
كيف تصمّم مساحة شخصية تعبّر عن هويتك؟
تصميمُ مساحة شخصية ليس مجرد تنسيق للأثاث أو اختيار ألوان جميلة؛ بل هو فعلٌ إبداعي يحمل بين طياته ملامح الفرد وتفاصيل حياته وتفضيلاته. من خلال هذا التصميم، تُروى قصة الفرد بطريقة بصرية وعملية؛ بحيث يشعر مَن يدخل هذه المساحة، بأنها "تشبهه" وتعبّر عنه بصدق. فالألوان التي تختارها، الإضاءة التي تفضّلها، اللوحات أو التذكارات التي تضعها، وحتى نوعية الكتب أو الموسيقى التي تملأ أركان المكان، كلها عناصر تُسهم في بناء "هوية بصرية" متكاملة تعكس شخصيتك الفريدة.
إن تصميم مساحة تعبّر عن هويتك، يتطلب فهماً عميقاً لذاتك، ورغبة في تحويل هذا الفهم إلى شكل ملموس. وقد يشمل ذلك: البحث عن مصادر إلهام، والابتعاد عن القوالب الجاهزة، وتبنّي خيارات شخصية قد لا تكون مألوفة أو دارجة ولكنها تعني لك الكثير. كما أن هذه العملية تعزّز من الشعور بالانتماء والراحة النفسية، وتمنحك بيئة محفّزة ومُلهمة تساعدك على التعبير والإبداع والنموّ.
في هذا الموضوع، سنستعرض المبادئ الأساسية التي يمكن أن تساعدك في تصميم مساحة شخصية تعبّر عن هويتك، وكيف يمكن للفن، التصميم الداخلي، والترتيب الجمالي، أن يلعب دوراً محورياً في ذلك. كما سنتناول أهمية التفاصيل الصغيرة، والدَور العاطفي والنفسي الذي تلعبه البيئة المحيطة في تشكيل هوية الفرد وتعزيز شعوره بذاته. خبيرة دمج التكنولوجيا والتعليم، هبة حمادة، تشرح لـ«سيدتي» أكثر حول هذا الموضوع.
أهمية المساحة الشخصية
في عالمنا المعاصر، المليء بالأصوات والضغوط والسرعة، كثيراً ما ننسى أنفسنا. نُجبر على الاستجابة لمتطلبات الخارج، لدرجة تضيع فيها هويتنا الحقيقية. من هنا، تنبع أهمية "المساحة الشخصية". هي ليست مجرد غرفة أو وقت خاص؛ بل فضاء داخلي نلجأ إليه لنكون على طبيعتنا.
المساحة الشخصية ليست ترفاً؛ بل ضرورة. هي المكان الذي نستطيع فيه الاستماع إلى أفكارنا، إعادة ترتيب أولوياتنا، واستعادة توازننا النفسي والعاطفي. الكثير من الناس يعتقدون أنها شيء إضافي، بينما هي في الواقع جزءٌ أساسي من صحتنا الذهنية.
يمكنك أيضاً متابعة هل شخصيتك حقيقية أم متأثرة بالبيئة حولك؟
تبدأ هذه المساحة من لحظة الشعور بالتعب من الاستنزاف الدائم. حين نسأل أنفسنا: "أين أنا من كلّ ما يحدث؟" ونبدأ بخطوات صغيرة: لحظات صمت، وقت بعيد عن الموبايل، دفتر نكتب فيه، قرار نأخذه لأنفسنا من دون تأنيب ضمير.
وضع الحدود هو جزءٌ أساسي منها. أن نقول "لا" عندما نحتاج لذلك، أن نحدد أولوياتنا، أن نحترم حاجاتنا، هو أمرٌ لا يدل على الأنانية؛ بل على الوعي بالنفس والكرامة الإنسانية.
لا توجد وصفة جاهزة للمساحة الشخصية. كلّ شخص يصممها بطريقته الخاصة- من خلال العزلة، الفن، الرياضة، أو الكتابة. المهم أن تكون صادقة، نابعة من الذات، وتمنحنا فرصة للعودة إلى ذواتنا.
كيف نصمّم مساحة تعبّر عن هويتنا بصدق؟
أولاً: فهم الذات قبل البدء بتصميم أيّة مساحة
يجب أن تسأل نفسك: من أنا؟ ما الذي يعجبني؟ ما الذي يُشعرني بالراحة والانتماء؟ هويتك تتكوّن من خلفيتك الثقافية، اهتماماتك، تجارِبك، وحتى طموحاتك. وكلّ عنصر من هذه العناصر، يمكن أن يجد طريقه إلى مساحتك، سواء من خلال لوحة على الحائط، أو قطعة أثاث موروثة، أو ركن مخصّص لهواية معينة.
ثانياً: اختيار الألوان بعناية، الألوان تحمل رموزاً ومعاني، كما تؤثر على الحالة النفسية
الشخص الهادئ قد يفضّل الألوان الباردة مثل: الأزرق والأخضر.
من يميل للحيوية والإبداع، ربما يختار الألوان الدافئة مثل: البرتقالي والأصفر.
اختر لوحة ألوان تعبّر عنك وتُشعرك بالراحة.
ثالثاً: تضمين العناصر الشخصية
اجعل مساحتك تتحدث عنك عبْر أشياء تحمل ذكريات أو رموزاً شخصية، مثل: صور عائلية أو لقطات سفر.
هدايا لها قيمة عاطفية.
أعمال فنية صنعتها بنفسك، أو تمثل ذوقك الفني.
كتب تعكس اهتماماتك الفكرية.
رابعاً: التوازن بين الجمال والوظيفة
ليست كلّ المساحات الشخصية جميلة بالضرورة، ولكنها مريحة ومناسبة لصاحبها.
اسأل نفسك: هل هذه الزاوية تساعدني على التركيز؟ هل هذا الديكور يعبّر عني أم مجرد تقليد للآخرين؟ اجعل الوظيفة تخدم حياتك اليومية، وليس فقط المظهر العام.
خامساً: لا تخف من التغيير، الهوية ليست شيئاً ثابتاً، أنت تتغير وتتطور، وكذلك يجب أن تكون مساحتك
غيّر ترتيب الغرفة من وقت لآخر.
أضف لمسات جديدة مع كلّ مرحلة من حياتك.
دع المساحة تنمو معك، كما تنمو أنت.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مجلة سيدتي
منذ 3 ساعات
- مجلة سيدتي
ناصر القصبي وأيمن زيدان يشاركان بمسرحيات جديدة في موسم الرياض 2025
كشف المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه ، بالمملكة العربية السعودية، عن مشاركة الفنان ناصر القصبي ، بمسرحية جديدة، ضمن فعاليات النسخة الجديدة من موسم الرياض 2025، المُفترض انطلاقها اعتبارًا من شهر أكتوبر المُقبل. تركي آل الشيخ عن مسرحية ناصر القصبي الجديدة: مهمة جدًا ونشر المستشار تركي آل الشيخ ، عبر حسابه على منصة "X"، صورة تجمعه بالفنان ناصر القصبي ، وعلق عليها بقوله: "مسرحية مهمة قريباً في موسم الرياض مع النجم الكبير ناصر القصبي"، ومن المُقرر الكشف عن تفاصيل المسرحية وطاقم العمل وقصتها خلال الأسابيع القليلة المُقبلة. مسرحيه مهمه قريباً في موسم الرياض مع النجم الكبير ناصر القصبي — TURKI ALALSHIKH (@Turki_alalshikh) August 9, 2025 مسرحية سورية لـ أيمن زيدان في موسم الرياض كما أشار المستشار تركي آل الشيخ إلى مشاركة الفنان أيمن زيدان هو الآخر في فعاليات موسم الرياض، من خلال مسرحية جديدة، ضمن تواجد المحتوى السوري ضمن موسم الرياض 2025، حيث كتب، " النجم السوري الكبير أيمن زيدان في مسرحية سورية بإذن الله قريباً على مسارح موسم الرياض". النجم السوري الكبير ايمن زيدان في مسرحيه سوريه بإذن الله قريباً على مسارح موسم الرياض — TURKI ALALSHIKH (@Turki_alalshikh) August 9, 2025 تركي آل الشيخ: موسم الرياض سيعتمد على المواهب الخليجية وكان المستشار تركي آل الشيخ، أعلن قبل أيام عبر منشور له على صفحته الرسمية بـ"فيسبوك"، عن توجه موسم الرياض القادم نحو تعزيز الحضور للمواهب السعودية والخليجية، حيث سيتم الاعتماد بشكل شبه كامل على العازفين والموسيقيين السعوديين والخليجيين في الحفلات الغنائية والعروض المسرحية. وأوضح من خلال منشوره، أن البرنامج المسرحي لموسم الرياض سيشهد أيضاً تركيزاً كبيراً على المسرحيات السعودية والخليجية، مع تطعيم محدود بمسرحيات سورية وعالمية، في إطار سعي الموسم إلى تقديم محتوى ثقافي متنوع يعكس هوية المنطقة ويستقطب جمهوراً واسعاً من مختلف الخلفيات. حيث جاء نص المنشور الذي كتبه المستشار تركي آل الشيخ، كالتالي: "إن شاء الله في موسم الرياض القادم اعتماد كامل تقريباً على العازفين و الموسيقيين السعوديين والخليجيين في الحفلات الغنائية، مع اعتماد شبه كامل على المسرحيات السعودية والخليجية مع بعض التطعيم بمسرحيات سورية وعالمية". ناصر القصبي يترقب عرض مسلسل "فبراير الأسود" وفي سياق آخر، يترقب الفنان ناصر القصبي، انطلاق عرض مسلسله الجديد "فبراير الأسود" عبر إحدى المنصات الرقمية خلال الفترة القليلة المُقبلة، حيث يشهد هذا العمل عودته للجمهور، بعد فترة غياب عن الدراما قرابة العامين، منذ الجزء الأخير لمسلسل "طاش ما طاش" والذي حمل اسم "طاش العودة"، في مارس 2023، حيث سيطل على جمهوره بتجربة درامية مختلفة، تحمل جرعة من الإثارة والتشويق. مسلسل "فبراير الأسود" صُوّر بالكامل في مدينة الرياض، ويُشارك في بطولته إلى جانب ناصر القصبي ، كلّ من حبيب الحبيب ، بشير الغنيم، سناء اليونس، خالد الفراج، يزيد المجيول ولولو التميمي وغيرهم، والعمل تأليف ناصر العزاز، وإخراج عمرو صلاح. View this post on Instagram A post shared by Shahid (@ لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي ». وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي ». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن ».


الشرق السعودية
منذ 4 ساعات
- الشرق السعودية
ماذا كتب زياد الرحباني في ديوانه "صديقي الله"؟
في الفيلم الإيراني القصير" الله قادم"، إخراج مجيد مجيدي، يكتب طفلان رسالة إلى الله، يتوسّلان فيها أن يشفي أمهما المريضة، بعد أن قال لهما الناس، إن لا أحد يستطيع مساعدتها سوى الله. جاء في الرسالة: "سلام يا الله، أمنا مريضة.. ونحن نكتب لك هذه الرسالة، عندما تقرأها، ستأتي إلى بيتنا، لتأخذ أمنا إلى المشفى. أنت حنون جداً وتحب الأطفال". هذه اللحظة المضيئة في الفيلم، والمشحونة بالبراءة والإيمان، تقابلها نصوص زياد الرحباني في كتابه "صديقي الله"، الصادر عام 1971، وهو أوّل كتاب دوّنه وهو في عمر 11 عاماً، وعبّر من خلاله بصوته الطفولي، عن قلقه وتضرّعه ودهشته أمام العالم والغياب، مناجياً الله كصديق لا كإلهٍ بعيد. نقرأ في الكتاب: "وقالوا يوماً، إن الله صديقي، ورحت أفتش عن صديقي في الأحراش، بين الزهور في الأشجار المورقة، وراء الصخور، وخافت مني العصافير وهربت. ترى صديقي كالعصافير خافَ مني وهرب؟ وسألتهم: صديقي هل يخاف؟ قالوا: يخاف ألّا تحبّه". الرسالة التي يكتبها الطفلان في الفيلم تختصر كل فلسفة الرجاء الطفولي: إيمان غير مشروط، دعاء لا تطاله الشكوك، ولغة لا تشوبها رمزية الكبار ولا مواربتهم. إنهما يكتبان إلى الله مباشرة، مثلما يكتب زياد في ديوان شعره "صديقي الله"، وجاء في الملاحظات، أنه سجّل هذه الكتابات بين عامي 1967 و 1968، أي أنه كان حينها بعمر 11 سنة. هذه الصياغات المتوترة، البريئة، لا تُكتب إلّا في الطفولة، حين لا يحتاج الخطاب إلى وسائط ولا إلى تنميق وهندسة لغوية. في كلا النصّين، تتكشّف الطفولة كزمنٍ للبوح لا للستر، وللإيمان لا للتبرير. فالله، كما في رسالة الطفلين، وكما في مناجاة زياد الرحباني، ليس كياناً لاهوتياً جامداً، بل وجهاً حياً، يُسمَع ويُسأل، ويُعاتَب، ويُرجى من دون خوف؛ لا يرى فيه الطفل سلطة أو مهابة، بل قريباً يُناجيه ببساطة قلبه. تعال قبل الشتاء هذه العلاقة الخاصة بين الأطفال والخالق، يشي بها كتاب زياد، حين يقول الطفل الذي فيه: "إذا جئتَ يا صديقي، نذهب إلى الأحراش، نقول إنها لنا، لي ولك، لا أحد يسمعنا. إذا أردت أن تأتي فتعال قبل الشتاء. في الشتاء طرُق المجيء مسكرّة. هل يصل صوتي إليك عبر كل هذه الأوراق المتساقطة." نلمس هنا بحثاً طفولياً أيضاً عن الله، لا عبر الطقوس ولا عبر المفاهيم الدينية المجرّدة، بل عبر عالم الطبيعة، الذي تزدهر به مخيّلة الطفل من الزهور والطيور والصخور، عالم طفولي تقيّ ونقيّ، كالطبيعة ذاتها. هكذا، تكون أسئلة الطفولة على سجيّة الطبيعة وسيرورتها، ومن خلال علاقة حميمة، تُلتمس من الإنسان، ولا تُفرض عليه، ومعلوم أن زياد عُرف بسجيّته وتلقائيته، كما بدا في أحد لقاءاته على الهواء، حين تلقّى اتصالاً من الطفلة بيسان، فسألها عن أحوالها، وعبّر عن افتقاده لصوتها بعد أن قلّ تواصلها، وسألها إن كانت لا تزال تواظب على الاتصال بالإذاعة. هذه الشراكة مع الله ليست صلاة تقليدية، بل هي فعل وجودي: "نحن والله نلعب ونحزن ونسرق الطبيعة من عالم لا يفهمنا". فالله في تصوّر الطفل ليس هو القوّة القاهرة، بل الرفيق الوحيد الممكن. مشاهد القرية واللافت أن الفيلم وكتاب زياد الرحباني "صديقي الله"، ينبضان بمشاهد القرية الريفية، حيث الأشجار الوارفة والسواقي وطيبة البشر. يتضرّع الطفلان في الفيلم إلى الباري، كي يرسل سيارة إسعاف لتنقل والدتهما المريضة إلى المشفى، حيث لا أحد يستطيع مساعدتها سوى الخالق، وهما مؤمنان بذلك تماماً، وهذا ما يقوله أيضاً سكّان قريتهما، وكأن الطفلين يقيمان علاقة صداقة مع الباري على سجيتهما، وعلى سجية الرحمة والعطف الإلهي، كما هي في مخيلة الطفولة. ولأن الرسالة في الفيلم تنبع من الخوف على الأم، ومن عجز اللغة، فإن الرحباني يكتب أيضاً من عتبة الطفولة قائلاً: "أمي تعمل لكم القهوة، نُخبرك النكات، ومعاً نضحك، نَعدّ لك مَن تزوّج في ضيعتنا ومعاً نضحك، ومَن سافر، ألا جئت نخبرك كيف تصير الأعياد، ألا جئت نُريكَ في سطح بيتنا مِن أين ينزل المطر، وأين يُعتّق الخبز، ألا جئت يا الله؟" هو لا يريد من الله أن يُنزل المعجزات، بل أن يأتي فقط، أن يكون حاضراً بين أمه وأبيه وأطفال الحيّ. هذا الحنين إلى حضنٍ إلهيّ، لا يمكن فصله عن الجرح الوجودي الأكبر: شعور الطفولة بالخذلان، حين لا يأتي الله. يقول الرحباني: "لا أريد أن أصلي، دعوني أصرخ فوق الجبال الصخرية، في الوديان الساكتة، فتصرخ معي: أين أنت؟" نرى هذا الرجاء فعلياً في عيني الطفلين (محسن ومعصومة)، حين يضعان الرسالة في صندوق بريد القرية لتصل إلى الله، وكل ما لديهما هو الانتظار. أما زياد الرحباني فلا يكتفي بالرجاء وحده، بل يقدّم حالة الوعي الطفولي كتجربة كاملة في الإيمان. ففي أحد المقاطع يقول: "أحببتك أكثر مما علموني في الصلاة". هذا التصريح الجريء يُماثل، من حيث نقائه، رسالة الطفلين، لأن كليهما لا يعرفان الله من الكُتب، بل من الحب والخوف والانتظار. تجب الإشارة إلى تمركز الفيلم "الله قادم" حول الأم العضوية، باعتبارها محور الحب والخوف والدعاء، وكذلك في كتاب زياد يتمركز الحضور ذاته، إذ نجد إشارات متكرّرة إلى الأم، وكأنها تشارك الكتاب في نصوصه كلها، إلى جانب الطبيعة بوصفها "الأم العليا". وهكذا، فإن الرموز العليا: الأم، والطبيعة، والإبداع، تتوجه جميعها نحو الله في كلّيته. يرسل الطفلان في الفيلم رسالتهما بلا فكرةٍ عمّا إذا كانت سوف تصل، بينما زياد الرحباني يعترف بنفس التوتر الوجودي حين يقول: "هل ربُنا في الكنيسة؟ ألم يهرب منذ أيام الحروب؟ مذابحُنا صغيرة، يجب أن نستقبله في ملاعبنا الوسيعة". إن الله لا يسكن المعابد، بل وجوه الأطفال، في عيونهم المتضرّعة. الفن وتراجيديا المصير قال زياد الرحباني ذات مرّة، إنه يحب الأدب، لأنه قريب من الموسيقى. وهو قريب من الناس، ومن الحياة التي يعزفها كموسيقى. كما يقول: إن الحياة هي المدرسة. وكأنه يقترب بذلك من مقولة الشاعر العراقي حسين مردان: "ضع رأسك على قارعة الطريق واسمع دوي الأصوات". هناك وجد مردان الشعر في الحياة، ووجد زياد الموسيقى فيها. وفي حياته، كان كلّ شيء موسيقى. إن مأساة زياد الرحباني تكمن، في التطابق الذي سعى إليه بين حياته ومسرحه وموسيقاه وسلوكه الاجتماعي والوطني، إعلاءً للعدالة. وكان الفن هو المحك، والاختبار الذي أدّى به إلى أن يكون قرباناً. يقول جورج باتاي: "أن ننشئ عملاً أدبياً، يعني أن نولي ظهرَنا للمذلّة، وأن نتعالى على كل ما نتصوّره من وجوه الصغار، أي أن نتحدّث لغة سيادية مُترفّعة، صادرة عن الجزء السامي والسارد من الإنسان، وأن نتوجّه أخيراً إلى الإنسانية السامية". من أشدّ التطابقات إيلاماً للمبدع، هو تطابق فنه أو أدبه مع التراجيدي، الذي سيقوده إلى إيثار البطولة على حياته الشخصية، لكي يجعل نفسه قرباناً للوجود. وهكذا عاش زياد الرحباني.


العربية
منذ 4 ساعات
- العربية
في السعودية.. عقوبة تنتظر ناشري القصائد دون موافقة مالكها
ربما تقرأ قصيدة فتعجبك جماليات صورها الشعرية، فتلجأ إلى مشاركتها ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي مثلاً ونشرها واستخدامها بصور مختلفة دون علم الشاعر صاحب القصيدة، غير أن هذا الأمر بحد ذاته سيعرضك إلى المساءلة في السعودية، إذ يعد انتهاكاً لحقوق الملكية الفكرية. استخدام القصائد ونشرها دون موافقة صاحبها يُعد انتهاكاً لحقوق #الملكية_الفكرية ، ويعرض المخالف لعقوبات وغرامات مالية. #احترام_الملكية_الفكرية — الملكية الفكرية (@SAIPKSA) August 8, 2025 وأكدت الهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبر حسابها على منصة "إكس"، أن استخدام القصائد أو نشرها دون موافقة صاحبها يُعد انتهاكاً لحقوق الملكية الفكرية، ويعرّض المخالف لعقوبات وغرامات مالية. غرامة 5 آلاف ريال ونشرت الهيئة، إنفوجرافيك توعوياً، لقضية تضمنت قيام أحد الأفراد بأداء قصيدة شعرية ونشرها عبر قناة تابعة له على منصة تواصل اجتماعي واستخدامها لأغراض تجارية دون الحصول على موافقة صاحب الحق، حيث تقررت العقوبة بغرامة مالية بلغت 5 آلاف ريال وإزالة الانتهاك. حماية حقوق المؤلف وأضافت أن استخدام أي مصنف أدبي أو فني دون إذن مسبق من صاحب الحق يُعد مخالفة لنظام حماية حقوق المؤلف، ويعرض مرتكبه للإجراءات النظامية والعقوبات المقررة.