logo
إعلان القاهرة 1943.. وثيقة تاريخية تعود لتقود مستقبل العالم

إعلان القاهرة 1943.. وثيقة تاريخية تعود لتقود مستقبل العالم

فيتومنذ 2 أيام
في الثالث من سبتمبر المقبل، تستعد العاصمة الصينية بكين لتنظيم عرض عسكري مهيب في ساحة تيان آن مِن، احتفالًا بالذكرى الـ80 لانتصار الصين في حرب المقاومة الشعبية ضد العدوان الياباني، وانتصار البشرية جمعاء في الحرب العالمية الثانية.
ويُقام هذا الحدث بحضور الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي من المنتظر أن يلقي خطابًا مهمًا يواكب أهمية المناسبة، بمشاركة تشكيلات عسكرية متنوعة، ومدرعات ومعدات حديثة تعكس تطور القوات المسلحة الصينية، ليس كأداة حرب، بل كقوة تحمي السلام وتكرّم التاريخ.
يُجسد هذا الحدث أكثر من مجرد عرض عسكري؛ إنه استحضار حي لذاكرة نضالية لشعب تحمّل أعباء الحرب منذ بداياتها، وواجه وحده طيلة سنوات آلة العدوان الياباني، فقد بدأت معاناة الصين مبكرًا منذ اجتياح منشوريا عام 1931، قبل أن تتحول إلى حرب شاملة بعد حادثة جسر ماركو بولو عام 1937، لتصبح الجبهة الشرقية الأطول والأكثر استنزافًا في الحرب العالمية الثانية.
وبينما كانت معظم دول العالم لا تزال خارج المعركة، كانت الصين تحارب بالفعل، مقدّمة 35 مليون من الشهداء والضحايا، وتحمّلت أهوال الحصار والتجويع والدمار.
ويأتي هذا الاحتفال الوطني في وقت أطلقت فيه الصين شعارًا رمزيًا خاصًا بالذكرى، يتكوّن من الرقم "80" البارز باللون الأصفر، يحيط به سور الصين العظيم، وغصنا زيتون، وشعاعا نور، إضافة إلى التاريخين "1945–2025".
ويمثّل هذا الشعار رسالة بصرية بليغة توضح أن الانتصار لم يكن فقط بالرصاص، بل بالإرادة الشعبية، وأن السلام الذي تحقق جاء نتيجة نضال مرير وممتد.
وفي هذه الذكرى، لا يمكن تجاوز الدور المهم لإعلان القاهرة، الذي صدر في 27 نوفمبر 1943، في العاصمة المصرية، أثناء انعقاد قمة ضمت الرئيس الأمريكي فرانكلن روزفلت، ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، والزعيم الصيني شيانغ كاي شيك.
كان ذلك أول ظهور لدولة آسيوية في تجمع استراتيجي كهذا، وهو ما أضفى على الصين اعترافًا دوليًا بدورها كقوة رئيسية في النظام العالمي الناشئ. وتضمن إعلان القاهرة بندًا واضحًا ينص على إعادة كافة الأراضي التي استولت عليها اليابان، بما في ذلك تايوان، إلى الصين، وهو ما لا تزال بكين تعتبره مرجعية قانونية أساسية في قضية وحدة أراضيها..
وقد أثبتت الأيام أن ما تضمنه الإعلان من تعهد صريح بإعادة الأراضي الصينية المغتصبة -وفي مقدمتها تايوان- لم يكن وعدًا مؤجلًا، بل مرجعية قانونية وأخلاقية تستند إليها الصين في كل المحافل الدولية حتى يومنا هذا.
وتمثل عودة الاهتمام العالمي بهذا الإعلان بعد أكثر من 80 عامًا تأكيدًا على أن إعلان القاهرة لا يزال حيًا، نابضًا، وقادرًا على أن يقود توجهات المستقبل نحو عالم أكثر إنصافًا، تتراجع فيه الهيمنة لصالح شراكات متوازنة تستلهم روح التضامن بين الشعوب، كما جسدته مصر والصين في ذلك الزمن الحاسم من التاريخ.
وهو أيضًا ما يعكس الأهمية الرمزية والسياسية التي تمثلها مصر بالنسبة للصين. فقد تمخض الإعلان في القاهرة عن لحظة إجماع بين الشرق والغرب، وتحوّل إلى قاعدة قانونية وأخلاقية لانتصار ما بعد الحرب، مما رسّخ مكانة مصر كدولة داعمة لقضايا التحرر والسيادة، ومهد الطريق أمام ولادة شراكة طويلة الأمد بين بكين والقاهرة.
لقد أتيحت لي شخصيًا فرصة ثمينة لتأمل هذا التاريخ عن كثب، حين زرت متحف حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني، في بكين، خلال فترة عملي مستشارًا إعلاميًا لمصر في الصين.
كانت الزيارة في أواخر عام 2012، ضمن وفد ضم عددًا من السفراء والدبلوماسيين من مختلف دول العالم. ووسط أروقة المتحف، وبين صور الشهداء ووثائق الحرب، لمست عمق المأساة التي عاشها الشعب الصيني، وقوة الروح التي مكنته من الصمود والانتصار.
في تلك اللحظة، شعرت بمسؤولية أن أشارك أصدقائي من الدبلوماسيين والإعلاميين قصة إعلان القاهرة.. تحدثت بفخر واعتزاز عن احتضان مصر لهذا الإعلان التاريخي، الذي لعب دورًا حاسمًا في تعزيز النضال الصيني ضد العدوان الياباني، والذي لا تزال الصين تقدره إلى اليوم بوصفه محطة مفصلية في مسارها الوطني.
وقد لقي حديثي تفاعلًا كبيرًا من الزملاء والدبلوماسيين، وأشاد مسؤولون صينيون بحرص مصر على تذكير العالم بمواقفها الداعمة للمبادئ الدولية العادلة.
وليس غريبًا أن تُدرج الصين هذا الإعلان ضمن معروضات المتحف بوصفه وثيقة تاريخية ساعدت على تثبيت حقوق الصين في مرحلة ما بعد الحرب. فالقاهرة، من خلال هذا الإعلان، لم تكن مجرد موقع للقاء قادة العالم، بل أصبحت رمزًا للتضامن في لحظة فارقة، ورسخت تقليدًا من التعاون المصري-الصيني امتد لعقود تالية.
واليوم، ونحن في عام 2025، تتجدد ملامح هذا التعاون على أكثر من مستوى. فالصين لم تنس يومًا أن القاهرة كانت منصة للعدالة الدولية، وهي تسعى اليوم لتوسيع هذه الشراكة لتشمل ميادين التنمية، والحوكمة العالمية، والدفاع عن القضايا العادلة.
وفي هذا السياق، صرّح السفير الصيني في القاهرة، لياو لي تشيانغ، بأن العلاقات الصينية المصرية لها أهمية استراتيجية تتجاوز الإطار الثنائي، مؤكدًا حرص بكين على العمل مع مصر في المحافل الدولية، خاصة في إطار مجموعة البريكس، ومنظمة شانغهاي للتعاون، لتعزيز التنمية في الجنوب العالمي، ودفع عجلة الإصلاح في النظام العالمي.
إن ما يجمع القاهرة وبكين اليوم ليس مجرد مصالح آنية، بل إرث مشترك من الكفاح ضد الظلم، وإيمان راسخ بضرورة بناء نظام دولي أكثر توازنًا، يحترم السيادة، ويقدّر التنوع، ويقوم على قواعد القانون لا على منطق الهيمنة. فكلما تجددت ذكرى الانتصار الصيني، تجدد معها الإيمان بأن السلام لا يُحمى بالكلمات وحدها، بل بالذاكرة، والعمل، والتضامن.
من هنا لا ينبغي أن يُنظر إلى إعلان القاهرة كمجرد ورقة من أرشيف الحرب، بل كوثيقة تأسيسية لعالم جديد تَشكَّل على أنقاض دمار شامل خلّفته واحدة من أعتى الحروب التي عرفها القرن العشرين، ووجد في التحالفات العادلة بوصلة للبناء بعد الدمار.
وهو ما يجعل من العلاقة المصرية الصينية اليوم امتدادًا حيًا لذلك المسار، في وقت تتعاظم فيه الحاجة إلى صوت دولي عاقل ومتزن يقف في وجه الفوضى، ويعيد الاعتبار للعدالة، والتنمية، والحق في تقرير المصير.
ختامًا، إن الذكرى الثمانين لانتصار الشعب الصيني ليست فقط احتفالًا بماضٍ مشرف، بل دعوة للاستمرار في بناء مستقبل قائم على الشراكة، والسلام، والتكافؤ، وقد وضعت القاهرة توقيعها التاريخي على وثيقة الانتصار، ليبقى إعلان القاهرة وبكين عنوانًا دائمًا لشراكة تصنع التاريخ، وتبني عالمًا أكثر عدلًا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

القسام تعدم «لصوص مساعدات» في حي الشيخ رضوان
القسام تعدم «لصوص مساعدات» في حي الشيخ رضوان

الدولة الاخبارية

timeمنذ 3 ساعات

  • الدولة الاخبارية

القسام تعدم «لصوص مساعدات» في حي الشيخ رضوان

الأحد، 10 أغسطس 2025 12:30 مـ بتوقيت القاهرة تداولت منصات التواصل الاجتماعي مشاهد لعناصر من كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس)- في أحد شوارع حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، حيث أحرقوا سيارة تابعة لأحد لصوص المساعدات. وأظهرت الصور إعلان مقاتلي القسام إعداما ميدانيا لمن سموهم "لصوص المساعدات" وسط تهليل المواطنين. وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن "مقاتلي القسام بالتعاون مع وحدة سهم التابعة لوزارة الداخلية، قاموا بتحييد مجموعة لصوص وقطاع طرق، بهدف ضبط الأمن وتحقيق عدالة توزيع المساعدات والبضائع"، بحسب موقع " الجزيرة.نت" الإخباري. وفي نوفمبر 2024 قالت مصادر في وزارة الداخلية في قطاع غزة إن أكثر من 20 ممن سمتهم عصابات لصوص شاحنات المساعدات قُتلوا في عملية أمنية نفذتها أجهزة الشرطة بالتعاون مع لجان عشائرية. ومنذ بداية الحرب على غزة، تعرضت شاحنات المساعدات لعمليات سرقة ونهب، عبر عصابات تعمل تحت حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي. كما تعمد جيش الاحتلال استهداف عناصر تأمين المساعدات الإنسانية الواصلة إلى القطاع في سياسة قال المكتب الحكومي في غزة إنها "لتسهيل سرقتها عبر العصابات المحلية التي ترعاها تل أبيب وللإمعان في سياسة تجويع الفلسطينيين". وكانت صحيفة واشنطن بوست نقلت عن منظمات إغاثة أن السلطات الإسرائيلية رفضت معظم الطلبات باتخاذ تدابير أفضل لحماية القوافل في غزة، كما رفضت مناشدات بالسماح للشرطة المدنية في غزة بحماية الشاحنات. ومنذ أكتوبر 2023، تشن إسرائيل -بدعم أميركي- حرب إبادة جماعية على سكان قطاع غزة أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 61 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 152 ألفا وتشريد سكان القطاع كلهم تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.

في الذكرى الـ 80 لقصف هيروشيما  .. الأمم المتحدة تجدد الدعوة لعالم بلا سلاح
في الذكرى الـ 80 لقصف هيروشيما  .. الأمم المتحدة تجدد الدعوة لعالم بلا سلاح

البشاير

timeمنذ 12 ساعات

  • البشاير

في الذكرى الـ 80 لقصف هيروشيما  .. الأمم المتحدة تجدد الدعوة لعالم بلا سلاح

في الذكرى الثمانين لأبشع هجوم نووي في التاريخ، أحيت مدينتا هيروشيما وناجازاكي اليابانيتان مراسم تذكارية مهيبة تخليدا لضحايا القصف الذري الذي أنهى الحرب العالمية الثانية وترك جراحا إنسانية عميقة. وفي هذه الذكرى المؤلمة، جددت الأمم المتحدة وعدد من قادة العالم، خلال مراسم إحياء ذكرى قصف هيروشيما، دعوتهم الملحة إلى القضاء على السلاح النووي، مؤكدين أن مأساة عام 1945 لا تزال تشكل جرس إنذار دائم للإنسانية وذكرى مأساوية ينبغي أن تدفع المجتمع الدولي إلى بذل كل الجهود لمنع تكرار مثل هذه الكارثة، وذلك بحسب ما أوردته شبكة 'يورونيوز' الإخبارية .

أبادت 10% من سكان غزة، تقرير عالمي يكشف تفوق إسرائيل على النازيين في قتل المدنيين
أبادت 10% من سكان غزة، تقرير عالمي يكشف تفوق إسرائيل على النازيين في قتل المدنيين

فيتو

timeمنذ 15 ساعات

  • فيتو

أبادت 10% من سكان غزة، تقرير عالمي يكشف تفوق إسرائيل على النازيين في قتل المدنيين

كشفت مجلة "فورين أفيرز" استنادا إلى بيانات صحية وأبحاث دولية صورة مروعة لحجم الخسائر البشرية والمادية، وسط تساؤلات عن الأهداف الإسرائيلية ومستقبل الصراع برمته. بعد ما يقارب 700 يوم من الحرب المتواصلة، يواجه قطاع غزة وضعا إنسانيا كارثيا غير مسبوق في التاريخ الحديث، إذ تحول بفعل حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية وبالحصار الشامل إلى أرض قاحلة تغطيها الأنقاض، بينما يعيش سكانه ما بين الموت تحت القصف أو الجوع أو الأمراض الناتجة عن انهيار شبه كامل للبنية التحتية. بحسب وزارة الصحة في غزة، قتل منذ بداية الحرب أكثر من 61 ألف فلسطيني وأصيب ما يزيد على 145 ألفا بجروح خطيرة، غير أن هذه الأرقام، التي تستند إليها تقارير أممية وحقوقية، قد لا تعكس الواقع الكامل، إذ لا تشمل آلاف الجثث التي لا تزال مدفونة تحت الأنقاض أو التي لم تصل إلى المستشفيات والمشارح، إضافة إلى الوفيات الناتجة عن الأمراض والمجاعة ونقص الرعاية الطبية. ونشرت مجلة "ذا لانسيت" الطبية البريطانية، في فبراير الماضي، دراسة شاملة اعتمدت على مجموعة واسعة من المصادر، بينها بيانات النعي المحلية، التي قدّرت أن العدد الرسمي يقلل من حصيلة القتلى المباشرة بنسبة تصل إلى 107%، مع تجاهل كامل للوفيات غير المباشرة الناتجة عن تدمير المستشفيات وانقطاع المياه والغذاء وتفشي الأمراض. وخلصت الدراسة إلى أن الحرب الإسرائيلية ربما أودت بحياة ما بين 26 ألفا و120 ألف فلسطيني، إضافة إلى العدد الرسمي المعلن، ما يرفع العدد المحتمل للقتلى إلى أكثر من 186 ألف شخص، أي ما بين 5% و10% من سكان غزة قبل الحرب. وتصف "فورين أفيرز" هذه الحملة بأنها المثال الأكثر دموية على استخدام دولة غربية للقوة العسكرية لمعاقبة المدنيين كتكتيك حربي، مشيرة إلى أن إسرائيل، التي لطالما قدمت نفسها كدولة ديمقراطية ملتزمة بحقوق الإنسان، انتهكت المعايير الديمقراطية الأساسية بشكل صارخ. وترى المجلة الأمريكية أن الممارسات الإسرائيلية، مثل استهداف الأطفال بالقنص، وتدمير البنية التحتية المدنية، وحصار المدنيين وتجويعهم، تشير إلى أن الحرب لا تستهدف حركة حماس وحدها، بل كامل سكان غزة، وهو ما تؤكده مؤسسات دولية ومنظمات حقوقية عديدة. ويستند التقرير إلى دراسة المؤلف نفسه في كتابه الصادر عام 1996 بعنوان "القصف للفوز"، الذي بحث 40 حملة قصف استهدفت المدنيين في القرن العشرين، بينها الحرب الأهلية الإسبانية، وحرب فيتنام، والحرب العالمية الثانية. ويكشف أن خمس حملات فقط تجاوزت نسبة وفيات المدنيين فيها 1% من إجمالي السكان، معظمها ارتكبته أنظمة استبدادية مثل ألمانيا النازية واليابان الإمبراطورية. أما على مستوى الدول الديمقراطية، فلم تسجل أي حملة قبل غزة مستوى دمار يقترب من هذه النسبة، باستثناء القصف والحصار الذي تعرضت له ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، الذي أودى بحياة 2% إلى 4% من سكانها. تحليل صور الأقمار الصناعية، الذي أجرته وسائل إعلام موثوقة مثل "إيكونوميست" و"فايننشال تايمز"، يوضح أن ما لا يقل عن 60% من مباني غزة و90% من المنازل دُمر أو تضرر بشدة. كما تم تدمير جميع جامعات القطاع الـ12، و80% من مدارسه ومساجده، إضافة إلى كنائس ومكتبات ومتاحف، وفي القطاع الصحي، لا يعمل أي مستشفى بكامل طاقته، فيما تبقى 20 مستشفى من أصل 36 تعمل جزئيا وسط نقص حاد في الأدوية والمعدات. رغم هذا الدمار، لم تحقق إسرائيل هدفها المعلن بالقضاء على حماس، فالحركة، رغم خسائرها العسكرية الكبيرة، ما تزال قادرة على التجنيد وتعويض صفوفها، بل وتشير تقديرات أمريكية إلى أنها استقطبت أكثر من 15 ألف مقاتل جديد منذ بدء الحرب، أي أكثر من خسائرها المقدرة بين 11 و13 ألفا. كما تكشف استطلاعات المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية أن شعبية حماس ارتفعت أو بقيت ثابتة، خاصة في الضفة الغربية حيث تضاعفت نسبة التأييد منذ 2023. وتؤكد المجلة أن التاريخ يثبت فشل سياسة العقاب الجماعي في إضعاف دعم السكان المستهدفين للجماعات المسلحة، بل غالبا ما تؤدي إلى ما يعرف بـ"تأثير بيرل هاربر"، حيث يزداد تماسك المجتمع المستهدف حول قيادته. ويحذر التقرير من أن استمرار السياسات الإسرائيلية في غزة، إلى جانب توسع المستوطنات واعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية، يهدد بإشعال جبهة جديدة، فالضفة تضم 2.7 مليون فلسطيني إلى جانب 670 ألف مستوطن إسرائيلي، ومع دعوات بعض السياسيين الإسرائيليين لضم المنطقة، تتزايد احتمالات الانفجار. وتلفت "فورين أفيرز" إلى أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت أوامر اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي وأعضاء في حكومته، وأن بعض الدول الغربية بدأت تعترف رسميا بدولة فلسطينية. حتى في الولايات المتحدة، حليف إسرائيل الأبرز، ظهرت مواقف ناقدة من داخل اليمين الجمهوري، مثل تصريحات النائبة مارجوري تايلور غرين التي اتهمت إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية. ويرى التقرير أن استمرار هذه الحرب يضر بمستقبل إسرائيل على المدى الطويل، إذ يجعلها أكثر عزلة ويقوّض صورتها كدولة ديمقراطية، فضلا عن تقويض أمنها الداخلي من خلال إنتاج أجيال جديدة من المقاتلين الأعداء. ويخلص التقرير إلى أن على إسرائيل إعادة النظر في استراتيجيتها، وأن تبحث عن حلول سياسية وإنسانية بديلة، بدلا من الاعتماد على القوة العسكرية وحدها، إذا كانت تريد الحفاظ على أمنها وعلاقاتها الدولية. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store