
الدولار يرتفع بدفعة من تزايد المخاوف بشأن الشرق الأوسط
ارتفع الدولار اليوم الخميس مدعوما بالطلب على الملاذ الآمن بسبب مخاوف نشوب صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط واحتمال تدخل الولايات المتحدة فيه، في حين يقيم المتعاملون النبرة الحذرة لرئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) جيروم باول بشأن التضخم.
وبعد بداية هادئة في آسيا، ارتفع الدولار أمام أغلب العملات مما أثر بشكل كبير على العملات الحساسة للمخاطر بعد تقرير أفاد بأن المسؤولين الأمريكيين يستعدون لاحتمال توجيه ضربة لإيران في الأيام المقبلة.
وتراجع الدولار الأسترالي بما وصل إلى 0.5 بالمئة وفي أحدث تعاملات بنسبة 0.3 بالمئة إلى 0.6489 دولار أمريكي. كما تراجع الدولار النيوزيلندي 0.5 بالمئة إلى 0.5998 دولار أمريكي. وشهدت عملات الأسواق الناشئة خسائر أيضا وانخفض الوون الكوري الجنوبي واحدا بالمئة.
وأدى التوتر الجيوسياسي المتصاعد بسرعة إلى استعادة الدولار لمكانته كملاذ آمن، محققا مكاسب أمام الين واليورو والفرنك السويسري.
وتبادلت إيران وإسرائيل المزيد من الهجمات الجوية اليوم الخميس، مع دخول الصراع يومه السابع. كما تزايدت المخاوف بشأن احتمال تورط الولايات المتحدة في الصراع، إذ أبقى الرئيس دونالد ترامب العالم في حالة من الترقب حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى القصف الإسرائيلي للمواقع النووية الإيرانية.
وقال بعض المحللين إن المتعاملين يتطلعون إلى تغطية مراكزهم القصيرة على الدولار.
وقال مات سيمبسون كبير المحللين في سيتي إندكس "يبدو أن الدولار مهيأ لارتفاع في عمليات البيع على المكشوف، خاصة إذا دخلت الولايات المتحدة في صراع الشرق الأوسط".
وذكر كريستوفر وونج محلل العملات في أو.سي.بي.سي أن المخاوف الجيوسياسية طغت على ما يبدو على نتائج اجتماع اللجنة الاتحادية للسوق المفتوحة، وأضاف "يسيطر النفور من المخاطرة على المعنويات وهذا يضغط على العملات الحساسة للمخاطرة".
الأسواق الأمريكية مغلقة اليوم الخميس في عطلة مما قلل من أحجام السيولة.
وسجل اليورو أدنى مستوى في أسبوع وتراجع في أحدث تعاملات 0.25 بالمئة إلى 1.1455 دولار، في طريقه لتسجيل 0.8 بالمئة خسارة أسبوعية، وهو أكبر انخفاض أسبوعي منذ فبراير. وفي أحدث تداولات سجل الين 145.13 مقابل الدولار.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة لأمريكية مقابل سلة من ست عملات، 0.11 بالمئة إلى 99 ويقترب من مكاسب أسبوعية بنحو 0.9 بالمئة، وهو أقوى أداء أسبوعي منذ أواخر يناير.
وفي خطوة كانت متوقعة على نطاق واسع، أبقى مجلس الاحتياطي الاتحادي على أسعار الفائدة دون تغيير بينما أشار صناع السياسات إلى أنهم لا يزالون يتوقعون خفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية هذا العام، رغم عدم اتفاقهم جميعا على الحاجة إلى خفض أسعار الفائدة.
وقال باول إن تضخم أسعار السلع سيرتفع خلال فصل الصيف مع بدء تأثير رسوم ترامب على المستهلكين.
وأضاف باول في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء "في نهاية المطاف، يجب دفع تكلفة الرسوم الجمركية، وسيقع جزء منها على المستهلك النهائي... نحن نعلم ذلك لأن هذا ما تقوله الشركات. وهذا ما تقوله البيانات السابقة".
وتسلط تصريحات باول الضوء على التحدي الذي يواجه عملية صنع القرار في وقت يحاول فيه القائمون عليها التغلب على الغموض الذي يكتنف الأسواق بسبب الرسوم الجمركية والمخاطر الجيوسياسية، وهو ما يزيد من قلق الأسواق بشأن مسار أسعار الفائدة الأمريكية.
وتراجع الجنيه الإسترليني 0.14 بالمئة إلى 1.3403 دولار قبل قرار السياسة النقدية لبنك إنجلترا، إذ من المتوقع أن يبقي البنك على أسعار الفائدة دون تغيير.
وسجل الفرنك السويسري 0.81995 مقابل الدولار قبيل قرار السياسة النقدية من البنك الوطني السويسري.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ 21 دقائق
- سكاي نيوز عربية
كيف تتأثر الأسواق الناشئة بتصاعد التوترات الإقليمية؟
فبينما يرى البعض أن هذه الأسواق ستدفع ثمناً باهظاً نتيجة الاضطرابات في أسعار الطاقة وحركة التجارة والسياحة، يراهن آخرون على متانتها النسبية وقدرتها على تجاوز العاصفة مدفوعة بتغيرات داخلية وعالمية، مثل توجهات السياسة النقدية وضعف الدولار. من جهة، تحذر مؤسسات وخبراء من أن الصراع في الشرق الأوسط قد يشكل تهديداً مباشراً للاقتصادات الناشئة، خصوصاً تلك المعتمدة على استيراد النفط أو العوائد السياحية، علاوة على الضغط المتوقع على عملاتها المحلية وموازناتها العامة في ظل ارتفاع التضخم وتكلفة الاقتراض. ويرى محللون أن الأسواق الناشئة تظل هشّة أمام مثل هذه التوترات، وأن أي تصعيد – خاصة إذا طال مضيق هرمز – قد يطلق شرارة اضطرابات اقتصادية واسعة النطاق. غير أن تقارير ومؤشرات أخرى تُظهر وجهة نظر مختلفة، إذ تقلل من احتمالات تأثر هذه الأسواق على المدى القريب، مستندة إلى توقعات باحتواء الصراع وإلى استمرار تدفقات رؤوس الأموال نحوها بفعل جاذبيتها الاستثمارية في بيئة تتسم بالتيسير النقدي عالمياً. وفي هذا السياق، يرى بعض المستثمرين أن الأسواق الناشئة قد تواصل تفوقها على نظيراتها الأميركية، وأن علاوة المخاطر المرتبطة بها لم ترتفع بالشكل الذي يعكس قلقاً جدياً، ما يعكس تفاؤلاً مشروطاً بغياب مفاجآت استراتيجية كبرى في المنطقة. تشير "بلومبيرغ" في تقرير لها إلى أن: الصراع المتفاقم بين إسرائيل وإيران لا يؤثر كثيراً على علاوة المخاطر الجيوسياسية للأسواق الناشئة، حيث يراهن المستثمرون على أن طهران ضعيفة بحيث لا يمكنها إشعال أزمة في السوق العالمية. في السندات والعملات والأسهم، تتقلص مؤشرات المخاطرة رغم حرب إسرائيل مع إيران، إذ تهيمن توقعات التيسير النقدي وضعف الدولار وازدهار الذكاء الاصطناعي على حركة الأسعار. يتوقع مديرو الاستثمارات استمرار مكاسب الأسواق الناشئة وتفوقها على الأصول الأميركية هذا العام، إذ إن المخاطر الناجمة عن الصراع لن تكون عميقة أو مستمرة. يتداول متوسط علاوة المخاطر السيادية لفئة الأصول هذه قرب أدنى مستوى له في خمس سنوات، وانخفضت تقلبات عملات الأسواق الناشئة إلى ما دون تقلبات الدول الغنية. في الوقت نفسه، وصلت توقعات أرباح الشركات إلى أعلى مستوى لها في أكثر من ثلاث سنوات. ونقل التقرير عن الخبير الاستراتيجي في إن تاتش كابيتال ماركتس بلندن، بيرند بيرج، قوله: "سيستمر الارتفاع القوي والمستمر في الأسواق الناشئة". وأضاف: "تتوقع السوق حالياً احتواء الصراع. تبدو إيران أضعف من أن تصعد الصراع مباشرةً أو عبر وكلائها". ووفق التقرير، فإن الخطر الرئيسي الذي يراقبه المستثمرون من الاضطرابات في الشرق الأوسط هو ما إذا كانت إيران ستغلق مضيق هرمز، وبالتالي خنق حركة النفط وربما إرسال أسعار الطاقة إلى ارتفاعات حادة. وفي هذا السياق، قال رئيس استراتيجية الاقتصاد الكلي في شركة FIM Partners، تشارلي روبرتسون، إن مضيق هرمز هو القضية المحورية. لكن إيران لا تريد إثارة غضب الصين أو الولايات المتحدة، وقطع عائدات صادراتها النفطية بإغلاقهما. لن يكون لذلك أي معنى بالنسبة للنظام. توترات جيوسياسية على الجانب الآخر، يقول رئيس قسم الأسواق العالمية في شركة Cedra Markets ، جو يرق، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية": أي تطور جيوسياسي، وخاصة التصعيد بين إيران وإسرائيل، يشكل خطراً كبيراً يتمثل في ارتفاع أسعار النفط في أحد أوجهه المباشرة. معظم الدول الناشئة تستورد النفط، الأمر الذي يضغط على اقتصاداتها ويكبح النمو، خاصة في ظل اعتمادها على هذه السلعة الحيوية. التطورات الجيوسياسية تعزز حالة عدم الاستقرار العالمية، فتتجه أنظار المستثمرين إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب والسندات الأميركية والفرنك السويسري، وحتى الين الياباني، بل وأيضاً اليورو في بعض الأحيان. هذا يدفع بعض المستثمرين إلى الانسحاب من الأسواق الناشئة واللجوء إلى هذه الأصول الأقل مخاطرة. ويتابع: "إن أي تطور من هذا النوع يثير مخاوف بشأن ارتفاع معدلات التضخم، وهذا يؤدي بدوره إلى رفع أسعار الفائدة.. ونظراً لأن معظم الدول الناشئة لديها دين عام مرتفع، فإن أعباء الفوائد المرتفعة تضغط على ميزانياتها وتعيق النمو الاقتصادي". كما يلفت أيضاً إلى أن: الاقتصادات الناشئة تعتمد بشكل كبير على عائدات السياحة.. وكلما تصاعد الوضع الجيوسياسي وارتبط بأزمات على خطوط الطيران أو أمن السفر، كلما تراجعت الإيرادات السياحية. كلما توسعت دائرة التوترات الجيوسياسية ، زاد الضغط على الاقتصادات الناشئة؛ فهي بشكل عام حساسة لأدنى تغيّر، وأيّ تطور صغير يمكن أن يحدث أثراً سلبياً ملموساً. تحذيرات من التقليل من التأثيرات ويشير تقرير لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية، إلى تحذيرات مراقبي السوق من أن المستثمرين العالميين ربما يقللون من شأن تأثير الصراع بين إسرائيل وإيران. ونقل التقرير عن مدير الاستثمار في شركة "إيه جيه بيل"، روس مولد، إشارته إلى: وجود خطر في أن الأسواق تقلل من تقدير "خطر اندلاع حريق كبير في الشرق الأوسط"، خاصة عندما يتعلق الأمر بسوق الطاقة. يعود ذلك جزئيًا إلى كثرة العوامل المؤثرة والاعتبارات الجيوسياسية، وكذلك إلى أن النتائج المحتملة لا تُصدّق. في أسوأ الأحوال، ستكون أسعار النفط والأسهم أقل ما يُقلقنا. كما حذر الخبير الاستراتيجي في شركة كوانتم ستراتيجي، ديفيد روش، من أن الصراع بين إسرائيل وإيران "سيستمر لفترة أطول من الضربات الإسرائيلية الخاطفة التي اعتادت عليها السوق". واتفق توربيورن سولتفيدبت، المحلل الرئيسي لشؤون الشرق الأوسط في شركة فيريسك مابلكروفت، مع هذا الرأي، قائلاً إن التصعيد يظل "مصدر قلق كبير"، مردفاً: "ما لدينا الآن مختلف تمامًا، وما نراه في الواقع هو حرب مفتوحة النهاية.. وبالطبع، لهذا الأمر تداعياتٌ هائلة، ليس فقط على المنطقة، بل أيضًا على أسواق الطاقة وكيفية تفسيرها لما يحدث". بينما يشير استراتيجي الأسواق المالية في شركة First Financial markets ، جاد حريري، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إلى أن: "الأسواق الناشئة هي الأكثر تأثراً بالصراعات، وخاصة في ظل الأزمة الجيوسياسية الحالية". "نرى تأثيراً واضحاً على أسعار الذهب والنفط والمواد الأولية، وهذا بدوره يؤدي إلى ارتفاع أسعار هذه السلع، مما ينعكس على ضعف العملات المحلية أمام الدولار، وبالتالي يتأثر الاقتصاد بشكل سلبي". ويضيف: من الطبيعي أن نشهد تراجعاً في أداء الأسواق الناشئة، لأن اقتصادات هذه الدول تصبح أكثر هشاشة تحت ضغط الأزمات. بينما التأثير على الأسواق المتوسطة يبقى محدوداً إلى حد ما، لكن الأسواق الناشئة تتراجع تدريجياً لأنها غالباً ما تفتقر إلى الاحتياطات أو الأدوات المالية اللازمة التي تمكّنها من الصمود في مثل هذه الظروف.

سكاي نيوز عربية
منذ 21 دقائق
- سكاي نيوز عربية
تصاعد المخاوف بشأن مدى التزام واشنطن بالتحالفات العالمية
ففي لحظة مفصلية تتقاطع فيها التوترات الجيوسياسية مع أزمات اقتصادية عميقة، بدا هذا الانسحاب بمثابة رسالة مقلقة تفيد بأن الولايات المتحدة قد تعود إلى نهج الانعزال، أو على الأقل تُعيد ترتيب أولوياتها الدولية على حساب شراكاتها الاستراتيجية، لا سيما في ملفي أوكرانيا والشرق الأوسط. تصرف ترامب لم يُفهم فقط كموقف شخصي، بل كإشارة إلى توجه أوسع قد يعيد تشكيل التوازنات داخل التكتل الغربي. وبينما حاول البيت الأبيض تبرير الخطوة بالتصعيد الإيراني الإسرائيلي، فإن القادة الأوروبيين رأوا فيها استمرارا لنهج "أميركا أولاً" الذي يُضعف التنسيق الدولي ويضعف المواقف الموحدة في مواجهة التحديات العالمية، سواء كانت أمنية أو اقتصادية. في هذا السياق، تتعاظم المخاوف من أن يؤدي هذا السلوك إلى تآكل الثقة داخل مجموعة السبع ، وتراجع الدور الأميركي في قيادة النظام الدولي، ما يفتح الباب أمام فراغ استراتيجي قد تسعى قوى أخرى إلى ملئه. كما يهدد بزيادة الضغوط على أوروبا التي تجد نفسها، مرة أخرى، مطالَبة بالتحرك بشكل مستقل لحماية أمنها ومصالحها الاقتصادية. كان الرئيس الأميركي قد غادر قمة مجموعة السبع بشكل مفاجئ. وبحلول صباح الثلاثاء، عاد ترامب إلى البيت الأبيض، تاركا العالم ليقرر ما إذا كان سيطلق محادثات جديدة مع إيران بشأن برنامجها النووي أو ينضم إلى إسرائيل في ضرباتها على إيران. كان ترامب قد وصل كاناناسكيس، ألبرتا، في وقت متأخر من يوم الأحد لحضور ما كان من المتوقع أن يكون يومين من الاجتماعات مع أقرب حلفاء أميركا - بالإضافة إلى زعماء العالم الآخرين بما في ذلك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم. صرح ترامب لاحقًا بأنه غادر مجموعة السبع مبكراً لمجرد أن يكون أكثر دراية بالأزمة الإيرانية، ولأن محادثاته ستكون أكثر أماناً. وأضاف: "التواجد في الساحة أفضل بكثير، وقد بذلنا كل ما كان عليّ فعله في مجموعة السبع". فيما يشير تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إلى أن "خروج دونالد ترامب المفاجئ من مجموعة السبع يثير قلق الزعماء الآخرين"، ذلك أن رحيل الرئيس الأميركي المبكر يثير المخاوف بشأن التزام واشنطن بالتحالفات العالمية. مع ذلك، قال مسؤولون في القمة إن الرئيس الأميركي كان ودودًا خلال المناقشات، وشارك في عشاء مع قادة مجموعة السبع بعد إعلان مغادرته. وكان الاستثناء الوحيد عندما أدان ترامب علناً إيمانويل ماكرون، رئيس فرنسا، لقوله إنه سيعود إلى واشنطن للضغط من أجل "وقف إطلاق النار" في الشرق الأوسط. وقال ثلاثة مسؤولين حضروا قمة مجموعة السبع لصحيفة فاينانشيال تايمز إن قرار ماكرون التوقف الرمزي في غرينلاند في طريقه إلى القمة أثار غضب ترامب وساهم في قراره بالمغادرة مبكرا. من جانبه، يقول خبير أسواق المال، محمد سعيد، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية": الخروج المفاجئ للرئيس الأميركي دونالد ترامب من اجتماعات قمة مجموعة السبع شكّل صدمة واضحة في الأوساط السياسية والاقتصادية الدولية. رغم محاولات البيت الأبيض تبرير الخطوة بتصاعد التوتر في الشرق الأوسط، خاصة مع اشتداد المواجهة بين إيران وإسرائيل، إلا أن التوقيت بحد ذاته يحمل رسائل أعمق بكثير من مجرد استجابة لأزمة إقليمية. ما أثار القلق في العواصم الأوروبية هو الإحساس المتنامي بأن واشنطن تعود تدريجياً إلى نهج الانعزال، أو على الأقل باتت تضع أولوياتها الداخلية فوق أي التزامات دولية، وهو ما أعاد إلى الواجهة مخاوف قديمة بشأن التزام الولايات المتحدة بتحالفاتها التقليدية، سواء في إطار حلف الناتو أو في دعمها المتواصل لأوكرانيا، وحتى في الشراكة الاقتصادية عبر الأطلسي. ويضيف: "اللافت أن هذا التطور يأتي في لحظة حرجة بالنسبة لأوروبا، التي تحاول إعادة التوازن لنفسها وسط عالم سريع التغير، في ظل اضطراب سلاسل الإمداد، وضغوط اقتصادية متزايدة ناتجة عن الحروب التجارية المحتملة، فضلاً عن تهديدات أمنية متصاعدة تجعل مستقبل القارة على المحك". سياسة الصفقات وبحسب سعيد، لا يخفى أن ترامب لطالما تبنّى نهج "سياسة الصفقات"، حيث يُوظّف ملفات جيوسياسية كأوراق ضغط لتحقيق مكاسب اقتصادية أو العكس، وهذا النهج يُبقي الشريك الأوروبي في موقع دفاعي دائم، متوجساً من مفاجآت اللحظة الأخيرة التي قد تُغيّر موازين المشهد بالكامل. ما يزيد القلق الأوروبي هو أن انسحاب ترامب – ولو مؤقتاً – من المسرح الدولي يفتح الباب أمام سيناريوهات بالغة الصعوبة، منها احتمال تقليص الدعم الأمريكي لأوكرانيا في مواجهة روسيا، وتراجع الالتزامات العسكرية في إطار الناتو، وعودة شبح الحروب التجارية التي قد تصيب الاقتصاد الأوروبي، خاصة في ألمانيا وفرنسا، بأضرار جسيمة. كما أن الاعتماد الأوروبي الكبير على المعلومات الاستخباراتية والدعم اللوجستي والعسكري الأميركي في الملف الأوكراني يصعّب مهمة الاستغناء عنه، حتى مع زيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي ومحاولات توحيد المواقف داخل القارة. ويستطرد سعيد: مغادرة ترامب المفاجئة لقمة السبع لم تكن مجرد تصرف بروتوكولي، بل رسالة قوية بأن واشنطن تعيد تقييم تحالفاتها الخارجية، وعلى أوروبا أن تستعد لمرحلة جديدة من عدم اليقين، سواء عبر تعزيز مظلتها الدفاعية أو توسيع شراكاتها الاقتصادية بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية. هذه اللحظة قد تمثل نقطة تحول حقيقية في شكل النظام العالمي، وإن لم تتحرك أوروبا بسرعة وبشكل موحد فقد تجد نفسها في مواجهه زلزال سياسي واقتصادي يفوق قدرتها على الاحتمال وانتهت قمة مجموعة السبع للعام 2025 دون بيان موحد بشأن أوكرانيا ودون وجود الرئيس الأميركي في القاعة. جاء الفشل في إصدار إعلان مشترك لدعم كييف على الرغم من حقيقة أنه قبل أيام قليلة فقط من المؤتمر كانت الوفود التي تستعد للقمة لا تزال تأمل في العثور على صياغة مقبولة لجميع زعماء مجموعة السبع، بما في ذلك دونالد ترامب، حسبما نقل موقع بوليتيكو عن ثلاثة دبلوماسيين. ولكن مع نفاد الوقت، أصبح من الواضح لأولئك الذين يقومون بالأعمال التحضيرية أن ترامب لن يوافق على استخدام لغة قوية ضد روسيا، حسبما قال أحد المسؤولين الكنديين. ويشير الموقع إلى أنه نظراً للمكانة الفريدة للولايات المتحدة كدولةٍ تُشارك مباشرةً في جهود التوسط من أجل السلام، كان من الواضح أنه لم يكن من الممكن إيجاد صيغةٍ مُفصّلةٍ يتفق عليها جميع شركاء مجموعة السبع في هذا السياق، كما صرّح مسؤولٌ كنديٌّ طلب عدم الكشف عن هويته ليتحدث بحرية. يعكس ذلك حجم التباين والهوة بين وجهة النظر الأميركية ووجهات نظر بقية حلفاء واشنطن، لاسيما في ما يتعلق بكيفية التعامل مع موسكو ومقاربة الملف الأوكراني. فبينما دفعت بعض الدول الأوروبية – كألمانيا وفرنسا – باتجاه تبني موقف أكثر حزماً تجاه روسيا، بدت واشنطن بقيادة ترامب مترددة في الالتزام بصياغات قد تُفسَّر كتصعيد سياسي أو عسكري. وفي هذا السياق، حذر مراقبون من أن غياب الموقف الموحد داخل مجموعة السبع لا يقتصر تأثيره على الدعم المقدم لأوكرانيا فحسب، بل قد يُضعف كذلك مصداقية التكتل كقوة سياسية واقتصادية موحدة في مواجهة التحديات العالمية، بدءاً من الحروب الإقليمية، وصولاً إلى أزمات المناخ والتجارة والتكنولوجيا. من جانبه، يلفت كبير محللي الأسواق المالية في شركة FXPro، ميشال صليبي، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إلى أن: انسحاب ترامب من هذه القمة أثّر بشكل كبير على الاقتصاد ، وعلى الأسواق المالية بشكل عام. إذا تحدثنا عن التأثيرات المباشرة على الاقتصاد، فإن أول ما يُلاحَظ هو تصاعد المخاوف المتعلقة باحتمالية عودة التوجه الانعزالي. هذا النوع من الخروج الأحادي، دون توافق جماعي، يعيد إلى الأذهان شعار "أميركا أولاً"، وقد يضعف ثقة القيادات الاقتصادية الأميركية، ويؤدي إلى تراجع الثقة في ملفات التجارة العالمية، والمناخ، والتنظيمات البيئية. ومن جهة أخرى، قد يؤدي ذلك إلى حالة من عدم الاستقرار في سعر صرف الدولار، لأن هذه التحركات الأحادية تخلق حالة من عدم اليقين، خصوصًا لدى المستثمرين الدوليين وفي الأسواق العالمية بشكل عام. وقد نشهد في هذه الحالة زيادة في تقلبات الدولار، خاصةً إذا تصاعدت التوترات العسكرية والسياسية في الفترة المقبلة. ويضيف: حال تصاعدت التوترات السياسية أو عاد القلق بشأن غياب التنسيق الأميركي الغربي في هذا الشأن، فإن ذلك سيرافقه انخفاض في شهية المخاطرة في أسواق الأسهم، خاصة في أوروبا وحتى في الولايات المتحدة، مما قد يؤدي إلى تراجعها بفعل هذه المخاوف، ويزيد من حالة عدم اليقين.

سكاي نيوز عربية
منذ 21 دقائق
- سكاي نيوز عربية
شل: نتعامل بحذر مع الشحن البحري في منطقة التوتر
ودخلت الحرب الجوية بين إيران وإسرائيل يومها السابع اليوم مع إبقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب العالم في حالة ترقب بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل في الصراع. وقال صوان في مؤتمر للطاقة في طوكيو"زاد التصعيد في التوتر خلال الأيام القليلة الماضية، بشكل أساسي، من حالة الضبابية الكبيرة في المنطقة". وأضاف "نتوخى الحذر الشديد، على سبيل المثال، في ما يتعلق بشحناتنا البحرية في المنطقة، فقط للتأكد من أننا لا نعرض أنفسنا لمخاطر غير ضرورية" ويمر حوالي 20 بالمئة من النفط والوقود في العالم عبر مضيق هرمز ، وهو ممر مائي حيوي في الشرق الأوسط، وقال صوان إن ما يمثل تحديا خاصا هو التشويش الإلكتروني الذي يعطل أنظمة الملاحة للسفن التجارية. وقال " مضيق هرمز هو، في نهاية المطاف، الشريان الذي تتدفق عبره الطاقة في العالم، وإذا جرى إغلاق هذا الشريان، لأي سبب كان، فسيكون لذلك تأثير كبير على التجارة العالمية". وأوضح أن الارتفاع في أسعار النفط والغاز في الأيام القليلة الماضية كان "معتدلا" إذ ينتظر المستثمرون لمعرفة ما إذا كانت البنية التحتية قد تضررت. وارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في أكثر من شهرين هذا الأسبوع. وقال صوان إن شركة شل تراقب عن كثب احتمالية قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري وإن لدى الشركة خططا في حال ساءت الأمور.