
الذكاء الاصطناعي والصحة النفسية: دعوات إماراتية لتنظيم المشورة الطبية
تخيل هذا: الوقت متأخر من الليل، وأنت تتحدث مع ذكاء اصطناعي عن قلقك، أو أفكارك المتسارعة، أو مخاوفك. تبدأ المحادثة في أن تصبح مكثفة - ربما أكثر من اللازم. هل يجب أن يتدخل الذكاء الاصطناعي، يوقف الجلسة مؤقتاً، أو يقترح طلب المساعدة المهنية ؟
يقول خبراء الصحة النفسية نعم، ويحثون منصات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT على دمج ضمانات واقعية يمكنها إدارة المحادثات ذات الثقل العاطفي.
يحذر عدد متزايد من علماء النفس والباحثين من أنه بينما يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي أن تكون مفيدة باعتدال، إلا أنها تتولى تدريجياً أدواراً لم تُصمم لأجلها أبداً. ومع توثيق حالات نادرة ولكن خطيرة من الذهان المرتبط بالذكاء الاصطناعي، يقول الخبراء إن غياب الرقابة يمثل مشكلة، خاصة مع لجوء المزيد من الأشخاص إلى روبوتات الدردشة للحصول على الراحة، أو الدعم الشبيه بالعلاج، أو التواصل العاطفي.
مخاطر الاعتماد العاطفي والذهان
وقالت الدكتورة راندا الطاهر، أخصائية علم النفس المتخصصة في الصدمات: "الخطر لا يقتصر فقط على (تلقي) نصيحة سيئة. بل يكمن في أن المستخدمين يمكن أن يصبحوا معتمدين عاطفياً على الذكاء الاصطناعي ، ويعاملونه كصديق أو معالج. في بعض الحالات، يصبح حتى جزءاً من تفكير الشخص المشوه. وهنا رأينا ظهور الذهان".
على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي قد يبدو مستجيباً ومريحاً، إلا أنه يفتقر إلى القدرة على التعرف عندما يكون المستخدم في حالة تدهور أو أزمة. كما أنه لا يتدخل عندما تتجاوز المحادثات خطاً حرجاً.
تُظهر الحالات الموثقة في أوروبا والولايات المتحدة أفراداً لديهم نقاط ضعف موجودة مسبقاً، يشكلون روابط عاطفية عميقة مع روبوتات الدردشة ، مما يؤدي إلى معتقدات وهمية، وخطوط ضبابية بين الواقع والخيال، وحتى سلوك ضار. وبينما هذه أمثلة متطرفة، فإنها تكشف نقطة عمياء كبيرة في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي.
وأضافت الدكتورة المقيمة في دبي: "لا يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على تحديد العلامات الحمراء الخطيرة أو إحالة شخص إلى الرعاية الطارئة بعد. لكن يجب أن يفعل ذلك. نحن بحاجة إلى تدابير مدمجة، سواء كانت تحذيرات من المحتوى العاطفي، أو فترات راحة محددة بوقت، أو شراكات مع منظمات الصحة النفسية الدولية".
رد ChatGPT على السؤال نفسه
لفهم كيف ينظر الذكاء الاصطناعي نفسه إلى القضية، سألت "الخليج تايمز" ChatGPT السؤال التالي: "هل يجب أن يخضع ChatGPT للوائح عندما يتعلق الأمر بالصحة النفسية؟"
أجاب الأداة بوضوح مفاجئ:
"من المنطقي أن يطالب الخبراء الطبيون بالتنظيم. يمكن للذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT توفير معلومات عامة مفيدة، لكنني لست متخصصًا طبيًا مرخصًا ولا ينبغي أن أحل محل الأطباء أو خبراء الصحة النفسية. يمكن أن تؤدي سوء الفهم، أو المعلومات القديمة، أو الإجابات المبسطة إلى ضرر إذا تصرف شخص بناءً عليها دون استشارة متخصص".
ومضى يقول:
"نصائح الصحة النفسية دقيقة وشخصية للغاية. حتى المحترفون المدربون جيدًا يقضون سنوات في تعلم كيفية التقييم والاستجابة بأمان... أعتقد أن الخبراء الذين يطالبون بالتنظيم يتصرفون بمسؤولية".
دعوات لتطبيق معايير الكشف والإحالة
أكد الدكتور نبيل أشرف، أخصائي علم النفس السريري في دبي، على هذه الحاجة الملحة. ودعا شركات الذكاء الاصطناعي والجهات التنظيمية إلى تطبيق ميزات تهدف إلى تقليل المخاطر بسرعة، خاصة للمستخدمين الضعفاء. إحدى التوصيات الرئيسية هي تدريب روبوتات الدردشة على اكتشاف علامات الضائقة العاطفية من خلال تحليل لغة المستخدم في الوقت الفعلي.
وقال: "هناك أنماط يمكن أن تشير إلى متى يكون شخص ما في حالة تدهور، أو يعاني من أوهام، أو يظهر علامات أزمة. يجب أن يكون الذكاء الاصطناعي قادرًا على الاستجابة بشكل مناسب".
في مثل هذه الحالات، يجب أن يحيل روبوت الدردشة المستخدمين إلى خدمات دعم موثوقة، مثل خطوط المساعدة للصحة النفسية أو المعالجين المرخصين. "لا يكفي أن يقول 'أنا آسف لأنك تشعر هكذا'. إذا كانت هناك علامة حمراء، يجب أن تكون هناك خطوة تالية".
وأضاف: "لا يوجد خجل في استخدام الذكاء الاصطناعي للحصول على نصيحة خفيفة أو للشعور بأنك مسموع. ولكن بدون قيود حقيقية، يمكن لهذه الأدوات أن تسبب ضررًا أكثر من النفع، خاصة لشخص يعاني بالفعل".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 2 ساعات
- البيان
قطاع الذكاء الاصطناعي يبحث عن وسائل للحد من استهلاكه للطاقة
بفضل تقنيات تبريد جديدة ورقائق أكثر كفاءة وتطورات سريعة في البرمجة يسعى قطاع الذكاء الاصطناعي إلى الحد من استهلاكه للطاقة في ظل النمو المحموم في السنوات القليلة الماضية. تعتمد البنية التحتية للذكاء الاصطناعي على مراكز البيانات، والتي من المتوقع، وفقاً للوكالة الدولية للطاقة أن تمثل حوالي 3% من احتياجات الكهرباء العالمية بحلول عام 2030، أي ضعف النسبة الحالية. ويزور الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الثلاثاء، ولاية بنسلفانيا ليعلن، بحسب وسائل إعلامية، عن استثمارات في الولاية بقيمة 70 مليار دولار تقريباً في مجال الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية للطاقة. تتحدث شركة «ماكينزي» الاستشارية عن «سباق» لبناء مواقع كافية «لمواكبة التسارع الهائل للذكاء الاصطناعي»، محذرة في الوقت نفسه من خطر نقص داهم في هذا المجال. يقول الأستاذ في جامعة ميشيغان، مشرّف شودري: «هناك طرق عدة لمعالجة هذه المشكلة». ويضيف «يمكن زيادة مصادر الطاقة»، وهو مسار تتبعه أيضاً شركات الذكاء الاصطناعي الرائدة، «أو تقليل الطلب» على الكهرباء بالقدرة نفسها. بالنسبة للأكاديميين يمكن إيجاد حلول «ذكية» على مختلف مستويات سلسلة الذكاء الاصطناعي، من المعدات المادية إلى الخوارزميات. وبحسب غاريث ويليامز من شركة «أروب» الاستشارية تمثل الطاقة اللازمة لصيانة مركز بيانات حالياً 10% من استهلاك الخوادم نفسها، مقارنة بنسبة 100% قبل 20 عاماً. يُعزى هذا الانخفاض، من بين أمور أخرى، إلى الاستخدام الواسع النطاق للتبريد السائل، الذي يحل محل التهوية التقليدية، التي تتضمن حتى تدوير السوائل مباشرة عبر الخوادم. يُشير غاريث ويليامز إلى أن «كل الشركات الكبرى تستخدمه الآن، وقد أصبح أساسياً في منتجاتها». زادت الرقائق الجديدة من شركة «إنفيديا» العملاقة في صناعة الشرائح المستخدمة في الذكاء الاصطناعي، استهلاك الطاقة في حامل الخوادم بأكثر من 100 مرة مقارنة بما كان عليه قبل 20 عاماً. ونتيجة لذلك يمكن للسائل أن يصل إلى درجات حرارة أعلى بكثير من ذي قبل، وفق غاريث ويليامز، ولكن هذا يُسهّل في المقابل التبريد عند ملامسة الهواء الخارجي، نظراً لاختلاف درجة الحرارة. في أوائل يوليو كشفت «أمازون» عن نظام تبريد سائل جديد يُسمى «اي ار اتش اكس» IRHX يمكن تركيبه في مركز بيانات من دون الحاجة إلى دمجه في البنية الأساسية. ومن التطورات الأخرى تجهيز مراكز البيانات بأجهزة استشعار مدعومة بالذكاء الاصطناعي، لمراقبة درجة الحرارة، ليس على مستوى الموقع، بل في «مناطق دقيقة» و«تحسين استهلاك المياه والكهرباء» بشكل استباقي، وفق بانكاج ساشديفا من «ماكينزي». وقد طور مختبر مشرّف شودري خوارزميات لتقييم دقيق لكمية الكهرباء اللازمة لتشغيل كل شريحة، ما أدى إلى توفير يتراوح بين 20% و30%. كما جرى إحراز تقدم في مجال المعالجات الدقيقة نفسها. ويشير بانكاج ساشديفا إلى أن «كل جيل من الشرائح يتمتع بكفاءة أكبر في استخدام الطاقة» مقارنة بالجيل السابق. وتوضح الأستاذة في جامعة بيردو يي دينغ لوكالة «فرانس برس» أن فريقها أثبت أنه يمكن إطالة عمر أقوى شرائح الذكاء الاصطناعي، سواء كانت وحدات معالجة الرسومات (GPUs) أو بطاقات الرسومات، «من دون التأثير على الأداء». وتضيف: «لكن من الصعب إقناع مصنعي أشباه الموصلات بخفض أرباحهم»، من خلال تشجيع المستهلكين على استخدام المعدات نفسها لفترة أطول. ويُخاض الصراع أيضاً في برمجة وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية الكبيرة. في يناير قدمت شركة «ديبسيك» الصينية نموذجها «آر 1» للذكاء الاصطناعي التوليدي، والذي يضاهي أداء الشركات الأمريكية الكبرى على الرغم من تطويره باستخدام وحدات معالجة رسومية أقل قوة. حقق مهندسو الشركة الناشئة ذلك جزئياً من خلال برمجة بطاقات الرسومات بدقة أكبر، كما أنهم تخطوا بالكامل تقريباً خطوة تدريب النموذج، التي كانت تعتبر أساسية حتى ذلك الحين. ومع ذلك وعلى الرغم من هذه الاختراقات التكنولوجية «لن نتمكن من تقليل إجمالي استهلاك الطاقة، بسبب مفارقة جيفونز»، وفق يي دينغ. وبحسب الاقتصادي البريطاني ويليام ستانلي جيفونز (1835-1882) فإن تحسين كفاءة استخدام مورد محدود يزيد الطلب تلقائياً، لأن تكلفته تنخفض. تحذّر يي دينغ من أن «استهلاك الطاقة سيستمر في الارتفاع» رغم كل الجهود المبذولة للحد منه، «ولكن ربما بوتيرة أبطأ».


صحيفة الخليج
منذ 3 ساعات
- صحيفة الخليج
«جوجل» تعتزم استثمار 25 مليار دولار في مراكز البيانات والبنية التحتية
أعلنت شركة جوجل، التابعة لشركة «ألفابيت»، الثلاثاء، أنها ستستثمر 25 مليار دولار خلال العامين المقبلين في مراكز البيانات والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي في ولايات ضمن أكبر شبكة كهرباء في الولايات المتحدة. وذكرت الشركة أنها ستنفق أيضاً 3 مليارات دولار لتحديث محطتين للطاقة الكهرومائية في ولاية بنسلفانيا، في إطار جهودها لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء من مراكز البيانات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في المنطقة. ويأتي تجديد المحطتين في بنسلفانيا كجزء من اتفاقية إطار أوسع وقعتها جوجل مع شركة «بروكفيلد أسيت مانجمنت»، لشراء 3,000 ميغاواط من الطاقة الكهرومائية في مختلف أنحاء الولايات المتحدة. وتواجه شبكة «بي جيه انتركونيكشن»، وهي أكبر شبكة كهرباء في البلاد، صعوبة في مواكبة الطلب المتزايد على الكهرباء من مراكز البيانات والصناعة. تغطي هذه الشبكة 13 ولاية في منطقة الأطلسي الأوسط، إضافة إلى أجزاء من الغرب الأوسط والجنوب، وتشمل السوق الأكبر عالمياً لمراكز البيانات في شمال فرجينيا. وتزامن إعلان جوجل مع اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعدد من مسؤولي البيت الأبيض وكبار التنفيذيين في قطاعي التكنولوجيا والطاقة، في جامعة كارنيجي ميلون بمدينة بيتسبرغ، لمناقشة استثمارات الذكاء الاصطناعي في ولاية بنسلفانيا. (وكالات)


سكاي نيوز عربية
منذ 6 ساعات
- سكاي نيوز عربية
ميتا تخطط لتطوير ذكاء اصطناعي فائق يتجاوز قدرات العقل البشري
وكتب زوكربيرغ على منصة "ثريدز" للتواصل الاجتماعي أن " ميتا" تعتزم بناء واحدة من أكثر الفرق كفاءة وكثافة بالمواهب في هذا القطاع، مضيفا أن الشركة تمتلك رأس المال اللازم من أعمالها لدعم هذه الخطط. وقال: "سنستثمر أيضا مئات المليارات من الدولارات في البنية الحاسوبية لبناء الذكاء الاصطناعي الفائق". ويُشير مصطلح "الذكاء الاصطناعي الفائق" إلى نظام ذكاء اصطناعي افتراضي يفوق قدرات العقل البشري. وكشف زوكربيرغ عن خطط لإنشاء مراكز بيانات ضخمة لدعم هذا التوجه. ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل أحد هذه المراكز، ويُدعى " بروميثيوس"، في عام 2026، بينما قد يستهلك مركز آخر يُعرف باسم "هيبريون" ما يصل إلى 5 غيغاوات من الطاقة، وهي كمية تكفي لتزويد أكثر من أربعة ملايين منزل أميركي متوسط بالاستهلاك، وفقا للخبراء. وكانت " ميتا" قد توقعت سابقا إنفاق أكثر من 70 مليار دولار على النفقات الرأسمالية هذا العام، وتشير تقارير إعلامية حديثة إلى أن الشركة تشعر بالإحباط من وتيرة تقدمها في مجال الذكاء الاصطناعي. وأجرت الشركة تعيينات بارزة في هذا المجال، من بينها ألكسندر وانغ، الشريك المؤسس لشركة " سكيل إيه آي" ، الذي عُيّن مؤخرا رئيسا لقسم الذكاء الاصطناعي في "ميتا"، بالإضافة إلى استقطاب مطور رائد في الذكاء الاصطناعي من شركة " آبل"، يقال إنه تلقى عرضا ماليا كبيرا. وتسابق " ميتا" الزمن لمنافسة شركتي " أوبن إيه آي" و"إكس إيه آي" التابعة لإيلون ماسك، في سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يشهد ازدهارا متسارعا.