علي مستوي محلات الصاغة منذ الإثنين الماضي. آخر تحديث لسعر الجنيه الذهب وسجل سعر الجنيه الذهب نحو 36.32 ألف جنيه للبيع و 36.52 ألف جنيه للشراء. سعر الذهب اليوم وتراجع سعر الذهب في محلات الصاغة المصرية مقدار 15 جنيه في نهاية تعاملات اليوم، ليصل جملة انخفاض الذهب في اسبوع مقدار 50 جنيه علي الأقل. سعر عيار 24 اليوم وسجل سعر عيار 24 الأكثر قيمة نحو 5188 جنيه للبيع و 5217 جنيه للشراء سعر عيار 21 اليوم وصل سعر عيار 21 الأكثر انتشارا نحو 4540 جنيه للبيع و 4565 جنيه للشراء سعر عيار 18 اليوم وبلغ سعر عيار 18 الأوسط بين الأعيرة الذهبية نحو 3891 جنيه للبيع و 3912 جنيه للشراء سعر عيار 14 اليوم وصل سعر عيار 14 الأدني فئة نحو 3026 جنيه للبيع و 3043 جنيه للشراء سعر أوقية الذهب اليوم وبلغ سعر أوقية الذهب نحو 3338 دولار للبيع و 3339 دولار للشراء سعر الجنيه الذهب اليوم وصل سعر الجنيه الذهب نحو 36.32 ألف جنيه للبيع و 36.52 ألف جنيه للشراء. تعاملات الذهب في البورصات العالمية سجّلت أسعار الذهب في السوق المحلية انخفاضًا طفيفًا خلال تعاملات اليوم الخميس، متأثرة بتراجع محدود للأوقية في البورصة العالمية بفعل تحسن نسبي للدولار، وسط ترقّب المتعاملين لتداعيات القمة الأمريكية الروسية المقررة غدًا في ألاسكا، وفقًا لمنصة «آي صاغة». وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات على الانترنت، إن أسعار الذهب بالأسواق المحلية تراجعت بنحو 5 جنيهات، مقارنة بختام تعاملات أمس، ليسجل سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 4570 جنيهًا، في حين تراجعت الأوقية بنحو 4 دولارات، لتسجل 3355 دولارًا. أضاف، أن سعر جرام الذهب عيار 24 بلغ 5223 جنيهًا، وعيار 18 سجل 3917 جنيهًا، وعيار 14 وصل إلى 3047 جنيهًا، فيما بلغ سعر الجنيه الذهب نحو 36560 جنيهًا. وخلال تعاملات أمس الأربعاء، حافظت الأسعار على استقرار نسبي، إذ افتتح جرام الذهب عيار 21 التداول عند 4575 جنيهًا وأغلق عند نفس المستوى، في حين ارتفعت الأوقية بنحو 11 دولارًا من 3348 إلى 3359 دولارًا.


صوت بيروت
منذ ساعة واحدة
- صوت بيروت
البن تلامس ذروة 6 أسابيع وسط خلاف الرسوم بين أمريكا والبرازيل
ارتفعت العقود الآجلة للبن في بورصة إنتركونتننتال، اليوم الخميس، مع ترقب المستثمرين للأنباء عن مفاوضات الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والبرازيل. وكشفت الحكومة البرازيلية عن حزمة مساعدات للشركات المتضررة من الرسوم الجمركية الأمريكية، تركز على خطوط ائتمان للمصدرين ومشتريات حكومية من المنتجات التي تواجه صعوبات في إيجاد أسواق بديلة. وقال متعاملون إنه إذا بدأت الحكومة البرازيلية التنافس مع القطاع الخاص على مشتريات البن، فمن المرجح أن يؤثر ذلك على فروق الأسعار الفعلية، وليس على العقود الآجلة. وأوضحوا تحديدا أن أسعار البن البرازيلي المتجه إلى الولايات المتحدة سيُتداول بخصم عن العقود الآجلة لتعويض الرسوم الجمركية الأمريكية البالغة 50 بالمئة، بينما ستتداول أسعار المتجه إلى الاتحاد الأوروبي أو آسيا بعلاوة في ظل مشتريات الحكومة البرازيلية. وارتفع بن (روبوستا) أربعة بالمئة إلى 3952 دولارا للطن. وزادت أسعار البن في فيتنام، أكبر منتج لبن روبوستا، عن الأسبوع الماضي عقب انتعاش الأسعار العالمية، بينما كان الطلب قويا في إندونيسيا وسط نضوب المخزونات. * الكاكاو أما الكاكاو فتراجع عند التسوية في نيويورك 287 دولارا، أو 3.4 بالمئة، إلى 8.271 دولار للطن، بعد أن سجل أعلى مستوى في ستة أسابيع يوم الاثنين. وفي أعقاب سوء الأحوال الجوية، خفضت ساحل العاج، أكبر منتج للكاكاو في العالم، مبيعات عقود التصدير الآجلة إلى 1.2 مليون طن للمحصول الرئيسي لموسم 2025/2026، من 1.3 مليون. قال متعاملون إن هذه الخطوة تهدف إلى الحماية من احتمال التخلف عن سداد العقود، وأنها تعني على الأرجح أن السوق لن يشهد تحسنا يذكر في أرقام محصول ساحل العاج العام المقبل. انخفض سعر الكاكاو في لندن 3.3 بالمئة إلى 5.570 جنيه إسترليني للطن. * السكر وتراجع السكر الخام عند التسوية 0.27 سنت، أو 1.6 بالمئة، إلى 16.58 سنت للرطل، بعد أن سجل أعلى مستوى في شهرين عند 17.05 سنت يوم الثلاثاء، وسط تحسن الطلب في الأسواق الفعلي. وقال متعاملون إن السوق تأثرت بعمليات بيع مكثفة كلما اقترب من مستوى 17 سنتا، وهو نقطة مقاومة قوية في منحنى السعر. وارتفع السكر الأبيض 0.5 بالمئة إلى 489.40 دولار للطن.