logo
هل سيطبع السوريون مع إسرائيل؟

هل سيطبع السوريون مع إسرائيل؟

رؤيا نيوزمنذ 2 أيام

كشفت خمسة مصادر مطلعة لوكالة 'رويترز' إن إسرائيل وسورية على اتصال مباشر وأجرتا في الأسابيع القليلة الماضية لقاءات وجهاً لوجه.
هدف الاتصالات المباشر احتواء التوتر في جنوب سورية، وأشارت المعلومات إلى أن الاتصالات جرت بقيادة المسؤول الأمني الكبير أحمد الدالاتي، الذي تم تعيينه بعد الإطاحة بالأسد محافظاً للقنيطرة المتاخمة لهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، وهو ذاته الذي تم تعيينه قائداً للأمن الداخلي في محافظة السويداء بالجنوب، حيث تتركز الأقلية الدرزية في سورية التي تنزع للانفصال.
هذه المعلومات لم تكن مفاجأة لمن يتابعون بشكل دقيق، وقد سبقتها مؤشرات أكثر حساسية، أبرزها استقبال الرئيس الاميركي للرئيس السوري الحالي، واستقبال زعماء غربيين لذات الرئيس، وهي استقبالات لم تكن لتحدث لولا وجود توافقات سرية حول تفاصيل المرحلة المقبلة، وبالذات على صعيد وجود المقاومة السنية والشيعية واليسارية ومقراتها في سورية، وما يرتبط أيضا بالعلاقات مع الاسرائيليين، ومحاربة الارهاب، وتحديدا المخاوف من 'داعش' وصولا ربما الى مستقبل الجماعات العسكرية التي حاربت مع النظام، ومصير عناصرها.
هذا يقول ان رفع العقوبات الاميركية عن سورية، جاء في سياقات اعادة التأهيل على مستوى توجهات الدولة السورية الحالية، وما يرتبط أيضا بملفات ثانية تتعلق بالوقوف في وجه النفوذ الايراني في سورية، ودخول الاميركيين الى سورية للاستثمار في النفط والغاز، وما يتعلق بالخصخصة في سورية قريبا.
الرئيس السوري ذاته تحدث خلال مؤتمره مع الرئيس الفرنسي المصفوع مؤخرا، حول اتصالات غير مباشرة مع اسرائيل، واليوم تتسرب المعلومات حول اتصالات مباشرة، لكن التسريبات تتحدث عن الامن فقط، وتحاول ان تقول ان الاتصالات امنية وليست مقدمة للتطبيع، وهذا امر مشكوك فيه من حيث النهايات، لأن الامن سيقود الى التطبيع نهاية المطاف، خصوصا، ان العواصم الحاضنة للتغيير في سورية، بعد اعتراف واشنطن العلني بالدولة السورية لن تقبل حصر الاتصالات بالجانب الامني واللوجستي بين الطرفين، بل ستميل لتعزيز الاحماء بين الجانبين.
هنا تتنزل التساؤلات حول طبيعة النموذج الاسلامي المتشدد الذي مثلته تجربة التغيير في سورية، وقدرته على استيعاب هذا الواقع الجديد، لأن المؤكد هنا اننا سنشهد ايضا انقسامات في الجماعات المسلحة في سورية على خلفية الاقتراب من اسرائيل، كما ان مبررات 'الامر الواقع' قد لا تساعد دمشق الجديدة كثيرا في تبرير الحاجة للاتصالات مع الاسرائيليين، خصوصا، ان خلفية التغيير في سورية المرتبطة بالنصرة والقاعدة والشعارات الدينية لا توفر مظلة للاقتراب من اسرائيل بما يعني اننا قد نشهد في سورية ازاحة منظمة للقوى المناوئة لهذا التغيير على مسربين، الاول الجماعات العسكرية الاجنبية في سورية، والثاني المكونات السورية التي ترفض عقائديا وقوميا الاقتراب من اسرائيل بهذه الطريقة.
من المثير حقا ان اسرائيل باتت لاعبا رئيسيا في سورية اليوم، اذ بعد التغيير في دمشق ومن اداره ودعمه، نجد ان دمشق الرسمية تتواصل مع اسرائيل، فيما يستغيث بعض الدورز باسرائيل لحمايتهم، وتبرق دمشق ببرقيات دولية حول زيارات اليهود الاميركيين من اصول سورية الى بلادهم بكل ترحاب، ومع ما سبق دخول اسرائيل الى مساحات واسعة داخل سورية دون اعتراض فعلي وعملي.
هذه المطالعة لا تتقصد الاساءة للنظام الجديد، لكنها تأتي في سياقات قراءة طبيعة هوية الدولة السورية المستقبلية، واذا ماكانت نواتها الاسلامية ستبقى كما هي، ام ستتخلى عنها تحت وطأة الظروف القاهرة، او الاشتراطات غير المعلنة؟.
يبقى من حقنا ان نسأل بكل احترام عن موقف الاسلاميين في العالم العربي مما يحدث في كل هذا المشهد، حتى لايبقى هؤلاء وغيرهم مخدرين بلذة الخلاص من نظام الاسد وبشاعاته، فيغفرون هذه التحولات ويبررونها تحت شعار يقول ان المهم اننا تخلصنا من الاسد ونظامه وانصاره، وليس مهماً ماذا يحدث بعده.
والسؤال يبحث عن اجابة ولا يتورط في الغمز من قناة أحد.



Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"عربات جدعون": هل تسحق "حماس" أم تعززها؟
"عربات جدعون": هل تسحق "حماس" أم تعززها؟

الغد

timeمنذ 2 ساعات

  • الغد

"عربات جدعون": هل تسحق "حماس" أم تعززها؟

اضافة اعلان نعومي نيومان* - (معهد واشنطن ليساسة الشرق الأدنى) 2025/5/14ترى إسرائيل أن عمليتها المقبلة في غزة تمثل أداة لتوجيه ضربة حاسمة لقدرات "حماس" العسكرية، وتقويض قدرتها على إدارة القطاع، إلى جانب السعي إلى تحرير من تبقى من الرهائن. غير أن هذه العملية قد تفتح الباب أمام احتلال طويل الأمد وتصعيد في أعمال حرب العصابات.***مع تبلور خطة "عربات جدعون" الإسرائيلية المرتقبة في غزة، أثارت التطورات المرتبطة بزيارة الرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط شكوكاً حول مدى دعم الولايات المتحدة للخطة. فخلال الأيام القليلة التي سبقت الزيارة، أفادت التقارير بأن إدارة ترامب دخلت في حوار مع حركة "حماس" لضمان الإفراج عن الرهينة الأميركي الإسرائيلي إيدان ألكسندر. وخلال زيارته إلى المملكة العربية السعودية، صرح ترامب قائلاً: "إننا نواصل العمل لإنهاء الحرب في غزة في أسرع وقت ممكن"، واصفاً الوضع هناك بأنه "مروع". وقد تسعى الولايات المتحدة إلى استثمار الزخم الحالي للتفاوض على اتفاق وقف إطلاق نار نهائي في غزة، يشمل إطلاق سراح الرهائن والمعتقلين، وبدء عملية صياغة إطار لمرحلة "اليوم التالي" في غزة.يكمن مفتاح تقييم مسار الأحداث في سؤالين جوهريين: إلى أي مدى تتمسك إسرائيل بتنفيذ عمليتها، حتى لو كلفها ذلك فقدان الدعم الأميركي؟ وإلى أي حد تبدي الولايات المتحدة استعداداً للمضي قدماً في إدماج "حماس" في مرحلة ما بعد الحرب في غزة؟خطة "عربات جدعون": مكوناتها ومبرراتهاتمت الموافقة رسمياً على خطة "عربات جدعون" من قبل مجلس الأمن القومي الإسرائيلي في السادس من أيار (مايو)، وتهدف الخطة إلى القضاء على "حماس"، وإرساء وضع جديد في غزة مع استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي، وضمان عودة الرهائن. وعلى الرغم من أن الخطة قد تدفع "حماس" فعلياً إلى الإفراج عن بعض الرهائن مقابل هدنة مؤقتة، فإنها تنطوي أيضاً على مخاطر عديدة، منها استمرار الاحتلال الإسرائيلي للقطاع، وتصاعد المقاومة المسلحة، وإعادة تسليح "حماس"، بالإضافة إلى التحديات المحتملة الناتجة عن رفض الأمم المتحدة والأطراف الأوروبية والعربية لهذه العملية.على الورق، تبدو الخطة شاملة، إذ تدمج حزمة من الضغوط العسكرية والدبلوماسية والإعلامية لضمان تحقيق أهداف إسرائيل. وعلى الرغم من أن إسرائيل لم تُحدد بالتفصيل ترتيباتها المفضلة لما بعد الحرب في غزة -في ما يرجع أساساً إلى الانقسامات الداخلية وضعف التنسيق مع واشنطن- فإن الخطة تبرز شروطاً مسبقة محددة لمرحلة "اليوم التالي"، وهي: القضاء على "حماس" و"الجهاد الإسلامي"؛ وفرض السيطرة العسكرية الإسرائيلية على غزة. وقد أوضح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن ذلك سيتطلب احتلالاً مباشراً؛ ونزع سلاح القطاع؛ وتفكيك قدرات "حماس" على الحكم؛ ونقل السكان إلى جنوب غزة لتوزيع المساعدات الإنسانية هناك؛ وأخيراً، إطلاق سراح الرهائن، (الذي يبدو أنه يأتي في آخر قائمة الأولويات).وستنقسم الحملة إلى ثلاث مراحل، تتشكل جزئياً وفقاً لقيود سياسية وعملية، مثل زيارة الرئيس ترامب إلى المنطقة المقرر أن تنتهي في السادس من أيار (مايو)، والاستعدادات العسكرية الإسرائيلية. كما صممت هذه المراحل لتتيح "مخارج " محتملة في حال وافقت "حماس" على شروط إسرائيل.1. التحضير والضغط الأولي (قيد التنفيذ): تتضمن هذه المرحلة تدمير البنية التحتية العسكرية والإدارية لـ"حماس"، بالإضافة إلى تجهيز جنوب غزة لاستيعاب المدنيين النازحين وتقديم المساعدات الإنسانية بالتعاون مع شركات أميركية، تحت حماية أمنية إسرائيلية. وتتيح هذه المرحلة لـ"حماس" فرصة الإفراج التدريجي عن الرهائن بموجب إطار عمل اقترحه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف كشرط مبدئي لوقف التصعيد.2. نقل السكان: في هذه المرحلة، تهدف إسرائيل إلى إعادة تموضع المدنيين في غزة داخل مناطق محددة في الجنوب الغربي، تم "تطهيرها"، مع فرز وعزل عناصر "حماس".3. المناورة البرية: في المرحلة النهائية، تدخل قوات الدفاع الإسرائيلية المناطق التي تم تطهيرها، لتقضي على العناصر المتبقية من "حماس"، وتؤسس وجوداً عسكرياً طويل الأمد.تسلط الخطة الضوء على خمس آليات للضغط على "حماس"، بعضها لم يتم تفعيله بالكامل بعد:1. إقامة احتلال إسرائيلي دائم في مناطق معينة، خاصة في المناطق المحيطة والممرات التي تقسم غزة إلى نصفين.2. إجلاء السكان إلى مناطق آمنة معزولة عن نفوذ "حماس".3. منع وصول "حماس" إلى المساعدات الإنسانية لضمان عدم تمكنها من السيطرة عليها أو استغلالها.4. تفتيت قيادة "حماس" وسيطرتها في مختلف أنحاء المناطق.5. ممارسة ضغوط نفسية على قادة "حماس" والمجتمع من خلال تسليط الضوء على تكلفة المقاومة المسلحة.إضعاف قدرة "حماس" على الحكم وتقليل قدراتها العسكريةمنذ بداية الحرب، فقدت حركة "حماس" جزءاً كبيراً من قدراتها العسكرية وتراجع نفوذها الذي كان في السابق مطلقاً في قطاع غزة. وبدأت تظهر جيوب متزايدة من الاحتجاجات الشعبية ضدها، إلى جانب مظاهر للفوضى والانفلات الأمني، بما في ذلك نهب مستودعات المساعدات الإنسانية. وفي محاولة لإعادة فرض سلطتها، أنشأت حماس أجهزة جديدة للشرطة والأمن الداخلي، ولجأت إلى القمع الشديد، بما في ذلك تنفيذ عمليات عنف مفرطة وإعدامات علنية.مع ذلك، وفي ظل غياب بديل حكومي فعال -سواء كان قائماً أو متوقعاً- يبقى هذا التآكل في سلطة "حماس" جزئياً فقط. فما تزال الوزارات والبلديات الخاضعة لسيطرة الحركة تقدم بعض الخدمات الأساسية، وغالباً بالتنسيق مع وكالات الإغاثة الدولية. كما تواصل "حماس" توفير الموارد الأساسية لعناصرها، في كثير من الأحيان من خلال إعادة توجيه المساعدات الإنسانية -وهي ممارسة أدت إلى تصاعد استياء السكان المحليين.علاوة على ذلك، ورغم الخسائر الجسيمة التي لحقت بقدراتها العسكرية، ما تزال حركة "حماس" تحتفظ بقدرة على التعافي في هذا الجانب. ففي كانون الثاني (يناير)، قدرت أجهزة الاستخبارات الأميركية أن الحركة جندت نحو 15.000 عنصر جديد خلال الحرب، في حين قدرت خسائرها البشرية بحوالي 20.000 قتيل. وكانت الضربة الكبرى التي تعرضت لها الحركة هي فقدانها القدرة على العمل ضمن تشكيلات شبه عسكرية كبيرة، كتلك التي استخدمتها خلال هجوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر). ومع ذلك، ما تزال الحركة تمتلك القدرة على تنفيذ عمليات حرب عصابات وهجمات متفرقة، مثل عمليات القنص، واستهداف الدبابات بالنيران، وزرع العبوات الناسفة المرتجلة. وقد تصبح هذه التكتيكات أكثر فاعلية في مواجهة الوجود العسكري الإسرائيلي المستمر. كما أن تصاعد الأنشطة الجوية والبرية الإسرائيلية في قطاع غزة قد يسهم في تيسير عملية إعادة تسليح "حماس"؛ إذ تشير بيانات الجيش الإسرائيلي إلى أن الحركة بدأت فعلياً في إعادة استخدام بقايا الذخائر الجوية غير المنفجرة في تصنيع عبوات ناسفة شديدة القوة.هل يمكن أن تؤدي الخطة إلى تغيير موقف "حماس"؟نظراً لكون خطة "عربات جدعون" لا تحدد بوضوح الوضع النهائي المنشود لقطاع غزة، فإن تقييم مدى قدرتها على تعزيز إمكانية التوصل إلى اتفاق مع حركة "حماس" أو أي أطراف أخرى يبقى أمراً معقداً. ومع ذلك، فإن الخطط المعلنة للعملية التي تهدف إلى "إزالة حماس" من غزة -والتي تحظى بإجماع واسع داخل المجتمع الإسرائيلي- تستبعد عملياً أي إمكانية لإبرام اتفاق طويل الأمد مع الحركة.من جهتها، تجعل هوية حركة "حماس" كحركة "مقاومة" إسلامية من المستبعد أن تقبل بالاستسلام لـ"العدو الصهيوني"، سواء على المستوى السياسي أو الأيديولوجي. وبذلك، فإن استمرار الاحتلال الإسرائيلي والإدارة العسكرية -سواء كانت معلنة أو بحكم الأمر الواقع- من شأنه أن يوفر لـ"حماس" فرصة جديدة لإعادة تعبئة الدعم الشعبي الفلسطيني، سواء في الضفة الغربية أو غزة، حول خيار المقاومة المسلحة بوصفه الاستراتيجية الأكثر ملاءمة للنضال الوطني.من المؤكد أن حركة "حماس" قد تبدي قدراً من المرونة التكتيكية مع بدء إسرائيل في تنفيذ خطتها الجديدة، لا سيما في ما يتعلق بالموافقة على صفقات جزئية لإطلاق سراح الرهائن، ووقف إطلاق النار بشكل مؤقت، وتبادل الأسرى. كما أن تصاعد الضغط العسكري الإسرائيلي وتآكل "ورقة الرهائن" قد يسهمان في تليين موقف الحركة على المدى القريب. غير أنه من غير المرجح أن توافق "حماس" في نهاية المطاف على الإفراج الكامل عن الرهائن من دون الحصول على ضمانات دولية ملزمة تتعلق بوقف إطلاق النار لفترة تمتد لسنوات عدة، وانسحاب تدريجي لإسرائيل من قطاع غزة، إلى جانب إنشاء سلطة مدنية فلسطينية لإدارة القطاع. والأهم من ذلك، ستسعى الحركة إلى الحفاظ على نفوذها داخل هذه السلطة، حتى لو تم استبعادها منها رسمياً.المخاطر والاحتمالات العملياتيةبصرف النظر عن الآفاق بعيدة المدى لخطة "عربات جدعون"، فإن التنفيذ الكامل لهذه الخطة قد يؤدي إلى إضعاف ما تبقى من القدرات العسكرية لحركة "حماس"، وتقليص سيطرتها على الحكم على المدى القصير أو المتوسط. كما قد يسفر عن تفكيك بنية القيادة داخل الحركة، وتقويض سيطرتها الميدانية على الأرض، وإن كان ذلك لا يعني بالضرورة تآكل أيديولوجيتها أو تماسكها التنظيمي.كما ذكر أعلاه، قد تدفع العمليات الإسرائيلية حركة "حماس" إلى إظهار قدر من المرونة التكتيكية (ولكن ليس المرونة الاستراتيجية) حتى قبل اكتمال تنفيذ الخطة. وقد يشمل ذلك القبول بشروط سبق أن رفضتها الحركة، مثل الإفراج عن عدد محدود من الرهائن مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار. ومع ذلك، لا يبدو أن الخطة الإسرائيلية تعطي أولوية لإعادة جميع الرهائن، مع أن ذلك يعد الالتزام الأخلاقي الأكبر للحكومة تجاه مواطنيها.ستتوقف القدرة على استثمار المخرجات غير المعلنة للخطة إلى حد كبير على مدى استعداد الولايات المتحدة والجهات الفاعلة الإقليمية لممارسة ضغوط أكبر على كل من إسرائيل و"حماس". وفي غياب تدخل كهذا، قد تؤدى العملية الجارية إلى ترسيخ المواقف المتطرفة لدى الطرفين. ومن المرجح أن يفضي التنفيذ الكامل لخطة "عربات جدعون" إلى استمرار الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة لفترة مطولة، يقابله تمرد مستمر تقوده "حماس". وبالإضافة إلى ما قد ينجم عن ذلك من خسائر إنسانية وأمنية، فإن مثل هذا السيناريو من شأنه أن يجعل قضية غزة عقبة سياسية كبرى أمام العديد من الأهداف الإقليمية الأوسع نطاقاً التي تسعى واشنطن إلى تحقيقها، بما في ذلك تلك التي تهدف زيارة ترامب إلى تعزيزها.ما يزال من غير الواضح أيضًا ما إذا كانت أحكام الخطة المتعلقة بتوزيع المساعدات الإنسانية كافية. ويتخيل المسؤولون الإسرائيليون حالياً إنشاء أربعة مراكز لوجستية: ثلاثة في رفح وواحد في ممر نتساريم، تديرها شركات أميركية وتحرسها قوات الدفاع الإسرائيلية. ولكن هل ستكون هذه المراكز قادرة على العمل بفعالية في ظل العمليات العسكرية الإسرائيلية المنتشرة في مختلف أنحاء غزة؟ وكيف ستوزع المساعدات على الفلسطينيين في المناطق البعيدة عن هذه المراكز؟ علاوة على ذلك، من المرجح أن تحاول "حماس" تعطيل عمليات التوزيع عبر استهداف الجنود والعاملين في مجال الإغاثة، ما قد يضطر الجيش الإسرائيلي في نهاية المطاف إلى تولي هذه المهمة بنفسه، على الرغم من اعتراضات رئيس أركانه، إيال زامير.من جانبه، وجه "مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية" (أوتشا) انتقادات حادة للخطة من جوانب عدة، ورفض المشاركة في تنفيذها، مشيراً إلى أن النهج الإسرائيلي ينتهك التزامات الدولة بموجب القانون الدولي، ويشكل مخاطر أمنية جسيمة، ولا يلبي احتياجات العديد من الفئات السكانية الأكثر ضعفاً. كما رفضت دولة الإمارات العربية المتحدة طلبات إسرائيل والولايات المتحدة بالمشاركة في توزيع المساعدات خلال العملية، ما قد يقوض من فرص انخراط كيانات أجنبية في تنفيذ الخطة، ويعزز في المقابل شرعية "حماس" في معارضتها لها. ويبدو أن إعلان إسرائيل عن خطة "عربات جدعون" دفع هولندا إلى دعوة الاتحاد الأوروبي إلى مراجعة اتفاقية الشراكة التجارية المبرمة مع إسرائيل، استناداً إلى ما اعتبرته انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي في غزة. وتشير هذه الأمثلة إلى أن العملية ستواجه موجة انتقادات دولية واسعة، لا يمكن لأي جهد إغاثي أميركي - إسرائيلي مشترك أن يخفف منها بشكل كامل.في نهاية المطاف، قد تخلص إدارة ترامب إلى أن المكاسب العسكرية التي قد تحققها إسرائيل من خلال عملية "عربات جدعون" لا تبرر بالضرورة الثمن الذي قد تدفعه المصالح الأميركية الأخرى في المنطقة. وسواء قررت إسرائيل المضي في تنفيذ جميع مراحل العملية، أو قبلت بقدر مشاركة "حماس" في غزة بعد انتهاء الحرب، فمن المرجح أن تظل الحركة حاضرة بقوة في المشهد الغزي. ولمنع "حماس" من بسط هيمنتها وتقليص نفوذها على سكان القطاع، يتعين على الأطراف المعنية التوصل إلى صيغة لإدارة بديلة تتولى مسؤوليات الإدارة المدنية وحفظ النظام العام.*نعومي نيومان: هي زميلة زائرة في معهد واشنطن، حيث تركز على الشؤون الفلسطينية. عملت سابقاً كرئيسة لوحدة الأبحاث في "وكالة الأمن الإسرائيلية"، أو "الشاباك"، وفي وزارة الخارجية الإسرائيلية. بدأت مؤخراً التحضير لنيل درجة الدكتوراه في جامعة تل أبيب.

غارات إسرائيلية تستهدف اللاذقية وطرطوس في سوريا
غارات إسرائيلية تستهدف اللاذقية وطرطوس في سوريا

رؤيا نيوز

timeمنذ 5 ساعات

  • رؤيا نيوز

غارات إسرائيلية تستهدف اللاذقية وطرطوس في سوريا

شنت إسرائيل غارات على محافظتي اللاذقية وطرطوس في سوريا، واستهدفت عدداً من المواقع العسكرية في المحافظتين. وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه استهدف، عبر الطيران الحربي، مستودعات أسلحة احتوت على صواريخ أرض-بحر في اللاذقية، قائلاً إنها 'شكلت تهديداً لحرية الملاحة البحرية الدولية والإسرائيلية'. وأضاف البيان أن الطيران الإسرائيلي استهدف مواقع لصواريخ أرض جو، في اللاذقية. وختم الجيش البيان بالقول إنه 'سيواصل ضمان حرية العمل في المنطقة وذلك لتحقيق مهامه وسيعمل لإزالة اي تهديد على دولة ومواطنيها'. وذكرت 'الإخبارية السورية' أن غارة استهدفت قرية زاما في ريف جبلة جنوبي اللاذقية. بينما قال تلفزيون 'سوريا'، إن غارة إسرائيلية أخرى استهدفت اللواء 107 بريف مدينة جبلة الساحلية. وذكرت صفحات إخبارية سورية أن إسرائيل هاجمت محافظتي طرطوس واللاذقية في سوريا، وأشارت إلى أن ثكنة البلاطة بالقرب من مساكن الأسمنت في ريف طرطوس، تعرضت لغارة إسرائيلية أيضاً. وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام أن دوي انفجارات عنيفة هزّ محافظتي اللاذقية وطرطوس.

بعد تحذير إسرائيل مواطنيها من السفر لسيناء.. خبراء: محاولة 'للضغط' على مصر
بعد تحذير إسرائيل مواطنيها من السفر لسيناء.. خبراء: محاولة 'للضغط' على مصر

رؤيا نيوز

timeمنذ 6 ساعات

  • رؤيا نيوز

بعد تحذير إسرائيل مواطنيها من السفر لسيناء.. خبراء: محاولة 'للضغط' على مصر

أعلن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي أن التهديدات الأمنية التي يواجهها الإسرائيليون الراغبون في السفر إلى سيناء في مصر ارتفعت بصورة حادة في الآونة الأخيرة. وذكرت صحيفة 'جيروزاليم بوست' الإسرائيلية، أمس الخميس، أن الإسرائيليين كانوا يواجهون تهديدات في السابق عند السفر إلى سيناء لكنها زادت بصورة كبيرة مؤخرا مشيرة إلى وجود تهديد خطير يستهدف الإسرائيليين الراغبين في السفر والتنزه في سيناء. وعن سبب هذا التحذير يقول المتخصص في الشئون العسكرية والاستراتيجية العميد أحمد ثروت لـ 'العربية.نت': إن إسرائيل تحلم بتنفيذ مخطط التهجير على أرض الواقع، وتحاول بكل السبل والطرق الضغط على مصر لتنفيذ ذلك، ومن بين هذه الطرق ما تدعو إليه بمنع مواطنيها الدخول إلى أرض سيناء. وتابع: إنه وفي حالة تنفيذ إسرائيل قرارا بمنع دخول مواطنيها إلى سيناء، فسيعتبرون هم الخاسر الأكبر، لعدة أسباب أهمها التنوع السياحي في أرض سيناء وقرب المسافة مع إسرائيل، موضحا أن رغبة الإسرائيليين في زيارة سيناء تصطدم بمخططات رئيس الوزراء الإسرائيلي في الضغط على مصر للقبول بالتهجير، خاصة أن شعبيته –أي رئيس وزراء إسرائيل – تدنت وبات عبئا لا يحتمل حتى على أقرب حلفائه. من جانبه يقول الدكتور إسماعيل تركي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، لـ'العربية.نت' و'الحدث.نت': إن دلالة التحذير من سفر الإسرائيليين يشير إلي رؤية إسرائيل أن وجود مواطنيها في سيناء قد يجعلهم أهدافًا محتملة لعمليات انتقامية أو هجمات بدافع الانتقام من الجرائم والإبادة في غزة، أو ربما لدى الأجهزة الإسرائيلية معلومات بوجود نية حقيقية لدى جهات معادية لاستهداف الإسرائيليين خارج الحدود، مضيفا أن 'سيناء، بحكم قربها الجغرافي وسهولة الوصول إليها نسبيًا، قد تكون مسرحًا لمثل هذه الهجمات حسب فهم الجهات الإسرائيلية'. وتابع إنه 'من ناحية أخرى وعلى الرغم من أن إسرائيل تؤكد إحباط عشرات المحاولات الإرهابية، فإن تكرار التحذير ورفعه إلى هذا المستوى المرتفع يشير إلى أن الأمر يتجاوز مجرد إجراء احترازي روتيني، وقد تكون هناك معلومات استخباراتية محددة حول تهديدات متزايدة'، مشيرا إلى أنه لا يمكن إغفال الأثر الكبير لتداعيات حرب غزة، حيث تأتي هذه التحذيرات في سياق العدوان الإسرائيلي على القطاع وما خلفه من ردود فعل غاضبة واسعة النطاق في كل دول العالم. وقال الخبير المصري إن هذا الغضب قد يدفع بعض الأفراد أو الجماعات إلى محاولة استهداف الإسرائيليين في أي مكان يمكن الوصول إليهم، مضيفا أن سيناء وخاصة مناطق الجنوب السياحية مثل شرم الشيخ وطابا، تستقبل آلاف السياح الإسرائيليين بشكل مستمر، حتى بعد تحذيرات إسرائيل لأن سيناء آمنة بالفعل. وأوضح تركي أن 'هناك العديد من المؤشرات على تحسن الوضع الأمني في سيناء فزيارات المسؤولين المصريين والدوليين لسيناء، كزيارة الرئيس السيسي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للعريش، وسبقها وتلاها العديد من الزيارات للمسؤولين الدوليين والأمين العام للأمم المتحدة الذي زار معبر رفح من الجانب المصري وكل هذه الزيارات تهدف إلى إرسال رسالة بأن المنطقة آمنة ومستقرة'، مؤكدا أنه من هذا المنطلق 'قد تكون التحذيرات الإسرائيلية مدفوعة بمخاوف حقيقية من أن يؤدي الغضب الشعبي إلى محاولات استهداف للإسرائيليين في الخارج، ومنها بالطبع سيناء لكثرة أعداد الإسرائيليين الذين يفضلونها كوجهة سياحية'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store