
هل يستطيع ماسك نقل إمبراطوريته التكنولوجية إلى الصين؟
بدأ الخلاف بين ترمب وماسك بسبب سياسات الضرائب والإنفاق، وازداد حدة بعد تهديد ماسك بتأسيس حزب سياسي منافس، وفقا لـ "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
هذا الأمر دفع ترمب للرد عليه في مواقع التواصل، متهما إياه بأنه أكثر من حصل على دعم مالي حكومي في التاريخ. وأن إمبراطوريته جمعت 38 مليار دولار من العقود والاعتمادات الضريبية والقروض الفيدرالية، وفقا لـ "واشنطن بوست"، مضيفا "من دون هذه الإعانات، ربما كان على ماسك أن يغلق أعماله ويعود إلى جنوب إفريقيا".
الاحتمال الذي يثيره بعض المحللين، بأن يلجأ ماسك إلى نقل بعض عمليات البحث والتطوير أو التصنيع إلى الصين، أثار قلق الأوساط السياسية والأمنية الأمريكية، فبينما قد يكون من الممكن نقل أعمال "تسلا للسيارات الكهربائية"، خاصة وأن لديها مصنعا في شنغهاي، فإن نقل مشاريع مثل "سبيس إكس"، التي تعتبر جزءا من منظومة الأمن القومي الأمريكي، غير وارد بسبب ضوابط التصدير وحساسية التكنولوجيا.
الباحث من معهد كوينسي دينيس سيمون قال "إذا تصاعدت التوترات بين ماسك وترمب - لا سيما بشأن قضايا مثل التنظيم والدعم والرقابة والضرائب - فمن المحتمل أن ينقل ماسك مزيد من قدرات البحث والتطوير أو التصنيع إلى الخارج، قد تصبح الصين، بسلاسل توريدها وبنيتها التحتية المتقدمة، وجهة مفضلة".
سيمون أضاف أن الصين تمتلك سلسلة توريد للسيارات الكهربائية، وحوافز سياسية، وقاعدة مستهلكين تفضل تسلا، لكن نقل الملكية الفكرية بالكامل إلى الصين من شأنه أن يُثير رد فعل سياسي عنيف في أمريكا، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بتكنولوجيا خاصة.
ساهمت تسلا بالفعل في تحفيز نمو قطاع السيارات الكهربائية الصيني، لكنها تواجه منافسة قوية من شركات مثل "بي واي دي" و"إكس بينغ"، ما أدى إلى انخفاض حصتها السوقية في الصين من 16% عام 2020 إلى 6% خلال 2024.
أستاذة الجغرافيا بجامعة فاسار تشو يو، ترى أن بكين سبقت واشنطن في تقنيات السيارات الكهربائية، مضيفة أن نقل أنشطة البحث والتطوير إلى الصين سيكون أمرا صعبا، لذلك من المرجح أن يوسع ماسك عملياته الحالية هناك بدلا من نقلها بالكامل، مع ذلك فإن بيئة أعمال السيارات الكهربائية في الصين ناضجة بالفعل، لذا فإن قدرة ماسك على إحداث تغيير كبير ستكون محدودة
يذكر أن ماسك شخصية مثيرة للجدل داخل الصين نفسها. فبينما يرحب به البعض على وسائل التواصل الاجتماعي معتبرين أنه "موهبة مبتكرة"، يحذر آخرون من أنه "شخص لا يمكن الوثوق به بسهولة". تشو ترى أن الصين قد تتودد لماسك "لإظهار أنها بيئة مستقرة للابتكار"، لكنها لا تعول عليه كثيرا.
في المقابل يحذر سيمون من أن الصين قد تتدخل إذا انحرفت أعمال ماسك عن السياسات الرسمية، قائلا "قد تجمد السلطات أصوله أو تقيد عملياته أو تستولي على ملكيته الفكرية"، مشيرا إلى أن بكين قد تستغل توتراته مع الإدارة الأمريكية لترويج رواية مفادها أن الصين البيئة الأنسب للابتكار مقارنة في أمريكا.
في ختام المشهد، تبقى فكرة ترحيل ماسك، الحاصل على الجنسية الكندية، غير واقعية على المستوى القانوني والسياسي، لكن استمرار المواجهة بينه وبين ترمب قد يترك أثرا أعمق في خارطة الابتكار العالمي وفي علاقة وادي السيليكون بالسياسة الأمريكية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاقتصادية
منذ 13 دقائق
- الاقتصادية
بسبب الرسوم الجمركية .. شركات أمريكية تقلص خطط الاستثمار في الصين
جمدت نسبة قياسية من الشركات الأمريكية خطط الاستثمار في الصين إثر تدهور العلاقات التجارية بين البلدين في وقت سابق من العام الجاري، بحسب استطلاع حديث. أقل من نصف الشركات التي شملها استطلاع مجلس الأعمال الأميركي الصيني بين شهري مارس ومايو قالت إنها تعتزم الاستثمار في الصين خلال 2025، انخفاضا من 80% في العام الماضي، وهو أدنى مستوى مسجل منذ أن بدأ المجلس إجراء الاستطلاع في 2006، بحسب التقرير الصادر أمس. تأثير الحرب التجارية رغم أن الاستطلاع السنوي أجري قبل الهدوء النسبي في التوترات التجارية بين أمريكا والصين عقب محادثاتهما الثنائية في لندن الشهر الماضي، عكس هذا التراجع الكبير في الثقة الأثر الضار للحرب التجارية على الاستثمارات في ثاني أكبر اقتصاد في العالم. قال كايل سوليفان نائب رئيس قسم الخدمات الاستشارية في مجلس الأعمال الأمريكي الصيني، في إفادة إن الشركات تتبني حاليا "نهج الانتظار والترقب" في "مسعى لاجتياز مرحلة عدم اليقين في السياسات التجارية". يشمل الاستطلاع شركات كبيرة متعددة الجنسيات مقرها أمريكا، ويمثل أكثر من 40% من المشاركين شركات حققت إيرادات لا تقل عن مليار دولار في الصين خلال العام الماضي. استثمرت الشركات الأمريكية بكثافة في قطاع التصنيع داخل الصين على مدى العقود القليلة الماضية، مستفيدة من تكلفة العمالة المنخفضة نسبيا والمستهلكين الصينيين متزايدي الثراء. لكن الحواجز التجارية المتزايدة وتباطؤ نمو الاقتصاد الصيني دفع الشركات إلى إعادة تقييم وجودها هناك. الرسوم الانتقامية مصدر قلق رغم أن الصين لا تزال مركز جذب للتصنيع والابتكار، أشار 75% من المشاركين إلى أن الرسوم الجمركية الانتقامية التي فرضتها الصين هي مصدر القلق الأكبر من حيث التكاليف، نظراً لاعتمادهم في الغالب على مدخلات الإنتاج الآتية من الولايات المتحدة. نسبة قياسية من الشركات تبلغ 27% قالت إنها نقلت جزءاً من عملياتها خارج الصين، أو تخطط لذلك، وهي النسبة الأعلى منذ 2016 على الأقل. شهدت العلاقات بين بكين وواشنطن انفراجة بعد اتفاق الجانبين على السماح بتصدير تقنيات مهمة، وهو ما أسهم في انحسار تراجع الصادرات الصينية إلى واشنطن خلال يونيو الماضي. مع ذلك، انخفضت الشحنات إلى أمريكا 24% في الربع الثاني، مقارنة مع زيادة تتجاوز 6% في صادرات الصين الإجمالية، وفقا للبيانات الرسمية. الاستطلاع أعطى لمحة أيضا عن طرق تعامل الشركات الأمريكية مع الرسوم الجمركية، في حين كان الأسلوب الأكثر شيوعا هو الحصول على الإمدادات من أسواق بديلة، اتجه ثلث الشركات لإعادة التفاوض على الأسعار مع الموردين، بينما حمّلت نسبة مماثلة التكاليف الإضافية على عملائها. أبرز النتائج الأخرى : أفادت 32% من الشركات بخسارة حصتها السوقية في الصين خلال السنوات الثلاث الماضية، في حين أعرب 70% عن القلق من خسارة الحصة السوقية خلال السنوات الخمس المقبلة. نحو 40% من الشركات قالت إن سياسات الرقابة على الصادرات الأمريكية كان لها تأثير سلبي، مشيرة إلى خسارة في المبيعات وانقطاع العلاقات مع العملاء وتضرر السمعة في السوق الصينية. ارتفعت نسبة الشركات التي أبلغت عن تأثرها بفائض الطاقة الإنتاجية إلى 42% خلال العام الماضي، مقارنة مع 25% في العام الماضي. أكثر من 80% من المشاركين قالوا إن السياسات الصناعية الصينية تدعم الشركات المحلية التي كانت غير قادرة على المنافسة في السابق، كما أفاد نحو 60% بأن هذه السياسات تجذب العملاء الصينيين إلى المنتجات المحلية.


أرقام
منذ 21 دقائق
- أرقام
ارتفاع المؤشرات الصينية مدعومةً بأسهم السيارات والتكنولوجيا
ارتفعت مؤشرات الأسهم المدرجة في الصين عند نهاية تعاملات الخميس، مدعومةً بالدعم التنظيمي لقطاع السيارات وتجدد التفاؤل في أداء شركات الذكاء الاصطناعي. وارتفع مؤشر "سي إس آي 300" بنسبة 0.7% عند 4034 نقطة، صعد "شنتشن المركب" بنسبة 1.2% عند 2146 نقطة، وزاد "شنغهاي المركب" 0.35% عند 3516 نقطة. بينما استقرت العملة الأمريكية أمام نظيرتها الصينية عند 7.1777 يوان، في تمام الساعة 12:08 مساء بتوقيت مكة المكرمة. وارتفعت أسهم شركات السيارات بنسبة 1.7%، مدعومة بتعهد السلطات بتخفيف حدة المنافسة وحروب الأسعار المتزايدة في سوق السيارات الكهربائية، بحسب "رويترز". يأتي هذا بعدما أوصى محللو "سيتي" المستثمرين بزيادة وزن الأسهم الصينية في محافظهم، مستندين إلى تحسّن نسبي في توقعات الأرباح، والتقييمات المعقولة للشركات، ومواضيع هيكلية تشمل الذكاء الاصطناعي وإصلاحات الحوكمة المؤسسية.


العربية
منذ 43 دقائق
- العربية
"هواوي" تتصدّر سوق الهواتف الذكية في الصين متجاوزة "أبل" لأول مرة منذ 4 سنوات
تصدّرت شركة "هواوي" التكنولوجية سوق الهواتف الذكية في الصين خلال الربع الثاني من العام، للمرة الأولى منذ أكثر من أربع سنوات، متجاوزة شركة "أبل" الأميركية ومنافسيها المحليين مثل "شاومي"، بحسب شركة "آي دي سي" الأميركية. وذكر تقرير لـ"آي دي سي" أن "هواوي" سلّمت 12.5 مليون هاتف في الصين خلال هذا الربع، ما يعادل حصة سوقية بـ18.1%. مبيعات آيفون في الصين ترتفع لأول مرة منذ عامين ويأتي انتعاش "هواوي" في الصين بعد أن واجهت الشركة سلسلة من القيود على الصادرات فرضتها الولايات المتحدة، وحظرا في الدول الغربية، وتحقيقا في قضية فساد في بلجيكا، وفقًا لوكالة فرانس برس (أ ف ب). اقرأ أيضاً بعد ستة أرباع من النمو، انكمشت السوق الصينية بنسبة 4% على أساس سنوي، إذ بلغ إجمالي الأجهزة في السوق 69 مليونا. وقال كبير المحللين في "آي دي سي" آرثر غو "رغم الهدنة التجارية الأخيرة بين الولايات المتحدة والصين، لا يزال الوضع الاقتصادي العالمي يواجه تحديات مستمرة، في ظل بقاء ثقة المستهلكين ضعيفة". وأضاف "يشير هذا الوضع إلى أنه من غير المرجح حدوث زيادة كبيرة في الطلب على الهواتف الذكية على المدى القريب، وسيتعين على السوق التكيف مع بيئة أكثر تعقيدا في النصف الثاني من العام". وبحسب الأرقام الرسمية، شهد الاقتصاد الصيني نموّا بنسبة 5.2% في الربع الثاني، على الرغم من المواجهة التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. أصبحت شركة "هواوي" محور صراع عنيف بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم بعد أن أشارت واشنطن إلى أن بكين قد تستخدم معداتها للتجسس، وهو ما تنفيه الشركة. ومنذ العام 2019، أدت العقوبات إلى الحد من قدرة الشركة على الوصول إلى التقنيات المصنعة في الولايات المتحدة، مما أجبرها على ابتكار مكوناتها الخاصة. تعاني شركة "أبل" انخفاضا في مبيعات هواتف "آي فون" في الصين، وفي العام الماضي فقدت مكانتها كأكثر ماركة مبيعا للهواتف الذكية في البلاد أمام منافسين محليين. وفي تقرير "آي دي سي"، احتلت "أبل" المرتبة الخامسة في القائمة، محتفظة بحصة 13.9% من سوق الهواتف الذكية في الصين.