logo
وفاة بشلل الأطفال في غزة تعيد القلق إلى سكان القطاع بعد عام على تسجيل أول إصابة

وفاة بشلل الأطفال في غزة تعيد القلق إلى سكان القطاع بعد عام على تسجيل أول إصابة

يورو نيوزمنذ 3 أيام
أفادت وسائل إعلام فلسطينية، الأربعاء، عن وفاة الطفل محمد صلاح رجب قديح من سكان مدينة خان يونس نتيجة إصابته بمرض شلل الأطفال المتصاعد.
في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قالت الأمم المتحدة إن أكثر من نصف مليون طفل في قطاع غزة تلقوا الجرعة الثانية من لقاح شلل الأطفال، مستكملين بذلك برنامج التطعيم المطلوب، ليصبح 94% من الأطفال دون سن العاشرة محميين من هذا المرض المُهَدِد للحياة.
لكن في أبريل/ نيسان الماضي، قالت وزارة الصحة في غزة إن إسرائيل تمنع إدخال تطعيمات شلل الأطفال لأكثر من 40 يوماً ما يعيق جهود تنفيذ المرحلة الرابعة لتعزيز الوقاية من المرض.
وقالت إن 602,000 طفل يتهددهم خطر الاصابة بالشلل الدائم والاعاقات المزمنة ما لم يتم إدخال التطعيمات.
عام على ظهور شلل الأطفال
نهاية يوليو/ تموز 2024، كُشف عن فيروس شلل الأطفال في عيّنات أُخذت من مياه الصرف الصحّي في غزّة، بعد مضي تسعة أشهر على الحرب الدائرة.
حينها وعلى الرغم من عدم تسجيل أية حالات إصابة بشلل الأطفال، قال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن "المسألة هي مسألة وقت ليس إلا قبل أن يطال المرض آلاف الأطفال غير المحميين، إن لم تُتخذ إجراءات فورية بصدده. فالأطفال دون سن الخامسة معرضون للخطر، وخاصة الرضع دون سن الثانية لأن الكثيرين منهم لم يُلقّحوا خلال الأشهر التسعة من الصراع".
بعدها بأيام في 22 أغسطس/ آب، أصبح طفل يبلغ من العمر 10 أشهر مصابًا بشلل الأطفال في غزة أول حالة مؤكدة من المرض القاتل يتم اكتشافها في القطاع منذ 25 عاماً.
نجحت الجولة الأولى من حملة التطعيم في الوصول إلى 559 ألف طفل دون سن العاشرة على مدى ثلاث مراحل في جنوب ووسط وشمال قطاع غزة في الفترة من 1 إلى 12 سبتمبر/ أيلول، تخللتها "هدنات إنسانية" محلية اتفقت عليها إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
بحسب الأمم المتحدة، يوفر الأفراد ذوو المناعة المنخفضة أو المعدومة للفيروس فرصة لمواصلة الانتشار واحتمال التسبب في المرض. وتخلق البيئة الحالية في غزة - بما فيها الاكتظاظ في الملاجئ والبنية التحتية المتضررة بشدة للمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية - ظروفا مثالية لمزيد من انتشار فيروس شلل الأطفال.
وفقاً لتحديث صدر عن منظمتي اليونيسف والصحة العالمية في فبراير/ شباط الماضي، لم يتم الإبلاغ عن أي حالات إضافية لشلل الأطفال منذ أن أصيب الطفل الأول في أغسطس/ آب 2024. لكن العينات البيئية الجديدة التي تم جمعها من دير البلح وخان يونس في ديسمبر/ كانون الأول 2024 ويناير/ كانون الثاني 2025، تؤكد انتقال فيروس شلل الأطفال. والسلالة التي تم اكتشافها مؤخرا مرتبطة جينيا بفيروس شلل الأطفال الذي تم اكتشافه في قطاع غزة في يوليو/ تموز 2024.
أمراض أخرى تفتك بالأطفال
ليس شلل الأطفال وحده ما يشكل الخطر على الأطفال في غزة. مطلع أغسطس/ آب الحالي، أعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة 3 أطفال بالشلل الرخو الحاد ومتلازمة "غيلان باريه"، محذرة من تصاعد وصفته بأنه خطير في حالات الإصابة بالشلل والمتلازمة بين الأطفال في قطاع غزة، نتيجةً الإصابة بالتهابات غير نمطية وتفاقم وضع سوء التغذية الحاد.
وقالت إن الفحوصات الطبية كشفت عن وجود فيروسات معوية غير شلل الأطفال، ما يؤكد وجود بيئة خصبة لانتشار الأمراض المعدية بشكل خارج عن السيطرة.
وأوضحت الوزارة أن حالتين من الوفيات الثلاث، لطفلين لم يتجاوزا 15 سنة، توفيا بعد فشل محاولات إنقاذهما بسبب عدم توفر العلاج اللازم جراء الحصار.
ومتلازمة "غيلان باريه" هي حالة يهاجم فيها الجهاز المناعي للجسم، الأعصاب ويمكن أن تسبب ضعفًا أو خدرًا أو شللاً، وعادة ما تشمل الأعراض الأولى الشعور بضعف ووخز في اليدين والقدمين، ويمكن أن تنتشر هذه الأعراض بسرعة وربما تؤدي إلى الشلل، وهي حالة طبية طارئة في أخطر أشكالها، ومعظم الأشخاص المصابين بها يحتاجون إلى علاج في المستشفى.
الجوع يقتل الأطفال أيضاً
قالت وزارة الصحة الفلسطينية، الأربعاء، إنه خلال الـ24 ساعة الماضية سجلت 8 حالات وفاة نتيجة "المجاعة وسوء التغذية"، من بينهم 3 أطفال، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 235 حالة وفاة من بينهم 106 أطفال.
وقال برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، الأربعاء إن الجوع وسوء التغذية في غزة وصلا إلى أعلى مستوياتهما منذ بدء هذا الصراع في أكتوبر/ تشرين الأول/ 2023.
وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليب لازاريني إن 100 طفل لقوا حتفهم في غزة بسبب سوء التغذية والجوع، بالإضافة إلى التقارير التي تفيد بمقتل أو إصابة أكثر من 40 ألف طفل في القصف والغارات الجوية.
جاء ذلك على منشور على موقع إكس، بدأه لازاريني بجملة: "آخر التطورات بشأن الحرب على الأطفال والطفولة في غزة".
وقال المسؤول الأممي إن 17 ألف طفل على الأقل غير مصحوبين بأسرهم أو انفصلوا عنهم، وأن مليون طفل مصابون بالصدمات وخارج التعليم.
وأضاف: "يجب ألا يصمت أحد عندما يموت الأطفال أو يُحرموا بقسوة من المستقبل، أينما كان هؤلاء الأطفال بما في ذلك غزة".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الآثار الصحية للمواد الكيميائية الأبدية الموجودة في منتجات الدورة الشهرية الصديقة للبيئة
الآثار الصحية للمواد الكيميائية الأبدية الموجودة في منتجات الدورة الشهرية الصديقة للبيئة

يورو نيوز

timeمنذ 14 ساعات

  • يورو نيوز

الآثار الصحية للمواد الكيميائية الأبدية الموجودة في منتجات الدورة الشهرية الصديقة للبيئة

كشفت دراسة نُشرت الأسبوع الماضي عن احتمال احتواء منتجات النظافة الصحية النسائية القابلة لإعادة الاستخدام على مواد كيميائية سامة، وذلك بعد اختبار عينات من أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأوروبا. وأُجريت الدراسة، التي راجعها أقران، ونُشرت في مجلة Environmental Science and Technology Letters، لتحديد وجود مركبات بير وفلوروألكيل المتعددة الفلور (PFAS) في منتجات الحيض وسلس البول المصنّفة كـ"صديقة للبيئة"، وهو ما أعاد الجدل حول سلامة هذه المنتجات وتأثيرها المحتمل على الصحة. وتُعرف مركبات PFAS، أو "المواد الكيميائية الأبدية"، بأنها مجموعة من المواد الصناعية التي طوّرها الإنسان وتتميّز بقدرتها الكبيرة على مقاومة التحلّل. وقد استُخدمت منذ أكثر من سبعين عامًا في العديد من المنتجات الاستهلاكية، لتعزيز مقاومتها للماء، والدهون، والبقع. واختبر فريق من الباحثين 59 منتجًا من خمس فئات، شملت: الملابس الداخلية الخاصة بالدورة الشهرية، الفوط الصحية القابلة لإعادة الاستخدام، الملابس الداخلية القابلة للغسل، وأكواب الحيض. ولرصد وجود مركبات السلفونات المشبعة بالفلور والفلور العضوي، قام العلماء بقياس إجمالي محتوى الفلور، وهو عنصر كيميائي غالبًا ما يشير ارتفاعه إلى احتمال وجود "مواد كيميائية أبدية". ثم اختار الفريق مجموعة فرعية أصغر تضم 19 منتجًا، خضعت لتحليل أكثر تفصيلًا لرصد مستويات دقيقة من تلك المركّبات. وتم الكشف عن وجود مركب سلفونات أوكتين المشبعة بالفلور في جميع العينات الـ19 بنسبة 100%. كما عُثر على أدلة تشير إلى إضافة هذه المادة عمدًا في نحو 30% من المنتجات الـ59، مع تسجيل أعلى التركيزات في الفوط الصحية والملابس الداخلية القابلة لإعادة الاستخدام. وصرّحت مارتا فينييه، وهي أستاذة في الكيمياء البيئية وواحدة من المشارِكات في إعداد الدراسة بجامعة إنديانا، بأن التفريق بين الإضافة المقصودة وغير المقصودة لتلك المواد يتم بناءً على كمية الفلور الكلية المكتشفة. وقالت فينييه لموقع Euronews Health: "عندما تتجاوز المستويات عتبة معينة، فهذا يعني على الأرجح أن المادة أُضيفت عمدًا لمنح خصائص مثل مقاومة المياه، على سبيل المثال". وأضافت أن المستويات المنخفضة قد تعكس تلوثًا غير مقصود خلال مراحل التصنيع. ويُعد هذا التمييز بالغ الأهمية إذ تقول مارتا فينييه إنه وٌجد في كل فئة من المنتجات عينات لا تحتوي على مادة PFAS المضافة عمدًا، ما يثبت أنه يمكن تصنيع هذه المنتجات دون استخدام سلفونات البيرفلوروكتان المشبعة بالفلور". وتضيف: "هذا يؤكد أن هذه المواد [PFAS] ليست ضرورية لجعل المنتج فعّالًا". ما هي المخاطر الصحية لمادة PFAS على صحة النساء؟ تضم مجموعة PFAS أكثر من 10 آلاف مادة كيميائية صناعية، مما يجعل من الصعب تحديد التأثيرات الصحية الخاصة بكل واحدة منها بشكل منفصل. ومع ذلك، هناك أدلة علمية متزايدة تربط بين التعرض لمركبات PFAS وظهور آثار صحية ضارة، خاصة على النساء. وفي عام 2023، صنّفت منظمة الصحة العالمية (WHO) اثنين من مركبات PFAS، وهما حمض البيرفلوروكتان السلفوني (PFOS) وحمض البيرفلوروكتانويك (PFOA)، كمادتين مسرطنتين أو يحتمل أن تسبب السرطان لدى البشر. وقد حُظرت هاتان المادتان في الاتحاد الأوروبي. وبالإضافة إلى خطر الإصابة بهذا المرض، حذّرت تينا كولد جنسن، وهي طبيبة وأخصائية في علم الأوبئة البيئية بجامعة جنوب الدنمارك، من أن التعرض لهذه المواد قد يضر بالجهاز المناعي للمواليد الجدد، وذلك نتيجة تراكمها في أجسام النساء على مدى الزمن. وقالت لموقع Euronews Health: "تتعرّض النساء لهذه المواد من خلال منتجات النظافة، ويستغرق الجسم أكثر من أربع سنوات للتخلّص من نصف الكمية الممتصة فقط. وبما أنها تبقى في الجسم، فإن النساء في سن الإنجاب يمكن أن ينقلنها إلى أطفالهن عبر المشيمة أو من خلال حليب الأم". وأشارت جنسن أيضًا إلى أن التعرّض لمركبات السلفونات المشبعة بالفلوروالثينيل المتعددة الفلوروالثين قد يرتبط بمشكلات صحية أخرى، من بينها ارتفاع الكوليسترول، وتغيّرات في إنزيمات الكبد، وسرطان الكلى، ومشاكل في الإنجاب. ومع ذلك، أكدت أنه لم يتم تأكيد جميع هذه الآثار بشكل قاطع، وشدّدت على الحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث. وظهرت حالة أخرى من عدم اليقين تتعلّق بما إذا كان التلامس المباشر للفوط مع الجلد يسبّب مخاطر صحية أكبر أو أقل أو مساوية للتعرّض البيئي لـ"المواد الكيميائية الأبدية". قالت: "يحدث التعرّض لمركبات PFAS في الغالب عبر القناة الهضمية (...) الجلد يُعد حاجزًا جيدًا جدًا، لكننا لا نعرف الكثير. لكننا هنا لا نتحدث فقط عن الجلد، بل عن المهبل والشفرين، وهذا مختلف تمامًا". وفي ما يتعلّق بالفوط الصحية القابلة لإعادة الاستخدام، أضافت جنسن أن التعرّض البيئي يشكّل مصدر قلق آخر: "هناك الكثير من مركبات PFAS في البيئة، ومن المؤكد أنها ستنتقل إليها بمجرد غسل الفوط الصحية". وفي المحصّلة، لا تزال هناك أسئلة أكثر من الأجوبة بشأن تأثير مركبات PFAS على صحة المرأة. لكن، هل تُشكّل هذه الفوط الصحية "الصديقة للبيئة" مخاطر صحية أخرى؟ ماذا نعرف عن منتجات الدورة الشهرية القابلة لإعادة الاستخدام؟ أصبحت منتجات الدورة الشهرية المستدامة أكثر شيوعًا بين الشابات. فبحسب دراسة أُجريت في إسبانيا عام 2022، تجاوز استخدام منتجات النظافة الصحية الصديقة للبيئة استخدام المنتجات ذات الاستعمال الواحد لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 26 و35 عامًا وقت إجراء المسح. وأطلقت الحكومة الكتالونية، في مارس الماضي، مبادرة صحية عامة تُقدّم مجّانا ما يعرف بكأس الحيض، وزوجًا من الملابس الداخلية، وعبوتين من الفوط القماشية، بهدف مساعدة الطبقة الفقيرة على مواجهة تكاليف شراء الفوط الصحية والتقليل من النفايات الناتجة عن المنتجات ذات الاستخدام الواحد. وثبت أن المنتجات القابلة لإعادة الاستخدام تُعد بدائل أكثر استدامة مقارنة بالمنتجات الأحادية الاستخدام. وتُعتبر أكواب الدورة الشهرية الأقل تأثيرًا على البيئة، تليها الملابس الداخلية الخاصة بالدورة والفوط القابلة لإعادة الاستخدام. وباستثناء المخاوف الأخيرة بشأن مركبات PFAS، لم تُثبت الدراسات أن منتجات الحيض الصديقة للبيئة تُشكّل خطرًا صحيًا كبيرًا، وفقًا لمراجعة عالمية شملت الفوط المصنوعة من االقماش. ويبدو أن القلق الوحيد المتعلق بها يتمثل في تهيّج الجلد الناتج عن الاستخدام الطويل أو سوء التنظيف أو عدم التجفيف الجيد. ووجدت دراسة أخرى أُجريت على كأس الحيض أنه آمن بشكل عام، باستثناء بعض الحالات النادرة التي سُجّلت فيها إصابات في المهبل، أو متلازمة الصدمة السمية، أو مشكلات في المسالك البولية. أما الملابس الداخلية الخاصة بالدورة الشهرية، فتُثار بشأنها مخاوف تتعلّق بمركبات PFAS وعناصر أخرى. ففي عام 2023، كشف تحقيق أجرته منظمة ?Who في المملكة المتحدة عن وجود مستويات مرتفعة من الفضة في بعض العلامات التجارية المعروفة مثل Intima، وM&S، وThinx. كما كانت Thinx، على وجه الخصوص، في قلب الجدل الدائر حول السلفونات المشبعة بالفلوروالثينيل البيرفلوروكتاني (PFAS)، عندما نشرت مجلة سييرا في عام 2020 تحقيقاً أجرته مع جامعة نوتردام، حيث وجدت هذه المجلة أن هذه المادة موجودة في الملابس الداخلية الخاصة بالعلامة التجارية. أدى ذلك إلى رفع دعوى جماعية واحدة ضد الشركة، والتي تمت تسويتها في نهاية عام 2022. ومع ذلك، لم تقتصر السلفونات المشبعة بالفلور أوكتان المشبعة بالفلور أوكتين على المنتجات القابلة لإعادة الاستخدام؛ بل ظهرت أيضًا في المنتجات ذات الاستخدام الواحد. ففي عام 2022، كشفت اختبارات معملية أجرتها منظمة Mamavation الأمريكية، المعنية بمراقبة المستهلكين والصحة البيئية، عن وجود هذه المركبات في 48% من أصل 46 فوطة صحية، وبطانة ملابس داخلية، وفوط سلس البول تم اختبارها. وشكّل غياب البيانات عاملاً مشتركًا آخر بين منتجات الدورة الشهرية ذات الاستخدام الواحد وتلك القابلة لإعادة الاستخدام، مما يُبرز الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لتقييم أنواع مركبات PFAS، وكمياتها، وتأثيراتها الصحية المحتملة.

وفاة بشلل الأطفال في غزة تعيد القلق إلى سكان القطاع بعد عام على تسجيل أول إصابة
وفاة بشلل الأطفال في غزة تعيد القلق إلى سكان القطاع بعد عام على تسجيل أول إصابة

يورو نيوز

timeمنذ 3 أيام

  • يورو نيوز

وفاة بشلل الأطفال في غزة تعيد القلق إلى سكان القطاع بعد عام على تسجيل أول إصابة

أفادت وسائل إعلام فلسطينية، الأربعاء، عن وفاة الطفل محمد صلاح رجب قديح من سكان مدينة خان يونس نتيجة إصابته بمرض شلل الأطفال المتصاعد. في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قالت الأمم المتحدة إن أكثر من نصف مليون طفل في قطاع غزة تلقوا الجرعة الثانية من لقاح شلل الأطفال، مستكملين بذلك برنامج التطعيم المطلوب، ليصبح 94% من الأطفال دون سن العاشرة محميين من هذا المرض المُهَدِد للحياة. لكن في أبريل/ نيسان الماضي، قالت وزارة الصحة في غزة إن إسرائيل تمنع إدخال تطعيمات شلل الأطفال لأكثر من 40 يوماً ما يعيق جهود تنفيذ المرحلة الرابعة لتعزيز الوقاية من المرض. وقالت إن 602,000 طفل يتهددهم خطر الاصابة بالشلل الدائم والاعاقات المزمنة ما لم يتم إدخال التطعيمات. عام على ظهور شلل الأطفال نهاية يوليو/ تموز 2024، كُشف عن فيروس شلل الأطفال في عيّنات أُخذت من مياه الصرف الصحّي في غزّة، بعد مضي تسعة أشهر على الحرب الدائرة. حينها وعلى الرغم من عدم تسجيل أية حالات إصابة بشلل الأطفال، قال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن "المسألة هي مسألة وقت ليس إلا قبل أن يطال المرض آلاف الأطفال غير المحميين، إن لم تُتخذ إجراءات فورية بصدده. فالأطفال دون سن الخامسة معرضون للخطر، وخاصة الرضع دون سن الثانية لأن الكثيرين منهم لم يُلقّحوا خلال الأشهر التسعة من الصراع". بعدها بأيام في 22 أغسطس/ آب، أصبح طفل يبلغ من العمر 10 أشهر مصابًا بشلل الأطفال في غزة أول حالة مؤكدة من المرض القاتل يتم اكتشافها في القطاع منذ 25 عاماً. نجحت الجولة الأولى من حملة التطعيم في الوصول إلى 559 ألف طفل دون سن العاشرة على مدى ثلاث مراحل في جنوب ووسط وشمال قطاع غزة في الفترة من 1 إلى 12 سبتمبر/ أيلول، تخللتها "هدنات إنسانية" محلية اتفقت عليها إسرائيل والفصائل الفلسطينية. بحسب الأمم المتحدة، يوفر الأفراد ذوو المناعة المنخفضة أو المعدومة للفيروس فرصة لمواصلة الانتشار واحتمال التسبب في المرض. وتخلق البيئة الحالية في غزة - بما فيها الاكتظاظ في الملاجئ والبنية التحتية المتضررة بشدة للمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية - ظروفا مثالية لمزيد من انتشار فيروس شلل الأطفال. وفقاً لتحديث صدر عن منظمتي اليونيسف والصحة العالمية في فبراير/ شباط الماضي، لم يتم الإبلاغ عن أي حالات إضافية لشلل الأطفال منذ أن أصيب الطفل الأول في أغسطس/ آب 2024. لكن العينات البيئية الجديدة التي تم جمعها من دير البلح وخان يونس في ديسمبر/ كانون الأول 2024 ويناير/ كانون الثاني 2025، تؤكد انتقال فيروس شلل الأطفال. والسلالة التي تم اكتشافها مؤخرا مرتبطة جينيا بفيروس شلل الأطفال الذي تم اكتشافه في قطاع غزة في يوليو/ تموز 2024. أمراض أخرى تفتك بالأطفال ليس شلل الأطفال وحده ما يشكل الخطر على الأطفال في غزة. مطلع أغسطس/ آب الحالي، أعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة 3 أطفال بالشلل الرخو الحاد ومتلازمة "غيلان باريه"، محذرة من تصاعد وصفته بأنه خطير في حالات الإصابة بالشلل والمتلازمة بين الأطفال في قطاع غزة، نتيجةً الإصابة بالتهابات غير نمطية وتفاقم وضع سوء التغذية الحاد. وقالت إن الفحوصات الطبية كشفت عن وجود فيروسات معوية غير شلل الأطفال، ما يؤكد وجود بيئة خصبة لانتشار الأمراض المعدية بشكل خارج عن السيطرة. وأوضحت الوزارة أن حالتين من الوفيات الثلاث، لطفلين لم يتجاوزا 15 سنة، توفيا بعد فشل محاولات إنقاذهما بسبب عدم توفر العلاج اللازم جراء الحصار. ومتلازمة "غيلان باريه" هي حالة يهاجم فيها الجهاز المناعي للجسم، الأعصاب ويمكن أن تسبب ضعفًا أو خدرًا أو شللاً، وعادة ما تشمل الأعراض الأولى الشعور بضعف ووخز في اليدين والقدمين، ويمكن أن تنتشر هذه الأعراض بسرعة وربما تؤدي إلى الشلل، وهي حالة طبية طارئة في أخطر أشكالها، ومعظم الأشخاص المصابين بها يحتاجون إلى علاج في المستشفى. الجوع يقتل الأطفال أيضاً قالت وزارة الصحة الفلسطينية، الأربعاء، إنه خلال الـ24 ساعة الماضية سجلت 8 حالات وفاة نتيجة "المجاعة وسوء التغذية"، من بينهم 3 أطفال، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 235 حالة وفاة من بينهم 106 أطفال. وقال برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، الأربعاء إن الجوع وسوء التغذية في غزة وصلا إلى أعلى مستوياتهما منذ بدء هذا الصراع في أكتوبر/ تشرين الأول/ 2023. وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليب لازاريني إن 100 طفل لقوا حتفهم في غزة بسبب سوء التغذية والجوع، بالإضافة إلى التقارير التي تفيد بمقتل أو إصابة أكثر من 40 ألف طفل في القصف والغارات الجوية. جاء ذلك على منشور على موقع إكس، بدأه لازاريني بجملة: "آخر التطورات بشأن الحرب على الأطفال والطفولة في غزة". وقال المسؤول الأممي إن 17 ألف طفل على الأقل غير مصحوبين بأسرهم أو انفصلوا عنهم، وأن مليون طفل مصابون بالصدمات وخارج التعليم. وأضاف: "يجب ألا يصمت أحد عندما يموت الأطفال أو يُحرموا بقسوة من المستقبل، أينما كان هؤلاء الأطفال بما في ذلك غزة".

منظمة الصحة العالمية: نحو 100 ألف إصابة بالكوليرا في السودان منذ يوليو الماضي
منظمة الصحة العالمية: نحو 100 ألف إصابة بالكوليرا في السودان منذ يوليو الماضي

يورو نيوز

time٠٨-٠٨-٢٠٢٥

  • يورو نيوز

منظمة الصحة العالمية: نحو 100 ألف إصابة بالكوليرا في السودان منذ يوليو الماضي

أعلنت منظمة الصحة العالمية، يوم الخميس 7 آب/أغسطس، أن السودان سجل ما يقارب 100 ألف حالة إصابة بالكوليرا منذ تموز/يوليو العام الماضي، محذّرة من أن البلاد تواجه موجة متزايدة من الجوع والنزوح والأمراض في ظل استمرار الصراع المسلح. وأكد المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، في مؤتمر صحافي مع رابطة مراسلي الأمم المتحدة في جنيف (ACANU)، إن "العنف المستمر في السودان أدى إلى انتشار الجوع والمرض والمعاناة على نطاق واسع"، مضيفًا: "الكوليرا اجتاحت جميع ولايات السودان، حيث تم الإبلاغ عن ما يقرب من 100 ألف إصابة منذ تموز الماضي". وأشار تيدروس إلى أن حملات التطعيم الفموي ضد الكوليرا نُفذت في عدة ولايات، بما فيها العاصمة الخرطوم، لكنه شدد على أن "رغم تسجيل انخفاض في عدد الحالات خلال الفترة الأخيرة، فإن هناك فجوات كبيرة في أنظمة المراقبة الصحية، والتقدم الذي تحقق ما يزال هشًا وقابلاً للانتكاس". الفيضانات وتفشي الأمراض وحذّر مدير منظمة الصحة العالمية من أن الفيضانات الأخيرة التي اجتاحت أجزاء واسعة من السودان "مرشحة لتفاقم أزمة الجوع، وزيادة تفشي الكوليرا والملاريا وحمى الضنك وأمراض أخرى"، لافتًا إلى أن ضعف البنية التحتية الصحية وتضرر شبكات المياه والصرف الصحي يضاعف المخاطر على السكان. وتُعد الكوليرا عدوى معوية حادة تنتقل عبر الطعام أو المياه الملوثة بالبكتيريا، وغالبًا ما يكون مصدرها فضلات بشرية. وتؤدي الإصابة بها إلى إسهال حاد وقيء وتشنجات عضلية، ويمكن أن تسبب الوفاة خلال ساعات إذا لم تُعالج، رغم إمكانية علاجها بسهولة عبر محلول الإماهة الفموية أو المضادات الحيوية في الحالات الشديدة. أزمة غذاء خانقة وفي ما يتعلق بالأمن الغذائي، قال تيدروس إن تقارير من مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور المحاصرة، تشير إلى أن السكان لجأوا إلى تناول علف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة، في ظل انقطاع الإمدادات الغذائية. وأوضح أن "الملايين في أنحاء السودان يعانون من الجوع، ومن المتوقع أن يعاني نحو 770 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء تغذية حاد ووخيم هذا العام". وأضاف أن مراكز التغذية التي تدعمها المنظمة عالجت أكثر من 17 ألف طفل من هذه الفئة ممن يعانون مضاعفات طبية خلال النصف الأول من العام، لكن "أعدادًا أكبر بكثير تبقى خارج نطاق الوصول". عقبات أمام الاستجابة الإنسانية ولفت مدير منظمة الصحة العالمية إلى أن جهود الوكالة تواجه عوائق كبيرة بسبب ضعف الوصول إلى المناطق المتضررة ونقص التمويل، موضحًا أن المنظمة لم تتلق سوى أقل من ثلث التمويل الذي طلبته لتقديم المساعدات الصحية العاجلة في السودان. واختتم تيدروس بتحذير شديد اللهجة قائلاً: "طالما استمر العنف في السودان، يمكننا أن نتوقع مزيدًا من الجوع، ومزيدًا من النزوح، ومزيدًا من الأمراض". ويشهد السودان منذ نيسان/أبريل 2023 نزاعًا دامياً بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص وتشريد الملايين، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي تضرب البلاد منذ عقود.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store