logo
المأزق المزدوج

المأزق المزدوج

معا الاخباريةمنذ 17 ساعات
عندما يصطدم المشروع الصهيو- أمريكي بجدار المقاومة
شكّلت السنوات الأخيرة اختباراً وجودياً للمشروع الصهيو- أمريكي في الشرق الأوسط، حيث سعت إدارة ترامب وحكومة نتنياهو إلى فرض "استسلام شامل" على غزة وإيران ومحور المقاومة (حزب الله والحوثيين). لكن هذه الاستراتيجية واجهت تعقيدات جيوسياسية ومقاومة شرسة، مما دفع الطرفين إلى مآزق متشابكة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً. تبحث هذه الدراسة المتعددة الأبعاد جذور الأزمة الراهنة وآفاقها.
المحور الأول: متطلبات الاستسلام - الرؤية الصهيو- أمريكية
1. غزة: تفكيك المقاومة وإعادة هندسة الجغرافيا
- نزع السلاح الكامل لحماس : يشترط نتنياهو تفكيك البنية العسكرية للحركة كشرط لأي هدنة دائمة، مع إصراره على "نزع الطابع العسكري لغزة" .
- السيطرة على الحدود والتهجير الناعم:* تسعى إسرائيل لاقتطاع محافظات رفح وبيت حانون والحدود الشرقية، لتحويلها لمناطق عازلة دائمة .
- إدارة غزة بـ"وكلاء محليين": رفضت إسرائيل عودة السلطة الفلسطينية، وتبنت فكرة "إدارة عربية" هجينة تخدم الأمن الإسرائيلي .
2. إيران: تدمير البرنامج النووي وإسقاط النظام
- ضرب البنية التحتية النووية : طالب نتنياهو ترامب بضمانات مكتوبة لضرب منشآت نووية إيرانية مستقبلاً، على غرار الضربات الأمريكية في يونيو 2025 .
- تغيير النظام السياسي : شجّع نتنياهو المعارضة الإيرانية لإسقاط النظام، مستغلاً الضربات النفسية بعد اغتيال علماء الحرس الثوري .
- تحييد القدرات الصاروخية : سعت إسرائيل لتدمير صواريخ "فائقة الصوت" الإيرانية التي اخترقت "القبة الحديدية" .
3. محور المقاومة: تجفيف المصادر
- تفكيك حزب الله : هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس بـ"إنهاء نعيم قاسم كما انتهى من سبقوه" إذا تدخل الحزب .
- إخضاع الحوثيين : أوقف ترامب حرب اليمن مؤقتاً عبر اتفاق مايو 2025، لكنه حافظ على خيار الضربات الجوية .
المحور الثاني: المآزق الاستراتيجية - الفجوة بين الأهداف والواقع
1. مأزق نتنياهو: الحرب التي لا يربحها ولا تنتهي
- التمزق بين ترامب واليمين المتطرف:
- ضغوط ترامب لوقف حرب غزة تصطدم بمطالب وزراء مثل بن غفير وسموتريتش باستمرار الإبادة .
- فشل الضربات على إيران في كسر شوكتها، بل عززت قدراتها الردعية بعد إطلاق 500 صاروخ على تل أبيب .
- الورطة القضائية : ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية لنتنياهو بتهم جرائم حرب تضعف شرعيته الدولية
2. مأزق ترامب: التناقض بين الخطاب والمصلحة
- فشل "الصفقات الكبرى"
- روج ترامب لاتفاق "وشيك" في غزة، لكن وقائع المفاوضات كشفت افتقاده لأدوات الضغط الفعلية على إسرائيل .
- خطته للتطبيع مع السعودية ولبنان وسوريا تتعثر بسبب رفض الدول العربية التطبيع دون حل فلسطيني .
- تكلفة الحروب غير المحسوبة : الضربات الأمريكية على إيران كشفت عجز واشنطن عن حسم المواجهة، مما دفعها لقبول وقف إطلاق النار بعد 12 يوماً فقط .
المحور الثالث: التداعيات الاقتصادية والاجتماعية - ثمن الحروب الخاسرة
1. إسرائيل: مجتمع على حافة الانهيار
- الانهيار الاقتصادي:
- إغلاق مطار بن غوريون لأول مرة منذ 1948 بعد الضربات الإيرانية .
- تكلفة الحرب المستمرة في غزة (18 شهراً) تجاوزت 60 مليار دولار، وفق تقديرات البنك الإسرائيلي.
- الانقسام الاجتماعي : احتجاجات عائلات الأسرى تطالب بإعادة أبنائها، بينما يصر اليمين على "النصر الكامل" .
2. الولايات المتحدة: تراجع النفوذ الاقتصادي
- تآكل الثقة بالدولار: استخدام الحوثيين للصواريخ الباليستية ضد السفن المرتبطة بإسرائيل يهدد أمن الممرات البحرية .
- تكلفة التدخل المباشر: ضربات الـ"بي-2" على إيران كلفت الخزينة الأمريكية 1.2 مليار دولار دون نتائج حاسمة .
3. المجتمعات المستهدفة: الصمود رغم الدمار
- غزة: 57,762 شهيداً و137,656 جريحاً، مع تدمير 70% من البنية التحتية .
- إيران: نجاح طهران في تحويل العدوان إلى فرصة لتعزيز شرعيتها الداخلية بعد الرد الصاروخي التاريخي .
المحور الرابع: المعركة الثقافية - سرديات الصمود مقابل سرديات الهيمنة
1. تفكيك سردية "القوة الأعلى"
- حماس وكسر هيبة الجيش الإسرائيلي : عرض مقاطع مصورة لمقاتليها بأسلحة إسرائيلية غنيمة، ونشر تنظيم عمليات تبادل الأسرى .
- إيران وإعادة تعريف الردع : ليلة 14 يونيو 2025 أصبحت رمزاً لقدرة طهران على اختراق "القدس" بعشرات الصواريخ .
2. تحولات الرأي العام العالمي
- فضائح مجزرة "دير البلح" (17 قتيلاً بينهم 8 أطفال أمام عيادة طبية) سرّعت تحول الرأي العام الغربي ضد إسرائيل .
- وصف صحفيون غربيون نتنياهو بـ"المجرم الهارب من العدالة" بعد أوامر المحكمة الجنائية الدولية .
المحور الخامس: استراتيجيات المواجهة - كيف تجيب المقاومة؟
1. حماس: من "الدفاع" إلى "المساومة الفعالة"
- رفضت التنازل عن السلاح رغم الضغوط، وربطت أي اتفاق بالانسحاب الكامل ووقف الحرب .
- استخدمت أوراق الأسرى كرافعة تفاوضية، مع إطلاق سراح ألكسندر كبادرة لاختبار ترامب .
2. إيران: نظرية "الرد غير المتناظر"
- الانتقال من "حرب الظل" إلى ضربات صاروخية مكثفة غير مسبوقة (خمسمئة صاروخ في 48 ساعة(
- تعطيل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كرسالة بعدم التنازل عن البرنامج النووي السلمي .
3. حزب الله والحوثيون: حرب الاستنزاف الذكية
- حزب الله يحافظ على تهديده بالتدخل إذا تعرضت إيران لتهديد وجودي .
- الحوثيون يعيدون تفعيل حظر الملاحة البحرية المرتبطة بإسرائيل، ويغرقون سفينتين في أسبوع .
الخاتمة: المشهد في 2025.. نهاية الوهم الصهيو-أمريكي؟
الاستراتيجية الأمريكية-الإسرائيلية تواجه انهياراً متعدد المستويات:
- عسكرياً: فشل غزة في كسر حماس، وفشل الضربات على إيران في كسر شوكتها.
- سياسياً: عزلة نتنياهو الدولية وتصدع التحالف مع ترامب.
- اقتصادياً : تكاليف باهظة دون عوائد ملموسة.
- أخلاقياً : فقدان الشرعية العالمية بعد فضح جرائم الحرب.
المحور الخامس: انتفاضة الجامعات وإعادة تشكيل السردية الفلسطينية - جيل زد يغير قواعد اللعبة
1. صحوة جيل زد: إعادة تعريف الحق الفلسطيني
- تأثير الطوفان البصري : تعرض جيل الشباب (18-29 عامًا) لتدفق غير مسبوق من مقاطع مجازر غزة عبر منصات "التيك توك" و"إنستغرام"، مما دمَّر الرواية الصهيونية السائدة لعقود. ففي استطلاع معهد هارفارد، أيد 51% من الشباب الأمريكي وقف إطلاق النار، بينما عارضه 10% فقط .
- السردية الجديدة : حوَّل المتظاهرون شعارات مثل "من النهر إلى البحر" من تهمة "معاداة السامية" إلى رمز للتحرير، مستخدمين فنون الجرافيتي والعروض المسرحية في الحرم الجامعي لتجسيد معاناة الفلسطينيين، مثل تسمية قاعة في "كولومبيا" باسم "هند رجب" .
- المقاومة الرقمية : نجح نشطاء "تيك توك" في كشف التناقض بين خطاب "الديمقراطية" الغربي ودعم الإبادة، عبر مقارنات مرئية بين قمع الشرطة للطلاب وجرائم الجيش الإسرائيلي في غزة .
2. الضغوط السياسية والعقوبات الانتخابية: من الشارع إلى صناديق الاقتراع
- سقوط رؤساء الجامعات : أجبرت الاحتجاجات استقالة رئيسة جامعة هارفارد "كلودين غاي" بعد اتهامها بالتساهل مع "معاداة السامية"، بينما استقالت رئيسة بنسلفانيا "ليز ماغيل" لدعمها حق الطلاب في انتقاد إسرائيل .
- تغيير موازين القوى الانتخابية:
- فوز "سمر لي" (61%) على منافستها المدعومة من اللوبي الإسرائيلي في بنسلفانيا، بعد حملة ركزت على وقف تمويل الحرب .
- تراجع شعبية ماكرون في فرنسا بعد قمع احتجاجات السوربون، بينما اضطرت كامالا هاريس لتبني خطاب نقدي لإسرائيل لاستقطاب أصوات الشباب في الانتخابات الأمريكية .
- الملاحقات القضائية الدولية : ضغطت الحركات الطلابية على حكوماتها لتأييد قرارات محكمة العدل الدولية بملاحقة نتنياهو بتهم "الإبادة الجماعية"، كما في الدعوى التي قدمتها نيكاراغوا ضد ألمانيا لدعمها العسكري لإسرائيل .
3. المقاطعة الشاملة: من الأكاديميا إلى الاقتصاد
- المقاطعة الأكاديمية:
- أوقفت جامعة كوبنهاغن وهلسنكي وغنت اتفاقيات التبادل العلمي مع الجامعات الإسرائيلية .
- قطعت "كلية ترينيتي" في دبلن استثماراتها في شركات مرتبطة بالاحتلال، متحدية تهديدات بقطع التمويل .
- المقاطعة الاقتصادية التاريخية:
- انسحبت استثمارات بقيمة 15 مليار دولار من شركات مثل "بوينغ" و"آي بي إم" بعد ضغط طلابي، حيث أوقفت "جامعة ولاية بورتلاند" تعاملها مع "بوينغ" لتمويلها الجيش الإسرائيلي .
- تسببت حملة #BDS في خسائر بقيمة 2.3 مليار دولار للشركات الداعمة لإسرائيل خلال 2024، وفقًا لتقرير "ذي إيكونوميست".
- العزل الدبلوماسي : ألغيت مشاركات دبلوماسيين إسرائيليين في 30 مؤتمرًا دوليًا بعد احتجاجات طلابية، مثل قمة "كوب 29" للمناخ.
4. التداعيات الإستراتيجية: نحو نظام عالمي جديد؟
- انهيار شرعية الغرب الأخلاقية : فضحت انتفاضة الجامعات التناقض بين شعارات "حقوق الإنسان" وممارسات القمع، كما في اعتقال الشرطة الفرنسية لمتظاهرين أمام السوربون تحت ذريعة "تعطيل النظام العام" .
- تحولات جيوستراتيجية:
- دفع الضغط الطلابي دولًا مثل إسبانيا والنرويج للاعتراف بدولة فلسطين، بينما تجمدت اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية خوفًا من الغضب الشعبي .
- أعلنت جنوب إفريقيا وكولومبيا قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل تضامنًا مع قرارات محكمة العدل الدولية.
- نموذج مقاومة جديد: أصبحت حركة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" (SJP) أكبر منظمة طلابية في الغرب، مع 200 فرع، تُدرَّب تكتيكاتها في جامعات تركيا ولبنان .
الخاتمة: هل تشهد إسرائيل "نكسة 2025"؟
انتفاضة الجامعات لم تكن مجرد احتجاج عابر، بل زلزالًا أعاد رسم خريطة التأييد العالمي، حيث حوَّل جيل زد القضية الفلسطينية من "قضية هامشية" إلى "اختبار للضمير الإنساني". هذه الحركة نجحت في:
- عزل إسرائيل دبلوماسيًا واقتصاديًا عبر مقاطعات غير مسبوقة.
- تغيير الخطاب السياسي الغربي، كما ظهر في انتقاد كامالا هاريس "لانتهاكات إسرائيل".
- خلق جيل جديد من القادة الغربيين المنحازين فلسطينيًا، كـ"سمر لي"، التي قد تصبح رئيسة للولايات المتحدة عام 2028.
"الانتفاضة الطلابية علمتنا أن حرية فلسطين لن تتحقق بصواريخ المقاومة وحدها، بل بإرادة جيلٍ يرفض أن يكون شريكًا في الجريمة" — تحليل مُستلهم من شهادات طلاب كولومبيا .
السؤال المركزي الآن: هل يمكن لواشنطن وتل أبيب الخروج من هذا المستنقع دون تكبيد شعوب المنطقة ثمناً أكبر؟ المؤشرات تقول إن زمن الهيمنة الأحادية قد ولى، وأن شرق أوسط جديداً يولد من رحم المقاومة.
"الحرب لا تحسم بضربات جوية، بل بإرادة شعوب تؤمن أن الحرية أغلى من الحياة" — تحليل مستند إلى تقارير الجزيرة ، BBC ، AA .
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المتعوس وخائب الرجاء
المتعوس وخائب الرجاء

جريدة الايام

timeمنذ 7 ساعات

  • جريدة الايام

المتعوس وخائب الرجاء

بوصفه بنيامين نتنياهو، بطلاً للحرب، وبأنه حقق وإياه نجاحاً كبيراً تمثل في التخلص من التهديد النووي الإيراني، وذلك بمناسبة خضوع رئيس الحكومة الإسرائيلية، للمحاكمة القضائية وداعياً لإلغاء المحاكمة، لا يكون الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد جانب الحقيقة، بل وحتى أنه قام بقلبها رأساً على عقب، فجعل من نتنياهو مجرم الحرب بطلاً لها، ودعا لإلغاء محاكمته في بلده، وهو المطلوب للقضاء الدولي متهماً بارتكاب جريمة حرب الإبادة الجماعية، ولا يكون ترامب قام فقط بالتدخل بشكل فظ في الشؤون الداخلية الإسرائيلية، وتحديداً في سلطتها القضائية، وذلك أخطر من التدخل في الشأن السياسي، لكنه يكون أيضاً بذلك قد نسي تماماً ذلك الفصل من العلاقة الفاترة بين الرجلين والتي استمرت اربع سنوات، ما بين عامي 2020_2024. في العام 2020، واجه ترامب حيث كان رئيساً يسعى للبقاء في البيت الأبيض للولاية الثانية على التوالي منافسه الديمقراطي جو بايدن، وكانت المنافسة محتدمة للغاية، لدرجة أن عدداً من الولايات قد أخرت الاعلان عن الفائز بأصواتها في المجمع الانتخابي بين المتنافسين، لإعادة فرز أصوات الناخبين يدوياً، وكان ترامب وفريقه يتابعان طوال الوقت ما تعلنه الولايات من نتائج للفرز، أولاً بأول، ويقومان بالتشكيك في كل إعلان لا يكون لصالحهما، وصولاً الى انتهاء الفرز، بحيث كانت النتيجة واضحة لصالح بايدن، حينها تجاوز ترامب كل حدود ما يتصوره العقل من الذهاب في اتجاه «الروح الديمقراطية» بالإقرار بالهزيمة، وبلغ حداً خارجاً عن القانون لدرجة ان يحرض أنصاره للتطاول على الكابيتول، مقر الكونغرس، لمنع ممثلي الشعب من المصادقة على نتائج الانتخابات رسمياً، وفيما يخص نتنياهو فقد استكثر او لم يستوعب ترامب الرجل المثير للجدل دائماً، أن يقوم رئيس الحكومة الاسرائيلية بما يفرضه عليه واجبه الوظيفي البروتوكولي من توجيه التهنئة للفائز بمنصب الرئاسة الأميركية جو بايدن. وكأن تهنئة نتنياهو لبايدن كانت امراً شخصياً، جعل ترامب يغضب من الرجل، الذي قدم له خلال ولايته تلك كل «الهدايا» السياسية، من نقل سفارة بلاده من تل ابيب الى القدس، الأمر الذي تابع تجنبه كل الرؤساء الأميركيين السابقين منذ العام 1995، نقصد بذلك الرؤساء بيل كلينتون، جورج بوش الابن وباراك اوباما، وأمضى كل منهم ولايتين متتابعتين في البيت الأبيض، كذلك الاعتراف بالقرار الاحتلالي الإسرائيلي بضم الجولان السوري المحتل، كذلك الانسحاب عام 2018 من الاتفاق النووي مع إيران، ومن ثم التوصل لاتفاقيات «ابراهام» في تجاوز للملف الفلسطيني نحو التطبيع بين اسرائيل والعرب، وبذلك خلط ترامب بين ما هو شخصي وبين ما هو سياسي خاص بالدولتين. وربما كان ترامب رئيساً اقرب لرؤساء الدول الشمولية، أو الدول المحكومة بأنظمة حكم عسكرية، حيث يكون للفرد فيها، الرئيس بالطبع، كل الصلاحيات المطلقة في الحكم وفي السياسة، لهذا فترامب بمجمل تصريحاته ومواقفه واعلاناته في الوقت الذي يقلل فيه او حتى يبخس مما أنجزه غيره من الرؤساء، في مقدمتهم بالطبع بايدن، وفي الوقت الذي يقلل فيه من قيمة منافسيه خاصة، ولا يقيم وزناً لحلفائه او شركائه، فإنه يبالغ فيه من الإعلان عن أهميته الشخصية، في نرجسية مريضة، وهو بذلك كأنه يلغي مؤسسات الدولة، بل هو حين يأتي على ذكرها، لا يظهر لا احترامه ولا محبته لها، بوصفها الدولة العميقة، والأدلة لا حصر لها في هذا المجال، فكثيراً ما ردد القول، وهو خارج البيت الأبيض، بين عامي 2022_ 2025 بأنها ما كانت لتقع لو كان رئيساً، وبأنه سيقوم بوقفها بمجرد عودته الى البيت الأبيض، كذلك قال بأنه لو كان رئيساً لما وقعت «طوفان الأقصى»، وحين فاز في الانتخابات وعد بوقف الحرب قبل استلام مهامه رسمياً، في 20 كانون الثاني من العام الحالي. وكان ذلك احد عوامل الضغط على نتنياهو التي أجبرته على قبول صفقة التبادل الثانية، والتي كان مبعوث ترامب ستيف ويتكوف شاهداً وراعياً لها، لكن نتنياهو لم يتابع تنفيذ تلك الصفقة واكتفى ببندها الأول، التزاماً بما اتفق عليه مع بتسلئيل سموتريتش، وكانت تلك الصفقة بالمناسبة قد تسببت في خروج إيتمار بن غفير من الحكومة، ثم عودته لها، بعد متابعة نتنياهو الحرب على غزة في آذار، اي بعد مضي أقل من شهرين على وقف إطلاق النار، وبعد تنفيذ البند الأول للصفقة الخاص بتبادل المحتجزين والأسرى، ووقف النار وإدخال المساعدات الاغاثية الى غزة، خلال تلك الفترة. وعلى أكثر من صعيد تبين بأن ترامب ما هو إلا نمر من ورق، أو انه بندقية صوت أكثر منه محارباً حقيقياً، فلم تتوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، رغم كل ما قدمه ترامب من «هدايا» لفلايديمر بوتين الرئيس الروسي، لدرجة انه «مسح الأرض» بالرئيس الاوكراني فلوديمير زيلنسكي حين زاره في البيت الأبيض، وتجاوز كل حدود اللياقة الدبلوماسية معه هو ونائبه المستفز جي دي فانس، حيث مارسا التنمر على الرئيس الأوكراني، وذلك لدفعه الى اعلان الاستسلام لروسيا، بلا اي مقابل، سوى ان يتقاسم ترامب وبوتين كعكة اوكرانيا، الأول يحصل على المعادن الثمينة، والثاني على الأرض، إن كانت تلك الخاصة بالقرم أو كل الشرق الأوكراني، والأهم تدمير كامل القوة العسكرية الأوكرانية وقطع الطريق بينهما وبين «النات»و وحتى الاتحاد الأوروبي نفسه. وفي حروبه التجارية متعددة الجبهات، اعلن عن رغبته في السيطرة على قناة بنما، وعلى ضم كندا وغرينلاند، ولم يحدث اي شيء من هذا القبيل، بل كانت كل تلك الاعلانات كما لو كانت إعلانات عن «أفلام سينمائية» لم تنتج بعد، ثم بدأ ترامب في إعلان تعرفته الجمركية ضد معظم دول العالم، مدعياً ومكرراً كلاماً فارغاً بلا اية قيمة حقيقية، حول أنها ستضخ الأموال في الاقتصاد الأميركي، ولأن دول العالم ردت عليه بالمثل، فقد تراجع، مرة بتعديل النسب المعلنة ومرة أخرى بإعلان فترة الى حين البدء بالتنفيذ، داعياً الدول بمن فيها الصين للتفاوض حول هذا الأمر، وحتى إصلاحه الداخلي، نقصد الدخول في إجراءات تقليص الإنفاق الحكومي، بمنح من ساعده على العودة الى البيت الأبيض، أغنى رجل حالياً في العالم، ايلون ماسك وظيفة شبه رسمية، سرعان ما باءت بالفشل، بل انقلب عليه ماسك نفسه بسبب التعرفة الجمركية التي عرضت تجارته في صنع سيارات «تيسلا» للخسائر الفادحة، أما سياسة ترامب ضد المهاجرين فقد قوبلت باحتجاجات اقتربت من إشعال برميل البارود في اهم ولاية أميركية. وحتى في الشرق الأوسط، المنطقة التي تعتبر الأسهل على ترامب، بعد ان واجه التحديات مع كل العالم، بما في ذلك الجيران، كندا والمكسيك، والحلفاء الأوروبيون، في ملفي التعرفة الجمركية والحرب الروسية /الأوكرانية، حقق ترامب نجاحه الوحيد في زيارته للخليج العربي، والحصول على استثمارات تجاوزت حسب قوله هو شخصياً 5 تريليون دولار، فإنه بعد ان ارجع البعض له النجاح في عقد الصفقة الثانية بين اسرائيل وحماس، لم يتابع النجاح، كما أسلفنا_ بما يعني تنفيذ كل بنود تلك الصفقة، بل ان ترامب اضطر الى إعلان اتفاق وقف نار متبادل مع الحوثي اليمني، وتخلى عن إسرائيل بذلك، واضطر الى إعلان التفاوض مع إيران، قبل ان يمنح إسرائيل الضوء الأخضر الذي حجبه عنها بايدن من قبل بمهاجمة المواقع النووية والنفطية، بل وشن عدوان عليها كان يحلم بالإطاحة بالنظام واعادة حكم بهلوي الشاهنشاهي. وادعى ترامب بأنه دمر كل «النووي» الإيراني بالكامل، بينما أظهرت المخابرات الأميركية نفسها، بأن الضرر كان جزئياً، وما الحديث المتواتر عن عودة القتال لجولة اخرى، في أي لحظة إلا دليل على ان حروباً خاطفة تنتهي بنصر سريع استناداً الى تفوق القوة العسكرية، لم تعد ممكنة، وأن «بهلوانية « ترامب هي من النمط الدونكيشوتي، فيما اعتماد نتنياهو على ترامب، بعد ان كان يعتمد فقط على الثنائي بن غفير وسموتريتش، لمواصلة الحرب كمبرر لبقائه في الحكم وخارج دائرة المحاكمة القضائية الإسرائيلية، وهذا ما اعلن عنه السفير الأميركي في اسرائيل اليميني المتطرف مايك هاكابي حضوره شخصياً محاكمة نتنياهو لشد إزر المتهم الإسرائيلي، والذي تدخل بشكل سافر على شاكلة رئيسه باتهام القضاة الإسرائيليين بأنهم غير عادلين. وبرر السفير الاميركي تماماً كما فعل قبل ذلك بأسبوعين رئيسه ترامب، بانه لا يجوز محاكمة مسؤول وهو في حالة حرب، والحقيقة أن نتنياهو شن الحرب وواصل خوضها رغم كل تقارير الجيش نفسه والأجهزة الأمنية الإسرائيلية بأنها بلا أهداف وبلا أفق وبلا نهاية، من أجل هذا الغرض، ان تكون سبباً في إفلاته من الحكم القضائي الإسرائيلي، وليس غيره، وبذلك فان نتنياهو المتعوس بات «يتعكز» على خائب الرجاء ترامب.

ترامب يهاتف غاضبا بسبب قصف الكنيسة بغزة
ترامب يهاتف غاضبا بسبب قصف الكنيسة بغزة

معا الاخبارية

timeمنذ 10 ساعات

  • معا الاخبارية

ترامب يهاتف غاضبا بسبب قصف الكنيسة بغزة

أعلن البيت الأبيض، إجراء الرئيس الأميركيّ، دونالد ترامب محادثة، مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بشأن قصف الكنيسة في قطاع غزة، الخميس، مؤكّدا ان ردّة فعل الّأول كانت سلبية للغاية. واضاف البيت الأبيض ان رد فعل الرئيس ترامب بشأن قصف كنيسة في غزة كان سلبيا جدا وقد أجرى اتصالا مع نتنياهو بخصوصه. وفقا للبيان فان نتنياهو قال للرئيس ترامب إن استهداف الكنيسة في غزة كان خطأ. وقصفت إسرائيل في وقت سابق الخميس، "كنيسة العائلة المقدسة" شرق مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد 3 أشخاصن وإصابة 9، بينهم حالة حرجة واثنتان في حالة خطيرة، إضافة إلى إصابة طفيفة لكاهن الرعية الأب غابرييل رومانيلي، والبطريركية اللاتينية في القدس. وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض، مساء الخميس، إن "ترامب أجرى مكالمة هاتفية مع نتنياهو، صباح اليوم، للحديث عن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت كنيسة في غزة".

أحداث السويداء'بروفات' لتكريس تقسيم سوريا ، تحليل ، بقلم : راسم عبيدات
أحداث السويداء'بروفات' لتكريس تقسيم سوريا ، تحليل ، بقلم : راسم عبيدات

شبكة أنباء شفا

timeمنذ 10 ساعات

  • شبكة أنباء شفا

أحداث السويداء'بروفات' لتكريس تقسيم سوريا ، تحليل ، بقلم : راسم عبيدات

أحداث السويداء'بروفات' لتكريس تقسيم سوريا ، تحليل ، بقلم : راسم عبيدات اسرائيل كالعادة لا تحترم أية تعهدات او اتفاقيات او قوانين دولية،في ظل مؤسسة دولية منهارة لا تفعل شيء،لنصرة المظلوم أو لجهة تطبيق قرارتها لصالحه،في ظل هيمنة امريكية وأوروبية غربية على تلك المؤسسة والسطو على قراراتها ،وفي ظل أنظمة بني 'خروف' العربية، فإسرائيل تعربد وتتبلطج في كل العواصم العربية،وحكام العرب يقولون لها ،إرحمينا نحن مطيعين وننفذ ما تقولينه انت و'امنا' امريكا. اسرائيل انقلبت على تفاهمات 'باكو' العاصمة الأذربيجانية التي اشرفت عليها امريكا وتركيا ومشيخات خليجية،بعد سلسلة لقاءات بين قيادات من حكومة الشرع في تل ابيب ودبي وواشنطن،جمعتهم مع قادة في المخابرات والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية،بما فيهم تساحي هنغبي،مستشار الأمن القومي الإسرائيلي. تلك التفاهمات التي قامت على دخول قوات الشرع التي تتصرف ليس كجيوش دولة،بل كمجاميع وميلشيات ارهابية ،تحكمها عقلية ثأرية وانتقامية، اتفاق 'باكو' نص على دخول قوات الشرع الى السويداء، مقابل ،أن يجري توظيف الشرع في دور عسكري وأمني لاحق ضد ما يسمونه بالعدو المشترك ايران وحزب الله والحشد الشعبي وانصار الله في اليمن،ولكن ،الفوضى وعمليات القتل والذبح الطائفي وحلق شوارب وقص لحى رجال الدين الدروز ورمي عمائمهم واهانتهم،دفع بالأمور الى دفاع اهل السويداء عن عزتهم وكرامتهم ووجودهم،واسرائيل المعنية بالفتن وخلق الفوضى وتقسيم سوريا على خطوط المذهبية والطائفية والعرقية،تدخلت وقصفت بطائراتها في رسائل تحذيرية سياسية ومعنوية مقر قيادة اركان الشرع وقصره الجمهوري،وكذلك بعض القيادات الدرزية السورية والتي لا تمثل موقف اهل السويداء لجأت لطلب المساعدة من اسرائيل . ومن هنا بعد هذا القصف التحذيري في عمق العاصمة السورية،تدخلت اطراف اتفاق ' باكو' المتقاسمة النفوذ في سوريا امريكا وتركيا وبعض المشيخات الخليجية العربية،لكي تنسحب قوات الشرع من السويداء،وبالتالي تراجعت الثقة بهيبة حكومة الشرع،بعد جملة سلوكيات وممارسات ثأرية انتقامية،تجلت في احداث الساحل السوري ضد العلويين وضد الدروز وضد الكنائس المسيحية والمسيحيين،حيث الوعود المتكررة في محاسبة تلك المجاميع الإرهابية غير المنضبطة والمنفلتة،ولكن بات هذا الحديث شيكات بدون رصيد ،سوريا تحت مقصلة التقسيم في الجنوب وشمال شرق وغرب. بالمناسبة السيناريو هذا شبيه بنفس السيناريو،الذي حدث في لبنان بعد تولي امين الجميل الحكم في لبنان عام 1983 بعد مقتل اخيه بشير الجميل ،الذي جاء على ظهر الدبابة الإسرائيلية،حيث شن حرب على المعقل الدرزي في جبل لبنان،متسلحاً بالإستعلاء والطائفية والإستقواء بالإسرائيلي،بعد اخراج قوات منظمة التحرير الفلسطينية الى خارج لبنان،ولتتوقف تلك العملية العسكرية،كما حصل الآن بعد تدخل اسرائيلي، فإسرائيل تدير لعبة التوازنات بين تلك الطوائف وتتحكم فيها. الآن ربما لم يعد اتفاق 'باكو' قائماً فالنظام سيحظر عليه ادخال اية قوات الى السويداء بأسلحة ثقيلة،وستكون محافظات الجنوب السوري،منطقة امنية اسرائيلية درعا والقنيطرة والسويداء،والجولان سيتم التنازل عنها،مقابل حماية عرش الشرع وتثبيته، على ان يجري العودة الى اتفاق 'باكو' ضمن الحرب التي يخطط لها نتنياهو على حزب الله قريباً،حيث العقل في زمن التغول والتوحش،سيقود الى دمار وخراب ومجازر اوسع،وسيدفع الثمن باهظاً ،من يستمرون في اطلاق التهديدات والحديث عن نفاذ الصبر،والأيام كشافة . الشرع سيعود للحظيرة وستكون قواته البرية ' المجاهدة ' بفتوى ' جهادية' أمريكية وعربية خليجية،كما حصل في افغانستان في زمن الوجود السوفياتي في افغانستان ووجود حكومة شيوعية هناك،حيث توجه ما يعرف بالعرب الأفغان،بتمويل خليجي ،لكي 'يجاهدوا' ضد حكومة افغانستان والوجود السوفياتي هناك،كما هو حال العشرية السوداء التي ضربت سوريا من عام 2011 وحتى عام 2021 ،حيث تكاثرت فتاوي الجهاد وجهاد ' النكاح' في سوريا،والتي كانت سبباً في وصول سوريا الى ما وصلت اليه الآن،بعد ان كان تمثل قلب العروبة النابض. السكوت الأمريكي والأوروبي الغربي والإسرائيلي عن تبييض صفحة عصابات الإيغور والشيشان والأزبكستان،ودمجهم في جيش الشرع،وتوليهم مناصب عليا فيه،هو للدور القادم في حرب برية سيكونوا رأس حربتها للإنقضاض على حزب الله مترافق ذلك بقصف جوي اسرائيلي غير مسبوق على مواقع حزب الله،وبدعم لوجستي واستخباري امريكي،وكذلك تجريك القوى والتيارات المتأمركة والمتصهينة في لبنان،التي ستخرج من 'جحورها' للمطالبة بنزع سلاح حزب الله،وتهديد توماس باراك المبعوث الأمريكي للبنان ،إما ان يتم نزع سلاح الحزب او يعود لبنان لبلاد الشام، المخطط بات جاهز. وكذلك السيطرة الأمنية الإسرائيلية على محافظات جنوب سوريا،وخلق دويلة درزية في الجنوب،للتواصل مع الدويلة الكردية في الشمال،والتي ستبتلع اجزاء من الأراضي السورية والعراقية والتركية ولاحقاً الإيرانية،وايجاد الرابط بين تلك الدويلتين من خلال ما يعرف بممر او معبر داود،عبر نفق يمتد من قاعدة التنف الأمريكية المقامة على مثلث الحدود العراقية – السورية – الأردنية،وأيضاً تدمير قدرات الجيش السوري الإستراتيجي ومنعه من بناء جيش قوي او امتلاك أسلحة استراتيجية،سيجعل سوريا ساحة مكشوفة أمام اسرائيل،لكي تهاجم ايران في المستقبل . ما يجري في قضية السويداء وحرب الجبل الثانية أن 'إسرائيل' تفعل ما يلزم ليكون المجتمع السوري مبنياً على عداوات طائفية بين مكوّناته أنهار دماء وجروح لا تندمل، ودولة فئوية لا يشعر كل السوريين أنها دولتهم، وجيش سوري ينظر إليه بعض مواطنيه أنه جيش احتلال، وينظرون الى جيش الاحتلال الإسرائيلي كصديق وضامن، وكلما نالت 'إسرائيل' أرضاً طمعت بمزيد من الأرض، وكلما نالت تنازلاً عن عنوان من عناوين السيادة طلبت عنواناً جديداً. ونتنياهو البارع في تصدير ازماته الداخلية،ولكي يحقق المزيد من الإنجازات التي تتوجه ملكاً على المنطقة،ويبقى متربعاً على عرش السياسة الإسرائيلية،وينفذ المشاريع والمخططات الإسرائيلية الإستراتيجية،فحربه على لبنان ليست بالبعيدة. فلسطين – القدس المحتلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store