
بيسينت... بين حسابات الاقتصاد وطموحات السياسة
ما يذكر أنه في مذكرة كتبها ترمب بخط اليد الأسبوع الماضي، اتهم باول بتكبيد البلاد «ثروة». كذلك على وسائل التواصل الاجتماعي «لو كانوا يؤدون عملهم على النحو الصحيح، لوفرت بلادنا تريليونات الدولارات من تكاليف الفائدة... يكتفي المجلس بالمشاهدة؛ لذا فهم يتحملون اللوم بالتساوي».
ومع أن ترمب هو الذي عين باول في منصبه في ولايته الأولى، فإنه انتقده في مناسبات عدة. غير أن ستيفن منوشين، أول وزير خزانة في عهد ترمب الأول، حرص على التعامل مع تلك الهجمات عبر التشديد على أهمية استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، بعكس بيسينت.
خبراء ماليون كثر يرون أن منبع ضغط الرئيس، يعود جزئياً من تأثير أسعار الفائدة على تكلفة سداد الدين الفيدرالي، المقدّرة ببضعة تريليونات دولار. ويتوقع الخبراء أن ترتفع التكلفة بأكثر من 3 تريليونات دولار في السنوات العشر المقبلة، بعدما وقَّع ترمب في 4 يوليو (تموز) الحالي، على قانون الضرائب والإنفاق الجديد. وغنيّ عن القول أن هذا القانون «الكبير والجميل» تسبب في «انشقاق» حليف ترمب الكبير السابق إيلون ماسك عنه.
لا، بل يقال إن علاقة ماسك السيئة مع بيسينت، كانت من بين الأسباب التي راكمت خلافاته مع ترمب، مع أن بيسينت كان من أوائل من فتحوا أبواب وزارته لموظفي «دوج» (إدارة الكفاءة الحكومية) التي قادها ماسك. وفي الأسبوع الأول من مباشرة عملها، اطلعت «دوج» على كيفية إنفاق الوزارة أكثر من 6 تريليونات دولار سنوياً من المدفوعات من الوكالات الفيدرالية، وملفات موظفيها، والمعلومات الضريبية الشخصية لملايين الأشخاص.
ويقال أيضاً إن خلاف الرجلين حول من سيشغل منصب مفوض الإيرادات الداخلية بالإنابة، تطوّر إلى شجار داخل أروقة البيت الأبيض، حيث دفع ماسك بيسينت بقوة، فرد الأخير بلكمة تسبّبت له بكدمة تحت عينه التقطتها كاميرات المصورين. وجاء ذلك بعدما عيّن ترمب غاري شابلي، مرشح ماسك، لكنه غيّره بمايكل فولكندر، مرشح بيسينت؛ بسبب ضغطه على ترمب.
من ناحية ثانية، بعدما أوضح ترمب مراراً وتكراراً أنه يريد تعويض باول بشخص يُنفّذ أوامره ويخفض أسعار الفائدة، دون مراعاة تُذكر للعواقب الاقتصادية، جدّد بيسينت - وهو بين عدد من المرشحين، حتى وهو يقود عملية البحث عن بديل لباول - انتقاداته اللاذعة لسياسات الاحتياطي الفيدرالي. وقال بيسينت إنه يُحب دور وزارة الخزانة، لكن «سينفذ أي عمل يُريده الرئيس ترمب».
كذلك، أشار أخيراً إلى أنه إذا تولى قيادة البنك، فسيدفع باتجاه خفض تكاليف الاقتراض التي طالما طالب بها ترمب. وردد شكاوى الرئيس من بطء البنك في خفض أسعار الفائدة، زاعماً أن مسؤوليه يُسيئون فهم تأثير الرسوم الجمركية على الأسعار. وقال في مقابلة مع محطة «فوكس نيوز» هذا الشهر: «أعتقد أن متلازمة اضطراب الرسوم الجمركية هذه، تحدث حتى في الاحتياطي الفيدرالي». غير أن صانعي السياسات في البنك جادلوا على نطاق واسع بأن الرسوم من النوع التي فرضها ترمب أو هدد بها، سترفع أسعار المستهلكين، بينما تُبطئ النمو الاقتصادي للبلاد.
وفي مقابلة مع قناة «سي إن بي سي» الأسبوع الماضي، اعترض وزير الخزانة على أحدث التوقعات الاقتصادية الصادرة عن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، معتبراً أنها ذات دوافع سياسية. وتابع: «يبدو أن هناك تبايناً كبيراً فيما يُسمى مخطط النقاط، وهو ملخص التوقعات الاقتصادية، بين المعينين من قِبَل ترمب وغير المعينين من قِبَل ترمب. سأترك لكم تفسير ذلك كما تشاءون».
هذا، ومع إصرار ترمب على أنه لن يؤيد مَن سيخلف باول - الذي تنتهي ولايته في مايو (أيار) 2026 - إلّا إذا وافق على خفض أسعار الفائدة، قد يكون بيسينت «المطلق الولاء» له، أبرز المرشحين. وفي اجتماع وزاري يوم الثلاثاء، اتهم ترمب باول بمحاولة مساعدة الديمقراطيين على الفوز في انتخابات 2024 من خلال خفض أسعار الفائدة العام الماضي. ثم نظر إلى بيسينت وقال: «أنا أفضّلك أنت».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
ترامب يدرس تخصيص أموال إضافية لدعم أوكرانيا بالأسلحة
نقلت قناة "سي. بي. إس" الأميركية عن مصادر مطلعة قولها السبت إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدرس، لأول مرة منذ بداية ولايته الرئاسية، تخصيص أموال إضافية للدعم العسكري لأوكرانيا. وأشارت القناة إلى أن مصدر التمويل الجديد المحتمل "غير معروف"، موضحةً أن لدى ترامب حوالي 3.85 مليار دولار متبقية من الأموال التي كانت إدارة جو بايدن السابقة قد خصصتها لدعن أوكرانيا بالأسلحة. وقد تم تخصيص هذه الأموال من خلال آلية تسمح للرئيس الأميركي، في حالات الطوارئ، بتزويد شريك أجنبي بالأسلحة بموجب مرسوم دون موافقة الكونغرس. وأفادت "سي. بي. إس" بأن ترامب قد يستخدم هذه الأموال لنقل الأسلحة إلى كييف. ووفقاً لمصادر القناة، فإن هذه الخطوة ستكون بمثابة "إشارة إلى روسيا". في الوقت نفسه، نوهت القناة إلى أن ترامب قد يُحوّل نظرياً 5 مليارات دولار من الأصول الروسية المُجمدة في الولايات المتحدة إلى أوكرانيا، مشيرةً إلى أن أي من الرئيسين الأميركيين، الحالي ترامب والسابق بايدن، لم يلجأ قط إلى مثل هذا الإجراء. يذكر أن صحيفة "بوليتيكو" الأميركية كانت قد أفادت يوم الجمعة، نقلاً عن مصادرها، بأن ترامب يدرس إمكانية تزويد أوكرانيا بحزمة جديدة من الأسلحة والمعدات العسكرية الأميركية تبلغ قيمتها مئات الملايين من الدولارات. وفي نفس اليوم، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الولايات المتحدة استأنفت إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا. في نفس السياق، نشرت وكالة "رويترز" للأنباء معلومات مُماثلة يوم الخميس الماضي، مضيفاً أن حجم إمدادات الأسلحة الجديدة قد يصل إلى 300 مليون دولار.


عكاظ
منذ 2 ساعات
- عكاظ
«السيادي السعودي».. في قلب مانهاتن
بعد بضعة أيام فحسب من إعلان الصندوق العالمي للثروات السيادية أن موجودات صندوق الثروة السيادية السعودي تجاوزت 1.15 تريليون دولار خلال العام 2024، في ظل أداء مثير للإعجاب، وشفافية قيادة صندوق الاستثمارات العامة، وسياسة الإفصاح التي تنتهجها؛ قالت بلومببيرغ أمس إن الصندوق السيادي السعودي قرر استثمار 200 مليون دولار في موقع إنشاء برج وسط مانهاتن في نيويورك. وأشارت بلومبيرغ إلى أن الموقع يتبع لشركة ريليتيد، التي تعتزم بناء برج يبلغ طوله 366 متراً. ويقع قبالة الحديقة المركزية في نيويورك. وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» ذكرت في عام 2020 أن الصندوق السيادي السعودي وافق على الاستثمار في ديون ريليتيد. وقالت المتحدثة باسم ريليتيد ناتالي رافيتس إن البرج المعتزم تشييده يقع في قلب ما سمته «ممر الفخامة». وقالت إنه موقع استثنائي حقاً بسبب تعدد فرص الاستفادة منه، من الشقق السكنية الفاخرة والمتعددة الاستخدام، إلى الفنادق، ومحلات البيع بالتجزئة، ومكاتب تصنيف AA. وأضافت أن إطلالة البرج على الحديقة المركزية بنيويورك هو «قلب ممر الفخامة» الذي أشارت إليه. وكان الصندوق العالمي لصناديق الثروات السيادية أعلن أخيراً أن موجودات صندوق الاستثمارات العامة قفزت بنسبة 18% خلال العام 2024، لتصل إلى 4.32 تريليون ريال (1.15 تريليون دولار). وأضاف أن عائدات الصندوق السيادي السعودي ارتفعت بنحو 25%، لتبلغ 413 مليار ريال. وأشار إلى أن الصندوق السيادي السعودي بدأ يقوم بشكل متزايد بدور جيوبوليتيكي. ومن ذلك إبرامه عدداً من الشراكات الدولية، بما في ذلك اتفاقات حكومة إلى حكومة مع الصين، والهند، وفرنسا، والولايات المتحدة، علاوة على منصات استثمارية مع بلاكروك، وغولدمان ساكس، وبروكفيلد. وأوضح الصندوق العالمي أن إدارة الصندوق السيادي السعودي حققت أداء مثيراً للإعجاب، مؤكدة زعامتها، وشفافيتها، وشعورها بالمحاسبة، وبدور الصندوق السيادي في التزاماته البيئية، والاجتماعية، والحوكمة. أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 2 ساعات
- الشرق السعودية
ترمب يهدد بسحب جنسية المذيعة روزي أودونيل ويطالبها بالبقاء في إيرلندا
هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، السبت، بسحب الجنسية من مقدمة البرامج الحوارية روزي أودونيل، بعد أن انتقدت تعامل إدارته مع هيئات التنبؤ بالطقس في أعقاب سيول تكساس التي حصدت أرواح العشرات. وكتب ترمب على منصة "تروث سوشيال"، أنه "نظراً لأن تصرف روزي أودونيل ليس في مصلحة بلدنا العظيم، فإنني أفكر جدياً في سحب جنسيتها"، مستحضراً مبدأ الترحيل الذي تلجأ إليه الإدارة الأميركية عند محاولات إبعاد محتجين مولودين في الخارج عن البلاد. وقال: "إنها تشكل تهديداً للإنسانية، ويجب أن تبقى في بلدها الرائع إيرلندا، إذا كانوا يريدونها. بارك الله في أميركا!". وبموجب القانون الأميركي، لا يمكن للرئيس أن يسحب الجنسية من أميركي مولود في الولايات المتحدة. ووُلدت أودونيل في ولاية نيويورك. وردت أودونيل على تهديد ترمب في منشورين على حسابها على "إنستجرام"، قائلة إن الرئيس الأميركي يعارضها لأنها "تعارض مباشرة كل ما يمثله". خلافات ترمب وأودونيل ووجه ترمب انتقادات لأودونيل التي انتقلت إلى أيرلندا في وقت سابق من هذا العام مع ابنها البالغ من العمر 12 عاماً، بعد توليه الرئاسة للمرة الثانية. وقالت أودونيل في مقطع فيديو على منصة "تيك توك" في مارس الماضي، إنها ستعود إلى الولايات المتحدة "عندما يصبح الوضع آمناً لجميع المواطنين للحصول على حقوق متساوية". ويعود ازدراء الرئيس لأودونيل إلى عام 2006، عندما سخرت مقدمة برنامج "ذا فيو" في ذلك الوقت من ترمب بسبب تعامله مع الجدل المتعلق بفائزة في مسابقة ملكة جمال الولايات المتحدة. ويبدو أن تهديد ترمب بسحب الجنسية منها رد على مقطع فيديو نشرته أودونيل على تطبيق "تيك توك"، تنعى فيه 119 شخصاً توفوا في سيول تكساس هذا الشهر. وألقت باللوم على التخفيضات الواسعة التي أجراها ترمب في وكالات البيئة والعلوم المعنية بالتنبؤ بالكوارث الطبيعية الكبرى. وواجهت إدارة ترمب والمسؤولون المحليون ومسؤولو الولايات تساؤلات متزايدة حول إجراءات كان يمكن اتخاذها لحماية وتحذير السكان قبل السيول التي حدثت بسرعة هائلة، في ساعات ما قبل فجر عطلة يوم الاستقلال في الرابع من الشهر الجاري مما أودى بحياة كثيرين، من بينهم عشرات الأطفال.