logo
كتاب 'اليمن في أزمة: الطريق إلى الحرب' تأليف هيلين لاكنر!

كتاب 'اليمن في أزمة: الطريق إلى الحرب' تأليف هيلين لاكنر!

ساحة التحرير١٣-٠٦-٢٠٢٥
كتاب 'اليمن في أزمة: الطريق إلى الحرب' تأليف هيلين لاكنر، نُشر في 30 أبريل 2019، ويُعد من أبرز الدراسات التحليلية حول جذور الأزمة اليمنية وتطوراتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
—Yemen in Crisis: The Road to War by Helen Lackner
خلاصة الكتاب
يُقدم الكتاب تحليلًا معمقًا للأسباب التي أدت إلى تفكك الدولة اليمنية، مسلطًا الضوء على:
فشل التحول السياسي بعد 2011: حيث أُجهضت آمال 'الربيع العربي' بسبب التدخلات الإقليمية والدولية، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع.
تأثير السياسات النيوليبرالية: التي فُرضت من قبل المؤسسات المالية الدولية، مما زاد من معدلات الفقر والبطالة وأضعف البنية الاقتصادية.
صعود الحركات المسلحة: مثل الحوثيين في الشمال والحراك الجنوبي في الجنوب، نتيجة للتهميش السياسي والاجتماعي.
الأزمة الإنسانية: الناتجة عن الحرب المستمرة، والتي أدت إلى انهيار الخدمات الأساسية وانتشار المجاعة والأوبئة.
محاور الكتاب
التاريخ السياسي لليمن: منذ توحيد الشمال والجنوب عام 1990 وحتى اندلاع الحرب الأهلية. الدور الإقليمي والدولي: في تأجيج الصراع، خاصة تدخلات السعودية وإيران والولايات المتحدة. البنية الاجتماعية والقبلية: وتأثيرها على تشكيل التحالفات والصراعات الداخلية. الموارد الطبيعية: مثل المياه والنفط، وكيفية استغلالها وتأثيرها على الاقتصاد. المنظمات غير الحكومية: ودورها في التنمية والإغاثة، والتحديات التي تواجهها.
الاستقبال النقدي
نال الكتاب إشادة واسعة من الأكاديميين والباحثين:
وصفه مروان المعشر بأنه 'تحليل شامل لجذور الأزمة اليمنية وتداعياتها'.
أشاد رشيد الخالدي بعمق التحليل واعتبره 'مرجعًا لا غنى عنه لفهم اليمن المعاصر'.
أشار تقرير مجلة Foreign Affairs إلى أن لاكنر 'تقدم رؤية نقدية للسياسات الدولية التي ساهمت في تفاقم الأزمة'.
نبذة عن المؤلفة
هيلين لاكنر هي باحثة اجتماعية ومحللة سياسية متخصصة في شؤون اليمن والجزيرة العربية. عملت في مجال التنمية الريفية لأكثر من 40 عامًا، منها 15 عامًا في اليمن. تشغل حاليًا منصب باحثة مشاركة في معهد الشرق الأوسط بجامعة لندن (SOAS)، وتساهم بانتظام في منشورات مثل Oxford Analytica وopenDemocracy.
من أبرز مؤلفاتها:
'لماذا يهم اليمن: مجتمع في تحول'
'اليمن ودول الخليج: صناعة أزمة'
'اليمن في أزمة: صراع مدمر، أمل هش'
يُعد هذا الكتاب مصدرًا قيمًا لفهم التعقيدات المتعددة للأزمة اليمنية، ويُوصى به للباحثين والمهتمين بشؤون الشرق الأوسط.
‎2025-‎06-‎13
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لماذا اختارت إيران القاعدة الأمريكية في قطر لتوجيه رسالتها لواشنطن؟
لماذا اختارت إيران القاعدة الأمريكية في قطر لتوجيه رسالتها لواشنطن؟

شفق نيوز

time٢٤-٠٦-٢٠٢٥

  • شفق نيوز

لماذا اختارت إيران القاعدة الأمريكية في قطر لتوجيه رسالتها لواشنطن؟

جاءت الهجمات الإيرانية على قاعدة العديد العسكرية الأمريكية في قطر لتهدد بتوسيع رقعة الصراع إلى ما وراء حدود الجبهات التقليدية. ورغم أن الهجمات لم تسفر عن أضرار بالقاعدة، التي أٌعلن أنها أخليت بالكامل لضمان سلامة العاملين بها، فإن كثرا يتساءلون: لماذا اختيرت هذه القاعدة تحديدا دون سائر القواعد الأمريكية في دول الخليج المجاورة؟ غالبية التحليلات تشير إلى أن اختيار العديد جاء في إطار ما وصفه محللون كثر بـ"رمزية" الرد الإيراني على الهجمات الأمريكية التي شنتها واشنطن على ثلاثة مواقع نووية داخل إيران، وهي فوردو ونطنز وأصفهان. ففي يوم الأحد 22 يونيو/ حزيران، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن بلاده نفذت هجوما "ناجحا" على تلك المواقع أسفر عن "تدميرها بالكامل". وقد أقر مسؤولون إيرانيون باستهداف المنشآت، إلا أنهم نفوا تعرضها لأضرار جسيمة. "الأسهل لوجيستيا" من زاوية عسكرية ولوجستية، يقول المحلل الإيراني للشؤون العسكرية والاستراتيجية حسين عريان لبي بي سي عربي إن إيران كانت على دراية تامة بأن هذه القاعدة فارغة، مشيرا إلى أن واشنطن كانت قد اتخذت، قبيل هجوم إسرائيل على إيران، سلسلة من الإجراءات الاحترازية التي شملت نقل العاملين في قاعدتها بقطر إلى مكان أكثر أمنا. ويوضح عريان أن "قطر - من الناحية الجغرافية - قريبة للغاية من إيران، نحن نتحدث عن قاعدة عسكرية لا تبعد إلا بنحو 200 كيلومتر من أقرب ساحل في إيران، وربما كانت قاعدة العديد الجوية الهدف الأسهل والأقرب". وتقع قاعدة العديد الجوية جنوب غرب العاصمة الدوحة، وتعرف أيضاً بمطار أبو نخلة. أنشئت عام 1996 وتُعد وفقاً للخارجية الأمريكية أضخم منشأة تابعة لسلاح الجو الأمريكي خارج الولايات المتحدة. ووفقاً لبيانات محدثة حتى العام 2022 نشرها موقع أكسيوس، فإن عدد القوات الأمريكية في قاعدة العُديد يصل إلى 8 آلاف. وتضم القاعدة أيضاً مقرات للقيادة الوسطى الأمريكية والقيادة الوسطى في سلاح الجو الأمريكي. لماذا استُبعدت الكويت والبحرين والإمارات؟ أما عن استبعاد إيران استهداف المنشآت الأمريكية في دول خليجية أخرى، فيشير عريان، الضابط السابق في البحرية الإيرانية، إلى أن ضرب قاعدة بحرية كتلك الموجودة في ميناء خليفة بن سلمان في البحرين، والتي تضم قيادة الأسطول الخامس الأمريكي والقيادة البحرية الوسطى- كان خيارا صعبا للغاية بالنسبة لإيران، "فهي منطقة مكتظة وأصغر بكثير عن قاعدة العديد التي تقع في منطقة نائية في قطر". ويضم ميناء خليفة بن سلمان في منطقة الجفير شرق المنامة أكبر السفن الحربية الأمريكية، بما في ذلك حاملات الطائرات. كما تتمركز فيه أربع سفن مضادة للألغام، وسفينتان للدعم اللوجستي، وسفن عدة تابعة لخفر السواحل الأمريكي. وعند سؤاله عن القواعد الأمريكية في الإمارات، أوضح عريان أن استهداف قاعدة الظفرة الجوية بالقرب من أبو ظبي حيث يتمركز نحو 3500 عسكري أمريكي، يشكل تحديا أكبر لإيران نظرًا لبعد موقعها الجغرافي بالمقارنة بالعديد في قطر. "كما أن الصواريخ الإيرانية – التي يقول المسؤولون الإيرانيون إنها عالية الدقة –قد تخطئ الهدف، وتتسبب في أضرار كبيرة في قاعدة الظفرة"، يقول عريان. وافقه في هذا الرأي محللون آخرون، من بينهم عبد الله بعبود، الأكاديمي المتخصص في العلاقات الدولية وشؤون الخليج، والدكتور حسن منيمنة، المحاضر في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، الذين أكدا أن هناك "رمزية كبيرة" في اختيار إيران لقاعدة العديد. ويتساءل منيمنة: "لماذا تذهب إيران لضرب منشآت في الكويت مثلاً واستعداءها طالما أن قطر لها سجل مشهود من التفاهمات والوساطات الفعالة في المنطقة؟ إيران اتجهت للعديد في قطر ربما لأنها لم تكن على ثقة بأنها حال ضربت القواعد العسكرية في الكويت سيكون الرد الرسمي، لا العسكري، إيجابا، فطهران قد لا تكون مطمئنة بأن تنجح الكويت في احتواء الأمر". وبرأي منيمنة – فإن موقع العديد في قطر "هو موقع قابل للضبط"، أي أن إيران تدرك تماما بأن قطر تريد أن تتوصل إلى معالجة للمسألة، فالأمور مع الدوحة أقل احتمالا للخروج عن السيطرة". ويضيف إنه كان من الممكن أن يتم اختبار قدرة الإمارات على احتواء الأمر، ولكن يكرر منيمنة السؤال بالقول: "لماذا نختبر الإمارات طالما هناك قطر؟" أما عن التفكير في الهجوم على منشآت أمريكية في البحرين، فيشير منيمنة إلى أن المسألة مع البحرين مختلفة، "فالأمور ليست بهذه السلاسة مع المنامة، أي أنه يمكن لإيران أن تستوعب من قطر الإدانة وطبعا رفض الاعتداء ولكن ستظل تطمئن بأن قطر ستمضي قدما في احتواء المسألة والتوسط". "الغضب القطري يمكن امتصاصه" رأي اتفق معه أيضا بعبود الذي قال إن "إيران حاولت أن ترسل رسالة لواشنطن مفادها أنها تستطيع الوصول لأي قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة ولكنها اختارت العديد لأنها ربما القاعدة الأكبر والأهم بالنسبة للولايات المتحدة في الخليج، فهي رسالة مبطنة لأمريكا"، كما أن طهران– وفقا لبعبود – لا تريد أن تدخل في صراع مباشر مع واشنطن من خلال استهداف قواعد أخرى لها في الخليج. "المسألة كانت مجرد رد فعل رمزي، كما أن العلاقات القطرية الإيرانية قوية، فالغضب القطري يمكن امتصاصه بعكس أي دولة خليجية أخرى و قطر تتفهم هذا الشيء" هكذا يضيف المحلل العُماني. رؤية مشابهة عبر عنها المحلل الإيراني، حسين عريان، الذي قال إن "إيران أبلغت السياسيين القطريين بأنها ستقوم بهذه الضربة، ومن خلالهم تم إخطار الأمريكيين أيضاً. لذلك، ما فعلوه كان في الحقيقة لفتة رمزية، تشبه تماما اللفتة التي اتخذتها إيران عندما قُتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في العراق عام 2022. حينها هاجمت إيران بعددٍ من الصواريخ قاعدة عين الأسد في العراق. لذا، كانت لفتة رمزية وجزءا منها كان دعاية لإخبار الشعب في إيران بأننا فعلنا شيئًا ما". دراسة عواقب الضربة الإيرانية للعديد يرى بعض المحللين أنه كان يجب على إيران دراسة العواقب التي ستنتج عن استهدافها قواعد أمريكية في الخليج، ولذلك وقع الاختيار على العديد لتجنب "عواقب وخيمة" كما وصفتها المحللة المختصة في العلاقات الإسرائيلية الإيرانية إيفرت سوفير، التي قالت لبي بي سي "إنه في ضوء العلاقات الإيرانية القطرية القوية، يبدو أن الأمور كانت أسهل من جهة التنسيق لهذه الضربة، وبالتالي احتواء النتائج بشكل أفضل". وأشارت إلى أن علاقات طهران مع الدوحة تعتبر من أكثر العلاقات قربا مقارنة بالعلاقات مع الرياض أو المنامة، ولذلك، تعزو سوفير اختيار العديد إلى "سهولة وسرعة" التنسيق بين كل من إيران وقطر والولايات المتحدة، رغم أن الضربة الإيرانية للعديد أثارت اهتماما وقلقا كبيرا في منطقة الخليج ككل. ورغم علاقات الدوحة المتوازنة تقليديًا مع طهران، فإن وجود قاعدة العديد يضعها في موقف معقّد، فهي الدولة الوحيدة في الخليج التي تستضيف أكبر قاعدة أمريكية دون أن تكون ضمن المحور المناهض لإيران بشكل مباشر. وهنا قد يرى البعض أن هذا التوازن الذي حاولت قطر الحفاظ عليه منذ أزمة الخليج عام 2017، بات عرضة للاختبار.

كتاب 'اليمن في أزمة: الطريق إلى الحرب' تأليف هيلين لاكنر!
كتاب 'اليمن في أزمة: الطريق إلى الحرب' تأليف هيلين لاكنر!

ساحة التحرير

time١٣-٠٦-٢٠٢٥

  • ساحة التحرير

كتاب 'اليمن في أزمة: الطريق إلى الحرب' تأليف هيلين لاكنر!

كتاب 'اليمن في أزمة: الطريق إلى الحرب' تأليف هيلين لاكنر، نُشر في 30 أبريل 2019، ويُعد من أبرز الدراسات التحليلية حول جذور الأزمة اليمنية وتطوراتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية. —Yemen in Crisis: The Road to War by Helen Lackner خلاصة الكتاب يُقدم الكتاب تحليلًا معمقًا للأسباب التي أدت إلى تفكك الدولة اليمنية، مسلطًا الضوء على: فشل التحول السياسي بعد 2011: حيث أُجهضت آمال 'الربيع العربي' بسبب التدخلات الإقليمية والدولية، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع. تأثير السياسات النيوليبرالية: التي فُرضت من قبل المؤسسات المالية الدولية، مما زاد من معدلات الفقر والبطالة وأضعف البنية الاقتصادية. صعود الحركات المسلحة: مثل الحوثيين في الشمال والحراك الجنوبي في الجنوب، نتيجة للتهميش السياسي والاجتماعي. الأزمة الإنسانية: الناتجة عن الحرب المستمرة، والتي أدت إلى انهيار الخدمات الأساسية وانتشار المجاعة والأوبئة. محاور الكتاب التاريخ السياسي لليمن: منذ توحيد الشمال والجنوب عام 1990 وحتى اندلاع الحرب الأهلية. الدور الإقليمي والدولي: في تأجيج الصراع، خاصة تدخلات السعودية وإيران والولايات المتحدة. البنية الاجتماعية والقبلية: وتأثيرها على تشكيل التحالفات والصراعات الداخلية. الموارد الطبيعية: مثل المياه والنفط، وكيفية استغلالها وتأثيرها على الاقتصاد. المنظمات غير الحكومية: ودورها في التنمية والإغاثة، والتحديات التي تواجهها. الاستقبال النقدي نال الكتاب إشادة واسعة من الأكاديميين والباحثين: وصفه مروان المعشر بأنه 'تحليل شامل لجذور الأزمة اليمنية وتداعياتها'. أشاد رشيد الخالدي بعمق التحليل واعتبره 'مرجعًا لا غنى عنه لفهم اليمن المعاصر'. أشار تقرير مجلة Foreign Affairs إلى أن لاكنر 'تقدم رؤية نقدية للسياسات الدولية التي ساهمت في تفاقم الأزمة'. نبذة عن المؤلفة هيلين لاكنر هي باحثة اجتماعية ومحللة سياسية متخصصة في شؤون اليمن والجزيرة العربية. عملت في مجال التنمية الريفية لأكثر من 40 عامًا، منها 15 عامًا في اليمن. تشغل حاليًا منصب باحثة مشاركة في معهد الشرق الأوسط بجامعة لندن (SOAS)، وتساهم بانتظام في منشورات مثل Oxford Analytica وopenDemocracy. من أبرز مؤلفاتها: 'لماذا يهم اليمن: مجتمع في تحول' 'اليمن ودول الخليج: صناعة أزمة' 'اليمن في أزمة: صراع مدمر، أمل هش' يُعد هذا الكتاب مصدرًا قيمًا لفهم التعقيدات المتعددة للأزمة اليمنية، ويُوصى به للباحثين والمهتمين بشؤون الشرق الأوسط. ‎2025-‎06-‎13

هل تعود "صفقة القرن" إلى الواجهة مع رجوع دونالد ترامب إلى البيت الأبيض؟
هل تعود "صفقة القرن" إلى الواجهة مع رجوع دونالد ترامب إلى البيت الأبيض؟

شفق نيوز

time٢٣-١١-٢٠٢٤

  • شفق نيوز

هل تعود "صفقة القرن" إلى الواجهة مع رجوع دونالد ترامب إلى البيت الأبيض؟

يعود دونالد ترامب للبيت الأبيض من جديد مستأنفاً فترته الرئاسية السابقة والكثير من الملفات التي عمل عليها آنذاك، ومن أبرزها مقترحه للسلام في الشرق الأوسط الذي لم يُعمل به في حينه. تأتي ولاية ترامب الثانية على وقع حرب تجاوزت العام في قطاع غزة خلفت واقعاً مختلفاً عمّا كان الأمر عليه منذ 4 أعوام، لتطرح تساؤلات عما إذا كانت خطته المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن" قابلة للتطبيق مستقبلاً. لم يرض الفلسطينيون بالخطة ورأوا فيها تناقضاً مع الحقوق الفلسطينية المستندة إلى القانون الدولي بخاصة في مسائل الحدود واللاجئين والقدس، لكن ترامب اعتبر أن الخطة "ربما تكون فرصة أخيرة" للفلسطينيين، أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقال حين الإعلان عن الخطة: "صفقة القرن هي فرصة قرن، ولن نفوتها". وتذهب ترجيحات محللين سياسيين باتجاه إعادة ترامب طرح خطته للسلام في الشرق الأوسط في ولايته المقبلة، لكن النقاشات تكثر حول إمكانية إعادة طرحها بصيغة جديدة. ما هي خطة ترامب للسلام؟ في 28 يناير/كانون الثاني 2020 ، أعلن ترامب خطته للسلام في الشرق الأوسط التي تشير لإقامة دولة فلسطينية بشروط صارمة، وضمّ إسرائيل لمستوطنات الضفّة الغربية وغور الأردن وعدم تطبيق حق العودة للاجئين الفلسطينيين. وأعطت الخطة الفلسطينيين الحقّ بإقامة دولة، إنما بشروط منها الاعتراف بإسرائيل كـ"دولة يهودية" و"الرفض الصريح للإرهاب بكل أشكاله". والدولة المقترحة "منزوعة السلاح"، وتمتلك إسرائيل مسؤولية الأمن ومراقبة المجال الجوي في المنطقة الواقعة غرب غور الأردن، في حين ستكون حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة "منزوعة السلاح". ووفق الخريطة المقترحة في ذلك الوقت، فإن الدولة الفلسطينية لن تقام على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة من إسرائيل عام 1967، ولن تكون متصلة. وتؤكد الخطة على أنّ القدس "ستبقى عاصمة غير مقسّمة لإسرائيل"، أما العاصمة الفلسطينية فيجب أن تكون في جزء من القدس الشرقية، وترى الخطة أن "العاصمة الفلسطينية يمكن أن تكون في كفر عقب والجزء الشرقي من شعفاط وأبو ديس، ويمكن تسميتها بالقدس أو أي اسم آخر تحدده دولة فلسطين". ولم تنص الخطة على حق اللاجئين الفلسطينيين في "العودة إلى ديارهم"، واقترحت ثلاثة خيارات وهي العودة إلى الدولة الفلسطينية الجديدة، أو الاندماج في الدول المضيفة لهم، أو توزيعهم على دول راغبة في منظمة التعاون الإسلامي. وفيما يتعلق بالحرم القدسي الشريف في القدس فسيبقى "الوضع كما هو وستواصل إسرائيل حماية الأماكن المقدسة في القدس وضمان حرية العبادة للمسلمين والمسيحيين واليهود والديانات الأخرى، ويحتفظ الأردن بموجب الخطة بمسؤولياته على المسجد الأقصى في القدس". "صفقة القرن 2" يرى الكاتب والباحث في الشؤون الإسرائيلية نظير مجلي في مقابلة مع بي بي سي أن احتمالات عودة الخطة كبيرة، لكن ليس بالضرورة أن تعود بنفس الشكل والمضمون. أما الأستاذ في في معهد الشرق الأوسط في واشنطن حسن منيمنة فيقول "سنشهد عودة لصفقة القرن بصيغة مجددة معدلة… و ترامب سيقدم ما قد يسوق على أنه صفقة القرن 2". ويرى منيمنة في حديثه لبي بي سي، أن مضمونها سيسعى إلى "الانتهاء بشكل قاطع ونهائي وجذري من مسألة الحقوق السياسية للفلسطينيين، والاكتفاء ببعض الحقوق الاقتصادية". من جهته، يعتقد المحلل السياسي عامر السبايلة أن الخطة بصيغتها القديمة "لم تعد صالحة"، والمتغيرات على الأرض حالياً يمكن أن تكون أساساً في طروحات جديدة. ووفق رؤية مجلي، فإن "ترامب يفكر فقط بطريقة الصفقات، ويفترض أنه درس الأمور بشكل أفضل وسيدخل في نقاشات وسيتأثر بمجموعة المساعدين الذين بغالبيتهم مؤيدين للفكر الصهيوني". ويشير مجلي لوجود أطراف أخرى تؤثر في الخطة وهم الفلسطينيين والدول العربية والإسلامية، والوضع على الأرض، والتدهور الذي يهدد السلام الإقليمي والعالمي. "لا نتحدث عن خطة سلام، وإنما عن صفقة والتي غالباً ما تأخذ بعين الاعتبار الأمور كما هي على الأرض"، وفق السبايلة الذي يرى أن أحداث السنة الأخيرة ستكون أساساً في حال رغبت إدارة ترامب في طرح صفقة جديدة. "انتهت حقبته" مجلي المختص بالشأن الإسرائيلي، يرى أن "حل الدولتين هو الحل الأمثل، فمسألة حل الدولتين لا تزال الحل الواقعي والملائم، رغم أن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي ليست حكومة سلام". ويقول مجلي إن حل الدولتين يقبله العالم، ويجب ألا يجري التنازل عنه، لأن "التنازل عنه يعد خدمة لأصحاب فكر أرض إسرائيلية كاملة، الذين لا يعترفون بأي حق للشعب الفلسطيني". ويؤيد الكاتب والباحث السعودي مبارك العاتي الطرح ذاته، قائلاً لبي بي سي إن "حل الدولتين هو الخيار الذي لا يزال مطروحاً، نظراً لأنه راعى مصالح الجميع، وينص صراحة على مبدأ وجود الدولة الفلسطينية، وهي النقطة الأهم بالنسبة للجانب العربي". "أعتقد أنه الحد الأدنى الذي يمكن أن تقبل به الدول العربية، وتحديداً السعودية"، وفق العاتي الذي يرى أنه "سيكون الأرضية التي ستنطلق منها أي مفاوضات سعودية أمريكية جديدة في قضية تطبيع العلاقات مع الجانب الإسرائيلي". في المقابل، يشير السبايلة في حديثه لبي بي سي إلى أن حل الدولتين هو حل يتشبث به سياسياً، لكن على الأرض لم يكن موجوداً، ولن يكون، وبالتالي بشكله المطروح انتهى، وحقبته انتهت، وبالتالي أي حلول قادمة ستكون مرتبطة جداً بجغرافيا المنطقة في المرحلة القادمة". يقول السبايلة إن إسرائيل اتخذت من حرب غزة ذريعة أمنية لإعادة رسم هذه الجغرافيا من غزة إلى الضفة الغربية المحتلة إلى لبنان وإلى الجولان وحتى الحدود مع الأردن. "هناك رغبة في إعادة رسمها وفقا لرؤية أمنية، وبالتالي تقل مساحة وفكرة وجود دولة، أو التعايش بين دولتين"، بحسب السبايلة الذي يرى أن إسرائيل تسعى إلى فكرة الحل العملي، ودفع إدارة ترامب للتعامل مع الأمور كما هي على أرض الواقع". هل ستضم إسرائيل الضفة الغربية؟ وبعد أن نصت خطة ترامب على ضم أراض واسعة من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، يتوقع السبايلة أن إسرائيل ستستغل عملية إعادة رسم الجغرافيا الأمنية لإعادة رسم الحدود وضم أراض وتوسيع حدودها، وخلق مناطق عازلة جديدة في الشمال وفي الجنوب، وكل حدودها. واختار ترامب، حاكم أركنساس السابق، مايك هاكابي، ليكون سفير الولايات المتحدة المقبل لدى إسرائيل، والذي قال في عام 2017: "لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية، إنها يهودا والسامرة. لا يوجد شيء اسمه مستوطنات، إنها مجتمعات، إنها أحياء، إنها مدن. لا يوجد شيء اسمه احتلال". أما منيمنة يتحدث عن دفع باتجاه إعلان السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، مع استثناءات على مناطق تضم تجمعات سكانية فلسطينية، قد لا تعلن عليها السيادة بالشكل الكامل. "ضم الضفة الغربية هو قائم بغض النظر عن أي تسوية مع الفلسطينيين"، وفق منيمنة. خلال الشهر الحالي، أعلن الوزير الإسرائيلي المسؤول عن المستوطنات بالضفة الغربية، في وزارة الدفاع الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش، إصدار تعليمات إلى وزارته لبدء الاستعدادات نحو فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على المستوطنات في الضفة الغربية. أكثر من مجرد تطبيع سياسي وقال العاتي، في حديثه لبي بي سي، إن "السعودية ترى أن أي تطبيع بينها وبين إسرائيل ليس تطبيعاً سعودياً إسرائيلياً بقدر ما هو تطبيع بين العالم الإسلامي وبين اليهودية، أي أنه تطبيع ديني كما هو سياسي، وهذا سيفرض على السعودية بالفعل أن تتمسك بشكل قوي بمبدأ حل الدولتين". "التطبيع مع الجانب الإسرائيلي يفيد الجانبين الإسرائيلي والأمريكي أكثر مما يفيد الرياض، وسيجعل إسرائيل دولة مرحب بها في العالم الإسلامي، وليس في العالم العربي فقط، وهذا ثمن كبير، يجب أن يكون مقابله اعتراف إسرائيل بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية"، وفق العاتي. من جهته، يقول الكاتب والباحث في الشؤون الإسرائيلية نظير مجلي "رغم إمكانية عدم قبول الفلسطينيين لتطبيع أي دولة عربية مع إسرائيل، إلا أنه وفي الوقت الحالي يجب أن تكون النظرة للموضوع مختلفة". ويرى مجلي أن "الدول التي تطبع مع إسرائيل دول مستقلة لديها حساباتها ومصالحها، ويجب عدم تدخل الفلسطينيين بها، فإذا رأوا أن مصالحهم تقتضي إقامة علاقات مع إسرائيل، هذا شأنهم، وإذا رأى الفلسطينيون أن هذه العلاقات قد تمس في حقوقهم الوطنية، يلفتون نظر تلك الدول بشكل ودي". ويرى مجلي ضرورة في "استثمار هذه العلاقات لمصلحة التحرر من الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية… ويمكن للفلسطينيين مساعدتهم بذلك من خلال طرح أفكار". "المشروع الذي يجري الحديث عنه يتضمن سلاماً شاملاً بين إسرائيل والدول العربية، مقابل إقامة دولة فلسطينية بجانب إسرائيل، هذا المطلوب من الدول المطبعة، وهذا ما يجب التركيز عليه"، وفق مجلي. واشترط وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الشهر الحالي، إقامة الدولة الفلسطينية للمضي قدماً في التطبيع مع إسرائيل. "السعودية استبقت الانتخابات الأمريكية بالقول إن شرط حل الدولتين هو منطلق التطبيع، وليس كما اجتهدت إدارة بايدن بالعمل على تليين الموقف السعودي من الدولة الفلسطينية" و"جعل التطبيع مشروطاً بوجود مسار موثوق للدولة الفلسطينية، وسط إصرار إسرائيلي على أن يكون التطبيع مقابل التطبيع"، بحسب منيمنة. وأوضح منيمنة أن "السعودية تدرك أن موازين القوى ليست لصالحها، وبالتالي تتخذ المواقف المبدئية مثلها مثل باقي الدول العربية والإسلامية، ولكن فعليا على الأرض ليست مستعدة لاستعمال هذه الأوراق خلال هذه المرحلة"، وذلك بشأن الحرب في قطاع غزة. "واشنطن لا تزال تراعي عمّان والقاهرة" وفي ظل تخوفات أردنية ومصرية من أي تبعات أو أدوار تتعلق بخطة ترامب المقبلة للسلام خاصة بشأن إمكانية تهجير الفلسطينيين إلى البلدين، يرى منيمنة أن الموقف الأمريكي الرسمي لا يزال يراعي إصرار القاهرة وعمّان على "عدم تحمل أعباء تصفية المسألة الفلسطينية ورفض أي تسوية يمكن أن تؤدي إلى دفع الفلسطينيين باتجاه المغادرة نحوهما". أما السبايلة، فيشير لبدء تكيف مع سياسة الأمر الواقع، بعد أن رفض الجميع الحرب في غزة والسيطرة على شمال القطاع وحدود رفح. ويعتقد السبايلة أن "الجميع في السنوات القادمة سيجد نفسه أمام فكرة الحل العملي التي يرسمها الواقع والشكل الجديد للجغرافيا التي سترسمها إسرائيل". وحين طرح "صفقة القرن"، حذر الأردن على لسان وزير خارجيته أيمن الصفدي من "التبعات الخطيرة لأي إجراءات أحادية إسرائيلية تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض"، وأكد التمسك بحل الدولتين على أساس حدود 1967. وقالت الخارجية المصرية إن "القاهرة تنظر لأهمية المبادرة الأمريكية من حيث تسوية القضية الفلسطينية وفق الشرعية الدولية ومقرراتها". ويتحدث منيمنة عن رؤية متنامية في دوائر مراكز الأبحاث الأمريكية المؤيدة لإسرائيل مفادها أن على الدول العربية تحمل مسؤولياتها الإنسانية تجاه الفلسطينيين، ولا بد لهذه الدول من قبول استيعابهم. "نحن أمام مرحلة قد تشهد قدراً من الضغوط بهذا الاتجاه"، بحسب منيمنة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store