logo
العدالة الغارقة…. الهجمات البحرية لمليشيات البوليساريو ضد المدنيين

العدالة الغارقة…. الهجمات البحرية لمليشيات البوليساريو ضد المدنيين

بديلمنذ 3 أيام
شهدت السواحل المحيطة بالصحراء المغربية خلال الفترة ما بين السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي موجة من الهجمات التي شنتها البوليساريو على سفن الصيد، خصوصا الإسبانية منها، التي كانت تستغل الثروات البحرية في هذه المنطقة. هذه الهجمات أودت بحياة العديد من البحارة الإسبان والمغاربة، وأدت إلى اختطاف آخرين واحتجازهم في مخيمات تندوف، ما جعلها من أبرز مظاهر النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
أهم الحوادث:
سفينة Eugenia. 20- يناير 1987
تعرضت للهجوم من قِبل ستة كوماندوس تابعين للبوليساريو قرب سواحل الصحراء المغربية على متن السفينة كان هناك ستة مغاربة مسلحين ضمن طاقم الحماية، قُتل منهم ثلاثة وأُصيب رابع بجروح بالغة. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك أربعة بحارة مغاربة مدنيين، إلى جانب 13 بحارا برتغاليا.
وقد أسفر الهجوم عن خسائر بشرية جسيمة، ويعتبر من أبرز الهجمات التي طالت أطقم مختلطة من جنسيات مختلفة.
سفينة Sindabal 1 – 15 غشت 1980
تعرضت سفينة الصيد المغربية Sindabal 1 لهجوم مباشر بإطلاق النار من قبل عناصر مسلحة تابعة للبوليساريو، خلال وجودها في نطاق بحري مدني. أسفر الهجوم عن إعدام ميداني لثمانية صيادين مغاربة عزل كانوا على متن السفينة، في واحدة من أكثر الهجمات دموية ضد طواقم الصيد المغربية.
ورغم عدم الكشف الرسمي عن أسماء الضحايا، فإن شهادات الناجين والمعطيات الميدانية أكدت أن البحارة لم يكونوا يحملون أي سلاح ولم يصدر عنهم أي تهديد.
ويمثل هذا الهجوم، من حيث النية المباشرة في القتل وعدم وجود اشتباك مسلح، جريمة قتل عمد ضد مدنيين يجرمها القانون الدولي، وتصنف ضمن جرائم الحرب وفقا للمادة 8 من نظام روما الأساسي. كما قد ينظر إليه ضمن الجرائم ضد الإنسانية كونه جزءا من سلوك ممنهج يستهدف فئة مدنية محددة في إطار النزاع.
1985 20 سبتمبر -El Junquito سفينة
عرضت سفينة El Junquito لهجوم عنيف شنته عناصر مسلحة من البوليساريو، باستخدام رشاشات ثقيلة وقذائف مضادة للدبابات، وذلك قرب السواحل الأطلسية المتاخمة للصحراء المغربية.
أسفر الهجوم عن مقتل أحد أفراد الطاقم المدني، واختطاف ستة بحارة، من بينهم مغاربة، حيث تم نقلهم قسرا إلى مخيمات تندوف واحتجازهم هناك خارج أي إطار قانوني.
ويعد هذا الاعتداء، من حيث طبيعة الأسلحة المستخدمة واستهداف طاقم مدني بالكامل، خرقا صارخًا لمبادئ التناسب والتمييز المنصوص عليها في القانون الدولي الإنساني، ويصنف ضمن جرائم الحرب بموجب المادة 8 من نظام روما الأساسي، فضلا عن كونه جريمة اختطاف واحتجاز تعسفي ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية في حال ثبوت الطابع المنهجي لتلك الممارسات.
سفينة Tagomago – 21سبتمبر 1985
تعرضت دورية إنقاذ إسبانية، كانت تبحر على متن سفينة Tagomago، لهجوم مباشر من طرف عناصر مسلحة تابعة للبوليساريو، وذلك أثناء قيامها بمحاولة إنقاذ ناجين من الهجوم الذي استهدف السفينة El Junquito قبل يوم واحد.
الهجوم استُخدم فيه السلاح الثقيل، وأسفر عن مقتل عنصر إسباني من طاقم الإنقاذ وإصابة آخر بجروح خطيرة. ورغم الطابع الإنساني المحض لمهمة السفينة، تم استهدافها بشكل متعمد، ما يعد انتهاكا واضحا للقانون الدولي الإنساني، وتحديدا القواعد التي تحمي بعثات الإغاثة والإنقاذ في مناطق النزاع.
سفينة Agadir 2 وAlgargar – ديسمبر 1984
تعرضت السفن المغربية Agadir 2 وAlgargar لهجمات مسلحة نفذتها البوليساريو في عرض السواحل الأطلسية. وأسفر هذا الاستهداف عن مقتل أحد أفراد الطاقم المغربي على متن سفينة Algargar، في حين تؤكد الوقائع أن السفن كانت تؤدي مهام صيد مدني في نطاق غير معادٍ.
ويعد هذا الهجوم مثالا آخر على استهداف أهداف مدنية بحرية دون تمييز، مما يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي الإنساني، لاسيما القواعد المتعلقة بحماية المدنيين والأعيان المدنية في النزاعات المسلحة غير الدولية.
جرائم حرب بموجب القانون الدولي
الهجمات التي نفذتها البوليساريو على سفن الصيد الإسبانية والمغربية التي تضم بحارة مدنيين تعتبر جرائم حرب بموجب القانون الدولي، لأنها استهدفت بشكل متعمد مدنيين وأعيانا مدنية. وبحكم أن الهجمات والاحتجازات كانت جزءا من سياسة منهجية تهدف إلى استهداف السكان المدنيين أو إرهابهم، فإنها قد تُصنف أيضا كجرائم ضد الإنسانية. كما ان عدم التمييز بين المدنيين والعسكريين، وقتل المدنيين العزل، واختطاف البحارة المدنيين، كلها انتهاكات صارخة للقانون الدولي الإنساني.
الدولة الاسبانية لازالت مطالبة بفتح تحقيق برلماني رسمي.
اسبانيا مطالبة بفتح تحقيق برلماني شامل حول الهجمات التي شنتها جبهة البوليساريو على البحارة المدنيين المغاربة في عرض البحر خلال الثمانينات، خاصة بالمناطق القريبة من جزر الكناري و داخل مياهها الإقليمية. ولقد أودت تلك الهجمات، الموثقة من خلال شهادات عائلات الضحايا وناجين، بحياة عشرات الصيادين المغاربة الذين كانوا يمارسون عملهم المدني في نطاق بحري قريب من السواحل الإسبانية، وتم استهدافهم بأسلحة ثقيلة في ظروف لا تختلف عن الأعمال الإرهابية المحظورة دوليا.
تطور النقاش الأوروبي والدولي حول معايير تصنيف التنظيمات الإرهابية، يجعلنا نستغرب من عدم إدراج هذه الجرائم في سياق المراجعة الشاملة لسياسات مكافحة الإرهاب، رغم قرب موقعها من التراب الإسباني، وطبيعتها التي تُظهر تعمد استهداف مدنيين عزل خارج أي إطار اشتباك عسكري.
كما أن الصمت المؤسسي الاسباني الذي رافق تلك المرحلة، والغياب شبه الكامل لأي تحقيق رسمي، يُهدد قيم العدالة وحقوق الضحايا، ويعزز الانطباع بوجود ازدواجية في تطبيق المفهوم الإسباني للإرهاب.
وعليه، فالدولة الاسبانية لازالت مطالبة بفتح تحقيق برلماني رسمي وشفاف حول هذه الجرائم، وتحديد المسؤوليات السياسية والقانونية والاعتراف بمعاناة الضحايا وذويهم، وتعزيز التعاون مع الجانب المغربي في هذا الإطار. فضلا عن ضرورة مراجعة موقف إسبانيا من جبهة البوليساريو على ضوء المعايير الدولية لمكافحة الإرهاب.
خاتمة
إن العدالة المؤجلة لضحايا الهجمات البحرية التي نفذتها البوليساريو تشكل مسؤولية سياسية وأخلاقية تقع على عاتق المجتمع الدولي، وفي مقدمته الدولة الإسبانية، بحكم القرب الجغرافي ووجود رعاياها ضمن الضحايا. ولا يمكن لأي نقاش جاد حول مكافحة الإرهاب وحماية المدنيين أن يتجاهل مساءلة المتورطين في هذه الجرائم الموثقة، أيا كانت خلفياتهم، ومهما طال أمد الإفلات من العقاب أو تبدلت التحالفات.
محمد الطيار؛ رئيس المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كيف اخترق 'سهم زوما' خاصرتي الجزائر و'البوليساريو'؟
كيف اخترق 'سهم زوما' خاصرتي الجزائر و'البوليساريو'؟

الأيام

timeمنذ 2 ساعات

  • الأيام

كيف اخترق 'سهم زوما' خاصرتي الجزائر و'البوليساريو'؟

ط.غ لم يكن دعم الرئيس الجنوب إفريقي السابق جاكوب زوما، لسيادة المغرب على صحرائه ودعم مبادرة الحكم الذاتي كحل لإنهاء للنزاع الإقليمي، حدثا دبلوماسيا عابرا في مسار إقرار الحق المغربي التاريخي والشرعي في السيادة على كامل ترابه، بل يرسم تحولا جذريا وجوهريا يضرب عمق أطروحة الانفصال التي تروج لها الجزائر لصالح البوليساريو عبر استغلال دعم 'الحلفاء التقليديين' على غرار جنوب افريقيا. جاكوب زوما الذي حل بالرباط والتقى وزير الخارجية ناصر بوريطة، جاء مرتديا قبعة الرئيس السابق لبريتوريا ويرأس حاليا حزب uMkhonto we Sizwe (MK)، ثالث قوة سياسية في البلاد بعد انتخابات ماي 2024، زيارة تأتي على خلفية الموقف الرسمي للحزب الجديد بدعم مبادرة الحكم الذاتي المغربي في الصحراء، ويعترف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية. من هو جاكوب زوما؟ سبق جاكوب زوما أن تولى رئاسة جنوب إفريقيا بين 2009 و2018، ويعد أبرز الأسماء التي شاركت في الحركة النضالية ضد نظام الفصل العنصري. وتولى بعدها رئاسة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي (ANC) ويتمتع بنفوذ واسع في الأوساط السياسية والشعبية، وبعد مغادرته الرئاسة، أسس حزبا جديدا سرعان ما فرض نفسه كقوة برلمانية وازنة في الانتخابات الأخيرة. جنوب إفريقيا وقضية الصحراء لا تخفي جنوب إفريقيا دعمها الصريح والعلني لجبهة البوليساريو، حيث ساهمت على مدار سنوات في دعم الطرح الانفصالي والدفاع عنه داخل الاتحاد الإفريقي والمحافل الأممية. وينبع هذا الموقف من اعتبارات إيديولوجية وتاريخية ربطت بين النضال ضد 'الأبارتايد' ودعم الحركات الانفصالية. دعم زوما..إعلان ميلاد جديد! ويرى خبراء أن دعم جاكوب زوما لسيادة المغرب على الصحراء يأتي في سياق تحولات سياسية في جنوب إفريقيا بعد انتخابات تشريعية فقد فيها حزب المؤتمر الوطني الحاكم أغلبيته للمرة الأولى منذ نهاية نظام الفصل العنصري. هذا التغيير فسح المجال أمام صعود قوى جديدة للمشهد السياسي وحمل مواقف وأفكار مغايرة لما دأب عليه الساسة في جنوب إفريقيا ما قد يرسم تحولا في السياسة الخارجية للبلاد وتعاطيها مع ملفات إقليمية ودولية بمنظار آخر. جنوب إفريقيا والمغرب..عداء فهدنة ويرجع تاريخ العلاقات مع الرباط إلى ستينيات القرن الماضي حين زار الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا، المغرب عام 1962، والتقى بالوزير المكلف بالشؤون الإفريقية آنذاك، عبد الكريم الخطيب، وطلب منه دعمه بالمال والسلاح وتدريب جنود الجناح المسلح لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي في كفاحه ضد نظام الفصل العنصري (الأبارتيد) وهو ما استجاب له المغرب. لهذه الأسباب، شعر مانديلا، بعد الإفراج عنه في 1990، أنه من الضروري زيارة المغرب من أجل شكر المغاربة، وفي أعقاب ذلك تقررت إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين. لكن منذ عام 2000، شهدت العلاقات بين البلدين برودا لافتا وذلك راجع لموقف بريتوريا إزاء قضية الصحراء، هذا الموقف ترجم الاختلاف بشأنه بين صقور وحمائم حزب 'المؤتمر الوطني الإفريقي' الحاكم بجنوب إفريقيا، والذي حسم التزام حكومة بريتوريا بالتمسك بموقفها الأيديولوجي الثوري القاضي بالاعتراف بـ'الجمهورية الصحراوية'. في 2018، خصّ وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة، نظيرته الجنوب الإفريقية ​ناليدي باندور، التي زارت الرباط لحضور مؤتمر إفريقي لأول مرة منذ استئناف العلاقات بين البلدين، باستقبال خاص، وذهبت عدد من التحليلات إلى أن الخطوة مهمة في طريق إيجاد حل لنزاع الصحراء موضع الخلاف الرئيسي بين البلدين. وفي يناير 2021، استقبل بوريطة، سفير جنوب إفريقيا الجديد في الرباط، إبراهيم إدريس. وأتى تعيين السفير بعد مرور عام ونصف على التحاق السفير المغربي، يوسف العمراني، بمقر عمله في بريتوريا، في حين ظلت سفارة جنوب إفريقيا بالمغرب تحت إدارة دبلوماسي برتبة قائم بالأعمال. وكانت الرباط وبريتوريا قد اتفقتا خلال لقاء الملك محمد السادس، ورئيس جنوب إفريقيا السابق جاكوب زوما، بأبيدجان الإيفوارية في نونبر 2017، على هامش قمة الاتحاد الإفريقي-الاتحاد الأوروبي، على رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي عبر تعيين سفيرين من مستوى عال في كل من عاصمتي البلدين. وعينت الرباط شخصية بارزة هي يوسف العمراني، الذي كان مكلفا بمهمة في القصر الملكي، وقبلها كان وزيرا منتدبا في وزارة الخارجية ووكيلا للوزارة، وسفيرا في عدة دول بأميركا اللاتينية، وعينت بريتوريا إبراهيم إدريس، الذي كان قنصلا عاما لبلاده في جدة السعودية، ونائب رئيس دائرة البروتوكول في وزارة الخارجية الجنوب إفريقية.

أعين (المرادية) الشريرة.. وتنظيم الكاف والمونديال!
أعين (المرادية) الشريرة.. وتنظيم الكاف والمونديال!

كواليس اليوم

timeمنذ 3 ساعات

  • كواليس اليوم

أعين (المرادية) الشريرة.. وتنظيم الكاف والمونديال!

عبد اللطيف مجدوب عبد اللطيف مجدوب أصبح واضحا للعالم أجمع ؛ وليس للجيران فحسب ؛ أن حكام الجزائر ، بعد أن نفدت منهم كل أوراق المناورات والدسائس والحبائل الدبلوماسية الخبيثة ضد المغرب ، من جهة ، وفي أعقاب ترتيب صنيعتهم البوليساريو كتنظيم إرهابي عسكري من جهة أخرى ، أصابهم سعار حاد ، حيث صاروا يصطادون ويتحينون كل مناسبة إلا ليركبوها لبث أحقادهم وسمومهم ، فإذا حل فريق رياضي أو ضيف مغربي بأرضهم ، لا يتورعون في مضايقته والحط من كرامته ، بأساليب خبيثة وضغائن دفينة ، لا تمت بصلة إلى المروءة وحسن الجوار اللذين يحرص عليهما المغرب في كل مناسبة ، حل فيها زائر جزائري بأرضه ، وإذا تعلق الأمر بعرض المغرب أمام الأمم المتحدة ، سخروا كل بيادقهم ومأجوريهم للتشويش على موقف المغرب السيادي. الجزائر ونفوذ إيران هناك زيارات متواترة ومنتظمة لمسؤولين إيرانيين إلى الجزائر ، أحياناً يتلقاها الإعلام الجزائري المأجور تحت عناوين وهمية ، على غرار 'بحث آفاق التعاون المشترك بين البلدين' ، بيد أن خلف سطورها تكمن الأكمة ، مثل سعيها بشكل حثيث إلى نقل مناوراتها العسكرية إلى الصحراء المغربية ، بغرض تعزيز وجودها الاستيطاني هناك ، كنقطة استراتيجية مطلة على الأطلسي ، وفي آن تمديد خلاياها هناك ومدها بالسلاح والعتاد ، على غرار ما بات معروفا 'بالأذرع العسكرية التابعة لإيران ' ، سواء في لبنان أو العراق أو اليمن. وكثير من المراقبين باتو يشككون في الرواية الإيرانية ، بخصوص مخزونها من اليورانيوم ، ومنهم من لا يستبعد نقله إلى 'صحراء الجزائر' في انتظار مرور عاصفة متابعتها وتدمير ما تبقى من أنشطتها النووية. الكاف و المونديال والهاجس الأمني إنه لحري بنا الإشارة إلى أن السلطات الأمنية المغربية تدرك بعمق التحديات الأمنية ، التي من المحتمل أن تواجهها ، قبيل انطلاقة فعاليات الكاف (كأس إفريقيا للأمم African football Confederation of) ، إنْ داخل التراب الوطني أو خارجه أو على حدوده ، ولدرء كل المحاذير من هذا النوع ، جندت قوات أمنية خاصة ، كحرس الحدود ، أو فرق أمنية لتتبع الأفراد المشتبه بهم ، فضلاً عن تسخير شبكة من الإستخبارات البشرية والتكنولوجية لرصد كل الأجسام الغريبة التي تحاول الولوج إلى التراب الوطني ، منها بشكل خاص ، الطائرات المسيرة (الدرون) ، وقيامها بطلعات استطلاعية منتظمة على طول الحدود الشرقية المحاذية لخطوط تماس الحدود الجزائرية المغربية . ولدى السلطات المغربية قناعة تامة بأن حكام قصر المرادية لن يألو جهدا في تعكير أجواء (الكاف) وكل تظاهرة رياضية دولية تقام على أرض المغرب. ولهذه الغاية ، من المنتظر في القريب العاجل أن تقوم الأجهزة الأمنية المغربية بتنظيم عمليات استباقية أمنية ، أملا في تطويق المشهد العام والتحكم في متغيراته.

خبث الكابرانات يطال حتى الرياضة!
خبث الكابرانات يطال حتى الرياضة!

وجدة سيتي

timeمنذ 6 ساعات

  • وجدة سيتي

خبث الكابرانات يطال حتى الرياضة!

مرة أخرى ولا نخالها ستكون الأخيرة، يأبى الكابرانات الماسكون على الحكم بقبضة حديدية والجاثمون على صدور الجزائريين منذ أزيد من ستة عقود، إلا أن يكشفوا عن مدى خبثهم وعدائهم للمغرب، إذ لا يكتفون بمعاكسته في وحدته الترابية واستفزازه عبر إعلامهم بترويج المغالطات والشائعات. والتمادي في دعم ميليشيات البوليساريو الانفصالية، رافضين مقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، باعتباره السبيل الوحيد الممكن للوصول إلى حل النزاع الإقليمي المفتعل، حيث أنه يمزج بين الحكمة الوطنية والواقعية الدولية، ولم ينفك يحظى بدعم دولي متزايد منذ سنة 2007، لاسيما بعد أن أيدته كل من الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الفرنسية، العضوان الدائمان في مجلس الأمن. بل إن خبث حكام قصر المرادية ما فتئ يتعاظم بشكل لافت حتى أنه طال المجال الرياضي، كما يتضح ذلك من خلال عديد المناسبات والتظاهرات الرياضية داخل وخارج الجزائر، وجاءت لتأكيده التصرفات اللارياضية الأخيرة، التي صدرت عن الوفد الجزائري المشارك في بطولة كأس أمم إفريقيا للسيدات، التي يستضيفها المغرب في الفترة الممتدة من 5 إلى 26 يوليوز 2025 بمشاركة 12 منتخبا إفريقيا من بينها المنتخب الجزائري، الذي يكاد لا يتوقف عن إثارة الجدل أينما حل وارتحل… ففي الوقت الذي جاءت فيه هذه الاستضافة لتعزيز مكانة المغرب كقبلة رياضية متميزة في القارة السمراء، خاصة بعد أن حقق نجاحا مبهرا في تنظيم كأس أمم إفريقيا للسيدات برسم سنة 2022، كأس العالم للأندية لسنة 2023، وعصبة أبطال إفريقيا للسيدات سنة 2024 وكأس أمم إفريقيا للناشئين، ويراهن اليوم على هذه البطولة للنهوض بمستوى كرة القدم النسوية وتطويرها، فضلا عن السعي الدؤوب إلى تعزيز إشعاعه الرياضي قاريا ودوليا. لم يجد الكابرانات من وسيلة للتشويش على هذه التظاهرة الرياضية عدا التمادي في الاستفزازات الرعناء، ويتجلى ذلك من خلال مجموعة من السلوكات غير المسؤولة… إذ بصرف النظر عن غياب تمثيلية المنتخب الجزائري للسيدات عن الاجتماعي التنظيمي الأول، وكذا تغيب عميدة الفريق غير المبرر عن الوصلة التسويقية للدورة، فإن ما أثار حفيظة المغاربة واستغراب الكثير من الملاحظين الدوليين، هو إقدام الاتحاد الجزائري لكرة القدم بغير قليل من الانضباط والاحترام على حذف اسم المغرب من منشوراته المتعلقة ببطولة كأس إفريقيا للسيدات، وتفادي ذكره أو الإشارة إلى شعاره والمدن التي ستحتضن المباريات المقررة. والأكثر من ذلك تلقي لاعبات المنتخب الجزائري تعليمات من الكابرانات تدعوهن إلى إخفاء اسم المغرب من شعار البطولة، وقيام مدرب المنتخب بتمزيق شارة اعتماده الرسمي أمام الصحافة خلال ندوة صحافية، ناهيكم عن وضع ملصقات لحجب شعار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم المثبت في كرسي البدلاء، وغير ذلك كثير ومثير… ثم إن الأمر لدى كابرانات العسكر الجزائري لم يقف عند هذا الحد من الهبل والخبث، بل تعداه إلى فرض رقابة صارمة على وسائل الإعلام الجزائرية رغم عدم حضورها للمغرب، حيث عمدت القنوات التلفزيونية وعديد المواقع الإلكترونية الجزائرية إلى اختلاق شعارات إعلانية خلال تغطية أطوار بطولة كأس أمم إفريقيا للسيدات، بغرض إخفاء « لوغو » الخطوط الملكية المغربية، باعتبارها أحد أبرز الرعاة الرسميين للاتحاد الإفريقي لكرة القدم « الكاف ». وهي الأحداث المصورة في عدة فيديوهات تم تداولها على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، وخلفت امتعاضا شديدا في أوساط الجماهير الرياضية حتى من داخل الجزائر، ووجهت على إثرها انتقادات حادة للكونفدرالية الإفريقية التي تغاضت عن هكذا ممارسات دنيئة، دون أن يصدر عنها أي رد فعل يذكر تجاه ما اعتبره الكثير من المهتمين بالشأن الرياضي عبر العالم « انتهاكا خطيرا لأعراف وتقاليد المنافسات القارية »، و »إهانة مباشرة » للمنظمين. وليست هذه المرة الأولى التي يكشف فيها شنقريحة وجميع أعضاء « العصابة الحاكمة » عن خبثهم وعدائهم للمغرب، فطالما أرقتهم انتصارات الكرة المغربية وقضت مضاجعهم، مما جعلهم يحاولون جاهدين وبشتى السبل القذرة النيل من سمعته والتقليل من شأن الإنجازات المغربية ذات المستوى الرفيع. فهناك عدة أمثلة عن خبث الكابرانات، نستحضر منها: انسحاب منتخب كرة اليد من البطولة العربية التي أقيمت في المغرب، إلغاء مشاركة منتخب الجمباز في المنافسة الإفريقية، وانسحاب اتحاد العاصمة الجزائري من مباراة إياب نصف نهائي بطولة الكونفدرالية الإفريقية بالمغرب. ثم ألم يسبق لهم التقليل من شأن الإنجاز التاريخي غير المسبوق عربيا وإفريقيا، الذي حققه « أسود الأطلس » في مونديال قطر 2022 عند بلوغ دور نصف النهائي، وتسخير كل الإمكانات والأجهزة الدبلوماسية والإعلامية لإفشال ترشيح المغرب لاستضافة كأس إفريقيا برسم سنة 2025؟ وهل ننسى الادعاءات الباطلة بعدم جاهزية ملاعب المغرب لاحتضان كأس إفريقيا 2025 واستعداد « الكاف » لسحب التنظيم منه، بالإضافة إلى نشر شائعات حول إقالة مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي؟ إن الهدف الأسمى من الرياضة عامة وممارسة كرة القدم خاصة ليس فقط إثبات التفوق والحصول على البطولات، وإنما تعمل على تكريس قيم التسامح والتقارب بين الشعوب ونشر ثقافة السلام والوئام، فضلا عن كونها تساعد في رفع الحواجز وتعزيز الهوية المشتركة والتفاهم والاحترام، غير أن لكابرانات الجزائر رأيا آخر، ولا يدعون فرصة تمر دون محاولة تسميم الأجواء وتحويل التظاهرات الرياضية إلى فضاءات لتصريف عدائهم الأزلي للمغرب، الذي سيظل متمسكا بسياسة اليد الممدودة لقائده المفدى الملك محمد السادس.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store