
هل يصمد اتفاق الفيول العراقي أمام زلزال مضيق هرمز؟
جوزيان الحاج موسى - نداء الوطن
في لحظة حاسمة من التصعيد الإقليمي، يواجه لبنان خطر انقطاع شامل في التيار الكهربائي وسط اضطراب سوق الطاقة العالمية وتهديد إيراني جدي بإغلاق مضيق هرمز. ومع اعتماد البلاد شبه الكامل على الفيول العراقي، يصبح أي خلل في الإمدادات تهديداً مباشراً لأمنه الطاقوي واستقراره الاجتماعي. التهديد الإيراني، الذي عاد إلى الواجهة من جديد، لم يعد مجرّد ورقة إعلامية بل تحوّل إلى أداة ضغط جيوسياسية تستعملها طهران في وجه التصعيد الإسرائيلي المتواصل، وسط تضييق الخيارات السياسية أمامها.
يقف لبنان، المستورد بالكامل للمحروقات، في موقع بالغ الهشاشة. أي تعطيل جزئي في حركة الملاحة النفطية قد يدفعه إلى أزمة طاقة كارثية، في ظل اتفاق نفطي هشّ مع بغداد وغياب أي مخزون استراتيجي فعّال. والسؤال المطروح: هل يمتلك لبنان خطط طوارئ حقيقية؟ وهل بإمكانه الصمود في وجه عاصفة نفطية قد تُغلق كل قنوات الإمداد؟
مضيق هرمز
يمرّ عبر مضيق هرمز يومياً ما بين 17 و20 مليون برميل من النفط الخام، أي ما يقارب 20 % من الإمدادات العالمية، بالإضافة إلى ربع تجارة الغاز المسال في العالم. هذا الممر البحري الحيوي الذي لا يتعدى عرضه 33 كيلومتراً في أضيق نقاطه، يشكّل نقطة ارتكاز استراتيجية لأسواق الطاقة الدولية.
إيران، من خلال النائب إسماعيل كوثري، أعلنت أنها "تدرس جدياً" خيار الإغلاق، في رد مباشر على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة. وقد تسبب هذا التهديد بارتفاع فوري في سعر برميل برنت إلى ما فوق 90 دولاراً، فيما تُقدّر مؤسسات متخصصة أن أي تعطيل جزئي قد يدفع الأسعار إلى 130 دولاراً، أما الإغلاق الكامل فقد يتجاوز سعر البرميل عتبة الـ 200 دولار.
فيول العراق... اتفاق هشّ
يعتمد لبنان على اتفاقية مقايضة حكومية مع العراق، تتيح تزويده بكميات شهرية من الفيول الثقيل مقابل خدمات لبغداد، ويتم تجديد هذه الآلية كل ستة أشهر، وقد مُدّد العمل بها في آذار 2025.
لكن هذا الاتفاق، رغم ضرورته، يقف اليوم أمام تحديات متفاقمة، أبرزها:
• احتمال تعديل بغداد لشروط الاتفاق في حال تجاوز الأسعار سقفاً معيّناً؛
• تعقيدات الشحن نتيجة التوتر في مضيق هرمز؛
• تجربة صيف 2024، حين تأخرت الشحنات لأكثر من أسبوعين، وأدخلت البلاد في عتمة شاملة؛
• انعدام المخزون الطارئ، ما يجعل لبنان مكشوفاً بالكامل لأي خلل بحري أو سياسي.
العتمة تقترب؟
أي خلل في تسليم شحنات الفيول، يهدّد لبنان بعواقب فورية وخطيرة، منها:
• ارتفاع كبير في أسعار المحروقات محلياً، مع انعكاسات مباشرة على النقل والتوزيع والإنتاج؛
• تفاقم عجز مؤسسة كهرباء لبنان، في ظل تآكل احتياطياتها الدولارية؛
• انفجار اجتماعي محتمل نتيجة تصاعد كلفة تشغيل المولدات وارتفاع الفاتورة الطاقوية للمواطنين والمؤسسات.
العاصفة بدأت
من جهتها، حذّرت خبيرة النفط والطاقة كريستينا أبي حيدر من أن إغلاق مضيق هرمز، وقالت لـ "نداء الوطن"، إذا نُفّذ التهديد بإغلاق المضيق، لن يصيب فقط الأسواق العالمية، بل سينعكس مباشرة على إيران نفسها، إذ إن جزءاً كبيراً من صادراتها النفطية إلى الصين والهند يمرّ عبر هذا الممر. هذا النوع من التصعيد، وإن استُخدم سابقاً كأداة ضغط، إلا أنه في حال تنفيذه سيحمل تكلفة اقتصادية باهظة على طهران قبل غيرها.
تسارع التطورات، وتغيّر نبرة بعض العواصم الدولية، ومؤشرات ميدانية متراكمة، تُنذر – وفق تقييمها – باحتمال اندلاع مواجهة واسعة قد تشمل أطرافاً دولية وإقليمية، ما يعني دخول ملف الطاقة في صلب المعركة.
وتُحذّر التقديرات من قفزة في أسعار النفط قد تتجاوز 150، وربما 200 دولار للبرميل، ما سيؤثر ليس فقط على المحروقات، بل على الاقتصاد العالمي، الغذاء، النقل، وسلاسل التوريد. في لبنان، تبدو الصورة أكثر قتامة. لا بدائل حقيقية للفيول العراقي، ولا بنية تخزين قادرة على امتصاص أي تأخير. العقود الحالية لا تمر جميعها عبر الأطر الدستورية، وبعضها لا يتمتع بحماية قانونية كافية. في حال تعثّرت أي شحنة، يعود لبنان مباشرة إلى العتمة، كما حصل عام 2024.
مؤسسة كهرباء لبنان، بحسب أبي حيدر، تُدير الوضع بأسلوب يومي ارتجالي. لا خطة بديلة، لا جدول واضح للاستيراد، والتمويل يتم من خلال حسابات دولارية تُستنزف تباعاً من دون رؤية مستدامة. التهديد لم يعد نظرياً. أزمة الطاقة في لبنان باتت مرهونة بتوازنات إقليمية تفوق قدرته على التأثير فيها، لكنه سيكون من أوائل الدول المتضرّرة إذا تعطّل أي جزء من منظومة الإمداد.
الوقت لم يعد في صالح لبنان
أمام هذا المشهد المقلق، يجد لبنان نفسه على مفترق طرق حاسم في ملف الطاقة، حيث لم يعد بالإمكان التعويل على الحلول الظرفية أو التعايش مع الأزمات المتكررة. فالتهديدات الإقليمية المتسارعة، وهشاشة الاتفاقات النفطية القائمة، وانعدام المخزون الطارئ، كلها مؤشرات تنذر بانزلاق في أية لحظة، قد يقود إلى انقطاع شامل في التيار الكهربائي، وما يحمله ذلك من تداعيات اقتصادية واجتماعية خطيرة.
ورغم تعويل اللبناني على الحلول البديلة التي تدخل المولدات الخاصة من ضمنها، إلا أن ذلك لا يغني عن ضرورة إيجاد حل جذري لهذا الملف. وإذا كان وزير الطاقة جو الصدي يعمل بطريقة منهجية لزيادة الإنتاج من خلال إنشاء معامل جديدة، وتطبيق قانون الطاقة الذي لم يُطبّق خلال سنوات طويلة، إلا أن الوصول إلى النتائج المرجوة تحتاج إلى مزيد من الوقت. وحتى تأتي الخطط ثمارها، سيبقى وضع الكهرباء في لبنان هشّاً ومعرّضاً في كل لحظة لانتكاسة أو أكثر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بنوك عربية
منذ 2 ساعات
- بنوك عربية
الكويت المركزي يطلق إصداراً جديداً من السندات بـ 200 مليون دينار
بنوك عربية أعلن بنك الكويت المركزي عن تخصيص إصدار سندات وتورق بقيمة 200 مليون دينار كويتي (ما يعادل نحو 660 مليون دولار أمريكي). وأوضح البنك في بيانه أن أجل الإصدار سيكون لثلاثة أشهر بمعدل عائد يبلغ 4.125%، في خطوة تهدف إلى تنشيط السوق المالي وتوفير أدوات استثمارية جديدة للمستثمرين. ويأتي هذا الإصدار في إطار سياسة البنك المركزي الرامية إلى تنويع الأدوات المالية المتاحة وتطوير السوق المحلي، بما يسهم في تعزيز القطاع المالي ويدعم النشاط الاقتصادي في البلاد.


شبكة النبأ
منذ 2 ساعات
- شبكة النبأ
المواجهة الإيرانية الإسرائيلية ومخاطر صدمة نفطية كبرى
المتعاملون في السوق يتخوفون من تدهور الوضع، مما قد يؤدي إلى إلحاق أضرار بالبنية التحتية للطاقة في إيران أو الدول المجاورة لها، فضلا عن حصار مضيق هرمز ومخاطر البحر الاحمر. بعض أسوأ الاحتمالات في الشرق الأوسط قد تدفع أسعار النفط إلى ما بين 120 و130 دولارا للبرميل... قفزت أسعار النفط بشدة بعد أن شنت إسرائيل وابلا من الهجمات على إيران يوم الجمعة، وارتفعت أسعار النفط سبعة بالمئة، وهو أكبر ارتفاع يومي لها منذ 2022 عندما غزت روسيا أوكرانيا. وعلى الرغم من توقف إسرائيل عن استهداف منشآت الطاقة الإيرانية، فإن المتعاملين في السوق يتخوفون من تدهور الوضع، مما قد يؤدي إلى إلحاق أضرار بالبنية التحتية للطاقة في إيران أو الدول المجاورة لها، فضلا عن حصار مضيق هرمز ومخاطر البحر الاحمر. وهددت إيران في الماضي بتعطيل حركة الملاحة عبر مضيق هرمز إذا تعرضت لهجوم. ويمر عبر المضيق حوالي 20 بالمئة من إمدادات النفط العالمية، بما في ذلك الصادرات السعودية والإماراتية والكويتية والعراقية والإيرانية. وقال جولدمان ساكس إن الإغلاق غير مرجح، إلا أن المضيق لا يزال محط الأنظار لأنه قد يمنع منتجي أوبك+ الرئيسيين من استخدام الطاقة الفائضة، مضيفا أنه في حالة حدوث انقطاع ممتد، قد تتجاوز الأسعار 100 دولار للبرميل. وذكر بنك جيه.بي مورجان أن بعض أسوأ الاحتمالات في الشرق الأوسط قد تدفع أسعار النفط إلى ما بين 120 و130 دولارا للبرميل. صدمة عودة التضخم من جهته حذّر رئيس المصرف الفدرالي الألماني يواخيم ناغل الإثنين من مخاطر صدمة نفطية في سياق المواجهة القائمة بين إيران وإسرائيل، داعيا إلى عدم تليين السياسة النقدية في منطقة اليورو، بالرغم من عودة التضخّم إلى مستوى 2%. وقال ناغل في خطاب ألقاه في فرانكفورت إن تداعيات الهجمات المتبادلة بين البلدين والتي تصاعدت حدّتها في نهاية الأسبوع 'ما زالت غير أكيدة'، في حين قد يتسبّب نزاع مطوّل في 'ارتفاع شديد في (أسعار) النفط' و'ينسف توقّعاتنا' في مجال التضخّم والنموّ. ومنذ صباح الإثنين، تشهد أسعار النفط ارتفاعا محدودا بعدما قفزت بنسبة 13% الجمعة، إثر أولى الضربات التي شنّتها إسرائيل على إيران. وارتفع سعر برميل النفط الأميركي الخام غرب تكساس الوسيط بمعدّل 1,15% إلى 73,82 دولارا صباح الإثنين، في مقابل 0,99% لبرميل برنت بحر الشمال الذي وصل إلى 74,97 دولارا. ولكن أسعار النفط انخفضت يوم الاثنين بعد ارتفاعها سبعة بالمئة يوم الجمعة، إذ لم تتأثر منشآت إنتاج وتصدير النفط بالضربات العسكرية الجديدة التي تبادلت إسرائيل وإيران شنها خلال اليومين الماضيين. فانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 96 سنتا أو 1.3 بالمئة إلى 73.27 دولار للبرميل، ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.05 دولار بما يعادل 1.4 بالمئة إلى 71.93 دولار للبرميل. وقال هاري تشيلينجوريان رئيس مجموعة الأبحاث في أونيكس كابيتال جروب "يتوقف الأمر كله على كيفية تأثر تدفقات الطاقة بتصاعد الصراع... لم تتأثر الطاقة الإنتاجية والقدرة على التصدير حتى الآن، ولم تبذل إيران أي جهد لعرقلة التدفقات عبر مضيق هرمز". لكن بنية تحتية للغاز تعرضت للاستهداف. وأوقفت إيران الإنتاج جزئيا من حقل بارس الجنوبي بعد هجوم إسرائيلي يوم السبت. والغاز الذي ينتجه الحقل يستهلك محليا. وفي الأسبوع الماضي، أغلقت إسرائيل حقل غاز ليفياثان البحري في خطوة احترازية. السؤال الأهم هو ما إذا كان الصراع سيؤدي إلى اضطرابات في مضيق هرمز. يمر عبر المضيق نحو خُمس إجمالي استهلاك العالم من النفط أو حوالى 18 إلى 19 مليون برميل يوميا من النفط والمكثفات والوقود. وقال توشيتاكا تازاوا المحلل في فوجيتومي للأوراق المالية إن الأسواق تراقب احتمال حدوث اضطرابات في إنتاج النفط الإيراني بسبب قصف إسرائيل لمنشآت الطاقة وقد تؤدي زيادة المخاوف من غلق مضيق هرمز إلى ارتفاع حاد في الأسعار. وتنتج إيران، وهي عضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، حاليا نحو 3.3 مليون برميل يوميا وتصدر أكثر من مليوني برميل يوميا من النفط والوقود. ويقول محللون ومراقبون في أوبك إن القدرة الاحتياطية للمنظمة وحلفائها، ومن بينهم روسيا، على ضخ المزيد من النفط لتعويض أي تعطل تعادل تقريبا إنتاج إيران. وقال ريتشارد جوسويك المحلل المتخصص في شؤون النفط لدى ستاندرد اند بورز جلوبال كوموديتي إنسايتس في مذكرة "إذا تعطلت صادرات الخام الإيراني، فستحتاج المصافي الصينية، وهي المشتري الوحيد للبراميل الإيرانية، إلى البحث عن بدائل في خامات من دول أخرى في الشرق الأوسط والخام الروسي". وأضاف "قد يؤدي ذلك أيضا إلى زيادة أسعار الشحن وأقساط التأمين على الناقلات، وتضييق الفارق بين برنت ودبي، والإضرار بهوامش ربح المصافي خاصة في آسيا". صدمة ارتفاع الاسعار وقال محللون في بنكين كبيرين إنه من غير المرجح أن يتسبب هجوم إسرائيل على إيران في اضطراب كبير في إمدادات النفط، لكن بنك جولدمان ساكس ذكر أنه في أسوأ الظروف، مثل إغلاق مضيق هرمز، قد ترتفع الأسعار لتتجاوز 100 دولار للبرميل. وقال بنك جولدمان ساكس في مذكرة إنه زاد علاوة مخاطر جيوسياسية إلى توقعاته المعدلة لأسعار النفط لصيف 2025، لكنه "لا يزال يفترض عدم حدوث أي انقطاعات في إمدادات النفط من الشرق الأوسط". وحافظ البنك على توقعاته بأن "النمو القوي للمعروض بخلاف النفط الصخري الأمريكي سيؤدي إلى انخفاض أسعار نفط خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط إلى نطاق 55-59 دولارا في الربع الرابع من 2025 وإلى نطاق 52-56 دولارا في عام 2026". وقال محللون في سيتي جروب إن انقطاعات الإمدادات يمكن أن تكون محدودة، مضيفين أنه في حين أن التوتر الجيوسياسي المتصاعد قد يستمر، فمن المستبعد أن تبقى أسعار الطاقة مرتفعة لفترة طويلة. وقال كومرتس بنك إن أي ارتفاع إضافي في أسعار النفط سيعتمد على مخاطر الإمدادات في حال حدوث تصعيد، مضيفا أنه من غير المرجح أن تنخفض الأسعار إلى ما دون 70 دولارا للبرميل في الوقت الحالي. وأكد هيثم الغيص الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أن التصعيد لا يبرر أي تغييرات فورية في الإمدادات، إذ لا تزال الأوضاع الحالية مستقرة. وقال جولدمان ساكس إن الإغلاق غير مرجح، إلا أن المضيق لا يزال محط الأنظار لأنه قد يمنع منتجي أوبك+ الرئيسيين من استخدام الطاقة الفائضة، مضيفا أنه في حالة حدوث انقطاع ممتد، قد تتجاوز الأسعار 100 دولار للبرميل. وذكر بنك جيه.بي مورجان أن بعض أسوأ الاحتمالات في الشرق الأوسط قد تدفع أسعار النفط إلى ما بين 120 و130 دولارا للبرميل. صدمة تعويض المعروض النفطي بدورها أبدت وكالة الطاقة الدولية استعدادا لاستخدام مخزونات النفط لحالات الطوارئ في حال تعرض السوق لنقص في المعروض في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على إيران، مما أثار انتقادات من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) المنافسة التي قالت إن البيان لن يؤدي إلا إلى إثارة المخاوف في السوق. واشتبكت وكالة الطاقة الدولية التي تمثل مستهلكي النفط، وأوبك التي تمثل بعض كبار منتجي النفط في العالم، في السنوات القليلة الماضية بشأن مسارات الطلب العالمي على النفط ووتيرة التحول في مجال الطاقة. وقال رئيس وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول إنه على الرغم من وجود معروض وفير في سوق النفط، فإن الوكالة ستكون مستعدة للتحرك إذا لزم الأمر، مضيفا أن الوكالة لديها في منظومتها لأمن النفط 1.2 مليار برميل من النفط في الاحتياطيات الاستراتيجية واحتياطيات الطوارئ. وانتقد الأمين العام لأوبك هيثم الغيص تصريح بيرول قائلا إنه "يثير إنذارات كاذبة ويثير شعورا بالخوف في السوق من خلال تكرار الحاجة غير الضرورية لاحتمال استخدام مخزونات الطوارئ النفطية". وأضاف أنه لا توجد تطورات في آليات العرض أو السوق "تبرر اتخاذ تدابير غير ضرورية". وكانت الولايات المتحدة وحلفاؤها، بالتنسيق مع وكالة الطاقة الدولية، استغلوا مخزونات النفط لحالات الطوارئ آخر مرة في أوائل 2022 بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو قرار انتقدته أوبك بشدة حينئذ. وحافظت منظمة أوبك على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عامي 2025 و2026، على الرغم من التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية، وفقا للتقرير الشهري للمنظمة الذي نُشر الاثنين، دون الإشارة إلى التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران. تعول منظمة البلدان المصدرة للنفط على نمو الطلب العالمي على النفط بمقدار 1,3 مليون برميل يوميا في العام 2025، كما كان عليه الأمر الشهر الفائت. وتقدّر المنظمة أن الاستهلاك سيكون105,1 مليون برميل يوميا، وفقا لتقريرها الذي يعيد تقييم توقعاته شهريا بناء على التطورات الاقتصادية. وتتوقع دول منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي أن ينمو الطلب على النفط بحوالي0,2 مليون برميل يوميا في العام 2025، بينما يُتوقع أن ينمو الطلب خارج منظمة التعاون والتنمية بأكثر من 1,1 مليون برميل يوميا خلال العام 2025. ومن المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على النفط خلال العام 2026 بمقدار 1,3 مليون برميل يوميا، مع نمو أقوى من دول خارج منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي (1,2 مليون برميل يوميا مقابل 0,1 مليون برميل يوميا لمنطقة منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي). وقال الأمين العام لأوبك هيثم الغيص الاثنين في مؤتمر 'طاقة آسيا' في كوالالمبور بماليزيا 'لقد وصل الطلب على النفط إلى مستويات قياسية جديدة كل عام'. ولم يتطرق الأمين العام إلى مسألة تصاعد التوتر العسكري في الشرق الأوسط، بين إيران وإسرائيل كما رفض الإجابة على أسئلة الصحافة حول التداعيات المحتملة على إمدادات الذهب الأسود. ومن شأن أي هجوم يؤثر بشكل كبير على الإنتاج الإيراني ويتطلب من المنتجين الآخرين ضخ المزيد من النفط لسد الفجوة أن يترك القليل من الطاقة الاحتياطية للتعامل مع أي اضطراب آخر - وهو ما يمكن أن يحدث بسبب حرب أو كوارث طبيعية أو حوادث. ومن المقرر أن يرتفع إنتاج النفط السعودي إلى ما يزيد على 9.5 مليون برميل يوميا في يوليو تموز، مما يجعل المملكة قادرة على إنتاج كمية إضافية تبلغ 2.5 مليون برميل يوميا إذا قررت ذلك. ومع ذلك، لم تُختبر هذه القدرات سوى مرة واحدة فقط في العقد الماضي ولمدة شهر واحد فحسب في عام 2020 عندما اختلف السعوديون والروس وضخوا النفط كيفما يشاءون في صراع على حصص السوق. كما توقفت المملكة عن الاستثمار في توسيع طاقتها الاحتياطية بما يتجاوز 12 مليون برميل يوميا مع تحويل مواردها إلى مشروعات أخرى. وتقول روسيا، ثاني أكبر منتج داخل أوبك+، إن بإمكانها ضخ كمية تتجاوز 12 مليون برميل يوميا. ومع ذلك، تشير تقديرات جيه.بي مورجان إلى أن موسكو لا تستطيع زيادة إنتاجها سوى بنحو 250 ألف برميل يوميا إلى 9.5 مليون برميل يوميا خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وستواجه صعوبات لزيادة الإنتاج أكثر من ذلك بسبب العقوبات. وتقول الإمارات إن طاقتها الإنتاجية القصوى من النفط تبلغ 4.85 مليون برميل يوميا، وأبلغت منظمة أوبك بأن إنتاجها من الخام وحده في أبريل نيسان زاد قليلا عن 2.9 مليون برميل يوميا، وهو رقم تؤكده إلى حد كبير المصادر الثانوية في أوبك. إلا أن وكالة الطاقة الدولية قدرت إنتاج الإمارات بحوالي 3.3 مليون برميل يوميا في أبريل نيسان، وتقول إن الإمارات لديها القدرة على زيادة الإنتاج بمليون برميل يوميا. ويقدر بنك بي.إن.بي باريبا أن إنتاج الإمارات أعلى من ذلك حيث يتراوح بين 3.5 مليون وأربعة ملايين برميل يوميا. وقال ألدو سبانيار المحلل لدى بي.إن.بي باريبا "أعتقد أن الطاقة الاحتياطية أقل بكثير مما يُذكر في كثير من الأحيان". وأذكى تفاوت القدرة على زيادة الإنتاج بالفعل توترا داخل أوبك+. وسبق أن توعدت إيران بمهاجمة منتجي النفط الآخرين الذين يسدون أي فجوة في الإمدادات تنتج عن العقوبات أو الهجمات على إيران. صدمة مضيق هرمز والبحر الأحمر هددت إيران في الماضي بتعطيل حركة الملاحة عبر مضيق هرمز إذا تعرضت لهجوم. ويمر عبر المضيق حوالي 20 بالمئة من إمدادات النفط العالمية، بما في ذلك الصادرات السعودية والإماراتية والكويتية والعراقية والإيرانية. وقال جورجي ليون رئيس قسم التحليل الجيوسياسي في ريستاد والمسؤول السابق في منظمة أوبك "إذا ردت إيران بتعطيل تدفقات النفط عبر مضيق هرمز أو استهداف البنية التحتية النفطية الإقليمية أو ضرب الأصول العسكرية الأمريكية، فقد يكون رد فعل السوق أكثر حدة مما قد يدفع الأسعار إلى الارتفاع 20 دولارا للبرميل أو أكثر". قالت القوة البحرية المشتركة متعددة الجنسيات التي تقودها الولايات المتحدة إن حركة الملاحة التجارية مستمرة في المرور عبر مضيق هرمز على الرغم من الهجمات الإسرائيلية واسعة النطاق على إيران، إلا أن بعض ملاك السفن يرغبون في تجنب المنطقة. وسبق أن هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز الحيوي أمام حركة الملاحة البحرية ردا على الضغوط الغربية. ورأى محللون أن أي إغلاق للمضيق يمكن أن يقيد التجارة ويؤثر على أسعار النفط العالمية. وقالت القوة البحرية المشتركة في إرشاداتها "مضيق هرمز لا يزال مفتوحا وحركة المرور التجارية مستمرة دون انقطاع"، مضيفة أن الأحداث التي وقعت خلال اليوم تزيد من احتمال نشوب صراع إقليمي إلى "احتمال كبير". وأظهرت وثائق اطلعت عليها رويترز أن اليونان وبريطانيا نصحتا سفن الشحن التجاري التابعة لهما بتجنب الإبحار عبر خليج عدن وبتسجيل جميع الرحلات عبر مضيق هرمز، وذلك بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران. وقال جاكوب لارسن كبير مسؤولي السلامة والأمن في رابطة الشحن بيمكو "لدينا تقارير تفيد بأن المزيد من مالكي السفن يتوخون الحذر الشديد ويفضلون الابتعاد عن البحر الأحمر وخليج فارس". وأضاف لارسن أنه في حال اتهام الولايات المتحدة بالتورط في أي هجمات، "فإن خطر التصعيد سيزداد بشكل كبير.. قد يشمل هذا التصعيد هجمات صاروخية على السفن أو زرع ألغام بحرية في مضيق هرمز". وقالت إسرائيل إنها استهدفت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية وقادة عسكريين في مستهل عملية طويلة الأمد لمنع طهران من صنع سلاح نووي. وتنفي إيران وجود أي خطة من هذا القبيل. وذكرت رابطة ناقلات النفط (إنترتانكو) "هرمز ممر مائي حيوي لا بديل له لتجارة ناقلات النفط وأي عائق أو تهديد لحرية حركة الشحن سيكون له تأثير كبير على الاقتصاد العالمي". وتشير واحدة من الوثائق إلى أن جمعية الشحن اليونانية حثت أصحاب السفن اليونانيين على إرسال تفاصيل سفنهم التي تبحر عبر مضيق هرمز إلى الوزارة المعنية بالملاحة البحرية. ويملك أصحاب السفن اليونانيون أكبر أسطول ناقلات نفط في العالم. وجاء في الوثيقة "بسبب التطورات في الشرق الأوسط وتصعيد العمليات العسكرية في المنطقة الأوسع، تدعو وزارة الشحن (اليونانية)... شركات الشحن بشكل عاجل إلى إرسال... تفاصيل السفن يونانية الملكية والتي تبحر في منطقة مضيق هرمز". وأفادت وثيقة منفصلة أصدرتها وزارة النقل البريطانية بأنها تنصح جميع السفن التي ترفع العلم البريطاني، بما فيها المسجلة في جبل طارق وبرمودا، بتجنب الإبحار عبر جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. وجاء في التحذير الذي اطلعت عليه رويترز أن السفن التي تمر عبر هذه المناطق يتعين عليها الالتزام بأعلى مستويات إجراءات الأمن والحد من عدد أفراد الطاقم على سطح السفينة في أثناء العبور. وأكد مسؤول في مهمة الاتحاد الأوروبي بالبحر الأحمر (أسبيدس) لرويترز أنها تواصل عملياتها كالمعتاد، لكنها تراقب التطورات في المنطقة. وفي سبتمبر أيلول 2019، شنت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران هجوما بطائرات مسيرة على معمل بقيق لمعالجة النفط التابع لشركة أرامكو السعودية، مما أدى إلى تعطل إمدادات بلغت 5.7 مليون برميل يوميا من إنتاج النفط السعودي وتسبب في اضطراب سوق النفط. وتحسنت علاقات إيران الدبلوماسية مع جارتيها الخليجيتين السعودية والإمارات بصورة ملحوظة منذ ذلك الهجوم على الرغم من أنه لا تزال هناك بعض المخاوف في المنطقة من تكرار سيناريو بقيق. وقالت حليمة كروفت المحللة لدى (آر.بي.سي كابيتال ماركتس) في مذكرة عقب الهجوم الإسرائيلي "ارتفع النفط بالفعل... ومن المرجح أن تتوقف نقطة الهبوط النهائية على ما إذا كانت إيران ستعيد إحياء قواعد عام 2019 وتستهدف ناقلات النفط وخطوط الأنابيب ومنشآت الطاقة الرئيسية في أنحاء المنطقة". أهم شريان نفطي في العالم يقع مضيق هرمز بين عُمان وإيران ويربط بين الخليج شمالا وخليج عُمان وبحر العرب جنوبا. - يبلغ اتساعه 33 كيلومترا عند أضيق نقطة، ولا يتجاوز عرض ممري الدخول والخروج فيه ثلاثة كيلومترات في كلا الاتجاهين. يمر عبر المضيق نحو خمس إجمالي استهلاك العالم من النفط، أي ما يقرب من 20 مليون برميل يوميا من النفط والمكثفات والوقود. وتصدر السعودية وإيران والإمارات والكويت والعراق، الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) معظم نفطهم الخام عبر المضيق، لا سيما إلى آسيا. وتسعى الإمارات والسعودية إلى إيجاد طرق أخرى لتفادي عبور المضيق. وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في يونيو حزيران العام الماضي إن نحو 2.6 مليون برميل يوميا من طاقة خطوط الأنابيب الإماراتية والسعودية غير المستغلة قد تكون بديلا لمضيق هرمز. وتنقل قطر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، كل غازها الطبيعي المسال تقريبا عبر المضيق، وهو ما يمثل نحو ربع استخدام الغاز الطبيعي المسال عالميا. وهددت إيران على مدار سنوات بإغلاق المضيق لكنها لم تنفذ تهديدها مطلقا. ويتولى الأسطول الأمريكي الخامس المتمركز في البحرين مهمة حماية الملاحة التجارية في المنطقة. في عام 1973، فرض المنتجون العرب بقيادة السعودية حظرا نفطيا على الدول الغربية الداعمة لإسرائيل في حربها مع مصر. وكانت الدول الغربية هي المشتري الرئيسي للنفط الخام الذي تنتجه الدول العربية حين ذاك، لكن اليوم، أصبحت آسيا هي المشتري الرئيسي لنفط أوبك. وزادت الولايات المتحدة إنتاجها من السوائل النفطية أكثر من المثلين في العقدين الماضيين وتحولت من أكبر مستورد للنفط في العالم إلى واحدة من أكبر المصدرين. وفي أثناء الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، سعى كل جانب إلى تعطيل صادرات الجانب الآخر فيما أطلق عليه "حرب الناقلات". في يوليو تموز 1988، أسقطت سفينة حربية أمريكية طائرة ركاب إيرانية، مما أدى إلى مقتل 290 شخصا كانوا على متنها. وقالت واشنطن إنه كان حادثا عرضيا وقالت طهران إنه هجوم متعمد. في يناير كانون الثاني 2012، هددت إيران بإغلاق المضيق ردا على العقوبات الأمريكية والأوروبية. وفي مايو أيار 2019، تعرضت أربع سفن، من بينها ناقلتا نفط سعوديتان، لهجوم قبالة سواحل الإمارات خارج مضيق هرمز.


وزارة الإعلام
منذ 2 ساعات
- وزارة الإعلام
أسرار الصحف الصادرة في بيروت يوم الثلاثاء 17 حزيران 2025
النهار نقل قريبون من زعيم الاشتراكي وليد جنبلاط أنه أعطى مساحة أكبر لنجله رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط بعد الانتخابات البلدية الأخيرة وتحقيق الحزب ما خطط له في أكثر المجالس في الجبل والبقاع الغربي وحاصبيا. يردد أكثر من مسؤول سياسي في مجلسه، أن تداعيات الحرب بين إيران وإسرائيل، أخطر مما يجري اليوم وخصوصاً على المستوى الاقتصادي، باعتبار أن استقرار الخليج هو الأساس وإذا أصيب بأضرار نتيجة الحرب، فإن لبنان جزء من الذين سيتلقفون التداعيات السلبية. لاحظ نواب أثناء زيارتهم مقر 'اليونيفيل' أن ضابطاً كبيراً يضع على طاولة مكتبه منحوتة خشبية مكتوب عليها 'الله محمد وعلي'. تدور معارك مذهبية سنية شيعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ربطاً بالحرب الإسرائيلية على إيران واعتبار الشيعة أن معظم السنّة يؤيدون ضرب الجمهورية الإسلامية. لوحظ أن اللبنانيين بأكثريتهم غير مبالين بشكل كبير للحرب الدائرة فوق رؤوسهم بعدما أرهقتهم الحروب العبثية السابقة وبات همهم الحالي إمكان قدوم أبنائهم وأقاربهم من بلاد الاغتراب لقضاء فصل الصيف. تستمر حملات قرصنة حسابات عبر واتساب واستغلالها لطلب مساعدات مالية وطالت نواباً وإعلاميين في لبنان وخارجه إذ صدرت بيانات تحذير عدة في الأيام الأخيرة ومنها في السودان والعراق. الجمهورية يوفد رئيس دولة عظمى مستشاره الخاص لشؤون الشرق الأوسط إلى باريس بعد يومَين لإجراء مشاورات حول المستجدات الإقليمية، ولا سيما منها الوضع اللبناني. رأى ديبلوماسي غربي أنّ هناك غموضاً استراتيجياً حول ما إذا كان هدف العمليات العسكرية الحقيقي يستهدف تدمير النووي، أو النظام في دولة إقليمية. كشفت تقارير أنّ المركز الأساسي الذي تُخزّن فيه المواد المخصبة في إيران لم يُدمّر حتى الآن على رغم من الغارات الكثيفة عليه، وأنّ تدميره يحتاج إلى قوة دولة عظمى. اللواء تهتم جهات دبلوماسية وأمنية بالمدى الذي يمكن أن يسلكه حزب بارز لجهة ضبط النفس، وعدم الانخراط بالحرب الإقليمية الدائرة.. تعرَّض نائب مناطقي لإنتقاد من زملائه على خلفية تصريحات، خارج السياق في إطار التعليق على ما يجري في المنطقة.. تعتبر وزارة سيادية، بتوجيه من الوزير الحالي أن التحدّي الاول اليوم الحصول على اقتراض من صندوق النقد والبنك الدولي، لما لذلك من تأثير على إعادة البلد إلى الخارطة المالية العالمية.. نداء الوطن رفضت دوائر السراي الحكومي تسجيل مراسلة تطلب إشراك المستشار والوزير السابق علي حمية في الاجتماعات التنسيقية التي سيعقدها مجلس الإنماء والإعمار مع الجهات المانحة والصناديق الدولية، لكن المراسلة وجدت طريقها لاحقاً إلى المجلس المذكور. علمت نداء الوطن أنه بعد اندلاع الحرب والإقفال المتقطع للمطار تفعّل خط جونية قبرص البحري، وارتفعت تذاكر السفر بشكل جنوني، فقبل الحرب كانت التذكرة بأقل من 500 دولار، ويوم اندلاعها ارتفعت إلى 1700 دولار، وأمس وصلت إلى3000 آلاف دولار. يبلغ متوسط راتب العضو في المجلس الدستوري أكثر من 6 آلاف دولار شهرياً، إلا أن بعضهم يتقاضى رواتب مزدوجة من جهات عامة مختلفة: أحدهم يتقاضى راتباً من الجامعة اللبنانية إلى جانب مخصّصاته في المجلس، وآخر يجمع بين راتبه التقاعدي من القضاء العدلي وتعويضاته من المجلس، في تجاوز واضح لمبدأ عدم الجمع وتعارض المواقع. البناء تؤكد مصادر غربيّة واكبت قمة السبع الكبار وراقبت مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونقاشاته حول الحرب الإسرائيلية على إيران أن مفهوم الرئيس ترامب للحلول السياسية لا يفتح باباً أمام مساعي التسوية، لأنه يعتقد بإمكانية أن تأتي إيران إلى التفاوض وفق شروطه حول الملف النوويّ تحت ضغط الخوف من نتائج الحرب وتداعياتها، بينما أغلب الدول الغربية تعتقد أن احتواء إيران للصدمة التي تمثل أعلى عناصر القدرة الإسرائيلية وقدرتها على مواصلة الردّ بقسوة على العمق الإسرائيلي يعنيان إذا استمرّت الحرب وصول 'إسرائيل' إلى وضع صعب بدلاً من إيران. وفي هذه الحالة سوف يكون على ترامب إما القبول بتسوية بشروط إيران لوقف الحرب على 'إسرائيل' أو أن يدخل الحرب مباشرة لحمل الراية عن 'إسرائيل' وحمايتها ومحاولة فرض الشروط باللجوء إلى المزيد من القوة والمخاطرة بنتائج غير مضمونة. تؤكد مصادر إعلامية أميركية أن حجم ما حصلت عليه 'إسرائيل' من معونة أميركية وأوروبية يجعل الحرب على إيران حرباً لـ'الناتو' تخوضها 'إسرائيل' في الواجهة وقد حشدت لها كل الإمكانات الاستخبارية واللوجستية الغربية، بما في ذلك التنظيمات الإيرانية المعارضة للنظام الإسلامي والتي تتخذ من دول الغرب مقراً لها وتكليفها بإدارة معركة الداخل الإيراني من مصانع المسيّرات وتفخيخ المقار تماماً، كما حدث عندما وقف الغرب وهذه التنظيمات وراء الحرب التي خاضها نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين ضد إيران وما تشهده إيران اليوم من القصف والتدمير ومن أعمال التخريب الداخلية تشبه كثيراً ما جرى خلال السنوات الثماني لتلك الحرب عندما كانت المدن الإيرانية ساحات مواجهة مفتوحة وعندما قتل بالتفجيرات الداخلية كبار قادة إيران.