logo
نتنياهو الزعيم الأسوأ في تاريخ إسرائيل

نتنياهو الزعيم الأسوأ في تاريخ إسرائيل

جريدة الاياممنذ 2 أيام
بعد 16 سنة متواصلة في الحكم، وبعد 9 سنوات على الإعلان في مقابلة مع "سي.ان.ان" بأنه يريد أن يتم تذكره "درعاً لإسرائيل"، وبعد سنتين تقريباً على الحرب، يبدو انه حان الوقت لتقييم ما فعله بنيامين نتنياهو في المجال الأكثر أهمية بالنسبة له: الأمن.
في آذار 2009، عند بداية ولايته الثانية، لم تكن إسرائيل تواجه أي تهديد جدي. عمل أسلافه في السر ضد المشروع النووي الإيراني، وعملوا على حث الجهود الدولية لبلورة عقوبات تمنع إيران من إنتاج القنبلة. لعق "حزب الله" جراحه بعد حرب لبنان الثانية/ وبدأ في إعادة بناء منظومة الصواريخ التي فقدها. "حماس"، التي تم ضربها بشدة في عملية "الرصاص المصبوب"، بقيت مع قدرة محدودة. تقدم ايهود اولمرت نحو حل النزاع مع الفلسطينيين. تقريباً بعد 15 سنة، في صيف 2023، تحول الوضع الأمني في إسرائيل الى الوضع الاصعب منذ "حرب الاستقلال". بقيت لدى الجيش الإسرائيلي في الحقيقة قدرة استراتيجية تثير الانطباع. ولكن للمرة الاولى منذ العام 1948 تم تطويق إسرائيل بمنظومات معادية، خلقت تهديدا شبه وجودي لها. المسؤول الرئيسي عن ذلك هو نتنياهو.
كانت بؤرة التهديد إيران. أسلافه فضلوا العمل من وراء الكواليس، لكن نتنياهو وقف في جبهة القتال ضدها، وقام بإهانتها بدون حاجة، وفعل كل ما في استطاعته لمنع اتفاق دولي لمنع تقدمها في المشروع النووي. الامر البارز الذي قام به هو اقناع الرئيس دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق الذي تم التوصل اليه في العام 2015، الذي أبعد ايران بشكل جدي عن العتبة النووية وجمد نشاطاتها، على الأقل حتى العام 2030. انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق جعل إيران تقوم باستئناف جهودها، وفي حزيران 2023 كان لديها ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإنتاج ثلاث قنابل. عدد غير قليل من الخبراء في إسرائيل لقبوا نتنياهو بـ "أبو القنبلة الايرانية".
الخطر الذي لا يقل عن ذلك هو بناء ترسانة صواريخ لدى "حزب الله"، شملت عشية الحرب 150 ألف صاروخ وقذيفة، خلقت للمرة الاولى تهديداً كبيراً جداً للجبهة الداخلية، مع إمكانية كامنة لشل بنى تحتية استراتيجية وقدرات عسكرية. تحدث الخبراء عن القدرة على إطلاق 2500 – 3000 صاروخ وقذيفة كل يوم، وعن نفاد مخزون صواريخ الاعتراض وشل قواعد سلاح الجو والإضرار ببنى تحتية أساسية. نتنياهو، الذي اعتبر مؤخراً ترسانة ايران التي تشمل 20 ألف صاروخ تهديداً وجودياً، هو الذي مكن "حزب الله" من خلق التهديد الوجودي الذي لا يقل خطراً عن ذلك.
التهديد الثالث هو ازدياد قوة "حماس"، التي تعهدها نتنياهو وقام بإعدادها لتكون وزناً مضاد امام السلطة الفلسطينية بهدف قطع أي تقدم في العملية السياسية. في الحقيقة حتى 7 تشرين الأول قدرت الأجهزة الاستخبارية بصورة غير صحيحة قدراتها. ولكن الحرب المستمرة وحقيقة انه رغم القصف الشديد في غزة إلا أنه لم تتم هزيمتها، تثبت مرة تلو الأخرى أبعاد التحدي العسكري الذي تواجهه إسرائيل.
كل تحد من هذه التحديات كان مهماً بحد ذاته، لكن دمجها في "معسكر المقاومة"، الذي شكلته ايران، أدى الى بلورة تهديد اكثر جدية. حتى حرب لبنان الثانية في 2006 اعتقد هذا المعسكر انه لا يمكن هزيمة إسرائيل، ولكن يمكن استنزافها. في السنوات التي تلت ذلك حدثت انعطافة في اتجاه اكثر خطراً. بناء مخزونات الصواريخ والقذائف مع التركيز على الدقة والتخندق تحت الارض لغرض الحماية. خلق هذا الدمج "ميزان رعب" عسكرياً، ردع إسرائيل عن مواجهة "حزب الله"، وزاد جهودها لشراء الهدوء من "حماس" بوساطة الأموال.
مراكمة القدرات، لا سيما في مجال الدقة، الى جانب الضعف الذي أظهرته الولايات المتحدة، أدى الى رؤية لم تكتف فقط بالانهاك والردع. في المقال الذي نشره رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق في ايلول 2023، ايتي بارون، تم عرضها بأنها "نظرية الانتصار"، التي ترتكز الى الايمان بامكانية هزيمة الجيش الإسرائيلي. اطلع الجنرال غيورا ايلاند في حزيران 2023 على تقدير الاستخبارات العسكرية بشان خطة ايران لتدمير إسرائيل، وهي الخطة التي بسبب الانقلاب النظامي والازمة الداخلية في إسرائيل تم تقديمها الى 2024.
توصل ايلاند الى استنتاج بان إسرائيل وبحق تقف أمام تهديد وجودي. وما تم عرضه علي تم عرضه أيضا على أشخاص مسؤولين عن امن إسرائيل. خلافاً لوزير الدفاع، الذي أدرك معنى هذا التهديد، واصل نتنياهو استثمار أساس جهوده في معركته القانونية وفي الدفع قدما بالانقلاب النظامي. بخصوص التهديد قال في القناة 14: "هم يبالغون".
حتى الآن لا يوجد لنا منظور جيد بخصوص الطريقة التي تم فيها القضاء على اساس تهديد "حزب الله"، بدون أضرار كبيرة في الجبهة الداخلية. ولكن هناك شك بأنه كان لنتنياهو إسهام مهم في هذا الأمر. كان لـ "أبو القنبلة النووية الإيرانية" إسهام اكبر في إدارة الحرب مع إيران، رغم انه ما زال من السابق لأوانه تحديد ما اذا كان هذا الإسهام قرّب أو أبعد إيران عن القنبلة.
لكن في شيء واحد لا يمكن أن يكون شك: في سنوات حكم نتنياهو، سواء بسبب أفعاله أو إخفاقاته، تطور التهديد الأمني الأكثر خطورة في تاريخ إسرائيل. بسبب ذلك وبسبب إفشاله لأي محاولة للتقدم نحو الحل السياسي مع الفلسطينيين، سيسجل في التاريخ بأنه الزعيم الأمني الأسوأ في تاريخ دولة إسرائيل.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أحداث السويداء'بروفات' لتكريس تقسيم سوريا ، تحليل ، بقلم : راسم عبيدات
أحداث السويداء'بروفات' لتكريس تقسيم سوريا ، تحليل ، بقلم : راسم عبيدات

شبكة أنباء شفا

timeمنذ 10 ساعات

  • شبكة أنباء شفا

أحداث السويداء'بروفات' لتكريس تقسيم سوريا ، تحليل ، بقلم : راسم عبيدات

أحداث السويداء'بروفات' لتكريس تقسيم سوريا ، تحليل ، بقلم : راسم عبيدات اسرائيل كالعادة لا تحترم أية تعهدات او اتفاقيات او قوانين دولية،في ظل مؤسسة دولية منهارة لا تفعل شيء،لنصرة المظلوم أو لجهة تطبيق قرارتها لصالحه،في ظل هيمنة امريكية وأوروبية غربية على تلك المؤسسة والسطو على قراراتها ،وفي ظل أنظمة بني 'خروف' العربية، فإسرائيل تعربد وتتبلطج في كل العواصم العربية،وحكام العرب يقولون لها ،إرحمينا نحن مطيعين وننفذ ما تقولينه انت و'امنا' امريكا. اسرائيل انقلبت على تفاهمات 'باكو' العاصمة الأذربيجانية التي اشرفت عليها امريكا وتركيا ومشيخات خليجية،بعد سلسلة لقاءات بين قيادات من حكومة الشرع في تل ابيب ودبي وواشنطن،جمعتهم مع قادة في المخابرات والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية،بما فيهم تساحي هنغبي،مستشار الأمن القومي الإسرائيلي. تلك التفاهمات التي قامت على دخول قوات الشرع التي تتصرف ليس كجيوش دولة،بل كمجاميع وميلشيات ارهابية ،تحكمها عقلية ثأرية وانتقامية، اتفاق 'باكو' نص على دخول قوات الشرع الى السويداء، مقابل ،أن يجري توظيف الشرع في دور عسكري وأمني لاحق ضد ما يسمونه بالعدو المشترك ايران وحزب الله والحشد الشعبي وانصار الله في اليمن،ولكن ،الفوضى وعمليات القتل والذبح الطائفي وحلق شوارب وقص لحى رجال الدين الدروز ورمي عمائمهم واهانتهم،دفع بالأمور الى دفاع اهل السويداء عن عزتهم وكرامتهم ووجودهم،واسرائيل المعنية بالفتن وخلق الفوضى وتقسيم سوريا على خطوط المذهبية والطائفية والعرقية،تدخلت وقصفت بطائراتها في رسائل تحذيرية سياسية ومعنوية مقر قيادة اركان الشرع وقصره الجمهوري،وكذلك بعض القيادات الدرزية السورية والتي لا تمثل موقف اهل السويداء لجأت لطلب المساعدة من اسرائيل . ومن هنا بعد هذا القصف التحذيري في عمق العاصمة السورية،تدخلت اطراف اتفاق ' باكو' المتقاسمة النفوذ في سوريا امريكا وتركيا وبعض المشيخات الخليجية العربية،لكي تنسحب قوات الشرع من السويداء،وبالتالي تراجعت الثقة بهيبة حكومة الشرع،بعد جملة سلوكيات وممارسات ثأرية انتقامية،تجلت في احداث الساحل السوري ضد العلويين وضد الدروز وضد الكنائس المسيحية والمسيحيين،حيث الوعود المتكررة في محاسبة تلك المجاميع الإرهابية غير المنضبطة والمنفلتة،ولكن بات هذا الحديث شيكات بدون رصيد ،سوريا تحت مقصلة التقسيم في الجنوب وشمال شرق وغرب. بالمناسبة السيناريو هذا شبيه بنفس السيناريو،الذي حدث في لبنان بعد تولي امين الجميل الحكم في لبنان عام 1983 بعد مقتل اخيه بشير الجميل ،الذي جاء على ظهر الدبابة الإسرائيلية،حيث شن حرب على المعقل الدرزي في جبل لبنان،متسلحاً بالإستعلاء والطائفية والإستقواء بالإسرائيلي،بعد اخراج قوات منظمة التحرير الفلسطينية الى خارج لبنان،ولتتوقف تلك العملية العسكرية،كما حصل الآن بعد تدخل اسرائيلي، فإسرائيل تدير لعبة التوازنات بين تلك الطوائف وتتحكم فيها. الآن ربما لم يعد اتفاق 'باكو' قائماً فالنظام سيحظر عليه ادخال اية قوات الى السويداء بأسلحة ثقيلة،وستكون محافظات الجنوب السوري،منطقة امنية اسرائيلية درعا والقنيطرة والسويداء،والجولان سيتم التنازل عنها،مقابل حماية عرش الشرع وتثبيته، على ان يجري العودة الى اتفاق 'باكو' ضمن الحرب التي يخطط لها نتنياهو على حزب الله قريباً،حيث العقل في زمن التغول والتوحش،سيقود الى دمار وخراب ومجازر اوسع،وسيدفع الثمن باهظاً ،من يستمرون في اطلاق التهديدات والحديث عن نفاذ الصبر،والأيام كشافة . الشرع سيعود للحظيرة وستكون قواته البرية ' المجاهدة ' بفتوى ' جهادية' أمريكية وعربية خليجية،كما حصل في افغانستان في زمن الوجود السوفياتي في افغانستان ووجود حكومة شيوعية هناك،حيث توجه ما يعرف بالعرب الأفغان،بتمويل خليجي ،لكي 'يجاهدوا' ضد حكومة افغانستان والوجود السوفياتي هناك،كما هو حال العشرية السوداء التي ضربت سوريا من عام 2011 وحتى عام 2021 ،حيث تكاثرت فتاوي الجهاد وجهاد ' النكاح' في سوريا،والتي كانت سبباً في وصول سوريا الى ما وصلت اليه الآن،بعد ان كان تمثل قلب العروبة النابض. السكوت الأمريكي والأوروبي الغربي والإسرائيلي عن تبييض صفحة عصابات الإيغور والشيشان والأزبكستان،ودمجهم في جيش الشرع،وتوليهم مناصب عليا فيه،هو للدور القادم في حرب برية سيكونوا رأس حربتها للإنقضاض على حزب الله مترافق ذلك بقصف جوي اسرائيلي غير مسبوق على مواقع حزب الله،وبدعم لوجستي واستخباري امريكي،وكذلك تجريك القوى والتيارات المتأمركة والمتصهينة في لبنان،التي ستخرج من 'جحورها' للمطالبة بنزع سلاح حزب الله،وتهديد توماس باراك المبعوث الأمريكي للبنان ،إما ان يتم نزع سلاح الحزب او يعود لبنان لبلاد الشام، المخطط بات جاهز. وكذلك السيطرة الأمنية الإسرائيلية على محافظات جنوب سوريا،وخلق دويلة درزية في الجنوب،للتواصل مع الدويلة الكردية في الشمال،والتي ستبتلع اجزاء من الأراضي السورية والعراقية والتركية ولاحقاً الإيرانية،وايجاد الرابط بين تلك الدويلتين من خلال ما يعرف بممر او معبر داود،عبر نفق يمتد من قاعدة التنف الأمريكية المقامة على مثلث الحدود العراقية – السورية – الأردنية،وأيضاً تدمير قدرات الجيش السوري الإستراتيجي ومنعه من بناء جيش قوي او امتلاك أسلحة استراتيجية،سيجعل سوريا ساحة مكشوفة أمام اسرائيل،لكي تهاجم ايران في المستقبل . ما يجري في قضية السويداء وحرب الجبل الثانية أن 'إسرائيل' تفعل ما يلزم ليكون المجتمع السوري مبنياً على عداوات طائفية بين مكوّناته أنهار دماء وجروح لا تندمل، ودولة فئوية لا يشعر كل السوريين أنها دولتهم، وجيش سوري ينظر إليه بعض مواطنيه أنه جيش احتلال، وينظرون الى جيش الاحتلال الإسرائيلي كصديق وضامن، وكلما نالت 'إسرائيل' أرضاً طمعت بمزيد من الأرض، وكلما نالت تنازلاً عن عنوان من عناوين السيادة طلبت عنواناً جديداً. ونتنياهو البارع في تصدير ازماته الداخلية،ولكي يحقق المزيد من الإنجازات التي تتوجه ملكاً على المنطقة،ويبقى متربعاً على عرش السياسة الإسرائيلية،وينفذ المشاريع والمخططات الإسرائيلية الإستراتيجية،فحربه على لبنان ليست بالبعيدة. فلسطين – القدس المحتلة

نتنياهو: لن نسمح بتواجد قوات سورية جنوب دمشق
نتنياهو: لن نسمح بتواجد قوات سورية جنوب دمشق

معا الاخبارية

timeمنذ 14 ساعات

  • معا الاخبارية

نتنياهو: لن نسمح بتواجد قوات سورية جنوب دمشق

بيت لحم -معا- قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل لن تسمح بإرسال قوات تابعة للنظام إلى جنوب العاصمة دمشق، بحسب ما جاء في تصريح مصور له بثه، مساء اليوم، الخميس. وقال نتنياهو "حددنا سياسة واضحة، تقوم على نزع السلاح من المنطقة الواقعة جنوب دمشق، وحماية أبناء الطائفة الدرزية. وقد تم خرق هذين المبدأين من قبل النظام في دمشق". وأضاف أنه "وجّه تعليمات إلى الجيش الإسرائيلي بالتحرك بقوة"، زاعمًا أن هذا التدخل أدى إلى فرض وقف إطلاق نار وانسحاب القوات السورية إلى داخل دمشق. وشدد نتنياهو على أن "هذه ستكون سياستنا المستمرة – لن نسمح للقوات بالتحرك جنوبًا، ولن نسمح بالمسّ بالدروز" متهما النظام السوري بارتكاب "مجزرة بحق الدروز في جبل الدروز". وأضاف نتنياهو أن "وقف إطلاق النار تحقق من خلال القوة، لا من خلال التوسلات أو الطلبات، من خلال القوة". وتابع "نحن نحقق السلام من خلال القوة، والهدوء من خلال القوة، والأمن من خلال القوة – على سبع جبهات". وقال "هذه ستكون أيضًا سياستنا المستمرة – لن نسمح لقوات عسكرية بالنزول جنوب دمشق، ولن نسمح بالمسّ بالدروز في جبل الدروز".

المأزق المزدوج
المأزق المزدوج

معا الاخبارية

timeمنذ 17 ساعات

  • معا الاخبارية

المأزق المزدوج

عندما يصطدم المشروع الصهيو- أمريكي بجدار المقاومة شكّلت السنوات الأخيرة اختباراً وجودياً للمشروع الصهيو- أمريكي في الشرق الأوسط، حيث سعت إدارة ترامب وحكومة نتنياهو إلى فرض "استسلام شامل" على غزة وإيران ومحور المقاومة (حزب الله والحوثيين). لكن هذه الاستراتيجية واجهت تعقيدات جيوسياسية ومقاومة شرسة، مما دفع الطرفين إلى مآزق متشابكة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً. تبحث هذه الدراسة المتعددة الأبعاد جذور الأزمة الراهنة وآفاقها. المحور الأول: متطلبات الاستسلام - الرؤية الصهيو- أمريكية 1. غزة: تفكيك المقاومة وإعادة هندسة الجغرافيا - نزع السلاح الكامل لحماس : يشترط نتنياهو تفكيك البنية العسكرية للحركة كشرط لأي هدنة دائمة، مع إصراره على "نزع الطابع العسكري لغزة" . - السيطرة على الحدود والتهجير الناعم:* تسعى إسرائيل لاقتطاع محافظات رفح وبيت حانون والحدود الشرقية، لتحويلها لمناطق عازلة دائمة . - إدارة غزة بـ"وكلاء محليين": رفضت إسرائيل عودة السلطة الفلسطينية، وتبنت فكرة "إدارة عربية" هجينة تخدم الأمن الإسرائيلي . 2. إيران: تدمير البرنامج النووي وإسقاط النظام - ضرب البنية التحتية النووية : طالب نتنياهو ترامب بضمانات مكتوبة لضرب منشآت نووية إيرانية مستقبلاً، على غرار الضربات الأمريكية في يونيو 2025 . - تغيير النظام السياسي : شجّع نتنياهو المعارضة الإيرانية لإسقاط النظام، مستغلاً الضربات النفسية بعد اغتيال علماء الحرس الثوري . - تحييد القدرات الصاروخية : سعت إسرائيل لتدمير صواريخ "فائقة الصوت" الإيرانية التي اخترقت "القبة الحديدية" . 3. محور المقاومة: تجفيف المصادر - تفكيك حزب الله : هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس بـ"إنهاء نعيم قاسم كما انتهى من سبقوه" إذا تدخل الحزب . - إخضاع الحوثيين : أوقف ترامب حرب اليمن مؤقتاً عبر اتفاق مايو 2025، لكنه حافظ على خيار الضربات الجوية . المحور الثاني: المآزق الاستراتيجية - الفجوة بين الأهداف والواقع 1. مأزق نتنياهو: الحرب التي لا يربحها ولا تنتهي - التمزق بين ترامب واليمين المتطرف: - ضغوط ترامب لوقف حرب غزة تصطدم بمطالب وزراء مثل بن غفير وسموتريتش باستمرار الإبادة . - فشل الضربات على إيران في كسر شوكتها، بل عززت قدراتها الردعية بعد إطلاق 500 صاروخ على تل أبيب . - الورطة القضائية : ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية لنتنياهو بتهم جرائم حرب تضعف شرعيته الدولية 2. مأزق ترامب: التناقض بين الخطاب والمصلحة - فشل "الصفقات الكبرى" - روج ترامب لاتفاق "وشيك" في غزة، لكن وقائع المفاوضات كشفت افتقاده لأدوات الضغط الفعلية على إسرائيل . - خطته للتطبيع مع السعودية ولبنان وسوريا تتعثر بسبب رفض الدول العربية التطبيع دون حل فلسطيني . - تكلفة الحروب غير المحسوبة : الضربات الأمريكية على إيران كشفت عجز واشنطن عن حسم المواجهة، مما دفعها لقبول وقف إطلاق النار بعد 12 يوماً فقط . المحور الثالث: التداعيات الاقتصادية والاجتماعية - ثمن الحروب الخاسرة 1. إسرائيل: مجتمع على حافة الانهيار - الانهيار الاقتصادي: - إغلاق مطار بن غوريون لأول مرة منذ 1948 بعد الضربات الإيرانية . - تكلفة الحرب المستمرة في غزة (18 شهراً) تجاوزت 60 مليار دولار، وفق تقديرات البنك الإسرائيلي. - الانقسام الاجتماعي : احتجاجات عائلات الأسرى تطالب بإعادة أبنائها، بينما يصر اليمين على "النصر الكامل" . 2. الولايات المتحدة: تراجع النفوذ الاقتصادي - تآكل الثقة بالدولار: استخدام الحوثيين للصواريخ الباليستية ضد السفن المرتبطة بإسرائيل يهدد أمن الممرات البحرية . - تكلفة التدخل المباشر: ضربات الـ"بي-2" على إيران كلفت الخزينة الأمريكية 1.2 مليار دولار دون نتائج حاسمة . 3. المجتمعات المستهدفة: الصمود رغم الدمار - غزة: 57,762 شهيداً و137,656 جريحاً، مع تدمير 70% من البنية التحتية . - إيران: نجاح طهران في تحويل العدوان إلى فرصة لتعزيز شرعيتها الداخلية بعد الرد الصاروخي التاريخي . المحور الرابع: المعركة الثقافية - سرديات الصمود مقابل سرديات الهيمنة 1. تفكيك سردية "القوة الأعلى" - حماس وكسر هيبة الجيش الإسرائيلي : عرض مقاطع مصورة لمقاتليها بأسلحة إسرائيلية غنيمة، ونشر تنظيم عمليات تبادل الأسرى . - إيران وإعادة تعريف الردع : ليلة 14 يونيو 2025 أصبحت رمزاً لقدرة طهران على اختراق "القدس" بعشرات الصواريخ . 2. تحولات الرأي العام العالمي - فضائح مجزرة "دير البلح" (17 قتيلاً بينهم 8 أطفال أمام عيادة طبية) سرّعت تحول الرأي العام الغربي ضد إسرائيل . - وصف صحفيون غربيون نتنياهو بـ"المجرم الهارب من العدالة" بعد أوامر المحكمة الجنائية الدولية . المحور الخامس: استراتيجيات المواجهة - كيف تجيب المقاومة؟ 1. حماس: من "الدفاع" إلى "المساومة الفعالة" - رفضت التنازل عن السلاح رغم الضغوط، وربطت أي اتفاق بالانسحاب الكامل ووقف الحرب . - استخدمت أوراق الأسرى كرافعة تفاوضية، مع إطلاق سراح ألكسندر كبادرة لاختبار ترامب . 2. إيران: نظرية "الرد غير المتناظر" - الانتقال من "حرب الظل" إلى ضربات صاروخية مكثفة غير مسبوقة (خمسمئة صاروخ في 48 ساعة( - تعطيل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كرسالة بعدم التنازل عن البرنامج النووي السلمي . 3. حزب الله والحوثيون: حرب الاستنزاف الذكية - حزب الله يحافظ على تهديده بالتدخل إذا تعرضت إيران لتهديد وجودي . - الحوثيون يعيدون تفعيل حظر الملاحة البحرية المرتبطة بإسرائيل، ويغرقون سفينتين في أسبوع . الخاتمة: المشهد في 2025.. نهاية الوهم الصهيو-أمريكي؟ الاستراتيجية الأمريكية-الإسرائيلية تواجه انهياراً متعدد المستويات: - عسكرياً: فشل غزة في كسر حماس، وفشل الضربات على إيران في كسر شوكتها. - سياسياً: عزلة نتنياهو الدولية وتصدع التحالف مع ترامب. - اقتصادياً : تكاليف باهظة دون عوائد ملموسة. - أخلاقياً : فقدان الشرعية العالمية بعد فضح جرائم الحرب. المحور الخامس: انتفاضة الجامعات وإعادة تشكيل السردية الفلسطينية - جيل زد يغير قواعد اللعبة 1. صحوة جيل زد: إعادة تعريف الحق الفلسطيني - تأثير الطوفان البصري : تعرض جيل الشباب (18-29 عامًا) لتدفق غير مسبوق من مقاطع مجازر غزة عبر منصات "التيك توك" و"إنستغرام"، مما دمَّر الرواية الصهيونية السائدة لعقود. ففي استطلاع معهد هارفارد، أيد 51% من الشباب الأمريكي وقف إطلاق النار، بينما عارضه 10% فقط . - السردية الجديدة : حوَّل المتظاهرون شعارات مثل "من النهر إلى البحر" من تهمة "معاداة السامية" إلى رمز للتحرير، مستخدمين فنون الجرافيتي والعروض المسرحية في الحرم الجامعي لتجسيد معاناة الفلسطينيين، مثل تسمية قاعة في "كولومبيا" باسم "هند رجب" . - المقاومة الرقمية : نجح نشطاء "تيك توك" في كشف التناقض بين خطاب "الديمقراطية" الغربي ودعم الإبادة، عبر مقارنات مرئية بين قمع الشرطة للطلاب وجرائم الجيش الإسرائيلي في غزة . 2. الضغوط السياسية والعقوبات الانتخابية: من الشارع إلى صناديق الاقتراع - سقوط رؤساء الجامعات : أجبرت الاحتجاجات استقالة رئيسة جامعة هارفارد "كلودين غاي" بعد اتهامها بالتساهل مع "معاداة السامية"، بينما استقالت رئيسة بنسلفانيا "ليز ماغيل" لدعمها حق الطلاب في انتقاد إسرائيل . - تغيير موازين القوى الانتخابية: - فوز "سمر لي" (61%) على منافستها المدعومة من اللوبي الإسرائيلي في بنسلفانيا، بعد حملة ركزت على وقف تمويل الحرب . - تراجع شعبية ماكرون في فرنسا بعد قمع احتجاجات السوربون، بينما اضطرت كامالا هاريس لتبني خطاب نقدي لإسرائيل لاستقطاب أصوات الشباب في الانتخابات الأمريكية . - الملاحقات القضائية الدولية : ضغطت الحركات الطلابية على حكوماتها لتأييد قرارات محكمة العدل الدولية بملاحقة نتنياهو بتهم "الإبادة الجماعية"، كما في الدعوى التي قدمتها نيكاراغوا ضد ألمانيا لدعمها العسكري لإسرائيل . 3. المقاطعة الشاملة: من الأكاديميا إلى الاقتصاد - المقاطعة الأكاديمية: - أوقفت جامعة كوبنهاغن وهلسنكي وغنت اتفاقيات التبادل العلمي مع الجامعات الإسرائيلية . - قطعت "كلية ترينيتي" في دبلن استثماراتها في شركات مرتبطة بالاحتلال، متحدية تهديدات بقطع التمويل . - المقاطعة الاقتصادية التاريخية: - انسحبت استثمارات بقيمة 15 مليار دولار من شركات مثل "بوينغ" و"آي بي إم" بعد ضغط طلابي، حيث أوقفت "جامعة ولاية بورتلاند" تعاملها مع "بوينغ" لتمويلها الجيش الإسرائيلي . - تسببت حملة #BDS في خسائر بقيمة 2.3 مليار دولار للشركات الداعمة لإسرائيل خلال 2024، وفقًا لتقرير "ذي إيكونوميست". - العزل الدبلوماسي : ألغيت مشاركات دبلوماسيين إسرائيليين في 30 مؤتمرًا دوليًا بعد احتجاجات طلابية، مثل قمة "كوب 29" للمناخ. 4. التداعيات الإستراتيجية: نحو نظام عالمي جديد؟ - انهيار شرعية الغرب الأخلاقية : فضحت انتفاضة الجامعات التناقض بين شعارات "حقوق الإنسان" وممارسات القمع، كما في اعتقال الشرطة الفرنسية لمتظاهرين أمام السوربون تحت ذريعة "تعطيل النظام العام" . - تحولات جيوستراتيجية: - دفع الضغط الطلابي دولًا مثل إسبانيا والنرويج للاعتراف بدولة فلسطين، بينما تجمدت اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية خوفًا من الغضب الشعبي . - أعلنت جنوب إفريقيا وكولومبيا قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل تضامنًا مع قرارات محكمة العدل الدولية. - نموذج مقاومة جديد: أصبحت حركة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" (SJP) أكبر منظمة طلابية في الغرب، مع 200 فرع، تُدرَّب تكتيكاتها في جامعات تركيا ولبنان . الخاتمة: هل تشهد إسرائيل "نكسة 2025"؟ انتفاضة الجامعات لم تكن مجرد احتجاج عابر، بل زلزالًا أعاد رسم خريطة التأييد العالمي، حيث حوَّل جيل زد القضية الفلسطينية من "قضية هامشية" إلى "اختبار للضمير الإنساني". هذه الحركة نجحت في: - عزل إسرائيل دبلوماسيًا واقتصاديًا عبر مقاطعات غير مسبوقة. - تغيير الخطاب السياسي الغربي، كما ظهر في انتقاد كامالا هاريس "لانتهاكات إسرائيل". - خلق جيل جديد من القادة الغربيين المنحازين فلسطينيًا، كـ"سمر لي"، التي قد تصبح رئيسة للولايات المتحدة عام 2028. "الانتفاضة الطلابية علمتنا أن حرية فلسطين لن تتحقق بصواريخ المقاومة وحدها، بل بإرادة جيلٍ يرفض أن يكون شريكًا في الجريمة" — تحليل مُستلهم من شهادات طلاب كولومبيا . السؤال المركزي الآن: هل يمكن لواشنطن وتل أبيب الخروج من هذا المستنقع دون تكبيد شعوب المنطقة ثمناً أكبر؟ المؤشرات تقول إن زمن الهيمنة الأحادية قد ولى، وأن شرق أوسط جديداً يولد من رحم المقاومة. "الحرب لا تحسم بضربات جوية، بل بإرادة شعوب تؤمن أن الحرية أغلى من الحياة" — تحليل مستند إلى تقارير الجزيرة ، BBC ، AA .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store