
4 أماكن عامة يرتادها الناس صيفا تزيد خطر الإصابة بالعدوى
ولكن مع بهجة هذا الموسم، يأتي جانب سلبي يُغفل عنه وهو ارتفاع خطر الإصابة بالعدوى. فالطقس الدافئ وزيادة التفاعل الاجتماعي، يسهلان انتشار الجراثيم. ولهذا السبب يصبح غسل اليدين أمرا بالغ الأهمية خلال أشهر الصيف، فهي خط الدفاع الأول ضد الميكروبات التي تفسد خطط الصيف.
وتزدهر الميكروبات في الأجواء الدافئة والرطبة، وغالبا ما تقرّبنا الأنشطة التي نستمتع بها في الصيف من الأسطح ومصادر الطعام والمياه التي تساعد على انتشار الجراثيم.
وتكتب الدكتورة في علم الأحياء الدقيقة الطبية منال محمد لصحيفة إندبندنت البريطانية عن الأماكن الأكثر ازدحاما بالجراثيم وكيف تتقيها كي لا تفسد عطلتك، فما هي هذه الأماكن وكيف تحمي نفسك من الجراثيم؟
دورات المياه العامة والمراحيض المشتركة
تعتمد المهرجانات الخارجية والشواطئ ومواقع التخييم على دورات المياه العامة. ويمكن لهذه المناطق المزدحمة بكثافة أن تصبح مرتعا لتكاثر بكتيريا مثل ا لإشريكية القولونية و السالمونيلا و المكورات العنقودية الذهبية ، كما تنتشر فيروسات مثل فيروس نوروفيروس والإنفلونزا بسهولة عبر الأسطح الملوثة، حتى فيروس كورونا يمكن أن يبقى حيا في البيئات سيئة التهوية أو غير النظيفة بشكل كاف.
ويُعد غسل اليدين جيدا بعد استخدام المراحيض العامة أمرا ضروريا، وقد لا يكون معقم اليدين كافيا إذا كانت يداك متسخة كثيرا.
ومما يثير القلق أنه حتى في الأماكن التي تعد فيها النظافة أمرا بالغ الأهمية مثل المستشفيات، غالبا ما يتجاهل الناس هذه الخطوة الأساسية، حيث وجدت دراسة أجريت عام 2025 أن ما يقرب من نصف زوار المستشفيات لم يغسلوا أيديهم بعد استخدام المرحاض، وذلك رغم الإرشادات الواضحة، وإذا كان الكثير من الناس يهملون غسل اليدين في المستشفيات حيث تكون المخاطر واضحة والمرافق متاحة بسهولة، فكم عدد الأشخاص الذين يتجاهلون ذلك في الفعاليات الصيفية، حيث قد يندر توفر الماء الصابون؟
إعداد وتناول الطعام في الهواء الطلق
وتعدّ حفلات الشواء والنزهات من أساسيات الصيف، ولكنها تأتي مع جانب من المخاطر حيث تزدهر مسببات الأمراض المنقولة بالغذاء -مثل السالمونيلا والإشريكية القولونية والعصوية الشمعية والمكورات العنقودية الذهبية- في درجات الحرارة الدافئة، وحتى الفطريات -مثل الرشاشيات- يمكن أن تنمو على الطعام وتنتج سموما فطرية قد تسبب الغثيان وتلف الأعضاء أو حتى ضررا طويل الأمد عند تناولها.
وتشكل اللحوم غير المطهوة جيدا، وسوء نظافة اليدين، وترك الطعام في الشمس، عوامل قد تُحوّل بسهولة تجمعا احتفاليا إلى نوبة تسمم غذائي. لذا يجب غسل اليدين قبل التعامل مع الطعام وبعده، وخاصة اللحوم النيئة، وبعد لمس الأسطح المشتركة مثل الطاولات وأدوات الشواء وصناديق التبريد.
السباحة واللعب في الماء
ويمكن للبحيرات والأنهار وأحواض السباحة والمحيطات أن تؤوي جراثيم ضارة، كما يمكن أن تسبب طفيليات مثل الكريبتوسبوريديوم والجيارديا أمراضا معوية، وغالبا ما تكون مقاومة للكلور، كما يمكن أن تحمل رمال الشاطئ ومياه البحر بكتيريا برازية.
لذا يجب الحرص على غسل اليدين قبل الأكل أو عند لمس الوجه بعد ممارسة الأنشطة الصيفية من سباحة أو تجديف أو بناء قلاع رملية.
المخيمات والملاعب والمهرجانات
أفادت دراسة أميركية بوقوع 229 حالة تفشٍ لالتهاب المعدة والأمعاء مرتبطة بمخيمات الشباب على مدار سبع سنوات. ومن بين الأسباب الشائعة نوروفيروس والسالمونيلا والإشريكية القولونية المنتجة لسموم شيغا، وهي سلالة خطيرة للغاية من الإشريكية القولونية يمكن أن تسبب مرضا شديدا وحتى الفشل الكلوي.
وفي أحد الحوادث، مرض 20 شخصا ونقل ثلاثة منهم إلى المستشفى، بعد تناول لحم بقري طُبخ على نار المخيم بشكل غير جيد، وتعزز المراحيض المشتركة وإعداد الطعام الجماعي وترتيبات النوم الضيقة من أهمية نظافة اليدين في المخيمات.
أليس من الجيد الاتساخ قليلا؟
يعتقد بعض الناس أن ترك الأطفال يتسخون يساعد على بناء جهازهم المناعي، في حين أن التعرض المبكر للميكروبات الطبيعية من التربة أو الحيوانات أو البيئة يمكن أن يدعم نمو المناعة، غير أن هذا لا يعني تجاهل غسل اليدين بعد استخدام المرحاض أو قبل الوجبات. فترك اليدين دون غسل لا يقوي جهاز المناعة، بل يزيد من خطر الإصابة بالأمراض، ولا توجد دراسات موثوقة تظهر أن سوء النظافة مفيد.
وتعد الأيدي غير المغسولة سببا رئيسيا للعدوى التي يمكن الوقاية منها في جميع أنحاء العالم. ويشكل عدم غسل اليدين خطرا جسيما بشكل خاص للأطفال الصغار وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، ويعتبر الحفاظ على نظافة اليدين إستراتيجية بسيطة وغير مكلفة وفعالة، وتتجلى أهميتها في فصل الصيف.
لذا، سواء أكنت تمارس رياضة المشي لمسافات طويلة أم التخييم، يجب عليك غسل يديك بالصابون والماء الجاري النظيف لمدة 20 ثانية على الأقل ثم تجفيفهما جيدا، لأن الأيدي الرطبة تنشر الجراثيم بسهولة أكبر.
واستخدم معقم اليدين (60% كحول على الأقل) إذا لم يكن الصابون والماء متوفرين، واحتفظ ببعضها في حقيبتك عند عدم قدرتك على الاعتماد على المرافق العامة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 6 ساعات
- الجزيرة
المناديل المعطرة خطر يهدد بشرة طفلك الحساسة
قد تبدو المناديل المعطرة عنصرا أساسيا في قائمة مشترياتك الشهرية، خاصة إذا كان لديك طفل صغير، إذ تُستخدم كثيرا لتنظيف بشرته. وربما تعتقد أن هذا يعزز النظافة ويحميك ويحمي طفلك ومحيطك من الجراثيم، لكن ما قد لا تتوقعه هو أن لهذه المناديل آثارا سلبية قد تفوق ما تظنه، إذ يمكن أن تشكل خطرا على الصحة العامة وتؤثر سلبا على بشرتك وبشرة طفلك. لذلك، قبل أن تضع عبوة المناديل المعطرة في عربة التسوق مرة أخرى، من المهم أن تتعرف على تأثيراتها الصحية في السطور التالية. مكونات المناديل المعطرة غالبا ما تحتوي المناديل المعطرة على مزيج من المكونات التي قد تؤثر على صحة الجسم، سواء بشكل إيجابي أو سلبي. ومن أبرز هذه المكونات: العطور، والمواد الحافظة، وبعض المواد الكيميائية. ورغم أن بعض هذه المواد قد تمتلك خصائص مضادة للبكتيريا، فإن مكونات أخرى، مثل العطور والمواد الحافظة، يمكن أن تسبب تهيج الجلد أو تحسسا، خاصة لدى أصحاب البشرة الحساسة. وبحسب تقرير نشرته الغارديان، يُستخدم حاليا نحو 4 آلاف مادة كيميائية لتعطير المنتجات، لكنك لن تجد أسماء هذه المواد مدرجة على ملصقات المنتجات التي تشتريها، إذ لا تُلزم الشركات بالإفصاح عنها. ويوضح التقرير ذاته أن تركيبات العطور تعتبر "سرا تجاريا" وبالتالي تكون محمية من الإفصاح، حتى للجهات التنظيمية أو المصنّعين. بدلا من ذلك، تظهر على الملصق كلمة واحدة، هي: "عطر"، لكن ما يجب أن تدركه أنت أن رائحة واحدة مثل الفواكه أو الزهور أو المسك، قد تحتوي على ما يتراوح بين 50 و300 مادة كيميائية مختلفة. من هنا، قد تكون العطور التي تندرج تحت مكونات المناديل المعطرة مصدرا رئيسيا للتهيج وردود الفعل التحسسية، لأنها غالبا ما تحتوي على مزيج معقد من المواد الكيميائية. تقول جانيت نودلمان، مديرة السياسات في منظمة شركاء الوقاية من سرطان الثدي، والمؤسس المشارك لحملة مستحضرات التجميل الآمنة: "لا توجد أي سلطة حكومية أو عالمية تتأكد من سلامة المواد الكيميائية المستخدمة في العطور، أو تعرف حتى ما المواد الكيميائية المستخدمة". ومن بين المكونات التي قد تسبب آثارا صحية أيضا المواد الحافظة، والتي تُستخدم لمنع نمو الفطريات والخميرة والبكتيريا. ومن أبرز هذه المواد ميثيل كلورو إيزوثيازولينون، التي يعاني كثيرون من حساسية تجاهها. استُخدمت هذه المادة لأول مرة في أوروبا خلال سبعينيات القرن الماضي، وفي الولايات المتحدة في الثمانينيات. وكانت التوصية الأوروبية الأصلية تسمح بتركيز يصل إلى 30 جزءا في المليون، وهو ما تسبب في العديد من ردود الفعل التحسسية. لاحقا، جرى تعديل التوصيات لتقليل التركيز إلى 15 جزءا في المليون في المنتجات التي تُغسل، و7.5 أجزاء في المليون في مستحضرات التجميل التي تُترك على الشعر. وبحلول عام 2005، كانت بعض شركات مستحضرات التجميل تستخدم تركيزات من ميثيل كلورو إيزوثيازولينون تتراوح بين 50 و100 جزء في المليون في منتجاتها، وهو ما أدى إلى زيادة التقارير عن ردود فعل تحسسية تجاه هذه المادة، وكذلك تجاه ميثيل إيزوثيازولينون أو مزيجهما معا. ولا يزال ميثيل كلورو إيزوثيازولينون يُستخدم بكثرة اليوم في العديد من منتجات التجميل والعناية بالبشرة، ومنها المناديل المعطرة، بما في ذلك مناديل الأطفال والمناديل المخصصة للاستخدام المنزلي. ويمكن أن تتسبب هذه المكونات في الإصابة بالتهاب الجلد التماسي التحسسي لدى بعض الأشخاص، وهو رد فعل مناعي يحدث عند من لديهم حساسية مفرطة تجاه مواد كيميائية معينة. وفي هذه الحالة، قد لا تظهر أعراض الالتهاب إلا بعد مرور 24 إلى 36 ساعة من ملامسة المادة المسببة للحساسية، نظرا لأن الاستجابة المناعية للجسم تستغرق وقتا لتتطور. وتشمل الأعراض الشائعة احمرار الجلد وظهور بثور وحكة شديدة، وفي الحالات المزمنة يصبح الجلد سميكا وجافا ومتقشرا. خطر صامت قد تتجاوز المخاطر مجرد ردود الفعل التحسسية أو احمرار الجلد والتهابه، إذ يمكن أن تكون أكثر خطورة. ومن بين الأسباب المحتملة لذلك البارابينات، وهي مجموعة من المواد الحافظة الصناعية التي تُستخدم على نطاق واسع في مستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية لمنع نمو البكتيريا والفطريات. ورغم فعاليتها في إطالة مدة صلاحية المنتجات، فإن هناك مخاوف متزايدة بشأن آثارها الصحية المحتملة. وتشير الدراسات إلى أن البارابينات قد تُحدث خللا في وظائف الهرمونات، ما قد يسهم في مشكلات مثل اضطرابات الإنجاب وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان. وقد تم بالفعل اكتشاف آثار لهذه المادة في عينات من أنسجة مريضات سرطان الثدي، الأمر الذي يثير احتمالية وجود صلة بين البارابينات والإصابة بالسرطان. كذلك، أفادت دراسة أجرتها منظمة شركاء الوقاية من سرطان الثدي عام 2018، اختبرت نحو 140 منتجا من منتجات العناية الشخصية لبعض العلامات التجارية، أن 3 أرباع المواد الكيميائية السامة التي تم اكتشافها، خلال الاختبار، جاءت من "العطور". وقد ارتبطت المواد الكيميائية التي تم تحديدها بمشاكل صحية مزمنة، بما في ذلك الإصابة بالسرطان والعيوب الخلقية واضطرابات الهرمونات وغيرها من الآثار الصحية الضارة. البدائل الآمنة لتنظيف اليدين، يبقى الخيار الأمثل دائما هو الصابون والماء. اختر صابونا خاليا من العطور والمواد الكيميائية القاسية، واستخدم ماء دافئا، مع غسل اليدين لمدة لا تقل عن 20 ثانية. ويمكنك أيضا استخدام قطعة قماش أو منشفة قطنية مبللة بالماء الدافئ لتنظيف يديك أو يدي طفلك، ثم تجفيفهما بمنشفة نظيفة. ولإضافة رائحة لطيفة، يمكن وضع قطرة من زيت اللافندر الطبيعي، مع تجنب استخدامه للأطفال أو على الجروح من دون استشارة الطبيب. أما في حال عدم توفر الماء والصابون، فيمكن اللجوء إلى معقم اليدين الذي يحتوي على كحول إيثيلي بنسبة 60-70%. ولتنظيف الوجه، يكفي استخدام ماء دافئ مع قطعة قماش ناعمة لمسح الوجه بلطف، ويمكن إضافة ماء ورد طبيعي لترطيب البشرة ومنحها رائحة عطرة. وفي حال كانت بشرة طفلك جافة، يُفضل وضع مرهم أو لوشن فقط على المناطق الجافة، مع تجنب تماما استخدام منتجات العناية بالبشرة المعطرة.


الجزيرة
منذ 16 ساعات
- الجزيرة
مجوعون منهكون.. أطباء بغزة يعيشون على محاليل لإنقاذ المصابين
في أروقة مستشفى العيون بمدينة غزة، تمتزج أصوات الأجهزة الطبية وصفير أجهزة المراقبة داخل غرف العمليات مع أنفاس أطباء منهكين يعملون في سباق مع الزمن لإنقاذ المصابين. على وجوه الأطباء ترتسم ملامح إرهاق شديد، ناتج عن التجويع الإسرائيلي الممنهج والحصار الخانق المفروض على قطاع غزة، ضمن حرب إبادة جماعية تشنها تل أبيب منذ 22 شهرا. ويواصل الأطباء العمل لساعات طويلة داخل غرف العمليات، مدفوعين بواجبهم الإنساني، تحت وطأة حصار حوّل رغيف الخبز إلى وجبة نادرة، وجعل السكر والبروتينات أغلى من الذهب، بحسب ما قاله أطباء للأناضول. ومؤخرا، حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن ثلث سكان غزة (من أصل نحو 2.4 مليون فلسطيني) لم يأكلوا منذ أيام عدة. ووصف الوضع الإنساني بأنه غير مسبوق في مستويات الجوع واليأس. فيما تؤكد الأمم المتحدة أن غزة بحاجة إلى مئات شاحنات المساعدات الإنسانية يوميا لإنهاء المجاعة التي تعانيها جراء الحصار والإبادة الجماعية. وترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و430 شهيدا فلسطينيا و153 ألفا و213 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 217 شخصا، بينهم 100 طفل حتى الأحد. وفي الثاني من مارس/آذار الماضي أغلقت إسرائيل معابر غزة أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، بينما تتكدس على حدودها آلاف الشاحنات؛ مما تسبب بتفشي مجاعة بلغت مستويات كارثية. محمد الطيب (33 عاما)، أخصائي طب وجراحة العيون، قال للأناضول إنه يعمل منذ 7 سنوات. لكن العامين الأخيرين كانا الأصعب، لا سيما منذ مارس الماضي، حيث عاش الطيب وزملاؤه تجويعا ممنهجا طال كل مواطني غزة. وأضاف: نعمل بشكل مضاعف بسبب استهداف منتظري المساعدات، في إشارة إلى إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على فلسطينيين أثناء انتظارهم مساعدات إنسانية شحيحة. والأحد، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن مستشفيات استقبلت 35 قتيلا و304 جرحى من منتظري المساعدات خلال 24 ساعة، ما رفع الإجمالي إلى 1778 قتيلا و12 ألفا و894 جريحا منذ 27 مايو/أيار الماضي. وتابع الطيب: رواتبنا تصل كل شهرين أو ثلاثة كسلفة بالكاد تغطي سعر الطحين. وأفاد بأن العمليات الجراحية تضاعفت من عملية واحدة شهريا قبل الحرب إلى ثلاث يوميا الآن، معظمها تستغرق من ساعة إلى 3 ساعات. ومع وجبة طعام واحدة في اليوم، قال الطيب: خسرت 10 كيلوغرامات منذ مارس/آذار الماضي. وأردف: أذهب للمستشفى سيرا على الأقدام عدة كيلومترات، ولا أجد سكرا أو بروتينات، حتى النساء الحوامل والأطفال محرومون من الغذاء اللازم. مدير مستشفى العيون عبد السلام صبّاح قال للأناضول إن الواقع صعب ومرير بالنسبة للطواقم الطبية والإدارية على حد سواء. وتابع: الأطباء يسقطون مغشيا عليهم في غرف العمليات بسبب الإرهاق ونقص الغذاء، ونعطيهم محاليل وريدية (سوائل طبية) ليستمروا في عملهم. ومضى قائلا إن أغلب الموظفين يأتون للعمل وبطونهم فارغة، ولا يتلقون سوى وجبة واحدة في اليوم. فيما قال رئيس قسم التخدير بالمستشفى منذ 25 عاما الطبيب إياد أبو كرش: إن العمل مع سوء التغذية وقلة الطعام أدى إلى إرهاق شديد للطواقم، خاصة مع مضاعفة ساعات العمل على مدار الساعة. وزاد أبو كرش للأناضول أن طبيعة العمليات الدقيقة، التي تتعلق بإنقاذ البصر أو الحياة، تتطلب تركيزا عاليا وطاقة كبيرة، لكن وجبتنا متواضعة. نشعر بإجهاد شديد ودوخة وصداع أثناء العمل، هكذا بدأت الطبيبة مها ضبان حديثها عن تأثير نقص الغذاء على صحتهم وأدائهم. وتابعت ضبان: كما أن ضربات القلب أصبحت أسرع، وفقدت 8 كيلوغرامات من وزني، والحصار حرمنا من الفيتامينات والبروتينات. أجسادنا تحتاج لتغذية، وبدونها لن أستطيع أن أقدم نفس الطاقة في إنقاذ المرضى، كما ختمت الطبيبة الفلسطينية.


الجزيرة
منذ 20 ساعات
- الجزيرة
أستراليا تتهم نتنياهو بإنكار معاناة غزة ودعوات أممية لتحرك عاجل
قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز إن نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "في حالة إنكار" للوضع الإنساني في قطاع غزة ، وذلك بعد يوم من إعلانه أن أستراليا ستعترف بدولة فلسطين، في حين دعا مسؤولون إنسانيون بالأمم المتحدة إلى تحرك عاجل بعد أن أعلنت السلطات الصحية في غزة استشهاد أكثر من 100 طفل جراء سوء التغذية بغزة. وقال ألبانيز أمس الاثنين إن أستراليا ستعترف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل، في خطوة تضاف إلى الضغوط الدولية على إسرائيل بعد إعلانات مماثلة من فرنسا وبريطانيا وكندا. وأوضح ألبانيز أن تردد حكومة نتنياهو في الاستماع إلى حلفائها ساهم في قرار أستراليا اعتزامها الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وأضاف في مقابلة مع قناة "إيه بي سي" الأسترالية الرسمية معلقا على اتصال مع نتنياهو يوم الخميس "لقد كرر لي مرة أخرى ما قاله علنا أيضا، وهو الإنكار للعواقب التي تحدث للأبرياء". من جانب آخر، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن شركاءه الإغاثيين في غزة وصفوا تجاوز حصيلة الشهداء بين الأطفال حاجز الـ100 بأنه "محطة مدمرة تخجل العالم وتستدعي تحركا عاجلا طال انتظاره". وذكر برنامج الأغذية العالمي أن أكثر من 300 ألف طفل ما زالوا في خطر شديد، وأن أكثر من ثلث سكان غزة أفادوا بعدم تناول الطعام لأيام متتالية. وأوضح أن تلبية الاحتياجات الأساسية من المساعدات الغذائية في غزة تتطلب أكثر من 62 ألف طن شهريا، لكن حتى الآن لم يسمح بإدخال كميات كافية تضمن بقاء نحو مليوني إنسان على قيد الحياة. وأضاف مكتب أوتشا أن الأمم المتحدة وشركاءها تمكنوا الأحد من جمع بعض المواد الغذائية والوقود والإمدادات، بما في ذلك مستلزمات النظافة، من معبر كرم أبو سالم ، إلا أن الشحنات أفرغت قبل وصول الشاحنات إلى وجهتها. وأشار المكتب إلى أن السلطات الإسرائيلية تسمح بمتوسط يقارب 150 ألف لتر يوميا من الوقود، وهو ما يبقى أقل بكثير من الحد الأدنى اللازم لاستمرار العمليات المنقذة للحياة. 1334 شاحنة وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس الاثنين، أن إجمالي المساعدات التي دخلت القطاع خلال 15 يوما، بلغت 1334 شاحنة فقط من أصل 9 آلاف شاحنة مطلوبة، أي ما يعادل نحو 14% من الاحتياجات الفعلية. إعلان وأكد المكتب الحكومي أن معظم الشاحنات التي تدخل القطاع تتعرض للنهب والسطو في ظل فوضى أمنية متعمدة تصنعها إسرائيل. ولفت إلى أن قطاع غزة يحتاج يوميا إلى أكثر من 600 شاحنة مساعدات مختلفة لتلبية الحد الأدنى من احتياجات سكان غزة، وسط انهيار شبه كامل للبنية التحتية بفعل الحرب والإبادة المستمرة. وأفاد الدفاع المدني الفلسطيني بأن أكثر من نصف سيارات الإسعاف في غزة توقفت عن العمل بسبب نقص الوقود وقطع الغيار. في حين حذرت منظمة الأغذية والزراعة الأسبوع الماضي من أن 1.5% فقط من الأراضي الزراعية في غزة لا تزال متاحة وسليمة، في إشارة إلى انهيار شبه كامل للنظام الغذائي المحلي. ومنذ الثاني من مارس/آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة مرور أي مساعدات إنسانية، مما أدخل القطاع في حالة مجاعة. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، خلفت أكثر من 61 ألف شهيد ونحو 153 ألف مصاب، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.