logo
قلة النوم في رمضان.. مخاطر صحية ونصائح لنوم أفضل

قلة النوم في رمضان.. مخاطر صحية ونصائح لنوم أفضل

إعداد: زهير الغزال
يعد شهر رمضان المبارك شهر العبادة والصيام والقيام، لكنه أيضًا شهر مليء بالأنشطة الاجتماعية التي قد تؤثر سلبًا على جودة النوم ومدته. فمع تغير مواعيد الطعام والصلاة، وتأخير أوقات النوم، يواجه الكثيرون صعوبة في الحصول على قسط كافٍ من الراحة، مما يؤثر على الصحة العامة والأداء اليومي.
قال الصيدلي غسان بن علي بوخمسين إن النوم ليس مجرد فترة من الخمول، بل هو عملية بيولوجية ضرورية للحفاظ على صحة جيدة، تمامًا كتناول الطعام والتنفس. يحتاج الإنسان البالغ إلى ما بين 7-9 ساعات من النوم يوميًا، ومع ذلك فإن ثلث البشر لا يحصلون على هذا المعدل، مما يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة مثل اضطرابات الدماغ والذاكرة، حيث تؤدي قلة النوم إلى تراكم بروتين "أميلويد بيتا"، وهو أحد أسباب مرض ألزهايمر. كما أن انخفاض القدرة على التعلم يعد من المخاطر حيث إن الحرمان من النوم يقلل القدرة على التعلم بنسبة 40%.
وأضاف بوخمسين أن هناك أيضًا ارتفاعًا في مخاطر الإصابة بالأمراض، إذ تزيد قلة النوم من خطر الإصابة بالسرطان، وخصوصًا سرطان الثدي والأمعاء. كما تؤدي إلى زيادة الوزن والسكري بسبب اضطراب هرمونات الجوع، مما يزيد احتمالية السمنة والسكري. إضافة إلى ذلك، تتسبب قلة النوم في ضعف المناعة، حيث إن النوم لأقل من 7 ساعات يوميًا يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المعدية مثل الإنفلونزا بمقدار 3 أضعاف.
قالت الدكتورة لمياء بنت عبدالمحسن البراهيم استشارية طب الأسرة إن هناك العديد من العوامل التي تؤثر على جودة النوم، ومن أبرزها الثقافة الحديثة التي تعتبر النوم المبكر دلالة على الكسل، والضوء الاصطناعي الذي يعطل إيقاع الساعة البيولوجية ويؤخر إفراز الميلاتونين، وهو هرمون النوم. كما أن الهواتف الذكية تلعب دورًا سلبيًا، فالضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يقلل إفراز الميلاتونين بنسبة 50%.
وأضافت البراهيم أن الضغوط الاجتماعية والعملية تتسبب أيضًا في اضطراب النوم، حيث يضحي الكثيرون بساعات النوم لمواكبة العمل أو الدراسة. كما أن السهر خلال شهر رمضان يؤدي إلى تأخير أوقات النوم بسبب السهر مع العائلة ومتابعة البرامج التلفزيونية.
قالت الدكتورة سناء الخالدي المستشارة الإعلامية إن هناك عدة نصائح يمكن اتباعها لتفادي آثار قلة النوم خلال الشهر الكريم، ومن أهمها الالتزام بجدول نوم ثابت، حيث يساعد الحفاظ على مواعيد نوم منتظمة في تثبيت الإيقاع اليومي. كما ينبغي تهيئة بيئة مناسبة للنوم بأن تكون الغرفة مظلمة وذات درجة حرارة مناسبة.
وأضافت الخالدي أن من الضروري الحد من تناول الكافيين، خاصة في فترة المساء، وتقليل استخدام الشاشات قبل النوم بساعتين، حيث يُنصح بالابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعتين. كما يُفضل تجنب الوجبات الثقيلة قبل النوم، لأن الأطعمة الدسمة والمقلية قد تسبب اضطرابات هضمية تؤثر على جودة النوم. وأشارت إلى أهمية ممارسة الاسترخاء، مثل الاستماع إلى القرآن الكريم أو شرب شاي الأعشاب، وأخذ قيلولة قصيرة لا تزيد عن 20 دقيقة خلال النهار لاستعادة النشاط دون التأثير على النوم الليلي.
قال الدكتور محمد طه شمسي باشا أخصائي الأمراض الباطنية إن السهر المزمن وعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، مثل التأثير على وظائف الدماغ، حيث تسبب قلة النوم اضطرابات في الذاكرة والتركيز، والتسبب في تقلبات المزاج، إذ تؤدي قلة النوم إلى العصبية وسرعة الغضب.
وأضاف شمسي باشا أن هناك أيضًا زيادة في احتمالية الحوادث، حيث تشير الدراسات إلى أن 20% من حوادث السير ناتجة عن النعاس أثناء القيادة، إضافة إلى ارتفاع خطر الإصابة بالأمراض القلبية، إذ يؤدي الحرمان من النوم إلى ارتفاع ضغط الدم ومشكلات في القلب.
قالت الدكتورة رويدة نهاد إدريس إن الأبحاث الحديثة كشفت أن النوم يلعب دورًا مهمًا في إزالة السموم من الدماغ عبر النظام الغليمفاوي، وهو مسؤول عن التخلص من البروتينات الضارة مثل "أميلويد بيتا" التي ترتبط بالإصابة بمرض ألزهايمر.
وأضافت إدريس أن بعض الأدوية المنومة، مثل Zolpidem، قد تعيق عملية التنقية هذه، مما يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض العصبية. كما أن الاستخدام العشوائي لأدوية النوم بدون استشارة طبية قد يؤدي إلى تفاقم المشكلات الصحية، ولذلك يجب الحذر من تعاطي هذه الأدوية بشكل غير منظم.
قال الدكتور فواز بن عبدالرحمن الحوزاني إن تعديل نمط النوم خلال رمضان ضروري للحفاظ على التوازن الصحي خلال الشهر الكريم. وأوضح أن إعادة ضبط مواعيد النوم والاستيقاظ يمكن أن تساعد في تفادي الإرهاق والتعب، حيث إن النوم الجيد يسهم في تحسين الأداء البدني والذهني طوال اليوم.
قال الدكتور نبال شواقفة استشاري طب الأطفال إن الطفل الذي يعاني نقصًا في النوم يمكن أن يتأرجح بين أن يكون غاضبًا وفرط النشاط، مع تأثيرات قد تحاكي اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. وأوضح أن النعاس يؤثر في قدرة الطفل على الانتباه، مما يؤثر في أدائه المدرسي.
وأضاف شواقفة أن قلة النوم لدى الأطفال ارتبطت بحساسية الأنف ومشاكل في جهاز المناعة، وكذلك القلق والاكتئاب. وهناك أيضًا أدلة ناشئة على أن قلة النوم في الطفولة قد تحمل مخاطر مستقبلية على القلب والأوعية الدموية في شكل السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم.
قالت الدكتورة زينب بنت حسين البدر إن مشكلة السهر متجذرة في المجتمع، خصوصًا خلال شهر رمضان، حيث يميل البعض إلى تغيير نمط حياتهم والنوم في أوقات متأخرة، مما يؤثر سلبًا على صحتهم. وأكدت أن الالتزام بجدول نوم منتظم وممارسة عادات صحية يمكن أن يساعد في تحسين جودة النوم.
قالت الدكتورة أمل الجودر إن النوم ضروري للحفاظ على الصحة العامة، حيث يسهم في تجديد خلايا الجسم وتنظيم الهرمونات وتعزيز جهاز المناعة. وأوضحت أن الالتزام بجدول نوم صحي خلال شهر رمضان يساعد في تجنب العديد من المشكلات الصحية، ويضمن استقرار النشاط البدني والذهني طوال اليوم.
يظل النوم الجيد ضرورة وليس رفاهية، حيث يؤثر بشكل مباشر على الصحة الجسدية والنفسية، ومن خلال الالتزام بالعادات الصحية، يمكن تقليل تأثير الصيام على جودة النوم، مما يساعد في تحقيق توازن أفضل خلال الشهر الكريم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل تجلس كثيراً؟ أنت في دائرة خطر ألزهايمر
هل تجلس كثيراً؟ أنت في دائرة خطر ألزهايمر

البلاد البحرينية

timeمنذ 4 أيام

  • البلاد البحرينية

هل تجلس كثيراً؟ أنت في دائرة خطر ألزهايمر

كشفت دراسة حديثة عن ارتباط وثيق بين أنماط الحياة الخاملة، وزيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، حتى بين الأشخاص الذين يمارسون التمارين الرياضية بانتظام. دراسة: الجلوس الطويل قد يعجل بظهور ألزهايمر حتى مع ممارسة الرياضة وقالت الدراسة إن الجلوس أو الاستلقاء لفترات طويلة، يمكن أن يكون له تأثير سلبي على صحة الدماغ، بصرف النظر عن الالتزام بممارسة النشاط البدني. الدراسة أجراها باحثون من المركز الطبي بجامعة فاندربيلت في ناشفيل، واستمرت لمدة 7 سنوات، تابع العلماء خلالها حالة أكثر من 400 مشارك تتجاوز أعمارهم الخمسين عاماً، ولم يظهر أي منهم علامات الخرف عند بداية الدراسة. وطلب العلماء من المشاركين ارتداء أجهزة تتبع للنشاط البدني لمدة أسبوع كامل، ثم خضعوا لاختبارات معرفية دقيقة، وفحوصات تصوير للدماغ. وتبين من النتائج أن أولئك الذين قضوا فترات أطول في الجلوس، سواء للعمل أو الترفيه، قد أظهروا انخفاضاً ملحوظاً في حجم منطقة الحصين بالدماغ، وهي منطقة رئيسية مسؤولة عن الذاكرة والتعلم. ولفت الباحثون إلى أن تدهور هذه المنطقة، هو أحد المؤشرات المبكرة لتطور مرض ألزهايمر. وكان الأمر الأكثر لفتاً للانتباه، هو أن هذه التأثيرات السلبية قد ظهرت حتى بين المشاركين الذين كانوا يلتزمون بممارسة التمارين الرياضية وفقاً للتوصيات الصحية. كما كشفت الدراسة عن أن الأشخاص الذين يحملون الجين APOE-e4، المعروف بدوره في زيادة خطر الإصابة بألزهايمر، كانوا أكثر عرضة للتأثر بالجلوس الطويل. وشدد الباحثون على أهمية الحد من فترات الجلوس اليومية، مشيرين إلى أن التقليل من الوقت الذي نقضيه جالسين، لا يقل أهمية عن ممارسة التمارين في الحفاظ على صحة الدماغ. ونوهوا إلى أن أخذ فواصل للحركة أثناء اليوم، حتى لو كانت قصيرة، يمكن أن يلعب دوراً مهماً في تحفيز الدماغ، وتقليل احتمالية الإصابة بالتدهور المعرفي. ورغم أن الآليات الدقيقة وراء هذا التأثير لا تزال غير مفهومة بالكامل، إلا أن العلماء يعتقدون أن الخمول الطويل قد يضعف تدفق الدم إلى الدماغ، مما يؤدي إلى تغييرات تدريجية في بنيته تساهم في نشوء أمراض عصبية، مثل ألزهايمر. تم نشر هذا المقال على موقع

إبرة الانفلونزا قبل الحج بأسبوعين
إبرة الانفلونزا قبل الحج بأسبوعين

البلاد البحرينية

timeمنذ 4 أيام

  • البلاد البحرينية

إبرة الانفلونزا قبل الحج بأسبوعين

دعت وزارة الصحة جميع الراغبين في أداء مناسك الحج هذا العام إلى ضرورة اتخاذ التدابير الصحية الوقائية قبل التوجّه إلى الأراضي المقدسة، مشددةً على أهمية التخطيط المسبق لضمان حج آمن ومريح، وذلك ضمن حملة توعوية نشرتها عبر حسابها الرسمي تحت شعار: "نعتني بصحتك لتكمل حجتك". وأكدت الوزارة أهمية أن يتحقّق الحاج من حالته الصحية وقدرته على السفر، خاصةً إذا كان من المصابين بأمراض مزمنة، مثل السكري، أو أمراض القلب، أو الكلى، أو الجهاز التنفسي، أو الأمراض المناعية. ولفتت إلى ضرورة مراجعة الطبيب المختص للحصول على استشارة طبية دقيقة قبل السفر، تفاديًا لأي مضاعفات صحية محتملة أثناء تأدية المناسك. وفي سياق متصل، شددت الوزارة على ضرورة حصول الحاج على التطعيمات المطلوبة، وفي مقدّمتها لقاح المكورات السحائية الرباعي المقترن، ولقاح الإنفلونزا الموسمية، على أن تُعطى قبل السفر بأسبوعين على الأقل. كما دعت إلى التأكد من اصطحاب كميات كافية من الأدوية اللازمة طيلة فترة الإقامة في المشاعر المقدسة، وضرورة حفظها في مكان آمن، خاصةً بالنسبة للمصابين بأمراض مزمنة، مع التأكيد على حملها ضمن الحقيبة اليدوية أثناء التنقل، إلى جانب الوثائق الصحية التي توضّح الحالة الطبية للحاج، مثل "كتيب الحج". وحثّت الوزارة الحجاج على إبلاغ المشرفين على الحملة والمرافقين في الرحلة بأي مشاكل صحية يعانون منها قد تستدعي تدخّلًا طارئًا، مثل نوبات انخفاض السكر أو أزمات الربو، لتمكينهم من اتخاذ الإجراءات المناسبة في الوقت المناسب، بما يحافظ على سلامة الجميع. وأشارت إلى أن بعض الفئات تتطلب عناية طبية خاصة قبل السفر، ومن بينها الأطفال دون سن الثانية عشرة، والنساء الحوامل، خصوصًا في حال وجود مضاعفات أو تاريخ من الإجهاضات المتكررة، إلى جانب المصابين بأمراض الدم الوراثية مثل فقر الدم المنجلي والثلاسيميا، مؤكدة أن هذه الفئات أكثر عرضة من غيرها للمضاعفات الصحية خلال الحج. وفي إطار التوصيات العامة، شددت الوزارة على أهمية الالتزام بالنظافة الشخصية، مثل غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار، وشرب كميات كافية من الماء، واستخدام عبوات مياه الشرب الخاصة دون مشاركتها مع الآخرين. كما دعت إلى استخدام المناديل الورقية عند السعال أو العطاس والتخلص منها فورًا في سلة المهملات، مع ضرورة العناية بسلامة القدمين أثناء التنقل بين المشاعر، لضمان تأدية المناسك دون إصابات أو إجهاد.

دراسة: دواء لعلاج مرض ألزهايمر يثبت فاعليته بعد تجربته سريرياً
دراسة: دواء لعلاج مرض ألزهايمر يثبت فاعليته بعد تجربته سريرياً

الوطن

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • الوطن

دراسة: دواء لعلاج مرض ألزهايمر يثبت فاعليته بعد تجربته سريرياً

أظهرت دراسة جديدة أن دواء "ليكانيماب" لعلاج ألزهايمر يُعتبر آمناً بدرجة كبيرة، خارج ظروف التجارب السريرية، خاصة عند استخدامه في المراحل المبكرة جداً من المرض. ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) على استخدام العلاج قبل عام، إلا أنه أثار الكثير من الجدل بسبب آثاره الجانبية. واعتمدت الدراسة، المنشورة في دورية "الجمعية الطبية الأميركية لعلم الأعصاب"، على مراجعة بيانات 234 مريضاً تلقوا علاج "ليكانيماب" في مركز تشخيص الذاكرة التابع لكلية الطب في جامعة "واشنطن" بمدينة سانت لويس. وبيّنت أن الآثار الجانبية الشديدة كانت نادرة الحدوث وقابلة للإدارة الطبية، حيث لم تتجاوز الحالات التي تطلبت دخول المستشفى 1% فقط. علاج ألزهايمر ويُعد "ليكانيماب" أول علاج من نوعه يُظهر قدرة على إبطاء تطور ألزهايمر من خلال استهداف لويحات الأميلويد في الدماغ. وبحسب الباحثين، فإن الأشخاص الذين كانوا في مرحلة مبكرة جداً من المرض -ويعانون من أعراض خفيفة للغاية- كانوا الأقل عُرضة لحدوث مضاعفات، إذ عانى 1.8% من هذه الفئة من أعراض جانبية، مقارنة بـ27% من المرضى في المرحلة التالية من المرض. وقالت المؤلفة المشاركة في الدراسة، باربرا جوى سنيدر، أستاذة طب الأعصاب إن الخوف من المضاعفات -مثل التورم أو النزيف الدماغي المرتبط بما يُعرف بـ"تشوهات التصوير المرتبطة بالأميلويد"- قد يدفع البعض لتأخير العلاج، ما يزيد من احتمالات حدوث تلك المضاعفات لاحقاً. وأكدت أن الدراسة تُظهر قدرة العيادات الخارجية المتخصصة على التعامل مع هذه الآثار بكفاءة، ما يمهّد الطريق لتوسع استخدام العلاج في مراكز أخرى. "نتائج مطمئنة" يُعطى علاج "ليكانيماب" على شكل حقن وريدية كل أسبوعين، ويُخضع المرضى لفحوصات تصوير دماغي منتظمة لرصد أي تغيرات. وفي حالات نادرة، تُوقَف الجرعة أو يُقدَّم العلاج بالستيرويدات عند ظهور أعراض حادة. وبحسب الدراسة، لم تسجل أية وفيات بين المرضى الذين تلقوا العلاج في المركز، وكانت أغلب الحالات التي ظهرت فيها أعراض جانبية قد تعافت في غضون أشهر. من جانبها، قالت المؤلفة المشاركة في الدراسة، سوزان شيندلر، إن "معظم المرضى يتجاوبون مع الدواء بشكل جيد. النتائج تُعد مطمئنة، وتساعد في إعادة صياغة الحوار بين الأطباء والمرضى حول فوائد ومخاطر العلاج، خاصة في المراحل المبكرة من ألزهايمر، حيث تبدو فرص النجاح أكبر والمخاطر أقل". ويُعتبر دواء "ليكانيماب" جسماً مضاداً أحادي النسيلة، مصمم لاستهداف لويحات بيتا أميلويد في الدماغ، التي تُعد أحد الأسباب الرئيسية لتطور مرض ألزهايمر. والجسم المضاد أحادي النسيلة، هو نوع خاص من الأجسام المضادة، يُصنَّع في المختبر ليستهدف مادة معينة في الجسم بدقة شديدة، مثل بروتين معين على سطح خلية، أو فيروس، أو بروتين بيتا-أميلويد المرتبط بمرض ألزهايمر، كما في حالة دواء "ليكانيماب". وتعني كلمة "أحادي النسيلة" أنه ناتج من خلية واحدة، أو استنساخ منها، أي أنه نسخة مكررة من جسم مضاد واحد كما أن كل الأجسام المضادة المنتجة متطابقة في الشكل والوظيفة، وتستهدف نفس الهدف بالضبط. وأظهرت التجارب السريرية أن "ليكانيماب" نجح في إبطاء التدهور المعرفي بنسبة 27% بعد 18 شهراً من العلاج، مقارنة بالمرضى الذين تلقوا دواء وهمياً. وقد يبدو هذا التأثير طفيفاً على الورق، لكنه يعني أشهراً إضافية من الاستقلالية للمصابين، قبل أن يحتاجوا إلى رعاية يومية، وهو ما يُعد مكسباً مهماً في سياق مرض لا يتوقف. ويُستخدم "ليكانيماب" فقط في حالات ألزهايمر المبكر، أي لمن يعانون من ضعف إدراكي بسيط، أو خرف خفيف، وليس للحالات المتوسطة أو المتقدمة. كما يشترط أن يكون لدى المريض تراكم مؤكد لبروتين الأميلويد، ويمكن التحقق من ذلك عبر فحوصات متقدمة مثل التصوير بالرنين المغناطيسي، أو فحوصات السائل الدماغي الشوكي. آثار جانبية وعلى الرغم من فاعلية الدواء النسبية، فإن الآثار الجانبية لا يمكن تجاهلها، وأخطرها ما يُعرف باسم التغيرات المرتبطة بالأميلويد في الصور الدماغية، وهي حالات تشمل تورماً أو نزيفاً بسيطاً في الدماغ. في معظم الحالات، لا تظهر أعراض على المريض، وتُكتشف التغيرات فقط في الفحوص التصويرية الروتينية، لكن في حالات نادرة، قد يعاني المريض من صداع، أو دوار، أو غثيان، أو حتى نوبات. وأظهرت بيانات تجربة المرحلة الثالثة أن 12.6% من المرضى أصيبوا بهذه الحالة، لكن الأعراض الخطيرة كانت نادرة جداً (نحو 2.8%)، ونسبة الوفيات المرتبطة مباشرة بالدواء كانت 0.2% فقط. سعر الدواءنال دواء "ليكانيماب" موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية عام 2023، أولاً عبر المسار المعجَّل، ثم بالموافقة التقليدية لاحقاً. كما وافقت عليه دول مثل اليابان، وكوريا الجنوبية، والمكسيك، وبريطانيا، في حين رفضته أستراليا مبدئياً، قبل أن تؤكد رفضها النهائي في مارس 2025. أما في أوروبا، فالموافقة جاءت بعد جدل بشأن الفاعلية مقابل المخاطر، وتم تقييد الاستخدام بناء على التحليل الجيني للمريض. ويبلغ سعر العلاج السنوي بليكانيماب 26500 دولار أميركي، ما أثار انتقادات بشأن "قيمة الدواء مقابل سعره"، فبعض الجهات، ترى أن السعر العادل يجب أن يتراوح بين 8900 و21500 دولار. وتُقدّر الشركة المنتجة أن نحو 85% من المرضى الأميركيين المؤهلين للعلاج مشمولون بالتأمين ما قد يخفف من العبء المالي على الأفراد، لكنه يضع ضغطاً على ميزانيات القطاع الصحي العام.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store