logo
الشيباني في موسكو: مَن يخشى نظام لافروف «السنّي»؟

الشيباني في موسكو: مَن يخشى نظام لافروف «السنّي»؟

الصحراءمنذ يوم واحد
لم يكن بعيداَ، إذ انقضت عليه 13 سنة فقط، ذلك الزمن الذي شهد تصريحاً مدوياً لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، تقصد منه دغدغة شرائح سياسية واجتماعية وإيديولوجية داخل روسيا أوّلاَ (لأنّ لافروف اختار إذاعة «كوميرسانت إف إم» الروسية المحلية لإطلاق آرائه)؛ كما خاطب أربعاً من المكوّنات الوطنية السورية، كي يثير مخاوف الداخل السوري من جهة، ويصطنع مبرراً آخر جديداً لتدخل عسكري روسي مباشر سوف يتمّ لصالح النظام السوري بعد ثلاث سنوات فقط، خريف 2015؛ ولم يوفّر المحيط الإقليمي، لأنه ألمح أيضاً إلى جوار سوريا.
وكما هو معروف، أو كما يُستحسن ألا ينسى سوريون كثر، قال لافروف التالي: «فى حال انهيار النظام القائم في سوريا، فسيغري هذا بعض بلدان المنطقة لإقامة نظام سنّي في البلد»؛ وهذا ما أقلق الرجل، لأنه سوف «يؤثر على مصير المسيحيين والأكراد والعلويين والدروز، وهو الأمر الذي قد يمتد إلى لبنان والعراق». وربما يصعب على امرئ أن يرجح افتقار وزير خارجية دولة عظمى نووية مثل الاتحاد الروسي، وريثة الاتحاد السوفييتي ذي الصلات الوثيقة السياسية والعسكرية والاستخباراتية والثقافية مع العالم العربي، إلى مستشار واحد على الأقلّ، متواضع وليس بالضرورة عبقرياً؛ يهمس في أذن الوزير بضع كلمات حول الفارق في ألا تكون أقلية إثنية (مثل كرد سوريا) دينية بالضرورة، فضلاً عن كونها سنّية في أغلبية ساحقة؛ فكيف إذا جُرّت، قسراً وافتعالاً، إلى اصطفاف ديني أو مذهبي أو طائفي، مسيحي أو درزي أو علوي!
وفي الأصل، كيف يعقل من وزير خارجية الاتحاد الروسي/ الاتحاد السوفييتي سابقاً، أن يستخدم تعبير «نظام سنّي»، بأيّ معنى ملموس يمكن أن يخفف من ركاكة الصياغة أو حتى غبائها؛ إذا لم يذهب امرؤ إلى مساجلة لافروف على هذا النحو، الأقرب إلى منطق صوري لا مفرّ من اللجوء إليه: إذا كان قيام «نظام سني» في سوريا هو ما تتخوف منه روسيا، فما طبيعة النظام الذي كانت موسكو تسانده وتوشك على التدخل العسكري لإنقاذه من السقوط؟ وهل كان الكرملين يجهل أنه نظام استبداد وفساد وتوريث، وجيش براميل متفجرة وأسلحة كيميائية، وميليشيات طائفية التركيب تمتهن التسلط والأتاوات وتصنيع الكبتاغون…؟
هذه أسئلة، وسواها كثير، وُضعت على رفوف الكرملين، أو جُبّت إلى حين طويل، أو طُوي بعضها مرّة وإلى الأبد؛ حين قرأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تفاصيل المشاهد التي باتت تحدّد نهايات نظام «الحركة التصحيحية»، الأسد الأب وابنه الوريث، على أصعدة داخلية أوّلاً؛ ثمّ إقليمية (إيران وأذرعها الثقيلة والخفيفة والمتوسطة، تركيا، دولة الاحتلال الإسرائيلي، فشل التطبيع العربي والخليجي مع بشار الأسد…)؛ وكذلك دولية (بما في ذلك مستوى تورّط موسكو في أوكرانيا، وحجم ومهامّ وضرورات قاعدتَيْ حميميم وطرطوس الروسيتين على شواطئ الساحل السوري، أو حتى مكاسب موسكو في قطاع الفوسفات السوري، والرهانات البائسة على ضباط من أمثال «النمر» من ورق سهيل الحسن…).
هل كان الكرملين يجهل أنه نظام استبداد وفساد وتوريث، وجيش براميل متفجرة وأسلحة كيميائية، وميليشيات طائفية التركيب تمتهن التسلط والأتاوات وتصنيع الكبتاغون؟
هذه السلّة المركبة من الاعتبارات كانت في الخلفية تتقاطع مع سلسلة مصالح جيوسياسية لا تقلّ تركيباً، وتضافرت مع سواها من موجبات أخرى، حكمت قرار بوتين بالانخراط في (أو السكوت عن، أو التواطؤ على) نظرة إقليمية وعربية ودولية واقعية، من طراز الـRealpolitik كما قد يصحّ القول، إلى أوان نهايات النظام السوري، أو مصيره الختامي. كان منتظَراً أن تغتنم «هيئة تحرير الشام»، والفصائل المتحالفة تحت قيادتها، هذه الفرصة الذهبية الفريدة، وأن تسارع إلى الزحف نحو حلب ومحيطها أوّلاً؛ قبل أن يتضح لأبي محمد الجولاني، سريعاً في الواقع وعلى نقيض معظم الحسابات، أنّ ما تبقى من نظام «الحركة التصحيحية» بات قاب قوسين من الانهيار في حماة وحمص والعاصمة دمشق، ومعها اللاذقية ودرعا والسويداء، وحتى مناطق سيطرة «قسد» في دير الزور والحسكة والرقة وشرق الفرات عموماً.
هل كان قرار بوتين بمثابة إقرار مبدئي بأنّ «النظام السنّي»، الذي تخوّف منه وخوّف جوار سوريا وزيرُ خارجيته لافروف، آخذ في التشكل لتوّه، منذ 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، أياً كانت عناصره التكوينية الأولى؛ وبصرف النظر عن أنساق التمويه و/ أو التجميل التي اكتنفت وتكتنف استكماله أسبوعاً بعد آخر، وحكومة بعد مؤتمر حوار وطني بعد إعلان دستوري؟ كلا، أغلب الظنّ، لأنّ الكرملين يمكن أن يترك لوزير الخارجية مدّ حبال الاستشراق الروسي هنا وهناك، وأمّا الرئاسة وهذا الرئيس تحديداً (خرّيج أجهزة الـKGB دون سواها، وأحد مهندسي الإدارة الاستخبارية للغزو السوفييتي في أفغانستان)؛ فالحسابات عنده لا تُدرج التخرّصات حول إثنيات الشرق الأوسط والأديان والمذاهب والطوائف.
والمرء، ذاته المتسائل على امتداد هذه السطور، كان مخوّلاً باستكناه زيارة وزير خارجية الحكومة السورية الانتقالية، أسعد الشيباني، إلى موسكو مؤخراً؛ وكان مشروعاً له، من زاوية نظرية على الأقلّ، أن يتساءل خلال مؤتمر لافروف الصحافي مع نظيره السوري: مّن يخشى، اليوم، تشكّل «نظام سنّي» في سوريا الراهنة؟ أو، بالأحرى، أهذا الذي يستقبله وزير الخارجية الروسي هو وزير خارجية السنّة السوريين، أم سائر مكوّنات سوريا الجديدة وأديانها وإثنياتها ومذاهبها وطوائفها؟ الأرجح أنّ الشطر الثاني هو الذي توجّب أن يُلزم لافروف، وأن يلتزم به من باب الكياسة والأعراف الدبلوماسية، إذا لم يكن الخيار محكوماً أصلاً بتلك النظرة الـRealpolitik إياها؛ التي كانت، كذلك، وراء خروج الرئيس الروسي نفسه عن أعراف الكرملين واستقبال الشيباني، وإعلان عزم موسكو على دعوة الرئيس الانتقالي للجمهورية العربية السورية أحمد الشرع (وليس الجولاني، زعيم «نظام سنّي»، نظرياً هنا أيضاً) لزيارة روسيا.
وقد يقول قائل، محقاً تماماً بالطبع: ولكن ألم يفعلها، قبل بوتين، أناس أمثال أمير قطر وولي العهد السعودي ورئيس الإمارات وملك الأردن والرئيس المصري والرئيس الفرنسي والرئيس الأمريكي؟ فعلوا هذا، بل يجوز التشديد على أنهم سبقوا بوتين إلى خطوة سياسية واقعية لا تحلّق في هيولى استشراقيات من طراز «نظام سنّي» يُخشى منه على مكوّنات إثنية ودينية ومذهبية وطائفية؛ وهذا، على وجه التحديد، هو الذي حكم ويحكم نظرة قطاعات واسعة من السوريين إلى بلدهم: أنه كان، وهكذا يظلّ، فسيفساء عالية التنوّع والخصوبة والاغتناء، لم يسبق لأية أغلبية سنّية أن استأثرت به أو سعت إلى إدارته منفردة؛ أو حتى أشاعت قسراً هوية له مستمدّة من ملابسات إثنية أو دينية أو مذهبية انفرادية، على شاكلة استيهامات «الإحياء الأموي» بصرف النظر عن حسن النوايا أو سوء الطوية خلف إشاعتها.
ليس النظام الانتقالي الراهن لكلّ السوريين على نحو كافٍ، أو يقارب الـ80% مثلاً، أو ليس بعدُ، لأنّ الطريق ما يزال غير قصير، والدروب وعرة محفوفة بالمخاطر والعثرات والمكائد والمصائد، وسلطات الشرع (في وزارات مثل الخارجية والداخلية والدفاع والأوقاف خصوصاً) مسؤولة في المقام الأوّل عن سوء، أو حسن، المسير في تلك الوعورة. هذا عدا عن أنّ الشرع مسؤول شخصياً عن ضبط الفصائل التي زحفت معه من إدلب إلى دمشق، ولكن ارتباطاتها بشخصه وبسياساته ليست على مسافة متساوية من ولاءاتها الأعظم لعقيدة جهادية متشددة هنا، أو لاستخبارات جهة إقليمية فاعلة هناك.
وإذا كانت مجازر الساحل واجتياح السويداء و»فزعة» العشائر بمثابة أنماط لاختبارات النار أمام السلطات الانتقالية، فإنها في الآن ذاته مختبرات للاجتماع السوري بأسره؛ سواء بقيت وازدادت، أم تناقصت وانقرضت، الخشيةُ من خزعبلات لافروف… ابنة الـ13 سنة!
نقلا عن القدس العربي
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الشيباني في موسكو: مَن يخشى نظام لافروف «السنّي»؟
الشيباني في موسكو: مَن يخشى نظام لافروف «السنّي»؟

الصحراء

timeمنذ يوم واحد

  • الصحراء

الشيباني في موسكو: مَن يخشى نظام لافروف «السنّي»؟

لم يكن بعيداَ، إذ انقضت عليه 13 سنة فقط، ذلك الزمن الذي شهد تصريحاً مدوياً لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، تقصد منه دغدغة شرائح سياسية واجتماعية وإيديولوجية داخل روسيا أوّلاَ (لأنّ لافروف اختار إذاعة «كوميرسانت إف إم» الروسية المحلية لإطلاق آرائه)؛ كما خاطب أربعاً من المكوّنات الوطنية السورية، كي يثير مخاوف الداخل السوري من جهة، ويصطنع مبرراً آخر جديداً لتدخل عسكري روسي مباشر سوف يتمّ لصالح النظام السوري بعد ثلاث سنوات فقط، خريف 2015؛ ولم يوفّر المحيط الإقليمي، لأنه ألمح أيضاً إلى جوار سوريا. وكما هو معروف، أو كما يُستحسن ألا ينسى سوريون كثر، قال لافروف التالي: «فى حال انهيار النظام القائم في سوريا، فسيغري هذا بعض بلدان المنطقة لإقامة نظام سنّي في البلد»؛ وهذا ما أقلق الرجل، لأنه سوف «يؤثر على مصير المسيحيين والأكراد والعلويين والدروز، وهو الأمر الذي قد يمتد إلى لبنان والعراق». وربما يصعب على امرئ أن يرجح افتقار وزير خارجية دولة عظمى نووية مثل الاتحاد الروسي، وريثة الاتحاد السوفييتي ذي الصلات الوثيقة السياسية والعسكرية والاستخباراتية والثقافية مع العالم العربي، إلى مستشار واحد على الأقلّ، متواضع وليس بالضرورة عبقرياً؛ يهمس في أذن الوزير بضع كلمات حول الفارق في ألا تكون أقلية إثنية (مثل كرد سوريا) دينية بالضرورة، فضلاً عن كونها سنّية في أغلبية ساحقة؛ فكيف إذا جُرّت، قسراً وافتعالاً، إلى اصطفاف ديني أو مذهبي أو طائفي، مسيحي أو درزي أو علوي! وفي الأصل، كيف يعقل من وزير خارجية الاتحاد الروسي/ الاتحاد السوفييتي سابقاً، أن يستخدم تعبير «نظام سنّي»، بأيّ معنى ملموس يمكن أن يخفف من ركاكة الصياغة أو حتى غبائها؛ إذا لم يذهب امرؤ إلى مساجلة لافروف على هذا النحو، الأقرب إلى منطق صوري لا مفرّ من اللجوء إليه: إذا كان قيام «نظام سني» في سوريا هو ما تتخوف منه روسيا، فما طبيعة النظام الذي كانت موسكو تسانده وتوشك على التدخل العسكري لإنقاذه من السقوط؟ وهل كان الكرملين يجهل أنه نظام استبداد وفساد وتوريث، وجيش براميل متفجرة وأسلحة كيميائية، وميليشيات طائفية التركيب تمتهن التسلط والأتاوات وتصنيع الكبتاغون…؟ هذه أسئلة، وسواها كثير، وُضعت على رفوف الكرملين، أو جُبّت إلى حين طويل، أو طُوي بعضها مرّة وإلى الأبد؛ حين قرأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تفاصيل المشاهد التي باتت تحدّد نهايات نظام «الحركة التصحيحية»، الأسد الأب وابنه الوريث، على أصعدة داخلية أوّلاً؛ ثمّ إقليمية (إيران وأذرعها الثقيلة والخفيفة والمتوسطة، تركيا، دولة الاحتلال الإسرائيلي، فشل التطبيع العربي والخليجي مع بشار الأسد…)؛ وكذلك دولية (بما في ذلك مستوى تورّط موسكو في أوكرانيا، وحجم ومهامّ وضرورات قاعدتَيْ حميميم وطرطوس الروسيتين على شواطئ الساحل السوري، أو حتى مكاسب موسكو في قطاع الفوسفات السوري، والرهانات البائسة على ضباط من أمثال «النمر» من ورق سهيل الحسن…). هل كان الكرملين يجهل أنه نظام استبداد وفساد وتوريث، وجيش براميل متفجرة وأسلحة كيميائية، وميليشيات طائفية التركيب تمتهن التسلط والأتاوات وتصنيع الكبتاغون؟ هذه السلّة المركبة من الاعتبارات كانت في الخلفية تتقاطع مع سلسلة مصالح جيوسياسية لا تقلّ تركيباً، وتضافرت مع سواها من موجبات أخرى، حكمت قرار بوتين بالانخراط في (أو السكوت عن، أو التواطؤ على) نظرة إقليمية وعربية ودولية واقعية، من طراز الـRealpolitik كما قد يصحّ القول، إلى أوان نهايات النظام السوري، أو مصيره الختامي. كان منتظَراً أن تغتنم «هيئة تحرير الشام»، والفصائل المتحالفة تحت قيادتها، هذه الفرصة الذهبية الفريدة، وأن تسارع إلى الزحف نحو حلب ومحيطها أوّلاً؛ قبل أن يتضح لأبي محمد الجولاني، سريعاً في الواقع وعلى نقيض معظم الحسابات، أنّ ما تبقى من نظام «الحركة التصحيحية» بات قاب قوسين من الانهيار في حماة وحمص والعاصمة دمشق، ومعها اللاذقية ودرعا والسويداء، وحتى مناطق سيطرة «قسد» في دير الزور والحسكة والرقة وشرق الفرات عموماً. هل كان قرار بوتين بمثابة إقرار مبدئي بأنّ «النظام السنّي»، الذي تخوّف منه وخوّف جوار سوريا وزيرُ خارجيته لافروف، آخذ في التشكل لتوّه، منذ 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، أياً كانت عناصره التكوينية الأولى؛ وبصرف النظر عن أنساق التمويه و/ أو التجميل التي اكتنفت وتكتنف استكماله أسبوعاً بعد آخر، وحكومة بعد مؤتمر حوار وطني بعد إعلان دستوري؟ كلا، أغلب الظنّ، لأنّ الكرملين يمكن أن يترك لوزير الخارجية مدّ حبال الاستشراق الروسي هنا وهناك، وأمّا الرئاسة وهذا الرئيس تحديداً (خرّيج أجهزة الـKGB دون سواها، وأحد مهندسي الإدارة الاستخبارية للغزو السوفييتي في أفغانستان)؛ فالحسابات عنده لا تُدرج التخرّصات حول إثنيات الشرق الأوسط والأديان والمذاهب والطوائف. والمرء، ذاته المتسائل على امتداد هذه السطور، كان مخوّلاً باستكناه زيارة وزير خارجية الحكومة السورية الانتقالية، أسعد الشيباني، إلى موسكو مؤخراً؛ وكان مشروعاً له، من زاوية نظرية على الأقلّ، أن يتساءل خلال مؤتمر لافروف الصحافي مع نظيره السوري: مّن يخشى، اليوم، تشكّل «نظام سنّي» في سوريا الراهنة؟ أو، بالأحرى، أهذا الذي يستقبله وزير الخارجية الروسي هو وزير خارجية السنّة السوريين، أم سائر مكوّنات سوريا الجديدة وأديانها وإثنياتها ومذاهبها وطوائفها؟ الأرجح أنّ الشطر الثاني هو الذي توجّب أن يُلزم لافروف، وأن يلتزم به من باب الكياسة والأعراف الدبلوماسية، إذا لم يكن الخيار محكوماً أصلاً بتلك النظرة الـRealpolitik إياها؛ التي كانت، كذلك، وراء خروج الرئيس الروسي نفسه عن أعراف الكرملين واستقبال الشيباني، وإعلان عزم موسكو على دعوة الرئيس الانتقالي للجمهورية العربية السورية أحمد الشرع (وليس الجولاني، زعيم «نظام سنّي»، نظرياً هنا أيضاً) لزيارة روسيا. وقد يقول قائل، محقاً تماماً بالطبع: ولكن ألم يفعلها، قبل بوتين، أناس أمثال أمير قطر وولي العهد السعودي ورئيس الإمارات وملك الأردن والرئيس المصري والرئيس الفرنسي والرئيس الأمريكي؟ فعلوا هذا، بل يجوز التشديد على أنهم سبقوا بوتين إلى خطوة سياسية واقعية لا تحلّق في هيولى استشراقيات من طراز «نظام سنّي» يُخشى منه على مكوّنات إثنية ودينية ومذهبية وطائفية؛ وهذا، على وجه التحديد، هو الذي حكم ويحكم نظرة قطاعات واسعة من السوريين إلى بلدهم: أنه كان، وهكذا يظلّ، فسيفساء عالية التنوّع والخصوبة والاغتناء، لم يسبق لأية أغلبية سنّية أن استأثرت به أو سعت إلى إدارته منفردة؛ أو حتى أشاعت قسراً هوية له مستمدّة من ملابسات إثنية أو دينية أو مذهبية انفرادية، على شاكلة استيهامات «الإحياء الأموي» بصرف النظر عن حسن النوايا أو سوء الطوية خلف إشاعتها. ليس النظام الانتقالي الراهن لكلّ السوريين على نحو كافٍ، أو يقارب الـ80% مثلاً، أو ليس بعدُ، لأنّ الطريق ما يزال غير قصير، والدروب وعرة محفوفة بالمخاطر والعثرات والمكائد والمصائد، وسلطات الشرع (في وزارات مثل الخارجية والداخلية والدفاع والأوقاف خصوصاً) مسؤولة في المقام الأوّل عن سوء، أو حسن، المسير في تلك الوعورة. هذا عدا عن أنّ الشرع مسؤول شخصياً عن ضبط الفصائل التي زحفت معه من إدلب إلى دمشق، ولكن ارتباطاتها بشخصه وبسياساته ليست على مسافة متساوية من ولاءاتها الأعظم لعقيدة جهادية متشددة هنا، أو لاستخبارات جهة إقليمية فاعلة هناك. وإذا كانت مجازر الساحل واجتياح السويداء و»فزعة» العشائر بمثابة أنماط لاختبارات النار أمام السلطات الانتقالية، فإنها في الآن ذاته مختبرات للاجتماع السوري بأسره؛ سواء بقيت وازدادت، أم تناقصت وانقرضت، الخشيةُ من خزعبلات لافروف… ابنة الـ13 سنة! نقلا عن القدس العربي

انطلاق قمة "بريكس" في ريو دي جانيرو اليوم بمشاركة بوتين
انطلاق قمة "بريكس" في ريو دي جانيرو اليوم بمشاركة بوتين

Babnet

time٠٦-٠٧-٢٠٢٥

  • Babnet

انطلاق قمة "بريكس" في ريو دي جانيرو اليوم بمشاركة بوتين

تنطلق، اليوم السبت، قمة مجموعة "بريكس" في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية ، وتُعقد على مدى يومي 6 و7 جويلية ، بمشاركة قادة الدول الأعضاء، وعلى رأسهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي سيشارك عن بُعد ، فيما يترأس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الوفد الروسي الحاضر ميدانيًا. مشاركة روسية عن بُعد وأكد الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين سيشارك في الجلسة العامة للمجموعة عبر تقنية الفيديو كونفرنس ، في حين سيقود لافروف الوفد الروسي ميدانيًا خلال مختلف أشغال القمة. جدول أعمال القمة أوضح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف ، أن القمة ستتناول محاور رئيسية تشمل: * قضايا السلام والأمن العالمي * نظام الحوكمة العالمية * تعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية كما من المنتظر أن يصدر عن القمة بيان ختامي يُلخّص مواقف الدول الأعضاء بشأن أبرز القضايا الدولية والإقليمية. توسّع المجموعة تضم مجموعة "بريكس" في تركيبتها الحالية 10 دول أعضاء ، وهي: * روسيا * الصين * الهند * البرازيل * جنوب إفريقيا * مصر * الإمارات * إثيوبيا * إيران * إندونيسيا (انضمت مطلع العام الجاري) وتتعاون مع المجموعة أيضًا عدة دول أخرى، من بينها: * بيلاروس * كوبا * كازاخستان * فيتنام * السعودية

انطلاق قمة "بريكس" في ريو دي جانيرو اليوم بمشاركة بوتين
انطلاق قمة "بريكس" في ريو دي جانيرو اليوم بمشاركة بوتين

تورس

time٠٦-٠٧-٢٠٢٥

  • تورس

انطلاق قمة "بريكس" في ريو دي جانيرو اليوم بمشاركة بوتين

مشاركة روسية عن بُعد وأكد الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين سيشارك في الجلسة العامة للمجموعة عبر تقنية الفيديو كونفرنس، في حين سيقود لافروف الوفد الروسي ميدانيًا خلال مختلف أشغال القمة. جدول أعمال القمة أوضح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن القمة ستتناول محاور رئيسية تشمل: * قضايا السلام والأمن العالمي * نظام الحوكمة العالمية * تعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية كما من المنتظر أن يصدر عن القمة بيان ختامي يُلخّص مواقف الدول الأعضاء بشأن أبرز القضايا الدولية والإقليمية. توسّع المجموعة تضم مجموعة "بريكس" في تركيبتها الحالية 10 دول أعضاء، وهي: * روسيا * الصين * الهند * البرازيل * جنوب إفريقيا * مصر * الإمارات * إثيوبيا * إيران * إندونيسيا (انضمت مطلع العام الجاري) وتتعاون مع المجموعة أيضًا عدة دول أخرى، من بينها: * بيلاروس * كوبا * كازاخستان * فيتنام * السعودية

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store