logo
أحياء ولكنهم أموات

أحياء ولكنهم أموات

الأنباءمنذ 6 ساعات

إذا ما تمعنا وفكرنا في أسلوب حياة بعض البشر الذين يعيشون بيننا، لتيقنا من أن هناك البعض أحياء، ولكنهم في حقيقة الأمر أموات.
في السنوات الأخيرة تغيرت الكثير من المفاهيم والأوضاع وأخذ كل واحد منا يفسرها ويطبقها في حياته حسب أهوائه متجاهلين الأعراف والعادات والتقاليد. إن الله سبحانه وتعالى خلق البشر لعبادته وطاعته وليتعارفوا على بعضهم البعض وليتعاونوا على البر والتقوى، لكن اليوم ما يحدث بين الناس بعيد كل البعد عن كلام الله تعالى، كل شخص منا قلق على نفسه لا يذهب لأهله أو أقاربه أو أصدقائه ولا يشاركهم أفراحهم أو أتراحهم، ونحن هنا لا نعمم، ولكن يجب أن نعترف بأنها أصبحت ظاهرة وجميعنا يشعر بها وعنده العديد من أقربائه يسيرون على هذا النهج منذ سنوات طويلة، لا يصلون أرحامهم ولا يسألون عنهم مع انهم أسوياء ولا يعانون من اعتلال في عقولهم.
إن هذه التصرفات والسلوكيات المذمومة، والتي تتعارض مع ديننا الإسلامي، يجب أن يعرف كل من يقوم بها أنه سيورثها لأبنائه، وسيجعلهم في صورة سيئة ويصبحون مكروهين من كل من حولهم، فهل من المعقول ان هناك أناسا توفاهم الله منذ سنوات وعقود طويلة من الزمن وأصبحوا تحت الأرض ذكراهم عطرة والناس تترحم عليهم وتدعو لهم بالرحمة والمغفرة، وفي المقابل أناس أحياء خارج أسوار المقابر يمشون فوق الأرض ليس لهم ذكر بين الناس ويعيشون في وطنهم كالغرباء!
لا شك في أن كل من يقوم بهذا الفعل يعاني من ضغط نفسي سيجعله مع الوقت يشعر بأن الناس أعداء له ودائما يحاول الهروب من الواقع ولا يستطيع المواجهة. فيجب علينا عدم ترك هؤلاء الأشخاص، خصوصا أقاربنا وأصحابنا المقربين، بل نحاول مساعدتهم والتواصل معهم حتى لو كان عن طريق الوسائل الحديثة. ذلك لأن تركهم وتجاهلهم يعتبر مشاركة لهم فيما يقومون به.
كذلك فإن هناك دورا مهما يجب أن تقوم به الجهات المعنية بالتوعية، على سبيل المثال من خلال البرامج التوعوية في وسائل الإعلام المختلفة، وفي المساجد نحرص في الخطب الدينية على تحذير الناس من خطورة قطع الأرحام حتى لا يتفاقم هذا السلوك مع الزمن، ونصبح كأننا نعيش في بلاد الغرب وننسلخ من هويتنا العربية والإسلامية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أحياء ولكنهم أموات
أحياء ولكنهم أموات

الأنباء

timeمنذ 6 ساعات

  • الأنباء

أحياء ولكنهم أموات

إذا ما تمعنا وفكرنا في أسلوب حياة بعض البشر الذين يعيشون بيننا، لتيقنا من أن هناك البعض أحياء، ولكنهم في حقيقة الأمر أموات. في السنوات الأخيرة تغيرت الكثير من المفاهيم والأوضاع وأخذ كل واحد منا يفسرها ويطبقها في حياته حسب أهوائه متجاهلين الأعراف والعادات والتقاليد. إن الله سبحانه وتعالى خلق البشر لعبادته وطاعته وليتعارفوا على بعضهم البعض وليتعاونوا على البر والتقوى، لكن اليوم ما يحدث بين الناس بعيد كل البعد عن كلام الله تعالى، كل شخص منا قلق على نفسه لا يذهب لأهله أو أقاربه أو أصدقائه ولا يشاركهم أفراحهم أو أتراحهم، ونحن هنا لا نعمم، ولكن يجب أن نعترف بأنها أصبحت ظاهرة وجميعنا يشعر بها وعنده العديد من أقربائه يسيرون على هذا النهج منذ سنوات طويلة، لا يصلون أرحامهم ولا يسألون عنهم مع انهم أسوياء ولا يعانون من اعتلال في عقولهم. إن هذه التصرفات والسلوكيات المذمومة، والتي تتعارض مع ديننا الإسلامي، يجب أن يعرف كل من يقوم بها أنه سيورثها لأبنائه، وسيجعلهم في صورة سيئة ويصبحون مكروهين من كل من حولهم، فهل من المعقول ان هناك أناسا توفاهم الله منذ سنوات وعقود طويلة من الزمن وأصبحوا تحت الأرض ذكراهم عطرة والناس تترحم عليهم وتدعو لهم بالرحمة والمغفرة، وفي المقابل أناس أحياء خارج أسوار المقابر يمشون فوق الأرض ليس لهم ذكر بين الناس ويعيشون في وطنهم كالغرباء! لا شك في أن كل من يقوم بهذا الفعل يعاني من ضغط نفسي سيجعله مع الوقت يشعر بأن الناس أعداء له ودائما يحاول الهروب من الواقع ولا يستطيع المواجهة. فيجب علينا عدم ترك هؤلاء الأشخاص، خصوصا أقاربنا وأصحابنا المقربين، بل نحاول مساعدتهم والتواصل معهم حتى لو كان عن طريق الوسائل الحديثة. ذلك لأن تركهم وتجاهلهم يعتبر مشاركة لهم فيما يقومون به. كذلك فإن هناك دورا مهما يجب أن تقوم به الجهات المعنية بالتوعية، على سبيل المثال من خلال البرامج التوعوية في وسائل الإعلام المختلفة، وفي المساجد نحرص في الخطب الدينية على تحذير الناس من خطورة قطع الأرحام حتى لا يتفاقم هذا السلوك مع الزمن، ونصبح كأننا نعيش في بلاد الغرب وننسلخ من هويتنا العربية والإسلامية.

الصيدلي.. الشاعر الأخير
الصيدلي.. الشاعر الأخير

الأنباء

time٠٣-٠٦-٢٠٢٥

  • الأنباء

الصيدلي.. الشاعر الأخير

في الزاوية التي تعج فيها الأسئلة، المكان الذي لكأنه لوحة فنية من لوحات عصر النهضة، تتداخل فيها ألوان الحبوب والكباسيل وتتقاطع فيها أحجام العقاقير المختلفة، يمد المريض يديه، من خلف الشباك، في حركة تراجيدية، تلوح بلا صوت، الوصفة الطبية أمامك كأنها رقيم قديم، خطوط متداخلة، رموز مبهمة، وأسماء لا تكتمل، يسألني المريض بدهشة، كيف تقرأ تلك الكلمات؟ لكن الصيدلي لا يتقن السحر، بل يتقن التأويل ولا يكتفي بالعين، بل يشرك القلب والبصيرة. وفي كل مخطوطة طبية يواجه تحديا جديدا: تركيبة دوائية تحتمل أكثر من معنى، ومع كل ذلك، عليه أن يصل إلى الحقيقة قبل أن تصل الخطوة التالية إلى المريض. «دع قلبك يتكلم، واستنطق الوجوه، ولا تنصت إلى اللغات»، من رواية اسم الوردة لأمبرتو إيكو. ولن يغفل القارئ الحاذق أن المهمة التالية بعد هذا النص، ستكون تحت سلطة الصيدلي، الذي يؤول الحروف المتشابكة إلى معنى واضح، ويحول النص المبعثر إلى دواء مأمون. وفي ضوء مفهوم «موت المؤلف» لرولان بارت، لن يملك الطبيب نصه بعد فراغه من كتابة الوصفة، بل ستؤول إلى الصيدلي الذي يعيد تشكيل المعنى وفق سياق المرض، وتفاعلاته، وأدويته. الوصفة، وإن كتبت بلغة علمية مختزلة، تحمل خلفها احتمالات وتأويلات، لا تحسم إلا عند الصيدلي، الذي يقف على تقاطع الفهم، والخبرة، والشك وهي ليست ورقة تصرف، بل نص مقدس. وهو لا يفسر فقط، بل يعيد خلق النص: يعدل، يكمل، يوازن الجرعة، وينقح. يبقى الصيدلي الشاعر الأخير.. لا يكتب القصيدة، بل يصرفها. ولا يزال واقفا، حارسا على باب المعنى، وأمينا على لغة لا تقال، بل تفهم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store