
هجوم المستعمرة على إيران
حمادة فراعنة
صحيح أن هجوم المستعمرة على إيران، هجوم دولة على دولة، بامتياز وقوة وتصميم مسبق، وتخطيط محكم، وتحقيق نتائج، وسيدخل يوم الجمعة 13 حزيران يونيو 2025، كيوم تاريخي في العالم العسكري والنشاط القتالي، في التخطيط والتنفيذ.
ولكنه في في السلوك، والمعنى، والهدف، وفرض النتائج، بلطجة، قرصنة، قطاع طرق، يعملون على الاستيلاء، فرض الهيمنة، والمس بحقوق الآخرين، وتصغيرهم، والتطاول على السيادة، وممارسة الاغتيال، إعطاء الحق للنفس، وحرمان الآخر منه.
ما زالت المستعمرة صاحبة المبادرة في الهجوم والاعتداء وعنوان الحرب والتوتر والاحتقان: مبادرة الحركة الصهيونية كحركة استعمارية وليدة حليفة الاستعمار التوسعي التقليدي القديم، انتزاع وعد بلفور من الاستعمار البريطاني في إقامة المستعمرة على أرض فلسطين نتيجة الحرب العالمية الأولى 1917، قيام المستعمرة على أرض فلسطين عام 1948 نتيجة الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء عام 1945، الهجوم الثلاثي على مصر عام 1956 من قبل المستعمرة مع بريطانيا وفرنسا، احتلال أراضي ثلاثة بلدان عربية واستكمال احتلال كامل خارطة فلسطين 1967، اجتياح الاراضي اللبنانية واحتلال العاصمة بيروت عام 1982، فرض التطبيع وانتزاع الشرعية بفعل نتائج الحرب الباردة 1990، على خلفية هزيمة الشيوعية والاشتراكية والاتحاد السوفيتي وانتصار الولايات المتحدة وفرض عقد مؤتمر مدريد الدولي عام 1991 ونتائجه، واخيرا وليس آخرا: تدمير قدرات المقاومة الفلسطينية، وحزب الله، والجيش السوري، بعد عملية أكتوبر 2023 ، تمهيداً لهجوم المستعمرة يوم الجمعة 13/6/2025.
تاريخ المستعمرة، تاريخ عسكري هجومي، تدمير للآخرين، للعرب أولاً، للمسلمين ثانياً، سواء اتفقنا مع هذا الطرف أو ذاك، ولكن المستعمرة تعمل وتخطط وتنفذ برنامجها لتكون هي مالكة السيطرة، الهيمنة، النفوذ، واخضاع العرب كل العرب، على كامل جغرافيا عالمنا العربي، وتبقى هي العنوان القادر على فرض القرار وصاحبته، وعلى الآخرين الخضوع والرضوخ والتكيف مع هيمنة المستعمرة وتمددها.
إيران اليوم بعد الهجوم والتدمير والاغتيال، لا خيار لها سوى الرد «المزلزل» الذي كانت تتحدث عنه، أو الرضوخ والاستسلام، إن كان بشكل مباشر، أو غير مباشر، وأن يكون ردها في الوقت الملائم المناسب، فتقبل بالوساطات والمفاوضات، تحت حجة الاستعداد وتعويض الخسائر.
المستعمرة ستبقى الأقوى المسيطرة المتطرفة العدوانية، ولكنها لن تملك قدرات بريطانيا العظمى التي لم تكن تغيب الشمس عن مستعمراتها ونفوذها، ولن تملك قدرات الاتحاد السوفيتي الذي انهار، ولن تملك قدرات الولايات المتحدة التي اندحرت وهُزمت في الفيتنام، و أفغانستان.
المستعمرة صاحبة مبادرة استباقية، تعمل على تدمير الآخر قبل أن يقف على رجليه، ولكن هذه المعطيات لن تبقيها القوي المستبد المستمر إلى الأبد.
لقد تمكنت في إيران ما لم تتمكن من فعله سابقاً ، من تدمير واغتيال القيادات، ولكنه شبيه بما فعلته مع حزب الله، كواقع تجربة وعمل وهدف، وفي كل الأحوال كانت ولا تزال تملك المبادرة يُساعدها في ذلك قدرات الولايات المتحدة التكنولوجية التجسسية و مساعداتها، ولهذا تستطيع قيادات المستعمرة العسكرية والأمنية والسياسية أن تحتفي بما فعلته، ولكنها فعلت الإصرار على العدوان والبلطجة والقرصنة والتسلط، وهذا لن يدوم لها إلى الأبد.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ 31 دقائق
- أخبارنا
أوبزيرفر: نحن في عالم جديد لا يهتم فيه الأقوياء بالقواعد ويتصرف نتنياهو بحس الإفلات من العقاب
أخبارنا : نشرت صحيفة "أوبزيرفر' تقريرا أعده سام بلومفيلد، قال فيه إن الجنرال أمير حاجي زادة، قائد سلاح الجو في الحرس الثوري عقد اجتماعا ليلة الخميس في مقر القيادة متجاهلا نصيحة بعدم التجمع في مكان واحد، واعتقد هو ومن معه أن التهديدات بهجوم إسرائيلي لن تحدث، وكانوا مخطئين، فقد كان الملجأ تحت الأرض واحدا من 20 موقعا ضربها الطيران الإسرائيلي خلال 15 دقيقة، وشملت القيادات حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الذي قتل في بيته. وبالمحصلة، قُتل 4 قيادات بارزة في الجيش الإيراني وباحثان نوويان، وتم تدمير أجهزة الرادار والدفاعات الجوية، وتم تدمير أجزاء من منشأة لتخصيب اليورانيوم. وتكشف الهجمات التي أشعلت حربا إقليمية عن مكامن ضعف النظام الإيراني وعن القدرات الاستخباراتية الإسرائيلية والطريقة التي عبّر عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي عن استعداده للعمل دون خوف من حساب أو عقاب. وأضاف الكاتب أن هذه العوامل الثلاثة هي جوهر الحرب الجديدة، وتبرز مدى تقلب الأسابيع المقبلة. فلا أحد خارج النظام الإيراني نفسه يعلم مدى ضعف مرشده الأعلى علي خامنئي وحكومته. وربما خامنئي نفسه لا يعلم. الانقلاب، الانهيار أو الانتفاضة، فكلها احتمالات واردة. وتابع أن الاستخبارات الإسرائيلية التي انتُقدت في أعقاب 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 لتقصيرها في رصد تخطيط حماس للحرب، حققت نجاحا أكبر بكثير خلال العام الماضي، بدءا من هجوم أجهزة البيجر على حزب الله واغتيال قادة حماس والحزب في إيران ولبنان، وحتى هجمات الأسبوع الماضي. ولم يقتصر الأمر على معرفة إسرائيل بمكان تواجد علماء إيران النوويين وكبار قادتها، بل كانوا أيضا على دراية بمدى التقدم الذي تحرزه البلاد في برنامجها النووي. ويعتقد الكاتب أن العامل الثالث هو الذي سيقلق قادة العالم، أي الإفلات والحصانة، حيث يعتقد نتنياهو أنه يقاتل من أجل الحفاظ على الشعب اليهودي ومنع ما يطلق عليه "هولوكوست نووي'. وبينما كان على مدار الخمسة عشر عاما الماضية مقيدا برؤساء أمريكيين رفضوا فكرة هجوم كهذا على إيران، فإن نتنياهو لا يشعر الآن بأي قيد. وقد دعا رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، وولي عهد السعودية، محمد بن سلمان إلى خفض التصعيد يوم السبت، لكن إسرائيل لم تبد أي استجابة تذكر، حيث حذر وزير دفاعها من أن "طهران ستحترق' إذا استمرت إيران في إطلاق الصواريخ. بدورها، حذرت إيران الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من أنها ستهاجم قواعدها العسكرية وسفنها إذا ساعدت إسرائيل في صد الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية. وأعلنت رئاسة الوزراء البريطانية ليلة السبت أنها سترسل المزيد من طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني إلى المنطقة "لدعم الأمن الإقليمي'. ورأى الكاتب أنه في ظل الهجوم على إيران، خف الضغط الدولي على إسرائيل لتخفيف الحصار على غزة، فيما تم تأجيل مؤتمر لمناقشة الدولة الفلسطينية. ومنذ تولي دونالد ترامب السلطة عام 2017، سادت مخاوف من تفكك النظام الدولي القائم على القواعد، والذي ساد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وتفاقم هذا الشعور في فبراير 2022 عندما غزت روسيا أوكرانيا، وأصبح من الصعب تجاهله مع عودة ترامب مطلع هذا العام. لكن هجوم نتنياهو يبدو وكأنه اللحظة التي لم يعد بالإمكان إنكارها. ونقلت الصحيفة عن برونوين مادوكس، مديرة معهد "تشاتام هاوس' في لندن قولها: "نحن نعيش الآن في عالم تستطيع فيه الدول القوية أن تفعل ما تشاء' وتضيف: "ليس الأمر مجرد أن الدول هي من تبدأ هذه الصراعات، بل إنها لا توقفها. فالصراعات تستمر بلا هوادة'. ولا يؤدي هذا إلى المزيد من الموت والدمار الآن فحسب، بل يفاقم مشاكل المستقبل. وتقول مادوكس: "هناك الكثير من الناس الذين دمرت حياتهم. وهذا يزرع بذور صراعات مستقبلية'. ويرى بيتر ريكيتس، الرئيس السابق لوزارة الخارجية البريطانية، وأول مستشار للأمن القومي في بريطانيا، أن هذه فترة أكثر إثارة للقلق من "أي وقت مضى منذ الحرب الباردة. نهج القوة في الشؤون الدولية من أمريكا وروسيا والصين، المقترن بضعف الأمم المتحدة، لم نشهد هذا المزيج من قبل'. وأضاف: "حتى في أثناء الحرب الباردة كانت الأمور مستقرة نوعا ما بين القوى، والآن سقطت كل الحمايات. فحالة الشرق الأوسط باتت خارجة كليا عن أي سيطرة دولية'. ويقول الكاتب إن هناك ميلا لإضفاء الطابع الرومانسي على القوة الأمريكية والأخلاقيات الغربية، عند الحديث عن حقبة الحرب الباردة. وهذا يعني تجاهل فشلها في التدخل برواندا ومنع إبادة جماعية، وقرار الولايات المتحدة وبريطانيا غزو العراق واحتلاله بناء على معلومات استخباراتية خاطئة وأيديولوجية عمياء، وتعاملها الكارثي مع سوريا. لكن من الواضح أن استخدام القوة الاقتصادية والدبلوماسية في إسرائيل وإيران كان له تأثير. لم يقتصر الأمر على كبح جماح نتنياهو، بل كانت إيران مستعدة للموافقة على صفقة كانت ستسمح لها بتطوير برنامج نووي مدني، لكنها كانت تمنعها من تطوير سلاح نووي. وقد كانت الصفقة معيبة، وفوضوية، وكثيرا ما تعرضت للاختراق، لكنها نجحت. ويعتقد ريكيتس أن الهجمات ستعزز في نهاية المطاف عزم إيران على امتلاك سلاح نووي. "على المدى القصير، ستؤخر البرنامج بشكل كبير، لكنها على المدى الطويل ستضاعف جهودها. لا يمكن لإسرائيل أن تسلب المعرفة من عقول المهندسين الإيرانيين'. وبالنسبة لمادوكس، فقرار ترامب التخلي عن معاهدة أوباما مع إيران وبضغط من نتنياهو، قاد إلى السيناريو الذي زعم كلاهما أنهما يحاولان منعه: "دفع ترامب ونتنياهو إلى الظروف التي قادت إيران للوصول إلى حافة القنبلة النووية، وقد كان هذا الأمر يمكن تجنبه'. ورغم أن الوضع في الشرق الأوسط مرعب، فإن عواقب الأيام الماضية ستتردد في أماكن أخرى من العالم أيضا، لقد أوضحت روسيا بالفعل أن الحدود الدولية لا تهم، ودول الناتو المجاورة لها -إستونيا ولاتفيا وليتوانيا- لا تثق كثيرا في أن الحلف سيساعدها إذا أرسلت روسيا قوات إلى هناك. ويقول مادوكس إن الصين قد لا تحاول الاستيلاء على تايوان بالقوة، ولكن "يمكن أن تصعّب حياة تايوان للغاية' دون أن يشكل ذلك تهديدا كبيرا برد فعل من ترامب. ويقول إيفو دالدر، مستشار السياسة الخارجية السابق لبيل كلينتون وباراك أوباما: "الدول تأخذ الأمور بنفسها'، مضيفا: "قد تقرر كوريا الشمالية أن هذا هو الوقت المناسب للاستيلاء على جزء من كوريا الجنوبية. ليس من الواضح لي تماما أن الولايات المتحدة ستتدخل'. وخلال الأربع والعشرين ساعة القادمة، ستهبط طائرات تقل قادة "العالم الحر' في ألبرتا- كندا لحضور الاجتماع الحادي والخمسين لمجموعة السبع. وينبغي أن يكون اجتماع أكبر قوى الغرب بعد أيام قليلة من اندلاع حرب كارثية محتملة في الشرق الأوسط علامة على أن النظام العالمي القائم على القواعد، مهما كان ناقصا، لا يزال قادرا على التماسك والعمل ككابح للنشاط العسكري المتهور في منطقة متقلبة. لكننا في عالم جديد الآن. سيتحدث القادة، وقد يصدرون بيانا يدعو إلى الهدوء. لكن لا شيء مما يقال في ألبرتا من المرجح أن يمنع إسرائيل وإيران من تصعيد الصراع. ويقول ريكيتس: "أينما نظرت، تحاول القوى الأقوى السيطرة على جيران أضعف'، نحن الآن في عالم بات فيه كل شيء مباحا.


جو 24
منذ 4 ساعات
- جو 24
للمرة الأولى بتاريخها.. ما الذي خسرته إسرائيل من إغلاق مطار بن غوريون؟
جو 24 : في سابقة هي الأولى منذ إعلان قيامها سنة 1948، أغلقت إسرائيل مجالها الجوي ومطار بن غوريون الدولي حتى إشعار آخر، كما نقلت طائراتها المدنية إلى دول أخرى بسبب الهجمات الصاروخية الإيرانية، مما يؤدي إلى تكبدها خسائر مالية فادحة. ودخلت المواجهة الإسرائيلية الإيرانية مرحلة غير مسبوقة بعدما شنت تل أبيب هجوما كاسحا على عدد من المناطق والمنشآت الإيرانية أمس الجمعة، وهو ما ردت عليه طهران بهجوم صاروخي غير مسبوق. ونقلت إسرائيل أسطول الطائرات المدنية التابع لشركة "إلعال"، إلى كل من اليونان وقبرص والولايات المتحدة، وتوقعت تعرضها لمزيد من الضربات، في حين تواصل مقاتلاتها شن هجمات على إيران. ووفقا لتقرير تفاعلي أعده صهيب العصا للجزيرة، فإن هذه هي المرة الأولى التي تغلق فيها إسرائيل مطار بن غوريون وتنقل أسطولها الجوي تزامنا مع إغلاق كامل لمجالها الجوي. ولم يتم رصد أي حركة طيران في سماء إسرائيل خلال الساعات الماضية بسبب الهجمات المتبادلة، في حين تحدث التقرير عن احتمالية استهدف إيران مطار بن غوريون لتحقيق مزيد من الردع والإيلام. خسائر مالية فادحة ويمكن تخيل حجم الخسائر التي لحقت بإسرائيل جراء إغلاق مطار بن غوريون، عند معرفة أن هذا المطار كان يشهد يوميا نحو 300 رحلة تقلع أو تصل إليه، بمعدل 35 ألف مسافر في اليوم الواحد. وقد خسر المطار العام الماضي 82 مليون دولار بسبب الحرب مع المقاومة في قطاع غزة وحزب الله في لبنان. أما شركة "إلعال" الحكومية فتمتلك 48 طائرة تطير إلى 54 دولة وعديد من الوجهات الأخرى حول العالم بكلفة تشغيل يومية تصل إلى 6 ملايين دولار، وقد تم نقلها جميعا إلى قبرص واليونان وأميركا. وحققت "إلعال" أرباحا سنوية تقدر بـ550 مليون دولار، لكنها اليوم تتحمل تكاليف التشغيل اليومية دون القيام بأي رحلات، وفق التقرير. وحتى طائرة رئاسة مجلس الوزراء المعروفة بـ"أجنحة صهيون"، فقد تم نقلها أيضا إلى أحد مطارات أثينا خلال الساعات الماضية تجنبا لاستهدافها من قبل الصواريخ الإيرانية. المصدر: الجزيرة تابعو الأردن 24 على


جفرا نيوز
منذ 6 ساعات
- جفرا نيوز
ما هو الاسوأ في الصراع بين إيران وإسرائيل؟
جفرا نيوز - في الوقت الحالي، يبدو أن القتال بين إسرائيل وإيران يقتصر على البلدين فقط. وفي الأمم المتحدة وأماكن أخرى، صدرت دعوات كثيرة لضبط النفس. لكن ماذا لو لم تجد تلك الدعوات آذانًا صاغية؟ وماذا لو تصاعد القتال واتسع نطاقه؟ فيما يلي أسوأ السيناريوهات المحتملة. من يمتلك قوة نيرانية أكبر إيران أم إسرائيل؟ رغم النفي الأمريكي، فإن إيران تعتقد بوضوح أن القوات الأمريكية أيدت – وبدعم ضمني على الأقل – الهجمات الإسرائيلية. وقد تلجأ إيران إلى ضرب أهداف أمريكية في أنحاء الشرق الأوسط، مثل معسكرات القوات الخاصة في العراق، والقواعد العسكرية في الخليج، والبعثات الدبلوماسية في المنطقة. ورغم أن القوى التابعة لإيران، مثل حماس وحزب الله، قد تراجعت قوتها بشكل كبير، فإن الميليشيات الموالية لها في العراق ما زالت مسلحة وموجودة. وقد توقعت الولايات المتحدة احتمال وقوع مثل هذه الهجمات، وسحبت بعض أفرادها كإجراء احترازي. وفي رسائلها العلنية، حذرت واشنطن إيران بشدة من عواقب أي هجوم على أهداف أمريكية. لكن ماذا لو قُتل مواطن أمريكي في تل أبيب مثلًا، أو في أي مكان آخر؟ قد يجد دونالد ترامب نفسه مضطرًا إلى التحرك، ولطالما اتُّهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه يسعى لجرّ الولايات المتحدة إلى معركته ضد إيران. ويقول محللون عسكريون إن الولايات المتحدة وحدها تملك القاذفات والقنابل الخارقة للتحصينات القادرة على اختراق أعمق المنشآت النووية الإيرانية، وخاصة منشأة فوردو. وقد وعد ترامب أنصاره من حركة "اجعلوا أمريكا عظيمة مجددًا" بأنه لن يخوض أي "حروب" في الشرق الأوسط. ومع ذلك، فإن العديد من الجمهوريين يدعمون حكومة إسرائيل ورؤيتها القائلة إن الوقت قد حان للسعي إلى تغيير النظام في طهران. لكن إذا أصبحت الولايات المتحدة طرفًا نشطًا في القتال، فسيُعد ذلك تصعيدًا هائلًا قد تكون له تبعات طويلة الأمد ومدمرة. تورط دول خليجية إذا فشلت إيران في إلحاق الضرر بالأهداف العسكرية وغيرها من المواقع المحمية جيدًا داخل إسرائيل، فقد تلجأ إلى توجيه صواريخها نحو أهداف أكثر هشاشة في منطقة الخليج، وخصوصًا تلك الدول التي تعتقد إيران أنها ساعدت ودعمت أعداءها على مدى السنوات. وهناك العديد من الأهداف المتعلقة بالطاقة والبنية التحتية في المنطقة. تذكّر أن إيران اتُّهمت بقصف حقول النفط السعودية في عام 2019، كما استهدفت ميليشياتها الحوثية أهدافًا في الإمارات عام 2022. ومنذ ذلك الحين، شهدت العلاقات نوعًا من المصالحة بين إيران وبعض دول المنطقة. لكن هذه الدول تستضيف قواعد جوية أمريكية، وبعضها – بشكل غير معلن – ساعد في الدفاع عن إسرائيل من هجوم صاروخي إيراني العام الماضي. وإذا تعرّضت منطقة الخليج لهجوم، فقد تطالب بدورها بتدخل الطائرات الحربية الأمريكية للدفاع عنها، إلى جانب الدفاع عن إسرائيل. فشل إسرائيل في تدمير القدرات النووية الإيرانية ماذا لو فشل الهجوم الإسرائيلي؟ وماذا لو كانت المنشآت النووية الإيرانية عميقة للغاية ومحميّة جيدًا؟ وماذا لو لم يتم تدمير 400 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة وهو الوقود النووي الذي لا يفصله عن درجة التخصيب اللازمة للأسلحة سوى خطوة صغيرة، وهو ما يكفي لصنع نحو عشر قنابل نووية؟ ماذا نعرف عن القادة العسكريين والعلماء الإيرانيين الذين قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي؟ ويُعتقد أن هذا اليورانيوم قد يكون مخبّأً في مناجم سرّية عميقة. قد تكون إسرائيل قتلت بعض العلماء النوويين، لكن لا توجد قنابل قادرة على تدمير المعرفة والخبرة الإيرانية. وماذا لو أقنع الهجوم الإسرائيلي القيادة الإيرانية بأن السبيل الوحيد لردع المزيد من الهجمات هو الإسراع قدر الإمكان في الحصول على قدرة نووية؟ وماذا لو كان القادة العسكريون الجدد على طاولة القرار أكثر تهورًا وأقل حذرًا من أسلافهم الذين قُتلوا؟ وفي الحد الأدنى، قد يُجبر ذلك إسرائيل على شن مزيد من الهجمات، مما قد يربط المنطقة بحلقة مستمرة من الضربات والضربات المضادة، ولدى الإسرائيليين عبارة قاسية لوصف هذه الاستراتيجية؛ يسمونها "جزّ العشب". فماذا لو حاولت إيران إغلاق مضيق هرمز، مما سيقيّد حركة النفط بشكل أكبر؟ وماذا لو في الجهة الأخرى من شبه الجزيرة العربية كثّف الحوثيون في اليمن هجماتهم على الملاحة في البحر الأحمر؟ فهم آخر حلفاء إيران من الوكلاء، ولديهم تاريخ من السلوك غير المتوقع والاستعداد لتحمّل مخاطر عالية. وتعاني العديد من الدول حول العالم بالفعل من أزمة في تكاليف المعيشة، وارتفاع أسعار النفط سيزيد من التضخم في نظام اقتصادي عالمي يعاني أصلًا من أعباء حرب الرسوم الجمركية التي أطلقها ترامب. ولا ننسى أن المستفيد الأكبر من ارتفاع أسعار النفط هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي سيشهد تدفق مليارات الدولارات إلى خزائن الكرملين، لتمويل حربه ضد أوكرانيا. فراغ ناجم عن سقوط النظام الإيراني وماذا لو نجحت إسرائيل في تحقيق هدفها طويل الأمد بإسقاط النظام الثوري الإسلامي في إيران؟ ويزعم نتنياهو أن هدفه الأساسي هو تدمير القدرات النووية الإيرانية، لكنه أوضح في بيانه الجمعة أن هدفه الأوسع يشمل تغيير النظام. فقد قال "للشعب الإيراني الفخور" إن هجومه "يمهّد الطريق أمامكم لنيل حريتكم" من ما وصفه بـ"النظام الشرير والقمعي". وقد يجد إسقاط الحكومة الإيرانية صدى إيجابيًا لدى بعض الأطراف في المنطقة، خاصة لدى بعض الإسرائيليين. لكن، ما الفراغ الذي قد يتركه ذلك؟ وما العواقب غير المتوقعة التي قد تترتب عليه؟ وكيف سيكون شكل الصراع الداخلي في إيران؟ لا يزال كثيرون يتذكرون ما حدث في العراق وليبيا عندما تم إسقاط الحكم المركزي القوي فيهما. لذلك سيتوقف الكثير على كيفية تطور هذه الحرب في الأيام المقبلة. وكيف وبأي حدة سترد إيران؟ وما مقدار ضبط النفس، إن وُجد، الذي يمكن أن تمارسه الولايات المتحدة على إسرائيل؟.