logo
عراقتشي: إدارة ترامب "خائنة للدبلوماسية".. كيف يمكن الوثوق بها بعد الآن؟

عراقتشي: إدارة ترامب "خائنة للدبلوماسية".. كيف يمكن الوثوق بها بعد الآن؟

الميادينمنذ 4 ساعات

تساءل وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقتشي، كيف يمكن لإيران أن تثق في الولايات المتحدة الأميركة بعد الأحداث الأخيرة؟
وفي حوار له مع شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، في جنيف في سويسرا، بشأن الحرب الإسرائيلية الجارية على إيران، قال عراقتشي إن "إيران لا تعرف ما إذا كان يمكن الوثوق في الولايات المتحدة بعد الآن"، واصفاً تصرفات إدارة ترامب بأنها "خيانة للدبلوماسية".
20 حزيران
20 حزيران
ما حصيلة المحادثات بين إيران والترويكا الأوروبية اليوم؟محلل #الميادين للشؤون الإيرانية سياوش فلاح بور @SFallahpour pic.twitter.com/dMvPkyfFVOوكان عراقتشي شدّد، عقب لقائه "الترويكا" الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا)، الذي انعقد الجمعة 20 حزيران/يونيو الجاري في جنيف، على أنّ بلاده ستواصل ممارسة حقها المشروع في الدفاع عن نفسها، معرباً عن القلق إزاء عدم التنديد بالهجمات الإسرائيلية.
وحسم عراقتشي "بشكل قاطع" أن قدرات إيران الدفاعية غير قابلة للتفاوض، وذكّر بأنّ برنامج البلاد النووي سلمي وخاضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي سياق منفصل، تحدث مراسل الميادين في إيران عن زيارة مرتقبة لعراقتشي إلى موسكو الإثنين للقاء الرئيس فلاديمير بوتين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب قد يكون على وشك إغراق الشرق الأوسط بأكمله في الحرب
ترامب قد يكون على وشك إغراق الشرق الأوسط بأكمله في الحرب

بيروت نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • بيروت نيوز

ترامب قد يكون على وشك إغراق الشرق الأوسط بأكمله في الحرب

ذكرت صحيفة 'The Telegraph' البريطانية أن 'التقارير التي تفيد بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أذن بعمل عسكري ضد إيران تمثل تصعيدًا كبيرًا في الأزمة المتفاقمة بشأن الحرب الأخيرة التي تجتاح الشرق الأوسط. وبحسب التقارير المتداولة في وسائل الإعلام الأميركية، أعطى ترامب تعليمات خاصة لقادة الجيش في غرفة العمليات داخل البيت الأبيض، الأربعاء. وفي الوقت عينه، يصر ترامب علناً على أنه لم يتخذ قراراً نهائياً بعد بشأن ضرب إيران أم لا، قائلاً للصحفيين: 'لدي أفكار حول ما يجب فعله، لكنني لم أتخذ قراراً نهائياً بعد، أحب أن أتخذ القرار النهائي قبل ثانية واحدة من موعده'. وبحسب الصحيفة، 'مع ذلك، فإن حقيقة أن ترامب يفكر جديا في إطلاق ضربات عسكرية ضد إيران بهدف تحييد برنامجها النووي تمثل تصعيدا خطيرا في الصراع المتفاقم حول طموحات إيران النووية، والتي تعتقد معظم وكالات الاستخبارات الغربية أنها تهدف في نهاية المطاف إلى إنتاج أسلحة نووية. وخلص التقرير الأخير الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي الهيئة التي ترعاها الأمم المتحدة والمسؤولة عن مراقبة الأنشطة النووية الإيرانية، إلى أن طهران اكتسبت مخزونات كافية من اليورانيوم المخصب لإنتاج ما لا يقل عن 10 رؤوس حربية نووية، وهذا ما دفع إسرائيل إلى شن هجومها المدمر على البنية التحتية النووية الإيرانية الأسبوع الماضي'. وتابعت الصحيفة، 'منذ ذلك الحين، انخرطت إسرائيل وإيران في صراع مميت، حيث هاجمت الطائرات الحربية الإسرائيلية بانتظام البنية التحتية النووية والعسكرية الإيرانية، في حين ردت إيران بإطلاق وابل من الصواريخ والطائرات من دون طيار. وفي أحدث هجوم صاروخي شنته إيران ضد إسرائيل خلال ليل الأربعاء الخميس، أصيب مستشفى بصاروخ في جنوب إسرائيل. ومن ثم فإن الاحتمال الواضح بأن يتورط الجيش الأميركي في هذا الصراع من شأنه أن يرفع الأمر إلى مستوى جديد تماما، وهو ما يثير احتمال اندلاع صراع أوسع يشمل منطقة الشرق الأوسط بأكملها'. وأضافت الصحيفة، 'لقد أوضح المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أن الولايات المتحدة ستعاني من 'ضرر لا يمكن إصلاحه' إذا تورطت في الصراع. ومن المرجح أن تشن طهران هجمات ضد القواعد العسكرية والدبلوماسية الأميركية في المنطقة إذا نفذ ترامب تهديده. إن فكرة أن ترامب قد يسمح بعمل عسكري ضد إيران تتعارض مع تعهده المستمر خلال حملته الانتخابية الرئاسية بأنه يريد إنهاء 'الحروب الأبدية' لأميركا في الشرق الأوسط. والسبب الرئيسي الذي قد يدفع الجيش الأميركي إلى التدخل في الصراع هو أنه الدولة الغربية الوحيدة التي تمتلك القدرة على تدمير إحدى المنشآت النووية الرئيسية في إيران، وهي مجمع فوردو الذي يقع في أعماق الأرض في سلسلة جبلية'. وختمت الصحيفة، 'لتنفيذ هذه المهمة، ستحتاج الولايات المتحدة إلى نشر إحدى قنابلها من طراز MOD، وهي الذخيرة الوحيدة القادرة على تدمير المنشأة. لكن بفعله هذا، يُخاطر ترامب بإشعال صراع كبير بين آيات الله والغرب'.

إيران: استهدفنا معظم المراكز العسكرية الإسرائيلية.. العدو يدفن قتلاه ليلاً
إيران: استهدفنا معظم المراكز العسكرية الإسرائيلية.. العدو يدفن قتلاه ليلاً

الميادين

timeمنذ 2 ساعات

  • الميادين

إيران: استهدفنا معظم المراكز العسكرية الإسرائيلية.. العدو يدفن قتلاه ليلاً

أعلن رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إبراهيم عزيزي، عن إطلاق إيران، يوم أمس الجمعة، 23 صاروخاً، "جميعها أصابت أهدافها". وأكد عزيزي تعرض قواعد الاستخبارات الإسرائيلية لأضرار جسيمة، مشيراً إلى أنّ "حجم خسائر العدو الإسرائيلي كبير لدرجة أنهم يخشون الإعلان عنها، فيضطرون لدفن جثثهم ليلاً". كما أشار إلى استهداف "معظم المراكز العسكرية الإسرائيلية وتدميرها بشكل عام". اليوم 01:50 18 حزيران "ما نشهده في #إيران من أضرار هو خسائر بنيوية يمكن ترميمها، أما ما يحدث في "إسرائيل" فهو خسائر وجودية تُحدث تآكلاً في كيان "دويلة إسرائيل""الخبير في الشؤون الإقليمية حبيب فياض #الميادين @FayyadHabib سياق متصل، قالت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية الإسرائيلية، في تقرير، يوم الخميس، إنّ التقديرات في معهد "وايزمان" للعلوم، تشير إلى أنّ "حجم الأضرار التي لحقت به، نتيجة إصابة صاروخية، يوم الأحد الماضي، يبلغ 2 مليار شيكل". ويشير التقرير إلى تضرّر 3 مبانٍ بحثيّة، وإصابة عدد كبير آخر من المباني، وذلك في ضربة واحدة. وتواصل إيران ردها على العدوان الإسرائيلي مستهدفة قواعد الاحتلال ومنشآته العسكرية والتكنولوجية والاستخباراتية في فلسطين المحتلة، وملحقة به خسائر فادحة.

"إسرائيل"... فائض القوة والتمدد المفرط
"إسرائيل"... فائض القوة والتمدد المفرط

الميادين

timeمنذ 2 ساعات

  • الميادين

"إسرائيل"... فائض القوة والتمدد المفرط

تعدّ الحرب الدائرة بين إيران والكيان الصهيوني نمطاً جديداً من الحروب، فهي حرب مباشرة بين دولتين غير متجاورتين، لا يمكن لأيّ طرف منهما أن يربح الحرب، وليس بمقدور أيّ منهما تصوّر الخسارة. تعدّ هذه الحرب انعكاساً لفائض القوة الذي تعيشه "إسرائيل" بعد طوفان الأقصى، باتت "إسرائيل" تعتقد أنّ لديها فائض قوة يجعلها تستطيع فعل كلّ ما تريده، ولا أحد قادر على لجمها ووقف حربها ضدّ أطفال غزة التي أدانتها جميع دول العالم تقريباً. ما يجري ليس مجرّد ضربات عسكرية أو حرب محدودة، وإنما حرب وجودية شاملة هدفها الاستراتيجي إسقاط النظام الايراني كحدّ أعلى، وكسره وإضعافه كحدّ أدنى، بحيث لا تقوم له قائمة بعدها، ويقبل بالهيمنة الأميركية والصهيونية على المنطقة. نجاح "إسرائيل" في تدمير القنصلية الإيرانية في دمشق، واغتيال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، وكذلك اغتيال الأمين العام لحزب الله، وتوجيه ضربات مركّزة في الداخل الإيراني أدّت إلى اغتيال إسماعيل هنية وعدد من العلماء في مجال الطاقة النووية. التوغّلات الإسرائيلية المتكرّرة في الداخل السوري، وتدمير كامل مقدّرات الجيش السوري بعد سقوط النظام في دمشق، تلك الأسباب وغيرها جعلت نتنياهو يشعر بأنّ الطريق أمامه ممهدة لتحقيق حلمه في تسيّد الشرق الأوسط الجديد الذي سعت الإدارات الأميركية المتعاقبة إلى رسم خرائطه بالقوة. نجحت "إسرائيل" بالتعاون مع الإدارة الأميركية في تحقيق شيء من "الخداع الاستراتيجي"، الذي جعل طهران لا تتوقّع توقيت الهجوم في هذا الوقت بالذات، خاصة وأنّ المفاوضات مستمرة مع الولايات المتحدة، وكان من المتوقّع عقد الجولة السادسة منها في سلطنة عمان. تصريحات ترامب المتناقضة، تزيد من صعوبة فهمها وإدراك مدى جدّيتها، خاصة وأنه كان متحمّساً للحوار مع طهران، وهو ما لم يرق لنتنياهو بكلّ تأكيد. جولة ترامب الشرق أوسطية، وما رافقها من تصريحات تعكس رغبته في تحقيق الاستقرار في المنطقة، للتفرّغ لمواجهة الصين، زادت من قناعة الجميع بتغليب منطق التفاوض مع طهران، لا المواجهة معها. تعدّ إيران دولة محورية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تشكّل مع كلّ من مصر وتركيا أعمدة الشرق الأوسط الرئيسية الثلاثة (باعتبار إسرائيل كيان دخيل على المنطقة). أدّت طهران دوراً كبيراً في دعم "محور المقاومة" خارج حدودها، فكانت المواجهة بينها وبين الكيان مواجهة غير مباشرة، تكفّل حلفاء طهران بتنفيذها، في حين وفّرت هي مستلزمات تلك المواجهة. انكفاء طهران قليلاً عن دورها الخارجي، نقل المعركة إلى الداخل الإيراني، فكانت هذه الواجهة التي استطاعت طهران استيعاب صدمتها الأولى، ومن ثمّ الانتقال إلى الإمساك بزمام المواجهة. اغتيال عدد من كبار القادة العسكريين في وقت واحد ليس بالأمر السهل، لكنّ طهران استطاعت تسمية البديل عنهم وبشكل سريع، ومن ثمّ انتقلت إلى المبادرة والفعل بدلاً من الاقتصار على ردّ الفعل. إيران تخلّت عن تحفّظها المعروف ودخلت تدريجياً في "مود" الحرب، عبر تعميق ضرباتها داخل الكيان وكسر الخطوط الحمر، وهو ما يمثّل تحوّلاً استراتيجياً سيكون له ما بعده اذا استمر. تحصين الجبهة الداخلية والسعي إلى تصفية العملاء أمر بالغ في الأهمية، خاصة وأنّه في الشهر الأخير أظهرت اختراقاً أمنياً إسرائيلياً للداخل الإيراني، ردّت عليه طهران بالإعلان عن حصولها على وثائق سرية تكشف التواطؤ والتعاون بين مدير عامّ وكالة الطاقة الذرية غروسي مع "إسرائيل" لاستهداف البرنامج النووي الإيراني. هذه الفضيحة، والخلافات داخل الكنيست الإسرائيلي والتي كادت أن تؤدي إلى حلّه، وبالتالي سقوط حكومة نتنياهو، والأوضاع الداخلية في أميركا احتجاجاً على سياسات ترامب وإيلون ماسك تجاه المهاجرين، والخلاف بين ترامب وماسك، ... إلخ. كلّ هذه الأسباب وغيرها دفعت نتنياهو إلى الإسراع في هذه المغامرة ضدّ إيران. أميركا شريك أصيل في هذه الحرب دعماً وتخطيطاً وتنسيقاً وتنفيذاً. وعلى الرغم من التنسيق المعلن بين الولايات المتحدة و"إسرائيل"، إلا أنّ أميركا لا تزال ترى أنها ليست طرفاً في الحرب، وتطالب طهران بعدم استهداف القواعد الأميركية في المنطقة. وجهة نظر ترامب أنّ المشاركة الأميركية لا تكون إلّا حين يكون هناك استهداف مباشر من القوات الأميركية لطهران، وهذا ما لم يحدث حتى الآن. الدعم الأميركي للكيان لا يمكن التراجع عنه، بمعنى أنه لا يمكن السماح بهزيمة "إسرائيل"، وأنّ التدخّل الأميركي سيكون حاضراً حين لا تستطيع "إسرائيل" إنجاز المهمة. طهران تدرك ذلك، وتسعى لتجنّب توسيع الحرب، ففوزها في الحرب يتمثّل في قدرتها على الحفاظ على برنامجها النووي، مهما كانت الخسائر. 20 حزيران 18:42 20 حزيران 11:33 تغريدات ترامب لإثارة الرعب لدى سكان طهران، وتوجّه حاملات الطائرات الأميركية إلى المنطقة، الهدف منها ممارسة الحرب النفسية على إيران، ورفع معنويات "جيش" الاحتلال، والتدخّل في المعركة عند الحاجة، بعد أن باتت قدرة "إسرائيل" وحدها على تحقيق الأهداف أمراً مشكوكاً فيه. إيران تعمل على تلافي أية مواجهة مباشرة مع أميركا، رغم إدراكها أنّ الولايات المتحدة طرف في الحرب، لكنها لا تزال تقف خلف "إسرائيل" وليس معها. الخطوط الحمر لواشنطن تتمثّل في استهداف إيران للقواعد العسكرية الأميركية الموجودة في المنطقة، أو ربما في حال حدث قتل لأعداد كبيرة من المستوطنين الذين يحملون الجنسية الأميركية، حيث يوجد في "إسرائيل" نحو 700 ألف مستوطن أميركي. هذه أول مواجهة يخوضها الكيان مع "دولة" وليس مع جماعات أو أحزاب منذ خمسين عاماً (آخر مواجهة مع دول كانت في العام 1973، مع مصر وسوريا). تشير التقارير إلى أنّ إيران استطاعت توزيع مفاعلها النووي في عدة مناطق من إيران، وبالتالي فإنّ استهداف منطقة أو أكثر لن يؤدّي إلى تدمير برنامجها النووي، مستفيدة في ذلك من الدرس العراقي، حيث قامت "إسرائيل" في العام 1981 باستهداف البرنامج النووي العراقي وتدميره. الأعماق الكبيرة التي يوجد فيها، والتي تصل إلى عمق يتجاوز الـ 100 متر، يجعل تدميرها بحاجة إلى قنبلة عملاقة يصل وزنها إلى 4 أطنان. مثل هذه القنبلة غير موجودة لدى "إسرائيل"، لكنها موجودة لدى الولايات المتحدة الأميركية وروسيا فقط، فأكبر قنبلة لدى "إسرائيل" تزن 1 طن، كالتي استخدمتها "إسرائيل" لاغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. حتى الولايات المتحدة فيما لو اختارت الدخول في مواجهة مباشرة مع طهران فإنها ستلجأ إلى حشد تحالف دولي لذلك، على غرار ما حدث إبان غزوها للعراق حيث حشدت تحالفاً ضمّ 34 دولة. استهداف طهران لميناء حيفا وتدميره، ستكون له ارتدادات كبيرة، خاصة وأنّ مصفاة حيفا تؤمّن 65% من حاجة "إسرائيل" من النفط، ويُؤمّن قسم من احتياجات أوروبا من مصادر الطاقة. إضافة إلى أنه كان من المقرّر له أن يؤدّي دوراً محورياً في المشروع الأميركي الذي يربط الهند بأوروبا (الممر الهندي)، والذي يسعى لمنافسة مشروع الحزام والطريق الصيني. هذه أول حرب مباشرة تخوضها إيران على أراضيها منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وهي حرب غير تقليدية على المستويات الجيوسياسة والعسكرية والاستخباراتية كافة (يمكن تسميتها بحرب الجيل الأول من الذكاء الاصطناعي). تمتلك إيران الكثير من أوراق القوة، فمساحة "إسرائيل" لا تتجاوز 1/80 من مساحة إيران، وهو ما يجعل الصواريخ الإيرانية قادرة على إحداث تدمير كبير في بلد لا تتجاوز مساحته الـ 20 ألف كم مربّع. طبيعة الشعب الإيراني جعلته يصطفّ خلف قيادته في مواجهتها لـ "الشيطان الأكبر"، على عكس ما كانت "إسرائيل" تعتقد، حيث كان الهدف أن يثور الشعب الإيراني على حكومته، أملاً منها في تحقيق الهدف الثاني للحرب، ألا وهو إسقاط النظام في إيران. إغلاق مضيق هرمز أو باب المندب ستكون له تبعات كبيرة على حركة التجارة الدولية، وهو خيار متاح لطهران في أية لحظة، وبالتالي فإنّ على جميع دول العالم أن تقلق مما يحدث، وأن تسعى لوقف الحرب لضمان استمرار تدفّق النفط والغاز من المنطقة، وخاصة إلى الصين ودول الاتحاد الأوروبي. الحرب مع إيران ستؤدّي إلى أزمة اقتصادية عالمية، وهو ما لا تريده أميركا، وكلّ ما يقوم به ترامب هو في الاتجاه المعاكس، حيث يسعى لمعالجة الاختلالات المزمنة التي يعاني منها الاقتصاد الأميركي. إيران شريك استراتيجي لكلّ من الصين وروسيا، وتربطها علاقات قوية مع كوريا الشمالية وباكستان، وبالتالي فإنّ هذه الدول ستدعم طهران، ولو بشكل غير مباشر على أقلّ تقدير. باقي الدول الفاعلة في المنطقة وخاصة تركيا ومصر والمملكة العربية السعودية، لن تسمح بهزيمة إيران التي تعني لهم تحكّم "إسرائيل" بمصير المنطقة. استمرار الضغط على إيران قد يدفعها إلى إنهاء تعاونها مع وكالة الطاقة الذرية والمضي في تطوير برنامجها النووي، على غرار ما حدث مع كوريا الشمالية. تشير التقديرات إلى امتلاك طهران 2000-3000 صاروخ باليستي، وتنتج يومياً نحو عشرة صواريخ، وبالتالي فإنها قادرة على تدمير مساحات تعتبر كبيرة، بالقياس إلى مساحة "إسرائيل". دول المنطقة وشعوبها، حتى التي لا تحبّ إيران، فإنها لا تتمنّى الانتصار لـ "إسرائيل"، ولعلّ موقف المملكة العربية السعودية ومصر بات واضحاً ورافضاً لما تقوم به "إسرائيل"، وهو نابع من إدراك سياسي لحجم المخاطر التي تترتّب على هذه الحرب. للمرة الأولى في تاريخ الحروب مع الكيان الصهيوني يكون الطرف الآخر في المواجهة غير عربي، وهو أمر بالغ الدلالة وستكون له تداعيات كبيرة وخطيرة على العالم العربي وخاصة الـحكومات، لذلك بعضها الآن أكثر حرصاً من الكيان على هزيمة إيران. مع الإشارة إلى أنّ المواقف العربية المؤيّدة لـ "إسرائيل" لا تتعدّى كونها مواقف شعبوية لا تنبع من نضج ووعي سياسي، فالتحالفات اليوم باتت غير ثابتة، والصداقات والعداوات بين الدول متغيّرة وبشكل كبير، ومن كانت إيران عدواً له، ربما تصبح غداً صديقة لها، تشاركه مواجهة عدو مشترك يحتلّ أرضه. استهداف المواقع النووية الإيرانية سيؤدّي إلى انتشار الأشعة النووية التي قد تؤدّي إلى تلوّث مياه البحر، خاصة وأنّ العديد من دول الخليج تعتمد على تحلية مياه البحر في تأمين احتياجاتها المائية. إيران لم تستخدم كلّ قدراتها العسكرية بعد، وخاصة منظومة الـمسيّرات المتقدّمة والصواريخ الباليستية الدقيقة، ويبدو أنها تتحضّر لمواجهة طويلة، وهو ما لا تطيقه "إسرائيل"، التي اعتادت على الحروب الخاطفة. هذه الحرب سوف تغيّر العقيدة الاستراتيجية والعسكرية لدى الطرفين، كما ستعيد رسم موازين القوى وخرائط التحالفات الإقليمية والدولية لعقود مقبلة. سياسة عضّ الأصابع مستمرة، ويبدو أنّ ترامب يريد إضعاف الطرفين، بمعنى أن تعود طهران إلى طاولة المفاوضات وتقبل بالشروط الأميركية، ويصبح نتنياهو أكثر تبعيّة لسيده الأميركي، هذا إذا لم تؤدِ حربه مع طهران إلى إسقاط حكومته.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store