logo
بولندا على مفترق طرق

بولندا على مفترق طرق

قاسيونمنذ 15 ساعات

إن حدوث هذه التغيرات في بلد محوري كبولندا ينذر بتغيرات عميقة في أوروبا الشرقية وأوروبا عموماً وبالتالي في أوروبا الغربية.
كان من الواضح هيمنة اليمين الشعبوي في الفترة (2015-2023) من خلال:
سيطرة حزب «القانون والعدالة» (PiS) إذ هيمن الحزب ذو التوجه القومي-المحافظ على المشهد السياسي بعد فوزه الانتخابي في 2015، مع تعزيز سلطة الحكومة على القضاء والإعلام عبر إصلاحات قضائية مثيرة للجدل، مما أثار نزاعات مع الاتحاد الأوروبي حول سيادة القانون.
السياسات الاجتماعية المحافظة، إذ ركز الحزب على القيم الكاثوليكية التقليدية، مع تقييد حقوق الإجهاض، مما عمق الانقسامات المجتمعية بين الريف (المؤيد) والمدينة (المعارض).
العلاقات الدولية، إذ عزز تحالفاً وثيقاً مع الولايات المتحدة، خاصة خلال عهد ترامب، مع تشديد الموقف من روسيا ودعم أوكرانيا عسكرياً بعد العملية العسكرية الروسية 2022. كما طالب بألمانيا بدفع تعويضات عن جرائم الحرب العالمية الثانية.
لكن منعطفاً شديداً حصل مع التحول الليبرالي وصعود المعارضة (2023-2024) من خلال:
فوز ائتلاف «منصة المدنية» وذلك في الانتخابات البرلمانية 2023، إذ تمكن تحالف بقيادة دونالد توسك (رئيس الوزراء السابق) من إنهاء حكم PiS.
مع التركيز على تعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي بعد سنوات من التوتر وتحديات اقتصادية، إذ واجهت الحكومة الجديدة تضخماً حاداً.
وتداعيات الحرب الأوكرانية، مع ضغوط لخفض الدعم للاجئين الأوكرانيين بسبب تكاليفه الاجتماعية.
لكن نتائج الانتخابات الحالية فسحت المجال للعودة للقومية مع فوز كارول ناوروتسكي في أيار 2025، حيث فاز مرشح اليمين كارول ناوروتسكي (42 عاماً) بالرئاسة بنسبة 50.89%، مدعوماً من PiS وبشكل غير مباشر من ترامب، متغلباً على منافسه الليبرالي رافال تشاسكوفسكي.
بلغت نسبة المشاركة 72.8%، وهي الأعلى منذ انتخابات 2020، مما يعكس الاستقطاب الحاد في المجتمع البولندي.
ويتميز برنامجه السياسي داخلياً بتشديد الرقابة على الحدود مع ألمانيا، ورفض «القيم الليبرالية الغربية»، والتركيز على الأولوية للبولنديين في الخدمات الاجتماعية. وخارجياً بتخفيض الدعم لأوكرانيا، ومعارضة انضمامها للناتو، وتأييد طلب ترامب برفع إنفاق الناتو الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي (مدعوماً بإنفاق بولندا البالغ 4.7٪).
هو مرشح مستقل مدعوم من حزب «القانون والعدالة» القومي الشعبوي (حكم خلال 2015–2023)، ويُعتبر من أبرز المعجبين بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقد زار البيت الأبيض خلال حملته الانتخابية، حيث قال له ترامب: «سوف تفوز».
أما بالنسبة لتأثير الفوز على السياسة الداخلية في بولندا فمن المتوقع أن يؤدي إلى:
إعاقة برنامج حكومة دونالد توسك (المؤيد لأوروبا)، خاصة فيما يتعلق بحقوق المثليين، وقوانين الإجهاض، وتعزيز القيم المحافظة، واحتمالية انتخابات نيابية مبكرة.
وقد يؤدي فوزه إلى حل البرلمان والدعوة لانتخابات جديدة، مما يعزز موقع حزب «القانون والعدالة».
ويشكل فوز ناوروتسكي استقطاباً مجتمعياً يقسم الناخبين إذ وصفت الخبيرة السياسية آنا ماتيرسكا سوسنوفسكا الانتخابات بأنها «صدام حضارات حقيقي» بسبب الفجوة الواسعة بين سياسات المرشحين. إذ يطالب أنصار تشاسكوفسكي بتكامل أوروبي أعمق فيما يرفض أنصار ناوروتسكي التيارات الآتية من الغرب.
إن هذا التغير قد يؤثر بشكل جذري على العلاقات مع الاتحاد الأوروبي من خلال تجديد التوترات، إذ يُعارض ناوروتسكي التكامل الأوروبي الأعمق، ويدعو لتعزيز سيادة بولندا داخل الاتحاد، بما في ذلك رفض الضغوط الأوروبية.
ونلاحظ ردود الفعل الأوروبية، فعلى الرغم من تهنئة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين له، فقد حثه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على «احترام سيادة القانون».
وعلى صعيد التداعيات الإقليمية يُنظر لانتخابه كعلامة على تصاعد القومية في أوروبا الشرقية، مع تشجيع أحزاب مماثلة في دول البلطيق ورومانيا والمجر، خاصة مع تصريحات تأييد من رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي أشاد بـ«الرؤية السيادية» تجاه بروكسل. وقد أشادت زعيمة اليمين الفرنسي مارين لوبان بفوزه كـ«إنكار لأوليغارشية بروكسل». إذ يُنذر الوضع بتحول في سياسات أوروبا الشرقية نحو مواقف أكثر تشكيكاً في التكامل الأوروبي. لكن التأثير الأكبر على ما يبدو هو في العلاقات مع أوكرانيا، حيث بولندا شريان حيوي للمساعدات العسكرية الغربية لكييف. وأي تقليص للدعم البولندي قد يُضعف الموقف الأوكراني. ويتوقع تقويض الدعم لأوكرانيا حيث يعارض ناوروتسكي انضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، ويسعى لخفض المساعدات المقدمة لمليون لاجئ أوكراني في بولندا. كما زار في الساعات الأخيرة من حملته، نصباً تذكارياً لضحايا «الإبادة الجماعية» التي ارتكبها القوميون الأوكرانيون ضد البولنديين خلال الحرب العالمية الثانية، مما أثار حفيظة كييف. أما على صعيد التحالف مع الولايات المتحدة فيُعتبر فوزه انتصاراً لترامب، حيث حظي بدعم علني من وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي كريستي نويم التي صرحت: «يجب أن يكون الرئيس المقبل».
يعكس فوز ناوروتسكي تحولاً في المشهد السياسي لأوروبا الشرقية من خلال تعزيز تحالفات جديدة مع قادة مثل أوربان وترامب وتحديد التضامن الأوروبي خاصة في الملف الأوكراني وسياسات الهجرة، مع احتمال قوي لتأثير الدومينو، مما يهدد الوحدة الأوروبية في مواجهة التحديات المشتركة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

طهران تندد بمنع الولايات المتحدة دخول الإيرانيين
طهران تندد بمنع الولايات المتحدة دخول الإيرانيين

موجز 24

timeمنذ 24 دقائق

  • موجز 24

طهران تندد بمنع الولايات المتحدة دخول الإيرانيين

نددت الخارجية الإيرانية بقرار الحكومة الأمريكية منع دخول الإيرانيين الولايات المتحدة، واعتبرت أنه يخالف المبادئ الأساسية للقانون الدولي وحقوق الإنسان الأساسية. ودان المدير العام لإدارة الشؤون الإيرانية في الخارج بوزارة الخارجية الإيرانية، علي رضا هاشمي رجا، بشدة القرار الأخير الذي اتخذته الحكومة الأمريكية بمنع مواطني إيران وعدة دول أخرى ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة، وفق ما نشرته وزارة الخارجية عبر منصة 'x'. ووصف هاشمي رجا هذه الخطوة بأنها دليل واضح على هيمنة عقلية عنصرية متعالية بين صانعي القرار الأمريكيين. وأكد أن قرار الحكومة الأمريكية بمنع المواطنين الإيرانيين، بناءً على دينهم وجنسيتهم فقط، لا يعكس عداءً متأصلاً تجاه الشعب الإيراني والمسلمين فحسب، بل يشكل أيضًا انتهاكًا للمبادئ الأساسية للقانون الدولي، بما في ذلك حظر التمييز وحقوق الإنسان الأساسية. وأضاف أن حرمان مئات الملايين من الناس من حق السفر إلى دولة أخرى بناء على جنسيتهم أو دينهم فقط هو مثال على التمييز العنصري والعنصرية الممنهجة داخل المؤسسة الحاكمة الأمريكية. وأكد أن هذا الإجراء يتناقض مع معايير حقوق الإنسان الدولية وسيؤدي إلى مساءلة دولية للحكومة الأميركية. وأعلن البيت الأبيض، الخميس الماضي، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أصدر أمرا تنفيذيا يقضي بحظر دخول مواطني عدد من الدول إلى الولايات المتحدة الأمريكية، معللا القرار بمخاوف تتعلق بالأمن القومي للبلاد.

ترمب يطلق سباق المسيرات والطيران الأسرع من الصوت
ترمب يطلق سباق المسيرات والطيران الأسرع من الصوت

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

ترمب يطلق سباق المسيرات والطيران الأسرع من الصوت

قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقع أمس الجمعة أوامر تنفيذية لتعزيز دفاعات الولايات المتحدة ضد تهديدات الطائرات المسيرة، ودعم التاكسي الجوي الكهربائي والطائرات التجارية الأسرع من الصوت. ويسعى ترمب عبر الأوامر التنفيذية الثلاثة إلى إتاحة الاستخدام الروتيني للطائرات المسيرة خارج نطاق رؤية المشغلين، وهي خطوة مهمة نحو تمكين عمليات التسليم التجارية بالطائرات المسيرة، وتقليل اعتماد الولايات المتحدة على شركات المسيرات الصينية، إضافة إلى تعزيز اختبار الطائرات الكهربائية عمودية الإقلاع والهبوط. ويعمل ترمب على إنشاء فريق عمل اتحادي لضمان سيطرة الولايات المتحدة على أجوائها، وزيادة القيود المفروضة في المواقع الحساسة، وتوسيع نطاق استخدام التكنولوجيا على مستوى اتحادي لرصد الطائرات المسيرة على الفور وتقديم المساعدة لأجهزة إنفاذ القانون على مستوى الولايات والمستوى المحلي. وقال مدير مكتب البيت الأبيض لسياسات العلوم والتكنولوجيا مايكل كراتسيوس إن ترمب يهدف أيضاً إلى التصدي "للتهديد المتزايد للإرهابيين المجرمين، وإساءة استخدام الأجانب للطائرات المسيرة في المجال الجوي الأميركي". وأضاف "إننا نؤمن حدودنا من تهديدات الأمن القومي بما في ذلك الجو، مع اقتراب فعاليات عامة واسعة النطاق مثل الألعاب الأولمبية وكأس العالم". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأشار كبير مديري مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي سيباستيان جوركا إلى استخدام الطائرات المسيرة في حرب روسيا على أوكرانيا، والتهديدات التي تتعرض لها الفعاليات الرياضية الأميركية الكبرى. وقال "سنزيد قدرات وإمكانات مكافحة الطائرات المسيرة". وأمر ترمب أيضاً إدارة الطيران الاتحادية برفع الحظر المفروض خلال عام 1973 على النقل الجوي الأسرع من الصوت فوق اليابسة. وينتقد أنصار حماية البيئة الطائرات الأسرع من الصوت لحرقها وقوداً أكثر لكل راكب، مقارنة بالطائرات العادية. وقال كراتسيوس "الحقيقة أن الأميركيين ينبغي أن يكونوا قادرين على الطيران من نيويورك إلى لوس أنجليس في أقل من أربع ساعات". وتابع "التطور في هندسة الطيران وعلوم المواد والحد من الضوضاء لا تجعل الطيران الأسرع من الصوت فوق اليابسة ممكناً فحسب، بل آمناً ومستداماً وقابلاً للتطبيق التجاري أيضاً". ويوجه الأمر إدارة الطيران الاتحادية بإلغاء الحد الأقصى للسرعة التي تفوق سرعة الصوت ما دامت الطائرات لا تحدث دوياً قوياً مسموعاً على الأرض. ورحبت شركة "بوم سوبرسونيك" المصنعة للطائرات بهذه الخطوة، وقال رئيسها التنفيذي بليك شول "بدأ السباق الأسرع من الصوت ويمكن أن يبدأ عصر جديد من الطيران التجاري". وقال المسؤولون إن أوامر ترمب لا تحظر أية شركة صينية للطائرات المسيرة.

ماسك يحذف تدوينات سابقة على إكس هاجم فيها ترامب
ماسك يحذف تدوينات سابقة على إكس هاجم فيها ترامب

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

ماسك يحذف تدوينات سابقة على إكس هاجم فيها ترامب

حذف الملياردير الأميركي، إيلون ماسك ، تدوينات على حسابه في منصة "إكس" هاجم فيه الرئيس دونالد ترامب. ومن بينها المنشورات التي أزالها ماسك اتهامه ترامب بالتورط في فضيحة رجل الأعمال المنتحر، جيفري إبستين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store