
الحكومة البريطانية تستعين بمؤثري التواصل الاجتماعي لتوصيل رسائلها
ووصفت كاتبة العمود في صحيفة فايننشال تايمز، جيميما كيلي، الخطوة بأنها ذكية وفعالة من حزب العمال في مجال العلاقات العامة، لافتة إلى أن عشرات المؤثرين الذين استضافهم مقر الحكومة "10 داونينغ ستريت" مؤخرا، يحظون بمتابعة إجمالية تبلغ ربع مليار شخص، وعلقت "إذا كان بوسع الحكومة إقامة حفل مرح مرة واحدة في السنة مقابل نشرهم رسالة سياسية بأكثر الطرق ودية وإيجابية ممكنة، فإن ذلك يبدو صفقة جيدة جدا، على الأقل بالنسبة لرئيس الوزراء كير ستارمز.
وبرر مصدر في حزب العمال لموقع "بولتيكس هوم" البريطاني، الحفل بالقول: "لقد أدركنا منذ وقت طويل أننا يجب أن نذهب إلى حيث يوجد الناس"، مضيفا أنه ومن أجل ذلك، سيعمل الوزراء بشكل أوثق مع المبدعين والمؤثرين والمنصات الصغيرة، إلى جانب وسائل الإعلام التقليدية.
واحتفى حساب "10 داونينغ ستريت" الرسمي على موقع إنستغرام ، باستضافة المؤثرين وصناع المحتوى، وكتب عبارة "نحن نفعل الأشياء بشكل مختلف"، كما أعاد نشر العديد من قصص المؤثرين أنفسهم، مصحوبة بموسيقى ملهمة.
وتقول الكاتبة إن عادات استهلاك الأخبار لدى الجمهور تتغير بسرعة في بريطانيا ، مستحضرة تقرير رويترز للأخبار الرقمية لعام 2025، الذي بيّن أن نسبة الذين يحصلون على أخبارهم من "السوشيال ميديا" ارتفعت إلى 39%، على الأقل في بعض الأحيان.
لقد أدركنا منذ وقت طويل أننا يجب أن نذهب إلى حيث يوجد الناس، ومن أجل ذلك، سيعمل الوزراء بشكل أوثق مع المبدعين والمؤثرين والمنصات الصغيرة، إلى جانب وسائل الإعلام التقليدية.
بواسطة مصدر في حزب العمال البريطاني
في حين ارتفعت نسبة الذين يحصلون على أخبارهم، من وسائل التواصل الاجتماعي أو شبكات الفيديو مثل يوتيوب في الولايات المتحدة ، إلى 54%، متجاوزة الأخبار التلفزيونية لأول مرة.
وتستدرك كيلي بالقول إن الأرقام الرئيسية قد تخفي بعض الفروق الدقيقة في النتائج، مشيرة إلى أنه عندما سُئل الناس عن المكان الذي سيذهبون إليه للتحقق من شيء يشتبهون في أنه قد يكون كاذبا، ضمن تقرير رويترز، قالت المجموعة الكبرى (38%) على مستوى العالم إنهم سيذهبون إلى مصدر إخباري موثوق، بينما قال 14% فقط إنهم سيذهبون إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
علاوة على ذلك، تضيف الكاتبة، أنه لدى السؤال عن مصدر التهديد الأكبر فيما يتعلق بالمعلومات الكاذبة أو المضللة في التقرير، لم تكن الإجابة الأكثر شيوعا هي "وسائل الإعلام الكاذبة"، بل "المؤثرون والشخصيات على الإنترنت".
وبالنظر إلى قدرة الجمهور على التمييز بين مصداقية المؤثر على الإنترنت ومصداقية مؤسسة إخبارية راسخة، توصي كيلي الحكومة بالحرص على عدم الخلط بين الاثنين.
وأيدت الكاتبة مجددا تعاون "10 داوننغ ستريت" مع المؤثرين، لكنها حثت الحكومة على توخي الحذر، لرسم خط واضح بين العلاقات العامة، التي كانت تسمى سابقا الدعاية، ومساءلة الحكومة عبر الصحافة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
شاهد.. إيقاف مباراة ليفربول وبلباو في الدقيقة الـ20 تكريما للراحل جوتا
أوقفت مباراة ليفربول الودية التي جمعته بنظيره أتلتيك بلباو الإسباني أمس، على ملعب أنفيلد تكريما للاعبه الراحل ديوغو جوتا، علما أنها الأولى التي تقام على ملعب أنفيلد منذ رحيل المهاجم البرتغالي. وعند وصول المباراة إلى الدقيقة 20 وهو الرقم الذي وضعه اللاعب الراحل على قميصه طوال فترته مع "الريدز" والتي استمرت 5 مواسم، أُوقف اللعب في لحظة عاطفية مؤثرة. ووقفت جماهير ليفربول التي ملأت جنبات ملعب أنفيلد ورددت اسم جوتا مع موجة حارة من التصفيق، في وقت رفعت فيه صور اللاعب. كما انضم لاعبو الفريقين والجهازان الفنيان للجماهير في دقيقة تصفيق جماعي لتكريم اللاعب وشقيقه أندريه سيلفا الذي تُوفي معه في نفس الحادث "المروّع". وقال موقع "ليفربول إيكو" المختص بنشر أخبار الفريق، إن ليفربول حرص دائما على احترام وتكريم جوتا وما فعله أمام بلباو كان بمثابة "تجديد للوفاء". وقبل بداية المباراة دخل أسطورة ليفربول فيل تومسون رفقة جون أوريارتي رئيس أتلتيك بلباو إلى أرضية ملعب أنفيلد، ووضعا إكليلين من الزهور أمام المدرج الشهير "ذا كوب". وأكد الهولندي فيرجل فان دايك، قائد ومدافع ليفربول، أنه وزملاءه لن ينسوا جوتا وأنهم سيحرصون على تكريمه في كل ملعب. إعلان وقال فان دايك "سوف نفكر فيه خلال المباريات وفي كل ملعب نزوره. لأكون صريحا ما زلنا غير مصدقين ما حدث معه لكننا نبذل ما بوسعنا للتعامل مع هذه المأساة كفريق". وأضاف "من الغريب العودة لممارسة كرة القدم في ظل هذه الظروف. لن ننسى ديوغو أبدا وبالطبع علينا أن نكرّم ذكراه". وفي الوقت نفسه أكد فان دايك أهمية الوقوف إلى جانب عائلة جوتا، الذي كان أبا لـ3 أطفال. وتابع الهولندي "عائلته يجب أن تكون دائما في المقام الأول. لا يمكننا حتى تخيّل الألم الذي يعيشونه حاليا. علينا أن نرعى عائلته ووالديه. نحاول أن نكون بجانبهم قدر الإمكان". وتوفي جوتا وشقيقه في حادث سير مروّع في الثالث من يوليو/تموز 2025 أثناء تنقلّهما عبر إسبانيا في طريق عودتهما إلى إنجلترا، استعدادا لانطلاق فترة التحضيرات للموسم الكروي الجديد. وأعلن ليفربول في وقت سابق سحب القميص رقم 20 نهائيا من كافة فرق النادي تكريما لجوتا وتقديرا لإسهاماته ووفاء لذكراه. كما أعلن النادي أنه بصدد إقامة تمثال لجوتا سيتم وضعه خارج ملعب أنفيلد، وذلك باستخدام المواد التي أُعيد تدويرها من الهدايا والتكريمات التي وضعها المشجعون في محيط الملعب بعد وفاته.


الجزيرة
منذ 5 ساعات
- الجزيرة
هل فلسطين دولة؟ وماذا لو قالت الدول إنها كذلك؟
في خضم التحولات الجيوسياسية المتسارعة، يتجدد الجدل حول حقيقة وجود دولة فلسطينية، ومدى فاعلية الاعتراف الدولي بها، في ظل تعقيدات الاحتلال والانقسام الداخلي والجمود السياسي. ومع إعلان فرنسا نيتها الاعتراف بفلسطين كدولة في سبتمبر/أيلول المقبل، وتلويح بريطانيا وكندا بخطوات مماثلة، تعود القضية الفلسطينية إلى واجهة النقاش العالمي. وفي تقرير تحليلي نشرته وكالة بلومبيرغ، تناولت الصحفية ليزا باير مفهوم "الدولة" وأبعادها في القانون الدولي ، وموقع فلسطين ككيان من هذا التصنيف. وجاء التقرير في شكل أسئلة وأجوبة، استعرضت فيه باير -التي تعمل في بلومبيرغ- السياق التاريخي والميداني الراهن، وما يحمله من تعقيدات تحول دون تحقيق تطلعات الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة ذات سيادة. وعلى الرغم من أن نحو 150 دولة حول العالم تعترف رسميا بدولة فلسطين، وتمتلك السلطة الفلسطينية، التي تمارس حكما محدودا في الضفة الغربية ، بعثات دبلوماسية في العديد من تلك الدول، فإن الكيان الفلسطيني لا يمتلك بعد مقومات الدولة الكاملة وفقا لمعايير القانون الدولي، إذ لا تزال سلطاته منقوصة، وحدوده غير محددة، وقدرته على عقد الاتفاقيات الدولية مقيدة. وفقا لاتفاقية مونتفيديو لعام 1933، التي حدّدت المفهوم التقليدي للدولة في القانون الدولي، يجب أن تتوفر للدولة المعنية 4 شروط، هي أن يكون لديها سكان دائمون، وحكومة، وحدود إقليمية محددة، وقدرة على إبرام اتفاقيات. ومع أن الضفة الغربية وقطاع غزة تستوفيان الشرط الأول وهو وجود سكان دائمين، لكنهما تفتقدان إلى الشروط الثلاثة الأخرى بدرجات متفاوتة، وفقا لتقرير بلومبيرغ. تاريخيا، كانت اتفاقيات أوسلو للسلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية التي أُبرمت في تسعينيات القرن الماضي، قد أرست إطارا لقيام كيان فلسطيني يتمتع بحكم ذاتي محدود، تمهيدا لحل نهائي يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وبموجب تلك الاتفاقيات أُنشئت السلطة الفلسطينية، إلا أنها لم تحكم سوى أجزاء من الضفة الغربية، بينما بقيت مناطق أخرى تحت السيطرة الإسرائيلية. غير أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي، وتصاعد الاستيطان ، والانقسام الفلسطيني بين الضفة الغربية وقطاع غزة، حال دون ترجمة هذا الإطار إلى واقع ملموس. وتقول باير إن الفلسطينيين يريدون أن يتحكموا هم أنفسهم بمصيرهم، لكن تحقيق ذلك يتطلب أكثر من مجرد إعلانات، فهو يعني أن على إسرائيل التخلي عن سيطرتها على جزء كبير من الضفة الغربية وقطاع غزة. ومع ذلك، فقد سارت إسرائيل في الاتجاه المعاكس. ويرصد التقرير تعقيدات الوضع الميداني الراهن، لا سيما بعد اجتياح إسرائيل لقطاع غزة في أعقاب هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وما تبعه من دعوات إسرائيلية لإعادة الاستيطان فيه، إلى جانب قرار الكنيست (البرلمان) غير الملزم بضمّ مستوطنات الضفة الغربية، مما يعكس توجّها نحو تعميق الاحتلال بدلا من الانسحاب. تُضفي هذه الاعترافات شرعية سياسية ودبلوماسية، إلا أنها تبقى رمزية إلى حد كبير، في ظل عجز الفلسطينيين عن بسط سيادتهم الكاملة على الأرض، واستمرار الانقسام الداخلي بين السلطة في رام الله وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة. ومع أن الجمعية العامة للأمم المتحدة صوّتت في عام 2012 لصالح منح فلسطين صفة "مراقب غير عضو"، فإن الحصول على العضوية الكاملة، يتطلب موافقة 9 على الأقل من أصل 15 دولة في مجلس الأمن، ويحق لأي من الأعضاء الدائمين (الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة) استخدام حق النقض (الفيتو). وحتى الآن، تعارض الولايات المتحدة الاعتراف بدولة فلسطينية خارج إطار اتفاق سلام مع إسرائيل. يدعم العديد من الإسرائيليين فكرة توسيع السيادة الإسرائيلية لتشمل على الأقل جزءا من الضفة الغربية، حيث استمر بناء المستوطنات الإسرائيلية. لكن إذا سيطرت إسرائيل في النهاية بشكل كامل على المزيد من الفلسطينيين في الضفة الغربية، فسيتعين عليها الاختيار بين منحهم الجنسية، وبالتالي إضعاف الأغلبية اليهودية في البلاد، أو إبقائهم عديمي الجنسية، مما يعزز الاتهامات بالفصل العنصري. وتخلص باير في تقريرها إلى أن الرأي العام الإسرائيلي والفلسطيني على حد سواء، قد ابتعد بدوره عن دعم حل الدولتين ، إذ أظهرت الاستطلاعات تراجع التأييد لهذا الخيار لدى كلا الطرفين، مقابل تزايد دعم بدائل أخرى. ففي استطلاع مشترك أجري في ديسمبر/كانون الأول 2022، قال 37% من اليهود الإسرائيليين إنهم يودون رؤية حل يتضمن دولة واحدة غير ديمقراطية لا يتمتع فيها الفلسطينيون بحقوق متساوية، بينما أكد 30% من الفلسطينيين إنهم يريدون دولة واحدة يهيمن عليها الفلسطينيون. وأيدت أقليات أصغر من كلا الجانبين دولة ثنائية القومية تتمتع فيها جميع الأطراف بحقوق متساوية.


الجزيرة
منذ 20 ساعات
- الجزيرة
دعم إغاثي وحشد سياسي.. البريطانيون يرفضون تجويع أهالي غزة
لندن- أحدثت صور المجاعة القادمة من قطاع غزة صدمة في الشارع البريطاني مع استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، لتعيد الغضب الشعبي إلى الواجهة من جديد وتسلط الضوء على تقاعس الحكومة البريطانية بقيادة حزب العمال في ممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل لوقف سياسة التجويع الممنهج ضد سكان القطاع. فمنذ اندلاع الحرب على قطاع غزة قبل 22 شهرا، لم تهدأ حملات الدعم والتضامن الشعبي في عموم بريطانيا، لكنها شهدت في الأسابيع الأخيرة تصعيدا ملحوظا، بعد أن تجاوزت معاناة الجوع في غزة، بالنسبة لكثير من البريطانيين، حدود الصمت الممكن، مع تجاهل حكومة بلادهم للمعاناة الإنسانية المتفاقمة في غزة. الأواني الفارغة وللأسبوع الثاني على التوالي، خرج آلاف البريطانيين في تظاهرات متزامنة طالت أكثر من 60 بلدة ومدينة، حيث استخدم المتظاهرون الطرْق على "الأواني الفارغة" كرمز احتجاجي على سياسة التجويع الممنهج التي تمارَس على سكان غزة، رافعين صورا مؤلمة لأجساد أنهكها الجوع والقصف. ودعت منظمات حقوقية بارزة مثل "تحالف أوقفوا الحرب"، و"حملة التضامن مع فلسطين"، و"المنتدى الفلسطيني في بريطانيا" إلى جانب منظمات أخرى للمشاركة في المسيرة الوطنية الـ30 المقررة نهاية الأسبوع المقبل. وقال عدنان حميدان، القائم بأعمال المنتدى الفلسطيني في بريطانيا إن الحراك الشعبي منذ انطلاقته مع بداية العدوان على غزة يواصل ضغوطه على الحكومة البريطانية التي تتلكأ في اتخاذ مواقف حازمة، كفرض العقوبات الحقيقية على إسرائيل لإجبارها على وقف التجويع بحق المدنيين في القطاع. وأشار حمدان في حديثه للجزيرة نت إلى أن قرع الأواني الفارغة هو تعبير عن صوت الفلسطينيين في غزة الذي تسعى آلة الحرب الإسرائيلية إلى إسكاته، بينما لا تترجم الحكومة البريطانية وعودها -كالوعد المشروط بالاعتراف بالدولة الفلسطينية- إلى خطوات تُنقذ الجياع فعليا. مطالب بإنهاء التجويع وبالرغم من التضييقات المتزايدة التي تواجهها مبادرات دعم الفلسطينيين في بريطانيا ، يؤكد المتضامنون أن المعركة السياسية لا تنفصل عن العمل الإغاثي، لا سيما بعد تصنيف حكومة حزب العمال لحركة " فلسطين أكشن" المناهضة لتسليح إسرائيل واعتبارها منظمة إرهابية، وإغلاق حسابات مصرفية لجمعيات خيرية تنشط في دعم غزة. في هذا الإطار، وجهت 150 شركة بريطانية عاملة في قطاع الأغذية رسالة إلى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر تطالبه بالتدخل العاجل لإنهاء سياسة التجويع الإسرائيلية، وضمان حق الفلسطينيين الإنساني في غزة في الحصول على الغذاء والماء وحمايتهم من كارثة المجاعة المحدقة بهم. وبدورها، نشرت جمعية الأمم المتحدة في المملكة المتحدة، وهي منظمة مستقلة تُعنى بتعزيز دور بريطانيا في النظام الدولي، دعوة عبر موقعها الإلكتروني تحث فيها المواطنين البريطانيين على التواصل مع نوابهم البرلمانيين، وإرسال رسائل احتجاج تطالب بوقف حملة التجويع في غزة، والضغط على الحكومة البريطانية لوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل. ورغم جهود المنظمات الإغاثية البريطانية، تبقى قدرتها على إيصال المساعدات محدودة بفعل الحصار الإسرائيلي الخانق، وتُعد منظمة أوكسفام البريطانية، إحدى المنظمات البريطانية الإغاثية البارزة التي عملت لسنوات في القطاع المحاصَر لتوفير الأغذية للسكان، لكن روث جايمس، المنسقة الإغاثية لمنظمة أوكسفام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تؤكد في حديثها للجزيرة نت أن "حجم المساعدات التي تقدمها المنظمة يظل محدودا في ظل الحصار الخانق المفروض على غزة". وتضيف جايمس أن حملة التجويع الإسرائيلية ضد سكان غزة متعمدة ومفتعلة، ويمكن وضع حد لها إذا ما تم السماح بإدخال كميات كافية من المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، لكن السلطات الإسرائيلية تواصل عرقلة وصولها، مما يؤدي إلى وفاة المدنيين إما جوعا أو بسبب أمراض يمكن علاجها بسهولة لو توفرت المساعدات. ودعت أوكسفام عبر موقعها الرسمي المتضامنين إلى رسم خطوط حمراء على أياديهم والتقاط صور تُرفع خلال التظاهرات، للتعبير عن رفض التطبيع مع سياسة التجويع، وتؤكد جايمس أن الغضب الشعبي يتزايد مع كل صورة جديدة لأطفال يتساقطون من الجوع في فلسطين ، في وقت يرى كثير من البريطانيين أن حكومتهم تتحمل جزءا من المسؤولية. وتشير روث إلى أن طيفا واسعا من البريطانيين غاضبون من مشاهدة صور الأطفال وهم يتساقطون جوعا أمام عدسات الكاميرا، ويعتقدون أن حكومتهم متواطئة في حملة الإبادة لكنهم مصرون على الضغط عليها لتغيير نهجها. الإجهاز على فرص الحياة في الوقت الذي تبذل فيه منظمات إغاثية بريطانية جهودا لدعم القطاع الطبي في غزة، الذي لم يعد فقط يقدم الرعاية لضحايا القصف بل أيضا للمصابين بسوء التغذية، كشفت منظمة "مساعدة طبية من أجل فلسطين"، وهي من أبرز الجمعيات البريطانية التي تزود مستشفيات القطاع بالإمدادات الطبية، أن بعض العاملين معها في غزة اضطروا للانضمام إلى طوابير توزيع المساعدات الغذائية، بعدما بدأ أطفالهم يتضورون جوعا. وبينما تواصل المنظمة حملات التبرع على موقعها الإلكتروني، تتهم الجيش الإسرائيلي بتعمد عرقلة وصول للمساعدات التي يتم ضخها للقطاع، والحرص على إشاعة حالة من الفوضى عبر فرض طرق لتوزيع المساعدات تتحكم فيها قواته. ويشير غريم غروم الجراح البريطاني الذي تطوع في مستشفيات القطاع خلال الأشهر الماضية ضمن بعثات طبية بريطانية، أن أهالي غزة يعانون من مجاعة على مدى الأشهر الماضية بلغت ذروتها الآن، مؤكدا أنه كان شاهدا على رغبة إسرائيلية واضحة في تدمير القطاع الطبي وإنهاء كل فرص النجاة أمام الفلسطينيين في غزة. ويضيف غروم في حديثه للجزيرة نت، أن المزيد من الأطباء البريطانيين مصرون على التوجه للقطاع لدعم زملائهم ومنع القطاع الصحي من الانهيار التام، بعد أن امتدت أزمة الجوع لتطال أيضا الأطقم الطبية التي تعمل في ظروف مزرية.