
غطاء أم التفاف.. لماذا أنشأ الحو. ثيـ،ون هيئة جديدة لإدارة موانئ الحديدة؟
وفي هذا الصدد، قال وكيل وزارة الإعلام لدى الحكومة الشرعية، أسامة الشرمي، في تصريحات لـ"إرم نيوز" إن ميليشيا الحوثي تريد استثمار أعمالها الإرهابية، كمورد دائم للجبايات في ممرات الملاحة الدولية.
وأنشأ الحوثيون السبت الماضي، "الهيئة العامة لإدارة المنطقة الاقتصادية والتنموية بالصليف ورأس عيسى" في محافظة الحديدة الإستراتيجية، وفق قرار رئيس "المجلس السياسي الأعلى" التابع للميليشيا، مهدي المشاط.
ورغم عدم إشارة القرار إلى أيّ تفاصيل بشأن الهيئة الجديدة، وطبيعة دورها وصلاحياتها، فإنه يشمل ميناءين مهمين في محافظة الحديدة الساحلية، على مقربة من خطوط الملاحة الدولية في مياه البحر الأحمر؛ ما قد يجعله قرارًا محوريًّا في أي حسابات عسكرية أو تجارية.
استثمار الهجمات
وأكد الشرمي، أن ميليشيا الحوثي تحاول استثمار أعمالها الإرهابية التي قامت بها خلال المرحلة الماضية، "من خلال تحويلها إلى مورد دائم للجبايات التي تفرضها على ممرات الملاحة الدولية في البحر الأحمر، عبر نهب السفن وفرض رسوم مقابل مرورها بسلام، وذلك بحجة إدارة المنطقة الاقتصادية".
وقال إن الحوثيين يسعون للاستفادة من ذلك كمورد اقتصادي طويل الأمد، حتى بعد انتهاء العمليات في قطاع غزة، خصوصًا مع اقتراب جهود المجتمع الدولي من إنجاز اتفاق للتهدئة أو إنهاء الحرب فيها.
وأشار الشرمي إلى أنه لم يعد لدى الميليشيا ما تهدد به المجتمع الدولي، في ظل تزايد عمليات ضبط شحنات الأسلحة المهرّبة القادمة إليها من إيران، وحجم الخسائر التي أوقعتها الغارات الأمريكية في قدراتها العسكرية خلال الفترة الماضية.
وشدد على أن هذا "الأمر الذي يجعلها تحاول الاستعانة بالاتفاقيات الدولية التي هي ليست جزءًا منها، ولا يحق لها تحت أي ظرف من الظروف أن تتخذها مستندًا قانونيًّا لصالحها".
وذكر المسؤول اليمني، أن قرار إنشاء الهيئة الجديدة، "يدخل في اشتباك واضح مع اتفاق ستوكهولم الذي ترعاه الأمم المتحدة، والذي ينص على إدارة مدنية لموانئ الحديدة، ويمنع ميليشيا الحوثي من التدخل فيها وفي مواردها".
غطاء اقتصادي
ورأى خبير الشؤون العسكرية والإستراتيجية، الدكتور علي الذهب، من جهته، أن قرار الحوثيين إنشاء هيئة لإدارة المنطقة الاقتصادية بالصليف ورأس عيسى بالحديدة، "قد يمثّل غطاءً اقتصاديًّا عنوانه مدني لنشاط عسكري، وبالتالي أيّ استهداف له قد يَلقى استهجانًا دوليًّا وإقليميًّا، ويمكّن الحوثيين من حجة المرافعة بشأنه، ومحاولة المعاملة بالمثل".
ولا يستبعد الذهب في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن يكون الأمر مجرد ادعاء إعلامي "بهدف التفاخر، لأن الحوثيين لا يملكون في سياق الإنجاز الاقتصادي والتجاري والاجتماعي ما يعود بمردود على المجتمع في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، ولذلك يصدرون عناوين فضفاضة لمشاريع وقوانين وانتصارات وهمية".
وأشار إلى سيناريو تجاري، يحاول الحوثيون من خلاله استقطاب الشركات الأجنبية من غير الأمريكية أو البريطانية. وبحسبه فإن هذا الجانب "يأتي في إطار التنافس، لكن لا أعتقد أن أيّ شركة أجنبية، آسيوية مثلًا أو شرق آسيوية أو غيرهما، يمكنها أن تغامر بالاستثمار في بيئة حرب مستمرة".
تحايل على الضغوط
في المقابل، ذكر الخبير الاقتصادي، محمد الجماعي، أن القرار لا يمكن فصله عن المسار المتراكم لدى الحوثيين، المتمثل في إعادة بناء واجهة منفصلة عن مؤسسات الدولة؛ إذ تحرص الميليشيا منذ أول أيام انقلابها على خلق مؤسسات بديلة.
وقال الجماعي لـ"إرم نيوز"، إن توجه الحوثيين، يأتي متزامنًا هذه المرة مع حاجتهم لمواجهة الضغوط الدولية من خلال التمويه والالتفاف على العقوبات الأمريكية المفروضة مؤخرًا، على شبكات حوثية إيرانية لتهريب النفط وتمويل الميليشيا عبر موانئ الحديدة، "ما يعني أنها مجرد محاولة لخلق مظلة أو مسميات جديدة للتعامل الخارجي".
وأوضح أن الميليشيا "تسعى إلى فرض أمر واقع من خلال إيجاد مجال حيوي آخر، وقد تقوم بنقل مركز الثقل التجاري من ميناء الحديدة الذي أصبحت السفن الواردة إليه، خاضعة لإجراءات مشددة من قبل آلية التفتيش الأممي، بعد عمليات القرصنة الحوثية الأخيرة".
وأكد أن مصير الهيئة الجديدة هو الفشل، "لأنه ما من جهة رسمية يمكن أن ينطلي عليها ذلك، فالجميع تحت رقابة أمريكا والمجتمع الدولي، إلا إنْ كانت واشنطن خلف خطوة الحوثيين هذه".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
مصدر يوثق عمليات تفريغ مشبوهة للسفن في ميناء الحديدة
أخبار وتقارير (الأول)خاص: رصد مصدر مطلع، قيام مليشيا الحوثي بإخراج جميع عمال ميناء الحديدة عند منتصف ليل الأحد 27 يوليو، تحت إشراف ضباط ما يسمى جهاز الأمن والاستخبارات التابع للمليشيا، وذلك تمهيدًا لتفريغ سفينة تحمل اسم "JI ZHE 2" وترفع علم بنما، تديرها شركة Guangxi Hongxiang Shipping Co Ltd، وسط غموض تام حول محتويات شحناتها. دخلت السفينة الميناء في وقت مبكر من فجر الأحد 27 يوليو، حيث رست على الرصيف رقم 8، وبدأت فورًا إنزال حاويات إلى شاحنات مجهولة المصدر، حيث استمرت عمليات التفريغ حتى 2 أغسطس، وتم إنزال ما بين 160 إلى 180 حاوية تم نقلها عبر مسارات إلى صنعاء، حجة وذمار في ظروف غامضة. وأظهرت معلومات استخباراتية لاحقة صدرت في 2 أغسطس، قيام جهاز مكافحة الإرهاب بإبلاغ النائب العام بوجود معدات وأجهزة طائرات مسيرة وأجهزة تحكم متطورة وأسلحة داخل 5 حاويات على متن السفينة ذاتها التي رست أيضا في ميناء الحاويات بعدن، ما يؤكد التورط في تهريب مواد عسكرية للمليشيا. سجلت الوثائق أن السفينة ذاتها كانت قد دخلت ميناء الحديدة في 11 مايو قادمة من خليج تاجوراء، محملة بقطع غيار سيارات ومحركات زراعية وشاحنات كبيرة نُقلت إلى محافظات تحت سيطرة الحوثيين دون إجراءات رقابية واضحة، وبمشاركة جهات رسمية مرتبطة بالأمم المتحدة عبر آلية UNVIM وUNOPS. ولفتت مصادر إلى أن الشاحنات المستخدمة في نقل الحاويات كانت تتبع وزارة دفاع الحوثيين، ويحرسها أفراد من الأمن والاستخبارات يرتدون زيًا مدنيًا ويحملون أرقامًا مدنية وهمية، ما يعكس شبكة ممنهجة لتمويه النشاطات غير القانونية في الميناء. هذا وتتابع جهات حقوقية بقلق استمرار عمل سفن مماثلة تنقل شحنات مشبوهة عبر موانئ الحديدة، رغم الشكوك المتزايدة حول فعالية آليات الأمم المتحدة في مراقبة هذه العمليات، مما يثير تساؤلات حول مدى قدرة هذه الآليات على منع تهريب الأسلحة والمعدات العسكرية لمليشيا الحوثي الإرهابية.


اليمن الآن
منذ 3 ساعات
- اليمن الآن
لجنة دولية توصي بتصنيف الحوثي «كيانا مثيرا للقلق»
أوصت اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية (USCIRF) بتصنيف مليشيات الحوثي، كـ"كيان مثير للقلق بشكل خاص (EPC)" لانتهاكها حرية الدين. حثّت اللجنة، وهي وكالة تشريعية مستقلة أنشأها الكونغرس الأمريكي لرصد الحريات الدينية في الخارج، في تقرير حديث، وزارة الخارجية الأمريكية على تصنيف الميليشيات كـ"كيان مثير للقلق بشكل خاص"، وذلك إثر تورط الحوثيين في انتهاكات جسيمة للحريات الدينية التي تمس الأقليات المسلمة واليهودية والمسيحية شمال اليمن. وبحسب التقرير، فقد استمرت ميليشيات الحوثي في ارتكاب انتهاكات جسيمة ومنهجية لحرية الدين أو المعتقد، حيث "صعّدت الجماعة، في أعقاب هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، من انتهاكاتها الصارخة للحرية الدينية، التي طالت عددًا من الأقليات في مناطق سيطرتها، بما في ذلك البهائيون، والمسيحيون، واليهود، والمسلمون الأحمديون، وحتى النساء والفتيات اليمنيات، وكل من يعارضون التفسير الأحادي للجماعة للإسلام". تهديد التنوع الديني وكانت ميليشيات الحوثي قد نفّذت في يناير/ كانون الثاني 2024 حملة اعتقالات جماعية استهدفت الطائفة الأحمدية، بمن فيهم زعيم الطائفة، قبل أن تطلق سراح المعتقلين في أبريل/ نيسان من العام نفسه، وذلك بعد أن أخضعتهم للتلقين القسري وإجبارهم على التخلي عن معتقداتهم. وفي مايو/ أيار 2023، اختطفت ميليشيات الحوثي 17 عضوًا من الطائفة البهائية، فيما واصلت مضايقة واحتجاز وتعذيب المسيحيين اليمنيين، لا سيّما المتحولين عن الإسلام. وأكد التقرير أن ميليشيات الحوثي لا تزال تخفي "سجين الرأي اليهودي ليبي مرحبي"، رغم صدور أمر قضائي بالإفراج عنه. وأشار التقرير إلى أن ميليشيات الحوثي "تفرض بشكل ممنهج أفكارها المذهبية والطائفية، وتروّج لأيديولوجيتها الدينية عبر مختلف القطاعات، بما في ذلك التعليم، والجيش، ومراكز الاحتجاز، والقضاء، فضلًا عن قنوات الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي"، وهو ما "يقيّد بشدة الحرية الدينية في بلدٍ له تاريخ طويل من التنوّع الديني يمتد لآلاف السنين، وهو التنوع الذي يواجه خطر الانقراض شبه الكامل في مناطق سيطرة الحوثيين". تلقين قسري وأوضح التقرير أن الحوثيين يستخدمون أسلوب التلقين الديني القسري لفرض أفكارهم وتفسيراتهم للدين على طلاب المدارس والمحتجزين في سجونهم من أفراد الأقليات الأخرى، حيث "يجبرونهم على حضور دورات ثقافية لتعلّم ملازم حسين الحوثي، مؤسس الجماعة، كما يسيئون معاملة المعتقلين من الأقليات في مراكز الاحتجاز بشكلٍ انتقائي بسبب هويتهم الدينية". ونوّه التقرير إلى أن ميليشيات الحوثي "تفرض قيودًا على حركة النساء والفتيات وفق تفسيراتها الدينية، حيث تشترط عليهن السفر برفقة رجل محرم، وتشمل هذه القيود حتى غير المسلمات والعاملات الأجنبيات في مجال الإغاثة. كما تواجه النساء قيودًا إضافية في مناطق سيطرة الجماعة، منها عوائق في الحصول على الرعاية الصحية، والاستبعاد من الأماكن العامة، بالإضافة إلى إغلاق المحال التجارية المخصصة للنساء فقط بالقوة، بحجة حماية الهوية الإسلامية للبلاد". وأشار التقرير إلى أن الحوثيين أنشأوا وحدات عسكرية نسائية بالكامل تُسمى "الزينبيات"، تستهدف النساء اللواتي يرفضن أفكار الجماعة الدينية، وتواصل هذه الوحدات ارتكاب سلسلة من انتهاكات الحرية الدينية، بما في ذلك التعليم الطائفي القسري للنساء اليمنيات، عبر الاستيلاء على المساجد والمنازل الخاصة والمدارس لنشر تعاليم الجماعة. وتُعد النساء من الأقليات الدينية أكثر عرضة للاضطهاد الحوثي. وذكر التقرير أن الميليشيات "تمارس التمييز ضد الأقليات الدينية حتى في توزيع المساعدات الإنسانية الأساسية، إذ تفضّل منح المساعدات للموالين لها، بينما يواجه أفراد الأقليات صعوبات كبيرة في الحصول على هذه المساعدات أو على الخدمات، بسبب هويتهم الدينية. وقد سُجلت حالات عديدة رفضت فيها مستشفيات تقديم العلاج الطبي للمسيحيين". وأكد التقرير أن قادة ميليشيات الحوثي "يهيئون بشكل ممنهج بيئة تهدد حرية الدين والمعتقد للأقليات في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، ما دفع الكثيرين إلى الفرار نحو جنوب البلاد أو مغادرة اليمن بالكامل بحثًا عن ملاذ آمن، فيما يعيش من تبقى منهم، وهم قلّة، في الخفاء خوفًا من التهديدات والترهيب والعنف الذي تمارسه الميليشيات". وكان البيت الأبيض قد أعلن في 23 يناير/ كانون الثاني الماضي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر إدراج ميليشيات الحوثي على قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية"، ودخل القرار حيّز التنفيذ في 21 فبراير/ شباط من العام نفسه.


اليمن الآن
منذ 3 ساعات
- اليمن الآن
فرقاطة فرنسية تغادر البحر الأحمر وخليج عدن
بعد أشهر من العمليات في واحدة من أخطر المناطق البحرية في العالم، غادرت فرقاطة حربية فرنسية منطقة البحر الأحمر وخليج عدن، عائدة إلى مينائها العسكري في جنوب فرنسا، بعد إتمام سلسلة من المهام لحماية السفن التجارية من التهديدات التي تشكلها مليشيات الحوثي. وأعلنت مهمة (EUNAVFOR ASPIDES) الأوروبية، اليوم الجمعة، أن الفرقاطة الفرنسية غادرت منطقة العمليات في المحيط الهندي متجهة إلى ميناء تولون، أكبر قواعد البحرية الفرنسية في البحر المتوسط. وقبل المغادرة، زار الأدميرال اليوناني فاسيليوس جريباريس، قائد القوة الأوروبية، الفرقاطة لتهنئة طاقمها على التزامهم وكفاءتهم في حماية السفن التجارية وتعزيز الأمن البحري، ومنحهم ميدالية "أسبيدس" تقديرًا لمشاركتهم الفعّالة. ووفقًا لبيان للبحرية الفرنسية على منصة "إكس"، نفذت الفرقاطة ثلاث مهمات أساسية لمرافقة السفن في مناطق التهديد المستمر، شملت مناطق تمتد من قناة السويس حتى مضيق هرمز، تضمنت التصدي للمخاطر، مكافحة التهريب، وضمان حرية الملاحة الدولية. وكانت آخر مهماتها يوم السبت الماضي، حيث أمّنت مرور سفن تجارية بسلام. وأكدت قوة "أسبيدس" أن مهمتها دفاعية بحتة، تهدف لحماية البحارة والسلع العالمية، والمساهمة في الاستقرار والازدهار الإقليمي، في ظل بيئة بحرية مشحونة بالتوترات.