
كيف تفاعلت الأسواق العالمية مع مفاوضات أميركا والصين في لندن؟
تباينت ردود فعل الأسواق العالمية مع انطلاق جولة
المفاوضات
الأميركية - الصينية في لندن مساء اليوم الاثنين، ففي آسيا، أغلق مؤشر هانغ سنغ مرتفعا بنسبة 1.4% بدعم من أسهم التكنولوجيا، في حين صعد مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.4% مستفيدا من آمال بخفض التصعيد الجمركي واستئناف صادرات
المعادن النادرة
، وفي المقابل، أغلقت الأسهم الأوروبية على انخفاض، فيما شهدت مؤشرات الأسهم الأميركية أداء متباينا.
وبدأ الأميركيون و
الصينيون
وسط تكتم كبير، الاثنين، جولة مفاوضات جديدة في لندن بعد جولة أولى جرت الشهر الماضي في جنيف، سعيا لتمديد الهدنة الهشة في الحرب التجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم. ويضم الوفد الأميركي وزير الخزانة سكوت بيسنت ووزير التجارة هاورد لوتنيك وممثل التجارة في البيت الأبيض جايميسون غرير، على ما أكد الرئيس دونالد ترامب الجمعة. ومن المتوقع، بحسب "فرانس برس"، أن تكون صادرات المعادن النادرة الصينية التي تعتبر مصدر خلاف بين البلدين موضوعا رئيسيا في المفاوضات، نظرا إلى أهمية هذه المواد الأولية في مجموعة واسعة من المنتجات، لا سيما بطاريات السيارات الكهربائية.
بورصات أوروبا تتراجع
وخلافا للأسواق الآسيوية، أغلقت مؤشرات الأسهم الأوروبية على انخفاض رغم انطلاق المفاوضات. فقد تراجع مؤشر ستوكس 600 بنسبة 0.5%، مع ضغوط من أسهم الطاقة والصناعة متأثرة بحذر المستثمرين من غياب مؤشرات واضحة من مفاوضات لندن حتى وقت الإغلاق. كما انخفض مؤشر داكس الألماني وكاك 40 الفرنسي بأكثر من 0.6%، وسط مخاوف من أن تؤدي التوترات التجارية إلى اضطراب إضافي في سلاسل التوريد. وأكد محللون أن الأسواق الأوروبية "استبقت النتائج" وخفضت سقف التوقعات في غياب اختراقات حقيقية. وأغلقت جميع البورصات الرئيسية في القارة الأوروبية متراجعة، وكان حجم التداول ضعيفا نظرا إلى إغلاق الأسواق في سويسرا والدنمارك والنرويج بسبب عطلة، بحسب رويترز.
وكان قطاع المرافق من أكبر الخاسرين. وغالبا ما يحظى بمتابعة باعتباره مؤشرا على السندات. وأدى تراجع سندات منطقة اليورو إلى الضغط على المؤشر. ومع انعقاد اجتماع بين مسؤولين أميركيين وصينيين في لندن، سعت الأسواق إلى الحصول على أي علامات ملموسة على إحراز تقدم قد يخفف من حدة التوتر التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم. وقال دانييل كوتسوورث، محلل الاستثمار لدى إيه.جيه بيل، وفق رويترز: "يمكن أن تتغير المحادثات التجارية بسرعة، ففي دقيقة واحدة، تعتقد أن كل شيء يسير على ما يرام، وفي الدقيقة التالية، يظهر شيء آخر، وبالتالي فإن المستثمرين بالتأكيد يتبعون نهجا حذرا للغاية".
وقالت الصين، يوم الجمعة، إنها على استعداد لتسريع عملية فحص صادرات المعادن الأرضية النادرة واعتمادها إلشركات الاتحاد الأوروبي. واستقر قطاع تصنيع السيارات، وهو قطاع معرض للتأثر بأي اضطرابات في إمدادات المعادن الأرضية النادرة. ومن بين الأسهم الفردية، قفز سهم سبيكتريس 60.1% بعد أن قالت الشركة المصنعة للأدوات العلمية إنها ستقبل عرضا قيمته 3.73 مليارات جنيه إسترليني (5.06 مليارات دولار) من شركة أدفنت. وتراجع سهم دبليو.بي.بي 2.7%. وقالت المجموعة الإعلانية إن رئيسها التنفيذي مارك ريد سيتقاعد بحلول نهاية 2025 بعد قضائه سبع سنوات في هذا المنصب.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
مسار المفاوضات التجارية الأميركية الأوروبية: شد وجذب على وقع الرسوم
وول ستريت تتذبذب
وشهدت مؤشرات الأسهم الأميركية أداء متباينا مساء الاثنين، وافتتح مؤشر ناسداك على ارتفاع مدفوعا بمكاسب في أسهم التكنولوجيا، بينما تراجع داو جونز بنحو طفيف، ومال S&P 500 إلى الاستقرار. وتأتي هذه التحركات بعد أن أعادت واشنطن وبكين تفعيل خطوط التفاوض، في محاولة لإحياء اتفاق أولي توصل إليه الطرفان الشهر الماضي في جنيف، هدأ التوترات مؤقتا بين أكبر اقتصادين في العالم، بحسب رويترز، لكن الأسواق لا تزال تبحث عن إشارات فعلية على التقدم، خصوصا في الملفات الحساسة المتعلقة بالرسوم الجمركية والمعادن النادرة.
وتتجه أنظار المستثمرين هذا الأسبوع إلى مزادات سندات الخزانة الأميركية متوسطة وطويلة الأجل، والتي باتت تُعد مؤشرا حساسا على ثقة الأسواق بالأصول الأميركية، في ظل ترقب نتائج جولة المفاوضات مع الصين. ورغم الإقبال القوي على السندات قصيرة ومتوسطة الأجل، فإن الطلب على السندات طويلة الأجل بدا أقل استقرارا، ما يعكس حذر المستثمرين تجاه آفاق العجز والإنفاق الأميركيين في حال فشل المحادثات التجارية. وتكتسب هذه المزادات أهمية مضاعفة هذه المرة، مع اقتراب الموعد النهائي لهدنة الرسوم الجمركية في 9 يوليو/تموز، وهي المهلة التي تم الاتفاق عليها في جنيف لمدة 90 يوما. ويخشى المستثمرون من أن أي انهيار في المفاوضات قد يعيد فرض رسوم متبادلة ضخمة ويضغط على الدولار وعوائد السندات.
الدولار يهبط
وفي أسواق العملات، تراجع الدولار مقابل جميع العملات الرئيسية الأخرى قبيل انطلاق المفاوضات اليوم الاثنين مع انحسار التفاؤل بشأن تقرير الوظائف في الولايات المتحدة الذي جاء أفضل من المتوقع. وانخفض الدولار 0.2% مقابل العملة اليابانية ليسجل 144.635 ين خلال تعاملات الظهيرة بعد أسبوعين متتاليين من المكاسب. وارتفع اليورو قليلا في أحدث التعاملات إلى 1.1404 دولار مع استمرار الأسواق في تقييم أثر توقعات البنك المركزي الأوروبي بشأن السياسة النقدية التي أشار فيها، الأسبوع الماضي، إلى أنه قد يكون قريبا من إنهاء دورة التيسير النقدي. وزاد الجنيه الإسترليني 0.3% إلى 1.3558 دولار.
وقال خوان بيريز، مدير التداول في مونيكس يو.إس.إيه بواشنطن: "يواجه الدولار صعوبة في إيجاد اتجاه واضح بعد بيانات الأسبوع الماضي، ويبدو أن مجلس الاحتياط الاتحادي سيكون في حاجة للتيسير النقدي ودعم البيئة المالية خلال النصف الثاني من العام". وأضاف: "إذا كانت الولايات المتحدة ستواجه صعوبات في النهاية، فلا يوجد سبب واضح للثقة على المدى الطويل بالدولار". وبلغ سعر اليوان في المعاملات الخارجية 7.18 مقابل الدولار، ولم يشهد تغيرا يذكر خلال الجلسة بعد بيانات أظهرت تباطؤ نمو الصادرات الصينية إلى أدنى مستوى في ثلاثة أشهر في مايو/ أيار، في حين استمر التراجع في أسعار المنتجين ليصل إلى أسوأ مستوى في عامين.
وصعد الدولار النيوزيلندي في أحدث تعاملات 0.5% إلى 0.6045 دولار أميركي، وارتفع الدولار الأسترالي 0.3% إلى 0.6515 دولار أميركي. وتترقب الأسواق صدور تقرير عن التضخم في الولايات المتحدة لشهر مايو/ أيار في وقت لاحق من الأسبوع، إذ يبحث المستثمرون وصناع السياسات النقدية عن دلالات بشأن تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
خرق متبادل يشعل الحرب التجارية بين أميركا والصين
الذهب يرتفع
وسجلت أسعار الذهب ارتفاعا ملحوظا مساء الاثنين مدعومة بتراجع الدولار الأميركي واستمرار حالة الترقب بشأن المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في لندن. وصعد سعر الذهب الفوري بنسبة 0.8% ليصل إلى 3,335.02 دولارا للأونصة بحلول الساعة 17:50 بتوقيت غرينتش، بعدما كان قد تراجع في وقت سابق من الجلسة إلى أدنى مستوياته في أكثر من أسبوع، وفق بيانات رويترز. كما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.2% لتغلق عند 3,354.9 دولارا. وتراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.3%، ما جعل الذهب المقوم بالدولار أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى، الأمر الذي عزز الطلب عليه ملاذا آمنا وسط غموض المسار التفاوضي بين بكين وواشنطن.
ويأتي ارتفاع أسعار الذهب أيضا في وقت يترقب فيه المستثمرون بيانات التضخم الأميركية المقرّر صدورها الأربعاء، قبل دخول مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) في فترة الصمت الإعلامي تمهيدا لاجتماعه في 18 يونيو/حزيران. ويُتوقع أن تظهر البيانات تباطؤا نسبيا في وتيرة التضخم، ما يعزز الرهانات على إبقاء أسعار الفائدة من دون تغيير أو خفضها لاحقا هذا الصيف، وهو ما يعد إيجابيا بالنسبة للذهب الذي لا يدر عائدا مباشرا، بحسب "بلومبيرغ إنتليجنس". وتزيد هذه التوقعات من جاذبية الذهب باعتباره ملاذا آمنا، خاصة مع انخفاض العائدات على سندات الخزانة الأميركية وتراجع الدولار. ويرى محللون أن أي مفاجأة سلبية في بيانات التضخم أو تلميح من الفيدرالي بالتشدد قد يضع حدا للمكاسب الحالية، إلا أن المزاج العام في الأسواق يميل إلى تفضيل الحذر والتحوط.
النفط يصعد
كما ارتفعت أسعار النفط، اليوم الاثنين، بدعم من ضعف الدولار، وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 57 سنتا أو 0.86% لتبلغ عند التسوية 67.04 دولارا للبرميل. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 71 سنتا أو 1.10% لتبلغ 65.29 دولارا للبرميل عند التسوية. وصعد خام برنت أربعة بالمئة وزاد خام غرب تكساس الوسيط 6.2% الأسبوع الماضي، إذ عزز احتمال إبرام اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين إقبال بعض المستثمرين على المخاطرة، بحسب رويترز. ومن شأن التوصل إلى اتفاق أن يدعم التوقعات للاقتصاد العالمي، وبالتالي الطلب على سلع من بينها النفط.
وقال محللون في شركة ريتربوش آند أسوشيتس للاستشارات في مجال الطاقة في مذكرة: "المحادثات بين الولايات المتحدة والصين بشأن الرسوم الجمركية اليوم تصرف النظر عن الاهتمام بالبيع". وقال توني سيكامور، محلل السوق لدى "آي.جي"، إن محادثات اليوم قد تخفف من تأثير مجموعة بيانات صينية على الأسعار. وأظهرت بيانات أن نمو صادرات الصين تباطأ في مايو/ أيار إلى أدنى مستوياته في ثلاثة أشهر بضغط من تأثير الرسوم الجمركية الأميركية، في حين وصل انكماش أسعار المنتجين إلى أسوأ معدلاته في عامين، ما يزيد الضغوط الداخلية والخارجية على ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وأظهرت البيانات أيضا أن واردات الصين من النفط الخام تراجعت في مايو/ أيار إلى أدنى متوسط يومي في أربعة أشهر في ظل بدء عمليات صيانة مقررة سلفا في مصافٍ مملوكة للدولة ومستقلة.
وطغى أثر احتمال التوصل إلى اتفاق تجاري بين الصين والولايات المتحدة على المخاوف إزاء تأثير زيادة مجموعة أوبك+ الإنتاج على الأسعار الشهر المقبل. وأظهر مسح أجرته رويترز أن إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) من النفط ارتفع في مايو/ أيار بأقل من القدر المقرر، إذ نفذ العراق خفضا إضافيا لتعويض زيادة سابقة في الإنتاج، فيما تبنت السعودية والإمارات زيادات أقل من المسموح بها. وكشف المسح الذي نشرت نتائجه اليوم الاثنين أن أوبك ضخت 26.75 مليون برميل يوميا الشهر الماضي، بزيادة 150 ألف برميل يوميا عن إجمالي الإنتاج في إبريل/ نيسان، وجاءت أكبر الزيادات من السعودية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ ساعة واحدة
- القدس العربي
النفط يصعد وسط ترقب نتائج المحادثات التجارية بين أمريكا والصين
واشنطن: ارتفعت أسعار النفط الثلاثاء مع ترقب نتائج المحادثات الأمريكية الصينية التي قد تمهد الطريق لتخفيف حدة التوتر التجاري وتعزز الطلب على الوقود. وبحلول الساعة 00:41 بتوقيت غرينتش، زادت العقود الآجلة لخام برنت 12 سنتا إلى 67.16 دولار للبرميل. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 13 سنتا إلى 65.42 دولار، بعد أن سجل أعلى مستوياته منذ الرابع من أبريل/ نيسان في وقت سابق من الجلسة. وكان برنت قد ارتفع أمس الاثنين إلى 67.19 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ 28 أبريل/ نيسان، مدعوما باحتمال توصل واشنطن وبكين إلى اتفاق تجاري. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاثنين إن المحادثات الجارية في لندن تسير على ما يرام وإنه 'لا يتلقى سوى تقارير جيدة' من فريقه. ومن شأن التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين أن يدعم التوقعات الاقتصادية العالمية ويعزز الطلب على السلع الأساسية بما في ذلك النفط. وفيما يتعلق بالمفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، قالت طهران إنها ستقدم قريبا مقترحا مقابلا للمقترح الأمريكي الذي تعتبره 'غير مقبول'، في حين أوضح ترامب أن الجانبين لا يزالان على خلاف بشأن ما إذا كان سيتم السماح للجمهورية الإسلامية بمواصلة تخصيب اليورانيوم داخل إيران. وإيران هي ثالث أكبر منتج بين أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وأي تخفيف للعقوبات الأمريكية على إيران سيسمح لها بتصدير المزيد من النفط، مما سيؤثر على أسعار الخام العالمية. في الوقت نفسه، أظهر مسح أجرته رويترز أن إنتاج أوبك من النفط ارتفع في مايو/ أيار، على الرغم من أن الزيادة كانت محدودة حيث ضخ العراق أقل من المستهدف لتعويض الإنتاج الزائد في وقت سابق وطرحت السعودية والإمارات زيادة أقل من المسموح به. وتعمل مجموعة أوبك+، التي تضخ حوالي نصف النفط العالمي وتضم أعضاء أوبك وحلفاء مثل روسيا، على تسريع خطتها لإلغاء المستوى الأخير من تخفيضات الإنتاج. وقال دانيال هاينز، كبير استراتيجيي السلع الأساسية في بنك 'إيه إن زد' في مذكرة 'لا يزال احتمال حدوث زيادات أخرى في إمدادات أوبك يخيم على السوق'. وأضاف قائلا 'إن التحول الدائم إلى استراتيجية مدفوعة بالسوق (في أوبك) من شأنه أن يدفع سوق النفط إلى فائض كبير في النصف الثاني من عام 2025 ويؤدي بشكل شبه مؤكد إلى انخفاض أسعار النفط'. (رويترز)


العربي الجديد
منذ 6 ساعات
- العربي الجديد
أوروبا الباحثة عن مكانتها الاقتصادية العالمية بالدفاع عن سيادة القانون
أكد عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي ، فرانك إلديرسون، أن التزام أوروبا بمعايير سيادة القانون، بل تعزيزها، يمكن أن يُسهم مباشرة في تحسين الرفاه الاقتصادي وزيادة الدور العالمي لليورو. وفي خطاب ألقاه أمام المحكمة الدستورية الإيطالية في روما، أمس الاثنين، قال إلديرسون إن الاتحاد الأوروبي يُعدّ منارة للوضوح القانوني، والمؤسسات القوية، وحماية الحقوق الأساسية، مشيراً إلى أن العلاقة بين هذه المبادئ وازدهار الاقتصاد "موثّقة جيداً". ونقلت عنه بلومبيرغ قوله: "من خلال تعزيز سيادة القانون بشكل أكبر، سنشجع الاستثمار، وندعم النمو الاقتصادي ، ونعزز الدور الدولي لليورو". ويُشرف إلديرسون، إلى جانب مهامه في المجلس التنفيذي، على الخدمات القانونية للبنك المركزي الأوروبي. وتتسق تصريحاته مع ما قالته رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد ، أواخر الشهر الماضي، حين شددت على أن وجود قاعدة قانونية ومؤسساتية قوية في أوروبا هو إحدى الركائز الثلاث الضرورية لتعزيز مكانة اليورو عالمياً. وكانت لاغارد قد صرحت في وقت سابق الشهر الماضي بأنّه "في وقت نرى سيادة القانون والنظام القضائي وقواعد التجارة موضع تشكيك في الولايات المتحدة، حيث يسود الغموض ويتجدد يومياً، يُنظر إلى أوروبا على أنها منطقة سياسية واقتصادية مستقرة، بعملة قوية وبنك مركزي مستقل". اقتصاد دولي التحديثات الحية الصين تسرع موافقات المعادن النادرة للاتحاد الأوروبي.. ما المقابل؟ وحذر إلديرسون من مؤشرات على أنّ الزخم العالمي لسيادة القانون، الذي استمر لعقود، قد يكون بلغ ذروته، بل هناك مؤشرات على تراجع في بعض الدول. وأشار في هذا الصدد، إلى نتائج مؤشر مشروع العدالة العالمي لعام 2024، الذي كشف عن استمرار النزعات الاستبدادية، بما في ذلك تصاعد الفساد وتراجع فعالية الأنظمة القضائية.


العربي الجديد
منذ 6 ساعات
- العربي الجديد
بنك أوف أميركا: السعودية بدأت حرب أسعار لاستعادة حصتها في سوق النفط
قال بنك أوف أميركا إن السعودية بدأت تنفيذ استراتيجية جديدة في سوق النفط تقوم على زيادة تدريجية في الإنتاج ضمن ما وصفه بـ" حرب أسعار طويلة ولكن غير عنيفة"، تهدف إلى استعادة حصص السوق التي فقدتها لصالح منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة وبعض دول "أوبك+". وقال رئيس قسم أبحاث السلع في البنك فرانسيسكو بلانش، في مقابلة مع وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، إن زيادات إنتاج النفط التي أعلنها تحالف أوبك+ مؤخرا تأتي في إطار استراتيجية سعودية تهدف إلى خوض حرب أسعار طويلة الأمد ولكن غير عنيفة (أي تدريجية)، بهدف استعادة الحصة السوقية. وأوضح بلانش أن هذه السياسة تعكس رغبة المملكة في استعادة حصصها من السوق على حساب منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة الذين لا يزالون في وضع صحي نسبيا، لكنهم يواجهون تكاليف إنتاج أعلى. وأشار إلى أن السعودية تسعى أيضاً إلى استعادة الحصص من دول أعضاء داخل أوبك+ نفسها، بعد أن تحملت وحدها عبء خفض الإنتاج في السنوات الثلاث الماضية، وهو ما أتاح للمنتجين الآخرين رفع إنتاجهم. وأضاف: "لقد تحملوا وحدهم عبء دعم الأسعار لثلاث سنوات وأكثر، وقد سمح ذلك للمنافسين بزيادة إنتاجهم. والآن، يبدو أنهم انتهوا من هذه المرحلة." ولفت إلى أن التغيير في الاستراتيجية بدأ بالفعل في إحداث أثر في السوق، مشيرا إلى أحدث بيانات الحفر النفطي الصادرة عن شركة بيكر هيوز، التي أظهرت أدنى عدد من الحفارات النشطة في الولايات المتحدة منذ نحو أربع سنوات. وأعلن تحالف أوبك+ في اجتماعه الأخير عن زيادة ثالثة في إنتاجه بأكثر من 400 ألف برميل يوميا، وهي زيادة تفوق ما جرى التوافق عليه سابقا. وتشير التقديرات إلى أن المنتجين الأميركيين للنفط الصخري، وعلى الرغم من تعافيهم بعد عام 2022، يواجهون اليوم تحديات أكبر مع ارتفاع تكاليف التشغيل وتقلبات التمويل وتراجع الاستثمارات طويلة الأجل. أسواق التحديثات الحية كيف تفاعلت الأسواق العالمية مع مفاوضات أميركا والصين في لندن؟ وتراهن السعودية - وفقا لبلومبيرغ - على أن زيادة في الإمدادات التدريجية قد تدفع المنتجين الأميركيين إلى التراجع بسبب هشاشة التكاليف، من دون الحاجة إلى خفض كبير في الأسعار يُضر بالموازنة السعودية. وتدعم هذه القراءة بيانات شركة بيكر هيوز التي كشفت عن تراجع عدد الحفارات النفطية في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى له منذ أربع سنوات، ما يعد مؤشرا مبكرا على نجاح السعودية في تحقيق هدفها. ولا يقتصر هدف الرياض على الضغط على المنتجين الأميركيين فقط، بل يمتد ليشمل دولا داخل تحالف أوبك+ نفسه. وتزامنت تصريحات بلانش مع ارتفاع أسعار النفط الخام بنسبة تقارب 1%، ليصل خام برنت إلى نحو 82.6 دولارا للبرميل مساء الاثنين، وسط توقعات بأن الاستراتيجية السعودية لن تؤدي إلى إغراق السوق، بل ستعمل على تعديل هيكلي في توزيع الحصص من دون إشعال حرب أسعار كلاسيكية. لكن الأسواق بقيت في حالة حذر، إذ إن أي زيادة مفاجئة في المعروض أو تدهور الطلب الصيني قد تعيد الضغط على الأسعار. ويترقب المستثمرون عن كثب نتائج مزادات السندات الأميركية وتطورات المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين التي انطلقت اليوم الاثنين في لندن، باعتبارها عوامل غير نفطية تؤثر بشكل مباشر في تحركات السوق. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الاثنين، إن إدارته تبلي بلاء حسنا، وإنه يتلقى تقارير إيجابية في الوقت الذي يجري فيه مسؤولون أمريكيون محادثات تجارية مع الصين في لندن. وعندما سُئل عن رفع ضوابط التصدير، قال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض: "سننظر (في الأمر)". وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 57 سنتا أو 0.86% لتبلغ عند التسوية 67.04 دولارا للبرميل. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 71 سنتا أو 1.10% لتبلغ 65.29 دولارا للبرميل عند التسوية. وصعد خام برنت أربعة بالمئة وزاد خام غرب تكساس الوسيط 6.2% الأسبوع الماضي إذ عزز احتمال إبرام اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين إقبال بعض المستثمرين على المخاطرة.