logo
6 أسئلة بشأن اشتباكات السويداء في سوريا

6 أسئلة بشأن اشتباكات السويداء في سوريا

الجزيرةمنذ 17 ساعات
حصدت موجة جديدة من الاشتباكات بين مجموعات مسلحة درزية وأخرى بدوية في السويداء عشرات القتلى والجرحى، وأعادت إلى الواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها السلطة الجديدة منذ الإطاحة بحكم بشار الأسد.
وتوالت الدعوات من الجهات الرسمية لفرض النظام وتغليب لغة الحوار لتجنب مزيد من التصعيد في المنطقة التي سبق أن شهدت قبل أسابيع أحداثا مشابهة.
نستعرض في التقرير التالي أبرز المعطيات بشأن الوضع في السويداء عبر 6 أسئلة:
ما سبب الاشتباكات الجديدة؟
قالت وزارة الداخلية السورية إن الاشتباكات الجديدة وقعت "على خلفية توترات متراكمة خلال الفترات السابقة".
وقال قائد الأمن الداخلي نزار الحريري إن التوتر بدأ إثر حادثة سلب وقعت على طريق دمشق السويداء أعقبتها عمليات خطف متبادلة.
ووفقا لمراسل الجزيرة نت في السويداء أيمن الشوفي، اندلعت الاشتباكات أمس الأول السبت بعد اعتداء تعرّض له السائق فضل الله دوارة أثناء عودته بسيارة خضار في وقت متأخر إلى السويداء في المنطقة الواقعة بين خربة الشايب والفيلق الأول بريف دمشق ، وبحسب رواية دوارة لأقاربه فإن سيارته سُلبت بما فيها، إضافة إلى مبلغ 7 ملايين ليرة (نحو 695 دولارا).
وأشار المراسل إلى أن مسلحين دروزا هاجموا حي المقوس شرقي السويداء الذي تقطنه عشائر بدوية، لتحرير نحو 10 دروز احتجزهم أفراد من العشائر منذ صباح أمس الأحد، ردا على احتجاز مسلحين دروز عددا من أبناء العشائر في التوقيت ذاته أيضا.
وتشهد السويداء منذ فترة حكم النظام السوري السابق انتشارا واسعا للسلاح، حيث تمتلكه جهات عديدة صارت مع مرور الوقت تميل إلى الاحتفاظ به.
ما حصيلة الاشتباكات؟
أعلنت السلطات السورية أن الاشتباكات التي استخدمت فيها أسلحة متوسطة وثقيلة أسفرت عن أكثر من 30 قتيلا ونحو 100 جريح.
ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر قولها إن معظم الضحايا من عناصر المجموعات المسلحة، في حين تضرر بعض المدنيين جراء الاشتباكات.
إعلان
من جانبها، نقلت قناة الإخبارية السورية عن مصدر في وزارة الدفاع تأكيده ارتفاع عدد قتلى الجيش إلى 6 خلال فض الاشتباكات في السويداء.
كيف ردت السلطات؟
أعلنت وزارة الدفاع السورية أنها باشرت بالتعاون مع وزارة الداخلية "نشر وحداتها العسكرية المتخصصة في المناطق المتأثرة، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين، وفك الاشتباكات بسرعة وحسم".
واعتبرت الوزارة في بيان أن "الفراغ المؤسساتي الذي رافق اندلاع هذه الاشتباكات ساهم في تفاقم مناخ الفوضى وانعدام القدرة على التدخل من قبل المؤسسات الرسمية الأمنية أو العسكرية، مما أعاق جهود التهدئة وضبط النفس".
وأكدت قوات وزارة الداخلية أن قواتها تدخلت بشكل مباشر في السويداء لحل الصراع ووقف الاشتباكات وملاحقة المتسببين بالأحداث وتحويلهم إلى القضاء، وشددت على أهمية البدء بحوار شامل يعالج أسباب التوتر.
من جهته، قال وزير الداخلية أنس خطاب في منشور على موقع إكس إن "غياب مؤسسات الدولة -خصوصا العسكرية والأمنية منها- سبب رئيسي لما يحدث في السويداء وريفها من توترات مستمرة"، معتبرا أنه "لا حل لذلك إلا بفرض الأمن وتفعيل دور المؤسسات بما يضمن السلم الأهلي وعودة الحياة إلى طبيعتها بكل تفاصيلها".
ودعا محافظ السويداء مصطفى البكور إلى "ضرورة ضبط النفس والاستجابة لتحكيم العقل والحوار"، مضيفا "نثمن الجهود المبذولة من الجهات المحلية والعشائرية لاحتواء التوتر، ونؤكد أن الدولة لن تتهاون في حماية المواطنين".
ما وضع المنطقة منذ بداية الحكم الجديد؟
سبق أن وقعت أحداث دامية في الساحل السوري في مارس/آذار الماضي، واشتباكات قرب دمشق بين مقاتلين دروز وقوات الأمن في أبريل/نيسان الماضي.
وأسفرت أعمال العنف تلك عن مقتل 119 شخصا على الأقل، بينهم مسلحون دروز وقوات أمن، وإثر الاشتباكات أبرم ممثلون للحكومة السورية وأعيان دروز اتفاقات تهدئة لاحتواء التصعيد.
ومنذ مايو/أيار الماضي يتولى إدارة الأمن في السويداء مسلحون دروز بموجب الاتفاق بين الفصائل المحلية والسلطات، لكن ينتشر في ريف المحافظة أيضا مسلحون من عشائر البدو السنة.
ما موقف الدروز؟
استنكرت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز الاشتباكات الجديدة وحذرت من الانجرار إلى الفتنة، داعية الحكومة السورية إلى ضبط الأمن على طريق دمشق السويداء.
وتُقدّر أعداد الدروز بأكثر من مليون، يتركز أغلبيتهم في مناطق جبلية بلبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية والأردن.
ويقدّر تعدادهم في سوريا بنحو 700 ألف، يعيش معظمهم في جنوب البلاد حيث تعد محافظة السويداء معقلهم، كما يوجدون في مدينتي جرمانا وصحنايا قرب دمشق، ولهم حضور محدود في إدلب شمال غربي البلاد.
وبعد الاشتباكات في أبريل/نيسان الماضي شنت اسرائيل غارات جوية في سوريا وحذرت دمشق من المساس بأبناء الطائفة الدرزية.
ما تداعيات الوضع في السويداء؟
تقع السويداء على بعد نحو 100 كيلومتر فقط من دمشق، وهي منطقة إستراتيجية قريبة من الحدود الأردنية، وقد يتسبب استمرار الفوضى الأمنية فيها -خاصة مع انتشار السلاح خارج سلطة الدولة- في خلق فراغ أمني قد تستغله جماعات مسلحة أو شبكات تهريب عبر الحدود.
كما شكّل غياب محافظ السويداء عن مكتبه لأسابيع بسبب التهديدات الأمنية، واحتلال مبنى المحافظة من قبل مجموعات محلية تحديا للسلطات في دمشق التي تسعى إلى فرض سيطرتها على مؤسساتها، وتجنب ما قد يشجع على تكرار هذا النموذج في مناطق أخرى.
ومع استمرار الانقسامات في السويداء قد تتعطل جهود الحكومة السورية في تحقيق مصالحة وطنية شاملة، مما يطيل أمد الأزمة ويؤثر على استقرار سوريا ككل.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

احتجاز‭ 10‬‭ ‬أشخاص بعد اشتباكات بين "متطرفين" ومهاجرين في إسبانيا
احتجاز‭ 10‬‭ ‬أشخاص بعد اشتباكات بين "متطرفين" ومهاجرين في إسبانيا

الجزيرة

timeمنذ 5 ساعات

  • الجزيرة

احتجاز‭ 10‬‭ ‬أشخاص بعد اشتباكات بين "متطرفين" ومهاجرين في إسبانيا

قالت الحكومة الإسبانية إن الشرطة ألقت القبض على 10 أشخاص بعد اشتباكات استمرت 3 ليال بين جماعات يمينية متطرفة ومهاجرين من شمال أفريقيا في بلدة بجنوب شرق البلاد. وفي إحدى أسوأ الاشتباكات التي شهدتها إسبانيا في الآونة الأخيرة، قال صحفيون من رويترز إن عشرات الشبان من جماعات يمينية متطرفة، بعضهم ملثمون، ألقوا زجاجات ومقذوفات أخرى -مساء أول أمس الأحد- على شرطة مكافحة الشغب في توري باتشيكو، التي ردت بإطلاق الرصاص المطاطي لقمع الاضطرابات. وتعود جذور هذه الأحداث إلى هجوم شنه مجهولون الأسبوع الماضي على رجل مسن، مما أدى إلى إصابته، لكنه يتعافى حاليا في منزله. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية لرويترز -في وقت متأخر من اليوم- إن المشتبه به الرئيسي في هجوم الأسبوع الماضي أُلقي القبض عليه في شمال إقليم الباسك. وكانت السلطات قد ذكرت في وقت سابق أنها اعتقلت أجنبيين يُشتبه في تورطهما في الهجوم. وقالت وزارة الداخلية إنها اعتقلت 7 آخرين -6 إسبان وواحد من أصول شمال أفريقية- بتهم الاعتداء أو الإخلال بالنظام العام أو جرائم الكراهية أو الإضرار بالممتلكات. ويشكل المهاجرون، وكثير منهم من الجيل الثاني، نحو ثلث سكان توري باتشيكو البالغ عددهم 40 ألف نسمة تقريبا. كما تستضيف المنطقة المحيطة بالمدينة أعدادا كبيرة من المهاجرين الذين يعملون عمالا بالأجر اليومي في الزراعة، وهي إحدى ركائز اقتصاد منطقة مورسيا. وقال بيدرو أنخيل روكا، رئيس بلدية توري باتشيكو، لتلفزيون "تي في إي" الإسباني: "أطلب من الجالية المهاجرة عدم مغادرة منازلهم وعدم مواجهة مثيري الشغب، لأن المواجهة لا تجدي نفعا، لكنها ربما تثير فينا جميعا الخوف". "نريد السلام" وفي حديثه لإذاعة "كادينا سير"، عزا وزير الداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا أعمال العنف إلى الخطاب المناهض للهجرة الصادر عن جماعات اليمين المتطرف وأحزاب سياسية مثل "فوكس"، الذي قال عنه إنه يربط بين الهجرة والجريمة بشكل غير مبرر. وأضاف الوزير أن أعمال العنف في توري باتشيكو نُظمت وأُثيرت بدعوات على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن سانتياغو أباسكال، زعيم حزب فوكس، نفى مسؤوليته عن هذه الوقائع، وحمّل مسؤوليتها لسياسات الحكومة المتعلقة بالهجرة. وظلت إسبانيا منفتحة على الهجرة وفوائدها الاقتصادية، حتى في الوقت الذي شددت فيه حكومات أوروبية أخرى القيود على الحدود. لكن الجدل تجدد، بقيادة حزب فوكس، مع تأكيد خطط نقل مهاجرين قصر غير مصحوبين بذويهم من جزر الكناري إلى بقية أنحاء إسبانيا خلال الأسابيع القليلة الماضية. وقالت وزيرة الهجرة إلما سايز لصحيفة إلباييس إن "إسبانيا ليست دولة تطارد المهاجرين، وإذا اضطررنا للنزول إلى الشوارع، فذلك للدفاع عن حقوق آلاف الأشخاص المحاصرين والمتضررين تماما من هذه المطاردة التي تستهدف المهاجرين". وقال مهاجر من شمال أفريقيا يعيش في توري باتشيكو إنه يخشى ركوب دراجته النارية بسبب مثيري الشغب الذين يرشقونها بالزجاجات. وقال لرويترز أمس الأحد: "نريد السلام. هذا ما نريده، لا نريد أي شيء آخر". وعام 2000، اندلعت احتجاجات عنيفة مناهضة للهجرة في بلدة إليخيدو، التابعة لمدينة ألميريا بجنوب إسبانيا، بعد مقتل 3 مواطنين إسبان على أيدي مهاجرين مغاربة.

ما وراء الخبر.. دعوات للحوار وفرض الأمن في السويداء السورية
ما وراء الخبر.. دعوات للحوار وفرض الأمن في السويداء السورية

الجزيرة

timeمنذ 8 ساعات

  • الجزيرة

ما وراء الخبر.. دعوات للحوار وفرض الأمن في السويداء السورية

ما وراء الخبر ناقش برنامج 'ما وراء الخبر' -في حلقته بتاريخ (14 يوليو/تموز 2025)- دعوات الحكومة السورية إلى فرض الأمن والبدء في حوار شامل على خلفية اشتباكات نشبت بين مجموعات مسلحة وعشائر بالسويداء. اقرأ المزيد

ما وراء الاشتباكات.. اختبار السيادة يتجدد على أرض السويداء الملتهبة
ما وراء الاشتباكات.. اختبار السيادة يتجدد على أرض السويداء الملتهبة

الجزيرة

timeمنذ 8 ساعات

  • الجزيرة

ما وراء الاشتباكات.. اختبار السيادة يتجدد على أرض السويداء الملتهبة

لم تكن حادثة السلب على طريق دمشق السويداء سوى شرارة أشعلت جمرا متراكما في منطقة جبل العرب، ثم جاء ما أعقبها من اشتباكات، ودعوات للحماية الدولية، وقصف إسرائيلي لقوات النظام، ليضع مسألة السيادة على الطاولة، لا كمفهوم سياسي مجرد، بل كأرض نزاع متعدد الأطراف. فالمواجهات التي انطلقت تحت يافطة النزاع المحلي، تطورت بسرعة إلى مشهد إقليمي متداخل، استُدعي فيه خطاب الحماية الطائفية، وتدخلت فيه إسرائيل بذريعة الدفاع عن طائفة الدروز ، في ظل فراغ أمني تعترف به السلطة وتستثمره فصائل محلية لإعادة رسم معادلة الحكم الذاتي. ورغم إعلان الحكومة السورية عزمها فرض الأمن عبر الحوار و"بسط السيادة" فإن ذلك لم يكن كافيا لنزع الشكوك المتراكمة في السويداء ، حسب الناشط الحقوقي والسياسي فيها سليمان الكفيري. ويرى الكفيري خلال مشاركته في برنامج "ما وراء الخبر" أن فشل السلطة في تنفيذ التزاماتها السابقة، وتحديدا الاتفاق مع وجهاء المنطقة قبل أكثر من شهر، عزّز مناخ انعدام الثقة، خاصة في ظل فوضى أمنية مستمرة على الطرق الحيوية. لكن التحدي لا يقتصر على الجانب الداخلي، فوفق رؤية الأكاديمي والخبير بالشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى، فإن إسرائيل توظّف كل تفكك في الجنوب السوري لتبرير وجودها العسكري وتحويل المنطقة إلى "حزام فصل دائم" يحول دون عودة السيادة السورية الكاملة، تحت غطاء حماية الدروز. الخطوط الحمراء هذه "الذريعة الإنسانية" -وإن بدت متعاطفة ظاهريا- تكشف عن إستراتيجية أعمق، هدفها إبقاء الجنوب السوري منطقة رخوة سياسيا وأمنيا. ومع ذلك لا تعارض إسرائيل إعادة تموضع الدولة السورية، ما دام ذلك لا يتجاوز الخطوط الحمراء المرسومة بوضوح: لا سيادة حقيقية، ولا مؤسسات أمنية قادرة على كبح تغلغلها الاستخباراتي. وفي هذا السياق، تتحول الاشتباكات من حدث محلي إلى اختبار حقيقي لقدرة الدولة على فرض نموذج السيادة غير القابل للتجزئة، فالحكومة السورية -كما يوضح الكاتب والمحلل السياسي حسن الدغيم- تعاملت سابقا مع مناطق متوترة بسياسة الاحتواء لكن الخيارات تضيق، خصوصا بعد تصعيد عصابات مسلحة متورطة في شبكات تهريب وتجارة مخدرات عابرة للمحافظات. ولم تطرح الدولة على السويداء، بحسب روايتها، ما لم تطرحه على غيرها من المحافظات، بل اختارت التدرج والتفاوض قبل اللجوء إلى الحسم، لكن استمرار المطالبة بـ"إدارة أمنية محلية" يعيد إنتاج فكرة الكيانات الذاتية ويُضعف صورة الدولة كمحتكر وحيد للسيادة والسلاح، خاصة عندما تُرافق المطالبات بدعوات للحماية الدولية. ويتداخل هذا السياق مع ما تظهره إسرائيل من مخاوف أعمق من تنامي النفوذ الإيراني في الجنوب السوري، وهنا يرى الدكتور مهند أن إسرائيل تسعى إلى إضعاف الدولة دون إسقاطها، وتدير الأزمة وفق منطق "الاحتواء دون الانهيار" على غرار إدارتها السابقة للحكومة بقطاع غزة أو للوضع في لبنان. لكن الدولة السورية، وإن كانت تسير على حبل دقيق بين ضبط النفس والردع، تجد نفسها اليوم في موقف لا يمكن أن يُدار بلينٍ مفتوح، فهي تدرك أن أي تأجيل في فرض السيطرة سيُفسَّر كعجز، وسيفتح الباب أمام مطالب مماثلة في مناطق أخرى تحت لافتات دينية أو طائفية أو عشائرية. معركة السلطة والسيادة وتكمن الإشكالية العميقة في كيفية بسط السيادة على منطقة تشكّك بعض مكوناتها في شرعية الدولة، وتمييز المطالب الشعبية المشروعة عن محاولات تفكيك الدولة من الداخل، لتتجاوز هذه الأسئلة السويداء، وتمس قلب الأزمة السورية ذاتها، بوصفها معركة دائمة لإعادة تعريف الدولة والسلطة والسيادة. واللافت أن السلطة -كما أشار الدغيم- تراهن على حاضنة واسعة من الدروز داخل السويداء وخارجها، ممن ما زالوا يؤمنون بوحدة سوريا ويرفضون خطاب الانفصال أو التجييش الطائفي، لكنها في الوقت ذاته تحذر من دور شخصيات دينية، كالشيخ حكمت الهجري، التي تتبنى خطابا يُقرأ لدى دمشق كمشروع لتفكيك وحدة الدولة تحت غطاء الخصوصية الروحية. وبموازاة الجهود الميدانية، تحاول الدولة تدويل قضية القصف الإسرائيلي، مطالبة "الدول الصديقة" بكبح إسرائيل التي تعتبر أن أي محاولة لبسط الأمن السوري في الجنوب تمس بـ"الخطوط الأمنية" التي رسمتها لنفسها على أراضٍ ليست لها، وهو ما يعكس عبثية المشهد. وفي ضوء هذا التعقيد، يتحول الجنوب السوري إلى مسرح لتنازع السيادات: سيادة الدولة على أراضيها، وسيادة الجماعة على خياراتها، وسيادة الاحتلال على قواعد الاشتباك. وكلما طال أمد الفوضى، زادت قدرة اللاعبين الخارجيين على ترسيخ حضورهم، وتآكلت قدرة دمشق على استعادة المبادرة. ولكن رغم ضيق الخيارات، لا يبدو أن الدولة ستقبل بصيغة هجينة تُمنح فيها السويداء امتيازات خارج نموذج الدولة الموحدة، فالتجربة تقول إن التنازل في لحظة ضعف يفتح الباب أمام تفكك أكبر. ومن هنا، تبدو المواجهة الحالية بالجنوب ليست مجرد استجابة لأزمة طارئة، بل محطة حاسمة لاختبار مشروع السيادة في سوريا الجديدة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store