
من شاشة الهاتف إلى صندوق الاقتراع.. كيف غيّرت الميمز خيارات جيل زد السياسية؟
من الترفيه إلى التأثير السياسي
رصدت "نيويورك تايمز"، تحولت الميمز إلى "شكل جديد من الدعاية السياسية"، فهي تقدم رسائل معقدة حول قضايا ساخنة في قوالب بصرية فكاهية أو عبر نكت وفيديوهات موجّهة تصل لملايين المشاهدات خلال ساعات، وهذا الشكل اللاعقلاني ظاهرياً، بحسب الصحيفة، بات يؤثر حتى في توجهات أحزاب كبرى مثل الحزب الجمهوري الأمريكي، خاصة بعد تعيين رواد هذه الثقافة في إدارة ترامب الثانية، ما يؤشر لتحولها إلى "لغة سياسية جديدة في عصر المنصات".
تعليم السياسة عبر السخرية
كشف تقرير صادر عن "المعهد الأسترالي للشؤون الدولية" أن جيل زد يتعلم السياسة بشكل متزايد عبر الميمز ومقاطع الفيديو القصيرة والمحتوى الساخر، خاصة في ظل تراجع حاد في الثقة بالأحزاب والمؤسسات السياسية التقليدية، وأظهرت نتائج التقرير أن 63% من الناخبين الشباب يعتبرون النشاط الرقمي للسياسيين مؤثراً في خياراتهم الانتخابية، مقارنة بـ47% فقط من عموم السكان.
ويؤكد هذا ما أشار إليه "معهد رويترز لدراسات الصحافة" في تقرير آخر يقول فيه: بينما يتجنب جيل زد استهلاك الأخبار التقليدية وينجذب نحو صانعي المحتوى، فهم لا يزالون مهتمين بالأخبار، لدرجة أن 42% من الناشرين الذين شملهم استطلاع المعهد يعتزمون إطلاق منتجات إخبارية موجهة للشباب هذا العام، تعيد إنتاج المحتوى في صيغ قصيرة، وفيديوهات، وميمز ساخرة.
الميمز مقابل الكاريكاتير
شبّهت صحيفة "ذا بيكون" الطلابية الأمريكية الميمز السياسية بالرسوم الكاريكاتيرية التي هزّت السلطات في أوائل القرن العشرين، مستبدلة الورق بالبكسل والتحرير الصحفي بخوارزميات المنصات.
لكن الفنان الكاريكاتيري السعودي "يزيد الحارثي" يرى فرقاً جوهرياً في حديثه لـ"اندبندنت عربية" وهي أن "الميمز وسيلة لحظية وعابرة.. بينما الكاريكاتير فن راسخ، يحمل قيمة فنية وتاريخية"، موضحا أن الميمز تعتمد كلياً على النص المكتوب وتفقد معناها خارج سياقها اللغوي، بينما الكاريكاتير "رسمة صامتة تعبّر عن القضية دون شرح، فتصل للجميع بغض النظر عن اللغة أو الثقافة".
ويضيف أن سهولة إنتاج الميمز – حيث يمكن لأي شخص ذي حس فكاهي تعديل صورة جاهزة – تفسر انتشارها الواسع، مقارنة بالكاريكاتير الذي يتطلب مهارة فنية وفكرة واضحة وتنفيذاً دقيقاً، لكن تأثير الميمز، بحسب الحارثي، "محدود بزمن الحدث.. تنتشر بسرعة وتتلاشى بسرعة"، بينما الكاريكاتير "يبقى ويتجاوز رسالته حدود اللحظة والجمهور المحلي".
سلاح في وجه الأزمات والحروب
في الأزمات الدولية، تتحول الميمز إلى أداة جماعية للتعليق والتأثير، كما وصفتها "التايمز" البريطانية، أصبحت "لغة جيل زد في مواجهة الحرب والسياسة"، فعندما هدد الرئيس الأمريكي ترامب بضربات على إيران، غمرت منصات مثل "تيك توك" و"إكس" موجة من الميمز تحت وسم #الحرب_العالمية_الثالثة، بمزج بين الرعب والسخرية السوداء: "استعدوا لمغازلة العدو"، "كنت أريد أن أتألق هذا الصيف، لا أن أنفجر".
حتى الصراعات الدامية، كما في الحرب الروسية الأوكرانية أو التصعيد بين إسرائيل وإيران، تحولت إلى ساحات لصناعة الميمز، سواء بسخرية من بوتين أو تصوير زيلينسكي كبطل خارق.
أكثر من مجرد ضحك
الدكتورة "أناستازيا دينيسوفا"، أستاذة الصحافة في جامعة وستمنستر، تشرح هذا التوظيف قائلة: "السخرية في الأزمات تعمل كآلية نفسية لتهدئة التوتر، وتمنح الجيل شعوراً بالسيطرة على الواقع المرعب".
وتضيف أن الميمز أصبحت "جسراً بين من يتابع الأخبار ومن سئم منها". فيما تؤكد الدكتورة "روزاليند ساوثرن"، أستاذة الاتصال السياسي في جامعة ليفربول، أن "الفكاهة كانت دائماً وسيلة لمقاومة السلطة"، وأن جيل زد يستخدمها لرفض السياسات بشكل مباشر وغير تقليدي.
خطر التضليل
لكن "ذا بيكون" تحذر من الوجه الآخر للميمز: فبساطتها وسرعتها الفيروسية تجعلها أداة محتملة للتضليل، حيث يصعب التمييز بين النقد الساخر والمعلومة الكاذبة، وهذا الخطر يزداد مع اعتماد السياسيين أنفسهم على الميمز للتواصل مع الشباب، كما حدث في الحملات الانتخابية الأمريكية، حيث أصبحت مكوناً أساسياً في الرسائل الدعائية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليوم السابع
منذ 40 دقائق
- اليوم السابع
تيك توك يواجه الإغلاق بعد ضغوط وزير التجارة على بايت دانس بشأن السيطرة الأمريكية
عاد تيك توك إلى الواجهة ويبدو أن لا أحد يعلم مصير تطبيقه المفضل لدى نحو 170 مليون أمريكي، ولا يزال احتمال إغلاق تيك توك في الولايات المتحدة قائمًا، ما لم تُسلّم بايت دانس إدارة عمليات التطبيق في الولايات المتحدة للمستثمرين الأمريكيين ، وأوضح وزير التجارة هوارد لوتنيك أنه في حال عدم موافقة الصين على الصفقة المقترحة، سيُجبر تيك توك على التوقف عن العمل في الولايات المتحدة. ويُنشئ المقترح الحالي نسخةً أمريكيةً جديدةً من تيك توك ، يديرها ويمتلك أغلبيتها مستثمرون أمريكيون، وبينما قد تحتفظ بايت دانس بحصةٍ صغيرة، فإن نقطة الخلاف الرئيسية تكمن في الخوارزمية وهى البرنامج الذي يُحدد المحتوى الذي يشاهده المستخدمون، وأكد لوتنيك على ضرورة أن تمتلك الولايات المتحدة البنية التحتية للشركة، وأن تتحكم أيضًا في الخوارزمية نفسها. وهذه ليست المرة الأولى التي تطالب فيها واشنطن بتصفية تيك توك، فقد صدر قانون عام 2024 يُلزم بايت دانس ببيع أو إغلاق عمليات تيك توك في الولايات المتحدة بحلول 19 يناير 2025 ، وقد أجّل الرئيس ترامب هذا الموعد النهائي ثلاث مرات، وكان آخرها تمديده حتى 17 سبتمبر، لكن هذه المرونة لم تُسهم في دفع الصفقة قدمًا. وقد أحرزت المحادثات تقدمًا في وقت سابق من هذا العام، لكنها تعثرت بعد أن أشارت الصين إلى أنها لن توافق على الصفقة، خاصة بعد إعلان ترامب عن رسوم جمركية جديدة على الواردات الصينية ، وقد أثار الموقف تحديات قانونية وخلافات سياسية. ويجادل بعض المشرعين الديمقراطيين بأن ترامب لا يملك السلطة لمواصلة تمديد الموعد النهائي، كما يتساءلون عما إذا كانت الصفقة المقترحة ستفي بالمتطلبات القانونية لقانون 2024 ، وفي الوقت نفسه، أرسلت المدعية العامة بام بوندي رسائل إلى Apple وGoogle وشركات التكنولوجيا الأخرى التي تستضيف TikTok، مؤكدة لهم أن وزارة العدل لن تتخذ إجراءات قانونية إذا استمروا في دعم التطبيق أثناء التأخير. وفي الوقت نفسه، انسحب مشترٍ محتمل آخر من الصفقة ، حيث انسحبت شركة بلاكستون من مجموعة من المستثمرين الذين يهدفون إلى الاستحواذ على عمليات TikTok الأمريكية، مشيرة إلى التأخيرات المرتبطة بالتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين ، ولا يعتقد الكثيرون أنه سيتم التوصل إلى نتيجة فى 17 سبتمبر بالطريقة التي تسير بها الأمور.


موجز نيوز
منذ 8 ساعات
- موجز نيوز
تيك توك يواجه الإغلاق بعد ضغوط وزير التجارة على بايت دانس بشأن السيطرة الأمريكية
عاد تيك توك إلى الواجهة ويبدو أن لا أحد يعلم مصير تطبيقه المفضل لدى نحو 170 مليون أمريكي، ولا يزال احتمال إغلاق تيك توك في الولايات المتحدة قائمًا، ما لم تُسلّم بايت دانس إدارة عمليات التطبيق في الولايات المتحدة للمستثمرين الأمريكيين ، وأوضح وزير التجارة هوارد لوتنيك أنه في حال عدم موافقة الصين على الصفقة المقترحة، سيُجبر تيك توك على التوقف عن العمل في الولايات المتحدة. ويُنشئ المقترح الحالي نسخةً أمريكيةً جديدةً من تيك توك ، يديرها ويمتلك أغلبيتها مستثمرون أمريكيون، وبينما قد تحتفظ بايت دانس بحصةٍ صغيرة، فإن نقطة الخلاف الرئيسية تكمن في الخوارزمية وهى البرنامج الذي يُحدد المحتوى الذي يشاهده المستخدمون، وأكد لوتنيك على ضرورة أن تمتلك الولايات المتحدة البنية التحتية للشركة، وأن تتحكم أيضًا في الخوارزمية نفسها. وهذه ليست المرة الأولى التي تطالب فيها واشنطن بتصفية تيك توك، فقد صدر قانون عام 2024 يُلزم بايت دانس ببيع أو إغلاق عمليات تيك توك في الولايات المتحدة بحلول 19 يناير 2025 ، وقد أجّل الرئيس ترامب هذا الموعد النهائي ثلاث مرات، وكان آخرها تمديده حتى 17 سبتمبر، لكن هذه المرونة لم تُسهم في دفع الصفقة قدمًا. وقد أحرزت المحادثات تقدمًا في وقت سابق من هذا العام، لكنها تعثرت بعد أن أشارت الصين إلى أنها لن توافق على الصفقة، خاصة بعد إعلان ترامب عن رسوم جمركية جديدة على الواردات الصينية ، وقد أثار الموقف تحديات قانونية وخلافات سياسية. ويجادل بعض المشرعين الديمقراطيين بأن ترامب لا يملك السلطة لمواصلة تمديد الموعد النهائي، كما يتساءلون عما إذا كانت الصفقة المقترحة ستفي بالمتطلبات القانونية لقانون 2024 ، وفي الوقت نفسه، أرسلت المدعية العامة بام بوندي رسائل إلى Apple وGoogle وشركات التكنولوجيا الأخرى التي تستضيف TikTok، مؤكدة لهم أن وزارة العدل لن تتخذ إجراءات قانونية إذا استمروا في دعم التطبيق أثناء التأخير. وفي الوقت نفسه، انسحب مشترٍ محتمل آخر من الصفقة ، حيث انسحبت شركة بلاكستون من مجموعة من المستثمرين الذين يهدفون إلى الاستحواذ على عمليات TikTok الأمريكية، مشيرة إلى التأخيرات المرتبطة بالتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين ، ولا يعتقد الكثيرون أنه سيتم التوصل إلى نتيجة فى 17 سبتمبر بالطريقة التي تسير بها الأمور.


المشهد العربي
منذ 9 ساعات
- المشهد العربي
الاتحاد الأوروبي يهدد برسوم جمركية 30% على واردات أمريكية
تعتزم المفوضية الأوروبية فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على واردات أمريكية بقيمة تقارب 100 مليار يورو (117 مليار دولار)، في حال فشل التوصل إلى اتفاق تجاري مع واشنطن. وذكر متحدث باسم المفوضية أن الحزمة الأوروبية للرد الانتقامي تتضمن دمج قائمتين سابقتين، الأولى تتعلق برسوم جرى الموافقة عليها بالفعل على واردات أمريكية بقيمة 21 مليار يورو، أما القائمة الثانية، فقد اقتُرحت سابقًا بقيمة 72 مليار يورو. تشكل القائمتان معًا الموجة الأولى من الإجراءات المضادة في حال نفذت إدارة الرئيس دونالد ترامب تهديدها بفرض رسوم بنسبة 30% على معظم صادرات الاتحاد الأوروبي مطلع أغسطس. وتغطي الرسوم الأوروبية المقترحة سلعًا صناعية بارزة، منها طائرات "بوينج" والسيارات الأمريكية، بحسب ما ذكرته مصادر لوكالة "بلومبرج"، مشيرة إلى أن الرسوم ستُطابق النسبة التي تهدد بها إدارة ترامب، وهي 30%. إذا تم تنفيذ التهديدات الأمريكية، فإن الإجراءات الأوروبية ستطال نحو ثلث الصادرات الأمريكية إلى دول الاتحاد الأوروبي، والتي بلغت قيمتها الإجمالية 335 مليار يورو خلال العام الماضي.